منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Empty
مُساهمةموضوع: الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟    الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Emptyالأحد 03 مارس 2019, 8:28 pm

الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 424


"عندما بدأت مشاهدة الإباحية منذ سنة ونصف، كان عندي مشكلة في التركيز: لم يكن بمقدوري أن ألتزم بهدف واحد لمدة أكثر من أسبوع. وكلما كان لديّ يومٌ إجازة كنت أضيعه في تساهل كسول مع أني كنت متأكدا أنه كان بإمكاني إنجاز المزيد في هذا الوقت.. 
والآن، بعد أن تمكنت من السيطرة على غريزتي وأقلعت عن مشاهدة الأفلام الإباحية، أشعر بمقدار هائل من الثقة بالنفس، وهو ما أثّر على كل جانب في حياتي وجعلني متحكمًا فيها، إن جميع خيارات حياتي هي الآن بيدي".[1]

 
كانت هذه تجربة واحد من آلاف المتعافين الذين شاركوا تجربتهم الناجحة في الإقلاع عن مشاهدة الإباحية، ويظهر من كلماته مدى استشعاره لحجم إنجازه العظيم. ولا تعتبر هذه الكلمات نوع من أنواع المبالغة، فإدمان الإباحية من أكثر أنواع الإدمان شيوعًا في عصرنا، ولا تقل محاولة الإقلاع عن الإباحية صعوبة عن محاولة الإقلاع عن بعض أنواع المخدرات، نظرًا لتشابه مراكز التأثير في المخ في كلا حالتي الإدمان.
 
يعتبر طريق الإباحية أشبه بالنفق المظلم الذي كلما ازددت تعمقاً فيه ازددت بعدًا عن مصدر الضوء، ومع استمرار المشاهدة تلو الأخرى، يفقد المرء الأمل تمامًا في التعافي، لتتمثل الإباحية جزءا أساسيا من روتينه اليومي، يفضي به إلى الاكتئاب والإحباط وفقدان الثقة بالنفس بالكلية. فكيف نقلع إذا عن مشاهدة الإباحية في خطوات عملية؟ وما هي البرامج العلاجية التي تساعدنا على التخلص من آفة الإباحية إذا التزمنا بها؟

قبل البداية: تقييم حالتك الإدمانية

 
"أغلب الناس يقللون من حجم المشكلة عند قيامهم بأمر خاطئ .. إذا أردت أن تبدأ عملية الشفاء من الإباحية فإن التقييم الذاتي هو حيث يبدأ شفاؤك"

كيفن سكينر، استشاري علاقات أسرية.
[size][size]
 
يميل كثير من الشباب إلى اعتبار مشكلتهم مع الإباحية تافهة أو هامشية لا ينبغي الالتفات كثيرا إليها، فعندما تتحدث مع أحد الشباب عن ضرورة توقفه عن الإباحية فإنك غالبًا ما ستسمع عبارات من نوعية "سأتوقف عند الزواج" أو "أنا أستطيع التوقف متى أردت" وغير ذلك من العبارات التي تهون المشكلة في أعينهم. ومن أجل ذلك قام الدكتور الأمريكي كيفن سكينر في كتابه (علاج الإدمان على الإباحية: وسائل الشفاء) بعرض اختبار سريع يجريه على القارئ، ويقيّم على أساسه مستواه في إدمان الإباحية بعيدًا عن النظرات الشخصية.
 
يتكون اختبار سكينر[2] من 24 سؤالًا ويعمل على قياس معايير مختلفة مثل: حاجتك إلى وقت أكثر في المحتوى الإباحي للحصول على النتائج المرجوة، فشلك في مقاومة رغبتك في مشاهدة الإباحية، مقدار وكثافة مشاهدتك للإباحية، الشعور بالاندماج والتخيل الجنسي، ممارسة العادة السرية، وغير ذلك، وبعد أداءك للاختبار تقيّم درجتك ثم تقوم بتسجيل مستواك من سبعة مستويات حسب نتيجتك النهائية تستطيع من خلالها أن تفهم مستوى سلوكك الإدماني، مما يساعدك في تصور المشكلة بصورة أدق. فما هي هذه المستويات التي نقيم مشاهدتنا طبقًا لها؟!
 
يبدأ المستوى الأول من الإدمان بمجرّد "المشاركة في الإباحية" وهي أشبه بالنظر العشوائي الذي يتكرر مرتين أو ثلاثة سنويًا فقط، ثم يتبعه مستوى ثانٍ غير اضطراري من المشاهدة ينشأ بدافع الفضول لا أكثر، ولا تتجاوز المشاهدة فيه مرة واحدة شهريًا.
 
يلي ذلك المستوى الثالث الذي يعتبره سكينر "مفترق الطرق" حيث يبدأ الشخص في التفكير في الإباحية ولا يستطيع أحياناً مقاومة هذه الأفكار ويستسلم للمشاهدة، لكنه لايزال يستطيع التحكم في سلوكياته وتخيلاته. أما المستوى الرابع فهو بداية المشكلة الحقيقية حيث ينغمس الشخص في الإباحية ويفكر بشكل كبير طوال اليوم في المحتوى الإباحي، ويطور من خيالاته الجنسية بشكل مستمر، ويشعر حينها الشخص باللذة عند المشاهدة التي يصاحبها  اختفاء أعراض القلق والحزن لديه، مما يعني "برمجته" على تقبل الإباحية كمشهد طبيعي، بل واعتباره سلوكا مزيلا للقلق.

يستمر تصاعد الأزمة من المستوى الخامس حتى السابع، وهو المستوى الذي تسيطر الإباحية فيه على حياة الفرد الذي يشاهدها بشكل شبه يومي، ويصل انغماس الشخص في الإباحية لدرجة تفقده تركيزه تمامًا وتؤثر سلبًا بقوة على فاعليته في الواقع وتجعل التخيلات الجنسية مسيطرة عليه في كل حياته، وهو ما يعدّ أخطر المستويات وأحوجها إلى العلاج الفوري. ووفقاً لسكينر، تبدأ الحاجة إلى العلاج منذ المستوى الرابع فصاعدًا، وكلما كان المرء أكثر انغماسًا في الإباحية كانت المسارعة إلى العلاج أولى، فما هي طرق العلاج إذن؟!
 
[/size][/size]
الهدف رقم واحد: إعادة التشغيل
[size][size]
تعتبر أهم خطوة في العلاج في معظم البرامج العلاجية هي تحديد هدف العلاج ابتداءً، من أجل ذلك يقدم لنا جاري ويلسون صاحب كتاب (المخ والإباحية) الهدف الرئيسي للعلاج فيقول "أهم خطوة لاستعادة السيطرة على حياتك هي أن تعطي مخك استراحة من كل المثيرات الجنسية الصناعية لمدة عدة أشهر"[3].
 
ووفقًا لويلسون، فإن الإصرار على تحقيق هذا الهدف هو أهم خطوة طوال رحلة العلاج، "لأن خاطرة (أريد أن أشاهد فيلمًا إباحيًا الآنّ!) ستأتي مرارًا إلى ذهنك، وكلما ازدادت الفترة الزمنية لإقلاعك عن الإباحية كلما قلّ تكرار ورود هذه الخاطرة إلى ذهنك حتى تختفي وتنتهي من ذهنك تمامًا، هذه العملية يسمّيها بعض الناس (إعادة التشغيل Restart)"[4].
 
هذه المثيرات التي يقصدها ويلسون لا تشمل الأفلام الإباحية نفسها فحسب، بل يؤكد أنها "كل ما يتعلق بالإباحية"، ويشمل ذلك الخيالات الجنسية، الصور والفيديوهات الساخنة، تصفح الفيسبوك واليوتيوب من أجل مشاهدة صور أشخاص، هذه البدائل للإباحية تأتي بنتائج عكسية"، ويرى ويلسون أنها أشبه باستبدال إدمان الكحول بالبيرة الخفيفة، كلاهما مضر ولا يعتبر علاجًا. إن المثيرات التي ينبغي تجنبها ببساطة هي "كل شيء يمكن لمخك أن يستخدمه كما كان يستخدم الإباحية"[5].

