البحث عن بدائل للأدوية التقليدية بات يحتل جانباً كبيراً من تفكير الباحثين، خاصة مع التقدم الهائل الذي حققه البعض في استخدام الأعشاب والنباتات في علاج بعض الأمراض المستعصية كالسرطان مثلاً، بالإضافة إلي جهود العلماء التي لا تتوقف عن اكتشاف فوائد الفواكه والخضراوات وبعض الأطعمة ودورها الأساسي في الوقاية من الأمراض.
ومن بين هذه الاكتشافات، ما أكدته دراسة حديثة أن مضغ العلكة "اللبان" قد يستخدم كعلاج بديل لمرض سرطان المثانة بعد أن أظهرت التجارب قدرة زيت العلكة على قتل الخلايا المريضة.
وأوضحت الدراسة التي أجريت في جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، أن زيت اللبان يوقف من نمو الخلايا السرطانية، مشيرة إلى أن هذه الأعشاب لا تضر الخلايا السليمة.
وأكد الدكتور إتش كيه لين أن زيت اللبان يعتبر علاجاً بديلاً رخيصاً لمرضى سرطان المثانة، مشيرين إلى أن العلكة خفضت من مستويات الحوامض في المريء، ويعتقد الباحثون أن عملية البلع المتكررة ساعدت على التحكم في عملية الارتداد ودفع محتويات المعدة الشاردة إلى حيث كانت هناك.
وخلص الباحثون أن مضغ العلكة سرع من عملية النقاهة والشفاء بعد عملية استئصال قطع من القولون بواسطة المنظار، وكذلك بالنسبة إلى المرضى الذين عانوا من سرطان القولون، أما الأطباء في مستشفى كوتيج في سانتا باربارا في كاليفورنيا فقد توصلوا إلى نتائج مماثلة.
كما أكد باحثون أن مضغ العلكة بعد الخضوع لجراحة فى القولون يسرع فيما يبدو من عودة الأمعاء للعمل بصورة طبيعية.
ويعقب الجراحات التى تجرى فى البطن عادة بطء فى حركة الأمعاء يسبب آلاماً وربما مضاعفات صحية، غير أن مضغ العلكة يمكن أن يكون فعالاً وحلاً بسيطاً لهذه المشكلة.
ومن خلال الدراسات اتضح أن من مضغوا العلكة تحركت أمعاؤهم بمعدل يقل 1.1 يوم عن الآخرين، ويعتقد الباحثون أن مضغ العلكة يحفز الأعصاب فى الجهاز الهضمى ويطلق هرمونات معوية ويزيد من اللعاب وإفرازات البنكرياس.
وأوضح الباحثون أنه يلزم إجراء مزيد من الدراسات الأوسع نطاقاً لتقييم المزايا الحقيقية لمضغ العلكة فيما يتعلق بالحد من حالات بطء حركة الأمعاء.
كما يساعد مضغ العلكة بعد الجراحات المعوية على إعادة تنشيط الأمعاء المتوقفة عن العمل.
ووفقاً لدراسة طبية تم الاشارة إلي أن المرضى الذين يخضعون لجراحات في البطن غالباً ما يعانون من بطء أو توقف للأمعاء وهي حالة تسمى الانسداد المعوي قد تسبب ألماً أو التقيؤ أو انتفاخ البطن وربما لا يستطيع المريض تناول الطعام أو حتى شرب الماء.
وأكد روب شستر من مستشفى سانتا باربرا كوتيدج، أن المضغ ينشط الأعصاب التي تزيد من إفراز الهرمونات المسؤولة عن تنشيط الجهاز المعدي المعوي.
ويذكر أن ريحاً قد خرجت من جوف 17 شخصاً مضغوا علكة بعد ساعات قليلة من الجراحة بشكل أسرع مما حدث مع أقرانهم الذين لم يمضغوا العلكة، وبدأت امعاؤهم تتحرك بعد 63 ساعة من الجراحة بالمقارنة بــ 89 ساعة لمن لم يمضغوا العلكة.
مضغ العلكة يساعدك على التركيز
وفي نفس الصدد، أفادت دراسة حديثة بأن العلكة تساعد الطلاب على التركيز وذلك أثناء الأجابة علي الأسئلة في الأمتحانات، وفقاً لما أشار إليه مجموعة من الخبراء الصينيين.ومن جانبه ،صرح مي جيان الخبير في جمعية علم النفس الصينية، أن مضغ اللبان يساعد في تحسين القدرة علي التركيز، كما أنه قد يزيد من عدد خلايا كرات الدم الحمراء في المخ بنسبة تصل إلي 82 %.
وأوضح جيان أن ما يحدث في بعض الدول الأخري، هو أن إدارة المدرسة تقدم العلكة قبل الأمتحانات الهامة لتخفيف الضغط وزيادة التركيز وينبغي علي المدارس الصينية فعل الشيء نفسه.
وأضاف أن مضغ العلكة أصبح ممارسة شائعة بين الرياضيين حيث أنها تجعلهم يحتفظون بالهدوء والتركيز قبل مسابقاتهم.
