أسباب سقوط “سجن الباستيل” في فرنسا، وآثاره
سجن البـاستيل
أقدمت الحكومة الفرنسية على إنشاء سجن الباستيل في الفترة التاريخية الممتدة مابين 1370-1383م ليكون بمثابةِ حصنٍ منيع للدفاع عن العاصمة الفرنسية باريس، وتحوّل هذا السجن إلى سجن للمسجونين السياسيين والدينييّن والمحرضين ضد الدولة؛ وتشير المعلومات إلى أن هذا السجن قد أصبح اسمه مقرونًا بالظلم والطغيان والاستبداد على مر السنين؛ لذلك فقد كان موطنًا لاشتغال الشرارة الأولى للثورة الفرنسية المندلعة في الرابع عشر من شهر يوليو سنة 1789م ويصادف ذلك التاريخ تاريخ سقوط الباستيل؛ فما زالت فرنسا تحتفل بهذا التاريخ العظيم باعتباره يوم وطني للبلاد.
سقوط البـاستيل
عاشت مدينة باريس حالة من الخوف والذعر الشديد في صبيحة اليوم الرابع عشر من شهرِ تموز سنة 1789م، وجاء ذلك بعد أن تمكن المتظاهرون من اقتحام “ليزانفاليد” للاستيلاءِ على الأسلحة وجمعها ليتوجهوا بعدها إلى سجن الباستيل، وتشير المعلومات التاريخية إلى أن المتظاهرين قد اقتحموا مخزن للذخائر في السجن يحتوي على ما يفوق 13600 كيلو جرام من البارود، وكان ذلك اليوم نقطة تحول تاريخية في حياة فرنسا؛ حيث اقتحم المتظاهرون السجن وأعلنوا سقوط الباستيل في أيديهم؛ وبالرغم من أن السجن لم يكن يحوي سوى سبعةِ أسرى فقط؛ إلا أن الهدف الرئيسي من الاقتحام كان القضاء على الظلم والاستبداد والتخلص منه..
وتوافدت معها أفواج الجماهير واحتشدت في الخارج للمطالبة بالإعلان الرسمي في سقوط السجن والاستسلام والتخلص من الأسلحة والبارود والبنادق، وتم استدعاء اثنين من ممثلي الجماهير للتفاوض معهما داخل الحصن؛ وتم ذلكبالفعل؛ وقد بدأت الحشود تجتمع من كل فج بعيد بكل غضبٍ ونفاد صبر؛ فبدأ التدافع والتدفق إلى داخل السجن مع حلول ساعات الظهيرة، وقطعوا سلاسل الجسر المتحرك الموصل إلى داخل الفناء؛ وبوشر إطلاق العيارات النارية لفترة تجاوزت الساعة ونصف الساعة، ولم تُظهر قوات الجيوش الملكية أي تدخلات، وتم إعلان الاستسلام رسميًا في مساء ذلك اليوم من قِبل محافظ السجن “دي لوني”.
أسبـاب سقوط الباستيل
تقف الكثير من الأسباب خلف سقوط الباستيل واقتحامه من قِبل الثوار الفرنسييّن، ومن أهم هذه الأسباب:
مرور البلاد بأزمة اقتصادية وخيمة نتيجة التكاليف التي حملتها فرنسا على كاهلها بعد أن تدخلّت في حرب الاستقلال الأمريكية.
فرض نظام ضريبي غير عادل على هامش الأزمة الاقتصادية.
جر البلاد إلى محاولات لغزو بريطانيا العظمى، فألحق الدمار بها اقتصاديًا.
الظلم والاستبداد والديكتاتورية المطلقة.
عدم خضوع سجن الباستيل لرقابة القانون العام.
اتباع طرق بشعة جدًا في الإعدام، كتفسيخ الجسم إلى قطع.
التمييز الطبقي بشكل ملفت.
أثـر سقوط الباستيل
أسهم سقوط الباستيل إلى العديد من الآثار التي ترتبت على ذلك، ومنها:
اندلاع الثورة الفرنسية، فأسهمت إلى تحويل فرنسا إلى إمبراطورية.
تنحي الملك والقادة العسكريين عن الحكم والمناصب.
فرض السيطرة على الحرس الوطني من قبل الماركيز “دي لا فاييت”.
شتات القوات الملكية المعسكرة وهروبها إلى مواقعها على الحدود.
فرار النبلاء كلاجئين سياسيين خارج البلاد.
إلغاء أنظمة الإقطاع والقواعد والامتيازات القديمة.
إعلان وثيقة حقوق الإنسان.
سجنـاء الباستيل
احتضن سجن الباستيل ما يفوق 6000 سجين منذ لحظة تأسيسه وحتى سقوطه، بينهم 800 سحين في مطلع عهد “لويس الرابع عشر”، وبينهم 5279 سجين ما بين الفترة التاريخية 1659 وحتى لحظة سقوطه..
ومن أبرز السجناء الذين سُجنوا في هذا السجن:
اثنان من السحرة، جاء بهما “لويس الرابع عشر” لغايات الملك مما حّل به من جنون؛ إلا أنهما لم ينجحا في إتمام المهمة.
17 سجين بينهم أربع سجناء من الإنجليز، وثلاثة سجناء من الفرسان وثلا من السياسيين.
قسيس واثنان من صانعي النبيذ.
غلام لم يتجاوز 13 عام.
أتباع الجانسنين والجزويت.
متهمي القانون العام.
أعـلام سجناء الباستيل
وزير مالية لويس الرابع عشر ل”اروشفوكو”.
ابن الكاردينال الأشهر المرشال “ريشيليو”.
الكونت “لويس دي لوكسمبورج” في عهد “لويس الحادي عشر”.
“جاك أرمنياك”.
حاكم بارس سنة 1477م “دوق نمور”.
الرجل ذو القناع الحديدي.
معلومات عامة عن الباستيل
ارتفاع بناء السجن إلى 24 متر، ويصل سمكه إلى نحوِ 3 أمتار من حيث القاعدة.
قضاء 13 عامًا في بناء هذا الحصن قبل أن يكون سجنًا.
استُخدم الحصن ليكون مخزنًا للأسلحة والبارود والدفاع عن المدينة، بالإضافة إلى تيسير سبل خروج الملك وعودته سرًا دون علم أحد.
جاء أمر تحويل الحصن إلى سجن من قِبل “لويس الرابع عشر” في عام 1667م، وجاء ذلك بعد بلوغ عدد السجناء أكثر من 1400.