ثم ينبهنا ويلسون إلى أن المخ المعتاد على الإباحية لن يستسلم للإقلاع بسهولة، وسيبحث عن أي مؤثرات، ومعنى ذلك أن المدمن(ة) على الإباحية سيعاني بشدة في هذه الفترة، لأن مخه يقاوم التغيير الذي يريده، لكن من أجل تحقيق حريتنا والتحكم في حياتنا وأولوياتنا، فإنه ينبغي على الشخص ألا يستسلم لهذه المؤثرات، ويصمد بقوة أمام هذه الخواطر حتى ينتصر على إدمانه أخيرًا.
 
أحد المتعافين نقل تجربته في التخلص من أثر الإباحية تمامًا فقال: "استطعت أخيرًا أن أصمد لمدة 6 شهور بدون زيارة أي موقع إباحي. وعندما رأيت واحدًا بعد العلاج، تعجبت كثيرًا من مقدار زيفه وابتذاله. ومنذئذٍ فقدت كل اهتمامي بمشاهدة الإباحية. الإباحية بالنسبة للجنس كصورة سيارة فيراري إلى قيادة السيارة بالفعل"[6].
 
[/size][/size]
الخطوات الأولى

 
"التعافي من الإباحية يحتاج إلى وقت. كما أنه يتطلب صدقاً ومسؤولية وأخذ للخطوات الصحيحة في الأوقات الصحيحة"
[size][size]
 
في كتابهما (مصيدة الإباحية: الدليل الأساسي لتخطي مشاكل الإباحية)  يشرح لاري ووندي مالتز أنه عند بداية العلاج، دائمًا ما تأتي خواطر عند الشخص تتأرجح بين "أريد أن أتوقف عن مشاهدة الإباحية بسبب المشاكل التي تتولد بسببها" وبين "أريد أن أشاهد الإباحية بسبب الإثارة والسعادة التي تتسبب فيهما"[7]. ويولد هذا التذبذب أحياناً فشل في العلاج وعودة الشخص إلى مشاهدة لإباحية بعد اتخاذ قرار التوقف.
 
هذا الشعور المتذبذب يمكن القضاء عليه، كما يؤكد مالتز، عبر عدة استراتيجيات: الاستراتيجية الأولى هي تدوين كل ما تسببه الإباحية من مشاكل واستحضارها دائمًا أمام عينيك عبر وضع الورقة في مكان ملحوظ، كما يمكنك أن تصارح صديقاً كذلك بما تسببه لك الإباحية من أضرار. والإستراتيجية الثانية هي قيادة نفسك، ويمكنك أن تتدرب على ذلك عبر تدوين أهم الإنجازات والتحديات التي تغلبت عليها في حياتك، وتدوين كيفية تريد تشكيل شخصيتك: قوية، متفائلة، ملتزمة بالقيم الأخلاقية والدينية، صادقة، وأمينة.
 
عبر الاستحضار الدائم لهذه الأمور يقول مالتز إنه يمكن للشخص أن يبدأ في استعادة الثقة في نفسه والتحكم في قراراته وانفعالاته بنجاح، كخطوة أولى في استعادة حياته بلا إباحية، فماذا بعد بناء هذه الإرادة القوية؟!

[/size][/size]
الخطوات العملية ببساطة
[size][size]
يقدم مالتز[7] 6 خطوات بسيطة من أجل التخلص من إدمان الإباحية يمكن تلخيصها في الآتي: تبدأ أولى هذه الخطوات بإخبار شخص ما بمشكلتك ومصارحته بكافة التفاصيل: مستوى إدمانك، الآثار السيئة التي تعاني منها، ورؤيتك لشخصيتك وقيمك في المستقبل. وبعد هذه الخطوة تدخل -بمساعدة أو إشراف هذا الشخص- في برنامج علاجي مرتب تتابع فيه مع شخص أداءك اليومي في العلاج.
 
أما الخطوة الثالثة فهي أن تخلق لنفسك بيئة خالية من الإباحية، أي أن تتخلص من كل المؤثرات والمحفزات التي قد تدفعك إلى مشاهدة الإباحية بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء كانت هذه المؤثرات على هاتفك الجوال، أو على حاسبك الشخصي، أو في عالمك الحقيقي. وتلي هذه الخطوة ممارسة الرياضة بشكل يومي ومستمر، حيث أن الرياضة تساعد بشدة على التخلص من أعراض الانسحاب النفسية والجسدية السلبية الناتجة عن توقفك عن الإباحية.
 
وبناءً على هذه البرامج العملية والخطط الثابتة، قامت بعض المبادرات العربية بإنشاء فرق تطوعية من أجل مساعدة الشباب والفتيات في الإقلاع عن الإباحية، وأثبتت هذه المبادرات نجاحًا واسعا، فما هي أهم وأشهر هذه التجارب؟


[/size][/size]
تجارب عربية ناجحة في الإقلاع عن الإباحية
[size][size]
بناءً على هذه البرامج العلاجية، ومع استمرار تدفق المحتوى الإباحي إلى العالم العربي، قامت بعض المبادرات برعاية برامج علاجية تساعد المستهلك العربي للإباحية في الإقلاع عن استهلاكه، وعلى رأس هذه المبادرات: صفحة (واعي) التي أنشئت في العام 2014 ويبلغ عدد المتابعين لها على صفحتها على فيسبوك حتى الآن 1.1 مليون متابع، وهو أول وأكبر فريق في العالم العربي يتخصص في مواجهة خطر الإباحية، بحسب حازم حامد أحد الأعضاء المؤسسين للفريق.
 
ينقل حامد طبيعة فريق (واعي) إلى موقع "ميدان" قائلًا: "الفريق يقدم أدوات حقيقية للتعافي، وبفضل الله استطعنا مساعدة آلاف الشباب والفتيات في التعافي من إدمانهم من خلال برامج التعافي والحلول التي نقدمها". ويخبرنا كذلك أن الفريق: "يتمركز حول خطة ال 90 يوم للتعافي، وتتضمن مشاركة الفرد معنا على مواقع التواصل مثل تطبيق تليجرام Telegram، ويكون معه شريك المساءلة، ويكتب يومياته معه ونحو ذلك".
 
ويختم حامد حديثه مع "ميدان" مؤكدًا أن "التعافي معركة يومية، لذا من الأمور التي نحرص عليها أيضًا هي التوعية بكيفية التعامل مع الانتكاسة بشكل سليم، حتى لا يعود المستخدم إلى أسوأ مما كان عليه قبل العلاج عند حدوث زلة، فلا بد له من معرفة كيفية الاستفادة من كل وقعة حتى يستكمل رحلته للتعافي بسلام"[8].

وفي مبادرات شخصية غير مؤسساتية، قام "محمد أبو خطاب" على حسابه على موقع Ask.fm بإنشاء برنامج علاجي يتابع فيه مع الشباب برنامجا يوميا للتعافي من الإباحية، وتفرّع من صفحته حساب خاص للفتيات "محاربة واعية" تديره "أم عمر" على موقع Ask.fm كذلك.
 
[/size][/size]
"الحمدلله تميت ال 90 يوم بدون إباحية، مكنتش متخيل أني هقدر! حاولت كتير أوي على مدار 3 سنين ودي أول مرة أنجح .. لأول مرة في حياتي ألعب جيم وسباحة غير الشغل والكورة. أنا بانصح كل الناس تستغل طاقتها بأفضل صورة ممكنة"

أحد المتعافين مشاركًا تجربته على صفحة محمد أبو خطاب[9]
[size][size]
 
وعلى جانب الفتيات، تروي أم عمر صاحبة صفحة محاربة واعية إلى موقع ميدان: "فكرة الصفحة بإيجاز هي مساعدة البنات للتعافي من إدمان المواقع الإباحية والعادة السرية وبدأت الصفحة عندما ظهر الاحتياج لمتطوعات يقمن بهذا الدور، فأنشأت الصفحة واعتمدت في سبيل تحقيق هذا الهدف على عدة وسائل للتعافي في برنامج لكل فتاة مدته 90 يوما، نستبعد فيه وسائل الترهيب ونرفض نفسية جلد الذات والاكتئاب والإحباط، ونعمل سويًا على التشجيع والتحفيز وبناء برنامج نبني فيه عزيمة الفتاة خطوة خطوة".[10].
 