كما أكد بعض العلماء أن مضغ اللبان يزيد من ذكاء الإنسان، لأن حركة الفك المتواصلة أثناء عملية المضغ، تحفز اندفاع الأكسجين إلى الدماغ، فتزيد من قدرته على الاستيعاب والإدراك.
وكانت دراسة فرنسية حديثة قد توصلت إلى أن مضغ اللبان بدون سكر يساهم فى علاج جفاف الفم، حيث أن اللبان يعمل على زيادة إفراز اللعاب، مما يهدىء من عملية الجفاف التى تصيب الفم.ويخفض وزنك
وجاءت دراسة بريطانية حديثة لتؤكد أنه بإمكانك أن تفقد وزنك بدون مجهود أو حرمان، حيث يمكنك تحقيق ذلك قريباً من خلال مضغ اللبان.
وأوضح الباحثون أنهم نجحوا في عزل أحد الهرمونات التي يفرزها البنكرياس ويطلق عليه اسم "بنكرياتيك بوليببتيد"، بعد أن تبين أن هذا الهرمون يقوم بإرسال إشارات إلي المخ في أعقاب الوجبة يولد الشعور بالشبع.
ويتطلع العلماء في وقت لاحق إلي دمج هذا الهرمون في اللبان بهدف مساعدة أصحاب الأوزان الثقيلة علي استساغته، بعد أن أظهرت الاختبارات المعملية أن حقن البدناء بجرعات قليلة من هذا الهرمون يسمح بخفض كمية الطعام التي يتناولونها بنسبة تتراوح ما بين 15 و25 % .
وأكد الباحثون أن مضغ العلكة لمدة نصف ساعة بعد كل وجبة قد يمنع الحموضة ويساعد في مكافحة ما يعرف بالارتداد الحمضي المريئي، فقد وجد الخبراء أن مضغ العلكة بعد الوجبات يقلل مستويات الحمض في المريء ، ويخفف أعراض حرقة الفؤاد بين الأشخاص المصابين بمشكلات الارتداد المزمن.
وأوضح الباحثون أن مضغ العلكة ينشط إفراز اللعاب، وهو مادة قلوية تعادل تأثير الحمض المتبقي في المريء ،كما تساعد العلكة الخالية من السكر في إبطاء ظهور التجاويف السنية، وذلك بتقليل مستويات الحمض حول الأسنان، ولهذا فقد تلعب دورا أيضاً في مكافحة مرض الارتداد المريئي المعدي الذي يرتد فيه حمض المعدة إلى أعلى متجها إلى المريء ، وتكون هذه الحالة أسوأ ما يمكن بعد تناول الوجبة مباشرة.
نصائح تهمك
ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بعدة نصائح للتغلب على القولون العصبي :
ـ مضغ الطعام جيداً وعدم الإسراع في تناوله.
ـ توفير الجو الهادئ البعيد عن الشجار والابتعاد عن طرح المواضيع المتنازع عليها.
ـ تجنب الضجيج أثناء وجبات الطعام، وتجنب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار.
ـ تناول كميات من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه، الخضراوات وتناول السلطات المتنوعة.
لعلكة تساعد على الشفاء !!!؟
تشير الأبحاث إلى أن علك العلكة يساعد الأمعاء على الشفاء في أعقاب عملية جراحية.
وقد نشرت مجلة أرشيف الجراحة مقالا يراجع خمسة تقارير عن تجارب خضع لها 158 ممن أجروا عملية جراحية على الأمعاء.
ويبدو أن علك العلكة يخفف من وتيرة عودة الأمعاء إلى نشاطها العادي، وذلك باستثارة أعصاب الجهاز الهضمي، حسب معدي المقال.
في كل دراسة من الدراسات الخمس طلب من المشاركين في التجربة علك العلكة خال من السكر، ثلاث مرات في اليوم خلال مدة تتراوح ما بين 5 و 45 دقيقة، ثم قورنت النتائج بأشخاص لم يعلكوها.
وتبين أن الذين علكوا العلكة تمكنوا من التخلص من الغازات وأحسوا بأن أمعاءهم بدأت تتحرك بصورة أسرع مقارنة مع أولئك الذين لم يفعلوا، مما اعتبر علامة على أن وظائف الأمعاء بدأت تعود إلى طبيعتها.
وتتسبب كل جراحة للأمعاء في إبطاء نشاط الأمعاء أو في إيقافه، وقد يؤدي هذا الوضع إلى إعاقة وظيفة الأمعاء وإلى تعقيدات خطيرة.
وتبين كذلك أن غالبية من علكوا العلكة، مكثوا بالمستشفى للنقاهة يوما أقل من مدة إقامة أولئك الذين لم يعلوكوها.
ويقول الباحثون إنهم في حاجة إلى إجراء المزيد التجارب للتأكد من مدى صحة العلاقة السببية بين علك العلكة ومفعوله "العلاجي".
ويأمل القيمون على وزارة الصحة أن تتأكد هذه الصلة للاقتصاد في النفقات.
ففي إنجلترا تجرى 31 ألف عملية جراحية على الأمعاء سنويا، وتكلف الإقامة بالمستشفى الوزارة حوالي 200 جنيه استرليني لليوم الواحد.