جدار برلين .. القصة الكاملة لجدار جسّد الحرب الباردة
1بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945 قسمّ الحلفاء ألمانيا إلى 4 مناطق محتلّة تابعة للولايات المتحدة الأمركية، الاتحاد السوفيتي، بريطانيا، وفرنسا.
من النتائج المترتبة على ذلك الاتفاق قُسمّت برلين عاصمة الرايخ الألماني إلى 4 مناطق بحيث مثلّت المدينة مسرحاً للمعارك الاستخباراتية بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي إبّان الحرب الباردة، وتبعاً لذلك تمّ بناء جدار برلين والذي كان الغرض منه تحجيم المرور بين شطري ألمانيا ابتداء من 13 أغسطس 1961 وجرى تحصينه عبر السنين ليتم هدمه يوم 9 نوفمبر 1989.
هذه الأيام يحتفل الشعب الألماني بمرور ربع قرن على هدم هذا الجدار باستخدام 8000 بالون مضيئ على طول 15 كيلومتراً مكان الجدار السابق.
في هذا المقال سأتناول معكم أبرز المعلومات عن جدار الحرب الباردة..
# بين عامي 1945 و 1961 استطاع أكثر من 3 ملايين مواطن من ألمانيا الشرقية الهرب إلى ألمانيا الغربية عبر نقاط التماس في برلين، وهو ما دفع حكومة ألمانيا الشرقية إلى تعزيز حدودها وتقييد السفر على مواطنيها لينتهي الأمر إلى بناء جدار برلين.
# أكثر من 50 ألف برليني كانوا يعبرون يومياً للعمل في ألمانيا الغربية حيث يتقاضون هناك رواتب أعلى بكثير ممّا يمكن أن يحصلوا عليه، بالمقابل فإنّهم فضلوا البقاء في ألمانيا الشرقية والحصول على السكن المجاني.
في حين كان مواطنوا ألمانيا الغربية يتنقّلون للتسوّق في برلين الشرقية المليئة بالبضائع الرخيصة طالما لا يبحثون عن اقتناء ماركات فارهة.
# خلال الأسابيع التالية ليوم 13 أغسطس 1961 قام العمّال ببناء 155 كيلومتر من جدار يصل ارتفاعه إلى 12 متراً ومدعّم بالأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة وأجهزة الأنذار.
# فقد ما لايقل عن 138 سخصاً حياتهم خلال محاولة العبور من برلين الشرقية إلى القسم الغربي من المدينة، بعضهم قضى بنيران حرس الحدود فيما غرق آخرون في نهر سبري البارد.
آخر من سقط خلال محاولات الهروب هذه هو الشاب Chris Gueffroy ذو الـ 20 عاماً وذلك قبل انهيار الجدار بحوالي 9 أشهر فقط.
# من أصل 10 آلاف شخص حاولوا عبور الجدار، تشير بعض التقديرات إلى أنّ حوالي 5 آلاف منهم تمكنّوا بالفعل من اختراق الجدار والعبور إلى الشطر الغربي من المدينة.
# في مساء يوم 9 نوفمبر 1989 بثّ تلفزيون ألمانيا الغربية تقريراً عن نيّة السلطات الشيوعية في ألمانيا الشرقية تخفيف قيود السفر على مواطنيها، حيث استند هذا التقرير إلى تصريح مربتك لأحد أعضاء المكتب السياسي في الحزب الاشتراكي الألماني والذي فشل في توضيح بعض المحاذير فيما يتعلق بالسياسة الجديدة.
على إثر ذلك تجمّع عشرات الآلاف من الألمان على طرفي الجدار ليتمكنوا من هدمه وتوحيد المدينة، حيث مثّل انهيار الجدار أول خطوة عملية في اتجاه توحيد ألمانيا وانتهاء الحرب الباردة وتفكّك الاتحاد السوفيتي.
حقائق مذهلة عن أمريكا ستعرفها لأول مرة# وفقاً لاستطلاع أُجري الشهر الماضي فإن 75% من مواطني ألمانيا الشرقية السابقين وجدوا أنّ سقوط الجدار ساهم في رفع مستوى معيشتهم، في حين يعتقد 15% أنّ حياتهم كانت لتكون أفضل لو بقي الوضع السابق على حاله.
# بعد مرور 25 عاماً على هدم جدار برلين، فإنّ بعض القطع الصغيرة ما تزال موجودة في مواقعها الأصلية لتتحوّل إلى واحد من أكبر المعارض الفنيّة في شوارع العالم.
رغم الحروب التي مزّقت ألمانيا ورغم جدارها اللعين فإنّ اعتبارها اليوم كدولة عظمى لديها أقوى اقتصاد في أوروبا قد يعطي القليل من الأمل عن مستقبل بلد عربي أنهكته الحرب.