هكذا تبدو رحلة التعافي من الإباحية رحلة شاقة ومجهدة تمتد إلى 90 يومًا كاملين، وتعتبر بمثابة معركة يومية يخوضها المستهلك للإباحية. وقد استطاعت بعض المبادرات العربية أن تقدم للشباب والفتيات وسائل عملية ليساعدونهم في التخلص من هذه الآفة. يظهر الأمر إذا متطلبا لإصرار على تحقيق الصورة التي يريد أن يكون عليها الإنسان.
[/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟    الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Emptyالأحد 03 مارس 2019, 8:37 pm

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 424




"جسد للبيع".. هكذا حوّلت الدعاية الفتاة إلى دمية استهلاكية!


تطلّ على الشاشة فتاة بشعر لامع يجري على كتفيها جريان الماء، ويتلاعب الهواء بخصلات شعرها، فيما يفيض وجهها سرورا، وتدفع بعبوة شامبو بانتين مخاطبة المشاهد بالقول: "أحافظ على شبابي لأنني أستخدم شامبو بانتين".
 
هذه واحدة من حملات عديدة تحذر النساء من إهمال جمالهن، مقدمة إليهن الحل السحري في شامبو بانتين "ليشعرن بالانتعاش والحيوية والقوة كل يوم"[1]. لم يعد مستغربا في عصر التلفاز ومواقع التواصل أن تطلّ علينا فتاة في دعاية لمستحضر تجميل أو حقيبة نسائية أو كل ما يخص المرأة، لكنّ المستغرب أن تتصدر الفتيات دعايات السيارات والعقارات والملابس الرياضية. غرابة سرعان ما تتلاشى حين تنكشف دوافع الشركات الرأسمالية وراء استخدام الفتيات في موادها الدعائية، حيث يعد هذا الجسد موردا ماليا مربحا باعتباره مادة إعلامية رائجة، ففي الحين الذي يتقاطع هذا الاستثمار الدعائي مع شعارات الحركة النسوية التي استندت إلى المرأة في شعاراتها التنموية، تستغل الشركات الدعائية المرأة، باعتبارها مادة دعائية جذابة بطبيعتها.
 
فكيف أصبح جسد المرأة وجها تلاحقه العدسات ويستقطب الأضواء؟ يقودنا هذا التساؤل لقراءة التحولات التي شهدها الخطاب النسوي، فبعد أن اعتمد في بداياته على مطالباته بالحقوق الأساسية للمرأة من انتخاب وتملك[2]، انتقل للمطالبة بالحريات الجنسية وتغيير مفهوم الأسرة والمساواة وتمكين المرأة ومن ثم الفتاة في سوق العمل، وهو انتقال سننظر من خلاله للتحولات التي توازت معه على الصعيد الاجتماعي.


تطويع الجماهير


ستنشب في منتصف القرن الماضي، في عام 1940 تحديدا، أشرس حرب عرفها البشر على مر تاريخهم، الحرب العالمية الثانية التي ستقتل 20 مليون إنسان، لكنها بعد أن تقتلهم على الأرض، وتحت قصف الصواريخ وقذائف المدافع، ستدفع بمن تبقّى منهم لاحقا للعمل داخل المصانع ليل نهار، لا الرجال وحسب، بل النساء كذلك[3].
    
دشنت الحرب، بعد إسدال الستار عن مآسيها الدموية، أكبر وجود للنساء داخل المصانع، ليصبح لهن دور بارز في إعادة إعمار ما دمرته الحرب، لكن وبعد انتهاء مراحل الإعمار، ظهرت أزمة جديدة في الأسواق العالمية، وفي السوق الأميركية خاصة، وذلك بعدما قلّت مبيعاتها بسبب اكتفاء الناس بحاجاتهم الأساسية. أزمة شكلّت ملامح دين جديد لسوق الرأسمالية العالمية، ليكون شعاره المقدّس: "خلق الحاجة، وخداع الناس، واللعب على رغباتهم الدفينة"، كان إدوارد برنايز نبي هذا الدين الذي نحت أصنامه من أطروحة خاله سيجموند فرويد عن اللاشعور، ومن سيكولوجية الجماهير للوبون، وبدأ في العمل مع الشركات لتحقيق نبوءته، مفتتحا إنجازاته بإقناع النساء بالتدخين حينها ليزيد مبيعات شركات السجائر[4].


 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ P_1157cjjmm1


الناس غوغاء ينبغي للدولة ضبطهم بأي وسيلة ممكنة، هكذا رأى برنايز الجماهير، معتبرا الدولة الكيان الأعرف بما يصلح لهم ويحسن ظروف حياتهم. ليبتكر وفق هذا الفهم إستراتيجياته في الدعاية الإعلامية التي تدغدغ مشاعر المواطن لتطوعه في سبيل تحقيق مآرب سياسية واقتصادية. ونحا برنايز منحى يتصور فيه القدرة على التحكم الكامل بالجمهور، حيث قال: "إذا كنا قد فهمنا آليات ودوافع العقل الجماعي، فهل من المستحيل أن نتمكن من السيطرة والتحكم بالجماعات بما يصل في مصلحتنا ودون علم منهم؟ لقد أثبتت الممارسات الحديثة في مجال البروباغندا أن هذا الأمر ممكن الحدوث، على الأقل وفقا لشروط وظروف معينة"[5].
      
تتجلى آثار نظرية برنايز في شقين، سياسي واقتصادي، يتضافران ويصبان في خدمة أهداف السلطة وأصحاب رؤوس الأموال. تعزف الدولة عبر الدعاية الإعلامية على وتر مفهوم المواطنة مقدمة آمالا خادعة تسلب المواطن ما تدّعي منحه إياه، لتستثير مشاعره بعبارات من قبيل: "الانتماء والأمان والرفعة والنهضة والرخاء"، ثم تستلم الشركات الراية لتطلق حملات تسويق منتجاتها بشعارات تُستقى من مفهوم المواطنة الصالحة[6]. وشكّلت هذه المرحلة بداية ظهور الفنانات في الإعلانات التجارية، مرحلة ظهور النساء وجها إعلانيا جذابا، لتقدَّم أجسادهن أدوات لترويج منتجات الشركات. كما كانت كذلك نقطة الانطلاق التي تطورت لصيغ تتسع نطاقاتها باتساع الصور واللقطات التي نراها، والتي تعيد تشكيل الكثير من الأذواق العامة والخاصة في مجتمعاتنا.
   




 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
من حملة "This is us" (مواقع التواصل)
        
الفتاة.. إعادة تعريف المواطن الصالح
ومع تصاعد موجات الحركة النسوية، وتجسّد المرأة كقيمة لمجرد ظهورها في المجال العام لا باعتبار الجسد فقط مركز قوتها، نحت الخطابات الدعائية منحى يتخذ من القيم الاجتماعية سندا لانتشاره، مستخدما مصطلحات "التحرر" و"التمكين". لتقدم الإعلانات بذلك قيمة الربح في قالب محبب لدى المجتمع عموما، وللفتاة على وجه الخصوص، دافعة إياها عبر ما تحمله من معانٍ للانصياع برضى تامّ للعالم الجديد الذي ستتحقق فيه الفتاة والمرأة أحلامهما عبر حيازة السلع التي يتم تسويقها[7].
 
تخاطب الدعاية الفتاة بالقول: "انفعي نفسك وبلدك، لا بد أن تستقلي ماديا، ما الذي قدمتِه لبلدك؟ ابحثي عن عمل واكسبي المال، تسعدين عائلتك، وتنعمين بصحة ومال وفيرين". في سعي واضح لرسم النموذج المثالي لـ "المواطَنة الصالحة"، والذي ينص أنه على كل رجل وامرأة تكريس حياته لكسب المال في سبيل تحقيق نهضة اقتصادية، وهو ما يعني أن كل مواطن لا يعمل ويكسب المال ضمن المنظومة الاقتصادية التي تم تحديدها هو بالضرورة مواطن غير صالح[8].
 


يأتي هذا الخطاب باعتباره الإطار المحدد الذي ينبغي للفتاة أن تتحرك ضمنه لتكتشف نفسها وتثبت وجودها في مجتمعها الاقتصادي، وليرتبط ما تقوم به في مساحة العمل المادي مع القيم الفضفاضة التي تسعى المجتمعات لتحقيقها، "كالتمكين" و"التحرر" و"تطور المجتمع" و"تحطيم العادات"، ليتراءى لها إمكانية مساهمتها في التغيير، ولتُعاد بذلك برمجة سلوكيات الأفراد، والفتاة تحديدا في هذا السياق، في سبيل الإبقاء على حركة الاقتصاد[9].


