منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 01 أبريل 2019, 12:14 pm

سد النهضة



















عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 15 أبريل 2021, 5:42 pm عدل 4 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 23 سبتمبر 2019, 5:44 pm

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  _108871871_3c55ec0f-d056-4b33-a997-f6caaa3330c8

محمد علي باشا جد الخديوي اسماعيل

سد النهضة: مصر وإثيوبيا تواجهتا عسكريا مرتين وانتصرت فيهما إثيوبيا

في تطور جديد له علاقة بسد النهضة، رفضت إثيوبيا مقترحا مصريا بشأن تشغيل السد، الذي تم الانتهاء من 70 في المئة منه، والذي يبنى على النيل الأزرق قرب الحدود الإثيوبية مع السودان.

وقال وزير المياه الإثيوبي سيلشي بكيلي إن مصر تريد الحصول على 40 مليار متر مكعب من السد سنويا.

وأضاف قائلا عقب عودته من العاصمة المصرية القاهرة: "هذا ليس صوابا فنحن أيضا لدينا احتياجات للتنمية المستقبلية، كما أن مرور هذه الكمية عبر السودان يمثل ضغطا عليه".

وقال أيضا إن المقترح المصري الآخر بشأن سد أسوان غير مقبول، وذلك في إشارة لرغبة مصر في الإبقاء على مستوى المياه في هذا السد عند 165 مترا.

الخيار العسكري
ومع وصول المفاوضات إلى طريق مسدود هل يكون الخيار العسكري مطروحا؟ يقول العديد من المراقبين إن الحرب العالمية القادمة ستكون على المياه، وهناك مناطق قليلة في العالم تشهد توترا، بنفس الدرجة التي تشهدها منطقة حوض نهر النيل.

وقد يؤدي سد النهضة على نهر النيل إلى اندلاع حرب على المياه، ما لم تتوصل إثيوبيا إلى اتفاق بشأنه مع مصر والسودان، هذا ما يتوقعه بعض المراقبين لتطورات الأمور في المنطقة.

ذلك أن "مصر هبة النيل" هكذا قال الفراعنة قديما، بل إنهم عبدوا النيل باعتباره إلها.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  _108868049_23791bcf-32ad-4989-87a1-39d4e0f48159

سيكون سد النهضة الأثيوبي أكبر سد في أفريقيا

وعبر آلاف السنين، وفي العصر الحديث بدعم من الاحتلال البريطاني، مارست مصر نفوذا سياسيا على نهر النيل من المنبع الى المصب.

لكن طموح إثيوبيا غير كل ذلك. لقد كان هناك حديث حول بناء سد على النيل الأزرق منذ سنوات عديدة، لكن حينما بدأت إثيوبيا ببناء السد، كانت ثورات الربيع العربي قد انطلقت، وكانت مصر حينها منشغلة بأمورها الداخلية.

غوندت وغورا
لكن هل حدثت مواجهات عسكرية من قبل بين مصر وإثيوبيا؟

سد النهضة الإثيوبي "قد يشعل أول حرب" على المياه في العالم

أجل، فقد حدث ذلك مرتين، وكان الفوز حليف الجانب الإثيوبي فيهما. بحسب العديد من المراجع التاريخية.

فقد بزغت مصر كقوة عسكرية كبرى في افريقيا مع غروب شمس الإمبراطورية العثمانية، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر اتجه خديوي مصر إسماعيل لإقامة إمبراطورية مصرية كبرى في افريقيا تسيطر على القرن الإفريقي ومنابع النيل، لذلك عمل على إقامة جيش مصري كبير بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين، من المنتمين لولايات الجنوب والذين غادروا بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية.

وكان الصدام مع الإثيوبيين حتميا فكانت معركتا غوندت وغورا.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  _108871875_ismail

شهد عصر الخديوي إسماعيل حربين مع إثيوبيا


معركة غوندت 1875

في ديسمبر/كانون أول عام 1874 توجهت قوة مصرية قوامها 1200 جندي من ميناء كسلا تحت قيادة الضابط السويسري مونزينغر واحتلت كيلين، ولكن مع احتجاجات إثيوبيا انسحب الجيش غير أنه خلف حامية وراءه لحماية بعثة كاثوليكية رغم وجود تلك البعثة في المنطقة لأكثر من 40 عاما دون حماية.

وخلال شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 1875 احتلت قوة مصرية بقيادة الكولونيل الدنماركي سورن آريندوب منطقة غيندا وأرسل مبعوثا إلى ملك إثيوبيا يوحنا السادس يطالبه بترسيم الحدود، وقد اعتبر الملك الإثيوبي الرسالة بمثابة تهديد فسجن الرسول، وفي 23 أكتوبر/تشرين أول أعلن ملك إثيوبيا الحرب على مصر.


جاء ذلك في وقت وردت فيه الأنباء للجانب الإثيوبي بأن المصريين يعززون قواتهم داخل الأراضي الإثيوبية بنحو ألفي جندي قدموا بقيادة مونزينغر باشا من كسلا فنصب لها الأثيوبيون كمينا بالقرب من العدوة حيث لقي مونزينغر وكل القوة التي كان يقودها تقريبا حتفهم على يد قبائل الدناكل في 7 نوفمبر/تشرين ثاني عام 1875.

وفي 14 نوفمبر/تشرين ثاني هوجمت قوات الكولونيل آريندوب في غوندت، وكانت القوات المصرية تتكون من 2500 جندي بقيادة ضباط أوروبيين وأمريكيين وقد فوجئوا باستخدام القوات الإثيوبية للبنادق وقد لقي آريندوب حتفه في هذه المعركة وكان ذلك مصير ضباطه أيضا ومنهم أراكل نوبار ابن شقيق رئيس وزراء مصر حينئذ نوبار باشا.

وبحلول يوم 16 نوفمبر/تشرين ثاني كانت المعركة قد انتهت، ولم ينج منها سوى عدد قليل.

معركة غورا 1876
بعد هزيمة غونديت جرد الجيش المصري حملة أكبر قوامها 20 ألف جندي على إثيوبيا عام 1876 بقيادة محمد راتب باشا والجنرال الأمريكي وليام لورينغ، حيث تقدم المصريون إلى غورا وأقاموا حامية هناك.

وفي 5 و 6 نوفمبر/تشرين ثاني شن الجيش الإثيوبي، وكان قوامه 200 ألف مقاتل، هجوما على القوات المصرية.

وكانت القوات الإثيوبية المهاجمة مسلحة بالبنادق ومدفع واحد.

وكان راتب باشا يريد المبادرة بمهاجمة الإثيوبيين غير أن الجنرال لورينغ فضل التحصن في المعسكر الذي كان محاطا بتلال اعتلتها القوات الإثيوبية التي فتحت نيرانها على من في المعسكر المصري.



وقد حاول أحد قادة الجيش المصري وهو اسماعيل باشا كامل إعادة تجميع الجيش دون جدوى.

وفي 8 و9 مارس/ آذار هاجمت القوات الإثيوبية غورا، وفي 10 مارس/آذار قاد رشيد باشا وعثمان بك نجيب هجوما مضادا ضد الإثيوبيين الذين صدوه وأنزلوا بالقوات المهاجمة خسائر فادحة واستولوا على الكثير من المعدات.

وفي 12 مارس/آذار وصل القنصل الفرنسي في مصوع مسيو سارزاك إلى ساحة المعركة، حيث اصطحب الجرحى المصريين عائدا إلى مصوع.

ومازال الإثيوبيون يحتفظون بمدفعين حصلوا عليهما من القوات المصرية حينئذ في مدينة أكسوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 23 سبتمبر 2019, 5:46 pm

مصر وإثيوبيا والسودان: التسلسل الزمني لمفاوضات سد النهضة حتى إعلان فشلها

قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن السبب الوحيد لوجود مصر منذ آلاف السنوات وحتى اليوم هو وجود نهر النيل الذي يمدها بشريط طويل من التربة الخصبة الممتدة عبر الصحراء والمياه.

وأشارت الصحيفة مؤخرا إلى أن مصر وللمرة الأولى تعتقد أن هذا الشريان بات مهددا، ويبدو أنه ليس لديها فكرة عما يجب فعله إزاء ذلك.

وذكرت الصحيفة التلغراف أن أثيوبيا تضع اللمسات النهائية على مشروع سد النهضة الذي تقيمه على النيل الأزرق والذي تصل سعته التخزينية لـ 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريبا لحصتي مصر و السودان السنوية من مياه النيل.

وتخشى مصر من تأثير سد النهضة على إمداداتها من المياه الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارة جزء من أراضيها الزراعية الخصبة، المصدر الأساسي للانتاج الزراعي والغذاء لأبناء مصر الذين تجاوز عددهم مئة مليون حاليا.

وقد أعلنت الحكومة المصرية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني أنها ستتخذ ما يلزم لحفظ حقوق مصر المائية، وذلك بعد تعثر المفاوضات الأخيرة حول سد النهضة مع الجانب الإثيوبي.

ولكن ما هي المحطات التي مرت بها المفاوضات قبل الوصول لهذه النقطة؟
مايو/آيار 2011
بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني في مصر عام 2011، أعلنت إثيوبيا أنها سوف تطلع مصر على مخططات السد لدراسة مدى تأثيره على دولتى المصب مصر والسودان. وعقب ذلك تم تنظيم زيارات متبادلة لرئيسي وزراء البلدين لبحث الملف.

سبتمبر/أيلول 2011
اتفقت السلطات المصرية والإثيوبية على تشكيل لجنة دولية تدرس آثار بناء سد النهضة.

مايو/آيار 2012
بدأت اللجنة أعمالها بفحص الدراسات الإثيوبية الهندسية وتأثير السد على مصر والسودان.

مايو/آيار 2013
أصدرت لجنة الخبراء الدوليين تقريرها بضرورة إجراء دراسات تقييم لآثار السد على دولتي المصب. وقد توقفت المفاوضات عقب أحداث 30 يونيو/حزيران في مصر التي رفضت تشكيل لجنة فنية دون خبراء أجانب.

يونيو/حزيران 2014
اتفقت السلطات في مصر وإثيوبيا على استئناف المفاوضات مرة أخرى.

أغسطس/آب 2014
اتفقت السلطات المصرية والإثيوبية على تنفيذ توصيات اللجنة الدولية المشكلة في 2012 من خلال مكتب استشاري عالمي.

سبتمبر/أيلول 2014

عقد الاجتماع الأول للجنة الثلاثية التي تضم مصر وإثيوبيا والسودان للتباحث حول صياغة الشروط المرجعية للجنة الفنية وقواعدها الإجرائية والإتفاق على دورية عقد الإجتماعات.

أكتوبر/تشرين أول 2014
اتفقت مصر وإثيوبيا والسودان على اختيار مكتبين استشاريين أحدهما هولندي والثاني فرنسي لعمل الدراسات المطلوبة للسد.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  _98779953_2324e8d6-0f3c-45d0-9087-09f9224e643e

وقع الإعلان (من اليمين) دالسين والبشير والسيسي

مارس/آذار 2015
وقع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ديسالين في العاصمة السودانية الخرطوم وثيقة "إعلان مبادئ سد النهضة". وتضمنت الوثيقة 10 مبادئ أساسية تتسق مع القواعد العامة في مبادئ القانون الدولي الحاكمة للتعامل مع الأنهار الدولية.

يوليو/تموز 2015
عقدت في العاصمة السودانية الخرطوم الجولة السابعة لاجتماعات اللجنة الفنية وأصدرت بيانا يتضمن قواعد وأطر عمل المكتبين الاستشاريين الدوليين.

سبتمبر/أيلول 2015
انسحب المكتبان الاستشاريان لـ "عدم وجود ضمانات لإجراء الدراسات في حيادية".

نوفمبر/تشرين ثاني 2015:
استأنفت الاجتماعات الفنية في العاصمة المصرية القاهرة والتي انتهت بتحديد جولة جديدة للتفاوض في الخرطوم بحضور وزراء الخارجية والمياه معا.

ديسمبر/كانون أول 2015
وقع وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا على وثيقة الخرطوم التي تضمنت التأكيد على اتفاق إعلان المبادئ الموقع من قيادات الدول الثلاث، وتضمن ذلك تكلف مكتبين فرنسيين لتنفيذ الدراست الفنية الخاصة بالمشروع.

ديسمبر/كانون أول 2015
المياه مسألة حياة أو موت وهناك تفاهم مع اثيوبيا بشأن سد النهضة
عبد الفتاح السيسي, رئيس مصر
السيسي يعلن أن المياه مسألة حياة أو موت وهناك تفاهم مع اثيوبيا بشأن سد النهضة.

فبراير/شباط 2016
إثيوبيا تؤكد انها لن تتوقف عن بناء سد النهضة ولو للحظة.

مايو/آيار 2016
إثيوبيا تعلن أنها على وشك إكمال 70 في المائة من بناء السد.

مايو/آيار 2017
الانتهاء من التقرير المبدئي حول سد النهضة، وخلاف بين الدول الثلاث على التقرير.

يوليو/تموز 2017
وزير الخارجية المصري يزور إثيوبيا، ويدعو لضرورة إتمام المسار الفني الخاص بدراسات السد وتأثيره على مصر.

15 أكتوبر/تشرين أول 2017
مصر توافق على التقرير المبدئي للمكتب الاستشاري.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  _98779952_2881b934-960f-4f9f-a81d-46ad3761fe6c

17 أكتوبر/تشرين أول 2017

وزير الري المصري يزور موقع السد لمتابعة الأعمال الإنشائية، ويعرب عن قلق مصر من تأخر تنفيذ الدراسات الفنية للسد.

13 نوفمبر/تشرين ثاني 2017
وزير الري المصري يعلن عدم التوصل لاتفاق بعد رفض إثيوبيا والسودان للتقرير المبدئي للمكتب الاستشاري.

15 نوفمبر/تشرين ثاني 2017
الحكومة المصرية تعلن أنها ستتخذ ما يلزم لحفظ حقوق مصر المائية.

18 سبتمبر/أيلول 2019
إثيوبيا ترفض مقترحات مصرية جديدة بشأن سد النهضة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 23 سبتمبر 2019, 5:48 pm

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  140322094308_river_nile_512x288_bbc_nocredit

هل يجف نهر النيل في مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي؟

تمضي إثيوبيا قدمًا في بناء سد النهضة على نهر النيل على رغم من معارضة مصر التي تتخوف من تآكل نصيبها التاريخي في مياه النهر.
مراسلا بي بي سي في البلدين يرصدان في هذا التقرير حالة التوتر المتصاعدة حيال الأزمة وآخر التطورات في شأن السد الجديد.

"السد مكسب للطرفين"

يقول مراسل بي بي سي في إثيوبيا إمانويل إغونزا إن جزءًا كبيرًا من شمال البلاد تحول إلى موقع بناء ضخم، إذ يمتد المشروع على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع.
ومن المزمع أن ينتهي بناء السد بعد ثلاث سنوات، وسيبغ ارتفاعه 170 مترًا ليصبح بذلك أكبر سد للطاقة الكهرومائية في قارة أفريقيا.
واكتمل حتى الآن نحو 30 في المئة من المشروع الذي سيتكلف نحو 4.7 مليار دولار تمول أغلبه الحكومة الإثيوبية ودافعي الضرائب.
ويقع السد في منطقة بينيشانغول، وهي أرض شاسعة جافة على الحدود السودانية تبعد 900 كيلو متر شمال غربي العاصمة أديس أبابا.
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  140322094542_ethiopia_renaissance_dam_512x288_bbc_nocreditImage captionيعمل حوالي 8500 شخص على مدار الساعة في موقع بناء السد الذي يمتد على مساحة ضخمة شمالي إثيوبيا
وكانت معظم النباتات قد أزيلت من المنطقة لإفساح المجال لأعمال البناء، ولم يتبق الآن سوى أراض ترابية في المنطقة التي قد تصل درجة الحرارة فيها إلى 48 درجة مئوية.
وكان بناة السد قد نجحوا في تحقيق مرحلة مهمة من المشروع عندما حولوا مجرى النيل الأزرق، ويقومون الآن بفرش قاع النهر حيث كان الماء يجري ذات يوم بطبقات من الأسمنت ستشكل الجزء الأساس من السد.
ويذكر أن نحو 8500 شخص يعملون في هذا المشروع على مدار 24 ساعة يوميًا.
ومن جهتها تشعر مصر، وهي دولة مصب تعتمد بصورة شبه كلية على مياه النيل، بأن السد يهدد بنقصان حصتها من المياه.
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  140322094900_ethiopia_dam_project_512x288_bbc_nocreditImage captionلا تبدو خطوة مصر القادمة حيال أزمة السد واضحة على الرغم من مضي إثيوبيا قدمًا في تنفيذ المشروع
وتحصل مصر والسودان على نصيب الأسد في مياه النيل وفقًا لمعاهدات قديمة تعود لعهد الاستعمار البريطاني. وبينما تدعم السودان مشروع إثيوبيا تتمسك مصر بموقفها المعارض.
وفشلت المحادثات التي أجريت في محاولة لتسوية الخلاف بين مصر وإثيوبيا.
ولكن على الرغم من ذلك قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا موفتي إن مشروع سد النهضة "مكسب للطرفين".
وعلق قائلًا "لقد رأت السودان فوائده ووقفت إلى جانبنا، ونتمنى أن تدرك مصر ذلك أيضًا".

"سنموت إن فقدنا المزيد من المياه"

أما في أسوان جنوبي مصر فتقول مراسلة بي بي سي سالي نبيل إن مصر تخاف أن يحد مشروع السد الإثيوبي من نصيبها في النيل، النهر الذي يعد المصدر الرئيس للمياه في بلد قليل المطر.
وكان الخلاف، الذي بدأ في 2011، قد جاء في وقت تعاني فيه بالفعل بعض المناطق المصرية نقص المياه.
وينتظر المزارعون في دلتا النيل، التي تعد قلب الزراعة المصرية، الصيف المقبل ليروا إن كانوا سيستطيعون زراعة أراضيهم.
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  140322095005_nile_upper_egypt_512x288_bbc_nocreditImage captionيتخوف مزارعو مصر من مواسم الزراعة المقبلة
وتقول حفيظة، إحدى المزارعات، "عندما نفقد ماءًا أكثر من ذلك سنموت، لن نستطيع العيش."
وعلى الرغم من أن إثيوبيا تقول إن السد لن يضر بها أو بالسودان إلا أن مصر تشكك في الأمر.
ويعلق المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي قائلًا "إنها مسألة حياة أو موت، إنه أمر يتعلق بالأمن القومي، ولا يمكن المساومة عليه."
ولكن لا تبدو خطوة مصر القادمة حيال الأزمة واضحة على الرغم من إدراكها أن إثيوبيا انتهت من بناء 30 في المئة من السد المثير للجدل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 23 سبتمبر 2019, 6:17 pm

[rtl]وفاة نهر النيل[/rtl]




وفاة نهر النيل
بيتر شوارتزتاين


نهر النيل، أطول أنهار العالم، مريض ويزداد مرضه خطورة بمرور الأيام


فقد أدى ازدياد عدد البشر الذين يعيشون في واديه الى تلوثه واستنفاد مياهه، بينما يهدد التغير المناخي بازالته بالمرة


ويخشى كثيرون من ان التنافس حول مياه النيل المتضائلة قد يؤدي الى اندلاع نزاعات اقليمية بين الدول المشاطئة له


الأمطار






[rtl]الخلل يبدأ عند المنبع.

فمنذ بدأ نهر النيل بالسريان، كانت الأمطارالتي تهطل على الحبشة (إثيوبيا) تشكل الجزء الأعظم – أكثر من 80 في المئة – من مياهه.

حيث كانت الأمطار التي تهطل على أثيوبيا بين شهري تموز / يوليو وأيلول / سبتمبر من كل عام من الغزارة بمكان بحيث تحول الطرق في ذلك البلد الى مستنقعات لا يمكن تجاوزها.
نتيجة لهذه الأمطار، تتكون بحيرات صغيرة بسرعة البرق، محولة هضبة أمهارا الإثيوبية الى مجموعة من الجزر المعزولة التي تحيط بها المياه.
ولكن نهر النيل الأزرق، الذي يبدأ رحلته من غابة تقع الى الجنوب من بحيرة تانا، يستوعب هذه المياه ويتحول في هذا الموسم من جدول صغير الى نهر جبار.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_locator_500x700_map_lake_tana
[rtl]
أما نهر النيل الأبيض، الذي يتجاوز طوله طول النيل الأزرق، والذي تقع منابعه في بحيرة فيكتوريا في شرق افريقيا، والذي يندمج مع صنوه الأزرق في الخرطوم بالسودان ليكونان نهر النيل، فلا يشكل الا نسبة صغيرة من المياه التي تنساب شمالا نحو مصر.
ولكن الأمطار التي تغذي النيل الأزرق لا تسقط بالكميات التي كانت تسقط بها في الماضي، مما ينبئ بنتائج كارثية لحوض النيل بأسره.
فموسم "الميهير"، وهو موسم الأمطارالطويل الذي يقع في فصل الصيف، يتأخر قدومه بمرور السنين، كما توقف هطول الأمطارفي أشهر الشتاء والربيع تماما.
يقول لاكيميريام يوهانس ووركو، المحاضر والاخصائي في شؤون المناخ في جامعة اربا مينش الإثيوبية، "هطول الأمطار يتميز بالتباين الآن الى حد بعيد، فهو أقوى في بعض الأحيان وأضعف في احيان أخرى، ولكنه مختلف عن الماضي في كل الأحوال."
وعندما تهطل الأمطار، يكون ذلك من الشدة بحيث تجرف أكثر من مليار طن من الطمي الإثيوبي في نهر النيل كل عام مما يؤدي الى انسداد السدود وحرمان المزارعين من الطمي الذي يغذي أراضيهم ويزيدها خصوبة.
وكان لزيادة عدد السكان دورها الكبير في تعزيز هذه الظاهرة، فكلما يزداد عدد أفراد الأسر يقوم هؤلاء بقطع المزيد من الأشجار من أجل توفير المزيد من المساحات والحصول على المزيد من المواد الانشائية لبناء الدور وغيرها.
وبينما تضمحل المحاصيل الزراعية وترتفع أسعارالمواد الغذائية، تزداد معاناة الكثيرين من المزارعين الذين كانوا يعتمدون تاريخيا على الامطار عوضا عن الأنهار لسقي محاصيلهم.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Farming_sheep_ethiopia_700_smedkxr-mr_sboduzq
[rtl]
وبلغ الأمر بالعديد من هؤلاء الى هجر مهنة الزراعة نهائيا، حيث أجبروا على النزوح الى بلدة بيهار دار، كبرى بلدات منطقة النيل الأزرق التي تبعد عن العاصمة الأثيوبية النابضة أديس أبابا بتسع ساعات بالحافلة من أجل كسب قوتهم.
ولكن معظم القرويين فضلوا البقاء، والعيش على الكفاف بأمل أن تعود الأمطار الى الهطول كما كانت في سابق الأيام. قال لي أحد الكهنة إن حضور الناس الى الكنائس قد ازداد في الفترة الأخيرة.
ولكن عددا قليلا من هؤلاء المزارعين ضاقوا ذرعا بالموضوع بأسره، فقد سمعوا – حتى في قراهم النائية التي تفتقر الى التلفزيونات والطاقة الكهربائية – بإمكانية الحصول على حياة افضل في أوروبا.
على سبيل المثال، يفكر جيتيش آدامو، الفتى ذوالـ 17 عاما من دانغلا القريبة من منبع النيل الأزرق، والذي ترك مقاعد الدراسة وباع دراجته من أجل شراء البذور لأسرته، بالمخاطرة في عبور الصحارى والتوجه الى البحر المتوسط بغية الوصول الى أوروبا.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Getish_adamu_ethiopia_700_uuxelup-mr_wpsm1h9
[rtl]
غيتيش آدامو

قال آدامو، "لم اتخذ قرارا بعد، فأنا أفضل البقاء مع أسرتي، ولكن اذا استمر شح الأمطار على هذا المنوال، لن اتمكن من البقاء." واذا استمرت الأمطار بين مد وجزر لن يتمكن العديدون من أمثاله البقاء في اراضي آبائهم وأجدادهم.[/rtl]
[rtl]صراع السدود[/rtl]

[rtl]كلما سار نهر النيل شمالا كلما زادت المشاكل المحيطة به خساسة.
فعلى مسافة 30 ميلا من منبعه في بحيرة تانا، ينحدرالنهر انحدارا شديدا في شلالات النيل الأزرق العظيمة قبل أن يمر في شبكة واسعة من الوديان التي تشرف عليها قمم عالية.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_farmer_egypt_700-mr_dchqxbb
[rtl]
يزداد النهر قوة وجبروت بانضمام الروافد اليه، وينحدر بعمق 1500 مترا من الهضاب التي نبع فيها الى السهول الجافة. تعد هذه اجمل مناطق حوض النيل وأكثرها عزلة وربما أكثرها مشاكلا.
السبب في ذلك أن المناطق الغربية من أثيوبيا الخالية تقريبا من السكان تكتنفها الصراعات المحلية والدولية في آن.[/rtl]


[rtl]  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1931srlav1[/rtl]

[rtl]تخيم على المنطقة غمامة من التوتر وعدم الاستقرار لأسباب عدة على رأسها تشييد أكبر سد في القارة الافريقية على مجرى النيل قرب الحدود مع السودان وقيام الحكومة الأثيوبية – حسب ما يقال - بترحيل عشرات الآلاف من القرويين من أجل تأجير اراضيهم لشركات الزراعة الأجنبية.
مجرد محاولة القيام باجراء تحقيق صحفي هناك يعني التعامل مع شبكة معقدة من نقاط التفتيش والمخبرين والناس العاديين الذين يخشون البوح بآرائهم بحرية.
قال لي طاه في مطعم في بلدة إينجيبيرا يدعى صمؤيل – وكان الخوف باديا عليه - عندما سألته عن قيام الحكومة بالاستيلاء على أراض زراعية مجاورة ، "عليك أن تفهم أن هناك مواضيع لا يمكننا التحدث عنها. فهذه اسئلة قد تسبب لك مشاكل."[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_oxen_ethiopia_war700_k2nowm2-mr_ayamynl
[rtl]
لم يكن صمؤيل مبالغا فيما قال. فبعد أيام فقط من ذلك اللقاء، داهمت قوات الأمن الإثيوبية غرفتي في الفندق الذي كنت أقيم فيه، وصادرت التسجيلات التي كنت قد قمت بها (اضافة الى كمية من الحلويات التي كانت بحوزتي).
وفي مناسبة أخرى، منعتني قوات الأمن من الوصول الى مناطق كانت قد صادرت الحكومة أراض فيها قرب تشاغني.
ولكن، وفي خضم كل هذه المشاكل والقضايا الشائكة، تبرز قضية السد – الذي يطلق عليه اسم سد النهضة الإثيوبية العظيم – بوصفها أهم القضايا التي تؤجج مخاوف وتذكي آمال المنطقة في آن واحد.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Gerd_2015_getty_700_zwuunmx-mr_dkldu5w
[rtl]
سد النهضة تحت الإنشاء في عام 2015

(Getty Images)

ينظر الكثير من الإثيوبيين الى السد – الذي يزيد طوله عن الميل وبامكانه توليد 7 غيغاواط من الطاقة الكهربائية – على أنه رمزملموس لتعافي بلادهم من الذل الذي عانت منه ابان مجاعات الثمانينيات والتسعينيات.
تزخر شوارع أثيوبيا بلافتات عليها صورسياسيين تبشر بقدرة السد على توفير الطاقة الكهربائية للملايين. ويهتف تلاميذ المدارس في أثيوبيا قائلين "هذا هو قدرنا." وينتظر العديدون في غربي إثيوبيا بشغف اشتغال جارهم الجديد، سد النهضة.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Gerd_billboard_ethiopia_war_700-mr_4mhdrkg
[rtl]
ولكن بالنسبة لمصر، البلد الذي تطغى الصحارى على معظم مساحته، ولا تهطل عليه الا القليل من الأمطار، والذي يعتمد بالتالي على النيل لأكثر من 95 في المئة من احتياجاته المائية، ينظر الى سد النهضة وامكانية أني ؤدي الى خفض منسوب النهر بوصفه خطرا وجوديا.
تنص اتفاقية وقعت عام 1959 على ان مياه النيل يجب ان تكون من حصة مصر والسودان حصرا، ولكن دولا أخرى كاثيوبيا وغيرها من الدول الافريقية المشاطئة تطعن في شرعية ذلك الاتفاق قائلة إنه أبرم ابان الحقبة الاستعمارية التي لم يكن فيها للدول الافريقية رأي في أمورها الداخلية.
من جانبها، تهدد القاهرة باعلان الحرب حول الموضوع، كما يتبادل طرفا النزاع التهديدات. خلاصة الأمر أنه لو نشب نزاع اقليم يحول الموارد المائية، سيكون نهر النيل وواديه الأخضر الجميل في قلب ذلك النزاع.
قال لي ضابط بحري أثيوبي يدعى موسى ونحن نحتسي البيرة في حانة في بلدة بحر دار المطلة على النيل الأزرق، "النهر يبدوهادئا، أليس كذلك؟ ولكننا نعلم أننا نقيم عند الجبهة الأمامية. فهنا توجد المياه والسد وأفضل الاراضي الزراعية."
رغم خسارتها لمنافذها البحرية عند انفصال ارتيريا عنها في عام 1991، احتفظتأثيوبيا بمنشأة بحرية في بحيرة تانا. يقول موسى، "قد نحتاجها فيالمستقبل" دون أن يتطرق الى التفاصيل.[/rtl]


[rtl]المدن المتوسعة[/rtl]


  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1931pxr0n1


[rtl]

مدينة الخرطوم، ملتقى النيلين الأزرق والأبيض[/rtl]
[rtl]ثم هناك أيضا العنصر البشري وتأثيراته.
بالنسبة للمسافرين على نهر النيل، مثلت الخرطوم دائما مرفأ ضروريا ورمزيا في آن.
ففي الخرطوم، ملتقى نهري النيل الأبيض والنيل الأزرق، يتخذ هذا النهر شكله الهادئ الوديع والواسع والمعروف. فبعد أكثر من ألف ميل من الفرقة بينهما، لا يسع للمرء الا ان يتعرف بشكل جلي على مميزات كل من الرافدين الجلية.
فالنيل الأزرق الجرار ذو اللون البني جراء الأمطار التي هطلت في أثيوبيا، يقتحم بقوة مكان التقاء الرافدين، ويطغى لأميال على نظيره الأبيض الهادئ الذي يتسم بشيء من الصفرة. وفي موسم الجفاف، يجري النهران احدهما الى جانب الآخر فيما يصفه بعض سكان الخرطوم بأنها "أطول قبلة في التاريخ."
ولكن الحقيقة الآن لا تعكس هذه الرومانسية بأي حال من الأحوال. ففي الخرطوم، أول مدينة كبرى تعانق النيل، تبدأ نوعية مياه النهر بالتدهور.
فالخرطوم تلقي بمياهها القذرة في النيل لحظة وصوله اليها. وفي الخرطوم يبدأ النيل بالتعرف على الذي ستعني زيادة السكان بالنسبة لعافيته.
ففي مصر، ارتفع عدد السكان اربع مرات منذ عام 1960 بحيث بلغ اليوم 104 ملايين نسمة (حسب أرقام الحكومة المصرية)، أما أثيوبيا فيزيد عدد سكانها بمعدل 2,5 مليونا في العام. وتشير التقديرات الى أن عدد سكان وادي النيل سيتضاعف ويبلغ 500 مليون نسمة بحلول عام 2050.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_700x700_chart2_population_v4
[rtl]
وبينما تصارع حكومات المنطقة من أجل الوفاء بمتطلبات مواطنيها الجدد، يقع الكثير من ذلك على عاتق النيل.
يقول يوسف أبو قرون، وهو مهندس في الخرطوم يمارس صيد السمك في أوقات فراغه والذي لا تكاد غلته من السمك أن تبلغ 10 في المئة مما كانت قبل عشر سنوات، "لقد تعاملنا مع النيل بشكل سيء منذ الأزل، فقد اعتقدنا دائما أنه من الكبر بحيث يمكن أن يفي بكل حاجاتنا. ولكن يبدو أن عددنا قد زاد عن ذلك الآن."
المشاكل التي تعاني منها الخرطوم فيما يتعلق بالنيل ليست محددة بها بل تعكس المشاكل التي تعاني منها الكثير من المدن الواقعة على هذا النهر والتي تشهد نموا كبيرا في عدد السكان. ففي الخرطوم، لم يتم توسيع شبكة الصرف الصحي في العقود الأخيرة بينما توسعت المدينة توسعا كبيرا.
نتيجة غياب مرافق التعامل مع الأزبال والفضلات، اضطرت الشركات والمصالح والمصانع على ايجاد بدائل أخرى لذلك إذ عمدت الى رمي القاذورات والفضلات – من المخلفات السامة لمصانع الأعتدة الى الفضلات الحيوانية لسوق العاج – في مياه النيل الملوثة أصلا بالمواد الكيمياوية.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_mining_sudan-mr_7ubusir
[rtl]
وفي السودان تحديدا، أدت حملة القمع التي شنتها الحكومة على منظمات المجتمع المدني الى تفاقم الأزمة التي تواجه نهر النيل. ففي عام 2014، سجنت الحكومة السودانية زعماء جماعة متخصصة بحماية حقوق المستهلكين بعد ان تمادى هؤلاء في مطالبهم، مما أدى ببقية المداعين لحماية البيئة الى تخفيف ضغوطهم من أجل ملاحقة أسوأ الملوثين.
قال معتصم بشير نمر، من الجمعية السودانية لحماية البيئة عندما التقينا به في مقر الجمعية المتواضع في الخرطوم، "نحن ننشط في مجال المطالبة بما نؤمن به، وقد نلجأ للقضاء للشكوى من بعض قرارات الحكومة، ولكن علينا توخي الحذر. فنحن نحاول البقاء."
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_sud_rubbish_19-mr_k4nvivc  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_sewage_sudan_19-mr_gjfgifi  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_mercury_sudan_19-mr_rx80hd6  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_confluence_sudan_rains_1920-mr_hxk2orh[/rtl]

[rtl]غزو الصحراء[/rtl]






