إلى ذلك الزعيم العربي … اليهود طائفة وليسوا “شعب”
إنشغلت الصحافة العبرية مؤخرا بنشر مكثّف لمقابلة مع أحد الزعماء العرب. وقد قال فيها: إن اليهود شعب ويحق لهم
أن يعيشوا بأرضهم.
لن أجادل احد في رأيه السياسي. ومن يحب إسرائيل فليعشقها حتى الثمالة وهذه مشكلته هو.. ولكننا نعيد المفاهيم
الصحيحة للتاريخ، فنقول إن اليهود طائفة كانت تعيش في العالم العربي ( في مدن الجزيرة العربية – في العراق –
وسوريا – والمغرب – ومصر – وفلسطين – والجزائر و… ) وليسوا “الشعب اليهودي”.
سوف ألتمس عذرا لصاحب التصريح بالقول إن الترجمة لم تكن دقيقة.. ولكن الفلسطينيين شعب، والسوريين شعب
والمصريين شعب. أمّا العرب فهم أمّه، والانجليز أمة، والفرنسيين أمّة، والهنود أمّة، والأفارقة أمّة، والروس أمّة
وهكذا.
إن الفرق بين الشعب والامّة فرق كبير. واليهود ليسوا شعبا وليسوا أمّة. ولو أن أمريكا صرخت لألف عام أن اليهود
شعب لما يجوز ذلك من ناحية تاريخية.
اليهود طائفة دينية وليست قومية، أمّا الشعب فهو مجتمع بشري يعيش في أرض لها حدود سياسية ولها كيان سياسي
ولها إدارة إقتصادية ولها قيادة واحدة.. بينما الأمّة هي تجمع عرقي يعيش في حدود جغرافية لها تاريخ واحد ووحدة
حال ووحدة لغة ووحدة سوق وديانة وحالة سايكولوجية توحدهم وتجمعهم…
من يقول إن اليهود شعب إمّا جاهل أو خبيث. ولو قلنا أن اليهود شعب، معنى ذلك انه لا مكان للشعب الفلسطيني على
أرض فلسطين، فالشعب الفلسطيني يشمل المسلمين والمسيحيين واليهود والدروز والبدو والشركس وباقي الطوائف.
لا يمكن لطائفة أن تصبح شعبا، فالأمر ليس إختياريا.
يا سادة.. دعونا نوضح أمرا قبل إنعقاد القمة العربية في السعودية. إن إسرائيل مستعمرة صهيونية أمريكية يجب
التعامل معها على هذا الأساس، وحتى لو أردتم ان توقعوا اتفاقية سلام أو وقف نار معها، فوقّعوا معها على هذا
الأساس دون تخريب لمفاهيم التاريخ وتكوين المجتمعات البشرية.
بالمناسبة، الشيعة طائفة وليسوا شعب، والسنة لا يمكن أن يكونوا شعب، فلا نقول الشعب السني أو الشعب الشيعي او
الشعب المسيحي، وبالتالي لا نقول الشعب اليهودي، لان هذا واحد من إثنين:
– إمّا جهل سياسي وديموغرافي كبير.
– وإما مؤامرة صهيونية امريكية لتحطيم الشعب الفلسطيني.