ووفق هذه التبعية لنمط السوق والتي انعكست على أكثر المساحات خصوصية، كإعادة تعريف العلاقات العاطفية ومعايير الجمال وغيرها، انتقل الخطاب النسوي من مساحة الحقوق لمساحة التواؤم مع السوق، وتلاقت أهداف الحركة النسوية بصيغتها النيوليبرالية الحديثة مع أجندات الشركات الرأسمالية، ليصوغا معا حملات تكتشف "رأس المال" في الفتاة وتستثمره، وتبشرها بخيرات تفيض عليها وعلى عائلتها ووطنها والعالم[10].
 
انتهاك حقوق الطفلة
تتراءى للفتاة أحلام التمكين والنجاح المادي وتسعى لتحقيقها ونيل رضى العائلة والمجتمع، لكنها لا تدرك السياق الأعم الذي يعيد تشكيل الخيارات، حيث تلعب المراكز البحثية ومكاتب إدارة الشركات دورا في إعادة تعريف العالم الذي نعيشه، بعد أن وجدت أنّ تراجع نسب الخصوبة والإنجاب توازى مع ارتفاع في الناتج المحلّي الإجمالي للفرد الواحد، لتدعو إلى "تعليم الفتيات" وإعلاء قيمة العمل على العلاقات الاجتماعية[11].
     




 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
 إن هذين القفازين يخفيان طلاء أظافر بديع! (مواقع التواصل)
  
ومع توغل الدولة الحديثة في كافة مساحات حياة الفرد الشخصية، وسعيها لتطويعه لخدمة منظومتها وآلتها الإنتاجية الضخمة، سعت إلى إعادة تعريف قيمة الإنسان لتتمثل فيما يُنجزه داخل تلك المنظومة. فمفهوم المواطنة الصالحة أداة تطويع للجماهير، والفرد وفقا لأغامبين مواطن قبل أن يكون إنسانا، وبناء عليه، تمنح الدولة حقوقا لمن تراه مواطنا صالحا باذلا للولاء والطاعة المطلقة، الذي يكسب قوت عيشه ويرفدها بالعوائد، وتجرد المتخلف عن الركب برفضه الإذعان لأوامرها بحذافيرها. وليست المرأة عموما، والفتاة على وجه الخصوص، خارج هذه المنظومة[12].
 
حيث تبلور توغل الدولة في اسم "رأس المال البشريّ"، الوجه الآخر لما يُمكن أن يوصف باستعباد الدولة لرعاياها، وهو مصطلح حصل على جائزة نوبل بعد أن صاغه ثيودور شولتز والاقتصادي الشهير في مدرسة شيكاغو جاري بيكر عام 1960. حينها، كان هذا المفهوم ثوريا، وتغير بظهوره وجه السياسات الاقتصادية العالمية. وهو ما يشير إلى مقدرات الأفراد من معرفة ومهارات وقيم وصحة تُمكّنهم من تحصيل الربح المادي، وهي شبيهة بالمواد الخام المستخدمة في إنتاج البضائع والخدمات. اصطبغت حملات الدعاية بهذا المفهوم الذي يشير إلى قدرات الفتاة الدفينة وغير المستغلة والتي ستحقق لها، ولشركتها بالطبع، ولاقتصادها الوطني أرباحا اقتصادية مستقبلية في حال تم استثمارها[13]. حيث يرسم مشروع "أثر الفتاة" على سبيل المثال فانتازيا حالمة تضع كل ثقل مستقبل العالم الاقتصادي على نموذج الفتاة-الطفل المجرَّد والمعولَم[14].







يضع مشروع "أثر الفتاة" الفتاة أمام خيارين: العيش في رخاء وثراء إن قررت التعلم وتأخير الزواج والإنجاب، أو مواجهة شتى أشكال المعاناة إن قررت الزواج وعدم متابعة التعليم. هذه الصورة جزء من حملة "لأنني فتاة".
   
الفتاة.. فأر اختبار؟
لم تكن تلك التحولات، والضخ الإعلاني منقطعة عن سياقات عمل منظم ودؤوب يعمل على صياغة مجتمع اقتصادي، حيث تتوالى دراسات الجدوى، والأبحاث المعملية، في ضخ توصياتها لتحقيق السلوك القويم الذي يحافظ على نمو اقتصادي مرتفع، لتدخل بذلك أكثر لحظات العلاقة الزوجية حميمية وقرارات الأسرة المفصلية المتعلقة بالإنجاب من تكاليف وعوائد مترتبة على المولود، وتوضع قيد الفحص والمراجعة، وتستحيل مسودة قرار ترسم خطوط سياسات تقليص أعداد المواليد مثلا، دراسات جدوى بطلها "الإنسان الريادي" لا "العامل" أو "المستهلك" كما يقول شولتز من الفلاحين الفقراء والنساء وحتى الأطفال[15].
 
ويدلّل على هذا ما قاله مورفي عن إطلاق المنظمات غير الحكومية النسوية والشركات في الولايات المتحدة وكندا حملات تصوغ نموذج "الفتاة" الخاضع لمنطق المال. وهي لا ترحّب بالأطفال الذين يتوقع ولادتهم مستقبلا لأمهات غير فاعلات في السوق الرأسمالي بدعوى أنهم لا يستحقون الاستثمار فيهم. كما لا تولي هذه الحملات الاهتمام ذاته للمراهقين الذكور، فهم لا يمثلون وجها جاذبا للربح في حملاتهم. وعلى العكس من الفتاة الموهوبة والقادرة على القيام بالكثير، يبدو الشاب جامحا وصعب المراس[16].
  
حوّلت دفّة رأس المال البشري اتجاه الحملات لتنتقل من الترويج لموانع الحمل بين "النساء"، إلى الدعوة لزيادة العوائد عبر تشغيل "الفتيات"، ومن تقنين الخصوبة إلى الترويج للتعليم. وهو ما عبّرت عنه سياسات برامج البنك الدولي والأمم المتحدة في القرن المنصرم، التي تناولت فتاة العالم الثالث الجنوب آسيوية والأفريقية والمسلمة منذ الألفية أيقونة لرأس المال البشري، الفتاة التي تعمل لتحقيق عوائد تغطي حاجة العائلة، والتي تستحق أن تكون "فتاة" بكل ما للكلمة من معنى[17].
    
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 81a3635a-dc83-4586-a160-f5bbd90bc034
   
فبعد أن استثمرت الشركات في المرأة لتغدو عنصرا فاعلا فيها يجلب الربح ولا يكلف الكثير، رأت في الفتاة فرصة لزيادة الأرباح، وهو ما يمليه منطق رأس المال الذي لا يأبه لهموم الإنسان وظروفه. وإن كانت النساء الراشدات يعانين من التحرش وتدني الرواتب وظروف عمل غير منصفة وقاسية، فإنّه من المرجّح أن تجد الفتاة المراهقة نفسها جزءا من آلة ضخمة، تعمل ليل نهار دون كلل، وهي التي ما زالت تتلمّس بدايات طريق الحياة، في مرحلة المراهقة، المرحلة الحساسة التي سيكون لتجاربها أثر كبير يستمر مدى العمر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟    الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Emptyالأحد 03 مارس 2019, 9:04 pm

"تعري المشاهير".. هل تخضع المرأة لتصورات الرجال حين تتبرج أم تتحرر من المجتمع؟

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 424

"الرجال يحلمون بالنساء، النساء يحلمن بأن يحلم الرجال بهن، الرجال ينظرون للنساء، والنساء ينظرن إلى أنفسهن حالما ينظر الرجال إليهن، تتلقى النساء النظرات دائما، تعمل تلك النظرات كمؤشرات تُذكّرهن كيف يبدون أو كيف يجب أن يبدون، فوراء كل نظرة حُكم، حتى تلك النظرة التي يرون أنفسهم من خلالها عبر المرآة، نعم فالأحكام في كل مكان.
 
دائما ما تمتلك المرأة رفقة حتى عندما تكون وحدها، كصورتها التي تبقى ملاصقة لها عن نفسها، حيث هناك دائما عوالم موازية تعيش فيها المرأة بجانب حياتها الواقعية، فمن الطفولة المبكرة يتم تعليمها وإقناعها بمراقبة نفسها بشكل دائم، يجب أن تراقب وتُحصي كل ما هي عليه وكل ما تفعله، لأن كيفية ظهورها أمام الناس وخاصة الرجال هو شيء ذو أهمية محورية لها كجسد، وكمفهوم له خصوصيته.
 