[rtl]كل هذا قبل أن نأخذ بنظر الاعتبار ظاهرة التصحر.
فالنيل في مسيره شمالا عبر الصحراء السودانية يتخذ له نغما هادئا نعسانا.
يمر النهر أمام أهرام البجراوية – التي لايكاد يزورها أي سائحين - ومن ثم الى سد مروي. ويصل النهر بعد تجاوزه الشلال الرابع الى بلدة كريمة التي تعد أحر البلدات الواقعة على النيل.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_locator_500x700_map_karima
[rtl]
ولكن المزارعين في هذه المنطقة الذين يعملون في ظروف تكاد تكون مصممة للقضاء على أي محصول تعلموا كيفية التأقلم مع كل ما يمكن للبشر أو الطبيعة أن يرميان عليهم.
فرغم تجاوز الحرارة 45 درجة مئوية – وهو أمراعتيادي في هذه المنطقة عند الظهر – يواظب هؤلاء المزارعون على العناية بغللهم التي تحميها مظلة من الأشجار زرعها سكان المنطقة لأجل ذلك فحسب.
وعندما ينقطع التيار الكهربائي، وهو أمر كثيرالحصول خصوصا بعد تعطلت توربينات سدي الروصيرص وسنار نتيجة الطمي الذي يجلبه النهر، يلجأ المزارعون الى استخدام المولدات التي تعمل بزيت الغاز (الديزل) من أجل تشغيل المضخات التي تروي محاصيلهم.
كان هؤلاء يجدون حلولا لكل المشاكل التي تواجههم، ولكن الأمر تغير الآن.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Desert-mr
[rtl]
السبب في ذلك أن الصحراء بدأت بالتمدد في الشريط الضيق – الذي لا يكاد عرضه يتجاوز 150 مترا – الذي يمكن أن يستخدم للزراعة بسرعة غير مسبوقة. فالرمال تتمدد في هذا الشريط ليلا ونهارا، ولم تعد الأساليب التقليدية لمحاربة هذا التمدد، كزراعة الاشجار ذات الجذور العميقة واقامة السياجات حول المحاصيل، ذات جدوى.
وتبتلع الصحراء المزارع المحصورة بين الرمال والنهر الأزرق الجبار.
يقول المزارع عثمان عبدالمعطي، بشيء من المزاح، وهو يطلعنا على الكثبان الرملية التي تهدد بابتلاع حقل الحنطة العائد له والواقع في ظلال جبل بركال قرب بلدة كريمة "اذا أطلعوا وزير البيئة على خارطة للمنطقة، لن يتمكن من التعرف على أي شيء فيها. إن الأراضي المنتجة تختفي شيئا فشيئا."[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_moati_700-mr_gcysp8f
[rtl]
عثمان عبدالمعطي

يبدو أن التصحر يعود لظاهرة التغير المناخي، وهو أمر يحدث على طول وادي النيل.
فقد تمددت الصحراء بمسافة 120 كيلومترا في الأحراش الواقعة الى الجنوب من الخرطوم في السنوات الـ 30 الأخيرة، حسبما يقول برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة. كما تستمر درجات الحرارة بالارتفاع بشكل ملفت، مما يزيد من نسبة التبخر في النيل.
ولكن في شمالي السودان، وصل الموقف الى درجة حرجة جدا نظرا لأن الكثير من المزارعين الشباب الذين يعتمد عليهم لدرء هجوم الصحراء قد أغوتهم الوعود بثروات كبيرة في العمل في مناجم الذهب الموجودة في المنطقة.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_gold_sudan_700-mr_wv5aljd
[rtl]
للتعويض عن هؤلاء، يعمد بعض من مالكي الأراضي الزراعية الى تشغيل مهاجرين من أثيوبيا وأرتيريا واقليم دارفور وكلهم يريدون تحصيل بعض الأموال اثناء هجرتهم الى الشمال. ولكن آخرين من مالكي الأراضي استسلموا للأمرالواقع وهجروا مزارعهم ولجأوا الى المدن. وهذه ظاهرة خطيرة بالنسبة لبلد فقير ينفق الكثير من موارده المحدودة في استيراد الحنطة من الخارج.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_hawran_sudan_700_x2xwrwq-mr
[rtl]
وكما هو الحال مع المزارعين الأثيوبيين، يشكك المزارعون السودانيون الذين آثروا البقاء في أراضيهم في جدوى ذلك. يقول المزارع عواد حوران، الذي يزرع المانجو وقصب السكر والنخل والبطيخ في حقل لا تتجاوز مساحته دونم ونصف على ضفاف النيل شمالي السودان، "في الماضي كان الصيف صيفا والشتاء شتاءا. أما الآن فالأمر اختلط تماما."
ومضى قائلا، "من العسير المضي في النشاط الزراعي عندما يتضافر الطقس والصحراء ضدك."
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_pyramids_sudan_1920-mr_ncan4jc  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_pump_sudan_1920-mr_yl3ckin  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_farmland_flooded_sudan-mr_ysyj2ms  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_sunt_sudan_grim_19-mr_nvlpqwn[/rtl]

[rtl]البحر المسمم[/rtl]






[rtl]فما الذي سيحدث الآن؟ وهل هناك امكانية في أن يؤدي وضع النيل المزري الى اندلاع حروب في المنطقة؟
عندما يصل النيل الى القاهرة، يكون من القذارة بمكان.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_locator_500x700_map_cairo
[rtl]
إذ أن جانبيه مليئان بالقاذورات، ومياهه سميكة القوام وزاخرة بالسموم. ويشكو المزارعون من شح المياه في دلتا النيل الشمالية حيث تمنع قنوات الري المليئة بالطمي جريان المياه الى المزارع.[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_westbank_nub_sud_dam500-mr_nengldo
[rtl]
يبدو الموقف بالنسبة للمسؤولين في القاهرة تصويرا كالحا لمستقبل مصر فيما يخص المياه. يقول علي المنوفي، المسؤول في وزارة الموارد المائية المصرية، "يمثل النيل كل شيء بالنسبة لنا، من شراب وطعام. ستكون كارثة لو حصل شيء له."
كانت نبرة الخطاب التي اتسمت بها العلاقات بين الدول المشاطئة لنهر النيل في السنوات الأخيرة انعكاسا لهذه المخاطر.
كان مسؤول في احدى الأنظمة المصرية السابقة قد دعا في عام 2013 الى ضرب سد النهضة، مما أدى الى ردود غاضبة من جانب وسائل الاعلام الرسمية في أديس أبابا.
وفيما يتكامل العمل في تشييد السد الأثيوبي، تعكف السلطات المصرية على تعزيز قدرات البلاد الإستراتيجية. فقد اشترى المصريون مؤخرا سفينتين حربيتين فرنسيتين من فصيلة "ميسترال" لهما القدرة على ضرب الأهداف البعيدة، وذلك في خطوة يقول محللون إنها تهدف – جزئيا على الأقل – الى إيصال رسالة الى أثيوبيا.
رد أحمد أبو زيد، الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية والمفاوض السابق في شؤون النيل، على سؤال حول ما اذا كان الحل العسكري مازال مطروحا بالقول، "كل الخيارات مطروحة."
ولكن السياق التاريخي يشير الى ان الدول المشاطئة لوادي النيل لن تلجأ للخيار العسكري في المستقبل المنظور. فهناك سوابق عديدة تم حل النزاعات المائية فيها بشكل سلمي، وثمة مؤشرات الى أن مصر بدأت بالإقرار بحتمية وجود سد النهضة.
ولكن السرية التامة التي تمارسها أثيوبيا حول النتائج المترتبة على تشغيل سد النهضة ما زالت تشكل عقبة كأداء، كما تشكل عقبة أيضا المفاوضات الدائرة حول الوقت الذي سيستغرقه ملء خزان السد الكبير.
في غضون ذلك، ما زالت الحرب الكلامية بين الجانبين تتصاعد بأشكال غير مستساغة.
إذ يقول لاجئو الأورومو الأثيوبيون في مصر إن حالات المضايقة التي يتعرضون لها تزداد كلما يتصدر موضوع سد النهضة الأنباء. ومن جانب آخر، عمدت بعض الأديرة الأثيوبية، بما فيها الكنائس الواقعة في بحيرة تانا، والتي تمتعت تاريخيا بعلاقات وطيدة مع الأقباط المصريين، الى قطع علاقاتها مع هؤلاء وطرد الكهنة المصريين.
وفي وقت تقوم فيه السلطات السودانية بتأجيرملايين الدونمات من الأراضي الزراعية على ضفاف النيل لشركات خليجية (فقد أجرت 2,5 مليون دونم على الأقل لدولة الإمارات) يبدو أن الكثير من المشاكل ما زالت تقف في طريق أي تقدم.
قال جيبريميخائيل مانغيستو، وهو طالب أثيوبي التقيت به في بحر دار، ملخصا مصدر التوترات "اذا فكرت مليا بالأمر، فنحن نزداد عددا بينما يبقى النهر على حاله. إن الوصول الى هذه الحالة كان أمرا مفروغا منه."
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_rubbish_mahalla_end1920-mr_bvwmszb  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Egypt_rubbish_wide_19-mr_iixjz3l  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_dahab_island_egypt_192_ppywovu-mr_7rayjny  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_tanta_corn_1920-mr_geejwvs[/rtl]


[rtl]ولكن يبقى من النيل كم كاف ليؤدي به الى نهاية بائسة.
فبالنسبة لصيادي السمك الذين يعملون بالقرب من رشيد، مصب الفرع الغربي من النيل في البحر المتوسط، يعد وضع النهر المزري كارثة حقيقية لحياتهم ومعيشتهم.
فقد قضي على الكم الأكبر من الأسماك التي كانوا يعتمدون عليها، أما الأسماك التي يتمكنون من اصطيادها فلا تسر الناظر ولايمكنهم تناولها في أغلب الأحيان. وفي حقيقة الأمر، فإن المياه في المسار النهائي للنيل مسممة الى حد لا تتمكن فيه الا القليل من المخلوقات أن تبقى على قيد الحياة كما يقول الصيادون.
يقول أحد هؤلاء ويدعى خميس وهو يرتب شباكه قرب القلعة التي اكتشف فيها حجر رشيد، "كنا نعبد النيل، ولكن الآن لا نريد أن تكون لنا أي علاقة به. نتبع جميعنا نفس الاسلوب: ابتعد عن النهر قدر المستطاع."[/rtl]
  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_hassan_basha_end_700-mr_batk7ca
[rtl]
نتيجة ظروف الصيد التي تزداد صعوبة وعسرا، وبالمنافسة من جانب المزارعين اليائسين الذين تحولوا الى صيد الأسماك، لجأ بعض الصيادين الى الجريمة.
خذوا على سبيل المثال محمد، وهو صياد سمك من رشيد. فقد نقل محمد هذا مهاجرين ولاجئين الى أوروبا، وتعرض نتيجة لذلك للاعتقال مرتين بالكاد.
ولكن ذلك لن يثنيه كما يقول، خصوصا وان النيل لم يعد مصدر دخل مربحا ووجود أناس من حوض النهر مستعدين لدفع أموال أكثر بكثير مما قد يحصل عليه من الصيد.
قال، "أفضل أن أحصل على لقمة عيشي من النيل، كما فعل أبي وجدي، ولكن هذا لم يعد ممكنا."

شارك في تمويل هذا المقال مركز بوليتزر للبحث في شؤون الأزمات

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_rubbish_sakkara_1920-mr_tets0fn  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_rosetta_boats_egypt_19-mr_hd034re  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_mouth_fishfarm_1920-mr_kblzdvb  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Nile_sprawl_sunset_egypt_end19-mr_fcylxag[/rtl]
[rtl]المشاركون في هذا العمل
المؤلف

بيتر شوارتزشتاين

المنتج

أليسون تراوسديل

التصوير

جوناثان رشاد (أثيوبيا ومصر)

ليلاند شيكو (السودان)

الصور الفضائية لالتحام النيل: ناسا

صور أخرى من جيتي

الجرافيك

برينا شاه

سومي سينثينانان

التحرير

جوزف وينتر

أنورادا أواسثي[/rtl]


عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الخميس 15 أبريل 2021, 5:49 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2019, 10:46 am

مصر: ملف سد النهضة يزداد سخونة رغم طمأنة السيسي.. تساؤلات موجعة عن الأمور المسكوت عنها.. هل هناك علاقة بين إنشاء السد وبين “صفقة القرن” وهل يتم توصيل ماء النيل لإسرائيل عبر الأنفاق العملاقة؟ وهل شاركت بنوك مصرية في تمويله؟ قلق ومخاوف بعد دخول ترامب “الصهيوني الهوى” على خط المفاوضات
 

لا يزال ملف سد النهضة هو القضية الرئيسية التي شُغل بها المصريون في الآونة الأخيرة ولا يزالون، واللافت في موضوع السد حرص إعلاميين موالين للنظام على تحميل الوزر تارة للرئيس الراحل محمد مرسي، وتارة لثوار يناير، وهو الطرح الذي قدمه من قبل الرئيس السيسي.
حد السيف!
برأي الكاتب سليمان جودة فإنالرئيس السيسي كان مثل حد السيف، عندما وقف خطيبًا على منصة الأمم المتحدة قبل أيام، ثم قال إن موضوع ماء النيل بالنسبة لنا مسألة حياة وقضية وجود!.
وأضاف جودة أن «رسالة» الرئيس في الغالب قد وصلت دول العالم كلها من خلال مندوبيها الذين حضروا الخطاب، ثم وصلت بالضرورة إلى إثيوبيا لعلها تنتبه إلى أن القاهرة تتكلم فى مسألة حياة وفى قضية وجود، بجد، وبكل المعانى التى يمكن أن تحملها العبارة!.
وتساءل جودة عما إذا كانت «الرسالة» نفسها قد وصلت كل مصرى على مستواه،مشيرا إلى أن الماء الذى هو مسألة حياة وقضية وجود يدعونا ونحن نستهلكه إلى أن نكون على دراية حقيقية بقيمته، وأن نتصرف فى كل ساعة من حياتنا اليومية وفق مقتضيات هذه الدراية!
رسالة طمأنة
في ذات السياق قال الكاتب والإعلامي مصطفى بكري المقرب من النظام إن‏ الرئيس عبدالفتاح السيسي بعث برسالة طمأنة للمصريين “عندما قال ان مصر لن تفرط في حقوقها المائية” قضية المياه بالنسبة لنا قضية حياة او موت، من هنا بعث الرئيس برسالة مصر من على منبر الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن أثيوبيا أطاحت بكل الاتفاقات والتفاهمات الموقعة مع مصر، ومارست الابتزاز بطريقة ‏مرفوضة ولن يقبل بها المصريون.
التساؤلات الموجعة!
وقوف الكتّاب وقفة رجل واحد مع النظام في مسألة سد النهضة، لم يمنع من وجود أصوات أخرى أبدت قلقها جراء التطورات الأخيرة لسد النهضة، وأثارت  تساؤلات موجعة لم تزد الأمر إلا سخونة.
البعض ربط بين صفقة القرن وبين إنشاء سد النهضة تمهيدا لتوصيل مياه النيل عبر الأنفاق العملاقة التي تم إنشاؤها لذلك الغرض.
 الكتاب الوطني سمير عليش تساءل في خشية: هل استدعاء ترامب الصهيونى الى قضية النيل لإتمام بيع/رهن مستقبل حياة مصر فى مقابل تمرير المياه إلى إسرائيل؟
 جزءا من صفقة القرن!!!
هل مولت بنوك مصرية السد؟
في ذات السياق طرح الفقيه الدستوري الشهير نور فرحات سؤالا نصه: “هل صحيح ان بنوكا مصرية ومقاولين مصريين أسهموا في بناء سد النهضة ؟”.
وطالب فرحات من لديه معلومات موثقة ان يكشفها .
سؤال فرحات أثار بدوره جدلا، حيث يرى النائب البرلماني
جمال زهران
 أن ماقيل عن تمويل بنوك مصرية لسد النهضة مجرد معلومات.. شبه مؤكدة ولكنها غير موثقة،مشيرا الى أنه سبق له الكتابة عنها.
خالد هيبة قال إن هناك مستندا متداولا قبل عامين أصدره البنك التجاري في إثيوبيا يشير إلى قيام بنوك أوروبية وأجنبية وعربية بفتح حسابات باسم سفارة إثيوبيا لتلقي التمويل اللازم للسد بعد موافقة حكومات تلك البنوك بينها 6 بنوك مصرية هي : بنك الاسكندرية – البنك العربي – البنك العربي الدولى – وبنك القاهرة – سيتى بنك – البنك التجارى الدولى
(مصدر المعلومة كتاب سد النهضة.. للمستشارة هايدي فاروق والدكتور مدحت القاضي).
وسائل ضغط!
من جهته قال  الناقد الأدبي الكبير د.أحمد درويش إن من وسائل الضغط على موقف الحبشة: مكانتنا بافريقيا وعلاقتنا بالصين، وشراكتنامع ايطاليا،ومحكمة العدل الدولية،والتلويح بالقوة .
وأردف درويش: “لن نموت عطشا”.
في ذات السياق قال الكاتب والأديب المصري رفقي بدوي إن كل ماحدث بالنسبة لسد النهضة من الألف حتي الياء متفق عليه،وغير ذلك وما يشاع عن خلافات،كله للاستهلاك الشعبي المصري فقط .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالسبت 12 أكتوبر 2019, 11:04 am

سد النهضة جرح ينزف بين مصر والسودان

نجاح عبدالله سليمان
هي التطورات السريعة لما أطلقته إثيوبيا تحت اسم مشروع “سد النهضة” في 2011، والذي يتم تشييده بإقليم “بني شنقول- جمز”، على بعد أكثر من 980 كم عن العاصمة أديس أبابا، ووعدت بإنهائه في خمس سنوات، قبل أن تقر لاحقاً بتأخر أعمال البناء في السد. والبداية مؤخراً مع ما وصلت إليه مفاوضات سد النهضة بين (مصر وإثيوبيا)، إلى “طريق مسدود”، بحسب ما أعلنته وزارة الموارد المائية والري المصرية. وإن أرجع المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري المصرية ذلك إلى “تشدد الجانب الإثيوبي، ورفض كافة الاطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم لها”.
سبق أن طالبت مصر بتفعيل المادة العاشرة من اتفاق إعلان المبادئ التي تقضي بمشاركة طرف دولي في المفاوضات للتوسط بين (مصر والسودان وإثيوبيا) وتقريب وجهات النظر والمساعدة على التوصل لاتفاق يحفظ حقوق الدول الثلاث. فسبق وأن أعاقت إثيوبيا المسار الخاص بإجراء الدراسات ذات الصلة بالأثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية لسد النهضة على دولتي المصب، مع الاستمرار في وضع عراقيل أمام مسارات التفاوض على مدار السنوات الأربع الماضية منذ التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ.
هي ذات الخلافات بين (القاهرة وأديس أبابا) تمحورت حول طريقة ملء السد والفترة الزمنية المحددة لذلك. فالقاهرة سبق لها وأن أبدت عدم ارتياحها من طول أمد التفاوض حول سد النهضة، وطالبت إثيوبيا بالمرونة في مناقشة المقترحات المصرية. وعليه قدمت إثيوبيا خلال جولة المفاوضات التى جرت فى الخرطوم فى الفترة من (30 سبتمبر/ أيلول وحتى 5 أكتوبر/ تشرين أول) الجاري، مقترحاً جديداً “يعد بمثابة ردة عن كل ما سبق الاتفاق عليه من مبادئ حاكمة لعملية الملء والتشغيل لسد النهضة”. ولإن لم يشمل المقترح الإثيوبي ضمان وجود حد أدنى من التصريف السنوي من سد النهضة، والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد التي قد تقع في المستقبل. وفي المقابل، كانت إثيوبيا رفضت مقترحاً قدمته مصر أغسطس/ آب بشأن عملية ملء خزان السد، باعتبار أنه “ينتهك الاتفاقية الموقعة بين الدول الثلاث حول الاستخدام العادل والمعقول لمياه نهر النيل”، بحسب وزير المياه الأثيوبي.
هنا تخشى مصر أن يقلص المشروع من المياه التي تصل إليها من هضبة الحبشة عبر السودان، بينما تقول إثيوبيا، التي تريد أن تصبح أكبر مصدر للكهرباء في أفريقيا، “إن المشروع لن يكون له هذا الأثر”.
سبق أن أوردت وكالة الأنباء الإثيوبية تصريحات رئيس الوزراء، ونقل عنه قوله إنه رصد تأخراً في تنفيذ الجوانب الكهروميكانيكية لسد النهضة من جانب هيئة المعادن والهندسة المتعاقد معها. وأشار رئيس الوزراء إلى أن شركة ساليني الإيطالية تقوم بإتمام الجزء الخاص بها من المشروع في الوقت المحدد، وهي الآن تطالب بمبالغ ضخمة بسبب التأخير من جانب هيئة المعادن والهندسة. وتابع رئيس الوزراء الإثيوبي: “بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير كان قد تم تخطيطه للانتهاء في خمس سنوات ولكن لم نتمكن من ذلك بسبب إدارة فاشلة للمشروع وخاصة بسبب تدخل شركة ميتيك (شركة تابعة لقوة الدفاع الإثيوبية)”.
هو الجديد ما أعلنه وزير الطاقة والمياه الإثيوبي 2019، أن بلاده ستبدأ إنتاج الطاقة من سد النهضة الكبير قبل نهاية 2020. وأن الإنتاج الأولي المزمع سيبلغ 750 ميغاوات باستخدام توربينين اثنين، مشيراً إلى أن الحكومة تتوقع أن يدخل السد الخدمة بشكل كامل بنهاية سنة 2022. ومن المقرر أن تبلغ القدرة الإنتاجية لسد النهضة ستة آلاف ميغاوات، وهو حجر الزاوية لمساعي إثيوبيا كي تصبح أكبر دولة مصدرة للكهرباء في أفريقيا.
هنا تُعد تصريحات الوزير أول معلومات جديدة بشأن سير العمل في مشروع السد من مسؤول حكومي كبير منذ ألغى رئيس الوزراء أبي أحمد عقد شركة المعادن والهندسة “ميتيك”، التي يديرها الجيش، لتصنيع توربينات السد في آب/ أغسطس 2018. ويأتي إعلان موعد التشغيل غداة توقيع شركة الكهرباء الإثيوبية اتفاقية مع شركة “جي.إي.هيدرو.فرانس” لتسريع بناء سد النهضة.
إن تأجيل جديد سد النهضة الإثيوبي.. ضربة تلو الأخرى و”الحلم يبتعد” وهذا ما  يثير قلق مصر والسودان، وتتفق القاهرة والخرطوم مع إثيوبيا على تسريع محادثات سد النهضة وتنص الاتفاقية أن الشركة تقوم أيضاً بإنتاج وتفتيش وتركيب التوربينات بتكلفة قدرها 53.9 مليون يورو بالتعاون مع شركة تدعى “كوميليكس”. وبالمثل، تجري مفاوضات لتوقيع اتفاقيات مع الشركات الصينية لبناء قنوات لتنقية المياه والتحكم وتفريغ الفيضانات.
حسب الاتفاقية، تقوم الشركة المقاولة الصينية على تسريع العمل المدني، وبالفعل تؤدي هذه الاتفاقية إلى توليد وحدتين في أقرب وقت، وفق ما قالت وكالة الأنباء الإثيوبية. وسط كل ذلك لا يزال الجمود يسيطر على محادثات (القاهرة والخرطوم وأديس أبابا) بشأن السد، الذي تخشى القاهرة والخرطوم أن يؤثر على حصتهما من مياه النيل.
تبقى حقوق مصر في النيل محفوظة. فهي جهود كللت بعقد لجنة رئاسية (مصرية سودانية) بالخرطوم في تشرين الأول/ أكتوبر 2018، والتي شهدت التوقيع على 12 اتفاقية، وساهمت في تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين، ودعم آليات اللجان المتخصصة التي تشرف على أوجه التعاون بينهما في مختلف المجالات. وفي مقدمتها تعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجالات الاقتصادية.
كذلك هي مباحثات للتطورات ذات الصلة بالمفاوضات بين (مصر والسودان وإثيوبيا) حول سد النهضة، حيث سبق الاتفاق على أهمية مواصلة العمل على التوصل في أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد. فالسودان دائماً ما يؤكد أن ما يدور حول سد النهضة وتشغيله أمر مهم لدول المصب مصر والسودان، وأن هناك تواصلاً مع إثيوبيا كما أن هناك تنسيقاً للمواقف بين مصر والسودان كي نطمئن لعدم تأثر حقوق مصر من مياه النيل بسد النهضة، رغم ذلك يبقى “سد النهضة” جرح ينزف بين مصر والسودان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالثلاثاء 05 نوفمبر 2019, 6:49 pm

هل أصابت “لعنة الفراعنة” إثيوبيا بعد حديث رئيس وزرائها عن الحرب؟ عشرات القتلى واضطرابات وفوضى هائلة تواجه صاحب “نوبل”.. تحذيرات ومخاوف من تسلم “ترامب” ملف “سد النهضة.. هل باتت “مصر” تحت رحمة “الصهيونية العالمية”؟ وماذا يُدبّر لها بليل؟

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
بعد ساعات من تلويح رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد بالحرب ضد مصر، وإعلانه على الملأ قدرة إثيوبيا على حشد الملايين دفاعا عن حقها في إنشاء سد النهضة، اندلعت موجة من التظاهرات والاحتجاجات في أديس أبابا والمدن الاثيوبية، أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، وسادت الفوضى البلد الافريقي التليد. 
بعد اندلاع احتجاجات إثيوبيا تساءل البعض: هل أصاب آبي أحمد وشعبه لعنة الفراعنة جزاء وفاقا ؟
المهندس نايل الشافعي قال إن  الشرطة الإثيوبية اعتقلت بركات سيمون، وزير الإعلام السابق والرجل الثاني في نظام حكم جبهة التقراي (بالرغم من أنه من عرق أمهرة)،مشيرا إلى أن دوره مطابق لدور “صفوت الشريف” في مصر.
وأضاف الشافعي أنه بذلك اكتملت القطيعة بين الادارة الحالية ونظام التقراي.
وأنهى متسائلا: هل هربت “آزب مسفن” أرملة زناوي بعد اعتقال الشماشرجي الخاص بها؟
قنبلة موقوتة!
برأي هاني رسلان الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فإن آبي أحمد لم يحقق شيئا يستحق عنه هذه جائزة نوبل وانه يجلس على قنبلة موقوتة فى الداخل الاثيوبى، وان السلام مع اريتريا لم يكن إنجازا، لأنه اعتراف بحكم التحكيم الصادر لصالح اريتريا منذ عام 2000، وان آيبى احمد ليس إلا زعامة مصطنعة وان الجائزة تأتى فى هذا السياق.
وتابع رسلان: “لفتنى حينها أن بعض الأصدقاء المحترمين ، قد اعتبر أن مثل هذا التحليل ينتمى إلى فكرة المؤامرة التى يجب أن نقلع عنها.
وفى الحقيقة لم يكن الهدف التقليل من شأن الآخرين، أو إحالة ضعف أدائنا إلى تآمر الآخرين، بل هو أن ننظر إلى العالم من حولنا بشكل واقعى، وان اثيوبيا التى يتم تسويقها وكأنها نموذج للتنمية والسلام وتسوية الصراعات ليست كذلك ، وأنها حين تتصرف وتسلك فى أزمة سد النهضة وكأنها قوة اقليمية كبرى، هى فى الحقيقة أيضا ليست كذلك ولا تمتلك أيا من هذه المقومات التى تنسب لها فى الإعلام. 
وخلص رسلان أننا الآن بصدد تهديد حقيقى فيما يتعلق بمياه النيل ، واننا يجب أن نعرف من نواجه، مشيرا إلى أنه حتى لو كانت السلطة الإثيوبية تلقى دعما ورعاية من الغرب ومن أطراف أخرى، الا أنها لا تمثل قاعدة قوية للأدوار التى تقوم بها، أو لتلك التى يستهدفها الداعمون.
المفاوضات 
برأي المهندس الاستشاري د. ممدوح حمزة  فإن الاستمرار في المفاوضات بلاهة، والوساطة غباء،وأردف حمزة: “أرجو الا تكون البلاهة والغباء متعمدا”.
وتابع حمزة: “‏وساطة امريكا المتحكم فيها الصهيونية التي بدورها ترعى سد النهضة!!
ما معنى هذه الوساطة؟
معناها تسليم ارواح المصريين والقرار السيادي المصري واستقلال الوطن للصهيونية العالمية.
وأنهى متسائلا: “أين مجلس الامن او الجمعية العمومية للأمم المتحدة؟”
إثيوبيا وحسابات واشنطن 
أما الكاتب الصحفي محمد المنشاوي المقيم في واشنطن، فإن على الجانب المصري أن لا يرفع سقف التوقعات من واشنطن التي تجمعها بإثيوبيا حكومة وشعبا علاقات راسخة، وذلك على العكس من العلاقات الجيدة بين واشنطن والقاهرة والتي تقتصر على علاقات جيدة بين إدارة الرئيس ترامب والحكومة المصرية.
المنشاوي أضاف أن الجالية الإثيوبية فى الولايات المتحدة التي تزيد على 400 ألف شخص،تشكل عنصرا هاما فى حسابات واشنطن،مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد قام العام الماضى بزيارة لم تقتصر على واشنطن، بل شملت ولايتى مينيسوتا وكاليفورنيا حيت يقيم مئات الآلاف من الإثيوبيين. وأكد المنشاوي أن إثيوبيا تعد حليفا قويا لواشنطن فى منطقة القرن الإفريقى وشرق إفريقيا، مشيرا إلى أن دراسة لخدمة أبحاث الكونجرس أوضحت أن «إثيوبيا تلعب دورا هاما فى مواجهة تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له فى منطقة القرن الإفريقى».
وتعتمد إثيوبيا فى الترويج لموقفها فى واشنطن على البعد الإنسانى الذى تدعمه تقارير رسمية صادرة عن البنك الدولى، والتى تشير إلى حاجة إثيوبيا الماسة للطاقة الكهربائية. 
السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال إنه لا يتوقع نتائج مهمة للتدخل الامريكي،محذرا من ضياع الوقت في محاولات غير مجدية ،مطالبا بسرعة التحرك بخطة منسقة دفاعا عن حق مصرفي الحياة والدفاع عنه بكل السبل وبوضوح.
الأديب شوقي عقل قال  إذا كانت مصر غير قادرة على منع أثيوبيا من (مراعاة) احتياجات مصر المائية، ومشروع (السيطرة) على أمن مصر المائي جارٍ وقارب الانتهاء، فماذا فعلت الدولة لمواجهة الأزمة؟ وكيف ستواجه خطر الشح المائي لاحتياجات الزراعة والصناعة والبشر؟ 
وتابع عقل: السؤال الأكثر دقة: هل ستستطيع الدولة أن تفعل شيئا؟! أم إن علينا أن نسأل بصدق: هل تهتم الدولة حقا بالأزمة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 11 نوفمبر 2019, 2:30 pm




اتفاقية أديس أبابا 1902

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_14106nwjh1


منليك الثاني، امبراطور إثيوپيا.

اتفاقية أديس أبابا بين بريطانيا وإثيوبيا، الموقعة في 15 مايو 1902م ، ووقعها بريطانيا بالنيابة عن السودان، وأهم ما فيها المادة الثالثة التي تنص على: "إن الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني يعد بألا يبني أو يسمح ببناء أي أعمال على النيل الأزرق وبحيرة تانا أو السوباط"، إلا أن البعض يذهب إلى أن هذه الاتفاقية ليست لها قوة إلزامية بالنسبة لإثيوبيا لأنه لم يتم قط التصديق عليها من جانب ما كان يسمى مجلس العرش الإثيوبي، والبرلمان البريطاني . كما يذهب البعض إلى أن الوضع اختلف كثيرا بشكل يجعل من الصعب الإلتزام بالمادة المذكورة.

خلفية تاريخية
بداية حصول الباحثة هايدي فاروق عبد الحميد على اتفاق الحدود الذي حدد حصة مصر في مياه النيل، جاءت عندما وجدت منذ ما يقرب من سبعة أعوام، أطلساً يحمل اسم «أطلساً خرط الدنيا»، وهو الأطلس الذي كان مقرراً على المرحلة الثانوية في المدارس المصرية عام 1913م ، والصادر عن مصلحة عموم المساحة المصرية عام 1911م ، إذ ورد في صفحته الخامسة في خارطة السودان الحد المصري الإنجليزي، عند حد السودان الشرقي مع الحبشة جملة تقول أن هذا الحد السياسي الذي بُني عليه اتفاق المياه تحدد بموجب اتفاق 15 مايو عام 1902م ، وبالرجوع إلى الوثائق الخاصة بالأرشيف البريطاني، وجدت مقتنيات تحدثت عن ظهور دولة كبرى في وادي النيل في العشرينيات من القرن التاسع عشر، تضم مصر والسودان، وتمتد بحدودها من البحر المتوسط شمالاً، إلى أعالي النيل جنوباً، لتحد هذه الدولة الكبرى الحبشة في حدود مشتركة.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410js2mc1

إسماعيل باشا، خديوي مصر.

هذه الدولة نظر إليها أهالي الحبشة بعين القلق، خوفاً من تنامي النفوذ والقوة المصرية، بعد عودة جزء من رقعة الأرض، وبالأخص في عهد الخديو إسماعيل، حينما اتسعت الدولة المصرية حتى أحاطت بالممتلكات الحبشية الوليدة، كما لم تنظر الحبشة بعين الارتياح لما تقوم به مصر من تأمين لحدودها وتعزيز لقواتها، تدعيماً لحركة الإصلاح والعمران التي بدأت في حقبة محمد علي باشا، وتمكيناً لمصر من إدارة شؤونها على أسس إدارية سليمة، وعوداً لما وثقت له المصادر التاريخية من حجم الرقعة المصرية والسودانية أيضاً.

تزايدت هذه المخاوف بعد أن أشاعت الصحف الأوروبية آنذاك عزم محمد علي باشا حاكم مصر في هذا التوقيت، ضم الحبشة لممتلكاته، وهي المخاوف التي استمرت إلى ما بعد توقيع معاهدة لندن (1840)، وصدور فرمان سنة 1841.

وفق الوثائق حاولت الحكومة المصرية في عهد محمد علي باشا التوصل إلى اتفاق مع الحبشة بشأن الحدود، وفي عهد إسماعيل حاولت أن تؤمن حدودها الجنوبية من ناحية الحبشة بوسيلتين، الأولى عن طريق تحصين الحدود وإيجاد عدد كاف من الجنود بها، بحيث تصبح مهاجمة الحدود المصرية من الأمور الصعبة التي تكبد المعتدي ثمناً باهظاً، أما الوسيلة الثانية فإنها تتمثل في استمالة أكبر عدد من القبائل على حدود الحبشة وتشجيعها على اللجوء إلى الممتلكات المصرية، والتمتع بالحماية، مع منحها الامتيازات التي تُرّغبها في البقاء تحت طاعة الحكومة المصرية".

رغم الأخذ بهاتين الطريقتين، فقد أخفقت مصر في تحقيق ما تصبو إليه، لأن تحصين الحدود المصرية- الحبشية كان يستلزم استخدام عدد كبير من الضباط والجنود.

استمر الوضع هكذا إلى أن أبدى ملك الحبشة الملك ثيودورس رغبة في إقامة سفارتين ببلاده إحداهما إنجليزية، والأخرى فرنسية، وقتها رفضت الدولتان تلبية رغبته مما أثار غضبه، وقام بالقبض على الرعايا الأوربيين المقيمين في الحبشة وأودعهم السجن، وكان من بينهم القنصل الإنجليزى كاميرون، ونتيجة لذلك لجأت إنجلترا إلى والي مصر الخديوي إسماعيل لاستخدام نفوذه في التوسط لإقناع الملك الحبشي بالعدول عن موقفه، فأرسل الخديو كتاباً بتاريخ أكتوبر 1867م ، ينصحه فيه بإطلاق سراح الرعايا الأوربيين حقناً للدماء، ويحذره في نهايته مما قام به، ويهدده بأنه إذا لم يطلق سراح المعتقلين بالحسنى فستسلط عليه الحكومة الإنجليزية جنوداً لا طاقة له بهم، وفق الخطاب، وسيمر هؤلاء الجنود من الأراضى المصرية، وأنه (أي إسماعيل) لن يستطيع الوقوف في طريقها.

