الاستيطان خلال العام 2009
شهدت المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية، منذ انتخاب حزب الليكود وتحالفه مع حزب إسرائيل بيتنا في مستهل عام 2009م، أضخم حملة بناء وشق طرق واسعة،منذ عام 2005 م؛ ويأتي ذلك على ضوء صعود حكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، التي تشجع المستوطنين، وتعطيهم هامشاً أكبر من الحرية في البناء والتوسع الاستيطاني على حساب الأراضي الفلسطينية، وتفرض مزيداً من الضغط والتضييق والخناق على الفلسطينيين؛ولذلك ازدادت ظاهرة البؤر الاستيطانية العشوائية خلال حقبة نتنياهو الأولى.
• البؤر الاستيطانية:
يطلق مصطلح البؤر الاستيطانية العشوائية على التجمعات الاستيطانية التي لم تحصل على ترخيص الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي، مع أن ذلك لا يمنع من حصولهاعلى المساعدات وحماية الجيش الإسرائيلي، كباقي المستوطنات المرخصة.
• ومن المشاريع القائمة في شق الطرق الاستيطانية وتوسيع المستوطنات:
- شق طريق لربط مستوطنة (عيلي) بالبؤرة الاستيطانية (هيوفيل): يعزل هذا المشروع مئات الدونمات الزراعية ويصعب على المزارعين الفلسطينيين الوصول إليها بطول 1400 متر، ويعتبر هذا المشروع من أبرز عمليات التوسع في البؤر الاستيطانية التي يقوم بها المستوطنون على عاتقهم، دون رقيب أو حسيب، وذلك بربط مستوطنة (شيلو) بمستوطنة (عيلي).
- شق طريق إلى البؤرة الاستيطانية (هيوفيل) لتربطها بمستوطنة (شيلو)، للطريق الرئيسي رقم 60 (جبل طنطور) الواقعة على أراضي بلدة قريوت الفلسطينية.
- شق طريق لربط مستوطنة (مزرعة غلعاد) الواقعة غرب نابلس، بالطريق الالتفافي رقم ( 60).
- شق طريق شرق البؤرة الاستيطانية (عادي-عاد) القريبة من (عيلي)، على أراضي قرية المغير الفلسطينية في محافظة جنين.
- شق طريق جنوب البؤرة الاستيطانية (غفعات هروئيه)، على أراضي قرية سنجل الفلسطينية، الواقعة شمالي رام الله.
- شق طريق في منطقة مستوطنة (إفرات) في التجمع الاستيطاني (غوش عتصيون)، على أراضي قرية نحلة في محافظة بيت لحم.
- مصادرة 1000 دونماً لتسييج محيط مستوطنة (كرمئيل)، تمهيداً لتوسيعها، وشق طريق التفافي جنوب مستوطنة (كرمئيل)، الواقعة جنوب جبل الخليل، والعمل جارٍ منذ الأسابيع الأولى من كانون ثاني 2009م.
- كما تم بناء تسعة مبانٍ في البؤرة الاستيطانية (رحاليم) شمالي رام الله، وأدخلت منازل متنقلة إلى البؤرة الاستيطانية (ميغرون)، وكان قد صدر بحقها أمر إخلاء لم ينفذ. كما قام المستوطنون في عدة مناطق بالاستيلاء على أراض زراعية فلسطينية.
- تنفيذ أعمال توسعة في مستوطنة (معاليه زيتيم)، وإضافة 60 وحدة سكنية والمقامة في حي رأس العمود، في القدس المحتلة.
- العمل الفعلي في مستوطنة (معاليه أدوميم) منذ الأول من كانون ثاني 2009م، حيث تم تجهيز وتهيئة مساحات واسعة من أراضي العيزرية لتتسع لبناء 1000 وحدة سكنية، في المنطقة المصنفة (07) من مستوطنة (معاليه أدوميم) حسب تصنيفات الاحتلال، والبناء أيضاً في نفس المستوطنة فرع (04) وإضافة وحدات سكنية استيطانية أخرى.
- كما أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ المرحلة الأخيرة في تشطيب ثلاث بنايات، وكل بناية مكونة من 16 شقة سكنية في مستوطنة (إفرات) المقامة على أراضي الخضر، وجورة الشمعة في بيت لحم.
- في كانون ثاني 2009م، بدأت أعمال التجريف بشكل أساسي لشق طرق استيطانية جديدة، بطول 3 كم في محيط مستوطنة (كفار تفوح)؛ وذلك لربطها بالبؤر الاستيطانية العشوائية المنتشرة في محيط القرية، والتي تقع في الجهة الشرقية للقرية مثل: (رحاليم A، رحاليم B)، حيث تقع إلى الجنوب الشرقي من القرية، بين قرية ياسوف، واسكاكا، في محافظة سلفيت.
- أعمال التوسع جارية على أراضي قرية مسحة في سلفيت، حيث تمت مصادرة 22 دونماً لتوسيع مستوطنة الكانا ( A، B).
