عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: حكم الإفطار في السفر الإثنين 08 أبريل 2019, 9:18 pm
حكم الإفطار في السفر
قال الله تعالـــى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)، تدل الآية الكريمة على أن الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر، وبالتالي فإنها تبيح للمسافر الإفطار في حالة كان السفر شاقاً ومتعباً ولم يستطيع الشخص الصبر والتحمل، وفي هذه الحالة يجب عليه أن يقضي أيام الصيام التي فاتته بعد شهر رمضان المبارك، و سنقدم اختلاف العلماء حول حكم الإفطار في السفر خلال هذا المقال.
اختلاف العلماء حول حكم الإفطار في السفر اجتمع المذهب الشافعي، والحنفي والمالكي على أفضلية الصيام خلال السفر لكن إذا شق على الصائم إكمال صيامه فمن الأفضل أن يفطر، بينما المذهب الحنبلي أباح الإفطار للصائم خلال السفر حتى لو لم يشق عليه ذلك. قال الله تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، ونستنتج من خلال الآية الكريمة أن الصيام أفضل من الإفطار بحكم ما ورد في القرآن الكريم، وقال الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام (ليس من البر الصوم في السفر) (البخاري 1844, مسلم 11155) وهذا ما اتبعه الحنابلة في حكم إفطار المسافر، والصحيح حمله على المشقة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قاله عندما رأى الناس اجتمعت على رجل أعيى بسبب صيامه في السفر، لذلك من الأفضل عدم الإفطار إلا عند المشقة. أسئلة عن حكم الإفطار في السفر السؤال: عندما يصل المسافر إلى بلده وهو مفطر، هل يجب عليه أن يصوم بقية يومه؟
أجمع المذهب المالكي والشافعي على أنه لا يجب عليه صيام بقية يومه، وبإمكانه الأكل لكن بدون أن يظهر ذلك. أما المذهب الحنبلي والحنفي فقد أجمعا على أنه يجب عليه الإمساك وإكمال صيامه. السؤال: الشخص الذي شرع بالصيام في الحضر ثم سافر نهاراً، هل يجوز أن يفطر في ذلك اليوم؟
قال الحنابلة أنه من الأفضل أن يكمل صيامه وله أن يفطر. أجمع المالكية والحنفية والشافعية أنه يجب أن يكمل صيامه، لكن إذا شق عليه ذلك فلا مانع من أن يفطر شريطة أن يقضي صيامه بدون دفع كفارة. السؤال: كيف يكون صيام الشخص الذي نوى الإقامة في بلد لا تمنع القصر؟
اتفقت جميع المذاهب في هذه الحالة على أن الشخص إذا نوى الإقامة في بلد تمنع القصر عندها يجب عليه الصيام، أما إذا أقام وقتاً لا يمنع عنه أحكام السفر عندها يمكنه أن يفطر لكن ليس أمام الناس حتى لا تقع عليه تهمة الإفطار
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكم الإفطار في السفر الثلاثاء 09 أبريل 2019, 6:01 pm
[rtl]حكم إفطار المريض في رمضان[/rtl]
[rtl][/rtl]
[rtl]
إفطار رمضان
يحظى شهرُ رمضان بأهميّة خاصة في نفوس المسلمين، وقد خص الله تعالى هذا الشهر بعبادة الصيام التي هي رابع [size=18]أركان الإسلام بعد الشهادتين وإقامة الصلاةوإيتاء الزكاة، ويعني الصيام أن يُمسِك المُسلم عن الطعام والشراب والشهوة من طلوع الشمس إلى غُروبها ابتغاءً مرضاةَ الله تعالى، وفي الصيام تهذيبٌ للنفس، وصونٌ لها عن الوقوع في المُحرَّمَات، ومن سماحة الإسلام أنْ راعى الظروف الخاصة المُتعلِّقَة بالمسلمين، وأعطاهم بعض الرُّخَص في حالات الشدة، كالسَّفر والمرض من أجل أداء العبادات، ومن هذه الرخص إفطار المريض في رمضان، وفي هذا المقال سيتم تناول معلومات عن حكم إفطار المريض في رمضان.
أحكام الصيام
يقوم الدين الإسلامي على التخفيف عن الناس، وقد ارتبطت عبادة الصيام بوجود بعض الأحكام الخاصّة التي تتعلّق بالمرض أو السَّفَر، بما في ذلك حكم إفطار المريض في رمضان، وقد ورد ذلك في نصِّ القرآن الكريم، قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)”، 1)، وفي حالة تحقُّقِ المُسببات التي تدعو الإنسان إلى استخدام الرُّخَص فإن ذلك مما يُحبُّهُ الله تعالى، فلا ينبغي على الإنسان أن يُثقل على نفسه، أو أن يُودِي بها إلى التهلكة، فهذا ليس من الدين في شيء، وفيما يأتي بعض أحكام الصيام: [/rtl][/size]
يجبُ الصيام على المسلم البالغ العاقل الصَّحيح المُقيم.
مِنْ شروط صحّة الصيام بالنسبة للمرأة الطَّهَارة من الحيض والنَّفاس، فلا صيام للحائض أو النفساء.
لا يجب الصيام على الطفل قبل سن البلوغ لأنه غير مكلَّفٍ بذلك شرعًا، ويحاول الأبوان تدريب الطفل على الصيام بصوم جزء من اليوم تمهيدًا لصومه عند البلوغ.
مِنْ مبطلات الصيام التقيّؤ عمدًا، أما التقيؤ الذي يكونُ خارجًا عن إرادة الإنسان فلا يُبطِل الصوم، كما يبطُل الصيام بالاستمناء، والردة عن دين الإسلام، والأكل والشرب عمدًا.
مَنْ أكل أو شرب ناسيًا وهو صائم فإن هذا الأكل والشرب من النِّسْيان الذي لا يُبطل الصيام، وعلى من يفعل ذلك أن يتفُلَ الطعام أو الشراب من فمه فور تذكُّرِهِ.
يجوز شمُّ الطيب ووضعه بالنسبة للصائم، وهذا لا يؤثر على صيامه.
يجوز للرجل أن يُجامعَ زوجته في ليل رمضان، ويُؤذَنُ له أن يغتسل من جنابته بعد أذان الفجر ولا حرج في ذلك، قال تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَاۡل فَالۡـَٰٔنَ بَـٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَـٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَـٰكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ ءَايَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” 2).3)
[size][rtl]
حكم إفطار المريض في رمضان
يختلف تأثير الأمراض على صحّة الإنسان، وهذا ينعكس على مدى قدرة الصائم على إتمام الصيام والإمساك عن الطعام والشراب إلى أن تغرب الشمس، وعليه يختلفُ حكم إفطار المريض في رمضان بناءً على طبيعة المرض، فبعض الأمراض تجعل الإنسان غير قادر على إتمام الإمساك إلى موعد الإفطار بسبب تأثيرها الصحيّ، وما تسببه للإنسان من إجهاد شديد، ومن ناحية أخرى يجب ألّا يتمّ اتخاذ المرض العابر في شهر رمضان المبارك حُجَّة للإفطار، فبعض الأمراض البسيطة يستمر أثرها على الصائم بضعَ دقائق، ولا تؤثر على صحته بشكل يدعو إلى ضرورة الإفطار، مثل: ألم البطن العابر، أو الصداع الخفيف، فهذه الأمراض تنقضي في ساعة من نهار، أو في دقائق معدودة، وعليه فإن هناك ضوابط محددةً للأمراض التي يُباح لمن يُصاب بها الإفطار، فإن ألمَّتْ هذه الأمراض بالصائم يصبح لديه عذرٌ شرعيٌّ للإفطار في ذلك اليوم، ومن أهم هذه الضوابط ما يأتي: [/rtl][/size]
أن يكون المرض شديدًا ويزيد بالصوم: بمعنى أن يكونَ تأثيرُ المرض على الصائم واضحًا من خلال الأعراض التي تظهر عليه، وأن يكون الصيام والاستمرار في الإمساك عن الطعام والشراب يزيد من حالة المريض سوءًا وقد يؤثر ذلك على حياته، ففي هذه الحالة يكون حكم إفطار المريض في رمضان في ذلك اليوم الذي يشتد فيه المرضُ واجبًا.
أن يُخشى تأخّر الشفاء من المرض في حالة إتمام الصيام: حيث إن هناك بعض الأمراض التي قد تؤثر على الصائم، ويشعر فيها مع الصوم بالإجهاد الشديد، وتؤدي قلة الاعتناء بالمريض في هذه الحالة إلى تأخير الشفاء بسبب عدم الانتظام في موعد الأدوية، وعدم تناول الطعام والشراب الذي يساعد على التعافي من المرض بشكلٍ أسرع.