في حفل ختام مهرجان القاهرة في دورته الأربعين، وفي ظل تغطية إعلامية دورية وروتينية لأشهر النجوم والنجمات المصريين وأحيانا العالميين، أخذت التغطية منحى آخر غير روتيني، في لحظة وجدت الممثلة رانيا يوسف نفسها تحت ضغط مرعب وتغطية مكثفة على التلفاز والإنترنت ومواقع التواصل، لم يكن ذلك بسبب فيلم جديد ناجح أو تصريح غريب، كان ذلك فقط بسبب فستان كاشف لأجزاء متعددة من جسدها

في الفكرة التي أوردناها بالأعلى، يتناول الناقد والكاتب الفني جون بيرجر فكرة رؤية النساء لأنفسهن ورؤية الرجال لهن، يندرج تحت تلك الفكرة بالطبع مفهوم الأزياء والجسد، فمظهر المرأة منذ عصور قديمة يُمثّل جانبا مهما، ويجتذب الكثير من الأعين التي تسعى لفهم المجتمع وتشكيل وجهة نظر حولها(1) وبعيدا عما يتصل بالأحكام الأخلاقية ومساحات الحرية؛ توجد خلافات كبيرة لم يتم حسمها حتى اليوم بين النسويات والنسويين والداعمين بشكل عام لحريّات المرأة حول مفهوم الأزياء، ويتجلى الخلاف الرئيس في ملابس المشاهير وتصرفاتهم، النساء منهم بشكل خاص.
 
نجد الخلافات حول ما قررت ارتداءه رانيا يوسف تتنقل بين الأحكام الدينية أو الأخلاقية ورفض الفعل كفعل فاضح بل والوصول به لقاعات المحاكم، وبين رؤيته كحرية شخصية مطلقة، لأن لكل امرأة الحق بأن تظهر كيفما ترغب، لكن في نهاية الخط نجد رد الممثلة نفسها، والذي يبدو كتنصل مقحم من فعل اختارته بحريتها، وكان من الممكن أن تتمسك وتعتد به فقط لإثبات أن النساء حرائر فيما يرتدينه ولا يجب عليهن انتظار موافقة الرجال، سواء بشكل مجتمعي أو سلطوي، لكن هل حرية ارتداء النساء للأزياء تتعلق فعلا بما تريده النساء أم هو شكل آخر من السلطة الأبوية الذكورية عليهن؟
 
النسوية والجسد الأنثوي
ترتبط دائما فكرة الحرية في المظهر والجسد بالنسوية، يتخذها البعض كمادة للتندر ويحترمها البعض كاتجاه فكري، لكن النسوية ليست قانونا صلبا يسير عليه الجميع، بل مساحات متعددة من الاختيارات، لكن، ولسبب ما، يصبح ذلك الاختيار شائكا عندما يتعلق بمظهر المرأة وجسدها الأنثوي.
 
للجسد الأنثوي تاريخ طويل من التعرض للاستغلال، بشكل حرفي أو معنوي، فهو الذي يبيع المنتجات ويزيد المشاهدات ويتحكم في التصنيفات العمرية أكثر من غيره، ارتبط ذلك المفهوم بالسينما في بدايتها، كان هناك رقابة محكمة على العري السينمائي في أميركا، لكن الوضع كان أكثر تحررا في أوروبا، فأصبح العامة يتعاملون مع الأفلام الأوروبية كأنها وسيلة لمشاهدة الأجساد العارية بشكل مشروع، لكن فكرة العري انتقلت من السياق الدرامي لسياقات أوسع.
   
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 2513b698-137f-41ec-835e-7a6f64a4e1da
   
عادة ما تكون افتتاحات الأحداث السينمائية والتلفزيونية أو الموسيقية عروضا لأزياء الممثلات والممثلين، المطربين والمطربات، والمشاهير بشكل عام، تمر الكاميرا من أعلى لأسفل على كل زي، من تسريحة الشعر وحتى لون الحذاء، يسأل المراسلون النجمات حول من يقف وراء التصميم الذي يرتدينه هذا اليوم، فتتزاوج المصالح ويصبح ارتداء نجمة لتصميم أحد المصممين دعاية مهمة له، لكن في السنوات الأخيرة وخاصة من بداية التسعينيات أصبح من المهم للنجمات أن يخرجن عن المألوف، إحداهن ترتدي فستانا دون ظهر، وأخرى ترتدي فستانا ذا فتحة من الأمام، فتضج وسائل الإعلام وتتوجه لتغطية هذا الحدث، أو الجسد بصورة أدق!
 
النسوية وثقافة الشهرة
لا تتعلق القضية بالمجتمعات المنغلقة أو التي تتحكم فيها السلطات الدينية، فقضية الجسد والأزياء والشهرة تُثير الجدل في كل مكان في العالم، في عام 2017 أحدثت صورة للمصور الشهير تيم ووكر حراكا واسعا في الأوساط النسوية وفي الرأي العام، ليس بسبب الصورة نفسها ولكن بسبب الموضوع الذي تم تصويره، وهي الممثلة الإنجليزية المحبوبة إيما واتسون، حيث رسخت واتسون نفسها بعدما تخطت نجاحها كطفلة ومراهقة في سلسلة هاري بوتر كأيقونة نسوية، تقف في مقدمة أي دفاع عن قضايا المرأة، وتشارك ماديا ومعنويا في جمعيات خيرية وثقافية، فهي شخصية محبوبة يتوقع منها الجميع تصرفات معينة ترضي تصورهم السابق عنها.
  
تظهر إيما في الصورة مرتدية غطاء صغيرا للكتف فيظهر باقي جسدها عاريا، انهالت التعليقات عليها تتهمها أنها نسوية مزيفة، لأنها بما فعلته تخضع لتصورات الرجال عن شكل وجسد المرأة، بل وتستخدم نفسها لإرضاء "النظرة الذكورية"، وهو مصطلح ظهر على يد الناقدة السينمائية النسوية لورا مولفي، حيث يعتبر ترسيخا لما يريده الرجل، وبالكيفية التي يصور بها المرأة في لوحاته وأفلامه وصوره، كسلعة جنسية في الغالب، ويسقط عليها رغباته وتصوراته دون إعطائها صوتا خاصا بها، لكن ذلك لا يبرئ المرأة من الخضوع لتلك النظرة، وهو ما يجعل فكرة حرية الاختيار محل جدال.
 
تقول الناقدة ريني إيدو لودج في مجلة فاريتي إن جزءا من وظيفة الممثلة أو المغنية هو أن تكون معروضة، ولجسدها دور في ذلك، يجب أن تكون في أبهى حُلّة طوال الوقت، لكنها ترى أن نظرة النسويات للأنوثة كشيء يجب مداراته عن الأعين قد اضمحلت منذ الستينيات، وأن احتضان النساء لطبيعة أجسادهن بل والتفاخر بها أحيانا هو خيار محمود ولا يقلل من مقدار نسويتهن من شيء، بل يجب الدفاع عن خياراتهن في التصرف في أجسادهن كما يحلو لهن حتى وإن كان هذا يعني الرضوخ لتصورات الذكور.2
   
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 76584893-30ed-409f-a7ca-073f951495a4
   
لكن على الجانب الآخر توجد نسويات يرفضن فكرة تشييء جسد المرأة وخاصة في حالة المشاهير رفضا قاطعا، وأن رضوخ النساء أنفسهن لتلك الفكرة يُعد رضوخا للسلطة الذكورية التي رسخت المرأة في الفنون كشيء يُنظر إليه، كما يقول جون بيرجر عن الرسم الأوروبي الكلاسيكي، فاللوحات التي تحوي نساء هي عناصر مخصصة لمتعة الذكور من رسامين ومشاهدين، والمرأة مجرد مفعول به، وبتطبيق ذلك على ثقافة المشاهير فإن النظرية تتكرر من جديد لكن بوعي جديد ومختلف، فالنساء لم يعدن مجبورات على ذلك أو ينقصهن الإدراك، ولكنهن يقبلن الانصياع لما يرونه حرية.3
 