رغم أن الخديوي لم يكن يريد التورط في مساعدة الحملة الإنجليزية، إلا أنه كان مضطراً إلى ذلك لعدة عوامل تتلخص في الاستجابة لأمر الباب العالي  وإرضاء للحكومة الإنجليزية، إضافة إلى العمل على هزيمة الحبشة انتقاماً منها لكثرة إغاراتها على حدود مصر الجنوبية حتى إن موسى حمدي باشا- حكمدار السودان آنذاك - اقترح على الخديوي إسماعيل إخلاء القرى الواقعة على الحدود المصرية - الحبشية حتى تبقى الحدود بعيدة عن بعضها مسافة تقرب من السبعة أيام للوصول إليها، وتصبح هذه المنطقة مجردة من العمران وخالية من المؤن ، وعندما أيقنت الحكومة الإنجليزية أن تلك الأزمة لن تحل إلا باستخدام القوة، ويئست من الوصول إلى حل ودى، كلفت حكومة الهند بتجهيز جيش كبير تحت قيادة الجنرال روبرت نابيير في نوفمبر 1867م ، كان قوامه 14 ألفاً 683 جنديا، يتبعه 28 ألفاً 160 من الخدمة، بالإضافة إلى 36 ألفاً 930 من حيوانات النقل والخيل، و44 فيلاً، ونزلت تلك الحملة بميناء زيلع، على ساحل البحر الأحمر".

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_14104yheq1
منزينجر باشا.
وقتها أصدر الخديوي إسماعيل أمره إلى عبد القادر باشا، محافظ مصوع، بإمداد الجيش الإنجليزي بكل ما يحتاج إليه وعلى الرغم من انتهاء الحملة لصالح إنجلترا، إلا أنها أضرت بمصالح مصر ضررا بالغاً، حيث حركت عوامل العداوة والبغضاء التي يكنها ملك الحبشة الجديد يوحنس الرابع تجاه مصر، في حين لم تعترف إنجلترا بما أسدته مصر لها، ولهذه الاعتبارات أرسلت بعثة السير صمويل بيكر إلى أعالى النيل أوائل عام 1869م ، وتمت حركة التوسع في شرق أفريقيا وعلى طول ساحلي البحر الأحمر وأفريقيا الشرقي، وأسندت لغوردون باشا حكمدارية مديرية خط الاستواء ثم حكمدارية عموم السودان".

ورغم الضجة الكبيرة التي أثارتها بعثة بيكر، فإنها لم تنجح في مهمتها سوى في إقامة بعض «النقاط العسكرية» على طول الطريق الذي سلكته نحو الجنوب، منها محطة «التوفيقية» عند ملتقى نهر السوباط بالنيل الأبيض ، ومحطة «غوندكورو»، ومحطة «الإبراهيمية»، ومحطة «فويرا»، ومحطة «ماسنجى»، إلا أن هذه الحملة زادت من التوتر بين مصر والحبشة.

تؤكد الوثائق أن مصر استغلت فرصة انشغال الملك يوحنا في قتال بعض قبائل القالا، وحشدت قوة حربية قوامها 1500 رجل سنة 1874م تحت قيادة منزينجر باشا لاسترداد إقليم سنهت أو بوغوص، الذي كان تابعاً لها من قبل، تنفيذاً لمشروع ربط ميناء مصوع بخط حديدى مع كسلا على النيل، وقام منزينجر ببناء قلعة حصينة في بلدة قرن عاصمة الإقليم، وفي نفس الوقت اشترى مقاطعة آيلت التي تقع بين منطقة الحماسين ومصوع من حاكمها، مما أثار الملك يوحنس الذي هاجم الحدود المصرية مرات متكررة.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410ftyqg1

خريطة توضح موقع معركة جوندت.

وفق الوثائق، رأت مصر في ذلك الوقت الدخول في مفاوضات مع يوحنا لفض نزاعها معه بالطرق الودية، فأرسلت الأميرالاى يوسف مسرور «لهذا الغرض» إلا أن الضابط جون كيركهام المستشار الخاص للملك يوحنا عمل على إحباط توصل الطرفين إلى اتفاق بالطرق السلمية.

وعلى الرغم من ميول الملك يوحنا إلى الصلح مع مصر أثناء غياب كيركهام في رحلته إلى أوروبا، إلا أنه قطع محادثاته فجأة بسبب الأنباء التي وردت إليه من كيركهام حول تأييد الدول الأوروبية للحبشة في نزاعها ضد مصر، ما أدى إلى فشل المفاوضات وبدأ الملك في شن الغارات المتعاقبة على حدود مصر لنهب القرى وقتل الرجال وسبى النساء والأطفال.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410g6l951
سورن آرندروب، العسكري الدنماركي الذي قاد حملة الحبشة حتى معركة جوندت.

لم تجد الحكومة المصرية بداً من اللجوء للقوة لصد غارات الأحباش، وأصر الخديوي إسماعيل على تسيير حملة حربية قوامها 4 آلاف جندي إلى الحبشة، في حين كان الجيش الحبشي قوامه 14 ألفاً و683 جندياً، وذلك بإيعاز من منسنجر الذي ذكر المؤرخ فون تورنيزن، أنه كان متزوجاً من سيدة حبشية من إقليم بوغوص، وكان لوالديها دخل كبير في السياسة التي اتبعها منسنجر عقب ضم تلك البلاد إلى الممتلكات المصرية»  .

تعددت المعارك بين الطرفين، ومنها كمين عدوة، ثم معركة جوندت، وكان الفشل من نصيب المصريين وأصبح مركز الخديوي إسماعيل حرجاً، وكان لزاماً عليه إعداد حملة جديدة لمحو عار الهزيمة، فكانت حملة أوسا التي تعتبر الطرف الثانى للكماشة، التي كان طرفها الأول حملة أرندروب، حيث تم إعداد الحملتين في وقت واحد على أن تهاجم حملة أرندروب الحبشة من الشمال، متخذة من مصوع نقطة ارتكاز لها، أما الأخرى فتزحف عليها من الجنوب عن طريق ميناء تاجورة على خليج عدن.

الوثائق تؤكد أن الهدف الرئيسي من هذه الحملة كان عقد اتفاق بشأن الحدود والمياه مع الملك منليك الثاني، ملك شوا آنذاك، استجابة للرغبة التي أبداها من قبل ، لكن باءت هذه الحملة هي الأخرى بالفشل، لجهل القائمين على تدبير شؤونها بطبيعة تلك البلاد، وعدم الاعتماد على الخرائط التفصيلية التي كان يجب أن تتوافر لديهم قبل قيامهم بالحملة».

تداركت الحكومة المصرية هذا الخطأ فقامت برسم خارطة تفصيلية لأهم الطرق المؤدية إلى هذا الإقليم وطولها وما بها من آبار، وهذه الخريطة تعد اليوم أهم مستند يوثق حقيقة الحدود الحبشية قبل المنحة المصرية للأحباش، (المحفوظات التاريخية بالقصر الجمهورى، دفتر 11معية صادر وثيقة رقم 23 ص62 في 20 ذى الحجة سنة 1292هـ ، يناير سنة 1876م)، وبعدها قامت حملة راتب باشا ، ومعركة قرع التي منى فيها الأحباش بالهزيمة، وإن كانت الحملة قد فشلت فيما بعد".


  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410dd6c51
راتب باشا قائد القوات المصرية بالحبشة.

في 7 سبتمبر سنة 1877م وقعت الحكومتان الإنجليزية والمصرية إتفاقاً بشأن الحدود المصرية، حيث اعترفت الأولى بسيادة مصر على الساحل الصومالى حتى رأس حافون ، كما اشترطت تلك المعاهدة عدم جواز منح الخديوي إسماعيل أو من يخلفه من أبنائه أى أرض مملوكة لمصر للغير، ونتيجة ازدياد نفوذ إنجلترا في ممتلكات مصر المجاورة للحبشة، ما أدى إلى عدم تسوية مشكلة الحدود بين البلدين، وظلت هذه المسألة مثار مفاوضات طويلة إلى أن احتلت إنجلترا مصر فأمكنها بذلك أن تسوى نزاع الحدود على حساب مصر ولصالح الحبشة.

الوثائق تشير إلى أن ملك الحبشة يوحنس بدأ يميل إلى حل النزاع بينه وبين مصر عن طريق المفاوضات، وذلك بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها قواته في محاولتها الثانية لاقتحام قلعة قرع، ولم يكن الخديوي إسماعيل أقل رغبة منه في ذلك، خاصة أن حالة مصر المالية لم تكن لتمكنه بأى حال من الأحوال من الدخول في مغامرة أخرى مع الحبشة، أو مجرد الأحتفاظ بعدد كبير من قواته داخل حدود الحبشة، فاستغل الخديوي فرصة الطلب الذي تقدم به يوحنا للدخول في مفاوضات، ورحب بذلك لتبدأ المفاوضات برسالة من ملك الحبشة إلى السردار راتب باشا، يطلب فيها حل ما بينهما من خلاف عن طريق التفاوض، ووافق السردار على وجهة نظر الملك وطلب منه أن يرسل مندوباً لوضع شروط الصلح .

وتوضح الوثائق أن مصر طالبت في ذلك الوقت الملك يوحنا بأن تتسلم جرحاها حتى تتمكن من معالجتهم بمستشفياتها، وأبدت استعدادها لعلاج الأحباش أيضا، وهو ما أصاب يوحنس بالغرور، فبدأ يضع قيوداً وشروطاً لقبول الصلح، ورفض بدء المفاوضات ما لم تنسحب القوات المصرية من أراضيه، ولم يكن في وسع مصر آنذاك أن تنسحب من الأراضى الحبشية قبل أن تصل إلى اتفاق بشأن المنطقة المتنازع عليها، كى تضع حدا لمناوشات الحبشة في المستقبل ، وكان سردار الجيش المصرى أخطر بأن المكان الذي يعسكر فيه الجنود المصريون هو «قورع»، وهو المكان الذي أصبح مجمعاً للسيول ولا يناسب إقامتهم، فاختار موقع فياخور البعيد عن مكان السيول، وهو ما اعتبره الملك يوحنا نزوحا للقوات المصرية عن مواقعها الأمامية وسحباً لبعضها من الأراضى الحبشية، وكان ذلك بمثابة رضوخ جزئى لمطالب يوحنس، وكلما سلمت مصر ببعض المطالب للجانب الحبشى قل اهتمام الأخير بعقد الصلح.

ظل الوضع على هذا الحد إلى أن انتهز الخديوي إسماعيل فرصة نشوب الثورة في صربيا ضد الدولة العثمانية، وطلب الباب العالى معونة مصر الحربية، ليستدعى قواته من الأراضى الحبشية فيما عدا أربعة آلاف جندى مصرى ظلوا باستحكاماتهم في قياخور إلى أن تسلم جميع الأسرى المصريين، وفي شهر أغسطس سنة 1876م تم الانسحاب المصرى والعودة إلى مصوع، ولكن الجنود المصريين حينما عادوا عقب ذلك إلى مصر فرضت عليهم رقابة شديدة حتى لا يبوحوا بشىء من أخبار تلك الحملة إلى أصدقائهم أو ذوى أقربائهم.

وبعد أن تم جلاء القوات المصرية عن الأراضى الحبشية بعث يوحنس بخطاب شخصي إلى الملكة فكتوريا يعرب فيه عن شكره وتقديره على ما أبدته نحوه من تعاطف ضد الجانب المصري، ثم تطرق في خطابه إلى الحديث عن الأعمال العدوانية التي قام بها الخديوي إسماعيل ضد بلاده، وأنه يأمل من جلالة الملكة أن تعمل على فصل ممتلكات كل من مصر والحبشة عن الأخرى.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410326qz1
توفيق باشا، خديوي مصر.

بعد عزل الخديوي إسماعيل وتولي الخديوي توفيق الذي عرف عنه ضعف فترة حكمه ما أثر بالسلب على مصر داخلياً وامتد إلى ممتلكات الدولة في الخارج، بدأ الأحباش يتحرشون بالمصريين المقيمين عند خط الحدود مع الحبشة، وبدأ ملك الحبشة يرسل قوات عسكرية إلى الحدود ويطالب العربان والأهالى التابعين للحكومة المصرية بالضرائب ويعاقب من لا يقوم بأدائها إليه، إلا ان الخديوي توفيق رفض مقابلة القوة بالقوة وحرص على فض النزاع بالطرق السلمية الودية، حيث أوفد الجنرال غوردون باشا حاكم عام السودان، ليعمل على وقف الاعتداءات ويعقد صلحا نهائيا مع الملك يوحنا، لكن الأخير أصر على ضم ميناء مصوع وإقليم باغوص إلى الحبشة، إلا أن الحكومتين الإنجليزية والفرنسية نصحتاه بالاعتدال وعدم التمسك بميناء مصوع المصري، في مقابل تأييد موقفه حول ضم إقليم باغوص.

رغم ذلك طالب يوحنا أثناء المفاوضات مع غوردون، بأن تتنازل مصر عن منطقتي القلابات والقاش ، وأن تدفع تعويضاً مالياً لا يقل عن مليون جنيه ثمناً لميناء مصوع، وقام بشن هجمات متكررة على حدود مصر للضغط عليها وإرغامها على التسليم، إلا أن الجانب المصري رفض الرضوخ لتهديدات يوحنس، وساعدها على ذلك عدم استقرار حالة الجيش الحبشي، وعدم قدرته على اختراق الحدود المصرية والاستيلاء عليها.

نتيجة مغالاة يوحنا فشلت المفاوضات، حيث اقترح غوردون على الحكومة المصرية كحل جزئى لهذا النزاع، ولتخفيف الضغط الواقع على حدود مصر، أن تقوم بمنح إيطاليا قطعة أرض بالقرب من مصوع، كى تواجه الحبشة عدواً جديداً تجد فيه ما يشغلها عن مناوءة مصر .

وانتهت حكمدارية غوردون باشا دون التوصل إلى اتفاق مع الحبشة، وحرصت مصر على أن تزود «رؤوف» باشا الذي خلف غوردون على حكمدارية السودان في مارس 1880م بتعليمات صريحة بما يجب أن تكون عليه العلاقة مع الحبشة، ولكن كانت الظروف المحيطة بالحكمدار الجديد سيئة للغاية، فالأحوال في السودان كانت تنذر بشر مستطير، وكان الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882م ، فلم تبد السلطات المحتلة أى اهتمامات بالشأن المصرى– الحبشى، حتى جاء الإخلاء المصرى «المؤقت» للسودان.


بعد إخلاء مصر للسودان عقد إندلاع الثورة المهدية في 8 يناير 1884م ، دخلت قوات المهدي حاميات كسلا وأميدبت وسنهيت، وقطعت عنها الاتصال بالخرطوم.

ووجدت الحكومة الإنجليزية وقتها أفضل السبل لإنقاذ القوات المصرية في شرق السودان، وهو الاتفاق مع يوحنس الرابع إمبراطور الحبشة على تقديم العون العسكرى لانسحاب تلك القوات عن طريق الحبشة، مقابل الاعتراف له بكل المطالب الإقليمية التي كانت مثار نزاع بينه وبين خديوي مصر، أى أن بريطانيا «ضغطت» على مصر لقبول التنازل عن بعض ممتلكاتها للحبشة نظير مساعدتها للقوات المصرية، التي كانت مرابضة شرق السودان، ومثلما نجحت بريطانيا في إرغام مصر على قبول الجلاء عن السودان، تمكنت أيضا من اقتطاع أجزاء من ممتلكات مصر في السودان الشرقى ومنحها للحبشة.

توضح الوثائق توضح أنه في 3 يونيو سنة 1884م تمكنت الأطراف الثلاثة مصر وإنجلترة والحبشة (إثيوبيا) من عقد معاهدة عدوة (وليام هيوت)، التي وقعها عن الجانب الإنجليزى الأدميرال وليام هيوت قائد الجيش الإنجليزي في الشرق الأوسط والهند، وعن الجانب المصرى مازون باشا محافظ مصوع، وعن الجانب الإثيوبي يوحنس الرابع نفسه، وهى المعاهدة التي نصت في مادتها الأولى على السماح للحبشة، بعد توقيع الاتفاق، بمباشرة أعمالها التجارية عن طريق ميناء مصوع عبر الأراضى المصرية، بما في ذلك الاتجار بالأسلحة والذخائر.

ونصت المادة الثانية على أنه بدءًا من الأول من سبتمبر عام 1884م ترد مصر إلى الحبشة بلاد بوغوص، وعند جلاء القوات المصرية عن كسلا وإميديب وسنهيت تؤول ملكيتها بما فيها من منشآت ومبان مصرية، وبما تشتمل عليه من مهمات وذخائر إلى ملك الحبشة، فيما تعهد ملك الحبشة في المادة الثالثة بتقديم جميع التسهيلات الممكنة للقوات المصرية في انسحابها من كسلا وإميديب وسنهيت عبر الحدود الحبشية لتعود إلى مصوع المصرية، في حين نصت المادة الرابعة على أن يتعهد خديوي مصر بأن يمنح ملك الحبشة جميع التسهيلات اللازمة فيما يختص بتعيين رجال الدين القساوسة في الحبشة.

وتنص المادة الخامسة من الاتفاقية على أن يتعهد الطرفان، المصرى والحبشي، بتبادل تسليم المجرمين الفارين من العدالة، في حين أوصت المادة السادسة بأنه في حال حدوث خلاف بين خديو مصر وملك الحبشة بعد التصديق على هذه المعاهدة، يقبل الطرفان بتحكيم ملكة إنجلترا.

بنهاية القرن التاسع عشر بدأت إنجلترا تنظر بعين الارتياب لمحاولة بعض الدول الأوروبية التسلل إلى شرق أفريقيا والتقدم صوب أعالى النيل، على حساب الممتلكات المصرية السابقة في السودان، وما جاوره، ولتهديد أمن مصر المائى، خاصة أن إنجلترا كانت تعتبر إخلاء مصر للسودان عملاً مؤقتاً لتستطيع الأولى تكوين جيش قوى لاستعادة السودان من جديد، وفي نفس الوقت فإن التمسك بهذا المنظور يفيد إنجلترا في وضع يدها على السودان باسم مصر.

في المقابل كانت منطقة أعالى النيل على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لمشروعات إنجلترا التوسعية في أفريقيا التي كانت تحلم بخلق إمبراطورية تمتد من سواحل البحر المتوسط شمالاً وصولاً إلى مدينة الكاب جنوباً، لتشطر القارة الأفريقية إلى شطرين، إلا أن هذه الأحلام اصطدمت بالمعارضة الفرنسية للاحتلال البريطانى لمصر، وكانت إنجلترا تخشى أن تؤدى معارضة فرنسا إلى مهاجمتها لمنطقة أعالى النيل وتهديد مصر، ولهذا حرصت إنجلترا على الإسراع بمنع الوصول الفرنسى إلى تلك المنطقة، وفي نفس الوقت كان لزاماً على إنجلترا أن تحول بين إيطاليا والحبشة وألمانيا وبين الوصول إلى أعالى النيل بعد وضوح رغبة هذه الدول في السيطرة عليه للتحكم في مخصصات مصر المائية.

ووفق الوثائق حاولت إنجلترا استرضاء إيطاليا التي عارضت هى الأخرى الاحتلال البريطانى لمصر دون أن يكون لها نصيب في تلك «الغنيمة»، وعندما أبدت إيطاليا اهتماما كبيرا بميناء عصب بعد أن اشترته من الشركة الإيطالية عام 1882، وأرادت أن تتخذ منه منفذا لها على مياه البحر الأحمر، وجدت إنجلترا أنه من الحكمة تشجيع إيطاليا على فتح مجال لتوسعاتها في المنطقة، فوقعت اتفاقاً معها عام 1885 أعطت بموجبه الأخيرة ميناء مصوع المصرى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل إنه باحتلال إيطاليا للميناء المصرى، أوقفت مرور السلاح إلى يوحنا ملك الحبشة، وسمحت بإرساله لعدوه «منليك» ملك شوا.

بهذا الإجراء خيبت إنجلترا آمال إثيوبيا ونقضت معاهدة عدوة، فاحتلت إيطاليا عدوة، ورآها ملك الحبشة فرصة مناسبة حيث نازل القوات الإيطالية في موقعة عدوة في الأول من مايو 1896، وأرغمها على توقيع معاهدة أديس أبابا مع الملك منليك في 26 أكتوبر من نفس العام، التي اعترفت فيها إيطاليا باستقلال الحبشة وتحديد الحدود بينها وبين إرتريا.

في المقابل نجحت فرنسا في تشجيع الحبشة على إرسال 4 حملات إلى أعالى النيل لاحتلاله، ورغم أنها لم تحرز نجاحا، إلا أنها أظهرت أطماع الحبشة في الضفة اليمنى من نهر النيل، فوجدت إنجلترا نفسها مضطرة لأن تبذل نشاطاً مضاداً لنشاط فرنسا في أديس أبابا، خاصة أن العلاقات بينها وبين الحبشة لم تكن مرضية، نظراً لمساعدة إنجلترا إيطاليا في حربها ضد الحبشة سنة 1896.

في هذه الأثناء بدأت القوات المصرية تتقدم تحت قيادة هربرت كتشنر صوب السودان لاستعادته، وفي يوليو سنة 1898م وصل القائد الفرنسي جان-باتيست مارشان إلى قرية فاشودة ورفع العلم الفرنسي فوق القرية، فتقدمت القوات المصرية صوب الجنوب، ووصلت فاشودة في 19 سبتمبر سنة 1898م ، ووجه كتشنر إنذاراً إلى «مارشان» بإخلاء القرية ورفع العلم المصرى فوقها ثانية، واضطرت فرنسا للرضوخ، وتم عقد اتفاقية 31 مارس 1899م بين فرنسا وإنجلترا، التي أسدل بها الستار على مطامع فرنسا في نهر النيل وواديه.

ورغم هذه الأحداث، ظلت مشكلة الحدود بين ممتلكات مصر والحبشة التي عجزت مصر عن حلها في عهد الخديوي إسماعيل قائمة دون حل، ورأت إنجلترا في ذلك فرصة عام 1902م نتيجة خطأ وقعت فيه فرنسا، واستغلته إنجلترا لصالحها، بعد أن منح إمبراطور الحبشة أحد السويسريين، ألفريد إلج، عام 1894م حق امتياز مد خط سكة حديد الحبشة، وتكونت لهذا الغرض شركة فرنسية، أخذت على عاتقها تنفيذ هذا الخط، وعجزت الشركة الفرنسية عن القيام بالتزاماتها واحتاجت زيادة رأس المال، فوجدت الشركات الإنجليزية الفرصة سانحة للاشتراك في زيادة رأس المال، لتحصل بذلك على فرصة لفرض نفوذها في الحبشة بجوار النفوذ الفرنسى.

وتدخلت الحكومة الفرنسية لدى الشركة المنفذة للخط ومنحتها إعانة سنوية تقدر بنصف مليون فرنك لمدة 50 عاماً، لزيادة رأس المال واستطاعت أن تسيطر على الشركة دون استشارة ملك الحبشة، بصفته صاحب الحق الأول في منح ذلك الامتياز.

واستغلت إنجلترا هذا الخطأ، حسب الوثائق، عندما أكد مبعوثها السير «جون هارنجتون» لدى منليك الثاني ملك الحبشة أن هناك سوء نوايا من الجانب الفرنسى حيال بلاده، ولذلك منحت إنجلترا الملك منليك الثانى أرضاً من الممتلكات المصرية مساحتها 3600 كم²، تقع على الجنوب الشرقى من السودان وتتصل بنهر السوباط (حالياً في إرتريا وإثيوپيا)، فبسطت إثيوبيا حدودها لتشمل هذا النهر، وتم الاعتراف لها بسيادتها على أراضٍ احتلتها من مصر وتشمل المسافة الواقعة بين نهرى بارو والجب.

توقيع الاتفاقية
في 15 مايو 1902م تم توقيع معاهدة بشأن الحدود المصرية مع الحبشة (إثيوبيا) وهي الاتفاقية التي تم الحصول على صورتها الأصلية من الأرشيف البريطانى وتعهد فيها ملك الحبشة بعدم تشييد أو السماح بتشييد أي عمل على النيل الأزرق وبحيرة تانا أو نهر السوباط من شأنه منع جريان المياه إلى النيل إلا بالاتفاق مع حكومة جلالة الملكة البريطانية وحكومة مصر بالسودان، وفق ترجمة نصوص المعاهدة.

نص المعاهدة
المادة الأولى:
اتفق الطرفان خلال المعاهدة على أن خط الحدود بين السودان وإثيوبيا يسير من «أم حجر» إلى «القلابات (السودان)القلابات»، فالنيل الأزرق فنهر بارو فنهر بيبور ثم نهر أكوبو حتى مليلة، ومنها إلى نقطة تقاطع خط عرض 6 شمالا مع خط طول 35 شرق جرينتش وتم رسم خط الحدود بالمداد الأحمر في الخريطتين الملحقتين بالاتفاق.

(Index pointing left.jpg الحدود الإثيوپية السودانية)
المادة الثانية
تعهد الإمبراطور منليك الثانى، قبل حكومة صاحبة الجلالة البريطانية، بعدم تشييد أو السماح بتشييد أى عمل على النيل الأزرق وبحيرة تانا أو نهر السوباط يكون من شأنه منع جريان المياه إلى النيل إلا بالاتفاق مع حكومة جلالة الملكة البريطانية وحكومة مصر بالسودان.

(Index pointing left.jpg بعثة ديبوي لدراسة منطقة بحيرة تانا)
المادة الثالثة
يتعهد الإمبراطور منليك، ملك إثيوبيا، بأن يسمح لحكومة جلالة الملكة البريطانية في السودان باختيار قطعة أرض بجوار إيتانج على نهر بارو لا يزيد طولها على 2000 متر ولا تزيد مساحتها على 40 هكتاراً لاحتلالها وإدارتها كمحطة تجارية، طالما خضع السودان للحكم المصرى الإنگليزي، واتفق الطرفان المتعاقدان على أن الأرض المؤجرة لن تستخدم في الأغراض السياسية أو الحربية.

المادة الرابعة
منح الإمبراطور منليك حكومتي الملكة البريطانية والسودان حق إنشاء خط حديدى عبر الأراضى الحبشية لربط السودان بأوغندا. وفي البند الثانى ورد اتفاق الحدود المحدد للحق المصرى والسودانى في مياه النيل، والذي أكد أن العدول عنه يقتضى من أطرافه العدول عن الأرض المصرية التي تتسيدها إثيوبيا، والتي تحددت لها في عام 1902 بموجب المنحة المصرية، وهى ذات الأرض ونفس الاتفاقية التي تمسكت بها إثيوبيا في ترسيم الحدود بينها وبين إرتريا قبل أعوام، مما يعنى إقرارها قانونا باتفاق 1902.

موقف مصر من المعاهدة
وفي أثناء زيارة مطران أثيوبيا لمصر، وقعت معاهدة 15 مايو سنة 1902م بين بريطانيا وأثيوبيا. ويتضح من هذه المعاهدة أن بريطانيا استغلت احتلالها لمصر ومشاركتها في حكم السودان في تدعيم نفوذها في بلاط منليك، اذ وضعت هذه المعاهدة حدا للصراع الدولي بين الدول الأوروبية لصالح بريطانيا، فهي انتصار للسياسة الاستعمارية الإنجليزية (16)، لم تستطع الحصول عليها الا بسبب احتلالها لمصر والسودان وادعائها أنها ترعى مصالح مصر في تحديد الحدود بينها وبين أثيوبيا، وحقوقها التاريخية والطبيعية في منابع النيل الأثيوبية، اذ لولا ذلك لما استطاعت أن تحصل على هذه المنح التي أعطاها منليك بموجب هذه المعاهدة والتي لم تستطع أي دولة أخرى أن تحصل على مثلها، فقد حصلت على مركز تجاري هام بالقرب من حدود السودان، ونالت تعهدا من منليك بعدم التدخل في فيضان وتدفق النيل من بلاده إلى السودان ومصر الا بعد موافقتها. وكان هذا اعترافا رسميا من أثيوبيا بمصالح بريطانيا في هذه المنطقة، وان ثلث اثيوبيا اصبح تحت نفوذ بريطانيا.

ويلاحظ على هذه المعاهدة أن الحكومة البريطانية تجاهلت حق مصر في التوقيع عليها، وبالرغم من حقوقها الطبيعية والتاريخية في منابع النيل الأثيوبية وحقوقها كشريكة في حكم السودان مع أنها وقعت على معاهدة عدوه في سنة 1884 ، وكان السبب في ذلك أن بريطانيا وطدت احتلالها لمصر، واصحبت تتحدث باسمها وهو ما لم تستطع أن تقوم به في بداية عهد الاحتلال . وقد أدى ذلك إلى احتجاج خديوي مصر على عدم حضور مندوبه للتوقيع على هذه المعاهدة، وعلى اعتبار أن للسودان صفة قائمة بذاتها في نظام ادارته تخول له التعاقد أو الاتفاق باسمه كما جاء في نصوص المعاهدة اذ أن هذه المسألة من شئون السيادة عليه أي (مصر وبريطانيا) ولو أنه – السودان – تعاقد بهذه الصفة لكان الحاكم العام له هو المتحدث عنه ولكن كان المتحدث هو ملك إنجلترا ولم يكن ليستقل بهذا الأمر دون خديوي مصر .

وقد نتج عن تجاهل بريطانيا لمصر في كل الأمور المتعلقة بالسودان، وقوع خلافات عديدة بين اللورد كرومر والخديوي عباس حلمي الثاني، على أنه نتيجة لارتباط المصالح بين مصر وبريطانيا في تحديد حدود السودان وتنميته اقتصادياً والحفاظ على منابع النيل الأثيوبية، جعل الحكومة المصرية الخاضعة لبريطانيا لا تحفل كثيرا باحتجاج الخديوي هذا ، وبعبارة أخرى أنها وافقت على هذه المعاهدة بل وما تقوم به بريطانيا بعد ذلك من اجراءات مترتبة عليها . كما أنه كان هناك دعوة في ذلك الوقت إلى ضرورة تحسين العلاقات مع أثيوبيا والحفاظ على صداقتها وخصوصاً بعد أن عادت الحدود المشتركة معها مرة أخرى . وعلى ذلك فبعد توقيع المعاهدة بدأت اجراءات تنفيذها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 11 نوفمبر 2019, 2:31 pm

اتفاقية مياه النيل 1929

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410i0t971

إتفاقية نهر النيل 1929 هي إتفاقية أبرمتها الحكومة البريطانية -بصفتها الاستعمارية- نيابة عن عدد من دول حوض النيل (أوغندا وتنزانيا و كينيا)، في عام 1929 مع الحكومة المصرية يتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه‏ النيل، وإن لمصر الحق في الاعتراض (الفيتو) في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده. [1]

يعتبر نهر النيل من أطول الأنهار في العالم حيث يبلغ طوله 6650 كلم، وهو يجري من الجنوب إلى الشمال نحو مصبه في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا. ينبع النيل من بحيرة فيكتوريا التي تبلغ مساحتها 68 ألف كلم2. [2].


تاريخ الاتفاقية
هايدي فاروق عبد الحميد.JPG هذا الموضوع مبني على وثائق من مستشارة
هايدي فاروق عبد الحميد.
في 25 يناير 1925 أرسل أحمد زيور باشا، رئيس مجلس الوزراء المصرى خطاباً إلى المندوب السامى البريطاني أعرب فيه عن قلقه مما جاء في المذكرة البريطانية المؤرخة في 23 نوفمبر 1924، والتى وجهت عقب مقتل السير لي ستاك بشأن تزايد مساحة الأطيان التى تروى الجزيرة بالسودان من 300 ألف فدان إلى قدر غير محدود.

وقتها رد المندوب البريطانى السامي بخطاب مؤرخ في 26 يناير 1925، جاء فيه أن الحكومة البريطانية مع اهتمامها بتقدم السودان لا تنوى الافتئات على حقوق مصر الطبيعية أو التاريخية في مياه النيل، وهى الكلمة التى جعلت الخبراء المصريين، ونتيجة للتواتر المغلوط، يرددون أن اتفاق 1929 ثبتت فيه حقوق مصر على النيل، وتجاهلوا أنها خطابات وليست اتفاقاً، وكانت تتناول قضية الرى بين دولتى المصب فقط، وأنها كانت تقصد أن تفسر تلك التعليمات بغير هذا المعنى.[3]

تشكلت لجنة من رئيس كان إنجليزياً وعضوين أحدهما مصرى والآخر إنجليزى، وأتمت بحثها، ووضعت تقريرها في 21 مارس 1925، فيما أصدرت الحكومة المصرية في سنة 1948 كتابا بعنوان (Nile Waters Agreement) ضمنت فيه المراحل التى سبقت اتفاق مياه النيل بين السودان ومصر وتقارير لجنة مياه النيل، ثم أخذت وزارة الأشغال العمومية المصرية في دراسة هذا التقرير، واستمرت المحادثات والمراسلات وانتهت بتبادل خطابين في 7 مايو 1929، أطلق عليهما بطريق الخطأ اتفاق المياه.

كان نص خطاب رئيس مجلس الوزراء المصرى آنذاك على النحو التالي:

«تأييدا لمحادثاتنا الأخيرة، أتشرف بأن أرسل لسيادتكم وجهة نظر الحكومة المصرية بشأن مسائل الرى التى كانت موضوع المناقشة بيننا، والحكومة المصرية توافق على أن البت في هذه المسائل لا يمكن تأجيله، حتى يتيسر للحكومتين عقد اتفاق بشأن مركز السودان، غير أنها مع إقرار التسويات الحاضرة تحتفظ بحقها فيما يتعلق بالمفاوضات التى تسبق عقد مثل هذا الاتفاق، وبناء عليه تقبل الحكومة المصرية النتائج التى انتهت إليها لجنة مياه النيل في سنة 1925 المرفق تقريرها بهذه المذكرة، والذى يعتبر جزءاً لا يتجزأ من هذا الاتفاق.»
وذكر الخطاب أيضا أنه من المفهوم أن الترتيبات التالية، يجب مراعاتها بشأن أعمال الرى على النيل وهي:

أولا: أن يكون لمفتش عام الرى المصرى في السودان وموظفيه أو أى موظفين يعينهم وزير الأشغال العامة، الحرية في التعاون مع المهندس المقيم في «خزان سنار»، بخصوص إجراء المقاييس لتضمن الحكومة المصرية أن توزيع المياه وتنظيم الخزان، تم وفقا للاتفاق المعقود.

ثانياً: ألا تقام أو تجرى أى أعمال للرى على النيل أو فروعه، أو على البحيرات التى تغذيه، سواء الموجودة في السودان أو في الأقاليم الخاضعة للإدارة البريطانية، والتى قد تضر بأى شكل بمصالح مصر، سواء بتقليل كمية المياه التى تصل إليها، أو بتعديل تاريخ وصولها أو تعديل منسوب المياه، إلا بالاتفاق مع الحكومة المصرية.