أن تحصل للصائم مشقة غير معتادة مرافقة للمرض: في هذه الحالة يزيد وجودُ المرض حالةَ الضّعف لدى الصائم بشكلٍ لا يستطيع معه تحمُّلَه، ففي الصيام مشقّة يؤجرُ عليها الصائم، لكنْ في حال وجود هذا المرض يزيد الإحساس بالضعف بشكل لا يُحتمل مقارنة بعموم الصائمين، وهذا يدعو إلى جواز الإفطار، بل إن بعض العلماء أطلقوا حكم الكراهية على الصيام لمن يعاني من مرضٍ ينتج عن الإصابة به المشقة الشديدة، لأن الله لا يَشُقُّ على عباده، والصيام لم يُشرع ليزيد جسد المريض ضعفًا ووهنًا إلى وهنهِ، وبعد أن يشفيه الله من مرضه يقوم بقضاء الأيام التي أفطرها.
[size][rtl]
كفارة الصيام
تختلف كفارة الصيام تبعًا لاختلاف سبب الإفطار في نهار رمضان، فهناك بعض الحالات التي يُجبر فيها الإنسان على الإفطار، وهناك حالاتٌ يُقدِمُ فيها المُسلم على الإفطار بشكل متعمّد دون عذر شرعيَّ، وعليه فإن أنواع كفارة الصيام في رمضان ما يأتي: [/rtl][/size]
الإفطار المُتعمَّد: في هذه الحالة يرتكب المسلمُ إثمًا عظيمًا من خلال الإفطار بشكل متعمّد بالأكل أو الشرب في نهار رمضان من غير سفر أو حيض أو نفاس أو مرض، ويُضاف إلى هذا النّوع الجماع في نهار رمضان، فهنا يتوجب على المُسلم أن يقضي ما أفطره، وأن يتوب إلى الله التوبة النصوح، أما كفارة الإفطار المُتعمّد أو ما يُسمى بالكفارة الكبرى فهي عتق رقبة فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فإن لكم يستطع فإطعام ستين مسكينًا عن كل يوم.4)
الإفطار بسبب العجز أو الإصابة بمرض لا يُرجى الشفاء منه: في بعض الحالات قد يعجز الإنسان عن الصيام، ويكون حكم إفطار المريض في رمضان جائزًا، وقد يكون إفطار رمضان أو إفطار بعض أيامه أمرًا لا مفرَّ منه بسبب التقدم في السن والعجز، أو إذا أُصيب المُسلمُ المُكلّف بمرض لا يُرجى الشفاء منه، فهنا تجب عليه كفارة الإفطار في رمضان، والتي تسمى فدية الصيام، وهي إطعام مسكين عن كل يوم من إفطار رمضان، أما مقدار كفارة الإفطار لكل مسكين فهي نصفُ صاعٍ من قوت البلد الذي يعيش فيها عن كل يوم، كالقمح، أو الأرز، أو أن يصنع طعامًا ويدعو إليه المساكين. 5)،
[size][rtl] وفي حالِ كان المريض يُرجى شفاء مرضه وعُوفِي منهُ وأصبح باستطاعته أن يقضي ما فاته فإنه يتوجب عليه القضاء، أما الكبير في السن الذي وصَلَ حدَّ الخَرَفِ فإنه يسقطُ عنه الصوم والفدية لأنّه غير مخاطب شرعًا بوجوب الصيام، وزال عنه التكليف، كما يجوزُ لمَن طال به المرض وفاتَهُ صيام بعض أيام السنوات السابقة من رمضان أن يُخرج كفارة الصيام قبل الصيام أو بعد الصيام، وإذا كان يُرجى الشفاء من المرض الذي أصاب الإنسان وجعله مضطرًا إلى الإفطار بحكم الشرع فإنه يتوجب عليه الانتظار إلى حين الشفاء من المرض، وقضاء ما أفطره ولو بعد أمد طويل. 6) وفي جميعِ حالات فدية الإفطار غير العَمد في رمضان بسببِ المرض أو التقدّم في السن -باستثناء حالة الخَرَف التي يسقطُ فيها الصيام والفدية- فإنّه لا يُجزِئ أن يتم دفعُ مبلغٍ ماليٍّ عن كفارة الصيام عوضًا عنها، بل يجب أن يتم إخراجها طعامًا من قوت البلد. 7).
فيديو عن حكم إفطار المريض في رمضان
في هذا الفيديو يتحدّث د. بلال إبداح المختصّ في العقيدة الإسلاميّة حول حكم إفطار المريض في رمضان.
[/rtl][/size]
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكم الإفطار في السفر الثلاثاء 09 أبريل 2019, 6:06 pm
[rtl]حكم إفطار الحامل في رمضان[/rtl]
[rtl][/rtl]
المرأة الحامل في رمضان إنّ الخوفَ الذي ينتاب الحامل في شهر رمضان خصوصًا على الجنين، من حيث أنّ جسدها لا يقوى على الصوم– يجعلُها كالمريض الذي لا يقوى على الصوم في شهر رمضان، وقد أجاز الدين الإسلاميّ الحنيف إفطار المريض طِبقًا لقوله تعالى: “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” 1)، ويقيس أهل الذكر من العلماء والشيوخ الأفاضل حالَ المرأة الحامل على حال المريض، حيث إنّ واجبات الحامل تقتضي المحافظة على صحتها وصحة الجنين من خلال الزاد والدواء، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن حكم إفطار الحامل في رمضان بيانًا وتفصيلًا.
حكم إفطار الحامل في رمضان إنّ مسألة إفطار الحامل في رمضان مسألة فقهيّة كغيرها من المسائل تخضع -بحسب علم الفقه- إلى العديد من المعايير التي يستند عليها العلماء في تقديم الفتاوى، ومن هذه المعايير: القرآن الكريم والحديث الشريف والقياس والإجماع و ما ورد عن السلف، ولكنّها مسألة خلافية بين أهل العلم، وقد وردت العديد من الأحكام التي تتعلّق بها وفقَ التالي: 2) الرأي الأول: يقول جمهرة من العلماء الأفاضل في حكم إفطار الحامل في رمضان أنّ الأوجب علىها الإفطار و دفع فدية بعد انقضاء الشهر الفضيل أو أثنائه، حيث يجوز لها أن تُفطِرَ؛ لأنّ الحمل يتكرر و رمضان يتكرر لذا لا وقت للقضاء بينهما. الرأي الثاني: إن الحامل في شهر رمضان في حكم المريض وليست في حكم الشيخ الكبير العاجز الذي لا يستطيع قضاء ما فاته من الصيام، فالحامل تقضي إذا استطاعت ولو تأخّر القضاء بسبب التساهل و التكاسل، و عندها تلتزم القضاء أو إطعام مسكين عن كلّ يومٍ أفطرته خصوصًا إذا جاء رمضان آخر ولم تقضي ما عليها. الرأي الثالث: إنّ الحامل -حالها حال المريض- إذا شُقّ عليها الصيام أفطرت وقضت بعد ذلك، وإذا لم يشقّ عليها الصيام وكانت لها القدرة الجسدية صامت، وهذا طِبقًا لما جاء في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك الكعبيّ أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إن الله تعالى وضَع عن المسافر الصومَ وشطرَ الصلاة، وعن الحاملِ أو المُرضِع الصومَ أو الصيام” 3). الرأي الرابع: إنّ من تتأخّر في قضاء ما عليها ويمضي عليها أكثر من عام، فالواجب قضاء ما فاتها والتوبة إلى الله نتيجة التأخير الحاصل، أمّا إذا كان التأخير من غير علّة فعليها إطعام مسكينٍ عن كل يومٍ أفطرته، وتكون الكفّارة من أرز أو تمر أو قمح أو ما يُعادل الصاع و النصف (ما يُعادل الثلاثة كيلوات)، حيث تُجمع الكمية و تُعطى لفقيرٍ واحدٍ لديه أُسرة؛ وذلك تسهيلًا للقضاء بما يتفق مع حكم إفطار الحامل في رمضان. الرأي الخامس: لقد صحَّ عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها كانت تقضي ماعليها من رمضان في شعبان، فإن تأخّر القضاء حتى دخل رمضان آخر صامتْ رمضان الحاضر، ثمّ تقضي ما عليها ولا فدية عليها إن كان التأخير بعذر، أمّا إن كان التأخير بغير عذر فيلزمها القضاء والفدية، و الفدية لا تُغني عن القضاء. أسباب إفطار الحامل في رمضان إنّ تأثير صوم الحامل -في أي فترة من فترات الحمل- يقع بشكلٍ رئيسٍ على الجنين ومدى نموّه وحالته الصحيّة، ويرجّح بعضُ الأطباء استطاعةَ الحامل على الصوم، ولكنْ شريطةَ الحصول على الموافقة المطلوبة من طبيبها الخاص -بعد إجراء الفحوصات اللازمة- للتأكّد من عدم معاناتها من أيّة مشكلة تؤثّر على صحّتها وصحة الجنين، لكن يرجّح البعض الآخر من الأطباء ضرورة إفطار المرأة الحامل حِفاظًا على كميات السوائل الضرورية -في جسدها- لتزويدِ الجنين بالمعادن والموادّ الغذائية المطلوبة، وتتلخّص أسباب إفطار الحامل في رمضان فيما يأتي:
إنّ صيام المرأة الحامل في الشهور الأخيرة يسبّبُ الكثير من المشاكل والأضرار للأم والجنين، حيث إنّ الامتناع عن تناول الطعام لمدّة تُقارب أربعَ عشرةَ ساعة ينتج عن ذلك نقص الجلوكوز (Glucose) وهو غذاء الجنين الأساسيّ خصوصًا فيما يتعلّق بنموّ الدماغ، علمًا أن مصدر الغذاء الوحيد الذي يتعامل معه دماغ الجنين في مرحلة النمو هو الجلوكوز، و بالتالي فإنّ نقصانه يضر بصحته وقد يؤدّي إلى تأخّرات عقلية ومشاكل في التعلّم تظهر بعد الولادة 4). إنّ نقص الغذاء لفترات طويلة اثناء الصيام يؤدّي إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي لدى الطفل، وأحيانًا الولادة المبكرة بحيث يأتي الجنين بوزن غير طبيعيّ، ويترتّب على ذلك حاجته للرعاية الخاصة “الخداج” ولمدة طويلة ولتكاليف باهظة.5). يؤدي صيام الحامل في الشهور الأخيرة إلى نقص المياه والسوائل والإصابة بالجفاف و خطورة التعرّض إلى عدوى في القناة البولية مما يؤثّر سلبًا على الجنين. 6). زيادة احتمالية إصابة الحامل بالضعف العام أو فقر الدم (الأنيميا). 7). يُمنع صيام الحامل المصابة بمرض السكري حمايةً لها من نوبات هبوط حادّ في مستويات السكر في الدم، مما يؤثّر على صحتها وعلى الجنين. . خطورة الإصابة ببعض مشاكل الكلى والمسالك البولية. 9). يُمنع الصيام في حال الحمل بتوأم وفي حالة الحامل التي تعرّضت للإجهاض من قبل. 10).