تتداخل النظرات والنظريات، وتختلف الجدليات في المجتمعات المختلفة، ففي أميركا وأوروبا والدول الأكثر انفتاحا نجد خلافات متعلقة بحرية المرأة ومدى رضوخها لسلطة الرجال، وفي المجتمعات العربية تتخذ الخلافات مناحي أوسع، يتخللها ذات الخلاف القائم في العالم الأول حول الحريات وحق المرأة في اختيار أزيائها واختيارها في كشف جسدها أو تغطيته، لكن يقع الجدال الأكبر حول أخلاقيات المجتمع سواء بمرجعية دينية أو حتى مجرد مرجعية شعبية لما يجب أو لا يجب حدوثه، وبينما تحاول النجمات الدفاع عن أفعالهن سواء رآها المجتمع خاطئة أو صحيحة، يحدث أن يُجبر التسلط الاجتماعي النجمات على أن يتملّصن من أفعالهن وكأنهن أُجبرن عليها، فينتفي الجدال المتعلق بالدين أو الحريات ويبقى جدال آخر يتعلق بالمجتمع والإعلام ومدى صدق كل طرف في المعادلة فيما يطرحه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟    الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Emptyالأحد 03 مارس 2019, 9:07 pm

ووندر وومن.. كيف عززت ممثلة إسرائيلية الاستغلال الجنسي للمرأة؟


 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 424


يوضح التقرير التالي والمترجم عن موقع The Conversation  كيفية تعزيز فيلم "ووندر وومن" ودور الممثلة الإسرائيلية غال غادوت الصورة النمطية حول الحضور الجنسي للمرأة وجسدها عبر تمثيلها بصورة منتقاة بعناية كامرأة جميلة محاربة، وهو الأمر الذي يمكن النظر لامتداداته التاريخية عبر استغلال جسد المرأة في حضارات سابقة باعتباره سوقا رائجا، وهو الأمر الذي وعلى الرغم من المساعي المتزايدة في الغرب لوقفه، تظهر السينما كحيز أساسي يعمل على ترسيخ تلك الصورة الجنسية.
  
عندما خرج فيلم "وندر وومان" (Wonder Woman) للسينما انضم إلى صفوف الأفلام الرائجة المستوحاة من القصص المصورة مثل باتمان وسوبرمان وإكس من، لكن هذا ليس لأنه يعرض فتاة تلوح بالسيف في حذاء عال ولباس معدني مجسم؛ فلطالما كانت "وندر وومان" من أكثر الإبداعات مبيعا، تصورها في الأصل عام 1941 عالم النفس ويليام مولتون مارستون، ويتبع الفيلم بعض خطوط الحبكة الرئيسية التي طُوّرت في الكتب المصورة.
   
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 9e90e302-51cf-4fc3-a373-402a622a4a5b
   
تُعرف وندر وومان بأنها بطلة مقاتلة اسمها ديانا، وهي أميرة من الأمازون، تتدرب لتكون محاربة لا تُقهر. وعندما يسقط طيار أميركي على شواطئ جنتها المحميّة في الجزيرة ويخبرها قصصا عن صراع هائل في مكان آخر، تغادر ديانا موطنها، مقتنعة بأنها تستطيع إيقاف التهديد.
 
ورغم تصويرها باعتبارها رمزا نسويا في الأربعينيات، فإنها شخصية جنسية للغاية. ولا يسعنا إلا أن نتساءل عن أسباب هذا الربط الخيالي بين الحرب والجاذبية الأنثوية الجنسية. وليست وندر وومان هي الوحيدة التي تم تصويرها باعتبارها محاربة مثيرة جنسيا وقوية، فعلى مر التاريخ، تصورت الثقافات في جميع أنحاء العالم نساء مقاتلات من رموز القطط المحاربة إلى الآلهة الجذابة جنسيا. 

     

حضارة سومر
في عام 3000 قبل الميلاد، في مدينة أوروك السومرية القديمة في بلاد ما بين النهرين، حكم الملوك الأوائل للتاريخ البشري جنوب العراق محميين بعشتار، وهي إلهة حرب وحب ارتبط اسمها بالأسود. كانت تكشف عشتار عن أعداء الملوك وترافقهم في ساحة المعركة، وقيل في الأساطير إنها قاتلت مثل لبؤة تحمي صغارها، أي الشعب السومري. وتماما مثل وندر وومان، كان واجب عشتار المقدس هو الدفاع عن العالم.
 
وبجانب ذلك كان لعشتار جانب جنسي، حيث ادّعى ملوك أوروك أنهم عشاق لعشتار، ووفقا للأناشيد الملكية لهذه الحقبة، يدخلون سريرها و"يمارسون معها الجنس المقدس". وبالنسبة للملك، خدمت هذه الصور الجنسية والعسكرية لإلهة تخدم أجندته السياسية، وتشرّع حكمه وتجعله بطلا استثنائيا لشعبه. وبالإضافة إلى حضارة سومر توجد إشارات إلى ممارسة الحب مع الآلهة بين الفينيقيين القدامى والبابليين.
 
الفتيات القطط وسخمت
"ما الشيء الأكثر إثارة من امرأة قوية جذابة؟ ترويضها بالطبع!"
 
في مصر القديمة سُمّيت الإلهة الأكثر قوة وضراوة باسم سخمت. ومثل عشتار، كان لسخمت وجهان؛ وجه وحش شرس، وآخر لرفيقة مدللة ومحبّة. وكانت سخمت تصور في كثير من الأحيان على أنها لبؤة رهيبة تفتك بأعداء فرعون، وفي بعض الأحيان تتحول إلى قطة وديعة تُدعى باستت. واليوم، لا تزال القطط رمزا للإثارة الجنسية الأنثوية. ووُلدت شخصية المرأة القطة بطلة فيلم آخر مع جسدها المتمايل المنحني وإدمانها للعلاقات، رغم أن بعض النقاد يندمون على كون نشاطها الجنسي -وليس ذكاؤها- هو أعظم رصيد لها بين الجمهور.
   
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
 سخمت (مواقع التواصل)
   
أحلام البحارة الوحيدين
وبجانب حضارة مصر وسومر عُثِر على النساء المحاربات والمثيرات جنسيا بين الإغريق القدماء. وتحكي أساطير الأمازون عن مملكة في البحر الأبيض كانت فيها النساء تحارب وتحكم وحُصر الرجال في أعمال المنازل، وهم نساء لمنوس في بحر إيجه. وفقا للقصة اليونانية، ثارت نساء لمنوس وذبحن جميع الرجال في الجزيرة، صغارا وكبارا. وكانت النساء اللواتي يعشن في الامتناع الجنسي القسري يشعرن بالسعادة عندما يهبط البحارة بشكل غير متوقع على شاطئهم.
 
إن موضوع المرأة المتعطشة للجنس والتي لا رابط بها بعد ذلك هو خيال مفضل آخر للذكور، يقدم إرضاء خياليا للسيناريوهات الجنسية التي قد يصعب تحقيقها في الحياة الحقيقية.
 
كروفت
بحلول أواخر القرن العشرين، ظهرت لارا كروفت لتحديث فكرة الأمازون وسيدات لمنوس. وكروفت هي عالمة آثار ومغامرة إنجليزية بدأت حياتها كشخصية في لعبة فيديو تومب رايدر في التسعينيات، وكانت هي الصورة الأشهى في أحلام الواقع الافتراضي؛ فهي خبيرة في فنون الدفاع عن النفس، تحمل بندقية وفائقة الذكاء. والأهم أنها تترك الرجال دائما راغبين في المزيد. 

  

وبُعثت كروفت من جديد على الشاشة الكبيرة في عام 2001 حيث قامت بدورها الممثلة أنجلينا جولي، لتظهر تلك المرأة الجذابة التي تتجاهل نظراءها الذكور. وواصلت أليسيا فيكاندير، التي ظهرت في وقت لاحق لتؤدي الدور نفسه، تقديم كروفت كرمز جنسي.

 
المرأة والأسلحة، الخيال الأقصى؟
يبدو أن فيلم "وندر وومان" الجديد اختار الممثلة بدقة، ونظر إلى ما هو أبعد من مجرد وجه جميل وجسم رائع. ما لا يعلمه الكثير أن الممثلة هي ملكة جمال إسرائيل في عام 2004، وكانت مدربا رياضيا في الجيش الإسرائيلي. وفي مقابلة مع مجلة "فاشن" في أغسطس/آب عام 2015، أكّدت الممثلة أن تجربتها العسكرية أعدّتها بشكل جيد للحصول على مهنة في هوليوود.
 