ويعتبر المستوطنون شق الشوارع خطوة نحو التوسع الاستيطاني، ويولونها أهمية خاصة، وهي مرحلة تمهد لتوسيع عمليات بناء المباني السكنية في البؤر الاستيطانية والمستوطنات، والسيطرة على الأراضي.
من جهة أخرى ووفق بيانات صادرة عن منظمات حقوقية تنشط في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشار إلى إنه بناءً على تجارب الماضي، فإن فرض القوانين على المستوطنين ضئيل جداً بوجه عام، ويكاد يكون معدوماً في ظل إحداث طابع وطني داخل الاحتلال، كالحرب أو تبادل السلطة، حيث أن البؤر الاستيطانية شهدت نهوضاً في عمليات البناء بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م، وفي ظل حكومة نتنياهو الأولى بين أعوام 1996-1999م.
- كشف النقاب أن وزارة الحرب التابعة للاحتلال امتنعت عن تنفيذ أوامر صادرة عن المحكمة العليا بوقف البناء في 9 مبان في مستوطنة (إفرات) أقيمت على أراض فلسطينية خاصة، وتجاهلت القرار، بل وطلبت من المحكمة إعادة النظر في قرارها.
- شق طريق جديد يهدف إلى تحويل مدخل مستوطنة (شافي شمرون) للمستوطنين وجعله خارج التجمعات الفلسطينية المجاورة في بلدتي دير شرف وسبسطية في محافظة نابلس.
االانتهاكات الاستيطانية الاحتلالية التي بدأت احتفاءً بقدوم حكومة نتنياهو/ آذار - نيسان/ 2009م
نوع الانتهاك | المحافظة | الموقع | المستوطنة | ملاحظات |
طرق استيطانية | نابلس | قريوت - اللبن | عيلي - شيلو | 1,4كم |
قريوت | جلعاد - شيلو | |
قريوت | هيوفيل – شيلو | |
دير شرف - سبسطية | شافي شمرون | |
جنين | المغير | عادي – عاد | |
رام الله | سنجل | غفعات هروئين | |
بيت لحم | الخضر | افرات – عصيون | |
الخليل | يطا | كرمئيل | |
سلفيت | ياسوف + اسكاكا | رحاليم A+B | 3كم |
ضم أراضي للمستوطنات | الخليل | يطا | كرمئيل | 1000دونم |
سلفيت | مسحة | الكانا A+B | 22 دونما |
إنشاء مباني سكنية | رام الله | شمال رام الله | رحاليم/ ميغرون | 9 مساكن |
القدس | راس العامود | معاليه زيتيم | 60 مسكن |
القدس | أبو د يس | معاليه ادوميم | 1000 مسكن |
بيت لحم | الخضر – جورة الشمعة | افرات | 48 مسكن |
ملخص إحصائي لعدد الأنشطة الاستيطانية ونوعها التي تنفذ مع بداية حكومة نتنياهو:
نوع الانتهاك | المحافظة | العدد |
طرق استيطانية | نابلس | 4 |
جنين | 1 |
رام الله | 1 |
بيت لحم | 1 |
الخليل | 1 |
سلفيت | 1 |
مجموع الطرق الاستيطانية | 9 |
استيلاء على وضم أراضي | الخليل | 1000 |
سلفيت | 22 |
مجموع الأراضي المضمومة للمستوطنات | 1022 |
إنشاء مساكن للمستوطنين اليهود | القدس | 1060 |
رام الله | 9 |
بيت لحم | 48 |
مجموع المساكن المبنية للمستوطنين اليهود | 1117 |
ومن خلال ما تقدم نجد بأن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة ممنهجة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، بينما هو من يساعد المستوطنين الإسرائيليين على إقامة العشرات بل المئات من الوحدات السكنية الاستعمارية، وعلى ما يبدو أن لديه عمى ألوان، فهناك المئات من الوحدات السكنية الإسرائيلية غير مرخصة ولا ينذرها بالهدم، بينما يهدم غرفاً صغيرة وبركسات سكنية مكونة من الأخشاب والصاج للمواطنين الفلسطينيين ، بحجة مخالفتها لقوانينه، مثلما حصل مؤخراً لعائلة الجهالين في القدس.
وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2009م، هدم الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس 26 مسكناً فلسطينياً، وأخطر نحو 250 مسكناً آخر بالهدم في أحياء متفرقة من القدس (حي البستان في سلوان، وحي رأس خميس في مخيم شعفاط، برج لقلق، حي العباسية بسلوان).
ولم تقتصر أعمال الهدم والإخطارات على مدينة القدس فقط، بل وفي مختلف محافظات الضفة الغربية. ولكن القدس أخذت النصيب الأكبر، ففي محافظة نابلس أخطر الاحتلال الإسرائيلي بالهدم نحو 50 مسكناً فلسطينياً (خربة طانا بأكملها)، وفي محافظة الخليل أ نحو 30 مسكناً، بينما أخطر بهدم20 مسكناً في محافظة بيت لحم.
وهنا نلاحظ التمييز العنصري الذي تستخدمه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، التي تغض النظرعما يخالف أنظمة البناء في المستوطنات، بينما تسارع إلى هدم أو إخطار أي بناء عربي فلسطيني.