حكم قضاء الصيام للحائض
مراعاة الشرع لأحوال الحائض امتاز الإسلام بأنّ دين اليُسر والسّماحة؛ وهو دين تحمل تشريعات تراعي أحوال المُكلّفين، ويُقدّر تلك الظروف بقَدَرها، وصحة الأبدان مقصد من مقاصد الإسلام في حفظ النّفس الإنسانية، ولذا قرّر العلماء قاعدة شرعيها مفادها أنّه لا ضرر ولا ضرار، ولمّا فرض الله –تعالى- الصيام على عباده في شهر رمضان راعى أحوال أصحاب الأعذار، الذين يُحمّلهم الصيام مشقة غير محتملة، أو يتسبّب بإلحاق مضرة بهم؛ فأباح لهم الفطر وفق رؤية شرعية منضبطة، تحرص على الجمع بين سلامة النفس والدّين، ومن المسائل التي يكْثُر السؤال عنها، مسألة قضاء الصيام للحائض والنفاس.
فتوى الفقهاء في قضاء الصيام للحائض أجمع العلماء على حرمة الصوم على الحائض والنفساء، ولو فعلتْ فإنّ صومها باطل، وبالرّغم من أنّ الطّهارة ليست شرطاً لصحة الصيام، إلا أنّ الأمر تعبّدي. اتفق جمهور العلماء على وجوب قضاء صوم رمضان على المرأة الحائض والنفساء، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (لقد كنا نحيض عند رسول الله -صل الله عليه وسلم- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة). المرأة التي تفطر في رمضان بسبب الحيض أو النفاس يلزمها التعجيل في قضائها قبل دخول رمضان التالي. عند بعض المذاهب الفقهية: إذا دخل رمضان التالي وهي لم تقض بعد ما عليها من أيام لزمها مع القضاء كفارة إطعام مسكين عن كل يوم، إلا إذا كانت جاهلة. وبناءً على هذا الرأي إذا استمر التأخير إلى رمضان من العام الثاني، ولم تقضِ ما فاتها صيامه لزمها كفارتان عن كل يوم، أي تطعم مسكينين عن كل يوم إفطار، مع وجوب القضاء. مسائل هامة في قضاء الصيام للحائض ذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الحكمة من عدم جواز صومها بسبب ما يحصل لها من الضعف والحاجة إلى الطّعام والشّراب، وهذه حكمة ظنّية، بمعنى أنه ليس مقطوع بها، وهي بكلّ حال ليستْ علّةً للحكم؛ فهي هنا لا تدور مع الحكم حيث دار، بمعنى لو انتفت الحكمة، ورأتْ من نفسها قدرةً على الصوم فإنه –أيضاً- لا يصحّ لها. جمهور الفقهاء على أنّه لا يجوز للمرأة التي أفطرت بسبب الحيض أو النفاس أنْ تقوم بدفع فدية عن الأيام التي أفطرت فيها بدلاً عن قضاء الصيام، ولا يجزئها إلا الصيام. الفدية هي: إطعام مسكين عن كلّ يوم حصل فيه الفطر، وهي تتفاوت بحسب الزمان والمكان، وأجاز علماء بعض المذاهب إخراج القيمة، مع ضرورة مراعاة مصلحة المسكين في ذلك. فيديو عن حكم قضاء الصيام للحائض ننصحكم بمشاهدة الفيديو التالي الذي يتحدث فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح عن حكم قضاء الصيام للحائض:
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الثلاثاء 09 أبريل 2019, 6:18 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكم الإفطار في السفر الثلاثاء 09 أبريل 2019, 6:11 pm
كفارة الإفطار في رمضان بعذر شهر رمضان شهر رمضان هو الشهر التاسع من بين شهور السنة الهجريّة، إذ يسبقُه شعبان ويأتي بعدَه شوّال، وشهر رمضان المبارك مميّزٌ عند المسلمين، فهو شهرُ الخير والبركة، حيث تجتمع فيه العبادات من صومٍ وصلاةٍ وقراءة للقرآن ودعاء، وفيه تزدادُ الحسنات وتُستجاب الدعوات وتُصفّد الشياطين، وهو الشهر الذي بدأ فيه نزولُ القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألفِ شهر، ويُؤدّي فيه المسلمون عبادةً عظيمة وهي الصيام، والصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، وله أثرٌ كبير في حياة المسلمين، ويقول تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان” 1)، وفي هذا المقال المرفق بمقطع فيديو، سيتم بيان مسألة كفارة الإفطار في رمضان بعذر.
نية صيام رمضان النيّة ركنُ أساسيّ من أركان الصيام، ولا يصحّ الصيام إلا بها، فالصيام عبادة مفروضة، وهو كغيره من الطاعات التي تستوجب النيّة، والدليل على ذلك حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “إنّما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكلّ امرءٍ ما نوى، فمَن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها، أو امرأة يتزوَّجها، فهِجرته إلى ما هاجَر إليه” 2)، فمَن أمسك عن جميع المفطرات من طعامٍ وشراب وغيره دون أن ينويَ الصيام، فإنّه لا يُعدّ صائمًا، كما يجبُ استدامة النيّة؛ لأن استدامة النية من شروط صحة الصيام، وتكونُ بعدم قطع النيّة طَوال فترة الصيام، إذ إنّ مَن ينوي قطع النية ونوى أن يُفطر، فسد صومه سواء أكل أم لم يأكل، ولهذا فإنّ مَن يقطع نيته في يومٍ من أيام رمضان لعذرٍ صحيح مثل: السفر أو المرض، فإنّه يفطر ويجب عليه القضاء، أمّا من يقطع نيته في أيام رمضان لغير عذرٍ شرعيّ، فإنه يُمسك بقيّة اليوم، ووجب عليه القضاء، أما عن وقت النيّة فإنّه في حالة صيام الواجب مثل: صيام رمضان وقضائه، فإنّ النيّة واجبة ليلًا، أي قبل طلوع الفجر؛ لأنّ النيّة تسبقُ العمل، وهذا ينطبق على جميع صيام الواجب، وفي الوقت نفسه فإنّ صيام رمضان تكفيه نيّة واحدة في أول الشهر، إذ أجمع العلماء على أنّه لا يلزم تجديد النيّة لصيام رمضان في كل ليلة إن كان المسلم نوى صيامه جميعه في أوله، علمًا أنّ من يتسحّر بنية الصيّام، هذه تُعدّ نيّة، لكن في حال قطع صيام رمضان لأيّ سببٍ كان، وجبَ عليه استئناف النيّة من جديد. 3)
حكم الإفطار في رمضان صوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، لهذا لا يجوزُ للمسلم المُكلّف العاقل البالغ أن يُفطر في رمضان إلا بعذرٍ شرعيّ، والعذر الشرعيّ يكون بمرضٍ أو سفرٍ أو الحيض والنفاس بالنسبة للمرأة وغير ذلك من الأعذار الشرعية التي حدّدها جمهور العلماء، والإفطار في رمضان دون عذر يُعدّ من كبائر الذنوب، وهذا مَدعاةٌ لسخط الله تعالى وعقابه، وحكمه حرام، ومن فعل هذا يلزمه التوبة الصادقة لله تعالى، بالإضافة إلى قضاء الأيام التي أفطرها، وقد أفتى العلماء أنّ مَن أفطر عامدًا متعمدًا دون عذر فهو كافر ويلزمه أن يُستتاب وإلا طبّق عليه حدّ الردّة وهو القتل، أما من يُجاهر بالإفطار فعقوبته تعزير الإمام لنهيه عن هذا، وفي هذا أفتى الشيخُ ابن باز -رحمَه الله-: “من أفطر يومًا من رمضان بغير عذر شرعيّ فقد أتى منكرًا عظيمًا، ومن تاب تابَ الله عليه، فعليه التوبة إلى الله بصدق، بأن يندمَ على ما مضى، ويعزم ألّا يعود، ويستغفر ربّه كثيرًا، ويبادر بقضاء اليوم الذي أفطره”، وقد ورد في الحديث الشريف عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله -صل الله عليه وسلم- يقول: “بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي” وساق الحديث وفيه قال: “ثم انطلقا بي فإذا قومٌ مُعلّقون بعراقيبهم، مشققة أشداقهم تسيل أضداقهم دمًا، قلت: من هؤلاء؟، قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحلّة صومهم”.4)) .5) كفارة إفطار رمضان كفارة رمضان تختلفُ قليلًا عن كفارةِ الإفطار في باقي الأيّام، إذ إنّ كفارة رمضان بغير عذر تُوجب التوبة الصادقة لله تعالى والندم، كما يجب قضاء الأيام التي تمّ إفطارها، وإن كان أفطر في أيامٍ سابقة من رمضانٍ سابق ولم يقضها، وجب إطعام مسكين مقدار نصف صاع من التمر أو من أيّ شيءٍ من قوت أهل البلد، بالإضافة إلى القضاء والتوبة، وذلك عن كل يومٍ أفطر فيه، لأن الإفطار دون عذر محرمٌ ومنكر، هذا في حال كان الإفطار بغير عذر الجماع مع الزوجة، أما كفارة الجماع في رمضان تكون بقضاء اليوم والتوبة، بالإضافة إلى أن كفارة الجماع في رمضان تشمل أيضًا عتق رقبة مؤمنة، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يجد فإطعام ستين مسكينًا.6) كفارة إفطار رمضان بعذر كفارة الإفطار رمضان بعذر شرعي إذا كان مريضًا لا يُرجى شفاؤه، أو كان رجلًا أو امرأة كبيريْن في السن ويزيدهما الصيام وهنًا وضعفًا، فهؤلاء لا يجب عليهم القضاء، وإنما يجب عليهم دفع فدية وهي: إطعام مسكين عن كل يوم أفطروا فيه بعذر، أما من أفطر بعذر شرعي زائل كالمرض مرضًا عارضًا أو إفطار المرأة الحائض أو النفساء أو المسافر وهؤلاء لا يلزمهم فدية وإنما يلزمهم القضاء، لكن بعض العلماء قالوا إنّه إذا أخّر المسلم قضاء ما أفطر من أيّام إلى ما بعد رمضان القادم فيلزمه مع القضاء دفع فدية، ومن باب الحيطة، ولسلامة العبادة فمن الأفضل دفع كفارة الإفطار مع الصيام في هذه الحالة.7) فيديو عن كفارة الإفطار في رمضان بعذر في هذا الفيديو يتحدّث فضيلة الدكتور بلال إبداح المختصّ في العقيدة الإسلاميّة حول كفارة الإفطار في رمضان بعذر.
معلومات عن فدية الصيام
فدية الصيام الفدية هي ما يتم تقديمه للتكفير عن عدم أداء عبادة معينة، ومن الممكن أن تكون هذه الفدية مبلغ من المال أو طعام أو لباس لمسكين وذلك حسب نوع العبادة التي حصل فيها التقصير، وقد تم تقريرها من الله -سبحانه وتعالى- في كتابه أو عن طريق رسوله الكريم-صل الله عليه وسلم- في السنة النبوية.
لمن تصح فدية الصيام هناك العديد من الموانع التي تؤدي إلى تقصير في واجب الصيام، مثل المرض المزمن الذي لا يبرأ منه أو الشيخوخة أو غيره من الأسباب التي لن تزول بعد فترة قصيرة من الزمن، ففي مثل هذه الحالات لا يستطيع المسلم قضاء الأيام التي أفطرها بعد انتهاء شهر رمضان لأن العلة المسببة للإفطار لم تزل، فيصح إخراج فدية الصيام والتي تعرف بإطعام مساكين بعدد الأيام التي تم الإفطار فيها، ويقدر كمية الطعام بنصف صاع من الأرز أو ما يشبه “مثل القمح” أو من الممكن إعداد الطعام ودعوة المساكين إلى هذا الطعام ،مثل قوله تعالى (أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وأما من لم يستطع من إخراج فدية الصيام لأحواله المادية الصعبة، فلا فدية عليه.
أما بالنسبة للأشخاص الذين ليس لهم القدرة على الصيام بشكل مؤقت مثل: السفر أو المرض البسيط الذي يشفى بعد فترة قصيرة أو الحيض فعليه أن يقوم بقضاء عدد الأيام الذي أفطرها قبل حلول شهر رمضان المقبل.
الكفارة تختلف الكفارة عن فدية الصيام بأنها تجب على الأشخاص الذين أفطروا رمضان عامدين متعمدين من غير سبب، فمثل هذه الحالة يجب عليهم عتق رقبة، فإن لم يستطع فعليه صيام ٦٠ يوم عن كل يوم أفطره، وإن لم يستطع فعليه إطعام ٦٠ مسكين عن كل يوم أفطره
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكم الإفطار في السفر الثلاثاء 09 أبريل 2019, 6:27 pm
[rtl]ما هي مبطلات الصيام[/rtl]
الصيام صوم رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، وقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”1)، إذ أن صوم رمضان من العبادات المفروضة، وهو فرض عين على كلّ مسلمٍ بالغ وعاقل، ولا يقتصر الصيام على شهر رمضان المبارك فقط، بل يُمكن صيام التطوّع وصيام الكفّارة وصيام القضاء والصيام المندوب، باستثناء صيام الأيام المنهيّ عنها مثل: صيام يوم عيد الفطر وأيام عيد الأضحى ويوم الشكّ، وفي هذا المقال المرفق بمقطع فيديو، سيتمّ ذكر مبطلات الصيام.
تعريف الصيام تعريف الصيام لغةً: الإمساك، أمّا تعريف الصيام في الشرع: فهو الإمساكُ عن شهوتَيْ الفرج والبطن في جميع النهار، على أن يكون معقودًا بنيّة، كما أن تعريف الصيام يعني: التقرب لله بالامتناع عن جميع المفطرات من الفجر الصادق إلى غروب الشمس.2)، وقد ورد ذكر الصيام في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) 3)، وفي هذه الآية جاء الصيام بمعنى مُطلق الإمساك، أيْ الإمساك والسكوت عن الكلام، كما جاء في تعريف الصيام اصطلاحًا أيضًا: إمساك المسلم العاقل البالغ عن المفطرات جميعها من طلوع الفجر الصادق حتّى غروب الشمس، بشرط أن يكون مقرونًا بنيّة الصيام من الليل، وبشرط الخلوّ من جميع الموانع الشرعيّة بالنسبة للمرأة، والتي تُعدّ من مبطلات الصيام عند المرأة مثل: الحيض والنفاس.4).