ثالثا: تقدم للحكومة المصرية التسهيلات اللازمة، لتنفيذ الإجراءات الضرورية للقيام بدراسة كاملة للقوى على نهر النيل في السودان.

رابعا: في حالة ما إذا قررت الحكومة المصرية بناء أى أعمال على النهر أو على فروعه في السودان، أو اتخاذ أى إجراءات بقصد زيادة موارد المياه لمصلحة مصر، فإنه يتفق مع السلطات المحلية على اتخاذ الإجراءات التى تتخذ للمحافظة على المصالح المحلية».

أما خطاب اللورد لويد، فكان نصه الآتي:

«تشرفت باستلام المذكرة التى بعثتم بها سيادتكم إلينا اليوم، ومع تأييدى للقواعد التى تم الاتفاق عليها كما هى واردة في مذكرة سيادتكم، فإنى أعبر لسيادتكم عن سرور حكومة صاحبة جلالة الملك بأن المباحثات أدت إلى حل سيؤدى إلى زيادة تقدم مصر والسودان ورخائهما، وأن حكومة جلالة الملك بالمملكة المتحدة لتشاطر سعادتكم الرأى في أن مرمى هذا الاتفاق وجوهره هو تنظيم الرى على أساس تقرير لجنة مياه النيل، وأنه لا تأثير له في الحالة الراهنة في السودان،
وفى الختام أذكر لسعادتكم أن حكومة جلالة الملك سبق لها الاعتراف بحق مصر الطبيعى والتاريخى في مياه النيل، وأكرر أن حكومة جلالة الملك تعتبر المحافظة على هذه الحقوق مبدأ أساسيا من مبادئ السياسة البريطانية، كما تؤكد لسعادتكم بطريقة قاطعة أن هذا المبدأ أو تفصيلات هذا الاتفاق ستنفذ في كل وقت أياً كانت الظروف التى قد تطرأ فيما بعد.»

في 29 أبريل عام 1887، تم توقيع اتفاق بين فرنسا وبلجيكا أصبح بمقتضاه خط الحدود (خط التباين بين منطقتى نفوذهما)، هو مجرى نهر الأوبانجي، ابتداء من مُلتقى الكونغو، وحتى نقطة التقاطع مع خط الموازاة الشمالى لدرجة ٤°، وعقب هذا الخط تعهدت الكونغو بألا تحاول بسط أى نفوذ سياسى لها على الضفة اليمنى «للأوبانجى»، وتعهدت حكومة فرنسا من جهتها بألا تتعرض للضفة اليسرى لهذا النهر تحت خط الموازاة المذكور.

وكان هذ االخط عند درجة 4° هو أقصى خط مُوازاة أقره مؤتمر برلين عام 1885 ليكون حد الكونغو الشمالى.

ويقول الفرنسيون إن منابع ومجرى الأوبانجى لم تكن مكتشفة في هذا التوقيت حتى يمكن تنفيذ الاتفاق وتعيين الحدود بدقة، وأن المكتشفين البلجيكيين في عام 1888 تمكنوا من إقامة الدليل على أن «الأوبانجى» بالقرب من خط الموازاة الشمالى لدرجة 4° كان يتألف من اجتماع نهرين إحدهما «إمبومو» والآخر نهر «الأوله»، وكان وكلاء دولة الكونغو يدّعون أن مجرى النهر الرئيسى هو «إمبومو»، في حين كان الفرنسيون يقولون إنه نهر «الأوله».

وتقول الباحثة في الأرشيفين البريطانى والأمريكى: «كانت أطماع بلجيكا ظاهرة في هذا التوقيت، حيث امتدت طموحاتهم إلى أعالى نهر النيل في مديرية خط الاستواء، ومديرية بحر الغزال وتجاوز الحدود التى رسمها لهم مؤتمر برلين عام 1885 والمعاهدة الفرنسية- الكونغولية في عام 1887، حيث وصلت تجريدة «فان فركهوفن» في أوائل عام 1893 إلى النيل واحتلت دوفيلة».

فى نفس الوقت تقدمت تجريدات بلجيكية كثيرة إلى الشمال فاحتلت زونجو وبانزيفيل وبانجاسو وياكوما عام 1891، ورافاى عام 1892، وليفى الواقعة بالقرب من ديم الزُبير عام 1893 في بحر الغزال، وبلغت حدود دارفور في عام 1894، إضافة إلى حفرة النحاس، وبعد أن كانت حدودها المرسومة عند درجة ٤° من خط العرض الشمالى، أصبحت عند درجة 10°، أى على بعد أكثر من ٧٠٠ كيلو متر من شمال الأوله».

كان أكبر هَم لإنجلترا في ذلك الوقت هو سد طريق التوسع في وجه فرنسا، ومنعها من الوصول إلى أعالى النيل، وسرعان ما تم توقيع اتفاقية 12 مايو 1894 بين إنجلترا والكونغو، وبمقتضاها تنازلت إنجلترا، لحكومة الكونغو لمدة معينة، عن القسم الأكبرمن منابع (بحر الغزال) وعن قطعة أرض صغيرة على ضفة النيل الغربية وسط الأراضى المصرية تُسمى (حاجز لادو) LADO ENCLAVE، وإن احتفظت بحقوق مصر في حوض اعالى النيل، كما اعترفت إنجلترا للكونغو بمنطقة نفوذ فيها وفى مُلحق المُعاهدة نص الطرفان على أنه بمناسبة تأجير بعض الأراضى في شرق أفريقيا فإنهما لا يجهلان ما لمصر من حقوق في حوض النيل الأعلى.

وفق الوثائق احتجت ألمانيا على هذه المعاهدة وأرغمت إنجلترا وبلجيكا على سحب الشرط الخاص بامتياز قطعة الأرض الملاصقة لتنجانيقا، ثم جرت مفاوضات بين فرنسا والكونغو انتهت بتعهد الأخيرة في 14 أغسطس عام 1894، بألا تحتل أرضاً في شمال اللادو، وتقرر أيضاً أنه ابتداء من أندوروما (حيث ينبع نهر أمبومو) يكون للكونغو الحق في بسط نفوذها حتى خط الموازاة لدرجة ٥.٤ °، وعلى النيل حتى اللادو».

لم يقم البلجيكيون بأى احتلال فعلى في هذه المنطقة (اللادو)، ولكنهم بادروا إلى احتلالها حوالى عام 1898، عقب حادثة فاشودة، فأذن الإنجليز لهم بالبقاء بشرط ألا يعتدوا على بحر الغزال، وكانت منطقة لادو تمتد في هذا التوقيت إلى مسافة 15 ألف ميل مربع (52 ألف كيلو متر مُربع تقريباً) وعدد سكانها 250 ألف نسمة، وبذلك بلغت مساحة الكونغو بعد هذه المعاهدات التى اقتطعت جُزءاً غير قليل من الممتلكات المصرية نحو ٢ مليون و٢٠٠ ألف كيلو متر مربع.

وبناء على اتفاق 9 مايو 1906 بين حكومة بريطانيا وملك الكونغو، كان لهذا الأخير الحق في إدارة لادو مدى حياته، ولم تمض ستة أشهر على وفاته حتى أعيدت منطقة «اللادو» إلى مصر، وذلك في 16 يونيو 1910. وهنا تشدد «هايدى» على أن هذا الاتفاق هو تحديداً ما يجب الارتكاز عليه، لأنه ينص على أن «لمصر حقاً في مجرى النيل ثابتاً ثبوت الحدود»، بالإضافة إلى أن اتفاق 13 مايو عام 1893.

وهو اتفاق حدود، والذى تم تعديله بالاتفاق الموقع في لندن في 9 مايو 1906، هو الاتفاق الوحيد المنوط العمل في إطاره في مُجابهة أى خطوات قد تحذوها الكونغو تجاه التوقيع على «ورقة عنتيبى»، ومن ثم لا يجوز الاحتجاج بكونهما اتفاقات للمستعمر– حسب «هايدى» - فهما ليسا اتفاقى مياه، بل إنهما اتفاقا حدود.

وفق مبدأ احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، وهو المبدأ الذى تأسست عليه منظمة الوحدة الأفريقية، ثُم الاتحاد الأفريقى، فإن عدم الأخذ باتفاق الحدود لعام 1906 يقوض مبادئ المنظمة، ولأن الأخذ باتفاق عام 1906 أصبح وجوبياً انطلاقاً من كونه اتفاقاً للحدود، فإن إلزامية بنوده أصبحت فرضاً لا يُمكن التنصل منه.

ووفق نص المادة الثالثة في الاتفاق، فإنه «يُحرم» على الكونغو بناء أى سدود أو مُنشآت على نهرى «سمليكى» أو «ايسانجو»، أو فيما يجاورهما من شأنها التأثير على كمية المياه الداخلة في بحيرة «ألبرت» ما لم يتم ذلك بالاتفاق مع الحكومة المصرية فيما نصت المادة الرابعة على منح امتياز لشركة «إنجليزية– بلجيكية» لمد واستغلال خط سكة حديد يبدأ من الكونغو حتى الجزء الصالح للملاحة من النيل بجوار «اللادو»،

ونصت أيضاً على أنه عند انتهاء احتلال إقليم «اللادو» فإن السكة الحديد تخضع للحاكم المصرى العام في السودان، أما اتجاه هذا الخط فإنه يعين باتفاق حكومتى مصر والكونغو، ولتأمين رأس المال اللازم لهذا الخط، فإن الحكومة المصرية التزمت بضمان مُعدل للفائدة، بواقع ٣% على مبلغ لا يتجاوز ٨٠٠ ألف جنيه.

ونصت المادة السادسة بمعاملة السفن التجارية التى تحمل علم الكونغو أو بلجيكا في الملاحة أو التجارة في أعالى البحار نفس معاملة السفن المصرية بغير تمييز وتخضع لقوانين الحاكم المصرى العام في السودان فيما حددت المادة الثامنة بأنه في حالة حدوث أى خلاف حول الاتفاق (اتفاق 1906) فإنه يُحال برمته ودون شرط تراضى أطرافه إلى محكمة لاهاى ويكون قرارها مُلزماً.

فى أول يناير عام 1914 اقتُطع من مصر القسم الجنوبى من السودان في منطقة اللادو، والبالغة مساحته نحو ١٤ ألف كيلو متر مربع غرب بحر الجبل (النيل)، وانضم إلى أوغندا مُقابل إضافة مركزى غوندكورو ومنيوت إلى السودان، وبالإضافة إلى كون اتفاق المياه في الأصل اتفاقاً للحدود، فإن حق مصر في مجرى النيل حق ارتفاق دولى على مجراه، ووفق نص المادة الثالثة من اتفاق الحدود (إنجلترا- الكونغو ٩ مايو عام 1906)، والذى ينص على أن (تتعهد حكومة الكونغو المستقلة بعدم القيام أو السماح بقيام مُنشآت أو أعمال على نهرى سمليكى أو أسانجو، أو فيما يجاورهما، من شأنها أن تُقلل كمية المياه التى تنساب إلى بحيرة ألبرت، إلا بالاتفاق مع حكومة مصر)، وهذا النص يُقرر حق ارتفاق سلبى على بعض فروع النيل، التى تمر بإقليم الكونغو، مؤداه عدم القيام بأى أعمال أو مُنشآت على نهرى سمليكى وأسانجو أو فى...إلخ».

ويعتبر الاتفاق الإنگليزي الكونغولي 1906 هو حق عينى، لا يجوز إلغاؤه أو تعديله بإرادة الدولة المرتفق بها المنفردة، وبإعمال قواعد حق الارتفاق الدولى على نهر النيل، نجد أن لمصر حق ارتفاق دولياً على مجراه دون المياه التى تنساب فيه، فالمياه منقول متحرك ومتجدد، لا يصح أن يكون موضع حق من حقوق الارتفاق لانعدام صفة الذاتية والثبات والاستقرار، التى هى من مستلزمات الأشياء القابلة لأن تكون محلاً لحقوق الارتفاق.

نشأ هذا الحق بمضى المدة (طبقا للنظرية التقليدية بشأن هذا النوع من الحقوق)، وطبقا للنظرية الحديثة فإن مرور المياه مدة طويلة في هذا المجرى يعد قرينة قاطعة على رضاء الدول المرتفقة بهذا الارتفاق، وبعبارة أخرى فإن ثمة اتفاقا ضمنيا على وجود الارتفاق بين مصر والدول المشتركة معها في نهر النيل.

فلمصر لها حق ارتفاق على مجرى النيل، ويقضى هذا الحق بإلزام الدول المشتركة في نهر النيل بإبقاء مجرى النهر صالحا لمرور المياه فيه، والتزامها بعدم المساس بالمجرى أو تحويله أو إقامة عوائق أو منشآت عليه.

في ذات الإطار لا تغنى نظرية حقوق الدول المشتركة في نهر دولى عن حقوق الارتفاق الدولية، لأن الدول المشتركة في نهر دولى لها أن تقيم منشآت لاستغلال مياه النهر، بشرط عدم المساس بالحقوق المكتسبة للدول الأخرى، وبعبارة أخرى يجب القول بأنه للدول أن تستغل المياه الزائدة التى تنصرف إلى البحر طالما أنها لا تمس في ذلك حقوق الدول الاخرى المكتسبة، وبشرط عدم وجود اتفاق نهائى ملزم، ولكن في حالتنا هذه لدينا هنا اتفاق 1902 الحدودى مع إثيوبيا، واتفاق 1906 مع الكونغو، وهو حدودى أيضا ويلزم بالحصول على موافقة دول المصب قبيل أى عمليات استغلال، بالإضافة إلى أن لمصر حق ارتفاق على مجرى النهر لا يجيز لأى دولة القيام بمنشآت لاستغلال المياه إلا بموافقة مصر، حتى ولو كان هذا الاستغلال ينصرف إلى مياه زائدة ولا يمس بحقوق مصر المكتسبة».

وتضيف «هايدى»: «تم تسجيل حق الارتفاق المصرى في معاهدتى 15 مايو 1902 و9 مايو 1906، علاوة على أن مصر اكتسبت هذا الحق منذ زمن بعيد، والالتزامات الواردة في هذه المعاهدات تعد أيضا في رأى منازعى حق الارتفاق من فقهاء القانون الدولى قيودا اتفاقية مصدرها المعاهدات».

الوثائق تشير إلى أنه في عام 1911 انعقدت الدورة العامة لمعهد القانون الدولى في مدريد، وقررت أنه إذا كان مجرى النيل يفصل بين دولتين فلا يجوز لدولة بغير موافقة الدول الأخرى، ودون وجود سند قانونى خاص وصحيح، أن تقوم أو تترك للأفراد أو الشركات القيام بتغييرات خاصة تَضُر بضفة دولة أخرى، كما أنه لا يجوز لأى دولة أن تستغل أو تسمح باستغلال المياه في إقليمها بطريقة تضر بالدول الأخرى».

وأكدت أن قرارات اللجنة العامة نصت على أنه إذا كان مجرى النهر يخترق إقليم دولتين أو أكثر، فلا يجوز لدولة أن تغير النقطة سواء كانت طبيعية، أو ترجع إلى زمن بعيد عن النقطة التى كان يخترق فيها النهر حدودها، إلى إقليم دولة مجاورة الا بموافقة هذه الدولة، بالإضافة إلى أنه يحظر كل تغيير في مياه النيل أو إلقاء مواد ضارة فيه كون مصدرها المصانع وغيرها.

وأضافت أن اللجنة أشارت في قراراتها إلى أنه لا يجوز سحب كميات من مياه النيل لاستغلالها في توليد القوى الكهربائية، من شأنها التأثير على مجرى النهر عند وصوله إلى الأقاليم التى في المصب.

وذكرت اللجنة- وفق الوثائق- أنه لا يجوز لدولة المصب أن تقوم أو تسمح بإقامة منشآت على إقليمها تؤدى إلى إحداث فيضانات في دول المنبع، وكذلك لا يجوز أن تقوم دولة بصرف أو حجز قدر من مياه النهر ينتج عنه هبوط المستوى الطبيعى لمجرى النهر في الدول الأخرى.


نص الإتفاقية
تنظم تلك الإتفاقية العلاقة المائية بين مصر ودول الهضبة الإستوائية ،كما تضمنت بنوداً تخص العلاقة المائية بين مصر والسودان وردت على النحو التالى في الخطاب المرسل من رئيس الوزراء المصرى والمندوب السامى البريطانى:

إن الحكومة المصرية شديدة الإهتمام بتعمير السودان وتوافق على زيادة الكميات التى يستخدمها السودان من مياه النيل دون الإضرار بحقوق مصر الطبيعية والتاريخية في تلك المياه .
توافق الحكومة المصرية على ما جاء بتقرير لجنة مياه النيل عام 1925 وتعتبره جزءاً لا ينفصل من هذا الاتفاق.
ألا تقام بغير اتفاق سابق مع الحكومة المصرية أعمال رى أو توليد قوى أو أى اجراءات على النيل وفروعه أو على البحيرات التى تنبع سواء من السودان أو البلاد الواقعة تحت الإدارة البريطانية من شأنها إنقاص مقدار المياه الذى يصل لمصر أو تعديل تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه على أى وجه يلحق ضرراً بمصالح مصر.
تقدم جميع التسهيلات للحكومة المصرية لعمل الدراسات والبحوث المائية لنهر النيل في السودان ويمكنها إقامة أعمال هناك لزيادة مياه النيل لمصلحة مصر بالإتفاق مع السلطات المحلية . [4]
خلفية عن نهر النيل
يعتبر نهر كاجيرا (Kagera) من الجداول الرئيسية لنهر النيل ومن أكبر الروافد التي تصب في بحيرة فيكتوريا، وينبع من بوروندي قرب الرأس الشمالي لبحيرة تنجانيقا الواقعة إلى الجنوب من بحيرة فيكتوريا في وسط أفريقيا، ويجري في اتجاه الشمال صانعا الحدود بين تنزانيا ورواندا، وبعدما يتجه إلى الشرق يصبح الحد الفاصل بين تنزانيا وأوغندا ومنها إلى بحيرة فيكتوريا بعدما يكون قد قطع مسافة 690 كلم.

أما نهر روفيرونزا (Rovironza) الذي يعتبر الرافد العلوي لنهر كاجيرا وينبع أيضا من بوروندي، فيلتحم معه في تنزانيا ويعتبر الحد الأقصى في الجنوب لنهر النيل.

ويبلغ معدل كمية تدفق المياه داخل بحيرة فيكتوريا أكثر من 20 مليار متر مكعب في السنة، منها 7.5 مليارات من نهر كاجيرا و8.4 مليارات من منحدرات الغابات الواقعة شمال شرق كينيا و3.2 مليارات من شمال شرق تنزانيا، و1.2 مليار من المستنقعات الواقعة شمال غرب أوغندا كما ورد في تقارير منظمة الفاو لعام 1982.

يعرف النيل بعد مغادرته بحيرة فيكتوريا باسم نيل فيكتوريا ، ويستمر في مساره لمسافة 500 كلم مرورا ببحيرة إبراهيم (Kyoga) حتى يصل إلى بحيرة ألبرت التي تتغذى كذلك من نهر سمليكي (Semliki) القادم أصلا من جبال جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا ببحيرة إدوارد، وبعدها يدعى "نيل ألبرت".

وعندما يصل جنوب السودان يدعى بحر الجبل ، وبعد ذلك يجري في منطقة بحيرات وقنوات ومستنقعات يبلغ طولها من الجنوب إلى الشمال 400 كلم ومساحتها الحالية 16.2 ألف كلم2، إلا أن نصف كمية المياه التي تدخلها تختفي من جراء النتح والتبخر.

وقد بدأ تجفيف هذه المستنقعات عام 1978 بإنشاء قناة طولها 360 كلم لتحييد المياه من عبورها، وبعدما تم إنشاء 240 كلم منها توقفت الأعمال عام 1983 بسبب الحرب الأهلية في جنوب السودان.

وبعد اتصاله ببحر الغزال يجري النيل لمسافة 720 كلم حتى يصل الخرطوم، وفي هذه الأثناء يدعى "النيل الأبيض"، حيث يلتحم هناك مع "النيل الأزرق" الذي ينبع مع روافده الرئيسية (الدندر والرهد) من جبال إثيوبيا حول بحيرة تانا الواقعة شرق القارة على بعد 1400 كلم عن الخرطوم.

ومن الجدير بالذكر أن النيل الأزرق يشكل 80-85% من مياه النيل الإجمالية، ولا يحصل هذا إلا أثناء مواسم الصيف بسبب الأمطار الموسمية على مرتفعات إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام إلا نسبة قليلة، حيث تكون المياه قليلة.

أما آخر ما تبقى من روافد نهر النيل بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق ليشكلا نهر النيل، فهو نهر عطبرة الذي يبلغ طوله 800 كلم وينبع أيضا من الهضبة الإثيوبية شمالي بحيرة تانا.

ويلتقي عطبرة مع النيل على بعد 300 كلم شمال الخرطوم، وحاله كحال النيل الأزرق، وقد يجف في الصيف. ثُم يتابع نهر النيل جريانه في الأراضي المصرية حتى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 11 نوفمبر 2019, 2:32 pm

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410qhbg11

مبادرة حوض النيل

إتفاقية مياه النيل أو مبادرة حوض النيل، هي إتفاقية تضم مصر، السودان، أوغندا، إثيوبيا، الكونغو الديمقراطية، بوروندي، تنزانيا، رواندا، كنيا، اريتريا. [1]. وفي فبراير 1999 تم توقيع مبادرة حوض النيل بين دول حوض النيل العشر، بهدف تدعيم أواصر التعاون الإقليمي (سوسيو- إجتماعي) بين هذه الدول. وقد تم توقيها في تنزانيا. بحسب الموقع الرسمي للمبادرة، فهي تنص علي الوصول إلي تنمية مستدامة في المجال السياسي-الإجتماعي، من خلال الاستغلال المتساوي للإمكانيات المشتركة التي يوفرها حوض نهر النيل".

كانت بريطانيا وقعت نيابة عن مصر اتفاقية في عام 1929، ووقعت مصر بعدها اتفاقية عام 1959 مع دول الحوض، والتي تضمنت بند الأمن المائي، الذي يقضي بعدم السماح بإقامة مشروعات على حوض النيل إلا بعد الرجوع إلى دولتي المصب. يذكر أن محكمة العدل الدولية، التي ينوى البرلمانيون رفع الدعوى القضائية أمامها، كانت قد قضت عام 1989 بأن اتفاقيات المياه شأنها شأن اتفاقيات الحدود، ولا يجوز تعديلها.

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_141075jov1

الاطار المؤسسي

يشمل الاطار المؤسسي لمبادرة حوض النيل ثلاثة هيئات رئيسية:[2]

مجلس وزراء دول حوض النيل Nile Council of Ministers، هو أعلى كيان لصنع القرار في مبادرة حوض النيل. ويتكون المجلس من وزراء شئون المياه في بلدان حوض النيل، ويتناوب على رئاسته أحد وزراء حوض النيل لمدة عامين. يتولى رئاسته أحد وزراء البيئة المشاركين لفترة مدتها سنة واحدة. وعادة ما ينتخب الرئيس من الدولة المضيفة لاجتماع المجلس الاعتيادي. في يونيو 2010 انتخب أسفاو دينگامو وزير الموارد المائية الإثيوپي رئيساً للمجلس في الاجتماع ال18 الذي عقد في أديس أبابا في يونيو 2010. سبقه وزير الري والموارد المائية المصري محمد نصر الدين علام (2009–10)، وكان قد انتخب في اجتماع المجلس ال17 الذي عقد في الإسكندرية في يونيو 2009، وخوسيه إندونو، وزير البيئة الكونغولي (2008–09)، ماريا موتاگمبا (2007–2008). يعقد المجلس اجتماع عادي مرة كل عام، بالإضافة للاجتماعات الاستثنائية. عقد اجتماع استثنائي في 2009 في كينشاسا وآخر في أبريل 2010 في شرم الشيخ.
اللجنة الاستشارية الفنية لدول حوض النيل (the NILE-TAC)، أسسها المجلس الوزاري لحوض النيل. عقد أول اجتماع لللجنة في دار السلام، تنزانيا، 13-16 يوليو 1998. رئيسها الحالي فرد موانجو، رئيس الري والموارد المائية الكيني. وتنعقد مرتين أو ثلاث سنوياً.
أمانة مبادرة حوض النيل NBI Secretariat، تأسست في 1999 ومهمتها تقديم الدعم الاداري لمجلس الوزراء واللجنة الاستشارية الفنية. ومقر الأمنة في عنتابي، اوغندا، ويرأسها المدير تنفيذي، د. وائل خيري من مصر، تولى المنصب في سبتمبر 2010 [3]
وهناك برنامجان فرعيان يديرهم المكتب الفني الاقليمي للنيل الأزرق (ENTRO)، ومقره في أديس أبابا، ووحدة تنسيق مشروع الانتاجية والتجارة الزراعية الاقليمي (NELSAP-CU)، ومقره في كيگالي، رواندا. بالإضافة إلى ذلك، توجد وحدات ادارة اقليمية لمختلف المشروعات المنبثقة من برنانج الرؤية المشرتكة ومقراتها؛ في القاهرة (التدريب التطبيقي)، أديس أبابا (تخطيط الموارد المائية)، دار السلام (تجارة الطاقة) ونيروبي (الزراعة).

وتتضمن مبادرة حوض النيل ثلاث برامج رئيسية: برنامج الرؤية المشتركة، برنامج العمل الفرع في النيل الأزرق وبرنامج عمل الفرعي في البحيرات العظمى.


خلفية عن نهر النيل
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: نهر النيل
يعتبر نهر النيل من أطول الأنهار في العالم حيث يبلغ طوله 6,650 كلم، وهو يجري من الجنوب إلى الشمال نحو مصبه في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في الجزء الشمالي الشرقي من قارة أفريقيا. ينبع النيل من بحيرة فيكتوريا التي تبلغ مساحتها 68 ألف كلم2. [4].

يعتبر نهر كاجيرا (Kagera) من الجداول الرئيسية لنهر النيل ومن أكبر الروافد التي تصب في بحيرة فيكتوريا، وينبع من بوروندي قرب الرأس الشمالي لبحيرة تنجانيقا الواقعة إلى الجنوب من بحيرة ڤيكتوريا في وسط أفريقيا، ويجري في اتجاه الشمال صانعا الحدود بين تنزانيا ورواندا، وبعدما يتجه إلى الشرق يصبح الحد الفاصل بين تنزانيا وأوغندا ومنها إلى بحيرة فيكتوريا بعدما يكون قد قطع مسافة 690 كلم.

أما نهر روفيرونزا (Rovironza) الذي يعتبر الرافد العلوي لنهر كاجيرا وينبع أيضا من بوروندي، فيلتحم معه في تنزانيا ويعتبر الحد الأقصى في الجنوب لنهر النيل.

ويبلغ معدل كمية تدفق المياه داخل بحيرة فيكتوريا أكثر من 20 مليار متر مكعب في السنة، منها 7.5 مليارات من نهر كاجيرا و8.4 مليارات من منحدرات الغابات الواقعة شمال شرق كينيا و3.2 مليارات من شمال شرق تنزانيا، و1.2 مليار من المستنقعات الواقعة شمال غرب أوغندا كما ورد في تقارير منظمة الفاو لعام 1982.

يعرف النيل بعد مغادرته بحيرة فيكتوريا باسم نيل فيكتوريا ، ويستمر في مساره لمسافة 500 كلم مرورا ببحيرة إبراهيم (Kyoga) حتى يصل إلى بحيرة ألبرت التي تتغذى كذلك من نهر سمليكي (Semliki) القادم أصلا من جبال جمهورية الكونغو الديمقراطية مرورا ببحيرة إدوارد، وبعدها يدعى نيل ألبرت. وعندما يصل جنوب السودان يدعى بحر الجبل ، وبعد ذلك يجري في منطقة بحيرات وقنوات ومستنقعات يبلغ طولها من الجنوب إلى الشمال 400 كلم ومساحتها الحالية 16.2 ألف كلم2، إلا أن نصف كمية المياه التي تدخلها تختفي من جراء النتح والتبخر.

وقد بدأ تجفيف هذه المستنقعات عام 1978 بإنشاء قناة طولها 360 كلم لتحييد المياه من عبورها، وبعدما تم إنشاء 240 كلم منها توقفت الأعمال عام 1983 بسبب الحرب الأهلية في جنوب السودان. وبعد اتصاله ببحر الغزال يجري النيل لمسافة 720 كلم حتى يصل الخرطوم، وفي هذه الأثناء يدعى النيل الأبيض، حيث يلتحم هناك مع "النيل الأزرق" الذي ينبع مع روافده الرئيسية (الدندر والرهد) من جبال إثيوبيا حول بحيرة تانا الواقعة شرق القارة على بعد 1400 كلم عن الخرطوم.

ومن الجدير بالذكر أن النيل الأزرق يشكل 80-85% من مياه النيل الإجمالية، ولا يحصل هذا إلا أثناء مواسم الصيف بسبب الأمطار الموسمية على مرتفعات إثيوبيا، بينما لا يشكل في باقي أيام العام إلا نسبة قليلة، حيث تكون المياه قليلة.

أما آخر ما تبقى من روافد نهر النيل بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق ليشكلا نهر النيل، فهو نهر عطبرة الذي يبلغ طوله 800 كلم وينبع أيضا من الهضبة الإثيوبية شمالي بحيرة تانا. ويلتقي عطبرة مع النيل على بعد 300 كلم شمال الخرطوم، وحاله كحال النيل الأزرق، وقد يجف في الصيف. ثُم يتابع نهر النيل جريانه في الأراضي المصرية حتى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.

يبلغ عدد الدول المشاركة في حوض نهر النيل عشرا، وهي من المنبع إلى المصب كما يلي: بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان ومصر.

ومناخ جميع هذه الأقطار رطب ومعتدل، حيث يبلغ معدل هطول الأمطار 1000-1500 ملم/السنة، ما عدا الجزء الشمالي من السودان ومصر فهو قاري، ولا تتعدى نسبة هطول الأمطار فيهما 20 ملم/السنة. ومن المعلوم أن معدل هطول الأمطار السنوية في إثيوبيا وحدها 900 مليار متر مكعب/السنة.

كما يشغل حوض النيل في بعض الدول كجمهورية الكونغو الديمقراطية 0.7%، وبوروندي 0.4% أي ما يساوي نصف مساحتها الإجمالية، ورواندا 0.7% أي ما يساوي 75% من مساحتها الإجمالية، وتنزانيا 2.7%، وكينيا 1.5%، والكونغو 0.7%، وأوغندا 7.4%، وإثيوبيا 11.7%، وإريتريا 0.8%، والسودان 63.6%، ومصر 10%.

ويبلغ معدل جريان النيل الأبيض السنوي قبل الوصول إلى الخرطوم 29.6 مليار متر مكعب/السنة، والنيل الأزرق في الخرطوم 49.7 مليار متر مكعب/السنة، ونهر عطبرة 11.7 مليار متر مكعب/السنة. أما نهر النيل قبل أسوان أقصى جنوب مصر فيبلغ 84 مليار متر مكعب/السنة أو 90 مليارا إذا أضفنا إليه كمية التبخر. هذا ناتج ما تبقى بعدما تستنفد الدول المشاطئة حاجتها من المياه.

ومن الجدير بالذكر أن مساهمة النيل الأزرق تساوي ضعف مساهمة النيل الأبيض في مياه نهر النيل، ولكن تبقى هذه النسبة متغيرة، إذ تخضع للمواسم المطرية القصوى والدنيا على مدار السنة، مع العلم بأن جريان النيل الأبيض يبقى شبه ثابت خلال الفصول الأربعة، وبذلك تصبح مساهمة النيل الأزرق 90% والنيل الأبيض 5% عند الذروة، في حين تصبح 70% للأول و30% للثاني عند الحالات الدنيا حسب الفاو.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم الدول المتشاطئة في الحوض -ما عدا السودان ومصر- تملك حاجتها من المياه وزيادة لكثرة البحيرات العذبة والأنهار ولكثرة هطول الأمطار فيها، بينما يعتمد السودان بنسبة 77% ومصر بنسبة 97% على مياه نهر النيل.

وحريٌّ أن نعرف أن التلوث البيئي في هذا الحوض المائي الكبير جدير بالاهتمام، حيث تسبب الملوثات أضرارا طويلة الأمد للنبات والإنسان والحيوان على السواء، ويشكل تسرب المياه الملوثة والملوثات الكيماوية المسرطنة في الأنهار على وجه الخصوص خطرا جسيما للصحة العامة.


برنامج الرؤية المشتركة
برنامج الرؤية المشتركة (SVP)، “برنامج على نطاق الحوض، يركز على بناء المؤسسات، المعلومات والبيانات المشتركة، توفير التدريب وايجاد سبل للحوار، وشبكات اقليمية تعمل على حل المشكلات المشتركة، التنمية التعاونية، وتطوير برامج الاستثمار متعددة المجالات ومتعددة البلدان لتطوير الموارد المائية بطريقة مستدامة.” يمول البرنامج عن طريق المنح، وتهدف الى تعزيز الثقة لبناء بيئة مواتية للاستثمار. في 2010 كان يشمل المشروعات الثمانية التالية ويركز بصفة أساسية على التدريب المحلي:

مشروع التدريب التطبيقي الذي يوفر التدريب في الادارة المتكاملة للموارد المائية؛
مشروع بناء الثقة واشراك أصحاب المنفعة "ويعمل على زيادة مشاركة مجموعة واسعة من أصحاب المنفعة، من صانعي السياسات والقرارات إلى رجال الأعمال الصغار والنساء، الصيادين والمزراعين، إلى جماعات الشباب والجامعات الدينية؛
مشروع تجارة الطاقة الاقليمية؛
مشروع العمل البيئي عبر الحدود "ويوفر تدريب في مجار المراقبة والادارة البيئية، مراقبة جودة المياه، والحفاظ على الأراضي الرطبة"؛
كفاءة استخدام المياه في المشروعات الزراعية؛
مشروع ادارة الموارد المائية؛
مشروع اجتماعي-اقتصادي لمشاركة الفوائد يعمل على "بناء شبكة من المهنيين في مجال التخطيط الاقتصادي والمؤسسات البحثية، خبراء فنيين من القطاعين العام والخاص، أكاديميون، علماء اجتماع، وممثلون من الجماعات المدنية والمنظمات الأهلية"؛
مشروع تنسيق الرؤية المشتركة.[5]
برنامج العمل الفرعي في النيل الأزرق
برنامج العمل الفرعي في النيل الأزرق (ENSAP) "يهدف إلى تنمية الموارد المائية في حوض النيل الأزرق بطريقة مستدامة وعادلة لضمان الازدهار والأمن والسلام لجميع شعوبها". ويديره المكتب الاقليمي الفني للنيل الأزرق (ENTRO) ومقره في أديس أبابا، إثيوپيا. يتبنى البرنامج الاستثمارات قصيرة الأجل والاستثمارات المتعددة الأغراض على طويلة الأجل.

استثمارات قصيرة الأجل
تضمن هذا المسار أربعة مشروعات في 2008:[6]

يهدف مشروع ادارة مستجمعات المياه لتأسيس ادارة مستجمعات مياه مستدامة في نهر تكزه، عطبرة، القاش، أباي، عبـّاي/النيل الأزرق وبارو/أكوبو/السوباط في إثيوپيا والسودان. تشمل مواقع المشروع الأولية بحيرة ناصر/النوبة في مصر؛ أحواض جاما، رب، وجومارة، بالإضافة إلى ادارة المستجمعات المائية في تانا-بلس كجزء من مشروع تانا-بلس المتكامل لتنمية الموارد المائية في إثيوپيا وعطبرة السفلي، جبال إنگسنا والمناطق المحيطة منتزه الدندر الوطني في السودان.

مشروع تصدير الطاقة في إثيوپيا (كان يسمى مشروع الاتصال الداخلي بين إثيوپيا-السودان)، سيعمل على توصيل شبكات الطاقة في إثيوپيا والسودان إلى تجارة الطاقة الميسرة عبر الحدود وتحسين قدرة توليد الكهرباء الحالية والمستقبلية. ويهدف المشروع إلى التغلب على النقص الحاد في الكهرباء في كلا البلدين. في 2007 صدق البنك الدولي على تمويل مقداره 41 مليون دولار للاستثمارات في إثيوپيا. وتمول الحكومة السودانية الأنشطة الخاصة بها في المشروع.

مشروع الري والصرف الصحي الاقليم، ويهدف إلى التطوير والتوسع في الزراعة المروية وإلى تحسين انتاجية الزراعة الحالية من خلال زيادة كفاءة استخدام المياه. ويتكون من ثلاث مشروعات فرعية وطنية:

مشروع إصلاح الري وحفظ المياه في غرب الدلتا المصرية ويدعم بقرض مقدم من البنك الدولي في 2007 بقيمة 145 مليون دولار.
مشروع الري والصرف الصحي في إثيوپيا، وفي 2007 وافق البنك الدولي على قرض مدعم للمشروع قيمتها 100 مليون دولار، يشمل الاستثمارات في مناطق مصارف رب وماگش بمنطقة أمهرة (حوض بحيرة تانا).
مشروع الري في عطبرة العلوي بالسوداو.
مشروع التأهب والتحذير المبكر من الفيضانات، وصدق على تمويله في 2007 بمبلغ 4 مليون دولار، ومن المتوقع أن يمتد العمل به إلى ثلاث سنوات، سوف يركز المشروع على بناء قدرات التنبؤ بالفيضانات والتأهب والاستجابة الطارئة. سيشمل المشروع جهود لتحسين نشر معلومات التحذير من الفضيانات للمجتمعات وقت الخطر، تعزيز المؤسسات والآليات القائمة لتنبيه المجتمعات المحلية، تأسيس خطط مجتمعية لتقليل أضرار الفيضانات وللحصول على الفوائد البيئية؛ برانج التعليم العام؛ تنمية خطط الاستجابة والتأهب للطوارئ على المستوى المحلي.

المسار متعدد الأغراض
يشمل المسار متعدد الأغراض سلسلة من الدراسات تهدف لتنمية الأدوات التحليلية المشتركة، بالإضافة إلى خطة مبدئية للاستثمارات المنسقة يطلق عليها البرنامج متعدد الأغراض.[6]


تطوير الأدوات التحليلية المشتركة
سيتم تطوير الأدوات التحليلة المشتركة في قطاع الطاقة، ادارة مستجمعات المياه والري/الصرف الصحي، بواسطة نموذج التخطيط الشامل.


تقييم التعاون الاقليمي لادارة مستجمعات المياه ويعتبره البنك الدولي بمثابة النواة لبناء الاستثمارات الاقليمية في مجال ادارة مستجمعات المياه. سوف تقدم الدراسة قاعدة معلومات مشتركة والتي من خلالها يمكن تقييم الآثار المترتبة على لتدخلات إدارة الأراضي المختلفة على النطاق الاقليمي. سوف يشمل هذا التقييم تحليل عبر الحدود لنظام مستجمعات مياه النيل الشرقي (النيل الأزرق) وموارد الرزق المرتبطة به وتحليل كيفية تراكم الفوائد عبر البلدان الثلاث تحت التدخلات البديلة لادارة مستجمعات المياه.
مشروع استثمار تجارة الطاقة في النيل الأزرق وهو جزء من المجهودات الشاملة لتحسين تجارة الطاقة المحلية عن طريق تنسيق التخطيط وتنمية مشروعات الطاقة والاتصال الداخلي الانتقالي عبر البلدان الثلاثة المطلة على النيل الأزرق. ستشمل هذه الدراسة تقييم لنطاق وامكانيات سوق الطاقة في النيل الأزرق، الخيارات المتحملة لتوليد الطاقة في البلدان الثلاثة، المواقع المتحملة للاتصال الداخلي الانتقالي، والترتيبات المحتملة لتجارة الطاقة.
تقييم التعاون الاقليمي في مجال الري والصرف الصحي ويشمل دراسات اقليمية للري والفرص التنموية، بالإضافة إلى دراسات هندسية للمواقع المحددة. تهدف الدراسة المحلية إلى وضع مبادئ توجيهية لاختيار المشاريع ذات الأهمية الإقليمية، تقدير الأرباح والتكاليف لمشروعات الري من وجهات نظر وطنية واقليمية، استكشاف خيارات الإصلاح المؤسسي والتشريعي للمواءمة بين نهج التنمية الريفية وتيسير التعاون الإقليمي.
نموذج تخطيط النيل الأزرق مشروع يهدف لمساعدة مصر، إثيوپيا، والسودان على تحديد وإعداد وتنفيذ مشاريع التنمية التعاونية التي تعود بالفائدة على البلدان الثلاثة.
البرنامج المشترك المتعدد الأغراض
البرنامج المشترك المتعدد الأغراض (JMP) هو برنامج طويل المدى لمدة 25-30 عام ويشمل مجموعة منسقة من الاستثمارات لضمان التنمية المستدامة وادارة مياه النيل الشرقي، ويشمل عبـّاي (النيل الأزرق)، تكزه (ستيت)-عطبرة، بارو-أكوبو-السوباط، أجزء من النيل الأبيض ونهر النيل الرئيسي. تتضمن المجموعة الأولى من الاستثمارات في اطار البرنامج:[7]

مستجمعات المياه والادارة البيئية، وتشمل اعادة التشجير، مكافحة التعرية على ضفة النهر، ايجاد موارد رزق بديلة.
أنظمة توصيل النهر والطاقة من خلال البنية التحتية وتشمل شبكات الطاقة المحلية وزيادة كفاءة تخزين المياه من أجل التحكم في الفيضان، الطاقة المائية، الري والحفاظ على المياه. تشمل الفوائد الأخرى المحتملة تشجيع الملاحة الداخلة، زيادة انتاج مصائد الأسماك وضمان تدفق كافية من المياه للحفاظ على الأنظمة البيئية.
تعزيز الانتاج الزراعي من خلال تكثيف وتوسيع نطاق الزراعة المروية، إلى جانب الاستثمارات المستهدفة في الصناعات الزراعية، التسويق، والخدمات الأخرى المدعمة للزراعة. تطويل ادارة المستجمعات المائية سوف يساعد أيضاً في توسيع تجميع مياه الأمطار، زيادة الانتاج الحيواني، وتشجيع تنمية مصائد الأسماك.
الاستثمارات المكملة لزيادة النمو وتعزيز التكامل الإقليمي، مثل الاتصالات، النقل، الصناعة، السياحة وأنظمة الائتمان.
انشاء مؤسسات للعمل المشترك، بما في ذلك أساليب مبتكرة للتمويل، أنظمة المعلومات المشتركة، وتعزيز التواصل المشترك والشفافية.
برنامج العمل الفرعي على البحيرات الاستوائية
برنامج العمل الفرعي على البحيرات الاستوائية لنهر النيل (NELSAP) “هو برنامج استثماري تحت مبادرة نحوض النيل. مهمته المساعدة في تقليل الفقر، تعزيز النمو الاقتصادي، مكافحة التدهور البيئي.” يشمل برنامج العمل الفرعي على البحيرات الاستوائية العمل على مجالين أساسيين: تنمية وادارة الموارد الطبيعية، تجارة وتنمية الطاقة.[8]

التنمية وادارة الموارد الطبيعية
يشمل هذا المجال من البرنامج المشروعات التالية:[9]

مشروع كاگرا المتكامل لتنمية وادارة الموارد المائية عبر الحدود وبدأ في ديسمبر 2005. وهو مشروع مشترك بين بوروندي، تنزانيا، رواندا، واوغندا.
مشروع مارا المتكامل لتنمية وادارة الموارد المائية في منتزهات مارا وسرنگتي الوطنية دخل حيز التنفيذ في يناير 2006. وهو مشروع مشترك بين تنزانيا وكنيا.
مشروع سيو-مالابا-مالكيسي المتكامل لتنمية وادارة الموارد المائية وهو مشروع مشترك بين كنيا واوغندا ويركز على تعزيز التنمية وتقليل النزاعات بين المجتمعات المستخدمة للموارد المائية على الأحواض الثلاثة التي تتغذى من سفوح جبل إلگون. بدأ المشروع في يناير 2006.
مشروع المصايد التجريبية في بحيرة إدوارد وألبرت في اوغندا والكونغو الديمقراطية، ويشمل استثمارات على نطاق مجتمعي صغير لزيادة حماية مناطق مستجمعات المياه، بناء الطرق، وتوفير مياه الشرب والصرف الصحي. بدأ المشروع في يونيو 2005 وكان من المتوقع اكتماله في 2007. يمول المشروع مالياً من بنك التنمية الأفريقي.
مكافحة الأعشاب المائية في مشروع نهر كاگرا، جزء من مشروع الادارة البيئية لبحيرة ڤيكتوريا، وهو مشروع مشترك بين بوروندي، كنيا، رواندا، تنزانيا واوغندا.
التجارة والتنمية
يركز هذا البرنامج على تخطيط الاستثمار والتحضير لمشروعات استثمارية كبيرة مثل مشروع التوصيل المشترك والمشروع الاقليمي للطاقة المائية من شلالات روزمو والمشروعات متعددة الأغراض.شمل ذلك إعداد دراسات الجدوى الأولية والتقديرات.

في ديسمبر 2005 اعتمد الوزراء الطاقة الستة في برنامج العمل الفرعي على البحيرات الاستوائية خطة ارشادية للطاقة في الاقليم. شملت الخطة مجموعة من أفضل الخيارات لتوليد الطاقة ومشروعات التوصيل للعشرين سنة القادمة، وشملت الاهتمامات البيئية والاجتماعية.

مشروع شلالات روزومو الاقليمي للطاقة الكهرومائية والمتعدد الأغراض على نهر كاگرا، من المتوقع أن يكون سد ملحق به محطة طاقة كهرومائية على النهر والذي سيعود بالفائدة على رواندا وتنزانيا. واعتبر المشروع واحد من أفضل خيارات الطاقة ضمن تقييم برنامج العمل الفرعي على البحيرات الاستوائية حول خيارات تنمية الطاقة. وستصل كفاءة وحدة توليد الطاقة الكهرومائية إلى حوالي 6080 ميگاواط. وسوف يلزم اعادة توطين ما يقارب من 3,000 حول مرفق محطة الطاقة الكهرومائية.[10][11]

شملت دراسات جدوى التوصيل الكهربي التي قدمها برنامج العمل الفرعي على البحيرات الاستوائية، تصميم مفصل لأربع خطوط نقل رئيسية بين بورنودي، الكونغو الديمقراطية، كنيا، رواندا، واوغندا، بدعم مباشر من بنك التنمية الأفريقي. تبلغ التكاليف الاجمالية لخطوط النقل الاقليمية 160 مليون دولار.

التمويل
تُدعم مبادرة حوض النيل من قبل مساهمون من بلدان حوض النيل نفسها وبدعم من مؤسسات مالية دولية - مثل البنك الدولي، المرفق البيئي العالمي وبنك التنمية الأفريقي - وجهات مانحة آخرون. في 2003، أدار البنك الدولي، صندوق ائتماني متعدد-الجهات المناحة، أسس لتنظيم مساهمات الجهات المانحة. المانحون الذي ساهموا في صندوق ائتمان حوض النيل في أوائل 2008 كندا، الدنمارك، هولندا، النرويج، السويد والمملكة المتحدة. وتشمل الجهات المانحة الأخرى فنلندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الاتحاد الاوروپي وهيكات مختلفة تابعة للأمم المتحدة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و منظمة الأغذية والزراعة.[12]

تحت أوائل 2008 ساهمت الجهات المانحة بأكثر من 130 مليون دولار من التعهد الأصلي البالغ 150 مليون دولار. سامهت دول حوض النيل بمبلغ 14.4 مليون دولار. [13]

الإعداد للمبادرة
بدأت محاولات الوصول إلي صيغة مشتركة للتعاون بين دول حوض النيل في 1993 من خلال إنشاء أجندة عمل مشتركة لهذه الدول للاستفادة من الإمكانيات التي يوفرها حوض النيل.

في 1995 طلب مجلس وزراء مياه دول حوض النيل من البنك الدولي الإسهام في الأنشطة المقترحة، وعلي ذلك أصبح كل من البنك الدولي، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي والهيئة الكندية للتنمية الدولية شركاء لتفعيل التعاون ووضع آليات العمل بين دول حوض النيل.

في 1997 قامت دول حوض النيل بإنشاء منتدى للحوار من آجل الوصول لأفضل آلية مشتركة للتعاون فيما بينهم، ولاحقا في 1998 تم الاجتماع بين الدول المعنية – باستثناء إريتريا في هذا الوقت – من أجل إنشاء الآلية المشتركة فيما بينهم.

في فبراير من العام 1999 تم التوقيع علي هذه الاتفاقية بالأحرف الأولي في تنزانيا من جانب ممثلي هذه الدول، وتم تفعيلها لاحقا في مايو من نفس العام، وسميت رسميا باسم: "مبادرة حوض النيل"، (بالإنجليزية: Nile Basin Initiative) وتختصر NIB.


...   يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 11 نوفمبر 2019, 2:35 pm

.....  تابع

مبادرة حوض النيل


نص الاتفاقية
دول المبادرة تدرك الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لنهر النيل لشعوب دول الحوض مع رغبتهم القوية في التعاون للاستفادة من الموارد العظيمة لنهر النيل والتي توثق علاقتها معاً وفق تنمية مستدامة لكل دول الحوض، آخذين في الاعتبار أن نهر النيل مورد طبيعي وبيئي لفائدة كل دولة..
مؤكدين أن الاتفاقية الإطارية حاكمة لعلاقاتها وأن مبادرة حوض النيل هي أساس التكامل والتنمية المستدامة والمتسقة وأساس للحوار حول موارد نهر النيل حماية لحقوق أجيال المستقبل، ومؤكدين كذلك على رغبتهم في تأسيس منظمة تدير موارد نهر النيل وتحقق تنمية متوازنة لها آخذين في اعتبارهم المبادرة الدولية لتطوير التعاون والتنمية المستدامة للموارد المائية. ولذا اتفقت على الآتي[14]:


البند الأول: الإطار الحالي للاتفاقية الإطارية:
الاتفاقية الإطارية تطبق لتحقيق التنمية والحماية والحوار حول إدارة موارد نهر النيل وموارده وإنشاء مؤسسة كآلية للتعاون بين دول حوض النيل.


الباب الثاني: تعريفات لأغراض الاتفاقية الإطارية للتعاون:
حوض النيل يقصد به الامتداد الجغرافي لنهر النيل
يستخدم هذا التعريف كمرجعية بيئية وللحماية والحوار من أجل التنمية. نظام نهر النيل يقصد به مجرى نهر النيل وحوافه والمياه الأرضية المرتبطة بنهر النيل وتستخدم هذه الوحدات في أي موقع فيه إشارة للمياه.
الإطار يقصد به الاتفاقية الحالية للتعاون الإطاري
دول مبادرة نهر النيل أو دول مبادرة النيل أو مبادرة النيل أو دول المبادرة يقصد بها الدول الأعضاء في الاتفاقية الإطارية والتي هي بالضرورة أعضاء في مبادرة حوض النيل.
المفوضية يقصد بها مفوضية مبادرة نهر النيل المنشأة بموجب الفقرة 3 من هذه الاتفاقية الإطارية.
الأمن المائي يقصد به حق دول المبادرة في الاستخدام الآمن للمياه في مجالات الصحة, الزراعة, الثروة الحيوانية والحماية والبيئة.
البند الثالث المبادئ العامة:
النظام: نهر النيل ومياهه يجب حماية استخدامها وتنميتها وفقاً للمبادئ العامة الآتية:


التعاون: مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل تؤسس على المساواة والتعاون العابر للحدود والمنافع والثقة المشتركة في حوار متسق من أجل حماية نهر النيل والجهود المشتركة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية
التنمية المستدامة: مرتكزات التنمية المستدامة في حوض النيل
التابعية: ترتكز التابعية على أينما وجدت تنمية وحماية موارد نهر النيل تنفذ بأقصى ما يمكن.
الاستخدام وفقاً للانصاف والمعقولية: تعتمد على الاستخدام المنصف والمعقول للدول.
الحد من الإضرار بالدول: ترتكز على الحد من الإضرار الحاد ببقية الدول
حق دول المبادرة في استخدام المياه داخل حدودها يرتكز على أن لكل دولة لديها الحق في استخدام مياه نهر النيل وفق للاستخدامات التي تمت الإشارة لها.
الحماية والحوار: ترتكز على أن دول المبادرة تتخذ الخطوات المهمة منفردة وبشكل جماعي عندما يكون ذلك ضرورياً لحماية مياه نهر النيل ومتعلقاتها
المعلومات المرتبطة بالخطوات التخطيطية: ترتكز على أن دول المبادرة تتبادل المعلومات حول الخطوات التخطيطية عبر مفوضية مبادرة حوض النيل.
مصلحة المجتمع: ترتكز على مصالح الدول في منظومة نهر النيل
تبادل المعلومات والبيانات: ترتكز على تبادل المعلومات والبيانات التي ترتبط بالإجراءات المرتبطة بالموارد المائية عندما يكون ذلك ممكناً ويسهل مصالح الدول التي بينها اتصالات.
البيئة وتأثيراتها على التقييم والتقويم.
الحلول السلمية للخلافات: اعتماد الحلول السلمية للخلافات
المياه النقية والموارد الثمينة: ترتكز على أن المياه النقية والموارد الثمينة ضرورية للحياة والتنمية والبيئة، ويجب أن تدار بالتعاون ووفق معايير أخلاقية مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الحماية والحوار حول الموارد المرتبطة بها.
الماء له قيمة اقتصادية واجتماعية: ترتكز على أن المياه والموارد الطبيعية لديها قيمة اقتصادية واجتماعية والذي يستخدمها يجب أن يعطى الجانب الاقتصادي مراعاة مع الأخذ في الاعتبار الاحتياجات الإنسانية والإدارة الآمنة للمنظومة.
الأمن المائي: يعتمد مبدأ الأمن المائي لكل دول حوض النيل.
البند الرابع: الانتفاع المنصف والمعقول
دول مبادرة حوض النيل تنتفع انتفاعاً منصفاً ومعقولاً من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل, على وجه الخصوص الموارد المائية التي يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية لانتفاع معقول، آخذين في الاعتبار دول المبادرة بما فيها المخاوف حول حماية الموارد المائية وكل دولة من دول المبادرة لها حق الانتفاع من الموارد المائية للمنظومة المائية لنهر النيل.
ضمان الاستخدام المنصف والمعقول لموارد المنظومة المائية لنهر النيل ودول المبادرة تأخذ في اعتبارها الظروف المتعلقة بالموارد بما فيها محدوديتها.
جغرافياً وهيدرولوجياً وبيئياً وكل العوامل الطبيعية المتعلقة بذلك.
الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية التي تهم دول المبادرة.
السكان المعتمدون على الموارد المائية في كل دولة من دول المبادرة
التأثيرات على استخدامات الموارد المائية في الدولة والدول الأخرى من دول المبادرة.
بما فيها الاستخدامات المتوقعة للموارد المائية.
الحوار والحماية والتنمية والاستخدام الاقتصادي للموارد المائية والتكلفة من الخطوات التي تتخذ في التأثيرات.
توافر البدائل لاستخدام معين مزمع أو قائم.
مساهمة كل دول من دول المبادرة في مياه المنظومة المائية لنهر النيل امتدادات منطقة الحماية داخل حدود كل دولة من دول المبادرة.
بالإشارة الى الفقرة الأولى والثانية عاليه مخاوف أي دولة من دول المبادرة تبحث بروح التعاون عندما تكون هناك حاجة لذلك.
وزن كل عامل من العوامل يؤخذ بعد مقارنته مع العوامل الأخرى بما يؤدي للاستخدام المنصف والمعقول على أن تجتمع كل العوامل للوصول لأسس على أساسها جميعا.
دول مبادرة حوض النيل يتعين عليها داخل حدودها ووفقاً لمنظومتها القانونية الحفاظ على الاستخدام المستدام للمياه في ظل الظروف المحيطة.
دول مبادرة النيل عليها مراقبة قوانين وقواعد مفوضية نهر النيل المؤثرة على الاستخدام المنصف والمعقول.
البند الخامس: الالتزام بعدم التسبب في ضرر جسيم:
دول المبادرة تستخدم الموارد المائية لمنظومة نهر النيل داخل أراضيها آخذة في الاعتبار عدم تسبيب الأضرار الجسيمة لدول الحوض الأخرى.
في حالة إحداث دول من دول المبادرة لضرر كبير بدول أخرى من دول المبادرة وفي غياب الاتفاق على هذا الاستخدام عليها اتخاذ جميع التدابير اللازمة آخذة في الاعتبار الأحكام الواردة في المادة 4 وذلك بالتشاور مع الدولة المتضررة من أجل إزالة الضرر أو تخفيفه وعند الاقتضاء مناقشة التعويض.
البند السادس: الحماية والمحافظة على حوض النيل ونظامه الإكولوجي
حماية ورفع جودة المياه من خلال مبادرة حوض النيل.
الحد من إدخال المبيدات أو الأشياء الجديدة على النظام الآيكولوجي لحوض نهر النيل.
حماية التنوع الأحيائي في حوض النيل.
حماية الأراضي الجافة في حوض النيل.
ترميم وإعادة تأهيل قواعد الموارد المائية.
دول مبادرة حوض النيل عبر مفوضية حوض النيل عليها اتخاذ خطوات لتنسيق علاقاتها الخارجية.


البند السابع: تبادل المعلومات والبيانات
إعمالاً لتعاونهم بشأن استخدام وتطوير وحماية حوض نهر النيل والموارد المائية، يتعين على دول حوض النيل تبادل المعلومات والبيانات ذات الصلة وحول الموارد المائية لحوض النيل حيثما كان ذلك ممكناً ويسهل استخدامها للدول ذات الصلة.
في حال تقدم إحدى دول الحوض بطلب معلومات أو بيانات متوفرة لدى دولة أخرى عليها الاستجابة الكاملة لتوفير هذه المعلوات وفي حال وجود تكلفة للمعلومات والبيانات يجب أن تتحملها الدولة الطالبة للمعلومات والبيانات.
تنفيذاً لمطلوباتها تحت الفقرة 1 ودول مبادرة حوض النيل اتفقت على مراقبة إجراءات تطوير مفوضية حوض النيل.
البند الثامن: الخطوات التخطيطية
اتفقت دول مبادرة حوض النيل على تبادل المعلومات والبيانات عبر مفوضية حوض النيل.
دول مبادرة حوض النيل ستراقب القواعد التي تضعها مفوضية حوض النيل لتبادل المعلومات والبيانات.
البند التاسع: تقييم الأثر البيئي والحسابات
التدابير المزمع اتخاذها وقد يكون لها آثار سالبة كبيرة يتعين على دول الحوض في مرحلة مبكرة اجراء تقييم شامل لتلك الآثار فيما يتعلق باراضيها واراضي دول الحوض الاخرى.
المعايير والاجراءات لتحديد ما اذا كان للنشاط آثار بيئية ضارة كبيرة توضع من قبل مفوضية حوض النيل.
حيث تقتضي الظروف ذلك ، وفقا للمعايير التي وضعتها مفوضية حوض نهر النيل، ودول الحوض التي نفذت تدابير من النوع المشار إليه في الفقرة 1 إجراء مراجعة للآثار البيئية لتلك التدابير. يجب أن يدخل في مشاورات مع الدولة المتعلقة بمراجعة الحسابات مع دول حوض النيل التي تأثرت بالتدابير بناء على طلبها
على المفوضية أن تأخذ في اعتبارها التشريعات الوطنية لدول الحوض يجب ان تضع معايير لمراجعة التدابير القائمة في تاريخ نفاذ الاتفاق الاطاري.
يجوز لدول حوض النيل اجراء مراجعة للتدابير القائمة في تاريخ نفاذ هذا الإطار وفقا لتشريعاتها الوطنية ووفق للمعايير المعتمدة في هذا الاتفاق الإطاري
البند العاشر: التبعية في مجال حماية وتطوير حوض النهر
في تخطيط وتنفيذ المشروعات وفقا لمبدأ التبعية في المادة المنصوص عليها في المادة (3 ) يتعين على دول حوض النيل اتخاذ الاجراءات الآتية :


السماح لجميع الدول التي يمكن ان تتاثر بذلك المشروع في الدولة المعينة المشاركة بطريقة مناسبة في عملية التخطيط والتنفيذ.
بذل كل جهد ممكن ليتسق المشروع أو أي اتفاق مع الاتفاق الإطاري على نطاق الحوض.
البند الحادي عشر: الوقاية والتخفيف من الظروف الضارة
يجب ، حوض النيل والدول منفردة ، أو مجتمعة عند الاقتضاء من خلال تقاسم التكاليف من قبل الدولة أو دول حوض النيل التي يمكن أن تتأثر، وبذل كل جهد ممكن لاتخاذ جميع التدابير المناسبة لمنع أو تخفيف الشروط المتعلقة بمنظومة نهر النيل التي قد تكون ضارة بدول الحوض الاخرى، سواء كانت ناتجة عن سلوك بشري أو لأسباب طبيعية، مثل ظروف الفيضانات، والأعشاب المائية الغازية، والأمراض التي تنقلها المياه، التغرين (انجراف التربة) وتآكل التربة والجفاف والتصحر. في تنفيذ هذا الحكم ، يتعين على الدول أن تتخذ حوض النيل في الاعتبار المبادئ التوجيهية التي تضعها مفوضية حوض نهر النيل


الباب الثاني عشر: حالات الطوارئ
لأغراض هذا الحكم، «حالة الطوارئ» تعني الحالة التي تسبب، أو تشكل تهديدا وشيكا او تتسبب ، في ضرر جسيم لدول حوض النيل، أو دول أخرى، وتنتج فجأة عن أسباب طبيعية، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية أو الزلازل، أو من سلوك الإنسان ، مثل الحوادث الصناعية.
لا يجوز للدولة في حوض النيل، الإبطاء في إخطار الدول الأخرى التي يحتمل أن تتأثر وإنما عليها الإسراع بكل السبل المتاحة باخطار المنظمات الدولية المختصة بكل حالة طوارئ تنشأ في أراضيها.
على الدولة التي ينشأ داخل اراضيها طارئ التعاون مع الدول التي من المحتمل ان تتأثر به ومع المنظمات الدولية المختصة عند الاقتضاء وتتخذ على الفور التدابير العملية التي تقتضيها هذه الظروف لمنع وتخفيف الآثار الضارة لها عند حودث حالة الطوارئ.
عند الضرورة و يجب على دول حوض النيل الاشتراك في خطط الطوارئ لمواجهة الحالة الطارئة عند الاقتضاء كما عليها التعاون مع الدول الاخرى التي من المحتمل ان تتأثر والمنظمات الدولية المختصة
البند الثالث عشر: حماية حوض النيل والمنشآت ذات الصلة في حالة النزاعات
لمنظومة نهر النيل والمنشآت ذات الصلة ، والمرافق وغيرها من الأعمال ، وكذلك المنشآت التي تحوي قوى خطرة في حوض نهر النيل حق التمتع بالحماية التي تمنحها مبادئ وقواعد القانون الدولي المنطبقة في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، ولا سيما قواعد القانون الإنساني الدولي، ويجب أن لا تستخدم في انتهاك هذه المبادئ والقواعد.
مبادرة دول المنبع لتأسيس مفوضية حوض النيل
في مايو 2010، وقعت خمس من دول المنبع اتفاقية تطالب المزيد من مياه نهر النيل - الذي عارضته بقوة كل من مصر والسودان.[15]الاتفاقية الاطارية الشاملة (CFA)، والتي نوقشت لسنوات في إطار مبادرة حوض النيل، يمكن التوقيع عليها خلال عام واحد.[16]وقعت عليها إثيوبيا، كنيا، اوغندا، رواندا، تنزانيا. أما بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية فمن المتوقع أن توقعا، بينما من غير المتوقع ذلك بالنسبة لمصر والسودان. قال المتحدث باسم الحكومة المصرية "مصر لن تضم أو توقع على أي اتفاقية لها تأثير على حصتها".[15]


تم التخطيط للاتفاقية في اجتماع وزراء دول الحوض عام 2007، لكن تم تأجيله بناء على طلب مصر.[17] قررت دول المنبع في اجتماع آخر لوزراء دول الحوض عقد في كنشاسا، مايو 2009 للتوقيع على الاتفاقية بدون توقيع جميع الدول في الوقت نفسه. ومع ذلك، تأجل التوقيع على الاتفاقية للاجتماع التالي في أبريل 2010 في شرم الشيخ، مرة أخرى طلبت مصر إرجاء التوقيع. واجهت المادة المتعلقة بالأمن المائي اعتراضا من مصر والسودان. تنص المادة أن الدول الأعضاء يجب أن يعملا معا لضمان "not to significantly affect على الأمن المائي لأي دولة أخرى من دول الحوض. تريد مصر والسودان تعديل المادة لتكون "ألا تؤثر سلبا على الأمن المائي والاستخدامات الحالية وحقوق أي دولة من دول الحوض" without the qualification "significantly". An article on the protection and conservation of the basin and its ecosystem - such as the Sudd in Sudan - and an article requiring "prior informed consent" before building new dams had also been controversial during earlier negotiations.[17] Representatives of upstream countries said they were "tired of first getting permission from Egypt before using river Nile water for any development project like irrigation", as required by a treaty signed during the colonial era between Egypt and Britain in 1929.[18] The agreement does not include fixed water shares for each riparian country. The agreement, once effective, will transform the NBI into a permanent Nile River Basin Commission.


اتفاقيات سابقة
محاصصة مياه النيل
أما محاصة المياه التي سمعنا عنها حديثا بين دول حوض النيل والتي لم نسمع عنها في السابق، فمن شأنها حتما إثارة الخلافات بين هذه الدول، إذ يجد المتتبع لاتفاقيات المياه التي حصلت منذ القدم أنها كانت تدور حول استغلال مياه نهر النيل بما يعود بالنفع على كل دول الحوض دون المساس بحقوق مصر التاريخية في هذه المياه.


ومن الملاحظ في اتفاقية روما الموقع يوم 15 أبريل 1891 بين كل من بريطانيا وإيطاليا التي كانت تحتل إرتريا، واتفاقية أديس أبابا الموقعة يوم 15 مايو 1902 بين بريطانيا وإثيوبيا، واتفاقية لندن الموقعة يوم 13 ديسمبر 1906 بين كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، واتفاقية روما عام 1925، كانت كلها تنص على عدم المساس بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل وعدم إقامة مشاريع بتلك الدول من شأنها إحداث خلل في مياه النيل أو التقليل من كمية المياه التي تجري في الأراضي المصرية.


ولم يكن السبب الحب الخاص الذي كانت تكنه تلك الدول لمصر، وإنما كان كبح جماح أطماع الدول الاستعمارية مقابل بعضها البعض حتى لا تندثر مصر وتذهب ضحية تحت وطأة غطرستها الاستعمارية، لا سيما بأن النيل كان وما زال عماد وجودها.


وقد جاءت اتفاقية عام 1929 بين مصر وبريطانيا -التي كانت تنوب عن السودان وأوغندا وتنزانيا- متناغمة مع جميع الاتفاقيات السابقة، فقد نصت على أن لا تقام بغير اتفاق مسبق مع الحكومة المصرية أية أعمال ري أو كهرومائية أو أية إجراءات أخرى على النيل وفروعه أو على البحيرات التي ينبع منها، سواء في السودان أو في البلاد الواقعة تحت الإدارة البريطانية والتي من شأنها إنقاص مقدار المياه التي تصل مصر أو تعديل تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه على أي وجه يلحق ضررا بالمصالح المصرية، كما تنص على حق مصر الطبيعي والتاريخي في مياه النيل.


وقد حددت لأول مرة اتفاقية نوفمبر 1959 بين مصر والسودان كمية المياه بـ55.5 مليار متر مكعب سنويا لمصر و18.5 مليارا للسودان.


وهكذا سارت الأمور على أتم ما يرام حتى نشطت إسرائيل بين الدول الأفريقية، وكان من أهدافها تأليب دول الحوض على مصر لأسباب عديدة منها إضعاف مصر وإخراجها من الطوق العربي، كما تعمل الآن على تغذية الحرب الأهلية القائمة في دارفور بعدما نجحت في تدمير العراق وخرابه، وما زالت تحاول الحصول على حصة من مياه النيل كما نجحت في الاستيلاء على مياه نهر الأردن.


اتفاقية 1929
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: إتفاقية مياه النيل 1929
تنظم تلك الإتفاقية العلاقة المائية بين مصر ودول الهضبة الإستوائية، كما تضمنت بنوداً تخص العلاقة المائية بين مصر والسودان وردت على النحو التالى في الخطاب المرسل من رئيس الوزراء المصرى و المندوب السامى البريطانى:


إن الحكومة المصرية شديدة الإهتمام بتعمير السودان وتوافق على زيادة الكميات التى يستخدمها السودان من مياه النيل دون الإضرار بحقوق مصر الطبيعية والتاريخية في تلك المياه.
توافق الحكومة المصرية على ما جاء بتقرير لجنة مياه النيل عام 1925 وتعتبره جزءاً لا ينفصل من هذا الاتفاق.
ألا تقام بغير اتفاق سابق مع الحكومة المصرية أعمال رى أو توليد قوى أو أى اجراءات على النيل وفروعه أو على البحيرات التى تنبع سواء من السودان أو البلاد الواقعة تحت الإدارة البريطانية من شأنها إنقاص مقدار المياه الذى يصل لمصر أو تعديل تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه على أى وجه يلحق ضرراً بمصالح مصر.
تقدم جميع التسهيلات للحكومة المصرية لعمل الدراسات والبحوث المائية لنهر النيل في السودان ويمكنها إقامة أعمال هناك لزيادة مياه النيل لمصلحة مصر بالإتفاق مع السلطات المحلية . [19]
إتفاقية 1959
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: اتفاقية مياه النيل 1959
وقعت هذه الإتفاقية بالقاهرة في نوفمبر 1959 بين مصر و السودان ، وجاءت مكملة لإتفاقية عام 1929 وليست لاغية لها ، حيث تشمل الضبط الكامل لمياه النيل الواصلة لكل من مصر والسودان في ظل المتغيرات الجديدة التى ظهرت على الساحة آنذاك وهو الرغبة في إنشاء السد العالى ومشروعات أعالى النيل لزيادة إيراد النهر وإقامة عدد من الخزانات في أسوان.




الخلاف على بنود الاتفاقية
في مايو 2009 ، عقد اجتماع وزاري لدول حوض النيل في كينشاسا، الكونغو الديموقراطية لبحث الإطار القانوني والمؤسسي لمياه النيل، ورفضت مصر التوقيع على الاتفاقية بدون وجود بند صريح يحافظ على حقوقها التاريخية في مياه النيل. [20]


وفي يوليو 2009، عقد إجتماع طارئ لوزراء خارجية دول حوض النيل بالاسكندرية، مصر، وفي بداية الجلسات صدر تحذيرات بإستبعاد دول المصب (مصر والسودان) من توقيع الاتفاقية، ثم أعطيت مهلة 6 أشهر للدولتين. وقد حذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي من خطورة الاندفاع وراء ادعاءات زائفة لا أساس لها من الصحة تروجها أيد خفية في بعض دول المنبع تدعى زورا معارضة مصر لجهود ومشرعات التنمية بهذه الدول، مشيرا إلى أن مصر كانت وستظل الداعم الرئيسي والشقيقة الكبرى لدول حوض النيل.


وأكد زكي أن ما تطالب به مصر هو الالتزام بمبدأ التشاور والإخطار المسبق في حالة إقامة أية منشآت مائية بغية ضمان عدم الإضرار بمصالحها القومية وهو ما ينص عليه القانون الدولي من حيث التزام دول المنبع بعدم إحداث ضرر لدول المصب، وأن يتم ذلك بالتشاور والإخطار المسبق.


وقال في تصريحات صحفية أمس : إن مصر لا تمانع في إقامة أية مشروعات تنموية في دول أعالي النيل بما لا يؤثر أو يضر بحقوقها القانونية والتزاماتها المالية، موضحا أن المشكلة لا تتعلق بندرة المياه حيث هناك وفرة في مصادر المياه لدى دول المنبع إنما تكمن المشكلة في أسلوب الإدارة وتحقيق الاستغلال الأمثل وهو ما تسعى مصر لتحقيقه في إطار مبادرة دول حوض النيل.


ورحب زكى بالبيان الصادر عن المنظمات والمؤسسات والدول المانحة لمبادرة حوض النيل والذي عممه البنك الدولي مؤخرا على دول الحوض، محذرا في الوقت ذاته من تداعيات قيام دول المنبع بالتوقيع منفردة على اتفاق إطاري للتعاون بين دول حوض النيل بدون انضمام دولتي المصب مصر والسودان. [21].


في 1 مارس 2011، وقعت بوروندي على اتفاقية تقاسم مياه النيل، وهو ما يعني تجريد مصر من العديد من امتيازاتها في مياه النهر وأبرزها حق الفيتو في منع إقامة أي مشروع على النهر خارج أراضيها. [22].


وأعلن دانيال ميبوما المتحدث الإقليمي باسم مبادرة حوض النيل في عنتيبي أنه بعد توقيع بوروندي بات من الممكن أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ. وأضاف ميبويا أنه وبموجب القانون الدولي الساري، كان لا بد من أن توقع ست من الدول الأطراف على الاتفاقية قبل أن يجري إقرارها في برلماناتها. ومن المتوقع أن تتم المصادقة عليها في جميع البرلمانات الستة.


  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410w6y7d1
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يجتمع بوزراء الري بدول حوض النيل في 6 ديسمبر 2016. الرابع من اليسار هو السفير السوداني في القاهرة عبد الحليم عبد المحمود.
وفي 6 ديسمبر 2016، اجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بوزراء الري بدول حوض النيل ودعاهم إلى التوصل لإجماع حول مبادرة مياه النيل.

.....  يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالإثنين 11 نوفمبر 2019, 2:37 pm

.....  تابع

مبادرة حوض النيل


نص الاتفاقية

الأطماع الخارجية

في تصريح لوزير الموارد المائية المصري السابق محمود أبو زيد في 11 مارس 2009، في بيان له حول أزمة المياه في الوطن العربي - ألقاه أمام لجنة الشئون العربية – عندما حذر من تزايد النفوذ الامريكى والاسرائيلي في منطقة حوض النيل من خلال "السيطرة على اقتصاديات دول الحوض وتقديم مساعدات فنية ومالية ضخمة " بحسب تعبيره !. [23].

وبالفعل تم طرح فكرة تدويل المياه أو تدويل مياه الأنهار من خلال هيئة مشتركة من مختلف الدول المتشاطئة في نهر ما وكان الهدف منه هو الوقيعة بين مصر ودول حوض النيل، وقد ألمح وزير الموارد المائية المصري السابق محمود ابو زيد في فبراير 2009 من وجود مخطط اسرائيلي– أمريكي للضغط علي مصر لإمداد تل أبيب بالمياه بالحديث عن قضية "تدويل الأنهار"، وأكد أن إسرائيل لن تحصل علي قطرة واحدة من مياه النيل.

وخطورة الخلاف الحالي بين دول منابع النيل ودول المصب هو تصاعد التدخل الإسرائيلي في الأزمة عبر إغراء دول المصب بمشاريع وجسور وسدود بتسهيلات غير عادية تشارك فيها شركات أمريكية، بحيث تبدو إسرائيل وكأنها إحدي دول حوض النيل المتحكمة فيه أو بمعني أخر الدولة "رقم 11" في منظومة حوض النيل، والهدف بالطبع هو إضعاف مصر التي لن تكفيها أصلا كمية المياه الحالية مستقبلا بسبب تزايد السكان والضغط علي مصر عبر فكرة مد تل ابيب بمياه النيل عبر أنابيب وهو المشروع الذي رفضته مصر عدة مرات ولا يمكنها عمليا تنفيذه حتي لو أردت لأنها تعاني من قلة نصيب الفرد المصري من المياه كما ان خطوة كهذه تتطلب أخذ أذن دول المنبع.

الدور الإسرائيلي في صراع مياه النيل
والحقيقة أن الدور الإسرائيلي الخفي في أزمة مياه النيل له أبعاد تاريخية قديمة، وظهرت الفكرة بشكل واضح في مطلع القرن العشرين عندما تقدم الصحفي اليهودي تيودور هرتزل ـ مؤسس الحركة ـ عام 1903 م إلى الحكومة البريطانية بفكرة توطين اليهود في سيناء واستغلال ما فيها من مياه جوفية وكذلك الاستفادة من بعض مياه النيل، وقد وافق البريطانيون مبدئياً على هذه الفكرة على أن يتم تنفيذها في سرية تامة.

ثم رفضت الحكومتان المصرية والبريطانية مشروع هرتزل الخاص بتوطين اليهود في سيناء ومدهم بمياه النيل لأسباب سياسية تتعلق بالظروف الدولية والاقتصادية في ذلك الوقت.

وتطمع إسرائيل في أن يكون لها بصورة غير مباشرة اليد الطولى في التأثير على حصة مياه النيل الواردة لمصر وبدرجة أقل السودان؛ وذلك كورقة ضغط على مصر للتسليم في النهاية بما تطلبه إسرائيل، بل إن للخبراء الصهاينة لغة في مخاطبة السلطات الإثيوبية تتلخـص في ادعـــاء خبيث يقول أن حصص المياه التي تقررت لبلدان حوض النيل ليست عادلة؛ وذلك أنها تقررت في وقـت سابــق على استقلالهــم، وأن إسرائيــل كفيلة أن تقدم لهذه الدول التقنية التي تملكها من ترويض مجرى النيل وتوجيهه وفقاً لمصالحها". من أجل ذلك تتوارد الأنباء والأخبار عن مساعدات إسرائيلية لإثيوبيا لإقامة السدود وغيرها من المنشآت التي تمكنها من السيطرة والتحكم في مياه النهر.

ولقد دأبت العواصم المعنية بدءاً من أديس أبابا مروراً بالقاهرة وانتهاء بتل أبيب على نفي هذه الأنباء. والاحتمال الأرجح هو تورط (إسرائيل) بالمشاركة في مساعدة إثيوبيا في إنشاء السدود على النيل الأزرق.

مشاريع لاستغلال مياه النيل
في الوقت الراهن يمكن القول إن هناك أربعة مشاريع أساسية يتطلع إليها الإسرائيليون بهدف استغلال مياه النيل:

1ـ مشروع استغلال الآبار الجوفية:

قامت إسرائيل بحصر آبار جوفية بالقرب من الحدود المصرية، وترى أن بإمكانها استغلال انحدار الطبقة التي يوجد فيها المخزون المائي صوب اتجاه صحراء النقب، وقد كشفت ندوة لمهندسين مصريين أن إسرائيل تقوم بسرقة المياه الجوفية من سيناء وعلى عمق 800 متر من سطح الأرض، وكشف تقرير أعدته لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري في يوليو 1991 م أن إسرائيل تعمدت خلال السنوات الماضية سرقة المياه الجوفية في سيناء عن طريق حفر آبار إرتوازية قادرة؛ـ وذلك باستخدام آليات حديثة ـ على سحب المياه المصرية.

2 ـ مشروع اليشع كالي:

في عام 1974 م طرح اليشع كالي ـ وهو مهندس إسرائيليـ تخطيطاً لمشروع يقضي بنقل مياه النيل إلى إسرائيل، ونشر المشروع تحت عنوان: (مياه السلام) والذي يتلخص في توسيع ترعة الإسماعيلية لزيادة تدفق المياه فيها، وتنقل هذه المياه عن طريق سحارة أسفل قناة السويس بعد اتفاقيات السلام لتنفيذ المشروع.

3 ـ مشروع يؤر: قدم الخبير الإسرائيلي شاؤول أولوزوروف النائب السابق لمدير هيئة المياه الإسرائيلية مشروعاً للرئيس أنو سادات خلال [مباحثات كامب ديفيد] يهدف إلى نقــل مياه النيل إلى إسرائيل عبر شق ست قنوات تحت مياه قناة السويس وبإمكان هـذا المشروع نقل 1 مليار م3، لري صحراء النقب منها 150 مليون م3، لقطاع غزة، ويرى الخبراء اليهـود أن وصول المياه إلى غزة يبقي أهلها رهينة المشروع الذي تستفيد منه إسرائيل فتتهيب مصر من قطع المياه عنهم.

4 ـ مشروع ترعة السلام (1):

هو مشروع اقترحه السادات في حيفا عام 1979م، وقالت مجلة أكتوبر المصرية: "إن الرئيس السادات التفت إلى المختصين وطلب منهم عمل دراسة عملية كاملة لتوصيل مياه نهر النيل إلى مدينة القدس لتكون في متناول المترددين على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط المبكى".

وإزاء ردود الفعل على هذه التصريحات سواء من إثيوبيا أو المعارضة المصرية ألقى مصطفى خليل رئيس الوزراء المصري بياناً أنكر فيه هذا الموضـوع قائلاً: "عندما يكلم السادات الرأي العام يقول: أنا مستعد أعمل كذا فهو يعني إظهار النية الحسنة ولا يعني أن هناك مشروعاً قد وضــع وأخـذ طريقه للتنفيذ !!.

الاتصالات ببعض دول حوض النيل
ويبدو أن الدور الإسرائيلي قد بدأ ينشط في السنوات الخمس الماضية، إذ بدأت سلسلة نشطة من الاتصالات مع دول منابع النيل خصوصا أثيوبيا (رئيس وزراءها زيناوي زار تل ابيب أوائل يونيو 2004)، وأوغندا لتحريضها علي اتفاقية مياه النيل القديمة المبرمة عام 1929 بين الحكومة البريطانية -بصفتها الاستعمارية- نيابة عن عدد من دول حوض النيل (أوغندا وتنزانيا وكينيا) والحكومة المصرية يتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه‏ النيل، وإن لمصر الحق في الاعتراض (الفيتو) في حالة إنشاء هذه الدول أي سدود علي النيل.

ومع أن هناك مطالبات منذ استقلال دول حوض النيل بإعادة النظر في هذه الاتفاقيات القديمة، بدعوى أن الحكومات القومية لم تبرمها ولكن أبرمها الاحتلال نيابة عنها، وأن هناك حاجة لدى بعض هذه الدول خصوصًا كينيا وتنزانيا لموارد مائية متزايدة؛ فقد لوحظ أن هذه النبرة المتزايدة للمطالبة بتغيير حصص مياه النيل تعاظمت في وقت واحد مع تزايد التقارب الصهيوني من هذه الدول وتنامي العلاقات الأفريقية مع الصهاينة.

وهكذا عادت المناوشات بين دول حوض النيل للظهور خاصة بين مصر وتنزانيا، وانضمت إلى هذا المبدأ أوغندا وكينيا وطلبت الدول الثلاث من مصر التفاوض معها حول الموضوع، ثم وقعت تنزانيا مع رواندا وبوروندي اتفاقية نهر كاجيرا عام 1977 التي تتضمن بدورها عدم الاعتراف باتفاقات 1929، بل وطلبت حكومة السودان بعد إعلان الاستقلال أيضًا من مصر إعادة التفاوض حول اتفاقية 1929.

كذلك أعلنت أثيوبيا رفضها لاتفاقية 1929 واتفاقية 1959 في جميع عهودها السياسية منذ حكم الإمبراطور ثم النظام الماركسي "منجستو" وحتى النظام الحالي، بل وسعت عام 1981 لاستصلاح 227 ألف فدان في حوض النيل الأزرق بدعوى "عدم وجود اتفاقيات بينها وبين الدول النيلية الأخرى"، كما قامت بالفعل عام 1984 بتنفيذ مشروع سد "فيشا" -أحد روافد النيل الأزرق- بتمويل من بنك التنمية الأفريقي، وهو مشروع يؤثر على حصة مصر من مياه النيل بحوالي 0.5 مليار متر مكعب، وتدرس ثلاثة مشروعات أخرى يفترض أنها سوف تؤثر على مصر بمقدار 7 مليارات متر مكعب سنويًّا.

أيضًا أعلنت كينيا رفضها وتنديدها -منذ استقلالها- بهذه الاتفاقيات القديمة لمياه النيل لأسباب جغرافية واقتصادية، مثل رغبتها في تنفيذ مشروع استصلاح زراعي، وبناء عدد من السدود لحجز المياه في داخل حدودها.

وكانت جبهة السودان هي الأهم، لأسباب عدة في مقدمتها إنها تمثل ظهيرا وعمقا استراتيجيا لمصر، التي هي أكبر دولة عربية وطبقا للعقيدة العسكرية الإسرائيلية فإنها تمثل العدو الأول والأخطر لها في المنطقة، ولذلك فان التركيز عليها كان قويا للغاية.

إحياء المبادرة في 2017

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_14104fxab1
الرئيس الأوغندي يوِري موسڤني يستقبل رئيس وزراء إثيوپيا هيلامريم دسالن، في مطار عنتيبي في 1 مارس 2017.

رئيس وزراء إثيوبيا يزور أوغندا لحثها على إعلان إلغاء اتفاقيات النيل القديمة تنفيذاً لاتفاقية عنتيبي لمبادرة مياه النيل التي خمدت منذ 2011، لرفض دولتي المصب مصر والسودان التوقيع عليها. الآن يطالب دسالن بتفعيل الاتفاقية قبل مؤتمر قمة دول حوض النيل المقرر في يونيو 2017.[24]

دسالين لا حول له ولا قوة. وتلك الحركة لا تأتي إلا من أحد السيناريوهين:

البشير: الذي تتفاقم أزمته الاقتصادية، ويظن أن حلها يكون بالحصول على حصة أكبر من نفط جنوب السودان مقابل تمريره - أذكركم أن الجنوب ونفطه كانا مِلكاً للخرطوم، إلا أن البشير فرط فيهما لحماية النقاء العرقي والديني للشمال. ولذلك أشعل الحرب الأهلية في جنوب السودان على أمل أن تفضي إلى نظام حكم جديد في جوبا يوافق على إعطاء الخرطوم حصة أكبر من النفط مقابل مروره إلى البحر الأحمر. إلا أن أربع سنوات من الحرب الأهلية في الجنوب أفضت إلى فشل كبير لجهود البشير لزعزعة الوضع في جنوب السودان، وذلك بسبب دعم مصر وأوغندا لنظام سلفا كير. وهي خطوة حكيمة من مصر حتى الآن. ولذلك يرسل بشة (كنية البشير) بصبـّـيـّـه، طرطور الحابشـّـة (كنية هيلامريم دسالن)، إلى أوغندا بحجة تفعيل اتفاقية عنتبي لمياه النيل حاملا وعد بموافقة السودان على التوقيع عليها مما يعزل مصر - وذلك في مقابل أن تكف أوغندا عن مساندة سلفا كير.
هذا السيناريو حتى لو صح، فإن أوغندا لن تتجاوب معه لأن سلفا كير يضع كل اقتصاد جنوب السودان في قبضة أوغندا، وهناك 2 مليون أوغندي يديرون كل اقتصاد جنوب السودان.

البنك الدولي: الذي يشعر بأن الوقت قد حان للخطوة التالية في إحكام السيطرة على نهر النيل بإلغاء كل المعاهدات السابقة.
قوة هذا السيناريو هو أن البنك الدولي قادر على تحريك كل دول حوض النيل (بما فيهم مصر) لتفعيل اتفاقية عنتيبي الاطارية لمياه النيل.

إن يونيو لناظره قريب.
على الرئيس السيسي أن يكثف زياراته قبل قمة حوض النيل في يونيو 2017، هو ومسئولين آخرين، لجميع دول حوض النيل بهذا الترتيب تحديداً: السودان، جنوب السودان، أوغندا، إرتريا ثم جيبوتي قبل إثيوبيا (حيث لابد أن يقابل الحاكمة الفعلية لإثيوبيا: أزب مسفن)، الكونغو الديمقراطي ثم بوروندي قبل رواندا، تنزانيا، الصومال قبل كينيا. وقبل تلك الجولة يجب على السيسي أن يقابل رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونگ كيم (وليس المديرة العامة لصندوق النقد الدولي)، فهو المشرف على كل تلك السدود والمخططات.






محمد نصر الدين علاماتفاقية 1959 والشراكة المصرية السودانية10:16 م | السبت 08 نوفمبر 2014
كان «عبدالناصر» يرى أن التنمية الاقتصادية للبلاد لن تتحقق إلا من خلال مشروعات رى عملاقة على نهر النيل، وكان يتبنى مشروع السد العالى لمنع إهدار مياه الفيضان إلى البحر المتوسط واحتجازها داخل أراضى مصر وبعض من أراضى السودان لصالح كلا البلدين. والسد العالى كان مضاداً للخطط البريطانية والأمريكية بتخزين المياه فى إثيوبيا وأوغندا، مما يحرر إرادة مصر وسياستها الخارجية وعدم الخضوع للابتزاز الغربى فى إقامة مشاريع مائية فى دول الحوض المستعمرة فى ذلك الوقت. وكان السد العالى لن يرى النور ما دام الإنجليز موجودين فى مصر والسودان. وكان شرط الإنجليز للخروج هو أن يمارس السودانيون حقهم فى تقرير مصيرهم، وكان الحكم الذاتى للسودان قد أصبح مطلباً سودانياً شعبياً تقوده القوى الوطنية هناك. وكانت مصر لا تستطيع الوقوف عائقاً أمام رغبات الشعب السودانى، وكان الأمل المصرى وقتها هو استقرار السودان الشقيق ليكون شريكاً قوياً لتأمين الامتداد الجنوبى المصرى، عسى أن تتحقق الوحدة بين البلدين فى المستقبل. واتفقت مصر مع بريطانيا على اتفاقية الحكم الذاتى للسودان فى فبراير 1953، على أن يستمر الحكم الذاتى لمدة 3 سنوات يتم بعدها الاستفتاء على الانفصال أو البقاء فى اتحاد مع حكم مصر. وتمت الانتخابات البرلمانية فى السودان عام 1955، وفى أول يناير 1956 وبدون إجراء استفتاء شعبى، أعلن رئيس الوزراء السودانى أمام البرلمان السودانى المنتخب استقلال السودان عن مصر، ثم تم تعيين عبدالله خليل من حزب الأمة الفائز فى الانتخابات البرلمانية رئيساً للوزراء. وتقدمت الحكومة السودانية عام 1954 بطلب للتفاوض مع مصر على إنشاء سد الروصيرص على النيل الأزرق. وكان السودان حينئذ يستخدم كامل حصته المائية التى تنص عليها اتفاقية 1929، وكان بناء هذا السد سيؤدى إلى انقاص حصة مصر المائية. واقترحت مصر على السودان مشروع السد العالى لزيادة الحصة المائية لكل من البلدين مما يمكن السودان من بناء سد الروصيرص. وبدأت المفاوضات المصرية السودانية حول السد العالى، وفى أكتوبر 1957 طالبت إثيوبيا بالدخول طرفاً ثالثاً مع السودان ومصر فى مباحثات مياه النيل. وأرسلت إثيوبيا مذكرة إلى الأمم المتحدة تذكر فيها بأنها لا تقر باتفاقيات مياه النيل، وأنها تشكو مصر لشروعها فى بناء السد العالى وقيامها بالإعداد لاتفاقية ثنائية مع السودان بدون إشراكها فى هذه المفاوضات. وفى نفس العام اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذ خزان على النيل الأزرق وعلى بحيرة تانا لتوليد الطاقة بدلاً من مشروع السد العالى. وتقدمت بريطانيا رسمياً بطلب للدخول فى مفاوضات مياه النيل مع مصر والسودان نيابة عن مستعمرات شرق أفريقيا. وفى أغسطس 1959 وصل إلى القاهرة الوفد السودانى للتفاوض حول السد العالى، وانتهت المفاوضات فى نوفمبر 1959، وتم تصديق السودان على الاتفاقية بعدها فى البرلمان المنتخب. وتتكون اتفاقية 1959 من ستة أبواب، الأول عن الحقوق المائية المكتسبة للبلدين قبل بناء السد العالى التى كانت تبلغ 48 مليار متر مكعب لمصر، و4 مليارات متر مكعب للسودان، وذلك حسب ما جاء فى اتفاقية 1929. والباب الثانى ينص عل حصتى مصر والسودان بعد استكمال بناء السد العالى والاستفادة بمياه النيل التى كانت تفقد إلى البحر المتوسط، لتصبح حصة مصر 55.5 مليار متر مكعب وحصة السودان 18.5 مليار متر مكعب فى السنة. والباب الثالث من الاتفاقية ينص على قيام مصر والسودان بمشاريع منع فواقد النهر فى مستنقعات بحر الجبل وبحر الزراف وبحر الغزال ونهر السوباط وحوض النيل الأبيض، لزيادة إيراد النهر وتقسيم العائد المائى والتكاليف مناصفة بين الدولتين. والباب الرابع ينص على إنشاء هيئة فنية مشتركة من الدولتين ويحدد صلاحيات هذه الهيئة من الإشراف على البحوث الخاصة بمشاريع زيادة إيراد النهر، والإشراف على المشاريع التى تقرها الدولتان، ووضع نظم التشغيل لهذه المشروعات داخل وخارج السودان، ومراقبة نظم التشغيل لهذه المشروعات، ووضع نظام لمواجهة السنوات التى يشح فيها فيضان النيل. والباب الخامس للأحكام العامة، وينص على أنه فى حالة الحاجة إلى إجراء بحث فى شئون مياه النيل لأى دولة من دول الحوض فإنه على الدولتين أن يكون لهما رأى موحد بشأنه بعد دراسته بمعرفة الهيئة الفنية المشتركة، وإذا أسفر البحث عن الاتفاق على قيام منشآت فى هذه الدولة، فعلى الهيئة المشتركة أن تضع بالتنسيق مع الدولة المعنية تفاصيل التنفيذ ونظم التشغيل والصيانة والإشراف على ما يتم التوصل إليه من اتفاقيات مع هذه الدولة. ان اتفاقية 1959 ليست مجرد اتفاقية لتحديد حصص مائية للبلدين بل هى اتفاقية شراكة كاملة فى التعامل مع ملف حوض النيل كجبهة واحدة وبرأى واحد تقوم بصياغته الهيئة الفنية المشتركة. وباستثناء بعض الفترات العجاف فى علاقات الدولتين مصر والسودان، أثناء تولى الترابى مقاليد الحكم، فإن مصر والسودان التزمتا بكل ما جاء فى أبواب وبنود اتفاقية 1959. وأثناء فترة تكليفى بوزارة الرى فى مصر (مارس 2009 — يناير 2011) لم تختلف مصر والسودان على أى تحرك مشترك بالنسبة لمبادرة حوض النيل أو اتفاقية عنتيبى، ولكن ظهر التباين والاختلاف فى توجهات البلدين بعد ثورة يناير المصرية، حتى أصبحت السودان داعمة لإثيوبيا، أو فى أحسن الحالات تحاول أن تلعب دوراً وسيطاً بين مصر وإثيوبيا، وذلك بدلاً من الشراكة الاستراتيجية مع مصر. إن السودان سيكون له فوائد فنية واقتصادية وسياسية مباشرة وغير مباشرة من دعمه لسد النهضة الإثيوبى، ولكن سيصيبه أيضاً العديد من الأضرار البيئية والمائية من إنشاء السد بهذا الحجم والسعة الكبيرة. ومصر لا تمانع فى إقامة السد، ولكنها تمانع فى هذه السعة الهائلة للسد التى سوف تهدد شتى مظاهر الحياة فى مصر. مصر لا تمانع فى سد أصغر يحقق الفوائد السودانية ومعظم الأهداف الإثيوبية من بناء السد وأهمها تصدير الكهرباء إلى مصر والسودان. وإثيوبيا على الجانب الآخر كما أعلنت رسمياً من قبل، لا تفكر فى هذا السد وحده بل تخطط لإقامة العديد من السدود الضخمة والصغيرة على النيل الأزرق وروافده مما يؤثر تأثيراً بالغاً على الأمن القومى لكل من السودان ومصر. إن المصالح القومية لكل من مصر والسودان تتطلب تكاتف الدولتين والعمل معاً كما تنص عليه اتفاقية 1959، والتفاوض المشترك مع إثيوبيا لتقليل حجم سد النهضة ولمنع إقامة أى سدود ضخمة أخرى على النيل الأزرق. لقد حان الوقت لعقد اجتماع عاجل للهيئة الفنية المشتركة لوضع مبادرة مشتركة حول الحجم المناسب للسد على ضوء نتائج الدراسات المصرية السودانية. وقد تتطلب هذه المرحلة التاريخية الحرجة أن يقوم الرئيسان السيسى والبشير بأنفسهما بالذهاب معاً إلى إثيوبيا ومطالبة القيادة السياسية هناك بسعة أقل لسد النهضة، بدلاً من انتظار نتائج دراسات اللجنة الثلاثية التى قد تأخذ وقتاً طويلاً مما قد يضيع أى فرص للتفاوض الحقيقى مع إثيوبيا.





اتفاقية عنتيبي ضد القانون الدولي وغير ملزمة لمصر

قال وزير الري المصري محمد نصر علام في مقابلة مع بي بي سي ان مصر ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للتأكيد لجميع المنظمات الدولية أن هذه الاتفاقية" ضد القانون الدولي وغير ملزمة لمصر وتمثل تعديا على حقوقها المائية".

جاء ذلك ردا على قيام أربع دول من حوض نهر النيل بالتوقيع الجمعة في مدينة عنتيبي الاوغندية على اتفاقية إطارية مثيرة للجدل في غياب دولتي المصب مصر والسودان.

وأضاف الوزير انه سيتم أيضا الاتصال بجميع دول الحوض لإقناعهم بالعودة إلى مائدة المفاوضات للتوصل إلى حل بدلا من الانشقاق.

وأشار إلى أن مصر ستلجأ إلى القانون الدولي للحفاظ على حقوقها مضيفا انه من الناحية العملية" ليس هناك أي خطورة على "حصة مصر أو استخداماتها" لمياه نهر النيل لأن ذلك" مصان فعليا وعلى مستوى الاتفاقيات الدولية".

ووقع ممثلو إثيوبيا واوغندا ورواندا وتنزانيا بالأحرف الأولى على الاتفاق بعد مفاوضات منذ حوالى عشر سنين بين الدول التسع التي يمر عبرها النهر من أجل تقاسم أفضل لمياهه، بيما أصدرت كينيا بيان تأييد للاتفاقية دون التوقيع ولم يحضر مندوبو الكونغو الديمقراطية وبوروندي.

وفى مقابلة مع البي بى سي حذر جون نياورو المسؤول بوزارة المياه والرى الكينية والذى كان مشاركا فى المفاوضات حول هذا الموضوع خلال السنوات العشر الماضية، حذر من خطر الفوضى إذا لم يتم التوصل لاتفاق.

وكانت وزيرة المياه الاوغندية جنيفر نامويانجو قد اعلنت مؤخرا أن الاتفاقية الجديدة ستضمن "تقاسما أكثر عدالة" لمياه اكبر نهر في افريقيا, بحسب ما ترى هذه الدول.وأوضحت بياكاتوند أن الدول اليت على استعداد للانضمام إلى الاتفاقية ستمنح مهلة سنة.

واكدت الوزيرة الأوغندية أن بنود الاتفاقية "لن تتغير", معربة عن الاسف لرغبة مصر والسودان في الابقاء على الوضع القائم.وقالت إن البلدين "سيتأكدان من صدقنا وجديتنا وأننا نبقي في اذهاننا أنه ينبغي ألا نواجه" هاتين الدولتين.

لكن السودان ومصر اللتين تعتمدان بشكل كلي على النيل في التزود بالمياه ترفضان هذه التحركات.وأكد مفيد شهاب، وزير الدولة للشئون القانونية في مصر ، أن الاتفاقية التى ستوقع اليوم لا قيمة لها من الناحية القانونية بالنسبة للدول التى لم توقع عليها.

معلومات عن نهر النيل
يبلغ طوله قرابة 6700 كيلومتر.

يتكون النهر من لقاء النيل الابيض الذي ينبع من بحيرة فيكتوريا والنيل الازرق الذي ينبع من بحيرة تانا.

يلتقي النهران في الخرطوم, ثم يعبر النهر كل الاراضي المصرية ليصب في البحر المتوسط.

الاتفاق الحالي لتقاسم مياه النيل وقع عام 1929 بين مصر وبريطانيا وتمت مراجعته عام 1959.

حصة مصر : 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا

حصة السودان: 18.5 مليار متر مكعب.

المنبع: سبع دول هي إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية ورواندا وبوروندي.

المصب: دولتان فقط مصر والسودان.

والنيل الذي يبلغ طوله قرابة 6700 كلم, ينجم من لقاء النيل الابيض الذي ينبع من بحيرة فيكتوري ومن النيل الأزرق الذي ينبع من بحيرة تان.

ويلتقي النهران في الخرطوم عاصمة السودان, ثم يعبر النهر كل الاراضي المصرية ليصب في دلتا ضخمة في المتوسط.

كان الاتفاق الحالي لتقاسم مياه النيل قد وقع عام 1929 بين مصر وبريطانيا وتمت مراجعته عام 1959.

ويمنح هذا الاتفاق مصر حصة قدرها 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا بينما يبلغ نصيب السودان 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل البالغة 84 مليار متر مكعب سنويا، أي أن البلدين يحصلان على حوالي 87 في المئة من مياه النهر.

وتمتلك القاهرة بموجب هذه الاتفاقية كذلك حق النقض في ما يتعلق باي اعمال او انشاءات يمكن ان تؤثر على حصتها من مياه النهر مثل السدود والمنشآت الصناعية اللازمة للري.

ووفق الاحصاءات الرسمية فان احتياجات مصر المائية ستزيد عن مواردها في عام 2017.

وقد جرت مفاوضات صعبة طيلة عشر سنوات, بين الدول التسع المطلة على حوض النيل, انتهت اخيرا في منتصف نيسان/ابريل إلى مشروع اتفاق خلال محادثات جرت في شرم الشيخ سارعت مصر الى رفضه.

وتخشى القاهرة والخرطوم من تراجع كبير في امداداتهما بالمياه مع الاتفاق-الاطار الجديد الذي ينص على عدد من مشاريع الري والسدود لتوليد الكهرباء
في الدول التي يمر فيها النهر.

واكد أحد الخبراء أن "منسوب النهر لن يتاثر" بفعل مشروعات الري المستقبلية، وفي المقابل "فان بناء سدود يشكل نقطة خلاف واضحة, وقد يقلص ذلك
بصورة كبيرة حجم" النهر, كما اقر هذا الاختصاصي الذي رفض الكشف عن هويته.

وقد تمسكت مصر بحصتها التقليدية من مياه نهر النيل وحذرت دول حوض النيل من توقيع اتفاق لتقاسم مياه النهر لا تكون طرفا فيه، واعتبرت القاهرة القضية مسألة أمن قومي مؤكدة أنها ستدافع عما وصفته بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل.

وتعتبر مصر الذي يصل عدد سكانها إلى زهاء 80 مليونا أن دول وسط افريقيا تستفيد من امطار غزيرة, يذهب قسم كبير منها هدرا, ويمكن استغلاله بطريقة افضل.

ولا تزال مصر تؤيد المفاوضات للتوصل الى اتفاق كما اكد وزير خارجيتها احمد ابو الغيط مؤخرا الذي قال أيضا "في حال وقعت بعض الدول اتفاقا لا يحظى باجماع, فاننا سنشدد على احترام القانون الدولي".




  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1410lqg8m1

نص اتفاق عنتيبى لدول حوض النيل الذى استبعد حصص مصر التاريخية فى المياه

 نصاً للاتفاقية الإطارية، التى وقعت عليها خمس دول حتى الآن من دول حوض النيل "إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وكينيا"، وقال الموقع إنه حصل على الترجمة غير الرسمية للاتفاق الذى لاقى رفضاً من دول المصب "مصر والسودان"، لأنه ينهى الحصص التاريخية للدولتين "55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان"، بعدما نص الاتفاق الذى وقع فى مدينة عنتيبى الأوغندية فى 10 مايو الجارى على أن مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل تعتمد على الاستخدام المنصف والمعقول للدول، بأن تنتفع دول مبادرة حوض النيل انتفاعاً منصفاً ومعقولاً من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل، على وجه الخصوص الموارد المائية التى يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية لانتفاع معقول.

وفيما يلى نص الاتفاق كما نشره "أفريقيا اليوم":
"دول المبادرة تدرك الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لنهر النيل لشعوب دول الحوض مع رغبتهم القوية فى التعاون للاستفادة من الموارد العظيمة لنهر النيل والتى توثق علاقتها معاً وفق تنمية مستدامة لكل دول الحوض، آخذين فى الاعتبار أن نهر النيل مورد طبيعى وبيئى لفائدة كل دولة، مؤكدين أن الاتفاقية الإطارية حاكمة لعلاقاتها، وأن مبادرة حوض النيل هى أساس التكامل والتنمية المستدامة والمتسقة وأساس للحوار حول موارد نهر النيل حماية لحقوق أجيال المستقبل، ومؤكدين كذلك على رغبتهم فى تأسيس منظمة تدير موارد نهر النيل وتحقق تنمية متوازنة لها آخذين فى اعتبارهم المبادرة الدولية لتطوير التعاون والتنمية المستدامة للموارد المائية، ولذا اتفقت على الآتى:

الباب الأول
الإطار الحالى للاتفاقية الإطارية
الاتفاقية الإطارية تطبق لتحقيق التنمية والحماية والحوار حول إدارة موارد نهر النيل وموارده وإنشاء مؤسسة كآلية للتعاون بين دول حوض النيل.

الباب الثانى
تعريفات لأغراض الاتفاقية الإطارية للتعاون
(أ) حوض النيل يقصد به الامتداد الجغرافى لنهر النيل
(ب) يستخدم هذا التعريف كمرجعية بيئية وللحماية والحوار من أجل التنمية.
نظام نهر النيل يقصد به مجرى نهر النيل وحوافه والمياه الأرضية المرتبطة بنهر النيل وتستخدم هذه الوحدات فى أى موقع فيه إشارة للمياه.
(ج) الإطار يقصد به الاتفاقية الحالية للتعاون الإطاري
(د) دول مبادرة نهر النيل أو دول مبادرة النيل أو مبادرة النيل أو دول المبادرة يقصد بها الدول الأعضاء فى الاتفاقية الإطارية والتى هى بالضرورة أعضاء فى مبادرة حوض النيل.
(ه) المفوضية يقصد بها مفوضية مبادرة نهر النيل المنشأة بموجب الفقرة 3 من هذه الاتفاقية الإطارية.
(و) الأمن المائى يقصد به حق دول المبادرة فى الاستخدام الآمن للمياه فى مجالات الصحة, الزراعة, الثروة الحيوانية والحماية والبيئة

الباب الثالث
أولاً المبادئ العامة:
النظام: نهر النيل ومياهه يجب حماية استخدامها وتنميتها وفقاً للمبادئ العامة الآتية:
(1) التعاون
مرتكزات التعاون بين دول مبادرة حوض النيل تؤسس على المساواة والتعاون العابر للحدود والمنافع والثقة المشتركة فى حوار متسق من أجل حماية نهر النيل والجهود المشتركة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية
(2) التنمية المستدامة
مرتكزات التنمية المستدامة فى حوض النيل
(3) التابعية
ترتكز التابعية على اين ما وجدت تنمية وحماية موارد نهر النيل تنفذ بأقصى ما يمكن.
(4) الاستخدام وفقاً للانصاف والمعقولية.
تعتمد على الاستخدام المنصف والمعقول للدول.
(5) الحد من الإضرار بالدول
ترتكز على الحد من الإضرار الحاد ببقية الدول
(6) حق دول المبادرة فى استخدام المياه داخل حدودها
يرتكز على أن لكل دولة لديها الحق فى استخدام مياه نهر النيل وفق للاستخدامات التى تمت الإشارة لها.
(7) الحماية والحوار:
ترتكز على أن دول المبادرة تتخذ الخطوات المهمة منفردة وبشكل جماعى عندما يكون ذلك ضرورياً لحماية مياه نهر النيل ومتعلقاتها
(Cool المعلومات المرتبطة بالخطوات التخطيطية
ترتكز على أن دول المبادرة تتبادل المعلومات حول الخطوات التخطيطية عبر مفوضية مبادرة حوض النيل.
(9) مصلحة المجتمع
ترتكز على مصالح الدول فى منظومة نهر النيل
(10) تبادل المعلومات والبيانات
ترتكز على تبادل المعلومات والبيانات التى ترتبط بالإجراءات المرتبطة بالموارد المائية عندما يكون ذلك ممكناً ويسهل مصالح الدول التى بينها اتصالات.
(11) البيئة وتأثيراتها على التقييم والتقويم
(12) الحلول السلمية للخلافات
اعتماد الحلول السلمية للخلافات
(13) المياه النقية والموارد الثمينة.
ترتكز على أن المياه النقية والموارد الثمينة ضرورية للحياة والتنمية والبيئة، ويجب أن تدار بالتعاون ووفق معايير أخلاقية مرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع الحماية والحوار حول الموارد المرتبطة بها.
(14) الماء لديه قيمة اقتصادية واجتماعية:
ترتكز على أن المياه والموارد الطبيعية لديها قيمة اقتصادية واجتماعية، والذى يستخدمها يجب أن يعطى الجانب الاقتصادى مراعاة مع الأخذ فى الاعتبار الاحتياجات الإنسانية والإدارة الآمنة للمنظومة.
(15) الأمن المائى:
يعتمد مبدأ الأمن المائى لكل دول حوض النيل.

الباب الرابع
الانتفاع المنصف والمعقول
أ - دول مبادرة حوض النيل تنتفع انتفاعاً منصفاً ومعقولاً من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل, على وجه الخصوص الموارد المائية التى يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية لانتفاع معقول
آخذين فى الاعتبار دول المبادرة بما فيها المخاوف حول حماية الموارد المائية وكل دولة من دول المبادرة لها حق الانتفاع من الموارد المائية للمنظومة المائية لنهر النيل.
ب- ضمان الاستخدام المنصف والمعقول لموارد المنظومة المائية لنهر النيل ودول المبادرة تأخذ فى اعتبارها الظروف المتعلقة بالموارد بما فيها محدوديتها.
ج - جغرافياً وهيدرولوجياً وبيئياً وكل العوامل الطبيعية المتعلقة بذلك.
د - الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية التى تهم دول المبادرة.
هـ السكان المعتمدون على الموارد المائية فى كل دولة من دول المبادرة
ز- التأثيرات على استخدامات الموارد المائية فى الدولة والدول الأخرى من دول المبادرة.
ح- بما فيها الاستخدامات المتوقعة للموارد المائية.
ط- الحوار والحماية والتنمية والاستخدام الاقتصادى للموارد المائية والتكلفة من الخطوات التى تتخذ فى التأثيرات.
ق - توافر البدائل لاستخدام معين مزمع أو قائم.
ر- مساهمة كل دول من دول المبادرة فى مياه المنظومة المائية لنهر النيل امتدادات منطقة الحماية داخل حدود كل دولة من دول المبادرة.
3- بالإشارة الى الفقرة الأولى والثانية عاليه مخاوف أى دولة من دول المبادرة تبحث بروح التعاون عندما تكون هناك حاجة لذلك.
4- وزن كل عامل من العوامل يؤخذ بعد مقارنته مع العوامل الأخرى بما يؤدى للاستخدام المنصف والمعقول على أن تجتمع كل العوامل للوصول لأسس على أساسها جميعا.
5 - دول مبادرة حوض النيل يتعين عليها داخل حدودها ووفقاً لمنظومتها القانونية الحفاظ على الاستخدام المستدام للمياه فى ظل الظروف المحيطة.
6- دول مبادرة النيل عليها مراقبة قوانين وقواعد مفوضية نهر النيل المؤثرة على الاستخدام المنصف والمعقول.

الباب الخامس
الالتزام بعدم التسبب فى ضرر جسيم:
1 - دول المبادرة تستخدم الموارد المائية لمنظومة نهر النيل داخل أراضيها آخذة فى الاعتبار عدم تسبيب الأضرار الجسيمة لدول الحوض الأخرى.
2- فى حالة إحداث دول من دول المبادرة لضرر كبير بدول أخرى من دول المبادرة وفى غياب الاتفاق على هذا الاستخدام عليها اتخاذ جميع التدابير اللازمة آخذة فى الاعتبار الأحكام الواردة فى المادة 4 وذلك بالتشاور مع الدولة المتضررة من أجل إزالة الضرر أو تخفيفه وعند الاقتضاء مناقشة التعويض.

الباب السادس
الحماية والمحافظة على حوض النيل ونظامه الآيكلوجي
أ- حماية ورفع جودة المياه من خلال مبادرة حوض النيل.
ب -الحد من إدخال المبيدات أو الأشياء الجديدة على النظام الآيكولوجى لحوض نهر النيل.
ج- حماية التنوع الأحيائى فى حوض النيل.
د - حماية الأراضى الجافة فى حوض النيل.
ه - ترميم وإعادة تأهيل قواعد الموارد المائية.
دول مبادرة حوض النيل عبر مفوضية حوض النيل عليها اتخاذ خطوات لتنسيق علاقاتها الخارجية.

الباب السابع
تبادل المعلومات والبيانات
1 -إعمالاً لتعاونهم بشأن استخدام وتطوير وحماية حوض نهر النيل والموارد المائية، يتعين على دول حوض النيل تبادل المعلومات والبيانات ذات الصلة وحول الموارد المائية لحوض النيل حيثما كان ذلك ممكناً ويسهل استخدامها للدول ذات الصلة.
2 - فى حال تقدم إحدى دول الحوض بطلب معلومات أو بيانات متوفرة لدى دولة أخرى عليها الاستجابة الكاملة لتوفير هذه المعلوات وفى حال وجود تكلفة للمعلومات والبيانات يجب أن تتحملها الدولة الطالبة للمعلومات والبيانات.
3 - تنفيذاً لمطلوباتها تحت الفقرة 1 ودول مبادرة حوض النيل اتفقت على مراقبة إجراءات تطوير مفوضية حوض النيل.

الباب الثامن
الخطوات التخطيطية
1 - اتفقت دول مبادرة حوض النيل على تبادل المعلومات والبيانات عبر مفوضية حوض النيل.
2 - دول مبادرة حوض النيل ستراقب القواعد التى تضعها مفوضية حوض النيل لتبادل المعلومات والبيانات.

الباب التاسع
تقييم الأثر البيئى والحسابات
1 _ التدابير المزمع اتخاذها وقد يكون لها آثار سالبة كبيرة يتعين على دول الحوض فى مرحلة مبكرة اجراء تقييم شامل لتلك الآثار فيما يتعلق باراضيها واراضى دول الحوض الاخرى.
2 _ المعايير والاجراءات لتحديد ما اذا كان للنشاط آثار بيئية ضارة كبيرة توضع من قبل مفوضية حوض النيل.
3_ حيث تقتضى الظروف ذلك ، وفقا للمعايير التى وضعتها مفوضية حوض نهر النيل، ودول الحوض التى نفذت تدابير من النوع المشار إليه فى الفقرة 1 إجراء مراجعة للآثار البيئية لتلك التدابير. يجب أن يدخل فى مشاورات مع الدولة المتعلقة بمراجعة الحسابات مع دول حوض النيل التى تأثرت بالتدابير بناء على طلبها
4 _ على المفوضية أن تأخذ فى اعتبارها التشريعات الوطنية لدول الحوض يجب ان تضع معايير لمراجعة التدابير القائمة فى تاريخ نفاذ الاتفاق الاطاري.
5 _ يجوز لدول حوض النيل اجراء مراجعة للتدابير القائمة فى تاريخ نفاذ هذا الإطار وفقا لتشريعاتها الوطنية ووفق للمعايير المعتمدة فى هذا الاتفاق الإطاري

الباب العاشر
التبعية فى مجال حماية وتطوير حوض النهر
فى تخطيط وتنفيذ المشروعات وفقا لمبدأ التبعية فى المادة المنصوص عليها فى المادة (3 ) يتعين على دول حوض النيل اتخاذ الاجراءات الآتية :
أ _ السماح لجميع الدول التى يمكن ان تتاثربذلك المشروع فى الدولة المعينة المشاركة بطريقة مناسبة فى عملية التخطيط والتنفيذ.
ب _ بذل كل جهد ممكن ليتسق المشروع او اى اتفاق مع الاتفاق الإطارى على نطاق الحوض

الباب الحادى عشر
الوقاية والتخفيف من الظروف الضارة
يجب ، حوض النيل والدول منفردة ، أو مجتمعة عند الاقتضاء من خلال تقاسم التكاليف من قبل الدولة أو دول حوض النيل التى يمكن أن تتأثر، وبذل كل جهد ممكن لاتخاذ جميع التدابير المناسبة لمنع أو تخفيف الشروط المتعلقة بمنظومة نهر النيل التى قد تكون ضارة بدول الحوض الاخرى، سواء كانت ناتجة عن سلوك بشرى أو لأسباب طبيعية، مثل ظروف الفيضانات، والأعشاب المائية الغازية، والأمراض التى تنقلها المياه، التغرين (انجراف التربة) وتآكل التربة والجفاف والتصحر. فى تنفيذ هذا الحكم ، يتعين على الدول أن تتخذ حوض النيل فى الاعتبار المبادئ التوجيهية التى تضعها مفوضية حوض نهر النيل

الباب الثانى عشر
حالات الطوارئ
1 _ لأغراض هذا الحكم ، «حالة الطوارئ» تعنى الحالة التى تسبب، أو تشكل تهديدا وشيكا او تتسبب ، فى ضرر جسيم لدول حوض النيل ، أو دول أخرى ، وتنتج فجأة عن أسباب طبيعية ، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية أو الزلازل ، أو من سلوك الإنسان ، مثل الحوادث الصناعية.

2 _ لا يجوز للدولة فى حوض النيل، الإبطاء فى إخطار الدول الأخرى التى يحتمل أن تتأثر وإنما عليها الإسراع بكل السبل المتاحة باخطار المنظمات الدولية المختصة بكل حالة طوارئ تنشأ فى أراضيها.

3 _ على الدولة التى ينشأ داخل اراضيها طارئ التعاون مع الدول التى من المحتمل ان تتأثر به ومع المنظمات الدولية المختصة عند الاقتضاء وتتخذ على الفور التدابير العملية التى تقتضيها هذه الظروف لمنع وتخفيف الآثار الضارة لها عند حودث حالة الطوارئ.

4 _ عند الضرورة و يجب على دول حوض النيل الاشتراك فى خطط الطوارئ لمواجهة الحالة الطارئة عند الاقتضاء كما عليها التعاون مع الدول الاخرى التى من المحتمل ان تتأثر والمنظمات الدولية المختصة

الباب الثالث عشر
حماية حوض النيل والمنشآت ذات الصلة فى حالة النزاعات

لمنظومة نهر النيل والمنشآت ذات الصلة ، والمرافق وغيرها من الأعمال، وكذلك المنشآت التى تحوى قوى خطرة فى حوض نهر النيل حق التمتع بالحماية التى تمنحها مبادئ وقواعد القانون الدولى المنطبقة فى النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، ولا سيما قواعد القانون الإنسانى الدولي، ويجب ان لا تستخدم فى انتهاك هذه المبادئ والقواعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالجمعة 13 مارس 2020, 9:47 am

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_1533p39811

بعد وصول خطر “السد الإثيوبي” إلى ذروته.. هل يشفي الجيش المصري الغليل بتدمير “السد ” قبل فوات الأوان؟ نشطاء يستحضرون روح البطل “عبد المنعم رياض” في ذكراه.. وهذه هي نصيحة السفير الراحل إبراهيم يسري التي لم يستبنها النظام إلا ضحى الغد!

القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
حذر خبراء قانون وعسكريون ومراقبون من خطورة الأيام القادمة حال مواصلة إثيوبيا إنشاء سد النهضة وملء الخزان في غضون أشهر قليلة قادمة، الأمر الذي يعرض الوجود المصري لخطر كبير وشر مستطير.
نشطاء كثيرون أكدوا أن الأمر فصل وما هو بالهزل، مطالبين الجيش المصري بالقيام بدوره في حماية الأمن القومي المصري قبل فوات الأوان، لاسيما أن الفرصة لا تزال سانحة بعد كشف إثيوبيا عن وجهها القبيح.
نشطاء كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي استحضروا روح البطل المصري الراحل عبد المنعم رياض في ذكراه التي تحل هذه الأيام( استشهد في 9 مارس 1969 بين أبنائه من ضباط وجنود الجيش المصري على الخط الدفاعي الأول على قناة السويس في سابقة تعتبر الأولى في التاريخ العسكري الحديث أن يستشهد رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الخط الدفاعي الأول ) مطالبين قادة الجيش بالاقتداء به في هذه الظروف الحالكة.
الخبير العسكري والاستراتيجي الشهير اللواء طلعت مسلم قال إن الأساس في حل أزمة سد النهضة هو الطرق السلمية، مشيرا إلى أن اللجوء للسلاح يجب أن يكون هو الخيار الأخير بعد استنفاد كل المحاولات.
وأضاف مسلم لـ”رأي اليوم” أن القوة في علاج الأزمات ليس لها شكل واحد،بل لها أشكال متعددة،مشيرا إلى أن اللجوء للقوة العسكرية خيار وارد ضمن الخيارات المتاحة أمام مصر حفاظا على حقوقها التاريخية في مياه النيل،لاسيما بعد إعلان إثيوبيا عزمها على البدء في ملء السد بحلول يوليو القادم.
واختتم مسلّم حديثه مؤكدا أنه إذا كُتب علينا الموتُ عطشا، فليكن الموت حربا دفاعا عن حياتنا أشرف لنا وأكرم .
لم يستبينوا النصح!
السفير الراحل إبراهيم يسري لطالما حذر من كارثة إنشاء سد النهضة، حيث أكد أن إنشاء سد يقام بمنطقة بني شنقول عند الحدود السودانية (حوالي 20 كيلو مترا ) سوف ينزع لأول مرة في التاريخ منذ عصر الخديوي إسماعيل تلك السيطرة من دولتي المصب.
السفير يسري تقدم منذ نحو عشر سنوات بمقترحات للقيادة المصرية قبل ثورة يناير، وأعاد تقديمها بعد الثورة لرئيس الوزراء عصام شرف، ثم لوزير الدفاع بعد 3 يوليو 2013 وهي:.تشكيل مجموعة إدارة الأزمة برئاسة الجمهورية دون الإعلان عن أسماء أعضائها وتتكون من خبراء قانونيين وموارد مائية ومخابرات عسكرية ومخابرات عامة وشؤون افريقية وعلاقات ومنظمات دولية .
يؤجل التفاوض مع إثيوبيا إلى أن توقف أعمال البناء في السد، وذلك لحين استجماع جوانب الضغط والردع من خلال اتصالات بالقوى الكبرى والتغلغل في إريتريا واوجادين بالصومال وجيبوتي حيث لا جدوى من التفاوض مع إثيوبيا.
تكثيف التواصل مع دول حوض نهر النيل لتفكيك دعمها لاثيوبيا.
ولكن يبدو أن القيادة المصرية المتتابعة لم تستبن نصيحة السفير يسري حتى الآن.
انقلاب جيوبولوتيكي!
الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي الأهرام والشروق ليس أخطر ما في السد الإثيوبي هو شح المياه وهو بلاشك خطر ولكنه الانقلاب الجيوبوليتيكي والاستراتيجي المترتب علي حلول إرادة أجنبية محل الطبيعة في التحكم في مصدر الحياة الوحيد للمصريين …وإلي الأبد”.
القوة
برأي علي فرج فإن  تدارك هذا الانقلاب ممكن جداً ببيان المقدرة علي الإيذاء.. منها إعطاب التوربينات، و تدمير الموزعات الرئيسية للضغط العالي وتلغيم جسم السد مشيرا إلى أن هذا سهل ولا يحتاج لإرسال جيش؛ فقط عملاء، من نوع “داعش في الحبشة”.
وتابع فرج: “هذا علي مستوى الداخل.. أما المحيط حول إثيوبيا فيشمل التقارب مع الصومال وإريتيريا.. وعربيا”.
ودعا فرج مصر لخلق حالة توجس أزلي مع أثيوبيا و تغذية الخلافات العِرقية و بث الذعر حتى يتم إقامة نظام شفاف تشارك مصر في إدارته .
معالجة الأزمة!
برأي هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مجلة فإن  حوار وزير الرى قبل يومين ومواقف وزارة الخارجية، توضح أن القاهرة تعالج الأزمة بهدوء ووعى وثبات ، فى مقابل التخبط الاثيوبى والارتباك السودانى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالأحد 07 يونيو 2020, 2:14 am

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  P_16183iytt1

وراء أزمة سد النهضة تواطؤ أمريكي صهيوني!

سد النهضة الذي يثير القلق والمخاوف ليس سوى وجه من وجوه الخلل الذي أصاب العلاقات العربية الإفريقية عموما والعلاقات المصرية الإفريقية خصوصا، فبعد أن كان هناك من يولي اهتمام ورعاية وعناية خاصة لدوائر المصير المشترك والمصالح وحسن الجوار، سيطر على العقل الرسمي العربي في عمومه والعقل الرسمي المصري على الخصوص إهمال متعمد وتعال غير مبرر على هذه الدوائر، وعلينا أن نعي سد النهضة حلقة في سلسلة مخطط شامل تقف وراءه واشنطن وتل أبيب لتصفية حسابات قديمة، وكانت مؤجلة مع «القارة العربية»، وفي المقدمة منها مصر عقابا لها على دورها الذي لعبته في زمن الاستقلال والتحرر الوطني، الذي ولى منذ نحو نصف قرن، وتحديدا فور أن وضعت حرب اكتوبر 1973 أوزارها، واتخاذ الرؤساء الذين حكموا مصر مواقف انعزالية ومنغلقة مشينة؛ جالبة للأزمات والفوضى والاستبداد والعنف، وما علينا إلا أن ننظر حولنا لنتأكد من هذا.
وصار القرار السياسي والمصيري المصري، ومن يقلدونه أو يتشبهون به ويسيرون على هداه، صار يأتيهم جاهزا ومعلبا بشأن أفريقيا و«القارة العربية»، وأصبحت نظرتهم لا ترى العالم إلا بعيون الإدارة الأمريكية والحركة الصهيونية ومستوطنيها في فلسطين وفيما وقع تحت احتلالهم من بلاد العرب، ومن دوائر نفوذهم في الغرب والشرق وباقي أنحاء العالم، وأوصلنا كل هذا إلى الوضع الذي نحن فيه، وكثير منا شريك في صناعته، وما أزمة سد النهضة سوى؛ وجه من وجوه مخطط تصفية حسابات قديمة لمرحلة سبقت، عاشها بقايا الكهول، ولم تعشها لا الأجيال الوسيطة ولا الشابة، وتأجلت حتى تهيأت الظروف للتنفيذ، ومصر التي لعبت في الماضي القريب دورا تاريخيا ومحوريا هاما ومؤثرا على المستويات كافة آن أوان استهدافها في وجودها ذاته، فتلحق بشقيقاتها في شرق وغرب وشمال وجنوب «القارة العربية»؛ بعد تصفية دورها، وكان ملء السمع والبصر ومزعجا لقوى الشر العالمية والإقليمية والداخلية.
وعن سد النهضة أشير لرأي باحث متخصص في القضايا العربية والإفريقية هو عادل عامر؛ رئيس المركز المصري للدراسات السياسية والاقتصادية؛ يشير إلى قصة سد النهضة، الذي أثار جدلا لم ينقطع، بأنه ليس سدا واحدا بل سلسلة سدود تقام على مجرى النيل الأزرق، الذي يحمل 136.5 مليون طن من الطمي سنويا، وهي كمية تكفي لردم سد النهضة في غضون خمسين عاما، وهي مدة قصيرة في عمر أي سد، وخطة إثيوبيا إقامة أربعة سدود؛ يتولى كل سد منها حجز كمية منه الطمي تخفف منه قبل وصوله إلى بحيرة سد النهضة، وذلك لإطالة عمر السد لمئتي عام، وتصل سعة هذه السدود التخزينية إلى مئتي مليار متر مكعب، والفاقد منها بالبخر يساوي نحو نصف حصة مصر من المياه!!، وإذا ما علمنا إن تدفقات النيل الأزرق، هي تدفقات رافد صغير لا تتعدى 49 مليار متر مكعب سنويا!! تعجز عن ملء أربع بحيرات لسدود أثيوبية ضخمة؛ مضافا إليها بحيرة ضخمة بحجم بحيرة ناصر للسد العالي المصري!!

صار القرار السياسي والمصيري المصري، ومن يقلدونه أو يتشبهون به ويسيرون على هداه، صار يأتيهم جاهزا ومعلبا بشأن أفريقيا و«القارة العربية»، وأصبحت نظرتهم لا ترى العالم إلا بعيون الإدارة الأمريكية والحركة الصهيونية

وبدا التسويف واستمرار العناد الأثيوبي إعلان حرب مياه على عموم أفريقيا، والأكثر تضررا منها هو الإنسان المصري، والسؤال من صنع ذلك المأزق؟، صنعته سياسات انعزالية مستمرة منذ ما قبل زيارة السادات للقدس المحتلة، وفك ارتباط مصر بـ«القارة العربية» وإفريقيا والعالم الثالث ومنظومة عدم الانحياز؛ تُركت تلك الدوائر عارية؛ تعاني الضمور، وسقطت واحدة تلو أخرى، وأثر ذلك بالسلب على التوازن الدولي، ونتج عنه انهيار الاتحاد السوفييتي، وتصفية الاتحاد اليوغوسلافي، وصار أثرا بعد عين، فضلا عما جرى بسبب التطبيع الرسمي الإسلامي والعربي مع الدولة الصهيونية، وصهينة أغلب السياسات العربية، بما فيها السياسة المصرية ومعها السياسة السعودية ودوائرها الخليجية والإسلامية، وما نتج عنها من حروب أهلية وبينية داخل البلد العربي الواحد وبين البلد العربي والآخر، وعن التخلي عن القضية الفلسطينية، وكأنها لم تكن جزءًا من الوجود العربي والإسلامي، وحقق ذلك انتصارا كاسحا للصهيونية العالمية لم تحلم به يوما.
وتولت أزمة سد النهضة تعرية السياسات العربية وفي قلبها السياسة المصرية، وكشفت تراجِعَها في إفريقيا؛ في وقت تغيرت، فيه القارة السوداء؛ وعادت مسرحا للمنافسة، وحلبة القوى المهيمنة الطامعة في ثرواتها، وتواجه تحديات لا قبل لدولة واحدة على مجابهتها في الظروف والأوضاع المتردية الحالية، وتحول أغلبهم لرديف يزود أعداءه بالطاقة والمال والتأييد والخنوع، ويعمل على تفتيت العرب واستنزافهم وعزل مصر وإبعادها، وهي خسارة فادحة لا يُعوضها غير فك الارتباط بالحركة الصهيونية، وبكل صور ونفايات الطائفية والمذهبية والعشائرية والتكفيرية، وإعادة النظر في العلاقات الأمريكية على أسس جديدة، وبدلا من العمل بالمقولة التقليدية المستهلكة عن «تحييد أمريكا»، والبديل هو التحصين بتحييد النفس بالبعد عن أمريكا، وقد أضحت طاعون العصر، وتشجيع أولي الأمر العرب على مد اليد لانتشال الأبناء من مستنقع الرديف والتبعية والضعف والهوان، وتوعيتهم بالتمسك بقيم المساواة الإنسانية والقانونية، وبالندية وباستقلال الإرادة وبالوحدة الوطنية والقومية.
وسد النهضة، وهو يدخل مراحله الختامية، وضع مصر أمام الأمر الواقع، وتسويف ومماطلة إثيوبيا فقد مبرراته وجدواه، وحقق الأهداف التي سعت إليها أديس أبابا، والمرة الوحيدة التي وقع فيها رئيس الوزراء الأثيوبي على اتفاق مكتوب كان «اتفاق المبادئ»، واعتمد عليه في المماطلة وكسب الوقت، ولم يُقابَل ذلك بحسم من القاهرة، وتم التعامل معه بالطريقة التقليدية، التي أدمنت التنازل ثم التنازل ثم التنازل، وأخطر التنازلات كان للرياض عن جزيرتي تيران وصنافير، ضمن اتفاق ترسيم بين الحدود البحرية بين البلدين (2016)، خلال زيارة الملك سالمان لمصر، وأقرها البرلمان المصري في (2017)، بعد جدال ومشاحنات؛ في البرلمان والرأي العام ودوائر القضاء، وفي العشرين من نفس الشهر أصدر القضاء الإداري حكمه ببطلان الاتفاقية، واستمرار نفاذ أحكام المحكمة الإدارية العليا، ببطلانها، وعدم الاعتداد بأي أحكام قضائية، صدرت أو ربما تصدر من محاكم الأمور المستعجلة، بشأنه.
وقالت الحكومة، (يونيو 2016)، إن إدارتها لجزيرتي تيران وصنافير «ستستمر حفاظا على الأمن القومي المصري والسعودي»، إذا ما تم تسليم الجزيرتين للسعودية، مضيفة أن مواطنيها لن يحتاجوا إلى تأشيرة للذهاب إلى الجزيرتين، وحسب تقرير رسمي؛ «الجانب السعودي تفهم ضرورة بقاء الإدارة المصرية لحماية الجزر وحماية مدخل الخليج، وأقر الاتفاق بقاء الدور المصري إيمانا منه بدور مصر الحيوي في تأمين الملاحة في خليج العقبة».
ورفعت الحكومة المصرية دعوى أمام المحكمة الدستورية العليا، لفض تناقض الأحكام القضائية بشأن الجزيرتين، وقررت هيئة مفوضي المحكمة تأجيل الدعوى لجلسة عقدت في 2017 لتقديم المستندات والمذكرات والمرافعة، ومعنى ذلك استمرار النزاع القضائي، والإشكال هنا؛ كما يراه فقهاء الدستور ورجال القانون هو إنه بنشر الحكم في الجريدة الرسمية انتقلت ملكية الجزيرتين رسميا إلى المملكة السعودية(!!).
وهي نفس روح تعامل الجانب الإثيوبي مع «إعلان المبادئ» (2015)؛ تم التعامل؛ مع أزمة تيران وصنافير، وتخطي الحكم النهائي والبات بملكية مصر للجزيرتين، ونختم بالإشارة إلى الضمير الوطني المصري، وعدم قناعته بنزاهة الوسيط الأمريكي، وتأكده من رفض الحكومة الإثيوبية التوقيع على الاتفاق بالأحرف الأولى ووقع عليه ممثل مصر، واستمر الموقف الاثيوبي المتعنت؛ معتمدا على تفسير حق إثيوبيا في بناء السد كحق مطلق، ونصه الوارد في الاتفاق «يعتبر بناء السد حقا لإثيوبيا على ألا ينجم عنه أضرار جسيمة بمصر والسودان» ولم تر إثيوبيا فيما فعلت أي ضرر وقع على مصر، وضاعت المفاوضات والوساطات، وغاب الضغط الأمريكي الذي راهن عليه الأغبياء على إثيوبيا، وتعزز الحدس الوطني المصري بوجود تواطؤ من واشنطن وتل أبيب لصالح استكمال بناء سد النهضة.. وما زال ملف العلاقات المصرية الإثيوبية والإفريقية مفتوحا!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالأحد 21 يونيو 2020, 8:05 am

سد النهضة وأهمية نزاعات المياه للحركة الصهيونية
19 - يونيو - 2020

سد النهضة وأهمية نزاعات المياه للحركة الصهيونية
 محمد عبد الحكم دياب

 4 حجم الخط
تطرق المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري في كتابه «الصهيونية والحضارة الغربية الحديثة» إلى علاقة اليهودية بالمنفعة، وتوظيفها في الحضارة الغربية الحديثة، وأسس ذلك للنظر إلى الدولة اليهودية بالمعنى السياسي، ككيان وظيفي يخدم هدفين متداخلين؛ الأول هو التماهي مع الظاهرة الاستعمارية منذ نشأتها واتساع الاكتشافات الجغرافية في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي (عام 1492)، وجاء ظهور العالم الجديد مدخلا لولادة كيانات ودول استيطانية؛ جلبت أفواجا بشرية من المستعمرات الأفريقية؛ روجت لتجارة العبيد المطلوبين للسخرة واستصلاح الأراضي وتعمير المساحات الشاسعة. واعتمد المستوطن الأبيض تعاليم وآيات التوراة والتلمود؛ كمحركات عقائدية تُسَوِّغ وتبرر وتشرعن اغتصاب ممتلكات أهل البلاد الأصليين واستيطان قراهم ومخيماتهم، وشاعت على ألسنة المستوطنين القادمين من العالم القديم، وخاصة من أوروبا.
واستقرت هذه القناعات محركة للأيديولوجية الصهيونية وروافدها في الفكر المسيحي الغربي (الأبيض)، وجسدها عمليا الكيان الصهيوني الأصغر في فلسطين، وكان قد سبقه الكيان الصهيوني الأكبر في الولايات المتحدة، وأضحى الصراع على مياه المنطقة الواقعة بين الفرات إلى النيل أحد أهم دوائر النشاط في نطاق المجال الحيوي للمشروع الصهيوني في نقلته الجديدة؛ وكانت فكرته الأولى قد تبلورت في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وحملها نابليون بونابرت إلى مصر والشام؛ وسعى لإقامة الوطن القومي المطلوب، واتجه في تنفيذ خطته نحو وضع يده على فلسطين؛ كنقطة ارتكاز وموقع انطلاق في اتجاه التأسيس والتوسع، ونجح البريطانيون فيما فشل فيه الفرنسيون في تلك المهمة، وقطعوا فيها شوطا طويلا.
كانت وظيفة الدولة الأمريكية إحياء الفكرة الصهيونية، والانطلاق بها في مجال حيوي جديد أكبر؛ لم يكن أرضا خالية من البشر، أو لا يسكنها أحد، ونُفِّذت فيهم الإبادة الوحشية الممنهجة، والتطهير العرقي المنظم، والتهجير القسري المستمر؛ وانتشرت بينهم الأمراض الخبيثة والأوبئة، فخلت الأرض للمستوطنين البيض، وواكب الازدهار الأمريكي استئصال واجتثاث كل ما له بأصحاب البلاد الأصليين والتخلص منهم.!!.
وهذه نفس الفترة التي طُرِد فيها العرب والمسلمون واليهود من الأندلس وشبه جزيرة أيبيريا (أسبانيا والبرتغال).. وجاء الوقت الراهن فاستدار رعاة ذلك المخطط الدامي. وولوا وجوههم شطر «القارة العربية»، وقد استسلمت الغالبية العظمى من حكوماتها وأغنيائها لمخطط الصهينة، ومُنِحوا رخصا للإبادة المجانية، بطرق شيطانية برع فيها العنصريون والمتطرفون والقتلة، وهذا جعل من اليهودية السياسية؛ مرادفا دقيقا للصهيونية؛ بجرائمها ووحشيتها، ومزجها بين سرقة موارد المياه ومطلب الأمن؛ أمن المستوطنين، وما سيطرة الدولة الصهيونية على هضبة الجولان السورية إلا لوجود منابع نهر الأردن بها.
وغير ذلك حجج واهية مع تطور صناعة السلاح، وما أدى إليه الانتصار العسكري للجيوش العربية على الجيش الصهيوني عام 1973 وإسقاط نظرية الأمن الصهيونية، وفقدان السيطرة على جنوب لبنان بعد 20 عاما من احتلاله، وما زالت تطمع في العودة إليه بسبب مياه نهر الليطاني، الداخل ضمن دوائر المشروع الصهيوني منذ بداية التفكير فيه، وما كان عمل تل أبيب الدؤوب لتقوية علاقاتها بأنقرة وأديس أبابا إلا من أجل الموارد المائية للعراق ومصر وسوريا، وهكذا تتأكد العلاقة التي تربط موارد مياه المشرق العربي، وبين مياه النيل.

يعكس التحالف الصهيوني الأثيوبي في مدخل البحر الأحمر، وفي منابع النيل؛ يعكس حالة متناقضة؛ بتأثير الأوضاع الاقتصادية المنهارة، ومن هزيمة الجيش الأثيوبي في إقليم التيغراي وفي اريتريا

وتم نقض اتفاقيات ومعاهدات خاصة بتنظيم مياه النيل، وأصبح عدد منها محل نظر، خاصة تلك التي أُبرِمت مع سلطات الاستعمار قبل الاستقلال، ومن بينها اتفاقية انكلو ـ أثيوبية (1902م)، وتم تعيين حدود أثيوبيا مع السودان بموجبها، وتعهدت فيها أديس أبابا بالا تقيم ولا تسمح بإقامة أية منشأة على النيل الأزرق أو بحيرة تانا أو السوباط يكون من شأنها وقف تدفق المياه الى نهر النيل الا بالاتفاق مع حكومتي بريطانيا والسودان، والتأكيد على مبدأ عدم عرقلة الأنهار التي تنبع من أثيوبيا واريتريا في معاهدة عام 1906م الثلاثية بين فرنسا وبريطانيا وايطاليا.
واتفاقية عام 1929م بين مصر والسودان، صاغتها لجنة ثلاثية دولية من ممثلي بريطانيا وأمريكا والهند عقب خلاف مصري سوداني حول حصة كل منهما من المياه، ثم استقرت الدولتان علي اتفاقية عام 1959م المبرمة بمناسبة البدء في بناء السد العالي ورتبت حقوق الدولتين المائية فيها، وحسب ما جاء في دراسة عن قضايا المياه في الصراع العربي/ (الاسرائيلي)؛ الصادرة عن المركز الديمقراطي العربي للباحث حسين خلف موسى، جاء فيها؛ قدمت الحكومة الأثيوبية مذكرة عام 1957م إلي مصر والسودان، تشير إلي حق إثيوبيا في مياه النيل النابعة من أراضيها، ونقضت فيها اتفاق عام 1902م، وتمسكت بمبدأ ممارسة السيادة علي منابع النيل الأزرق وعطبرة. وتزامن رفض الحكومة الأثيوبية للاتفاقية مع الإعلان عن نتائج دراسة لتنمية الأراضي الزراعية الأثيوبية، واقترحت ردا على مشروع السد العالي، إقامة 36 سدا وخزانا، ولم تر هذه المشاريع النور، وظلت موجبات النزاع قائمة كلما توترت العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا.
وينتظر المتربصون وهم كثر الرؤية الصهيونية الجديدة للتسوية، وقيامها على ما يُسمَّى التكامل الإقليمي؛ يربط دول المنطقة بصيغة أشبه بالسوق المشتركة؛ في مجال الزراعة، وتصدير تقنية الري لمصر، واستخدام نظام فعال للمياه بهدف دعم التنمية الزراعية المصرية، وهذه رؤية مطابقة للرؤية الأمريكية، وتربط بين إعادة توزيع المياه وبين مسار التسوية السياسية، وبذلك تم إدخال قضية المياه (الفنية) في صلب تسوية (سياسية)؛ ترتب عليها صياغة نظام إقليمي جديد يوظف الموارد المائية في رفع وتيرة تطبيع علاقات تل أبيب بالقاهرة.
وكانت الدولة الصهيونية قد استغلت التقارب مع أثيوبيا في عهد الإمبراطور هيلاسلاسي؛ من أجل تهديد مصر في حقل المياه، حيث 85 في المئة من احتياجات مصر المائية تنبع من أثيوبيا، وبلغت حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب، وبلغ العجز المائي 14.5 مليار متر مكعب، أما السودان فحصته 18.5 مليار متر مكعب، ويستهدف زيادة الرقعة الزراعية من 4.5 مليون فدان إلى 9 ملايين فدان، وهذا يحتاج إلى 14.8 مليار متر مكعب، وبذلك يكون العجز المائي عند مصر والسودان 38 مليار متر مكعب، وهذه كمية ممكنة التدبير بعد تنفيذ مشروعات أعالي النيل، وتتولاها مصر والسودان معا، ومتوقفة حاليا.
أما السادات الذي اقترح بعد زيارته للقدس المحتلة، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد؛ اقترح سحب حصة من مياه النيل، وحفر «ترعة السلام» من تحت قناة السويس؛ تصل لسيناء ومنها إلى النقب (1979م)، ووجد اقتراحه معارضة داخلية وعربية وأفريقية شديدة منعت التنفيذ، هذا بجانب اقتراح قدمه مشارك في «ندوة التعاون الاقتصادي لدول الشرق الأوسط» في لوزان السويسرية عام 1989م، وهو الرئيس الأسبق لجامعة تل أبيب؛ حاييم بن شاهار؛ تقدم باقتراح أن تقوم حكومة مصر بالتنازل لحكومة تل أبيب عن نسبة 1 في المئة من مياه نهر النيل؛ عبر الأنابيب؛ تستخدمها في مشاريع التنمية الزراعية.
ومع ذلك يعكس التحالف الصهيوني الأثيوبي في مدخل البحر الأحمر، وفي منابع النيل؛ يعكس حالة متناقضة؛ بتأثير الأوضاع الاقتصادية المنهارة، ومن هزيمة الجيش الأثيوبي في إقليم التيغراي وفي اريتريا، والوقوع تحت ضغط الحاجة لأسلحة وخبراء وعسكريين صهاينة لمواجهة الهزيمة، وتستمر في ابتزاز مصر، وإعاقة أي دور قد تؤديه للقضية الفلسطينية وتطوراتها، أو لجمع العرب في مواجهة التوسع الصهيوني غير المسبوق، وهو شيء تعجز الرئاسة المصرية الحالية عن القيام به، فهي عاجزة وفي حاجة لمعجزة تخلصها من هذا العجز الذي تعيشه!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالجمعة 03 يوليو 2020, 6:50 am

المسافة صفر - سد النهضة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالجمعة 03 يوليو 2020, 6:55 am

المسائل الحاسمة فى قضية سد النهضة

السفير د عبدالله الأشعل
نعالج عشرة مسائل حاسمة على الاقل فى قضية سد النهضة حتى يمكن فهم جوانب الموضوع فى صورة سؤال و جواب.
السؤال الاول: أليس من حق اثيوبيا ان تبنى سد النهضة اذا كان له عائد اقتصادى  وتنموى؟
الإجابة: نعم، من حق اثيوبيا ان تبنى سد النهضة ولكن بالاتفاق مع دولة المصب و ضمان الا يكون السد  -مهما كانت مزاياه لاثيوبيا – اعتداءا على الحقوق القانونية لدولة المصب.
السؤال الثانى: لماذا اختارت اثيوبيا النيل الأزرق لتبنى عليه سد النهضة رغم وجود انهار دولية و محلية و بحيرات عديدة، و بهذه المواصفات التى تهدد وجود مصر ؟
الاجابة: قرار اثيوبيا يتستر بالكهرباء و التنمية ولكن اختيار النيل الازرق مقصود بهدف الاضرار الجسيم بمصر لأن85% من حصة مصر من المياه مصدرها النيل الأزرق كما اختارت اثيوبيا بناء السد فى اطراف حدودها قرب الحدود مع السودان الجنوبى حتى اذا انهار السد يضر بالسودان و مصر بعيدا عن اثيوبيا.
السؤال الثالث: هل صحيح ان اثيوبيا اخذت تفويضا من مصر و السودان فى اعلان الخرطوم فى ان تتصرف كما تشاء من طرف واحد ولا تلتفت الى أى مفاوضات أو مقترحات مصرية؟ بعبارة اخرى هل مصر فرطت فى اعلان الخرطوم فى حقوقها لصالح اثيوبيا مقابل حسن نيتها و املها فى عطف اثيوبيا عليها، و ما أهمية تأكيدات اثيوبيا بأنها لن تضر مصر مطلقا؟
الاجابة: اعتمد اعلان الخرطوم على قاعدة لاضرر ولا ضرار و به التزامات قانونية المفروض ان تنفذها اثيوبيا بحسن نية و هو مبدأ اساسى فى القانون الدولى،  ولكن اثيوبيا غيرت سلوكها و استغلت حسن النية فى كسب الوقت بالمفاوضات العبثية و لم تصدق مصر حتى الآن ان اثيوبيا كانت تضمر شرا لمصر منذ البداية و لا تريد ان تصدق فلا تستطيع اثيوبيا الزعم بأن اعلان الخرطوم اعطاها الحق فى التصرف من طرف واحد بهذا القدر من التعنت و الصحيح انها انتهكت هذا الاعلان كما انتهكت كافة قواعد القانون الدولى للأنهار الدولية.
السؤال الرابع: هل صحيح ما تزعمه الحكومة الاثيوبية لشعبها بأن مشروع السد هو طريق الخلاص من الفقر و من هيمنة مصر على قرار استخدام مياهها فى اراضيها؟
الاجابة: لمصر حقوق قانونية وفق المعاهدات الدولية منها ثلاثة مع اثيوبيا و كذلك اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بالاستخدامات غير الملاحية للمجارى المائية الدولية.
السؤال الخامس: ما هو الهدف الحقيقى لبناء السد و تعليق كل هذه الآمال عليه  واعتباره مشروعا قوميا تاريخيا؟
الاجابة: تؤكد الدراسات الدولية حول الجدوى الاقتصادية للسد أنه لا توجد له جدوى اقتصادية و أنه لن يخدم التنمية فى اثيوبيا لأن الاستفادة منه فى تصدير الكهرباء تقصر عنها موارد اثيوبيا كما ان هدف السد و مواصفاته الفنية حتى اخفتها اثيوبيا عن مصر و السودان تجعل سقوطه محتملا و ضرر بنائه و سقوطه مؤكد. فالهدف الحقيقى لبناء السد هو الاضرار بمصر و خداعها و استعداء الشعب الاثيوبى عليها و حشد الشعب خلف الحكومة فى الاضرار بمصر تحت ستار التحرر من الهيمنة المائية المصرية المزعومة، و اثيوبيا تعلم جيدا ان النيل هو مصدر المياه الوحيد لمصر و ان قطع المياه عنه يعنى ابادة الشعب المصرى و اختفاء مصر من الخريطة.
السؤال السادس: هل ادركت مصر من البداية نوايا اثيوبيا و لماذا استمرت فى مفاوضات تعلم انها تكسب اثيوبيا وقتا لكى تستكمل بناء السد و البدء فى ملئه حتى قبل الاتفاق مع مصر و هل هددت مصر اثيوبيا حتى ترتفع نبرة تصعيد القيادات العسكرية فى اثيوبيا بتهديد مصر؟
الاجابة: لابد ان الحكومة المصرية ادركت نوايا اثيوبيا من ادلة كثيرة منها انها رفضت التعاون فى الدراسات الفنية لتقييم اضرار السد، و منها انها ابقت كل ما يتعلق بالسد سرا و لم تخطر مصر او تطلب موافقتها حسبما يلزمها القانون الدولى، بل تعتبر طلب الموافقة انتقاصا لسيادتها. ولم تهدد مصر اثيوبيا بل كظمت غيظها
السؤال السابع: هل لاثيوبيا الحق فى اراضيها و مياه النيل التى تغذى بها النيل فى ان تستخدم ما تشاء و بالطريقة التى تشاء و اذا بقى شئ يمكن اطلاقه الى دولة المصب؟
الاجابة: القاعدة فى القانون الدولى ان الدولة حرة داخل حدودها بشرط ألا تسبب ضررا لغيرها. أما نهر النيل فهو نهر دولى تحكمه قواعد القانون الدولى كما تلتزم اثيوبيا بالتزامات محددة فى اتفاقات محددة بألا تبنى مشروعات على اعالى النيل بحيث تؤثر على كمية المياه الواصلة الى مصر و هذه الاتفاقات كانت اثيوبيا فيها دولة مستقلة و لم تكن هذه الاتفاقات استعمارية كما تزعم اثيوبيا. ثم ان القانون الدولى للأنهار الدولية لا يخص دولة المنبع بميزات تفوق تلك الممنوحة لدولة المصب و ألزم دولة المنبع بالاخطار عن مشاريعها المائية التى قد تؤثر على دولة المصب، و الاتفاق معها، وليس من حق دولة المنبع فرض الأمر الواقع الضار على دولة المصب. ثم أن اثيوبيا لم تحترم مبدأ حسن النية فى كل ما يتعلق بالسد سواء بالإخطار أو بالتشاور أو بالتفاوض للتوصل الى اتفاق حول بناء السد وضمانات سلامته و حول ملئه.
السؤال الثامن: هل ضرر السد محقق أم أنها مبالغة مصرية كما تزعم اثيوبيا و هل تستولى مصر على معظم مياه النيل حقا و هل اثيوبيا التى تسقط الامطار عليها و تسهم بمعظم مياه النيل الواصلة الى مصر لها الحق فى الاستفادة بمياهها على الوجه الذى تريد؟
 الاجابة: تشير الدراسات الى أن أى خفض فى حصة مصر يؤدى الى ضرر بالغ لأن حصة مصر هى الحد الأدنى خاصة و أن مصر بهذه الحصة دخلت مرحلة الفقر المائى مع تزايد السكان و الاحتياجات المنزلية و الزراعية و الصناعية و لا شك أن السد بهذه المواصفات يؤدى الى حرمان مصر من معظم حصتها مما يسبب ضررا بالغا بالزراعة و المزارعين و بالسد العالى و بأختصار يؤدى الى فناء مصر و لو قارنا مكاسب اثيوبيا بضرر مصر نجد أنه لا يجوز مطلقا افناء مصر لقاء أى مكاسب خاصة اذا ادركنا ان المكاسب سياسية فى علاقة الشعب بالحكومة و انه لا جدوى اقتصادية مؤكدة لهذا السد. نعم تحصل مصر على معظم مياه النيل لسبب بسيط و هو ان اثيوبيا لديها موارد مائية هائلة مقابل مصر التى ليس لديها اى بديل عن نهر النيل و حتى المياه الجوفية تعتمد على هذا النهر. و المهم ان مصر تحصل على المياه التى تصل اليها ولا تنتزع هذه المياه من اثيوبيا. و ليس لدولة المنبع ميزة بسبب وقوعها فى المنبع فهذا وضع جغرافى لا تتميز به على دولة المصب.
السؤال التاسع: هل صحيح ان مجلس الأمن كما تزعم اثيوبيا لا دور له فى النزاع المصرى الاثيوبى؟
 الاجابة: اذا طلبت مصر تدخل مجلس الأمن بسبب اصرار اثيوبيا على جريمة ابادة الشعب المصرى عبر امتهان القانون الدولى فان هذه الجريمة تهدد السلم و الأمن الدولى و هو صلب اختصاص مجلس الأمن، و يكون الطلب المصرى قائما على أساس قانونى سواء طلبت عقد المجلس أو احاطت رئيسه بما يلزم.
السؤال العاشر: ما هو الاجراء الذى يوقف ملء السد قبل ان تتفق الدول الثلاث على ذلك؟
  الاجابة: لجوء مصر الى تدويل المشكلة و خاصة عرضها على محكمة العدل الدولية طلبا لاجراء تحفظى عاجل و هو وقف ملء السد لحين البت فى صلب النزاع.
نائب وزير الخارجية المصري السابق










الفصل الأخير للأزمة يُكتب في واشنطن

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالسبت 20 فبراير 2021, 7:23 am

قراءة متأنية في أزمة سد النهضة  

منتصر عمران
هل يُمكن تصوّر الحياة على وجه الأرض دون وجود المياه؟ طبعا الاجابة بكل تأكيد لا …لا وجود للحياة بمفهومها الواسع بدون مياه ..يقول الله عز وجل ( وجعلنا من الماء كل شئ حي )فالمياه أصل الحياة
منذ عشر سنوات أثيرت قضية السد النهضة الأثيوبي كقضية حياة أو موت للشعب المصري، ولما لا ، ومصر هبة النيل منذ قدم الحياة على كوكب الأرض
وأصبحت القضية منذ وقت الإعلان عن بدء البناء وهي الشغل الشاغل للمواطن المصري البسيط قبل قبل النخب السياسية
ونعلم أن  مصادر المياه متنوعة ومنها العذب ومنها المالح وان كانت نسبة المياه المالحة هي الأعلى بمراحل من المياه العذبة حيث أن المياه العذبة لا تزيد عن نسبة ١٠% من المياه المالحة ومصادر المياه هي البحار، والمحيطات، والأنهار، والمياه الجوفية ومياه الأمطار،
والذي يهمنا نحن كمصريين هو مياه الأمطار والتي هي اساس تكوين مياه النيل …والمعلوم عن مياه الأمطار لا تتوافر طوال العام، كم أنّها تتساقط بشكلٍ متفاوت من موسمٍ شتويّ لآخر، وعدم تساقطها يتسبب في الجفاف؛ ومن هنا ظهرت الحاجة إلى إيجاد طرق لتخزين المياه المطرية المتساقطة في موسم الشتاء لإعادة استخدامها في موسم الصيف ..فظهر ما يسمّى بالسدّ.مما يعني أن بناء السدود ليس من أجل التهديد والوعيد …وقد عرف علماء المياه والسداد السد بأنه  تعريف  منشاة هندسية تُبنى بمواصفات محدّدة ومناطق معيّنة بهدف تخزين مياه المطر الهاطة في موسم الشتاء، وغالبا تكون استخدامات مياه السدود  في عملية إنتاج الطاقة الكهربائية.
نأتي إلى بناء سد النهضة ، فما دام البناء قد اكتمل وأصبح أمر واقع لا يمكن تجاهله ، وأصبح الكلام الآن عن كيفية ملأ بحيرة السد وكيفية تشغيله وهل ستتأثر حصة التاريخية من المياه ..هذا ما تقوم عليه المفاوضات الآن بين الأطراف الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا والتي انتهت حتى الآن بدون التوصل إلى اتفاق مشترك فكل فريق يتمسك بما يراه …وان كان شق سنوات التخزين والشق القانوني هما العائقان في تحقيق أو توقيع الاتفاق
ومعظم الخبراء يؤكدون أن عملية التخزين كما يدعيها الجانب الأثيوبي صعبة التحقيق وإنما يفاوض بها من أجل الابتزاز والدعاية الإنتخابية للحكومة ..والمعلوم أن سعة التخزين هي التخزين تقدر ب ٧٥ مليار متر مكعب يمكن تخزينها خلال ٦ شهور فقط ولكن عندما تأتي شهور الأمطار من شهر مايو وحتى يوليو والتي تقدر كمياتها ب ٥٠ مليار متر مكعب مما يجبر السلطات الإثيوبية لفتح العيون الأربعة للسد للتخلص من هذه المياه لان في بقائها أضرار كبيرة بالسد
وعليه فإن تصريحات المسئولين الاثيوبيبن  من آن لآخر للبدء في التخزين ما هي إلا رسالة موجه للداخل علاوة على كونها دعاية للحصول على التمويل من قبل بعض المنظمات والدول التي لها اغراض في مياه النيل خدمة للكيان الصهيوني وذلك عن طريق ابتزاز  الدولة المصرية بالتهديد لزعزعة الاستقرار الداخلي لما يعلمون من تأثير نهر النيل على حياة المواطن المصري.
لذا أرى أن قضية سد النهضة حلها سيكون سياسي دبلوماسي بعيدا عن الحل العسكري مهما تعقدت المفاوضات وكثرة التحديات.
كاتب مصري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالسبت 20 فبراير 2021, 7:25 am

وبدأت أخطر 4 أشهر على المصريين من سد الإثيوبيين.. موقف إدارة بايدن لا يبشّر والحل في “القاهرة” ومثقفون يؤكدون أن الصمت جريمة كبرى ويحذّرون من خطر الإبادة الجماعية

 
أكد مثقفون مصريون أن الصمت على خطر السد الإثيوبي جريمة كبرى ،محذرين من خطر الإبادة الجماعية الذي يهدد أكثر من مائة مليون مصري نتيجة إنشاء سد النهضة على النيل.
جاء ذلك عقب ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية وقوله إن تعليق المساعدات الأمريكية لأديس أبابا لم يعد مرتبطا بسد النهضة، بل بما يجري في تيغراي.
أخطر 4 أشهر!!
من جهته قال محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إن أهم مرحلة زمنية فى حل أزمة السد الإثيوبي هى الشهور الأربعة القادمة والحاسمة.
وأضاف علام أنه ليس هناك دلالات على اهتمام دولى مؤثر بهذه القضية إلا فى حالة المخاطر، مشيرا إلى أنه بدون تدخل دولى سريع وقوى قد تكون هناك تغيرات إقليمية مؤثرة فى المنطقة.
وخلص علام إلى أن أثيوبيا لن تسمح بأى تحرك إفريقى مؤثر لحل هذه الأزمة،ولن تسمح مصر بالملء الثانى للسد الإثيوبى تحت أى ظرف.
وقال إن هناك سيناريوهات متعددة للتحرك المصرى فى الشهور القادمة.
هاني رسلان الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وصف موقف إدارة بايدن من أزمة سد النهضة بالرخو.
لا سبيل إلا الحرب
من جهته قال الأديب المصري عباس منصور إن كارثة سد النهضة لن تحل بغير الحرب، مشيرا إلى أنها باتت جبهة للحرب مع إسرائيل أرادتها بعيدا بعيدا عن حدودها مع مصر.
وأضاف منصور أن خطر الإبادة الجماعية بات يهدد المصريين بقوة مستغربا من الصمت واللامبالاة التي تخيم على الشارع المصري.
موقف لا تحسد عليه
برأي ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل فإن مفاوضات سد النهضة تتعقد بعد تولى بايدن رئاسة امريكا ،مشيرا إلى أن بوادر سياسته ضد مصر تلوح فى الأفق.
وتابع الشهابي: “البداية بايدن يلغي العقوبات التى وقّعها ترامب على اثيوبيا بعد رفضها عن التوقيع على اتفاقية سد النهضة التى أجريت مفاوضاتها فى واشنطن ويوافق على صرف مبلغ المعونة المتوقف لها”.
واختتم الشهابي مؤكدا أن مصر باتت فى موقف لاتحسد عليه.
الحل في القاهرة
في ذات السياق أكد البعض أن الحل في القاهرة وليس في أي مكان آخر، في إشارة منهم إلى ضرورة تدمير السد الذي يهدد الوجود المصري.
الصمت خيانة
في ذات السياق دعا مراقبون إلى إثارة قضية السد الإثيوبي بقوة، وعدم شغل الرأي العام بقضايا تافهة، والتركيز بقوة على قضية النيل المصيرية، مؤكدين أن الإعراض عنها خيانة كبرى.
آخرون أكدوا أن الأمر جلل وبحاجة إلى هبة لإنقاذ أنفسنا وأولادنا وأهلنا قبل فوات الأوان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالأحد 07 مارس 2021, 6:58 am

ما مبررات إثيوبيا لرفض تدويل أزمة ملف سد النهضة؟

بينما تدفع الخرطوم والقاهرة باتجاه تدويل أزمة سد النهضة وإدخال أطراف دولية في التفاوض، تصر أديس أبابا على الطابع الثلاثي للأزمة والبقاء تحت مظلة أفريقية.

ومع اقتراب إثيوبيا من الملء الثاني لسد النهضة -المقرر في يوليو/تموز القادم- اقترحت السودان تكوين وساطة رباعية مكونة من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة، للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.

المقترح ذاته أيدته مصر وطالبت بضرورة تطوير آلية المفاوضات تحت رعاية وإشراف رئيس دولة الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي باعتباره رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.

وكانت إثيوبيا -على لسان المتحدث باسم خارجيتها دينا مفتي- قد أعلنت رفضها لأي وساطة خارج إطار اتفاقية إعلان المبادئ (الموقعة بين الدول الثلاث) ورعاية الاتحاد الأفريقي.

وفي وقت سابق، قال دينا مفتي في مؤتمر صحفي إن أي طرح خارج اتفاقية “إعلان المبادئ” لن يكون مقبولا.

وقد أجمع مراقبون إثيوبيون على أن رفض أديس أبابا للوساطة الرباعية كان أمرا متوقعا، انطلاقا من كونها تمسكت برفض التدويل في كل مراحل المفاوضات التي دخلت عقدها الثاني.

تقدير الجهد الأفريقي
يوضح المحلل السياسي أندو ألم سيساي أن الرفض الإثيوبي يأتي من باب احترام وتقدير جهود الاتحاد الأفريقي، مشيرا -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الدعوة إلى مبادرات أخرى -في ظل وجود رعاية أفريقية جارية فعلا ولم يعلن حكمها صفارة النهاية- هي تقليل من شأن الاتحاد الأفريقي ومن جهوده في السعي إلى حل عادل لأزمة سد النهضة.

وأشار سيساي إلى أن مبدأ الوساطات الدولية يتنافى مع اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة بين الدول الثلاث عام 2015، والتي تنص مادتها العاشرة صراحة على أن تسوية المنازعات تتم بالتوافق بين الأطراف، وفي حال إخفاقهم يمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق أو الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول والحكومات.

تجاهل التعقيدات
أما الباحث عمر أحمد، فأوضح أن الوسطاء الدوليين يجنحون عادة إلى تجاهل التعقيدات وحقيقة الموقف الأخلاقي، فضلا عن وجود ثغرات في الصيغة النمطية لمقاربات الحلول التي يقدمونها.

وقال إن الوسطاء الدوليين عادة يبدؤون بالدعوة إلى إيقاف أي نشاط من شأنه تعقيد الأزمة، وهو ما يعني إيقاف بناء سد النهضة والتعبئة، ثم الانخراط في مفاوضات تنتهي بتقديم التنازلات.

وأضاف أن هذا السيناريو إجراء مألوف للوساطات أينما وجدت، مبيّنا أن هذا قد يكون حلا في حال افتراض تكافؤ الحقوق، “إلا أن إثيوبيا لا تمتلك أصلا أي حقوق في مواردها المائية، فضلا عن وجود أطراف انتهازية تدرك جيدا قابلية هذه الوساطات للتلاعب والاستغلال، والوساطة الأميركية تجربة واضحة”.

وخلص أحمد إلى أن إثيوبيا واعية لما تتضمنه هذه الوساطات من عواقب، وتعتبر الانخراط فيها خطأ من الناحية المبدئية ولا تقتضيه الحكمة.

اتفاق الخرطوم والقاهرة
 وحول الاتفاق بين القاهرة والخرطوم وقدرته على تشكيل ضغط على أديس أبابا، استبعد أندو ألم سيساي هذه الفرضية، مبينا أن الموقف الإثيوبي يستمد قوته من رعاية الاتحاد الأفريقي للمفاوضات والتزامه بالمضي قدما في هذا المسار حتى النهاية.

 وقلل سيساي من قيمة الحديث عن احتمال تغير موقف الاتحاد الأفريقي بفعل قرب رئيس الدورة الحالية ورئيس الكونغو الديمقراطية من مصر.

وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي مؤسسة إقليمية ولا تتأثر مواقفها بذهاب وقدوم أشخاص، كما أن رعاية المفاوضات يديرها مكتب هيئة الاتحاد الأفريقي وهو مكون من 5 رؤساء دول أفريقية.

 وقال الباحث عمر أحمد إن إثيوبيا تستمد موقفها من المواثيق الدولية والأفريقية التي تضمن حقها في التنمية واستخدام مواردها المائية، وفق تعبيره.

وأضاف أحمد أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مارس ضغطا كبيرا على إثيوبيا وقطع عنها المساعدات وحرض على قصف سد النهضة، إلا أن إثيوبيا ظلت متمسكة بموقفها ولم تتزحزح.

وختم بالقول “إذا كانت إثيوبيا استطاعت تحمل ضغط أكبر دولة، فمن باب أولى أن تتحمل ضغط ما دونها”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة      سدّ إثيوبيا   -   ملف سد النهضة  Emptyالخميس 15 أبريل 2021, 5:41 pm

سدّ إثيوبيا وخيارات مصر والسودان المفتوحة!

كرّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الأربعاء، وللمرة الثانية، تلميحاته المهددة لإثيوبيا فيما يخص حصّة مصر المائية من نهر النيل، وقال إن «جميع الخيارات مفتوحة» للتعامل مع سدّ «النهضة» الإثيوبي، مشيرا إلى أن على الدول جميعا أن «تتعلم» من المواجهات السابقة بين الدول.
بُعيد تصريحات السيسي التي تحدث فيها عن «خط أحمر» في 30 آذار/مارس الماضي، أظهر الطرفان، المصري والسوداني، تهديدا بالقوّة العسكرية عبر قيامهما بمناورات «نسور النيل 2» المشتركة بين قوات البلدين التي اختتمت الأحد الماضي، وقامت خلالها مقاتلات «ميغ 29» مصرية بالتحليق في أجواء السودان انطلاقا من قاعدة مروي الجوية، كما شهدت الخرطوم زيارات من مدير المخابرات الحربية المصرية خالد مجاور ورئيس المخابرات العامة عباس كامل ورئيس هيئة الأركان محمد فريد.
قام السودان، من جهته، وعلى لسان ياسر عباس، وزير الموارد المائية، باستخدام تعبير «الخيارات المفتوحة» لكنّ لهجة الوزير لم تصل إلى حد التهديد غير المباشر بالحرب، وبدا أن ذروة تلك «الخيارات المفتوحة» من وجهة نظر السودان تتعلق باستخدام آليات القانون الدولي عبر اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، وشكوى أديس أبابا إلى المنظومة الدولية بعد أن فشلت وساطة الاتحاد الأفريقي، وليس الحرب المباشرة معها.
على عكس المرتجى من هذه التصريحات والمناورات واللقاءات فقد فشل اجتماع العاصمة الكونغولية كينشاسا بين الأطراف الثلاثة، وتمسكت أديس أبابا بقرار ملء السد، معتبرة ما أثير من قبل مصر والسودان من تأثر بعملية الملء السابقة غير حقيقي، وأكد وزير الري الإثيوبي، سليشي بيكيلي، أن إثيوبيا ستخزن نصيبها وحقها المشروع من مياه النيل، واصفا من يفكر بالإضرار بسدّ النهضة بـ«الجنون».
اتبعت إثيوبيا خطوة أخرى وهي ضم قضية الخلاف الحدودي مع السودان إلى قضية سد النهضة في ملف واحد، وكان لافتا وجود وساطة إماراتية بين البلدين بهذا الاتجاه، وهو ما رد عليه «مصدر عسكري سوداني» بالقول إن القوات المسلحة السودانية «لن تتنازل عن أراضيها التي استعادتها قرب الحدود مع إثيوبيا» مطالبا «المبادرة الإماراتية» بالضغط على إثيوبيا ومطالبتها بعدم ربط القضيتين.
يذكّر فتح إثيوبيا لقضية الحدود السودان بخلافه الحدودي مع مصر في شلاتين وحلايب، وهو ما يفسّر، على الأغلب، التوجّه السوداني للمراهنة على الضغط الدبلوماسي الدولي على أديس أبابا بدل التورّط في مغامرة عسكرية يقودها الجيش المصريّ على الأراضي السودانية، وسيكون لها ارتداداتها على السودان المحاذي لإثيوبيا وليس على مصر البعيدة جغرافيا عنها.
رغم تصعيد التهديدات اللفظية والمناورات العسكرية فإن الأطراف الثلاثة المشتبكة في قضية سد النهضة تدرك التداعيات الكبرى التي يمكن أن يتركها عمل عسكري، حتى لو كان ضربة عسكرية محدودة، على بلدان لديها خلافات حدودية وتعاني مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية هائلة، فكلفة العمل العسكريّ لا تقدّر بعدد الطلعات الجويّة والقنابل المستخدمة بل بمجمل الديناميّات السياسية الدولية والمحلية التي سيطلقها، وهي معادلة متعددة المجاهيل، ولا أحد يستطيع تقدير نتيجتها النهائية.





بعد إصرار إثيوبيا على الملء الثاني لسدّ النهضة… السودان ومصر: «كل الخيارات مفتوحة»

جدّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، تحذيره لإثيوبيا من المساس بأي نقطة مياه من حصة مصر من مياه النيل، مؤكدا أن “كل الخيارات مفتوحة”، وهو الموقف ذاته التي أعلنه السودان، فيما أكدت إثيوبيا تمسكها بالملء الثاني للسد.
وزاد السيسي، في كلمة خلال افتتاح مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية في العاصمة الإدارية الجديدة : “لا داعي لمرحلة تمسون فيها نقطة مياه من مصر. الخيارات كلها مفتوحة والتعاون أفضل”. وزاد:” سبق وقلت إن مصر تقدر التنمية بشرط ألا تمس مصالحها، وكلامنا لم يتغير، ولم نقل كلاما ونتراجع عنه”. وأضاف: “نحترم التنمية في إثيوبيا لتحسين أحوال الشعب الإثيوبي، في إطار أن يكون هذا الأمر بدون المساس بمصالح مصر وهذا الكلام واضح”.
كذلك قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، أمس الأربعاء، إن “كل الخيارات تبقى مفتوحة أمام السودان، بشأن مسألة سد النهضة، بما فيها اللجوء لمجلس الأمن”.
وبيّن عباس في مؤتمر صحافي عقده أمس في مقر وكالة “السودان للأنباء” (سونا) إثر عودته عقب مشاركته في مفاوضات كينشاسا بخصوص سد النهضة أن بلاده “لديها سيناريوهات عدة للتعامل مع أزمة سد النهضة، بما في ذلك الذهاب لمجلس الأمن”.
ولفت إلى “وجود فريق تفاوضي يحدد الخيارات المقبلة للتعامل مع إثيوبيا”.
وزاد أن “عملية ملء السد دون اتفاق تهدد السودان بشكل مباشر، وتعرض حياة 20 مليون مواطن للخطر”، مبيناً أن “هذا القول ليس من قبيل الدعاية والتهويل الإعلامي، ولكنه توصيف للحقائق”.
إلى ذلك أكد وزير المياه والري الإثيوبي، سيلشي بيكيلي، أن بلاده ستواصل ملء خزان السد الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب، خلال موسم الأمطار المقبل الذي يفترض أن يبدأ في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو.
وقال في مؤتمر صحافي “مع تقدم البناء يتم ملء” السد. وأضاف “لن نتخلى عن ذلك” .
وبين أن اجتماع كينشاسا بشأن سد النهضة الذي انتهى بالفشل أمس الأول الثلاثاء، شهد توضيح موقف إثيوبيا.
وأوضح أن بلاده تنتظر قرار رئيس الكونغو الديمقراطية بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي، بشأن استئناف المفاوضات.
وزاد أن الدعوة لرباعية دولية للمشاركة في المفاوضات تعتبر تخطيا لدور الاتحاد الأفريقي، وتنتقص من سيادة أفريقيا، حسب تعبيره.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سدّ إثيوبيا - ملف سد النهضة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسار النيل الأزرق داخل إثيوبيا من بحيرة تانا و بحر دار إلى سد النهضة.
» المسلمون في إثيوبيا
» عملية تحطيم إثيوبيا
»  هرر او “أبادر”، أحد أهم أقاليم إثيوبيا
» إثيوبيا.. قصة نهضة كبرى في إفريقيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: وثائقي-
انتقل الى: