.... تابع
الزجل الشعبي الفلسطيني | شرح وامثلة
المربع:
المربع- نمط من الزجل الشعبي، وعادة ما يغنى خلال السهرة مع السحجة أو خلال الزفة. ويتكون المربع، كما هو واضح من اسمه، من أربعة شطرات: الثلاث شطرات الأولى تلتزم بحرف قافية مشترك؛ أما الشطرة الرابعة فتأخذ حرف قافية مختلف. وعادة ما يغني الزجال المربّع ويتبعه الجمهور بقول "يا حلالي يا مالي" أو "يا صلاة عَ النبي".
والمربع من الفنون الزجلية الهامة، وهو نمط متكرر كثيراً في كل حفلة شعبية، ولا يمكن الاستغناء عنه لأي زجال، وعادة ما يتبادل الزجالون الأدوار في غناء المربع، حيث يقول كل منهم أربع شطرات، ويردد الجمهور من بعده يا حلالي يا مالي.
وفي المربع أربع شطرات، ثلاثة منها تلتزم بحرف قافية موحد؛ إلا أن هذا الحرف يتغير من مرة إلى أخرى؛ ففي المرة الأولى يلتزم الزجال بحرف معين، ثم في المرة الثانية بحرف آخر؛ إلا أن هذا الحرف يجب أن يكون مشتركا للثلاث شطرات الأولى؛ أما الشطرة الرابعة فإن قافيتها تبقى ثابتة ولا يغير حرف قافيتها ويبقى كما بدأ به الزجال في المرة الأولى؛ وهكذا يستمر الغناء لهذا النمط إلى حين توقف الزجال عن ذلك، أو يتغير نمط الغناء.
والمربع يمكن تقطيعه صوتياً حسب عدد السحجات أو ضربات الكف؛ حيث أن كل شطرة تستلزم 4 سحجات، والشطرة تتكون من 5 مقاطع صوتية كما في المثال الأتي، وهو خاص في المربع العادي:
أ- تانغني عَ المربع خلي المش سامع يسمع
اتبع أقوالي اتبع يا حادي بهالميدان
ب- ويتكون المربع العادي من 7 مقاطع صوتية لكل شطرة، وهو على البحر المزدوج كما في المثال الآتي:
وهو على البحر المزدوج كما في المثال الآتي:
تنـ عنـ ني عَ لـ ربـ بع = = = على البحر المزدوج
1 2 3 4 5 6 7
ت- تَا تغني عَ لمِربع خَلي المِشْ سِامع يسْمَع
4 ضربات كف (سحجة) في كل شطرة أو 16 ضربة كف في بيت المربع الواحد، وهذه متغيرة حسب نمط المربع.
ث- بعد انتهاء بيت المربع يردد الشاعر أو الزجال في نهايته كلمة "يا" أي (الطلب من الجمهور أن يردد يا حلالي يا مالي)، ثم يردد الجمهور بعده (يا حلالي يا مالي).
الزجال:
- تانغني عَ المربع خلي الـمش سامع يسمع
- اتبع أقوالي اتبع يا حادي بهذا الميدان... يا
الجمهور يردد:
- يـا حلالـي يـا مالـي
والمربع هو نمط من الأداء الزجلي السريع والسلس، ومقاطعه الصوتية لا تختلف من زجال إلى آخر؛ إلا أنه قد يكون هناك اختلاف في السرعة في الأداء؛ إلا أن عدد المقاطع الصوتية يبقى ثابتاً.
ويعد المربع من شعر الارتجال في الزجل الشعبي، لذا فهو يتطلب من الشاعر أو الزجال قدرة على نظم شطرات المربع بشكل فوري ومرتجل، والمربع، من خلال دراسة خصائصه، نجد أن شبها ظاهرياً بينه وبين أنماط زجلية أخرى كالمعنى مثلاً؛ إلا أنه فعلياً يختلف عن هذه الأنماط؛ فهو يجب أن يكون متبوعاً بـ "يا حلالي يا مالي"؛ كما أن أوزانه وإيقاعاته سريعة أكثر من غيرها من الأنماط.
وهناك أنماط متنوعة وكثيرة من المربع تختلف فيما بينها من حيث السرعة في الأداء أو طريقة النظم والصياغة.
بعض الأنماط الأساسية من المربع:
أ- مربع رباعي عادي: وهذا النمط هو الأكثر شيوعا لدى الزجالين. وهو يتكون من أربعة شطرات: ثلاث منها تلتزم بحرف قافية واحدة (متغير من بيت مربع إلى آخر)، ومن خاتمة تبدأ حرة ثم يلتزم بها الزجالون إلى النهاية؛ ويتبع كل بيت "يا حلالي يا مالي من طرف الجمهور"، كما في المثال الآتي:
الزجال:
- أهْلاَ وْسَهلا وْمرْحَبتَين في جَميع الزَائرين
- وجينا نْغني مِن جِنين أجمل أغاني الأفراح.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- واجبنا نحييَّ الجمُهور نُوره عَلينا زَايدْ نُور
- وِليّ لَديرِتنا بْزور بِلقَى النشامىِ لملاح.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- يُوم الفَرح عِنّا عيد لَما نشوفِ الأجاويد
- مِن قَرْيب ومِنِ بْعيد وِصْلونا وِالبدر لاح.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- عادتنا نحيّي الزُوار ونْصُبْ القَهوة ببْهار
- وِنشرّعْ إبوابِ الدار لأهل الواجِب والإصلاح..يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
ب- مثنى (مشطور المربع): وهذا النمط يسمى بالمثنى أو مشطور المربع، وهو يتكون من شطرتين ومثال على ذلك:
ليلة جميلة والقمر يضوي ع كل الأوطان
فالشطرة الأولى (ليلة جميلة والقمر) يمكن أن يتغير حرف قافيتها (والقمر) من بين لآخر أما حرف قافية الخاتمة (الأوطان) فهو ثابت ويلتزم به كل الزجالين.
وهذا النمط من المثنى (مشطور المربع) عادة ما يبدأ به الزجال الحفلة كمقدمة لتنظيم الصف وترتيبه والدعوة إلى الانتظام والمشاركة. وهو كالأنماط الأخرى، يتبعه الزجال بـ "يا" ويردد الجمهور "يا حلالي يا مالي".
مثال:
الزجال:
- أولْ كَلامي بِالنَبي صَلّوا عَ خَيرْ المُرسَلين.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- طَه النَبيَّ اليثْربي مِرسال رَبِ العالمين..يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي.
الزجال:
- وثاني كَلامي يا هَلا ويا مَرحَب بالزائرين.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- يا ضْيوفينا اللي لفُو لافراحنا بْحُب وحنين.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- عاداتنا نحيّي الضُيوف والنشامى الغانمين.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
الزجال:
- عاداتنا نحيّي الضُيوف والنِشامى الغَانمين.. يا
الجمهور:
- يا حلالي يا مالي
وعادة ما يبدأ به الزجال الحفل للترحيب بأهالي البلدة أو القرية وبالزوار وبالصلاة على النبي كمقدمة للحفلة، ومنه ينتقل إلى موضوع أو أنواع زجلية أخرى.
ت- مربع مجزوم: وهذا النمط كثير الشبه بالمربع العادي الرباعي من حيث النظم والصياغة؛ إلا أنه يختلف عنه في كثير من الخصائص.
أهم خصائص المربع المجزوم هي:
1) يتكون من أربع شطرات: ثلاثة منها تلتزم بحرف قافية مشترك ساكن مجزوم، ومن خاتمة حرة.
2) كل شطرة تتكون من مقطعين مثل:
يوم الجد بنوفي الوعد؛ فكل منها ينتهي بحرف ساكن مجزوم
3) كل شطرة تتطلب سحجتين من الجمهور؛ بمعنى أن البيت كاملاً يحتاج إلى ثماني سحجات بحرف ساكن مجزوم.
4) يردد الجمهور بعد الزجال "يا حلالي يا مالي" كما في الأنماط والأنواع الأخرى، ومثال ذلك:
يُوم الجَدّْ بِنِوفّي الوعْدْ
نِرْفَع مَجْدْ بلادي وَرْدْ
فِيكِ السَعدْ وفِيك المهدْ
وَفيكِ الرَدْ على الظلام
..... يتع
(نموذج للمربع المجزوم):
بْراس التلّ، زْرَعتِ الفُلْ وسِبْت المل، بغصنُه يْطُلّ
وَلمَّنْ حَل، الوردِ وغلّ، قْطفْت الكُلْ، مِنِ الأكام..يا
يا حلالي يا مالي
الوردْ غلالْ، بْروس جبالْ ما بتنِطالْ، وفيها ابطالْ
وِالخيال، بساحَه جالْ والفَصالْ، اسمُو الحُسام
يا حلالي يا مالي
ث- مربع مصروف: وهذا النمط يتكون من أربع شطرات كذلك؛ إلا أنه يشبه العتابا؛ حيث أن قافية الثلاث شطرات الأولى يجب أن يكون بينها جناس، ومصروفه كما في العتاب، والخاتمة حرة، وشروط النظم لهذا النمط:
1) الصرف الجناسي للكلمة الأخيرة في الثلاث شطرات الأولى.