أركان الصيام أركانُ الصوم هي الأساس الذي تقوم عليه صحّة الصوم، وما يجب توفره في الصوم كي يصح، أي ما يتوقف عليه صحة الصيام أو عدمه، فإن سقط أحد أركانه لا يصح، لذا يجب أن تتوفّر جميعها فيه، ويُعبّر بعض الفقهاء عن الركن بالشرط، ومن المعروف أن للصوم ركنيْن فقط، وهذين الركنين كما يأتي:5) النيّة: أي اعتقادُ القلب وقصده فعلُ الشيء، وعزمه على القيام به دون تردد، والمرادُ بالنيّة هنا قصدَ الصوم، وما يدلّ على أنّ النيّة من أركان الصوم التي لا يصح الصيام إلا بها، قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئٍ ما نوى”، 6)، وقول الرسول-عليه الصلاة والسلام- في حديث حفصة -رضي الله عنها-: “من لم يبيّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له” 7)، والنيّة مكانُها في القلب والتلفّظ بها مخالف للسّنة؛ لأن النيّة عملٌ لا دخلَ للسان فيه، بل هي عملٌ قلبيّ، والمُراد بها عمل الشيء امتثالًا لأمر الله تعالى وطلبًا للأجر والثواب، كما أن من شروط النية تبييتها، أي إيقاعها ليلًا، وتصح في أيٍ من أجزاء الليل، علمًا أنّ بعض الفقهاء يعدّون النية شرطًا لصحة الصيام وليست ركنًا، لكن في جميع الأحوال لا يصح الصيام إلا بها. الامتناع عن جميع المفطرات: من جماع وطعامٍ وشراب، وذلك من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس، والدليل على هذا قوله تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ”، ويُقصد بالخيط الأبيض والخيط الأسود: بياض النهار وسواد الليل، والدليل على هذا أيضًا قوله -صل الله عليه وسلم-: “إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم)9). مبطلات الصيام لكلّ جسمٍ حيّزٌ يدخل إلى الجوف، وقد يدخل من هذا الحيّز ما هو مأكول أو غير مأكول، وما هو مشروبٌ أو غير مشروب، سواء دخل إلى الجوف من منفذه المعتاد مثل: الفم، أم من غير منفذه المعتاد مثل: الأنف والأذن والقُبُل والدُّبر بشكلٍ متعمد، بحيث يكون عالمًا ذاكرًا غير مُكره، مما يؤدي إلى الإفطار وإبطال الصيام،10) وللصيام مبطلات تنقسم إلى قسمين هما: مبطلات تُوجب صاحبها القضاء والكفارة معًا، ومبطلات توجب القضاء فقط، وهي كما يأتي:11)
مبطلات الصيام التي توجب القضاء فقط:
الأكل والشرب المتعمَّد: أمّا الناسي فلا قضاء عليه،12)وفي هذا روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “مَن نسي وهو صائمٌ فأكل أو شرب، فليتمَّ صومَه؛ فإنما أطعَمه اللهُ وسقاه” 13). التقيّؤ المتعمد: أي إخراج ما في المعدة أو شيء منه، أما من يغلبه القيء فلا يبطل صيامه ويتم صيامه كأنّ شيئًا لم يكن،14)وفي هذا روى أبو هريرة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “مَن ذرَعه القيءُ فليس عليه قضاءٌ، ومَن استقاء عمدًا فليقضِ”15). الحيض والنفاس: من مبطلات الصيام عند المرأة، حتى لو داهم المرأة قبل لحظات من غروب الشمس،16)وروى البخاري عن أبي سعيدٍ -رضي الله عنه-قال: قال النبي -صل الله عليه وسلم-: “أليس إذا حاضَتْ لم تُصلِّ ولم تصُمْ؟! فذلك نقصان دِينها”.17). العادة السرية أو الاستمناء: أو أي شيء يستجلب به الإنسان شهوتَه فيتم إنزال المني، وهذا من مبطلات الصيام عند المرأة وعند الرجل،18) ورُوي عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه قال: “يقول الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به؛ يدَعُ شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جُنةٌ، وللصائم فرحتان: فرحةٌ حين يفطر، وفرحةٌ حين يلقى ربه، ولَخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك19)، أما من احتلم وخرج منه المني فلا شيء عليه. إبطال النيّة: سواء انعقد هذا في القلب أم تلفَّظ به باللسان، أي عزم الإنسان على أن يُفطر في رمضان بإرادته فإن صومه يُبطل، حتى لو امتنع عن جميع المفطرات، لأن النية من أركان الصيام كما ذُكر سابقًا، والصيام لا يصح إلا بها. 20) المرتد عن دين الإسلام: 21) وقد قال الله تعالى: “وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ”22). الإصابة بالإغماء: واستمراره طوال النهار حتّى الغروب من مبطلات الصيام عند المرأة وعند الرجل، أما من يُغمى عليه بعد أن يكون قد عقد نيّة الصيام من الليل ومن ثم أفاق من غيبوبته قبل المغرب بلحظات فإن صيامه صحيح. 23) مبطلات الصيام التي توجب الكفارة والقضاء معًا
الجماع في نهار رمضان: حيث إنّ الجماعَ من مبطلات الصوم، سواء أنزَلَ أم لم ينزل، حيث إنّ الرجل الذي يُجامع زوجته برضاها في نهار رمضان يُفسد صومهما ووجب على كلٍّ منهما الكفارة وهي إطعام ستين مسكينًا، وبهذا يكون الجماع في نهار رمضان برضى الزوجة من مبطلات الصيام عند المرأة وعند الرجل، أما إذا كان بغير رغبة الزوجة، وجب عليها أن تُحاول دفع زوجها عنها، فإن جامعها فلا كفارة عليها ولكنْ وجب عليها القضاء فقط، وإن جامعها وهي نائمة سواء مرة أم أكثر من مرة في نهار رمضان نفسه، وجب عليها كفارة واحدة وقضاء يومٍ واحد فقط، وجاء في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: بينما نحن جلوسٌ عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذْ جاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله، هلكتُ، قال: ما لك؟، قال: وقعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تجد رقبةً تعتقها؟، قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟، قال: لا، فقال: فهل تجِدُ إطعامَ ستين مسكينًا؟، قال: لا، قال: فمكث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فبينا نحن على ذلك، أُتِيَ النبيّ -صل الله عليه وسلم- بعَرَقٍ فيها تمرٌ – والعَرَقُ المِكْتَل – قال: أين السائل؟، فقال: أنا، قال: خُذْها فتصدق به، فقال الرجل: أعلَى أفقرَ مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَّتين- أهل بيتٍ أفقر من أهل بيتي، فضحِك النبيّ -صل الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: أطعِمْه أهلَك. 24).25) سنن الصوم للصوم سننٌ متعدّدة وردت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وهذه السنن هي: تأخير السحور إلى ما قبل طلوع الفجر بقليل، بشرط عدم خشية طلوع الفجر، والسحور يتحقق بتناول تمرة أو شربة ماءٍ بعد وقت منتصف الليل وقبيل الفجر، وذلك بنيّة التَّقوّي على الصيام والتعجيل بالفطر بعد الاستيقان من غروب الشمس، والإكثار من قراءة القرآن الكريم، وتجنّب اللغو من الكلام من كذبٍ وغيبة ونميمة، والابتعاد بالنفس عن المحرّمات والشهوات، وكثرة السخاء والجود والصدقات، والاعتكاف في رمضان، خصوصًا في العشر الأواخر منه، والاغتسال من الجنابة قبل صلاة وقت الفجر.26) فيديو عن مبطلات الصيام في هذا الفيديو يجيب د. بلال إبداح المختصّ بالعقيدة الإسلامية عن سؤال: ما هي مبطلات الصيام. 27)
مبطلات الصيام عند المرأة
مفهوم مبطلات الصيام لكل عين أو جسم في جسد الإنسان حيزًا يدخل منه إلى جوف الإنسان، سواء كان من المأكولات أم لم يكن، وسواء كان من المشروبات أم لم يكن، وحتى إن دخل للجسم من مدخله المعتاد كالفم، أو غيره كالأنف والأذن والعين والجلد والقُبُل والدُبر، فإذا عَمِد المسلم وخلال ساعات الصيام المقررة شرعًا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بإدخال شيئًا لجسده مما تم ذكره سابقًا، وبشكل متعمَّد ودون إكراهٍ أو إجبار أحد وبعلمه المسبق بالحكم الشرعي له دون جهل منه، ودون نسيان فإن هذا يؤدي إلى الإفطار وإبطال الصيام، ولكن هذا بالشكل العام والفكرة الشاملة، أما بالتحديد والتفصيل بالحديث عن مبطلات الصيام عند المرأة بالذات وعند الجميع بشكل عام فهو فيما يدنو. 1) مبطلات الصيام العامة قد يتساءل القارئ لمَ مبطلات الصيام عند المرأة على وجه التحديد، والإجابة عن ذلك بسيطة ومنطقية؛ إن مبطلات الصيام عند الجميع هي مبطلات ومفسدات للصيام ويقع حكمها بالتساوي على كل عامد متعمد بالغ عاقل عالِم بالحكم وعاقد للنية، ولكن المرأة على الوجه الخصوص تمرُّ بظروف فسيولوجية خاصة مختلفة عن الرجل، وهذه الأمور أمور صحية عظيمة لا يمكن التغافل عنها وعدم إطلاق أحكام خاصة بها وهو ما عمِدت إليه الشريعة الإسلامية بحكمتها وسابق علم الشارع -سبحانه وتعالى- الأعلم بخلقه وأسرار أجسادهم ونقاط ضعفهم وفيما إذا كانوا على مقدرة على الصيام حقًا أو لا، لذا في النقاط الآتية سيتم ذِكر مبطلات الصيام العامة التي تُبطل صيام كلّ من الرجل والمرأة البالغين المكلّفين:
الأكل والشرب: فكل ما يُدخله المُكلّف بالصيام إلى جوفه من طعامٍ أو شراب عامدًا متعمدًا غير ساهيًا أو ناسيًا أو مكرهًا هو مبطل قطعيًا للصيام، بقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ} [سورة البقرة: آية 187]. التقيؤ المتعمد: ويُقصد به إدخال اليد مثلًا إلى داخل الجوف لإجبار المعدة على إخراج ما بداخلها، ولا يشمل ذلك التقيؤ دون تعمّد بصورة مرَضية بُجبر عليها المسلم دون أن يملك السيطرة على جسده، ويُستند بذلك على ما ورد في الحديث الشريف الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه قال: “مَن ذَرَعه الْقَيءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ”، ومعنى ذَرَعه أي: غلبه وسبقه. الجماع في نهار الصيام: والجماع هو أن يأتي الرجل زوجته ويباشرها، وهو من مبطلات الصيام عند الرجل ومن مبطلات الصيام عند المرأة على حدٍّ سواء، وفي صريح نص الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [سورة البقرة: آية 187]، وقوله: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ} دليل على أن نهار الصيام هذا الأمر محرم فيه، وإلا ما جاء التخصيص بالنص القرآني لليل فقط. نية الفطر أثناء الصيام: مما يغفل عنه الكثير من العامّة أن مجرد عقد نية الفطر للصائم أثناء صيامه، جازمًا عازمًا جادًّا هو مبطل لصيامه حتى وإن لم يفطر بعدها حقًّا، بالاستناد للحديث الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صل الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ اْمرئٍ مَا نَوَى). 2) مبطلات الصيام عند المرأة يجب التفريق بين مبطلات الصيام وهي التي تم التعريف عنها مسبقًا في الأعلى وما بين الأمور التي تُجيز وتبيح الإفطار في رمضان ولكن يبقى المسلم مخيّرًا بين أن يفطر أو لا كالسفر، ولكن يجب على المسلم الاحتياط والانتباه بأنه إذا تحوّل صيامه إلى أذىً لجسده فإنه يجب عليه الإفطار لقوله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ} [سورة البقرة: آية 195]، أما بالحديث عن مبطلات الصيام عند المرأة على وجه التخصيص والتي تُفسد صيامها حتى إن أتمّته فإنه يجب عليها قضاؤه في غير رمضان فهي الحيض والنفاس، فقد عدّ العلماء خروج الدم من المرأة سواء في حالة الحيض والعادة الشهرية أو في النفاس بعد الولادة هو مبطل قطعيّ للصوم ويوجب القضاء على المرأة حتى وإن شرعت بالصيام، وهذا الأمر من حكمة الله -عز وجل- وعلمه بالوهن والضعف الذي تمرّ به المرأة خلال هاتين الفترتين. 3) ومن المهم الإشارة إلى أن الحمل والرضاعة من المبيحات للإفطار إذا رأت المرأة في ذلك حاجةً لها أو لطفلها مع استشارة الطبيب، ولكن يجب الانتباه إلى أن جمهور العلماء ذهبوا إلى أن إفطار المرأة لأجل صحتها هي، كإفطارها أثناء حملها لما تمر به من إعياء وتقيؤ ودوار وصداع وغيره يوجب عليها القضاء فقط، إما إن أفطرت لأجل مولودها إن كان لا يزال جنينًا فخافت عليه وأشار عليها الطبيب بضرورة إفطارها لأجل الطفل ليس لأجلها، أو إن كانت مرضعة وتخشى من نقصان الحليب عن رضيعها فأفطرت لأجله فإن ذلك يوجب عليها القضاء مع الكفارة والله أعلم. 4)
مبطلات الصيام عند الرجل
مبطلات الصيام عند الرجل الطعام والشراب عند تناول الرجل الطعام والشراب في نهار رمضان متعمداً. تناول المحرمات مثل الكحول، والمخدرات. حقن الدم في جسم الصائم. الإبر المغذية بالوريد. غسيل الكلى. تبديل النيّة، أي إذا نوى الرجل أن يفطر اليوم ثم صامهُ فهنا صيامه باطل ويجب قضائه؛ لأن النية هي ركن من أركان شروط قبول الصيام. الاستنشاق طويلاً أثناء الوضوء؛ لدخول الماء إلى المعدة عبر الأنف. الجماع يعتبر جماع الزوجة في نهار رمضان من مبطلات الصوم، حيث يكون الجماع في شهر رمضان بعد أذان المغرب وقبل طلوع الفجر، وعلى الرجل قضاء كفارة إفطار هذا اليوم. بالاستمناء أو إنزال المني بشهوة في نهار رمضان. الحجامة ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم: “أفطر الحاجم والمحجوم”. كما يدخل في مفهوم الحجامة التبرع في الدم، فخروج الدم من جسم الصائم يؤثر على بدنه، ويعتبر صومه باطلاً.ذكر أيضاً عندما يخرج الدم أثناء النزيف، لا يعتبر فيه الرجل مفطراً؛ لأن خروج الدم ليس بإرادته، وكذلك خروج الدم أثناء قلع السن، وتحليل الدم. القيء العمد يعتبر القيء العمد من مبطلات الصوم لقوله صل الله عليه وسلم: (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ). فالقيء العمد يكون من خلال وضع الأصبع في الفم، أو عصر البطن، أو شم رائحة كريهة بهدف القيء، ومن فعل ذلك فيجب عليه قضاء هذا اليوم. الرجوع عن الدين تعني الردة عن الإسلام، حيث يعتبر الإسلام شرطاً مهماً عند الصوم، فالصيام فرض على كل مسلم ومسلمة. الجنون يعتبر الجنون وغياب العقل هو من مبطلات الصوم، فالصوم يجب على كل مسلم عاقل. كفارة إفطار الصوم يجب على الرجل عند الإفطار بعذر مباح قضاء هذا اليوم، وإن لم يكن بعذر مباح فعليه كفارة هذا اليوم الذي أفطره. ورد عن الرسول صل الله عليه وسلم عندما جاء إليه رجل يخبره عن إفطاره يوماً في رمضان متعمداً، قال له صل الله عليه وسلم: أعتق رقبة، أو صم شهرين متتابعين، أو أطعم ستّين مسكين
مبطلات الصيام بين الزوجين
أمَّا مبطلات الصيام بين الزوجين فيمكن أن تدخل ضمنَ مبطلات الصيام التي سبق ذكرُها، وسيتم توضيح مبطلات الصيام بين الزوجين وما يُباح للزوجين فعله أثناء الصيام، حيثُ يحلُّ للزوجين المداعبة بكل أشكالها من كلام أو تقبيل أو لمس أو ضمٍّ إذا كان الزوجان يملكان نفسيهما من إنزال المني والشهوة، ومن الانغماس في المداعبة والوقوع في الجماع أثناء الصيام، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان النبيُّ -صلَّ اللهُ عليه وسلَّم- يُقَبِّلُ ويُباشِرُ وهو صائمٌ، وكان أملكَكُم لإرْبِه” 4).
وفي حديثٍ آخر يدلُّ على أنّ المداعبة من تقبيل وغيره مُباح في صحيح مسلم عن عمرَ بنِ أبي سلمةَ: “أنَّهُ سأل رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: أيُقبِّلُ الصائمُ؟، فقال لهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- “سل هذهِ” “لأمّ سلمةَ” فأخبرتْهُ أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يصنعُ ذلك” 5)، وبالتالي فإنَّ مبطلات الصيام بين الزوجين فيما يأتي: 6)
الجماع: فإذا كان الزوجان على علمٍ بأنّ الجماع يُفسد الصيام ولم يقعا في النسيان فإن الجماع من مبطلات الصيام بين الزوجين. إنزال المني: فإذا قام الزوجان بإنزالِ المني وبلوغ هذه الشهوة عمدًا وهما ذاكران وغير ناسيين بَطُل صيامهما.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكم الإفطار في السفر الثلاثاء 09 أبريل 2019, 6:32 pm
بحث حول الصوم
في بداية الحديث عن بحث حول الصوم لا بدَّ من الإشارة إلى تعريف مصطلح الصيام في الإسلام، حيث يمكن تعريف مصطلح الصيام في الإسلام على أنَّه الامتناع عن الطعام والشراب والجِماع والشهوات جميعها والإمساك عن كلّ المفطرات والمفسدات التي بيَّنها الفقهاء استنادًا إلى النصوص التي وردت في كتاب الله تعالى وفي أحاديث رسول الله -صل الله عليه وسلم-، ويكون الصيام لمدة يوم كامل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} 1). 2) والصيام فريضة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وفي بحث حول الصوم يجبُ معرفة أنَّ الصيام ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة كما ورد في الحديث الذي ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: “بُنِيَ الإسلامُ على خَمسٍ: علَى أنْ يعبَدَ اللهُ ويُكْفَرَ بمَا دونَهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ” 3)، وقال تعالى في سورة البقرة: {يا أيُّها الذينَ آمنُوا كُتِبَ عليكُم الصِّيام كمَا كُتبَ على الذينَ من قبلِكم لعلَّكم تتَّقون} 4).
ويُشترط لمن يُفرضُ عليه الصيام أن تتوفّر فيه عدَّة شروط إذا لم تتوفّر جميعها في الشخص لا يجبُ عليه الصيام وفي بحث حول الصوم يجب معرفة هذه الشروط، أوّلها الإسلام: يعدُّ اعتناق الإسلام أولَ شرطٍ من الشروط الواجب توفرها في من يجب عليه الصيام لأنَّ الكفار غير ملزمين بأداء الفرائض التي افترضها الله تعالى على المسلمين، قال سبحانه تعالى: {وما منعهم أن تُقبل منهم نفقاتهم إلا أنَّهم كفروا بالله وبرسوله} 5)، وهذا دليل على عدم قبول النفقات وغيرها من الكافر.
ثانيها البلوغ: وهو شرطٌ للصيام لأنَّ الصغير لا يجب عليه الصيام، والبلوغ شرط لأداء الفرائض جميعها، قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائمُ حتى يستيقظَ وعن الصغيرِ حتى يكبرَ وعن المُبْتَلى حتى يَعْقِلَ” 6).
ثالثها العقل، ويعدُّ العقل أيضًا من شروط أداء الفرائض لأنَّ المجنون لا يفرض عليه شيء، قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “رفع القلم عن ثلاث: عن النائمُ حتى يستيقظَ وعن الصغيرِ حتى يكبرَ وعن المُبْتَلى حتى يَعْقِلَ” 7).
رابعها الاستطاعة، وهو أن يكون المسلم قادرًا على أداء الصيام جسديًّا لا يمنعُه من ذلك عجزٌ في بدنه أو مرض في جسده، قال تعالى: {ومن كانَ مريضًا أو علَى سفرٍ فعدَّةٌ من أيَّام أُخر} ، خامسُها الإقامة: فالمسلم البالغ العاقل المقيم هو من يجب عليه الصيام وفي السفر رخصة للمسلم أن يُفطر ويقضيَ ما فاتَه بعد رمضان، قال تعالى: {ومن كانَ مريضًا أو علَى سفرٍ فعدَّةٌ من أيَّام أُخر} 9)، سادسُها عدمُ وجود موانع، وتختصُّ بهذا الشرط النساء دونَ الرجال، ويقصد بالموانع النّفاس والحيض، فالحائض والنفساء ليس عليها صيام ولا يصحّ صومها، ويجب عليه قضاء ما أفطرت، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري أنَّ رسول الله -صل الله عليه وسلم- قال: “أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ” 10)”. 11) وفي بحث حول الصوم لا بدَّ من معرفة الحكمة من الصوم، فقد شرَعَ الله الصيام وجعلَه فريضةً على المسلمين لحكم كثيرة؛ لأنَّ الله تعالى لا يحرم أمرًا ولا يفرض فريضة إلا لتحقيق الخير والصلاح والرشاد للعباد، فلم يفرضِ الله تعالى الصيام ويمنعهم عن الطعام والشراب والشهوات ويمنع عنهم الكثير من الملذّات ليعذبهم ويعاقبهم في هذه الدنيا إنّما فرض ذلك لحكم كثرة يعلمها وبين بعضها في كتابه الكريم، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} 12)، فالصيام تدريب على طاعة الله وتقوى الله تعالى، وتهذيب للنفوس بالامتناع عن المباح، وتقوية العزيمة في الالتزام بأوامر الله تعالى، وتعويد النفوس على الصبر، وغير ذلك من الحكم العظيمة. 13) ومن الجديرِ بالذكر في بحث حول الصوم معرفة مبطلات الصوم ومفسداته، حيث يوجدُ العديد من الأمور التي حرَّمها الله تعالى على المسلمين في نهار رمضان أثناء الصيام، وهي تفسدُ الصوم بشروط ثلاثة: العلم بأن ارتكاب هذا الأمر يفسد الصوم، لا يكون الصائم ناسيًا، لا يكون مجبرًا أو مضطرًا. وهذه المفسدات أو المبطلات هي سبعة أمور يجب على المسلم أن يعرفها في بحث حول الصوم حتى يتجنبّها ويحذّر من الوقوع في واحدة منها حتّى لا يفسد صومه: “الأكل والشرب: قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} 14)، الجماع: وهو إقامة العلاقة الجنسيّة بين الرجل والمرأة ويتحقّق بالإيلاج وهو من أعظم مبطلات الصوم وأكبرها إثمًا، أمّا المداعبة والتقبيل فلا تفسدُ الصوم. وإنزال المني عمدًا: في بحث حول الصوم يجب معرفة حكم إنزال المني، حيثُ يعدّ إنزال المني عمدًا من مبطلات الصيام سواء باستجلاب الشهوة أو بالاستمناء باليد وهذه الشهوة محرمة على الصائم، فكما ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: “يدَعُ الطَّعامَ مِن أجلي، والشَّرابَ مِن أجلي، وشهوتَه مِن أجلي” 15).
وما يشبه الطعام والشراب، كالإبر المغذّية وغيرها، والحجامة: يعدّ إخراج الدم من خلال الحجامة من مفطرات الصوم ومبطلاته، قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: “أفطر الحاجم والمحجوم” 16)، والقيء عمدًا، أيْ إخراج القيء عمدًا من المفطرات ومبطلات الصوم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ” 17)، والحيض والنفاس، إذ يعدّان من موانع الصيام ومبطلاته أيضًا. فالمرأة إذا كانت صائمة وجاءها دم الحيض أو النفاس بَطُلَ صيامها وعليها القضاء فيما بعد، قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ” 18)”. 19) المراجع 1, 14. ↑ {البقرة: الآية 187} 2. ↑ صوم، “www.marefa.org”، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف 3. ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 16، خلاصة حكم المحدث: صحيح 4, 12. ↑ {البقرة: الآية 183} 5. ↑ {التوبة: الآية 54} 6, 7. ↑ الراوي: أبو ظبيان الجنبي، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 2/335، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح 8, 9. ↑ {البقرة: الآية 184} 10, 18. ↑ الراوي: أبو سعيد الخدري، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 304، خلاصة حكم المحدث: صحيح 11. ↑ على من يجب صوم رمضان؟، “www.islamqa.info”، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف 13. ↑ الحكمة من الصيام، “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف 15. ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 3424، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه 16. ↑ الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس، المحدث: علي بن المديني، المصدر: السنن الكبرى للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 4/267، خلاصة حكم المحدث: صحيح 17. ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: موفق الدين ابن قدامة، المصدر: الكافي، الصفحة أو الرقم: 1/353، خلاصة حكم المحدث: حسن 19. ↑ مفسدات الصوم ومفطرات الصائم، “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 9-2-2019، بتصرف
[rtl]نواقض الصيام[/rtl]
[rtl]كما أنّ للحياة قوانينَ وتشريعاتٍ يجب الالتزام بها ومراعاتها فإن للإسلام أحكامًا وتشريعاتٍ كذلك أيضًا فللصوم أحكامٌ وتشريعات وله نواقض ومبطلات، فهناك بعض الأفعال تنقض الصوم وتبطله ويكون على المسلم بعدها أن يصوم يومًا غير اليوم الذي فعل فيه ذلك الفعل وأبطل به الصوم وتجِب أحيانًا الكفارة وأحيانًا أخرى القضاء، لكن نواقض الصيام كثيرة سيتم ذكر بعض منها: 3)[/rtl]
الأكل والشرب: الأكل والشرب عالمًا عامدًا متعمدًا يُعدّ من أبرز نواقض الصيام، سواء أكان الطعام نافعًا أم ضارًا، وسواءٌ كان مباشرًا عن طريق الفم أم بالإبر المُغذّية أو بحقن الدم والذي يكون عن طريق إدخال الدم إلى جسم الشخص أو غسيل الدم الخاص “غسيل الكلى”.
الجِماع:الجِماع عامدًا متعمدًا من قُبُل أو دبر، أنزل أم لم ينزل يعد ناقضًا للصوم، ومن أجمع عليه استئناف صومه وكفّارة على هذا اليوم ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَجُلا وَقَعَ بِامْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ فَاسْتَفْتَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هل تجد رقبة قَالَ: لا، قَالَ: ” هل تستطيع صيام شهرين” قَالَ: لا، قَالَ: “فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا”. 4)
القيء عمدًا: القَيْء عمدًا عالمًا بذلك سواءً كان كثيرًا أم قليلًا يعدُّ من أهم نواقض الصيام ويجب قضاؤه، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ”5)
إنزالالمني: إنزال المنيّ بالاختيار سواء باستمناء أو تقبيل أو لمس، ويجب على الشخص بأن يُكمِل صيامه ويقضيه في وقت لاحق لأنه أحد نواقض الصيام.
الردّة: إذا ارتدّ المسلم عن دينه، أيْ انتقل من الاعتقاد بدين الإسلام إلى الاعتقاد بدينٍ آخر بطُل صيامه.
الحيض والنفاس: إذا حاضت المرأه أو نفست فقد بطُل صومها ووجب عليها أن تُفطر ولا يجوز عليها أن تبقى صائمة وقد أجمع العلماء والأمّة على هذا الأمر، ووجب عليها قضاء ذلك اليوم كما ورد عن عائشة أنها قالت أُمِرنا أن نقضي الصوم ولم نؤمر بقضاء الصلاة.
[rtl]فضائل الصيام[/rtl]
[rtl]لكل أمر من أوامر الإسلام جانبٌ آخر غير ظاهر للعيان، جانب فيه خير للمسلم في نفسه وجسده وعقله وعلاقاته وكل ما يخصّه، فالصوم مثلًا عُرف أنه للحرمان فقط لكن هناك جوانب أخرى كثيرة لم يأخذها المسلم بعين الإعتبار، ففضائل الصوم كثيرة لا حصر لها فضائل دنيوية وأخروية، تمدّ المسلم بالروحانيات اللازمة للصوم فتعينه وتشدّ على يديه ليصبر وليجعل عمله هذا أي الصوم لوجه الله الكريم. 6)[/rtl]
جعل الله -سبحانه وتعالى- الصوم من الكفّارات لعظيم أجره فمن الأمور التي جُعلت كفّارتها الصوم هي القتل الخطأ قال تعالى: {فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ شَهرينِ مُتَتَابِعينِ} 7) وكفّارة اليمين قال تعالى: {فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّام}
الصيام يُطهّر القلب ويُذهب ما به من رجس وحزن وغل عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: “صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَذْهَبْنَ بِوَحَرِ الصَّدْرِ” 9)
الفرح الذي يشعر به الصائم لهو من أعظم الفضائل، ففرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربّه.
الصيام سبب من أسباب دخول الجنة فقد خُصص باب من أبواب الجنّة للصائمين وسُمي باب الريّان.
الصيام من أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: “قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ” 11).
[rtl]الجنابة[/rtl]
[rtl]إنَّ لفظ الجُنُب أو الجنابة لفظٌ إسلاميٌّ لم يكن موجودًا قبل الإسلام، وهو مصدر للفعل جنب، وهي لفظ يطلق على من نزل منه المنيُّ بجماع أو احتلام أو بممارسة العادة السرية، وتعدّ الجنابة في الإسلام من الأمور التي تُوجب الغسل، فعلى من كان جُنُبًا أن يغتسل حتَّى يتطهَّر، فلا تصحّ صلاة الإنسان إذا كان جُنُبًا، ويجب الغسل حتَّى تتم الطهارة كما أوضح الشرع، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز الصيام على جنابة إضافة إلى الحديث عن حكم الجنابة في نهار الصيام.[/rtl]
[rtl]هل يجوز الصيام على جنابة[/rtl]
[rtl]إنَّ الإجابة عن سؤال: هل يجوز الصيام على جنابة في الإسلام؟ هو سؤال على من أجنب في ليل رمضان أو ليل الصيام، ثم نام واستيقظ بعد دخول وقت الصيام وهو جنب ولم يغتسل، فهذا لا ضيرَ في صيامِه، وصيامُه صحيح شرعًا ولكنْ عليه أن يغتسل قبل طلوع الشمس حتَّى لا تفوته صلاة الفجر، والدليل على صحة الصيام مع الجنابة هو حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: “إنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يستفتيهِ، وهي تسمعُ من وراءِ البابِ، فقال: يا رسولَ اللهِ! تُدركني الصلاةُ وأنا جنبٌ، أفأصومُ؟ فقال رسولُ اللهِ -صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: وأنا تُدركني الصلاةُ وأنا جنبٌ، فأصومُ، فقال: لست مثلنا يا رسولَ اللهِ! قد غفر اللهُ لك ما تقدم من ذنبكَ وما تأخرَ، فقال: واللهِ! إنِّي لأرجو أن أكون أخشاكم للهِ، وأعلمُكم بما أتقي” 1).[/rtl] [rtl]وجاء أيضًا في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “كانَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يُصبِحُ جُنُبًا، فيصومُ، ولا يُفطِرُ” 2). وقد قال الشوكاني في تعليقِه على هذه الأحاديث: “هذه الأحاديث استدلَّ بها من قالَ: إن من أصبح جنبًا فصومُهُ صحيحٌ ولا قضاءَ عليه من غير فرق بين أن تكون الجنابة عن جماع أو غيره، وإليه ذهب الجمهور”، وهذا أبرز من جاء من إجابة عن سؤال: هل يجوز الصيام على جنابة في الإسلام، والله أعلم. 3)[/rtl]
[rtl]حكم الجنابة في نهار الصيام[/rtl]
[rtl]بعد الإجابة عن سؤال: هل يجوز الصيام على جنابة في الإسلام؟، فإنَّه سيتم الحديث على حكم الجنابة في نهار الصيام، وها الحديث يتفرَّع وينقسم إلى أقسام عدة؛ لأنَّ الجنابة قد تكون بالاحتلام وقد تكون بالجماع وقد تكون بالعادة السرية أو الاستمناء، وفيما يلي تفصيل وحكم كلِّ واحدة على حدة: 4)5)6)[/rtl]
الجماع في نهار الصيام: يعدّ الجماع في رمضان إثمًا كبيرًا وذنبًا عظيمًا يُبطل الصيام، وهو من أعظم مُفسدات الصيام على الإطلاق، وقد اتّفق العلماء في المذاهب الأربعة على أنَّه من جامع زوجته في نهار الصيام فقد أفطر وعليه قضاء هذا اليوم وعليه أن يدفع كفارة هذا اليوم، وقد وردَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: “بينما نحن جُلوسٌ عِندَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذ جاءَه رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، هلَكتُ، قال: ما لَكَ، قال: وقَعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: هل تجِدُ رقبةً تُعتِقُها، قال: لا، قال: فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرينِ متتابعينِ، قال: لا، فقال: فهل تجِدُ إطعامَ ستينَ مسكينًا، قال: لا، قال: فمكَث النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بعَرَقٍ فيه تمرٌ، والعَرَقُ المِكتَلُ، قال: أين السائلُ، فقال: أنا، قال: خُذْ هذا فتصدَّقْ به، فقال الرجلُ: أعلى أفقرَ مني يا رسولَ اللهِ؟ فواللهِ ما بين لابَتَيها، يُريدُ الحَرَّتينِ، أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهلِ بيتي، فضَحِك النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حتَّى بدَتْ أنيابُه، ثمَّ قال: أطعِمْه أهلَك”. 7)
العادة السرية أو الاستمناء في نهار رمضان: تعدُّ العادة السرية أو الاستمناء من مفطرات الصائم ومبطلات الصيام، إذا قام به الإنسان في نهار الصيام، وعليه أن يقضي يومه وأن يتوب إلى الله توبة صادقة وأ، يعزم على عدم العودة إلى مثل هذه العادة من جديد.
الاحتلام في نهار الصيام: لا يعدُّ الاحتلام في نهار رمضان من مفسدات الصيام لأنَّه خارج عن إرادة الإنسان وقدرته، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} ، والله أعلم.
[rtl]
المراجع
[/rtl]
1.
↑
الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 1110، حكم المحدث: صحيح
2.
↑
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الجزء أو الصفحة: 26661، حكم المحدث: مرفوعه صحيح