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
الممثلة الإسرائيلية غال غادوت (مواقع التواصل)
    
وفي الشاشة وخارجها ما زال الرابط القديم بين الأنوثة والجذب الجنسي والجيش مستمرا حتى اليوم بقوة. كل شيء بداية من "وندر وومان" وظهور نوع جديد من المحاربين في السينما الآسيوية وبالطبع كتالوجات الأسلحة الأميركية التي تحملها نساء شبه عرايا، يؤكد الخيال الرجولي القديم الذي يربط بين الوجوه الجميلة والأسلحة.

  

ولا يمكن لمحاولات ثقافة البوب ​في ​إظهار البطلة باعتبارها مؤيدة للنسوية مقاومة آلاف السنين من الخيال الجنسي العالمي، ولكن يمكنك المراهنة على أنها ستشهد زحاما في قسم شباك التذاكر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟    الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ Emptyالأحد 03 مارس 2019, 9:35 pm

يمتلكون أكبر شركاته.. كيف سيطر اليهود على سوق "الإباحية"؟

 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 424

"إذا تم الترحيب بك في صناعة الإباحية، فإنه أمر غير مصدق. إنها عائلة ممتدة.. هناك الكثير جدا من اليهود المشاركين فيه!"
(مجموعة من الممثلين والممثلات في المجال الإباحي، في لقائهم مع أستاذ علم النفس الأميركي روبرت ستولر[1])
 
في العام 2016م قام الكنيست الإسرائيلي بتمرير مشروع قانون يجبر مقدمي خدمات الإنترنت "ISPs" على حجب المواقع الإباحية في كل الدولة بسبب ما تقدمه هذه المواقع من "أضرار تؤثر في الأطفال وتؤذي الشعب، خصوصا أن دخول الطفل إلى موقع إباحي الآن صار أسهل من شراء آيس كريم في البازار المحلي. هذا ما أوجب على الدولة اليهودية التحرك لحماية القاصرين من هذا الخطر"[2].
 
أثار هذا القانون سؤالا مشروعا بسبب احتوائه على مفارقة غريبة: فكيف يحجب اليهود الإباحية في دولتهم في حين أنهم أول من ضخموا المجال الإباحي واستثمروا فيه ابتداء؟ حاول القليل من الناس تقديم الحقائق التاريخية حول دور اليهود في المجال الإباحي، لكن أغلبهم دائما ما تعرض إما للهجوم بدعوى معاداة السامية والتحريض على العنف، وإما للتضييق بواسطة حذف الفيديوهات الخاصة به من الإنترنت ويوتيوب. فما حقيقة مشاركة اليهود في صناعة الإباحية؟ وما دور اليهود في تقديم المحتوى الإباحي للجماهير؟ وما دوافعهم في سبيل ذلك؟
 
بداية الاستثمار
عندما بدأت الصناعة الإباحية تتكثف في أوائل القرن العشرين لم يكن حالها كما هي الآن، ففي مقابل إمكانية الدخول إلى مواقع الإنترنت الإباحية في أي لحظة حاليا، لم تكن تقنيات الإنترنت ولا الفيديو متوفرة في أوائل القرن العشرين، ومن ثم كانت الصناعة تعتمد على منافذ أخرى للترويج للإباحية، أغلب هذه المنافذ انتهت صلاحيتها حاليا وإن كانت ما زالت موجودة بشكل طفيف، مثل التحادث الجنسي عبر الهاتف (Phone Sex Lines)، والمجلات الإباحية (Erotic Magazines)، وقاعات السينما الإباحية (Adult theatres)، وشرائط الفيديو الإباحية (Videotapes).
 
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
غلوريا ليونارد (مواقع التواصل)
  
هيمن اليهود على أغلب هذه المجالات إن لم يكن كلها، فطبقا لمجلة "Time" الأميركية، فإن مخترعة الخطوط التليفونية الجنسية هي غلوريا ليونارد. وعلى طول مسيرتها الإباحية، كانت ليونارد دائما تعرّف نفسها على أنها: "فتاة يهودية لطيفة من أحياء نيويورك"[3]. بدأت قصة المكالمات الإباحية عندما قررت ليونارد عام 1977م أن تستثمر شهرتها في المجال الإباحي كممثلة وكرئيسة تحرير مجلة "High Society" الإباحية لتقوم بالترويج لهذا اللون الجديد من الإباحية، وكان الإقبال على هذا اللون الجديد يفوق الخيال.
    
لم تكن ليونارد متفردة كرئيسة تحرير يهودية لمجلة إباحية، بل كان هذا هو السائد في ذلك الوقت، فحتى مجلة "Playboy" الشهيرة التي تأسست في منتصف الخمسينيات، فإن سيطرة اليهود فيها على فريق عمل المجلة كان واضحا بشدة منذ يومها الأول. لدرجة أن أحد محرريها اليهود، نات ليرمان، يذكر قائلا: "كان كل فريق العمل من الناحية العملية من اليهود. نحن كنا المهيمنين، وربما الألمع!"[4].
 
وعقب انتشار المجلات ومنافذ البيع الإباحية في فترة ما بعد الحرب 1950م فصاعدا، تصاعد النفوذ اليهودي في الصناعة، وبرز اسم روبين ستيرمان وصار المنتج الأكثر شهرة في الولايات المتحدة حتى لُقّب بـ "والت ديزني المجال الإباحي". وخلال عقد السبعينيات بأكمله، امتلك ستيرمان إمبراطورية ضخمة تتحكم في أغلب الإنتاج الإباحي الدائر في الدولة الأميركية برمتها، إلى درجة أنه -وحده- كان يمتلك أكثر من 200 متجر للمجلات الإباحية. وطبقا لنايثين أبرمز أستاذ التاريخ الأميركي بجامعة أبردين: "لم يستطع أحد أن يحصل على محتوى إباحي إلا بالمرور عبر ستيرمان"[5].
   
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
روبين ستيرمان (مواقع التواصل الاجتماعي)
   
كان ستيرمان يهوديا تقليديا، وكان بمنزلة الأب الروحي للصناعة الإباحية العالمية كلها، بل إنه صرح في أحد الأيام إلى أحد محاوريه: "إذا كنت تريد أن تعرف كيف بدأت الصناعة الإباحية، فأنت تنظر إلى الشخص الذي بدأها!"[6]. ورغم أن ستيرمان كان فاحش الثراء إلى حد أن بعض التقديرات ذكرت بأنه كان يربح مليون دولار يوميا[7]، فإن جشعه كان لا حدود له، ففي آخر عمره اتُهم بجرائم اختلاس وتهرب من الضرائب فحكم عليه بالسجن، حتى مات فيه عام 1997م[8].
 
التقنية تتطور والهيمنة تستمر
مع تقدم التقنية، انتقل الاهتمام من الصور إلى الفيديو بسبب توفر الكاميرات بأسعار تناسب الجمهور، وفورا استغل اليهود هذه الفرصة للانتقال من عالم الصور الثابتة إلى عالم الصور المتحركة، فاقتحمت الإباحية شرائط الفيديو وحققت رواجا كبيرا حينئذ. يذكر مايك كوليش، وهو مخرج إباحي يهودي، أن اليهود هم أول من أدخلوا تقنية الفيديو الجماهيرية إلى الصناعة، فيصرح قائلا: "إن اليهود قاموا بتغييرات جذرية في صناعة الإباحية، حيث إنهم أسسوا الشركات التي أنتجت الـ "DVDs" وشرائط الفيديو "VHS" و"Betamax"، وهو ما شكّل ثورة في ترويج الإباحية لدى الشعوب".
 
يستكمل: "ببساطة، وبشكل عام، فإن جميع رواد "البزنس" الإباحي هم يهود في الغالب، أو لديهم روابط يهودية، أو في وقت من الأوقات عملوا تحت يهودي.. لقد تحكم اليهود في الصناعة، أو بكلمات أخرى فقد اضطرت جميع الشركات إلى المرور عبر اليهود"[9].