2) الخاتمة (الشطرة الرابعة عشرة).
3) متبوع بحلالي يا مالي ايضاً من طرف الجمهور.
ومثال على ذلك:
جننتيني بْجَمالك
وَيليَّ بْترعِي بِجْمالكَّ
حِكمة ومنطِق بِجُمالك
مِنْها بِرتاح المحزون.. يا
حلالي يا مالي
نموذج من المربع المصروف
أحْبابي اللي كانُوا حواليَّ
وإلهُم ذَبَحْتِ حواليّ
بِهواهم صَرلي حَوالي
خَمسْتاشَر عَام جنون... يا
حلالي يا مالي
عُوديَ يا حلوةّ عُودي
وجِسمي عَ بُعدك عُودي
لأجلك كَسرت عُودي
وُصرت أغنيلك بشجْون... يا
حلالي يا مالي
قُومي عَباتك بندَّي
خدكْ مْعطّر بندي
خيَّك إن سافرْ بندي
تايِمضي عَ اوراقِ المأذون.. يا
حلالي يا مالي
ج- مربع المقلوب: وهذا النمط من المربع يشبه المربع العادي الرباعي من حيث الوزن والإيقاع والشروط؛ إلا انه يختلف عنه في أن الشطرة الثالثة تقلب لتصبح شطرة رابعة، ومن هنا جاءت تسميته بـ"المربع المقلوب". ومثال ذلك:
يَا امْ العيون الفَتانة خَلّي عِنْدك أمانة
سَلبتي عَقلي وِوجْداني سلبتي وِجْداني وقَلبي.. يا
حلالي يا مالي
نموذج من المربع المقلوب:
حَبيتك وإنتِ صْغيرة، وانسيتي وانتِ كْبيرة
بِالغُربة مالكِ ديرة، مالك ديره بِالغربة .. يا
حلالي يا مالي
يَمّ عيون الكذابة، حرقْتي دَمّ العزابيِ
بِربيَّ هَدّيْتِ عْصابي، هديتِ عْصابي بْربَي..يا
حلالي يا مالي
لوْ غبْتي بدَّي جيبك، حتى تْنُولي نَصيبكِ
وِبْعبيَّ ألاعِيبك، ألاعيبك بعبيَّ..يا
حلالي يا مالي
وهذا النمط من المخمس يتكون من مرحلتين: في الأولى يبدأ الزجال بالمخمس العادي، ثم ينتقل إلى مخمس باب البوابة. ويمكن توضيحه من خلال المثال التالي واستنتاج خصائصه:
يَا بُلبلُنا يَا صَدّاح بْقلبْ دواح بتتغَنى
تِتْغَنى بِقلب دواح وتشفي جْراح لمعنّى
لِمعنّى بتشِفيلو جراح تَا يرتاح ويتمنى
حتى يِتمنى ويرتاح وتِشفى قرْاح المعطوبِة
(بَاب البوابة بْبابَين بْسكرة ومفاتيح اثنين)
(بخطْ وبختْ مكتوبين مَكتوبين بخَط وْبخت)
بختين وخط ومكتوب
ويمكننا استخلاص خصائصه على النحو التالي:
1) يبدأ الشاعر أو الزجال بغناء المخمس العادي المكون من 8 شطرات: ثلاث منها مقلوبة ومعادة، وخمس ثابتة.
2) ثم يبدأ ببيت (باب البوابة) وهو ثابت يتكرر في كل مرة:
(باب البوابة ببابين بسكرة ومفاتيح اثنين)
3) ثم يبدأ بالشطرة التي يعاد ترتيب كلماتها وهي (بخط وبخت ومكتوبين)؛ حيث تصبح بالترتيب الآتي:
1) بخط وبخت ومكتوبين
1 2 3
2) مكتوبين وخط وبخت
2 1 2
3) بختين وخط ومكتوب
2 1 3
ويلاحظ أن كل كلمة يعاد ترتيبها في كل مرة، بحيث مرة تكون مفردة، ومرة مثناة.
نماذج من المخمس:
طَلْ البدرْ بِنُورُ وْلاَح
والمصْباح بيْضوي الحَيّ
وبيضوي الحَيّ المصباح
والأفَراح بأَحلى زَيّ
وبأحلى زَيّ الأفراح
مِنْ حِلو وحِلو وميّ
مِنْ ميّ وحِلو وتُفاح
دَبْكة وشِبابة ومِزمار
----------------------
يَا غايب عَ بلادَك عُود
شُوف ورود البريةِ
مِن البَرّية شوُف وُرود
وشوف عقودْ المبنية
مبنية بِتشْوفِ عقُود
مِنْ إنسانية، وجْود
قَريتنا يَا أحلى دار.
-----------------------
مَا احْلى القَعدة والبستان
والرُمان مْغطينا
وَمْغطي إلنّا الرُمان
وِالريحانْ بْيكِسينا
وِبيْكسي إلنّا الرِيحان
وبالألحان يْسلينا
ويْسلينا بالألحَان
شادي عَ غُصنِ القُبار
بَاب البوابة ببابين
بسكرة ومفاتيح اثنين
طبلة وناي ومزمارين
مزمارين وطبلة وناي
ونايين وطبلة ومزمار
------------------------
إحنّا اللّي بَنَينا القلْعة
أحلى صنعة بكُل الكَون
بكُل الكونِ أحْلى صَنْعة
القلعة المِنزرعة ما تهُون
ما تهون القلعة المِنزرعة
لوْ صَرعى قَدّمنْا مليون
مَليون نقدَّمْ صَرعى
وْتبقى القلعة أعلى دار
باب البوابة ببابين
بسكره ومفاتيح اثنين
برمح وترس وبتارين
بتارين ورمح وترس
بترسين ورمح وبتار
المعنى:
يقال أن المعنَّى ومشتقاته هي من اختراع السريان، سكان لبنان الأقدمين، وقد أيد هذا الرأي كثير من الباحثين؛ فقد قال الأستاذ أنيس فريحة أن لفظة "معنَّى" هي اسم مفعول من الفعل السرياني "غنَّى" فيكون "المغنَّي" والمغنى للانشاد والتنغيم. كما يرى المؤرخ اسكندر معلوف أن كلمة "معنى" مأخوذة من اللفظ السرياني "مغنيشو" أي "أغنية".
وأغلب الظن أن المعنَّى وصل إلى فلسطين من جبل لبنان، بواسطة الشعراء والزجالين اللبنانيين الذين كانوا يزورون بلادنا بين الحين والآخر؛ وأنه أول ما انتشر في منطقة الجليل شمال فلسطين ومنها انتقل إلى سائر المناطق.
والمعنّى من أجمل الفنون الزجل الشعبي على النفس، وقد تكون كلمة "معنَّى" مأخوذة من المعاناة والألم؛ إلا أن أهل فلسطين طوروا في هذا الفن بما يتناسب وأذواقهم الفنية، وجعلوا له أبوابا متنوعة ونغمات عديدة، والمطّلع على نماذج فن المعنَّى في لبنان يجد أن هناك تشابها واضحاً في النظم والأداء؛ إلا أن هناك اختلافاً في بعض الأبواب والأوزان، فطريقة الأداء الفلسطينية ذات لحن مميز عن الطريقة اللبنانية.
وأبواب المعنَّى في فلسطين هي باب المعنَّى الرباعي العادي، والمعنَّى الخماسي المطوَّر، والمعنَّى المصروف المجنس، والمعنى الطويل الزجلي؛ وهناك أبواب أخرى إلا أنها لا تستعمل كثيراً.
وينظم المعنّى على البحر اليعقوبي (وهو من بحور الشعر الصوتية) وهو يتألف من 12 حركة صوتية لصدر بيت الشعر و12 حركة صوتية لعجز بيت الشعر، كما في المثال الآتي:
بَفْقع إذا فيكي البَشَرْ بِطلَّعو
ومِنْ غيرتي بَيي إنْ حَكاكي بَمْنعو
فوُتي مِنْ عيوني وْعَلى قلبي ادْخُلي
وإن ضايِقكْ بَصْبوصْ عَيني بَقْلعو
فالمقطع الأول (بفقع إذا فيكي البشر بطلعو) يقسم إلى 12 حركة صوتية على البحر اليعقوبي، ويمكن تقطيعه صوتيا كما يلي:
(بفـ قع إذا فيكِ كل الـ بَـ شر بط طل لا عو)
1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12.
أنواع المعنى:
يتكون المعنّى من أربعة أنواع رئيسية، وهذه الأنواع هي الأنواع المنتشرة عند كثير من الفنانين والزجالين، وإن كان بعضها غير معروف كثيراً لبعضهم، إلا أن هناك أنواعًا أخرى كثيرة ذات أوزان مختلفة لن نتعرض لها هنا، بل سيتم التركيز على الأنواع الأربعة الرئيسية فقط وهي:
1- المعنّى العادي الربُاعي: وهذا النمط من المعنى يعتبر أكثر أنماط المعنى انتشاراً وشيوعاً بين الزجالين؛ ونادراً ما يتغنى أحدهم بأنماط أخرى غير هذا النمط.
ويتألف المعنى العادي الرباعي من أربع شطرات، الشطرة الثاثة منه حرة القافية وخارجة عن قوافي الشطرات الثلاث الأخرى؛ والشطرة الرابعة من بيت المعنى يرددها المغني ويعيدها الجمهور من ورائه مرة أخرى.
عناصر بيت المعنى الأساسية هي:
أ- ثلاث شطرات متشابهة القافية والوزن، وهي الشطرات الأولى والثانية والرابعة.
ب- الشطرة الثالثة من بيت المعنى حرة القافية والوزن، ولا تلتزم بقافية الشطرات الأخرى.
ج- الشطرة الرابعة يرددها المغني، وبعد ذلك يرددها الجمهور.
ومثال على ذلك:
1) بالحُبْ مثلي صِدقْ ما حَبكّ حَدا
يَليَ جَمالِكْ لِلقَمرْ بِعْطي مَدا
ولمّا بَشوفْ خْدودك تَحتِ لِحْجاب
بَتمنى حَالي كونْ هَبة ندا
2) يا أمْ العيونْ السودْ خِلقْة مْكَحَلي
الله يْعينْ اللي بْغَرامِكْ مِبتلي
الله أعْطاك السِحرْ تَدْاوي البَشَرْ
مَحْتار فيكي قَتلي مَحللي
3) مَرتْ عَليَّه مِثِل نَسْمةِ مْنِ البِنَجْ
مِثل الغزالة الشاردة بْتُكْرج كَرج
الله خَلقْها وفي خَلقْها مُعْجزة
خالِق عَرُوسْ خدْودها نارِ وْثَلج
--------------------
نماذج من المعنى الرباعي العادي
مَرْقَتْ عليَّ الصُبح بدْي ضُمْها
صْغيرة وخافتْ منْ بَلاوي أمْها
ناديتها وَينْ السفَرْ يا مْدللَي
رَدَتْ عَليَّ وِالحَلا مِنْ ثِمها
-------------------------
قُوموا يَا أهْل الحَي مِنْ شيبِ وصبا
بْنظرةِ عِينيها بْحِسُ رَعْشة كهَربا
هَالكهربا بْتكوي وْهيِ مُحَجَبة
وْكَيف لَوْ طَلتْ عيُونا مِن الخبِا
--------------------------
مثل الغَزالة الشاردةِ في جيدها
وْكالكناري بصوتها وْتغريدها
قَبلْتها قَبْلةِ مِنِ الخَدِ الشمال
قالتلي دَخْلك عَ اليمين تعيدها
--------------------------
طُلي عَلي يا مَليْحة وتعَززي
يَليَ بِأهْلِ الحُبْ صِرْتي اميزي
قالتْ يا موسى روح ما ظلش غَرام
الحبْ في هَالعصِرْ بدوُ مُعجزةِ
صْغيرة وعروس شفافها يالكسْتَنا
بْحبَها مِنْ قَبل ستَاشرْ سَنا
ولي مَا بِعرْف للغرام وللهَوى
يْقضي طول العُمر ما شافِ الهنا
------------------------
مَرتْ عَليَّ مْزَيَني وْمغَنْدَرا
وبعيونْها لسةِ محَبةِ مْسَطَرا
وَلو كنُت ميّتْ مِنْ جَمال عيْونها
بِحْيو عْظام اللي بِقلبِ المقْبرا
-------------------------
مَرتْ عَليَّ مْكَحَلة ورْموشْها
سيْف المُهنْد مينْ بَدُو يْحوشْها
ونْ كانْ زعلَتْ مِنْ أهالي الكائِنِة
إبْشيلْ كلِ الكائنة مِنْ شروشها
--------------------------
مِنْ وين جِبْتي هَالَجمالِ الكسْرَوي
وْخدِك مِن نْبُوع الطَهارة مْرتِوي
وصْار قلبي يلتوي بْبَحرِ الدَلال
كلْ ما بْشوفِ الخصِر عِندك مِلتوِي
----------------------------
2- المعنى الخماسي: هذا النمط من المعنى أقل شيوعاً من سابقه (المعنى العادي الرباعي). ويتألف المعنى الخماسي من خمس شطرات: الأولى والثانية والثالثة والخامسة تلتزم بنفس القافية؛ أما الشطرة الرابعة فهي حرة القافية؛ كما أن المغني أو الزجال يردد الشطرة الخامسة، ومن بعده يرددها الجمهور.
والفرق بين المعنى الخماسي والرباعي العادي هو في عدد الشطرات ومثال ذلك:
-------------------------
1) مِن الصُبْح بَكْير اوعي تْطلْعي
بخاف الندا يْبُوسكْ على غَفلة وَعي
عُودي لِصْوبي يا بْنية وارجعي
حتى أشوفكْ كلْ ما طل الصَباح
وَشُوفْ كُلْ الكائنِة بترقصْ معي
--------------------------
2) طَلتْ عَليَّ مْن الغدير معاودي
بَسمْاتها مليونْ بسمة عاقدي
قُلتلها يَلي المناهل واردي
شو أجْبرك تاتكبَري وتاتحزني
وتتجَفَلي مِثلِ الغزالىِ الشاردي
-------------------------
3) كْبْرتي وْصار الحُسنْ منكْ يخْتفي
تعَكرْ زَمانك بَعْد ما جَوّك صفي
كُنتي صغيرة وبالدلال مْصنفي
وْصرتي على شمعَ الليالي تسَهري
وِبْكل نفخة ألفْ شَمْعة تِنْطفي
------------------------
نماذج من المعنى الخماسي
يا بنتِ يَلي بِالجَمال مْزوَدي
احْرقتي فؤادي مِن قَبل تتنَهدَي
شو أجبَرك تا تْخالفيني وْتوعدي
غيري. ويصبح بالغرام إلو مكان
وْمن بَعْد مِني تِلبَسين الأسوَدي
-----------------------
بِحْتار قَلبي يومْ عَيْني بْتلْمحك
عَ ظُلمُ قلبي بالغدر ما بسامِحِك
كنتُي بَدِرْ عَ الحَي تضوي بْمطْرَحكِ
وصُرْتي عَدُوي للمَحبِة والهَوى
وكلمة محَبةِ مِنْ فُؤادي بتْجرحِك
-----------------------
يا أمي ما أجْمل سَواد عيوُنها
العيشة مُرةَ يا جَماعة بدونها
ابحبْها عَ قدرْ ضُحْكِ سْنونها
ابْحِبْها جُنُدي صِرتْ بِالمعَركةِ
هَاْلسْلَحتْني بِرْموش جْفونِها
------------------------
بْلادي بْلادِ الخَير يا عيدِ السَني
عاودْ عَليها تاتْكونْ مْزيَني
بْكُلْ الدني ما بْيع تُربةِ مَوْطني
لأنوْ الوطنَ كِلْمة وإحْنا نْعِزها
وْتنعد عِندي أغْلى مِنْ كَلِ الدِني
------------------------
بْلادي من الفردوسِ يا جَنةَ عَدن
جَنةِ وْنبعْةَ ماءْها شهْدِ وْلبنْ
هالعلَمتْنا عَ الشدايد والمِحِنْ
وأرواحِنا كِرمالها يومِ الفدا
نِفدي بِها تَنْعيشْ في حُبِ الوطَن
-----------------------
يا تاركين الوَطن رَاح تتْغَلبوَ
تِتْمر مَروا في هالدني وتتعذبُو
مِينْ يِنْسى مَوْطنُو وإموُ وأبو
عوُدوا على الأوطان لوْ حَبة زيتون
بْتسْوا أمْالِ الغُربةِ لا تِتْغربوُا
--------------------------
يا رايحْ عالكْويتْ تاتِجْني ذَهَبْ
عُمر الذّهبْ، جِسْمي عَلى فراقكْ ذَهَبْ
بْلادَك عَزيزة، بْأرضْها كُلِ الأدب
خَليك مِثل الطير في أرض الوَطن
بالصيف بِحيا بْعِز عَ كْروم الِعنَبْ
--------------------------
بْلادي جَميلة اليوْم مِزهرْ فلهْا
جَنةِ عَدنْ الثابتةِ في مْحَلها
ما بنْقبَلش في الكوَنْ يظْهر ذلها
لأنها بْقلبي مْسَجَلة وْمعنْونة
كلِمةِ بْتجِمعْ للْمحَبةِ كُلْها
-------------------------
3- المعنى المصروف المجنس: وهذا النمط من المعنى يتألف من أربع شطرات: ثلاث منها قافيتها مصروفة كما في بيت العتابا وهي الشطرات الأولى والثانية والرابعة؛ أما الشطرة الثالثة فهي حرة القافية والصرف، كما أن الشطرة الرابعة تردد من طرف المغني غير شائع الاستعمال كثيراً، لأنه يتطلب مهارة عالية من النظم والقدرة على ضبط الأوزان. ومثال على ذلك:
1) يا دَلةْ الديوانْ طَيبْ هالِكي
نفْسي بَعدْ مِنكْ حَزيني هالكي
وْيا دار يَليّ مزينةِ فيكي الدْيوان
وَخَبْرني كيف سُمعةِ هالكي
2) بْلادي جَميلة والْمكارم مالها
عَنْ حُبها بقلبي بْزمانو مالها
اتنادي على الغُياب عُودوا وارْجعوا
غير الحَبايب يا بلادي مالها
3) غَنَتْ لكُل النْاس أحْلى وْعودِها
أوْفتْ لِكل النْاس أحْلى وعودها
يا غايب الأوطانْ بكفانا غياب
أرجعْ على أرضِ الكرامة وْعودِها
نماذج من المعنى المصروف المجنس
لما انْتَهى قَلْبي بْحبكْ فنَّها
مالَتْ غُصونْ الورْد ليَي فَنهّا
هذي بْلادي بِالجَمال مْزَيني
وْفَنْ المحبةِ وِالطهارة فِنها
----------------------------
أكتُبْ يَا قَلبي حُبْ مِنْ ريشهِ وْدَوَا
صَوتِ الرجولةِ اتعلا في الشرق ودَوا
بْلادي بدها رْجال ما بدها حَكي
وْعلةِ ما بِلزماش منْ طِبْ وْدوا
---------------------------
حَبُ البيادر يا بلادي بْحبَها
مِنْ دُون كُلِ الكُون اني بْحبها
وْهذي بلادي قلعتي قلعة وَفا
اقدام حبوي لهواها بِحبِها
-------------------------
نادى المُنادي الشَعِبْ لَبالْو نِدا
نْلَبي بْلادي بْلادنا ما إلها نَدا
وْغَردْ الحَسونْ مِنْ فَوقِ الشجَر
كلْ ما على الأوطان بِيهبهْب نَدا
بَعد البَردْ يا قَلب رَاحْ تُبْلى بِحرْ
المعركة، والدهْر بِعيْونُو بَحرْ
وإنْ كان بدهُم يرجَعوا وْبدهُم شُطوط
لَفجِر دَموعِ العيَن وِنَساوي بَحَرْ
-------------------------
نِسقِي العِدا بِالمعركةِ جُرعِةْ سِما
والنا بوْجوه المرجلةِ أعْظَمْ سِما
وْهذي بِلادي أرْضَها أرْضِ الجَمال
وتْرابها بزيِنو أجْمَل سَما
----------------------
يا بِنْت عَمْ القَمرِ وشُو حالِكي
مَنْ أبْعدكِ عني وَمَنْهو حالِكي
النور يسْطع مِن جَمالك عَ الورا
ومِنْ بعدِكي كل الليالي حالكِي
------------------------
4- المعنَّى الطويل الزجلي: ويتألف هذا النمط من المعنَّى من عدد من الشطرات غير محدد، وذلك تبعاً لقدرات الشاعر وإبداعه؛ وإن كان معظم الزجالين قد اصطلحوا على أن الحد الأدني المقبول هو ثمانية شطرات.
وهذا النمط من المعنى يمكن أن يأتي نظمه على قافيتين أو على قافية واحدة، كما أنه عادة ما يلتزم بخاتمة واحدة.
وهذا النوع من المعنّى من أكثر أنواع المعنى جمالاً وأكثرها إبداعاً، وهو مع ذلك غير شائع بين الزجالين العاديين وإنما هناك قلة فقط تعني به وتغنيه.
ولا يغنى هذا النوع من المعنّى خلال الزفة أو السحجة والسهرة؛ وإنما يغنّى في أوقات يكون فيها جمهور من المستمعين عادة في حالة جلوس، ولا يحبذ غناؤه خلال الزفة أو السهرة؛ فهي تحتاج إلى الزجل القصير والسريع بحيث يبقى الناس مشاركين طوال الوقت.
والشروط التي يجب توافرها في هذا النوع من المعنّى هي نفس شروط بناء المعنّى العادي؛ إلا أن الاختلاف الوحيد هو في عدد الشطرات فقط؛ إذ إن عدد الشطرات في هذا النوع أكثر، وأنواعه هي:-
1) المعنى الطويل الزجلي بقافية واحدة: وهنا يلتزم الزجال بشروط المعنّى الطويل الزجلي من حيث عدد الشطرات ويلتزم كذلك بقافية واحدة، والشطرة ما قبل الأخيرة شطرة حرة لا تلتزم بالقافية المحددة. كما في المثال التالي:
يا لابِسهِ الْمنَديل لَوْنهُ لَيلْكَي
كْتَبتْي على الشِفتين مَمْنوُع الحَكي
رُحتْ اشتكي، طْلِعتْ مانِي مِشْتكي
كيف اشتكي تَا اشتكي عْليكي لِكي
عُودِي ارْجَعي، وَدرْب المحبَة اسْلكي
وايدِك مِن ترْابِ المحَبة فَرفِكي
وإنْ كان بَدْك تِصبرُي عَ فراقِنا
لا كتْب عَلى العَينين مَمْنوعِ الحَكي
2) المعنى الطويل الزجلي بقافيتين: وهذا يشبه النمط السابق من حيث شروط البناء والصياغة؛ إلا أن الفرق هنا هو وجود قافيتين بدلا من قافية واحدة كما في النمط السابق، كما أنه يشبه النمط السابق بوجود شطرة حرة القافية لما قبل الشطرة الأخيرة. كما في المثال الآتي:
مِنْ بسْمةِ الفَلاح مِنْ قَلبِ الدَّوَاح
شُفتْ نُورِ المجدْ في هَالوطنْ لاح
بايدُو بْيحْمل فَاس واولادُو مَعُو
مِثْل النِسِرْ بِيظَل مَفرودِ الجنَاح
يَا فَلاحينِ بْلادنا ظَلُو ازْرعُو
بْكُل الروابي والبَوادي وِالبِطاح
تَاتُحصدوا ثْمارِ المحبة وتقْلعوا
وتزْرَعوا بالأرض لبذورِ النجَاح
وفلاح أرْضِ بْلادنا مِن مَنْبعو
بْتلقَى الرُجولة والشَهامة والسَماح
بِيطلُ قبل الصَبح عَ بلادي ويقول:
يَا جنةِ الفردُوس يسعدْ هالَصباح
وهناك أنماط أخرى متنوعة من المعنى.
نماذج من المعنى الزجلي الطويل:
يَا طَيرْ يَلي طرتْ في أوْجِ الفَلا
مَا أدرْي فرَحْ ولاَّ هَربْت مَنِ البَلا
قلبي سَلا للِناس وِحُبك ما سَلا
إنتِ القدَر يلي عَنِ القلْبِ انْجلا
إنتِ الزَهِر، إنتِ النَبِع، إنْتِ الكَلا
وَلماّ شْفافِك لِلجْمَال تْبسَمَو
صَار القَصَبْ غَويان مِنْ كُثر الحَلا
----------------------------
قَاضي الهوى لما على كْتابك قَضى
كَانْ الهوى مرْسال وَوْراقك مَضى
كَالسيف لما بالوغى حدو مضى
وحُبك قَضى، والعُمُرْ لما بِنقضى
وِبتفتح عُيونِ الجمال المغمضة
ولما شُفتْ لعيونها يَا صاحبي
كُنت قاضي وأصبحتْ عاِلم فَضا
-----------------------------
يَلي بْجَمالِك عتِمْ هَالليلِ انسْحَرْ
تا صار مَجْدِك أعْلَى مِنْ كُلِ البَشَر
فِيكِ الَوفا، فيك السِحِرْ، فيكِ الْجَمال
وِمْنكِ قَمَرْ هَالليلِ عَمْ بُوخذِ صُور
وفيكِ العَفاف، وخمر هَالحبِ الحَلال
ومنك صَبَحْ خَجْلان مِنْ نوُره القمر
بِتعلمي الرُهبان عَ فنونِ الدلال
وبتكْسبي الدُنيا جَمالِ المعرفةِ
وِبتجعَلي دَمعْات مِنْ حُبكْ بَحرْ
---------------------------
زَيتْونْةٍ عَ التَل دَقّو كْعابْها
وَقلْعه ابية وْشامخَة عَ تْرابها
بْفَياتها كُلْ الأحبة تْجمعوا
وأغصانها للْحبُ فتحتْ بابها
وقُدامها أهلِ الشهادةِ بْيْركعوا
تايسَجْلوا تاريخهُم عَ خَشابها
وكُرمالها كُلِ المحبةِ بيزرعوا
تَاتْضل مِنْ فوق الروابي مزينةِ
بأسود مَا كسروا الليالي نيابِها