العلاج الدوائي لمرض الإكتئاب
أولاً: هدف العلاج هو إختفاء الأعراض نهائياً و ليس التقليل من الأعراض.
تأثير الأدوية المضادة للإكتئاب يبدأ في الظهور بعد 3-4 أسابيع من أخذ الدواء لذا يجب أن تعرف هذه المعلومة و لا تستعجل في الحكم على الدواء بأنه ليس له تأثير قبل مرور هذه المدة..
و لاتعتقد بأن استخدام مضادات الإكتئاب بجرعة صغيرة لمدة صغيرة أفضل وسيحسن حالتك بل على العكس فإن هذا من أكثر الأخطاء الإكلينيكية شيوعاً.
لا تنزعج إذا بدأ طبيبك العلاج بجرعة عالية من مضادات الإكتئاب.
الدواءيجب أن تستمر في أخذ العلاج لمدة لا تقل عن 5 أسابيع بعدها يحكم الطبيب على العلاج هل له تأثير إيجابي عليك و تحسنت فعلاً أم أن هذا العلاج من الأفضل تغييره أو زيادة جرعته.
و لكن إذا تحسن المريض على الجرعة الأولية فإن طبيبك لن يرفع الجرعة عن هذا الحد إلا إذا تدهورت حالتك أثناء فترة العلاج.
يجب أن تستمر في أخذ العلاج لمدة لا تقل عن 6 أشهر و للوقاية من التعرض لنوبات إكتئاب أخرى يفضل أن تستمر في أخذ العلاج لمدة سنة أو أكثر و هذا سيقرره طبيبك المعالج حيث أن إطالة المدة غالباً تكون للمرضى الذين تعرضوا لنوبات إكتئابية شديدة أو متكررة.
قرار وقف العلاج و الطريقة التي يقف بها العلاج هى مسئولية الطبيب المعالج.
يجب أن تخبر طبيبك بالأدوية التي تحسنت عليها أو الأدوية التي لم تتحسن عليها لأن هذا سيساعد الطبيب في إختيار الدواء المناسب لحالتك و أيضاً إذا كان أحد من أقربائك يعاني من نفس حالتك و تحسن على دواء معين فيجب أن تخبر طبيبك بهذا الدواء لتساعده في إختيار ما يناسب حالتك.
التحسن الجزئي خلال الشهر الأول من بدء العلاج يشير بأن هذا العلاج فعال و عليك الإستمرار عليه للمدة التي سبق و ذكرناها و هي على الأقل 6 أشهر ثم تراجع طبيبك.. و لكن إذا لم يحدث تحسن جزئي خلال الفترة من شهر إلى شهر و نصف من بدء العلاج فإن هذا ينذربأهمية تغيير العلاج أو زيادة الجرعة أو إضافة علاج آخر يدعم العلاج الأول.
لا تقع في الخطأ الذي يقع فيه الآخرون و هو التنقل من طبيب لآخر طلباً للخدمة الطبية النفسية لأن هذا يؤدي إلى الكثير من المشاكل مثل تضارب الأدوية و عدم إعطاء الفرصة الكافية أو الوقت للدواء لأن يبدأ مفعوله المطلوب و قد يؤدي هذا إلى تدهور حالتك بدلاً من تحسنها.. لذا استمر مع الطبيب الذي تثق به و الجأ إليه هو عند إحتياجك للإستشارة و لا تلجأ لغيره أو أن تنسق معه عند رغبتك بأخذ رأى طبيب آخر و إستخراج تقرير طبي موجه للطبيب الآخر يشرح فيه حالة المريض و الأدوية التي يتناولها و ينبغي ألا يشعر المريض أو ذووه بالحرج من ذلك فهو حق مكفول لكل مريض و لا يوجد ما يجبر المريض بالعلاج عند طبيب معين.
اسأل طبيبك عن الأعراض الجانبية للأدوية المصروفة من قبله مشافهة و لا يستحسن أن تقرؤها من النشرة المصاحبة للدواء إذ أن قراءتها سيصدك و قد لاتستطيع أن تفهم الكثير من المصطلحات الموجودة مما يجعلك تقلق و قد تتخلى عن فكرة العلاج من الأساس. و ينبغي العلم أن الكثير من الأعراض الجانبية المذكورة نادرة الحدوث.
إذا حدث لك أى أعراض جانبية من الدواء اخبر طبيبك فوراً و لا تتحرج من ذلك.
ثانياً: مضادات الاكتئاب
تعمل مضادات الإكتئاب على التخفيف من الاكتئاب وإعادة التوازن الطبيعى بين الناقلات العصبية الدماغية، وبشكل خاص السيروتونين ، النور إيبينفرين .
و توجد أدوية أخرى مضادة للإكتئاب تعمل على الناقل العصبى المعروف بإسم الدوبامين .
و قد وُجِد أن هذه الناقلات العصبية هى المسئولة عن تنظيم الحالة المزاجية بطريقة أو بأخرى من الطرق الدقيقة التى تعمل بها
أنواع مضادات الإكتئاب هى :
مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية ، و هى تشمل فلوكسيتين ، سيتالوبرام ، إسيتالوبرام، سرترالين،فلوفوكسامين و العديد غيرها .
مثبطات استرجاع السيروتونين ، النورإيبينفرين ، و هى تشبه مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية و تتضمن فنلافاكسين ودولوكسيتين ، تعتبر مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية ، و مثبطات استرجاع السيروتونين، النورإينفرين أكثر استعمالاً من الأنواع الأخرى القديمة من مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقات – التى اكتسبت اسمها بسبب تركيبها الكيميائى ثلاثى الحلقات – ومن مثبطات المونوامين اوكسيديز و ذلك لأن تأثيراتها الجانبية أقل .
تتميز مثبطات استرجاع السيروتونين ، النورإيبينفرين بأن الجسم يتحملها بطريقة أفضل. و يبدو أن لمضادات الإكتئاب ثنائية التأثير مثل فنلافاكسين أثر مضاد للألم مشابه لتأثير مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقات، و لكنها أكثر أماناً و تحملاً . و قد يكون لهذه المجموعة من الأدوية تأثير أفضل من مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية فى علاج الأعراض الجسدية المؤلمة للإكتئاب و فى تحقيق تراجع كافة أعراض الإكتئاب.
و قد أظهر فنلافاكسين على الأخص قدرته على تأمين تراجع أعراض الإكتئاب عند المرضى مقارنة بمثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية، و ذلك استناداً إلى تحليل نتائج بيانات متابعة اكثر من 30 دراسة مقارنة.
لم تظهر أى من مضادات الإكتئاب الحديثة الأخرى تأثيرات مماثلة له.
نظراً لإرتفاع معدل حدوث الأعراض الجسدية و الحالات المرضية الأخرى المسببة للألم المرافقة للإكتئاب ، فإن مضادات الإكتئاب ثنائية التأثير (مثل فنلافاكسين) تمثل بالنسبة للأطباء خياراً علاجياً يتميز بحسن تحمله المشابه لحسن تحمل مثبطات استرجاع السيروتونين الإنتقائية ، و يتفوق بقدرة تأثيره على علاج الأعراض الإكتئابية المتعددة وبتحقيق تراجع هذا الإضطراب المسبب للعجز .
تختلف درجة تأثير الأدوية على كل شخص و لا توجد جرعة نموذجية واحدة تناسب كافة المرضى . لذا فقد تكون مثبطات استرجاع السيروتونين ، الإيبينفرين هى الخيار الأفضل .
عند استعمال أى من مضادات الإكتئاب ، يجب أن يلتزم المرضى بتناول جرعة منتظمة لمدة 3-4 أسابيع على الأقل قبل الوصول للتحسن الكامل ثم الانتظام على الجرعة التي تحسن عليها بدون تقليل 6 أشهر أو أكثر.
ويجب متابعة تناول الدواء طالما أوصى الطبيب بذلك، حتى فى حال شعورهم بالتحسن، وذلك من أجل منع عودة أعراض الإكتئاب. أما التوقف عن تناول الدواء فيجب أن يتم تحت المراقبة الطبية فقط .
يتم إيقاف بعض الأدوية بشكل تدريجى من أجل منح الجسم فرصة للتعديل .مضادات الاكتئاب ليست مخدرات أو مهدئات ولا تسبب التعود ولا الإدمان . قد يحتاج بعض المرضى ، و خاصة المصابين بالإكتئاب المزمن أو المعاود ، للإستمرار على تناول الدواء لفترة غير محدودة