.... تابع
فلسطينيات خالدات في الذاكرة
شادية أبو غزالة
ولدت المناضلة شادية أبو غزالة عام 1949 في مدينة نابلس، وتلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارس المدينة وتخرجت من المدرسة الفاطمية للبنات. التحقت سنة 1966 بجامعة عين شمس في القاهرة، قسم الاجتماع وعلم النفس، ثم قررت العودة إلى نابلس وإكمال تعليمها في كلية النجاح الوطنية، ولم تنجح محاولات أسرتها بثنيها عن هذا القرار، خاصةً بعد أحداث النكسة.
بدأ نشاطها السياسي منذ الصغر، فانتسبت إلى التنظيم الفلسطيني لحركة القوميين العرب عام 1962، وبعد حرب 1967،انبثقت عن حركة القوميين العرب منظمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصبحت شادية عضواً قيادياً فيها.
كانت متفوقة في دراستها، جدية، صامتة، تحب الأطفال. وكانت تحب أن تردد بيت الشعر "أنا إنْ سقطتُ فخذ مكاني ... يا رفيقي في الكفاح".
شاركت شادية أبو غزالة في العديد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال. وفي 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 1968 كانت تعد في البيت قنبلة لتفجيرها في عمارة إسرائيلية بتل أبيب، فانفجرت القنبلة بين يديها مما أدى لاستشهادها، لتكون بذلك أول شهيدة فلسطينية بعد نكسة 1967.
طرب سليم الأحمد عبد الهادي
ولدت طرب عبد الهادي في مدينة جنين عام 1910. والدها هو الشهيد سليم الأحمد عبد الهادي (أحد أقطاب حزب اللامركزية الإدارية في فلسطين)، الذين علقهم جمال باشا السفاح على أعواد المشانق سنة (1915م).
تلقت طرب تعليمها في نابلس؛ وقبل حصولها على الشهادة الثانوية، تزوجت من إبن عمها (السياسي والمحامي الفلسطيني عوني عبد الهادي).
لمعت طرب عبد الهادي عندما فتحت أبواب منزلها في القدس أمام سيدات الحركة النسائية؛ فعقد فيه المؤتمر النسائي الأول؛ كما خرجت من منزلها، وبقيادتها، أول مظاهرة نسائية تحتج على ما يدور في البلاد من أعمال التعسف ومساندة الهجرة الصهيونية.
وتكررت قيادة طرب عبد الهادي للمظاهرات الوطنية سنة (1933م) وسنة (1936م) كان لها دور كبير في جمع الأموال وتوزيعها على المحتاجين وأبناء الثوار والشهداء؛ كما ساهمت في تأسيس عدد من الجمعيات الفلسطينية النسائية، وحازت على مراكز قيادية فيها؛ فشغلت مركز "سكرتيرة الاتحاد النسائي العربي" لفترة من الزمن، وكانت من الداعيات إلى المؤتمر النسائي العربي، الذي عقد في القاهرة سنة (1938م) برئاسة هدى شعراوي؛ كما نشطت في المؤتمر النسائي المنعقد بالقاهرة أيضًا سنة 1944؛ فكانت صلة الاتصال بين سيدات مصر والسيدات في الأقطار العربية الأخرى.
استقرت في القاهرة بعد نكبة سنة (1948م)، وفتحت أبواب منزلها أمام أعضاء الحركة النسائية الفلسطينية، وساهمت في تأسيس "الاتحاد النسائي الفلسطيني فرع القاهرة"، حيث توفيت فيها سنة (1980م).
فدوى طوقان
ولدت الشاعرة فدوى طوقان في مدينة نابلس سنة 1917، وتلقت في مدارس المدينة تعليمها الابتدائي، ولأن عائلتها المحافظة كانت تعتبر مشاركة الأنثى في الحياة العامة أمراً غير مقبول، تركت فدوى مقاعد الدراسة، واستمرّت في تثقيف نفسها بنفسها، بمساعدة أخيها الشاعر إبراهيم طوقان الذي نمّى مواهبها، ووجهها نحو كتابة الشعر، ثم شجعها على نشره في العديد من الصحف العربية.
توالت النكبات في حياة فدوى طوقان، حيث توفي والدها، ثم توفي أخوها ومعلمها إبراهيم، أعقب ذلك احتلال فلسطين إبان نكبة 1948، فتركت تلك المآسي المتلاحقة أثرها على نفسية فدوى طوقان كما يتبين لنا من شعرها في ديوانها الأول "وحدي مع الأيام"، ولكنه، في نفس الوقت، دفع فدوى إلى المشاركة في الحياة السياسية خلال الخمسينيات.
سافرت فدوى إلى لندن في بداية الستينيات من القرن الماضي، وأقامت هناك لمدة سنتين، وفتحت لها هذه الإقامة آفاقاً معرفية وإنسانية، حيث جعلتها على تماسٍّ مع منجزات الحضارة الأوروبيّة الحديثة، وبعد نكسة 1967 خرجت شاعرتنا من قوقعتها لتشارك في الحياة العامة بنابلس، فبدأت في حضور المؤتمرات واللقاءات والندوات التي كان يعقدها الشعراء الفلسطينيون البارزون، من أمثال: محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زياد وغيرهم.
في مساء السبت الثاني عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2003 ودعت فدوى طوقان الدنيا عن عمر يناهز السادسة والثمانين عاماً قضتها مناضلة بكلماتها وأشعارها في سبيل حرية فلسطين، وكُتب على قبرها قصيدتها المشهورة : "كفاني أموت عليها وأدفن فيها، وتحت ثراها أذوب وأفنى، وأبعث عشباً على أرضها، وأبعث زهرة إليها تعبث بها كف طفل نمته بلادي، كفاني أظل بحضن بلادي تراباً، وعشباً، وزهرة.
تقول عنها الباحثة وداد السكاكيني: " لقد حملت فدوى طوقان رسالة الشعر النسوي في جيلنا المعاصر يمكنها من ذلك تضلعها في الفصحى وتمرسها بالبيان، وهي لا تردد شعراً مصنوعاً تفوح منه رائحة الترجمة والاقتباس وإن لها لأمداً بعيداً هي منطلقة نحوه، وقد انشق أمامها الطريق.
كرست فدوى طوقان حياتها للشعر والأدب، فأصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات، وشغلت عدة مناصب جامعية، وكانت محور الكثير من الدراسات الأدبية العربية. إضافة إلى ذلك، حصلت فدوى طوقان على العديد من الأوسمة والجوائز منها :
جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978، جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989، وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990، جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة - إيطاليا 1992، وسام الاستحقاق الثقافي/ تونس/ 1996.
وصدرت للشاعرة عدة مجموعات شعرية، منها:
• وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة، 1952.
• وجدتها، دار الآداب، بيروت، 1957.
• الليل والفرسان، دار الآداب، بيروت، 1969.
ومن آثارها النثرية:
• أخي إبراهيم، المكتبة العصرية، يافا، 1946م.
• رحلة صعبة- رحلة جبلية (سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م.
• الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق، عمان، 1993م ترجم إلى الفرنسية.
فاطمة موسى إبراهيم البديري
فاطمة موسى البديري هي ابنة القاضي الشرعي ورئيس مجلس علماء فلسطين( موسى إبراهيم البديري)؛ ولدت عام 1923م في مدينة القدس، ودرست في دار المعلمات وتخرجت منها عام 1941م، وعملت في حقل التدريس في مدينة بيت لحم، ثم في دار المعلمات في مدينة رام الله.
انتقلت من العمل في حقل التعليم عام 1946 إلى العمل الإعلامي في إذاعة "هنا القدس" إلى جانب زوجها (الأديب عصام حماد)؛ فكانت تشرف على قسم برامج المرأة والطفل، وتقدم البرامج الثقافية المتنوعة، بالإضافة إلى نشرات الأخبار، لتصبح أول إمرأة عربية يبث صوتها عبر الأثير في هذا المجال.
استمرت بالعمل في الإذاعة الفلسطينية حتى النكبة عام 1948م، ثم انتقلت بصحبة وزوجها للعمل في الإذاعة السورية في الفترة الواقعة ما بين عام 1950م و1952م؛ ثم عملت في الإذاعة الأردنية في الفترة الواقعة ما بين عام 1952م و1957م.
سافرت برفقة زوجها إلى برلين؛ للعمل في الإذاعة الألمانية الديمقراطية عام 1958م، واستمرت فيها حتى عام 1965م، لتعود لمدينة رام الله وتلتحق بحقل التعليم من جديد؛ فعملت معلمة للغة العربية، ثم أمينة مكتبة في دار المعلمات التابعة لوكالة الغوث في المدينة.
انتقلت للعيش في الأردن، وهناك عملت في قسم التصنيف في مكتبة الجامعة الأردنية بعمان في الفترة ما بين 1978م و1983م.
عملت في الدار الأردنية للثقافة والإعلام في العاصمة عمان، وتوفيت عام 2009م، ودفنت في الأردن.
كريمة عبود
ولدت المصورة كريمة عبود في الناصرة سنة 1894. والدها القس سعيد عبود، وهي تنحدر من عائلة ذات جذور لبنانية تعود إلى بلدة الخيام الجنوبية. وقد نزحت هذه العائلة إلى الناصرة في أواسط القرن التاسع عشر، ونشط بعض أفرادها في التبشير الإنجيلي.
كان والدها كاهناً روحياً عمل في العديد من المدن والقرى الفلسطينية في المجال التقليدي وكان دائم التنقل بحكم عمله، وبطبيعة الحال فقد كانت العائلة برفقته أين ما كان. في هذه الفترة ومع تفتح طفولة كريمة اكتسبت الكثير من التجارب في حداثتها، ففي الناصرة تعلمت المراحل الأولية، وفي القدس المراحل الثانوية، والأكاديمية في بيت لحم مولد المسيح علية السلام.
تعلمت كريمة عبود حرفة التصوير لدى أحد المصورين الأرمن في القدس، وشرعت في ممارسة المهنة منذ عام 1913. وكان والدها أهداها آلة تصوير فتعلقت بها وراحت تلتقط الصور للمدن والأماكن الطبيعية والمعالم التاريخية، ولأبناء عائلتها والأصدقاء. ثم افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، وكان من شأن هذا الاستوديو أن أتاح للعائلات المحافظة تصوير النساء بلا حرج. ثم افتتحت مشغلاً لتلوين الصور وإكسابها لمعاناً وبريقاً.
وفي تلك الأثناء كانت تلتقط الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس: بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية. وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات. وأمكن العثور على مجموعة ثانية لها تعود إلى سنة 1913، وهي تتألف من صور التقطت داخل الاستوديو لنساء بأزيائهن الجميلة.
وقد حرصت كريمة عبود على أن تضع اسم مدينة الناصرة باللغة الانجليزية لكي تعرف مصدرها .. لكن بعد سنوات العشرينيات أصبحت تكتب على ظهر الصورة تحت عنوان ( كريمة عبود مصورة شمسية ) .
كان لكريمة عبود دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة على المجتمع العربي الشرقي، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب باستثناء بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة في أيام الانتداب البريطاني.
لم تتزوج كريمة وبقيت عزباء في مدينة بيت لحم مع أختها المربية مثيل عبود أولى المعلمات في مدينة الناصرة.
توفيت في أواخر الستينيات ودفنت في بيت لحم تاركةً مئات الصور التي تجسد مرحلة هامةً في التاريخ الفلسطيني الحديث.
لواحظ عوني عبد الهادي
ولدت لواحظ عوني عبد الهادي في مدينة نابلس عام 1927، ودرست المرحلة الابتدائية في المدرسة العائشية، والمرحلة الثانوية في كلية دار المعلمات في القدس؛ وحصلت على مترك فلسطين عام 1945، ثم حصلت على دبلوم التربية عام 1946 من كلية دار المعلمات، والتحقت لمدة عام بدورة للتوجيه التربوي أقامها معهد التأهيل التربوي التابع لليونسكو في بيروت لموجهي وكالة الغوث الدولية سنة 1972.
التحقت بجامعة بيرزيت عام 1978، وتخرجت عام 1981، لتحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية بتقدير امتياز.
عملت لواحظ عبد الهادي معلمة في المدرسة العائشية الثانوية في الفترة 1946-1957، كما عملت مدرسة أولى للغة العربية في كلية البنات في عدن 1957-1960؛ ثم نقلت لتدرس اللغة العربية وأساليب تدريسها في كلية تدريب المعلمات في عدن؛ ولتعمل في الوقت نفسه موجهة للغة العربية في مدارس البنات هناك 1960-1962
عادت إلى الوطن وعملت موجهة لمدارس وكالة الغوث الدولية في منطقة الخليل وبيت لحم 1962-1964، وُرقّيت إلى مديرة للتربية والتعليم في منطقة الخليل وبيت لحم لمدارس وكالة الغوث من 1964-1967.
أضطرت إلى النزوح من الخليل إلى عمان يوم 7/حزيران 1967؛ بسبب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية؛ وفي عمان عملت مع وكالة الغوث ميدانياً لمساعدة النازحين في المخيمات المؤقتة التي أقيمت من أجلهم في أنحاء الضفة الشرقية.
في شهر آب 1967، أعيد تنظيم دائرة التربية والتعليم، وبدأ العمل على استيعاب الطلاب في مدارس الوكالة، وعرضت عليها الوكالة آنذاك وظيفة عالية في الدائرة؛ لكنها صممت على محاولة العودة إلى الضفة الغربية؛ وقد تمكنت من العودة بواسطة الصليب الأحمر في أكتوبر 1967، لتعود إلى ممارسة عملها السابق في الخليل، ثم نقلت إلى منطقة نابلس مديرة للتربية والتعليم في وكالة الغوث عام 1968، وبقيت في هذه الوظيفة حتى أحيلت على التقاعد في تموز 1987.
انتسبت لواحظ عبد الهادي وهي في السابعة عشرة من عمرها إلى جمعية التضامن الاجتماعي التي أسستها السيدة لولو أبو الهدى في القدس عام 1944، ثم انتسبت إلى جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس عام 1951؛ وأصبحت سكرتيرة منتخبة للنادي الثقافي الرياضي التابع لجمعية الاتحاد النسائي في نابلس في الفترة 1955-1957. وكانت عضوة هيئة إدارية لجمعية تنظيم وحماية الأسرة لدورتين متتاليتين واستقالت عام 1979. وعضوة مؤسسة في جمعية الرعاية الاجتماعية الخيرية التي تعمل في مخيمات شمال الضفة الغربية، وأمينة سرها من عام 1985-1990، وبقيت عضوة في هيئتها الإدارية حتى عام 1996. وفي عام 1987 انتخبت عضواً وأمينة للسر في الهيئة الإدارية لجمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس، وفي عام 1992 أعيد انتخابها رئيسة لهذه الجمعية.
ولواحظ عبد الهادي عضوة أيضاً في لجنة المؤسسات والفعاليات الوطنية والاسلامية في مدينة نابلس، وعضوة مؤسسة في لجنة أصدقاء مرضى السرطان التابعة لجمعية حماية وتنظيم الاسرة. بالإضافة إلى عضويتها الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في فلسطين. كما إنها كانت رئيسة فرع الشمال للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، ومسؤولة فرع الشمال في اتحاد الجمعيات النسائية التطوعية ثم نائبة لرئيسة الاتحاد، وأصبحت مؤخراً رئيسة لهذا الاتحاد.
بالإضافة إلى عضويتها في الهيئة الاستشارية لجمعية الدفاع عن الأسرة في نابلس، وعضوة في لجنة التوجيه العليا لمركز الخدمة المجتمعية التابع لجامعة النجاح الوطنية في نابلس. هذا فضلًا عن عضويتها في العديد من المؤسسات والفعاليات الاجتماعية والثقافية الأخرى.
شاركت لواحظ عبد الهادي في العديد من المؤتمرات العربية والدولية والفعاليات المحلية السياسية والتربوية والتنموية والثقافية؛ فقد شاركت في مؤتمر أريحا للموجهين التربويين عام 1965، وحضرت كعضو مراقب المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1965.
مثلت لواحظ عبد الهادي الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وألقت كلمة في مؤتمر جنيف والذي عقد لمناقشة القضية الفلسطينية، وذلك عام 1990. كما شاركت في نفس العام في مؤتمر المرأة العربية الذي عقد في صنعاء لنصرة الشعب العراقي، ممثلة للمرأة في الأراضي المحتلة؛ إضافة إلى مشاركتها في أسبوع " من أجلك يا قدس" والذي أقيم في أبو ظبي عام 1995.
ومنحت درع بلدية نابلس في الثامن من آذار 1997، ودرع الجمعيات الخيرية عام 1998. توفيت لواحظ عبد الهادي، رائدة العمل التربوي والتطوعي والخيري في 15 حزيران 2017 عن عمر ناهز 90 عامًا ودفنت في مدينة نابلس.
مهيبة نهاد خورشيد
ولدت مهيبة خورشيد في مدينة يافا عام 1921م، درست في المعهد العالي للمعلمين بالقدس؛ وبعد حصولها على دبلوم المعلمين، عادت أدراجها إلى مسقط رأسها (مدينة يافا) لتبدأ رحلتها المهنية في تعليم الفتيات في المدارس الثانوية التي شهدت جهودها في غرس روح القومية في نفوس الطالبات.
عام 1947، أسست مهيبة بمشاركة شقيقتها "ناريمان خورشيد"، جمعية "زهرة الأقحوان" التي بدأت كجمعية نسائية اجتماعية الطابع، تهتم بالوحدة بين الأديان، وتساعد الطلبة الفقراء؛ ثمّ تحوّلت فيما بعد إلى الكفاح المسلّح، لتكون أول منظمة فلسطينية نسائية مسلحة.
وكان لخورشيد دورها القيادي في منظمة زهرة الأقحوان؛ فعملت على تنظيم وتنفيذ العمليات، ووضع الاستراتيجيات، وجمع المعلومات الاستخباراتية؛ إضافة إلى جمع التبرعات وشراء السلاح؛ وتركز نشاطها في مدينة يافا.
عرفت مهيبة بخطاباتها العامة الحماسية في التظاهرات؛ ما اضطر سلطة الانتداب البريطاني آنذاك بإيعاز من الحركة الصهيونية إلى استدعائها للتحقيق.
بعد النكبة عام 1948 هُجّرت مهيبة إلى مصر وماتت فيها في العام 2000.
مها أبو دية
ولدت الرائدة النسوية مها أبو دية في مدينة القدس بتاريخ 24 آب 1951، وأكملت دراستها في كلية الشميدت للبنات، وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الانجليزية والتاريخ من إحدى جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وعملت بالتدريس في جامعة بيرزيت ومعهد معلمات الطيرة؛ ثم عملت كمديرة لمركز كويكرز للخدمات القانونية؛ وهو أول مركز يقدم المساعدة القانونية للفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقد عرفت أبو دية بنشاطها الكبير في المجال النسوي؛ فعملت على تأسيس "مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي" إبان اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، في عام 1991م، وهو مركز يهتم بالقضايا الاجتماعية للمرأة الفلسطينية، ويعمل على تعزيز دور ومكانتها في الحياة العامة، وخاصة في المجال السياسي، ضمن حركة النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.
وقد كانت الفكرة الرئيسة من تأسيس المركز هي توفير ملاذ وطني وآمن للنساء المعنفات، وتقديم المساعدة لهن كضرورة أفرزتها ظروف الانتفاضة الأولى والثانية.
وقد تطور المركز ليتأقلم مع مختلف المراحل الزمنية التي مر بها من حيث التغيرات السياسية، الاقتصادية، العالمية، وأصبح مؤسسة رائدة تعمل على ترسيخ مجتمع فلسطيني ديمقراطي، يقوم على أسس المساواة بين الرجل والمرأة، وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
كما أسهمت أبو دية في تأسيس "مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية" وتفعيله؛ وأسهمت في دعم مؤسسات أخرى محلية وإقليمية ودولية؛ فكانت عضوًا بمجلس إدارة عدد من مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، من بينها: جمعية الإغاثة الزراعية في القدس، ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان؛ كما كانت عضوًا في مجلس إدارة لجنة تحكيم دولية تدعم حقوق النساء والفتيات. وقد انتخبت في عام 2014 مفوضًا في مجلس مفوضي الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان؛ وحصلت على العديد من الجوائز العالمية، مثل: "جائزة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان" في العام 1998م و"جائزة امرأة العام 2002م" في الولايات المتحدة.
توفيت في 9 كانون الثاني 2015؛ ونعتها العديد من المؤسسات الرسمية والشعبية، ومؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية والعربية؛ معتبرة إياها واحدة من أبرز الناشطات العربيات اللائي أسهمن بقدر كبير في دفع حركة حقوق الإنسان.
مريم جريس الياس حداد بواردي
ولدت القديسة مريم حداد بواردي في قرية إعبلّين الجليليّة، بين مدينتي الناصرة وحيفا، في 5 كانون الثاني 1846م في العهد العثماني، لعائلة من الروم الملكيين الكاثوليك. عاشت مريم بواردي في الإسكندرية، والقدس، وبيروت، ومرسيليا في فرنسا؛ وعرفت الآلام الكثيرة في حياتها منذ صغرها.
دخلت رهبنة الكرمل في فرنسا، واتّشحت بالثوب الرهباني في تموز 1867، ليصبح اسمها "مريم ليسوع المصلوب". وفي عام 1876 أسَّست "دير راهبات الكرمل"في مدينة بيت لحم؛ وتوفيت في 26 أغسطس 1875 في بيت لحم ودفنت فيها.
وفي 13 تشرين الثاني 1983م، تم إعلانها طوباوية للكنيسة الكاثوليكية، بعد موافقة البابا يوحنا بولس الثاني على أنها عاشت "الفضائل المسيحية"وهي: المحبة، والإيمان، والرجاء. و المرحلة الطوباوية هي المرحلة التي تسبق القداسة، حسب التقليد الكنسي المسيحي.
وبتاريخ 17 أيار2015، تم إعلان تقديس الراهبتين الفلسطينيتين؛ مريم بواردي حداد وماري ألفونسين، من قبل البابا فرنسيس في القداس الديني الذي اقامه الفاتيكان في ساحة القديس بطرس وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفود محلية ودولية.
وقال الرئيس محمود عباس في كلمة له عن تقديس الراهبتين حداد وغطاس: هاتان المرأتان الفاضلتان، هاتان القديستان، من بنات شعبنا، هما سند لنا؛ صوت فريد وقوي وصارخ يقول لنا: إن قوة الروح هي أيضا قوة فينا؛ ويجب أن نسير بها إلى الدولة التي نسعى إليها، وعاصمتها القدس.
سلطانة دانيل فرنسيس عيسى غطاس
ولدت الراهبة ماري ألفونسين ) بحسب اسمها في الرهبنة(، واسمها في عائلتها"سلطانة دانيل غطاس"، في مدينة القدس، في 4 تشرين الأول عام 1843 في العهد العثماني؛ وانخرطت في سلك الرهبانية في الثلاثين من حزيران عام 1860م. ووفقا للعادة المتبعة، أعطيت الراهبة اسماً جديداً، وأصبحت تعرف بـ"الأخت ماري الفونسين"، وأبرزت نذورها الابتدائية عام1863. وبعد إبرازها النذور قامت بتعليم اللغة العربية لمدة سنتين في القدس، أسست خلالها "أخوية الحبل بلا دنس"، و"أخوية الأمهات المسيحيات".
انتقلت من القدس إلى بيت لحم؛ وخلال تواجدها هناك أرادت تأسيس رهبنة خاصة بها، ووافق بطريرك القدس اللاتيني على طلبها؛ فتأسست على يدها"راهبات الوردية المقدسة" عام 1883م، برفقة ثمانية فتيات أخريات. وقد تمت الموافقة على قوانين الرهبنة عام 1897م، ونمت بسرعة؛ وازداد عدد المنتسبات لها؛ ثم أصبحت عام 1959 رهبنة حبريّة أي تتبع مباشرة للكرسي الرسولي.
جالت الأم ماري ألفونسين في مناطق عدة، ضمن مهمة التدريس والإرشاد في الناصرة والسلط وغيرها من الأماكن؛ وأخيرًا في عين كارم، حيث توفيت في25 آذار 1927 في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين.
تم إعلانها طوباوية للكنيسة الكاثوليكية في 22 نوفمبر2009م، بعد موافقة البابا بندكت السادس عشر على أنها عاشت "الفضائل المسيحية"وهي: المحبة، والإيمان، والرجاء. وقد تم حفل التطويب في الناصرة.
وبتاريخ 17 أيار2015م، تم إعلان تقديس الراهبتين الفلسطينيتين ماري ألفونسين ومريم بواردي حداد، من قبل البابا فرنسيس، في القداس الديني الذي أقامه الفاتيكان في ساحة القديس بطرس، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفود فلسطينية ودولية.
وقال الرئيس محمود عباس في كلمة له عن تقديس الراهبتين حداد وغطاس: هاتان المرأتان الفاضلتان، هاتان القديستان، من بنات شعبنا، هما سند لنا؛ صوت فريد وقوي وصارخ يقول لنا: إن قوة الروح هي أيضًا قوة فينا، ويجب أن نسير بها إلى الدولة التي نسعى إليها، وعاصمتها القدس.
هند الحسيني
ولدت هند الحسيني في مدينة القدس عام 1916، وتوفي والدها وعمرها سنتان. درست في مدرسة البنات الإسلامية، وأنهت الدراسة الابتدائية عام 1932، والتحقت بالكلية الإنجليزية للبنات، وأنهت دراستها الثانوية عام 1937، ودرست آداب اللغتين العربية والإنجليزية عام 1938 دراسة خاصة.
عملت مدرسة في مدرسة البنات الإسلامية لمدة سنة دراسية، وتوقفت عن التدريس إثر اندلاع الحرب العالمية الثانية لفترة قصيرة، ثم واصلت التدريس حتى نهاية العام الدراسي 1945.
في عام 1945 تركت مهنة التعليم وبدأت مرحلة العمل الاجتماعي التطوعي، حيث أنشأت جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس، والتي نشرت فروعها في أنحاء فلسطين ووصل عددها 22 فرعاً.
بدأت حرب 1948 وتقطعت أوصال البلاد، توقفت الجمعيات عن العمل، وحدث كثير من المآسي، والتي كان أكثرها وحشية مذبحة دير ياسين. فقامت هند وبمساعدة عدنان التميمي بجمع 55 طفلاًً وطفلة من أيتام دير ياسين، ووضعتهم في غرفتين في سوق الحصر بالبلدة القديمة، ولم يكن في جعبتها يوم ذاك سوى 138 جنيهاً فلسطينياً، وآلت على نفسها أن تعيش بهم أو تموت بهم. فكانت تلك بداية تأسيس مؤسسة دار الطفل العربي في القدس عام 1948. ولما انتظمت المدارس قامت هند بتوزيع الأطفال الذين جمعتهم على الصفوف المناسبة لسنهم لتلقي العلم، ثم وجدت أن الأنسب لهم فتح صفوف دراسية في حرم المنزل الذي يقيمون فيه، فاستخدمت الكراج واصطبل الخيل كصفوف مؤقتة تحت إشرافها المباشر.
في عام 1961 تمكنت من بناء الطابق الأول من بناية المدرسة، وفي عام 1970 تم بناء عمارة الأطفال من التبرعات. شعر المجتمع الدولي بتجربة هند، وبدأ يدعوها لمؤتمراته، فشاركت في عدد من مؤتمرات خبراء التدريب المهني، ودور المرأة في النهوض بالمجتمع، والدراسات الاجتماعية، في لبنان ودمشق وعمان.
كانت عضوا في عدة جمعيات وؤسسات وهيئات اجتماعية ومنها: عضو في مجلس إدارة الفتاة اللاجئة، عضو في مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي، عضو في جمعية أمناء جمعية اليتيم العربي وعضو في مجلس أمناء جامعة القدس.
من مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية في القدس.
رئيسة مجلس أمناء كلية الآداب للبنات جامعة القدس المنبثقة عن مؤسسة دار الطفل العربي.
أوسمة حصلت عليها: 1964 وسام البابا بولص بمناسبة زيارة القدس، 1980وسام أديلاي دستوري التقديري الإيطالي للسيدات الرائدات في العالم، 1985 وسام الكوكب الأردني للتربية والتعليم، 1989 وسام الدرجة الأولى من الحكومة الألمانية، توفيت عام 1994.
يسرى إبراهيم البربري
ولدت الرائدة الفلسطينية يسرى إبراهيم البربري في حي الدرج، بمدينة غزة، في 15 نيسان 1923م. تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة "بنات غزة الابتدائية"، ثم أكملت تعليمها الثانوي في مدرسة "شميدت" في مدينة القدس، ثم التحقت بكلية الآداب قسم التاريخ بـ"جامعة الملك فؤاد الأول" بمصر (القاهرة اليوم)، وتخرجت منها عام 1949؛ وكانت أول فتاة جامعية من قطاع غزة؛ وقدمت أطروحة الماجستير بعنوان "كفاح ونضال الشعب الفلسطيني". وقد أجادت ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية.
منذ نعومة أظفارها شاركت شباب غزة المظاهرات ضد الإنتداب البريطاني، التي كانت تنادي بإلغاء وعد بلفور، وبوقف الهجرة اليهودية، ووقف مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبوقف الاستيطان.
بدأت حياتها المهنية كمعلمة؛ وأصبحت قائدة اجتماعية وسياسية وتربوية في قطاع غزة؛ ما أهَّلها لأن تكون واحدة من ثماني نساء فلسطينيات، ضمن ألف امرأة من جميع بقاع العالم رشِّحن جماعياً لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2005.
شاركت في عضوية الوفد الفلسطيني لهيئة الأمم المتحدة في العام 1963؛ وكانت عضوًا في أول مجلس تشريعي فلسطيني في ستينيات القرن الماضي، وعضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1964؛ ومثلت فلسطين في العديد من المؤتمرات والمحافل العربية والدولية.
وهي عضو اللجنة التأسيسية للاتحاد النسائي الفلسطيني؛ ثم أصبحت رئيسة للاتحاد في غزة منذ العام 1964 وحتى وفاتها في العام 2009م. وقد شاركت في المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مدينة القدس عام 1964م.
تم تكريمها وتقليدها و"سام نجمة القدس: من قبل الرئيس محمود عباس في افتتاح "المؤتمر الخامس للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" في عام 2009؛ وذلك تقديراً لدورها الريادي ولعطائها الوطني والتربوي. وقد توفيت بتاريخ 13 أيار 2009م.
ساذج نصار
هي ساذج بديع الله بهائي من مدينة عكا ، وهي زوجة شيخ الصحفيين الفلسطينيين نجيب نصار صاحب جريدة الكرمل الصادرة في مدينة حيفا عام 1908 م والتي توقفت عن النشر عام 1941 والذي حكم عليه بالإعدام في العهد العثماني بسبب دعوته للتحالف مع انجلترا بدلاً من ألمانيا.
كانت ساذج نصار محررة في جريدة زوجها وكانت أول صحفية فلسطينية تدخل السجن في عهد الاحتلال البريطاني ، وتم الحكم عليها بالسجن لمدة عام حيث تم اعتبارها " امرأة خطرة جداً " ، وقد كتب لها زوجها رسالة يقول فيها: " أنه إذا لم يدخل التاريخ بسبب جريدة (الكرمل) فسوف يدخله بسبب زوجته التي تعتبر أول سيدة تدخل زنازين الاحتلال البريطاني".
كانت ساذج نصار مسئولة عن تحرير الصفحة النسائية في الجريدة ، وتعتبر من أوائل الفلسطينيات اللواتي عملن في مهنة الصحافة حيث قامت في الثلاثينيات بإصدار صحيفة مستقلة تحت مسمى " رسالة الكرمل " وكانت تعنى بشؤون المرأة وتركز على القضايا النسائية ، ومن ثم أصبحت رئيسة تحرير جريدة " الكرمل الجديد" في الفترة ما بين 1941 – 1944 م.