هكذا بلغت سيطرة اليهود على صناعة الإباحية أوجها في السبعينيات والثمانينيات، ولم يكتف اليهود بالسيطرة على الإنتاج فحسب، بل تمددوا إلى التمثيل الإباحي كذلك. فمن المعروف في المجال الإباحي أن أغلب الممثلين الإباحيين الذكور في فترة السبعينيات والثمانينيات كانوا من اليهود[10]. وأشهر هؤلاء الممثلين، بل أشهر الممثلين الإباحيين على الإطلاق، هو اليهودي الأميركي رون جيريمي، الملقب بـ "أسطورة المجال الإباحي"، حيث إنه مسجل في موسوعة جينيس كصاحب الرقم القياسي في عدد الظهور في الأفلام الإباحية، حيث ظهر وحده في أكثر من 2000 فيلم إباحي[11].
 
الهيمنة تستمر
في أوائل التسعينيات هلَّت بُشريات ثورة الإنترنت، وعلى الفور قام أحد المنتجين الشباب، سيث وارشافزكي، بإنشاء شركة "Internet Entertainment Group" (IEG) للتسويق للإباحية عبر البث المباشر والفيديوهات المسجلة. بدأت الشركة بعروض بسيطة تقدمها للجمهور، لكنها سرعان ما تضخمت حتى صارت أكبر شركة إباحية في عالم الإنترنت عام 1998م، ووصلت أرباحها في تلك السنة إلى 50 مليون دولار[12].
 
نتيجة لتوسع هذه الإمبراطورية الإباحية، صار وارشافزكي رمز إباحية الإنترنت في كل وسائل الإعلام، وبحسب ويليام بيرس، أستاذ الفيزياء الأميركي، فإن وارشافزكي كان "فتى يهوديا ملقبا بـ (بيل جيتس الإباحية على الإنترنت) لأنه كان يملك العديد من المواقع الإباحية الكبرى"[13].
     
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ 00000000-0000-0000-0000-000000000000
سيث وارشافزكي (مواقع التواصل الاجتماعي)
        
وعلى جانب آخر، وخلال عقد التسعينيات أيضا، توسعت نشاطات شبكة "Adult Video News" (AVN) التي تغطي الصناعة الإباحية، وهي الشبكة التي أسسها اليهودي بول فيشمان في منتصف الثمانينيات. وحاليا، بلغ نجاح الشبكة إلى حد أنها صارت هي الأولى في مجالها بلا منافس تقريبا، حيث تُقيم الشبكة الحفلات وتُقدّم الجوائز للمنتجين والممثلين مثلها مثل حفلات الأوسكار، كما أنها تعقد المسابقات وتنشر الأخبار والإعلانات الخاصة بالمجال الإباحي[14].
  
بين "AVN" و"IEG"، وتحديدا عام 1991م، برز لون جديد من الإباحية سيصير هو الأشهر في هذه الأيام، بدأت القصة عندما ذهب رجل الأعمال اليهودي سيمور باتس إلى أحد نوادي العراة واستأجر راقصة من هناك، ثم استعار كاميرا فيديو لمدة 24 ساعة، وصور مع الراقصة مقطعا إباحيا. كان المقطع باهتا وضعيفا، ولم ينل أي نجاح تقريبا. لكن مع الوقت استطاع باتس أن يعقد عدة صفقات مع عدة شركات، وفي غضون سنوات قلائل، أصبح باتس "ملك الإباحية العنيفة" حيث يتميز هذا اللون من الإباحية بالعنف المفرط والأذواق المقززة[15]. ويملك باتس حاليا إمبراطورية إباحية، وتُدرّ أفلامه التي ينتجها ربحا يساوي على الأقل 10 أضعاف تكلفة إنتاجها[16].
  
في سياق الحديث عن الإمبراطوريات الاقتصادية الإباحية، يعتبر كثير من المحللين أن الإحياء المعاصر لإمبراطورية ستيرمان هو اليهودي صاحب الـ 57 عاما ستيفن هيرش، الملقب بـ "دونالد ترمب المجال الإباحي" ومدير مؤسسة "Vivid" التي تُلقّب بـ "مايكروسوفت المجال الإباحي". وقد أصدرت مجلة "Forbes" الاقتصادية الأميركية تقريرا عن مؤسسة "Vivid" قال إنها "تستحوذ على إنتاج 30% من السوق الإباحي في الولايات المتحدة"[17]. ومما يثير العجب هو أن المنافس الأكبر حاليا لشركة "Vivid" هي شركة "Wicked Pictures" التي يديرها ستيف أورنستين، وهو بدوره يهودي أيضا كمنافسه ستيفن هيرش[18].
  
أسباب تغلغل اليهود في صناعة الإباحية
لماذا تدعو ظاهرة سيطرة اليهود على صناعة الإباحية إلى الاستغراب؟ إذ قد يبدو الدخول في الصناعة أمرا مقبولا في إطار آليات السوق الحر، لكن المشكلة تكمن في أن هذه السيطرة المهيمنة على الصناعة لا تتناسب على الإطلاق مع تعدادهم في الدولة الأميركية، فبحسب اليهودي الأميركي لوك فورد: "فرغم أن اليهود يشكلون 2% فقط من تعداد السكان الأميركي، فإنهم يسيطرون على الصناعة الإباحية"[19].
    الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ A6991467-f0b9-4edc-abf9-12cfbc97b044
  
يبقى السؤال: ما الذي دفع اليهود إلى هذا الزحف المقدس في صناعة الإباحية؟ في عام 2000م، صرحت صحيفة "Jerusalem Post" بأن "أغلب الناشرين والباعة الجائلين لما يسمى بالأدب الإغرائي والإباحي كانوا يهودا، ومعظم هؤلاء اليهود كانوا ألمانيين تعلموا الطباعة في الوطن القديم"[20]. ومع هجرة اليهود من أوروبا في أوائل القرن العشرين إلى الولايات المتحدة الأميركية، دخل اليهود إلى الصناعة الإباحية "كأفراد يسعون إلى تحقيق الحلم الأميركي"، كما صرح القانوني الأميركي آبراهم فوكسمان[21]. ويقول ناثان أبرامز، أستاذ التاريخ الأميركي بجامعة أبردين ببريطانيا، وهو يهودي الديانة: "انخرط اليهود في صناعة الإباحية لأن في بدايات القرن العشرين لم يكن المرء يحتاج إلى كثير من المال ليبدأ "بيزنس" الأفلام الإباحية"[22].
 
هل هناك سبب أعمق من مجرد الربح المادي والتكلفة الرخيصة للإنتاج؟ يعدد الباحثون أسبابا مثل التمرد على القيم المحافظة، والرغبة في إفساد الناس، والانفتاح الشديد من الجيتوهات الأوروبية إلى الحرية الأميركية، لكن لم يكن أحد أكثر صراحة من المنتج الإباحي اليهودي آل جولدستين، فعندما سُئل عن سبب هيمنة اليهود على صناعة الإباحية كان رده بكل وضوح: "السبب الوحيد لمشاركة اليهود في صناعة الإباحية هو أننا نكره السيد المسيح.. الإباحية إذن تصبح وسيلة لتدنيس الثقافة المسيحية لأنها تخترق بسرعة البيوت الأميركية"[23].
 
بالطبع لا يمكن تعميم رؤية جولدستين على كافة المنتجين الإباحيين، لكن يبدو أنها وجهة نظر منتشرة ومتكررة بشكل ملحوظ في الوسط الإباحي، كما يكتب لوك فورد: "في أوائل القرن العشرين انخرط اليهود في الإباحية بسبب الكراهية الرجعية للمسيحيين، لقد حاولوا تخريب القيم الأميركية السائدة في ذلك الوقت وهو ما يبدو أنهم نجحوا فيه بالفعل.. إن الأفلام الإباحية الآن لا تتعلق بما هو جمالي ورومانسي وإنما بما هو صادم للمشاهد"[24].
 
في كل جانب من جوانب الصناعة الإباحية بدأت بالسيطرة على المتاجر الإباحية، وتلاها اختراع المحادثات الجنسية، ثم إدماج شرائط الفيديو في الصناعة، وعقب ذلك اشتعلت ثورة الإنترنت ودخلت إباحية البث المباشر وانتهاء بتربع اليهود على عرش الإمبراطوريات الاقتصادية الإباحية. ربما لا نستطيع التحكم في هيمنة اليهود على الصناعة، لكن ما يمكننا التحكم فيه ببساطة هو مشاهدتنا واستهلاكنا لمنتجاتهم.
 الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟ B0b01893-0964-4048-8297-9aa48aa2450c
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الطريق إلى الحرية.. كيف تتوقف عن مشاهدة الإباحية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: