لكي لا تفقد زوجتك
من أهم ما ينبغي أن يدركه كل زوج هو أن سعادته في الزواج تتوقف على سلوكياته في الحياة الزوجية، فإذا كنت شخصاً متزناً عاقلاً خالياً من العقد النفسية، مستقيماً على شرع الله تعالى، ففي استطاعتك أن تحقق لنفسك السعادة الزوجية بحذافيرها، وليس هناك أدني شك في أن من يتعامل مع الزوجة من منطلق إشعارها بالحنان قد نجح في فهمها واستطاع أن يخرج منها أفضل صفاتها، وهو بهذا سينعم بكل ما تستطيع أن تعطيه الزوجة من اهتمام ورعاية، فالمرأة عطاء بلا حدود .. بشرط أن نفهمها.
• لا تفكّر في أن تأخذ من شريكتك السعادة بل فكِّر في أن تمنحها لها أولا فتجدها عندك ... «أعط لتأخذ» هذا هو أحد قوانين الحياة، فإذا أعطيت لزوجتك السعادة حصلت عليها، واعلم أن المستفيد الأول من سعادة زوجتك هو أنت، لأنك إذا نجحت في إسعادها فلن تدخر هي وسعاً لإسعادك ورد الجميل إليك، فإحساس المرأة المرهف يأبى أن يأخذ ولا يعطي؛ لأنها بطبيعتها تحب العطاء والبذل والتضحية من أجل من تحب.
• المدح والثناء من الأخلاق التي تجمل الحياة الزوجية، وتعطيها طعما طيبا، كلما مدح الزوج زوجته على عمل قامت به لأجله أو لأجل أبنائه، فالمدح مكافأة نفسية لكلا الطرفين، والحياة الزوجية تكون جافة وروتينية إن لم يتخللها المديح والثناء.
الإنسان بفطرته يحب أن يمتدح إذا قام بعمل أو أدى حقا، ولكن الذي يحجب الزوج عن مدح زوجته هو الخوف من غرورها وتكبرها، لكن علينا أن نفرق بين مدح الذات ومدح الصفات، فزوجتك قد تتكبر عليك إن كنت تمدح ذاتها، ولكنها لا تتكبر عليك عندما تمدح صفاتها ومواقفها الطيبة، بل على العكس إنها تتشجع وتستمر في العطاء لأن المدح يعتبر مكافأة نفسية ثمينة
• الزوجة تريد أن يحبها زوجها لشخصها وخصالها، وألا يقارنها بوالدته أو أخته أو أي سيده أخرى، ومن الطبيعي أن يضايقها قوله مثلا: "إن مذاق الطعام لم يعجبه إلا للشبه بينه وبين مذاق طعام والدته" ففي هذا إشارة إلى أنه لم يحبها إلا لأنها تشبه والدته، وعليها أن تكون صوره مكررة منها، وهذا بالطبع لا يقصده الزوج ولكن عليه أن يتجنب المقارنة، فالزوجة تعي تماما أنه يحب والدته كما تحب هي والدتها، لكن هي تريد حبا مختلف وتريد منه أن يشعرها بذلك.
• لا تطيق المرأة أي انتقاد يوجه إليها بصدد مظهرها الخارجي على وجه الخصوص. وقلما توجد امرأة راضية تماماً عن مظهرها الخارجي. ويسود دوما لديها شعور كبير من عدم اليقين، وعدم الثقة بالنفس، وتراها تسعى باستمرار لأن تكتشف فيما لو كانت ما تزال جذابة في نظر زوجها. لذا فعليك أن تسعى دوما وبقدر إمكانك للتأكيد لها على أنك تجدها فعلاً مازالت جميلة ورائعة وجذابة.
• الزوجة تريد من زوجها دوما إشعارها بأهميتها في حياته وبامتنانه بكل ما تقوم به لأجله، وهذا الاهتمام يكون بإظهار محبته لها، وامتداحه لشكلها، وأنه يرى أن ربه فضله على كثير من الرجال لأنه اختصه بها وكانت من نصيبه .. لا بد أن تشعرها بأنها شيء كبير ومهم بالنسبة لك، وأن الحياة تهون في صحبتها، فهي التي تخفف عنك، وهي التي تسري عنك، حقا وواقعا وليس كذب وتملقا.
• قد يكون الزوج من النوع الذي يضخم الأخطاء وينسى المحاسن، فيجعل من الحبة قبة، ويبني من التصرفات العادية تلالاً من الأوهام والظنون الفاسدة والشكوك المدمرة، وعلى من هذا حاله أن يعيد النظر في نفسه أولاً، ويقوم بإصلاحها وتقويمها حتى تكون جديرة بالحكم على الآخرين، فمن لم يستطع قيادة نفسه كيف له أن يتمكن من قيادة غيره! .. ليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم أو كل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال عن وعد غير ضروري أو زلة لسان، فهذه حياة جحيم لا تطاق.
• حاول أن تغض الطرف عن بعض نقائص زوجتك، وتذكر ما لها من محاسن ومكارم تغطي هذا النقص لقوله – صل الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم: «لا يفرك ( أي لا يبغض ) مؤمنٌ مؤمنة، إن كرِهَ منها خُلُقاً رضي منها آخر».
• الحقيقة التي ينبغي أن يدركها كل رجل أن ما ينطبق على المرأة ينطبق على الرجل أيضا، فإذا كانت هي مطالبة بعدم رفع صوتها عاليا – مثلا - فإن الرجل أيضا مطالب بذلك، على عكس ما يعتقده بعضهم أو يطبقونه في أرض الواقع بالحديث بأصوات جهورية وعالية جدا، بحيث لا يعترفون بحميمية الموقف أو بخصوصية باقي الناس من الذين لا ذنب لهم سوى أنهم موجودين في نفس المكان الذي هو فيه.
• المرأة عندما تذرف الدمع تريد أن تشعر بأن هناك من يستقبل هذه الدموع ويتأثر بها ويسأل عن سببها .. الأهم من ذلك هو ألا يستخف الزوج بها أو يقلل من أهميتها. إنها عندما تشعر بالضيق والاكتئاب، تريد أن تجد من يهتم بالاستماع إليها بصدق، ولا تريد من يوهمها بالإنصات، بل يستمع إليها بكل جوارحه .. إنها تريد أن تشعر من خلال نظرات زوجها بأنه يفهمها بدون أن تتكلم، ويحس بها دون أن تتأوه.
• بالرغم من أن الرجل الرومانسي مرغوب لدى النساء إلا أن الرومانسية المفرطة قد تجعل منه شخصية سلبية منفرة حين يرفض التجاوب مع ظروف الواقع، فيلجأ للهروب كي يقفز فوق العقبات ولا يرتطم بحواجز الحياة، لكن إن استطاع الرجل الرومانسي والواقعي اجتياز العقبات؛ فإنه سيصبح بالضرورة مفضلاً لدى الزوجات عن الرجل الواقعي بليد المشاعر .. يجب أن يملك الرجل الرومانسي جانباً واقعياً في حياته حتى يستطيع أن يواجه الظروف الصعبة في الحياة؛ فتضفي تلك الصفات على شخصيته جاذبية خاصة تجمع بين الرومانسية والقوة في المواجهة.
• لا تتخيل أن امرأة أحسن من زوجتك. قال ابن الجوزي: " أكثر شهوات الحس النساء. وقد يرى الإنسان امرأة في ثيابها، فيتخايل له أنها أحسن من زوجته، أو يتصور بفكره المستحسنات، وفكره لا ينظر إلا إلى الحسن من المرأة، فيسعى في التزوج والتسري، فإذا حصل له مراده لم يزل ينظر في عيوب الحاصل التي ما كان يتفكر فيها، فيمل ويطلب شيئاً آخر، ولا يدري أن حصول أغراضه في الظاهر ربما اشتمل على محن، منها أن تكون الثانية لا دين لها أو لا عقل، أو لا محبة لها أو لا تدبير، فيفوِّت أكثر مما حصل! وهذا المعنى هو الذي أوقع الزناة في الفواحش، لأنهم يجالسون المرأة حال استتار عيوبها عنهم، وظهور محاسنها، فتلذهم تلك الساعة ثم ينتقلون إلى أخرى. فليعلم العاقل أن لا سبيل إلى مراد تام كما يريد {وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ} [البقرة:267] وذو الأنفة يأنف من الوسخ صورة وعيب الخلق معنى، فليقنع بما باطنه الدين وظاهره الستر والقناعة، فإنه يعيش مرفه السر طيب القلب. ومتى استكثر فإنما يستكثر من شغل قلبه ورقة دينه ".
• و عن الأشياء الصغيرة التي تمكن الرجل من الحفاظ على خزان الحب لدى شريكته ممتلئا، يقترح (د.جون جراي) مجموعة من الأفكار: عند عودتك للمنزل، ابحث عنها أولا وقبل أي شيء آخر ..... اسألها عن يومها بدقة، مما يدل على معرفتك بما خططته ليومها (ماذا حدث في موعدك مع الطبيبة). اشكرها عندما تؤدي لك عملا. عندما تعد الطعام امدح طهوها. نوه بإعجابك بمظهرها. إذا بدت في يوم متعبة أو مشغولة اعرض عليها مساعدتك بتأدية بعض الأعمال بدلا منها، مثل: إحضار الأبناء من المدرسة، أو ترتيب غرفة المعيشة، أو إعداد العشاء. اتصل بها من العمل لتسأل عن أحوالها، أو تشاركها شيئا ما. عندما تتحدث إليك ضع المجلة من يدك أو اقفل التلفاز وامنحها انتباهك التام وانظر لها. اسألها قبل أن تخرج إذا كان هناك ما ترغب في أن تحضره معك ولا تنسى إحضاره. إذا كنت ستتأخر، فاتصل بها لتخبرها. تعاطف مع مشاعرها عندما تشعر بالضيق
لكي لا تفقدي زوجك
من التصورات الخاطئة لدى الكثير من الزوجات، ما تعتقده بعضهن من أنها بزواجها قد ملكت زوجها، فتهمل نفسها، وتنغمس في رعاية أولادها وأمور بيتها ظنا منها أنها بذلك قد أتمت كافة واجباتها الزوجية، وتتصور أنها مهما فعلت فلن يفلت من قبضتها هذا العصفور. بل تظن خطأً أن اهتمام زوجها بها أمر مفروغ منه؛ مما يجعلها تتصرف بلا مبالاة فيما يتعلق بجلب اهتمام زوجها، الذي سرعان ما يمل وقد ينزلق إلى طريق آخر ملقيًا باللوم عليها.
• الرجل يرغب بالزواج ليستمتع بالحياة الدنيا في ظل الشرع، والمرأة هي الدنيا والحياة، كما قال رسولنا الكريم –صل الله عليه وسلم-: «الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة» [رواه مسلم] فلا تصادم بين فطرة الإنسان وبين ما شرعه الله تعالى، لذلك نجد أن المرأة مهما تقدم بها العمر ومهما بلغت من العلم وحازت أعلى المناصب تبقى في نظر زوجها أنثى، وهو دائمًا يريدها كذلك.
• الزوجة المثالية الصالحة هي التي تبادل الزوج الاحترام، ولا تكون ميالة لحب السيطرة وعزل الزوج من الإطار العام الذي يجب أن يكون فيه الرجل الطبيعي، وتوقف التمارض والثرثرة وبث الأمور السخيفة.
• الطبيعي أن الزوج هو صاحب المبادرة والتجديد في العلاقة الزوجية، ولكن أيضًا دور الزوجة لا يقل عن دور الزوج من الإقبال والتشويق والجاذبية.
• حين يعود الزوج إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، لا تحاولي أن تفتحي معه حوارا وتسأليه عن يومه في العمل، لأن الرجال يحتاجون فعلا إلى فترة قصيرة «مساحة فاصلة» بين أجواء العمل وأجواء الأسرة، تساعدهم على الاسترخاء والتخلص من ضغوط العمل.
• مهم جدا جلوسك مع زوجك لمدة ساعة على الأقل يوميًا تكونين خلالها متفرغة له تمامًا؛ تتجاذبين أطراف الحديث في الشؤون التي تهمه، فهذا يُعد أنفع وأجدى من قيامك بأي عمل آخر مهما كلفك ذلك من تضحيات.
• حتى لو لم يعجبك الموضوع الذي يتحدث فيه زوجك امنحيه اهتمامك كاملا. فمجرد حديثه إليك له مدلولات عاطفية مهمة عنده.
• إياك والصراخ .. فرقة الصوت التي طالما ارتبطت بالمرأة والأنوثة غدت عملة نادرة أمام صوت الصراخ الذي سيطر وبقوة على حنجرة كثير من النساء في تعاملهن مع أبنائهن.
• ابتعدي عن أسلوب التوجيهات أو كشف العيوب بطريقة صريحة، لكن يمكنك توصيل هذه الملاحظات والمآخذ بأسلوب رقيق وبدون إحراج حتى تضمني انجذابه إليك، بل استئثاره بك مدي الحياة.
• إياك وصدم مشاعره عند التنازع أو الاختلاف، وليكن شعارك «العفو والتسامح».
• من المهم جدا عدم إطلاق بعض الاستنتاجات والتعميمات التي تتسم بالمغالاة على سبيل المثال ( إنك لا تريد أن تفهمني أبدا، إنك تتصرف دائما على النحو الذي تريده ) .. زوجك يمكن أن يخطئ وكذلك أنت في تصرف ما، فلا تتسرعي بإطلاق تعميمات الفشل والخيبة وغير ذلك.
• صفيه دوما بالرجولة واظهري إعجابك بقوته وقدرته علي تحمل المشاق، فالرجل يحب أن يشعر بقوته ورجولته.
• من الأشياء التي تزيد الود بين الزوجين أن تذكر الزوجة لزوجها بعض أعماله الحسنة ومآثره الحميدة معها ومع أسرتها.
• لا تعيريه بماضيه المتواضع - الوظيفي أو العائلي- ودعي له شرف الاعتراف، وسيفعلها بمحض إرادته، وساعتها عليك الإشادة بعصاميته المتفردة التي لا يذكرها أحد، وتذكري أن المتغابي هو سيد قومه وليس الذكي.
• ادفني أخبار المنازعات القديمة، وسدي باب الخلاف والشر، وأكثري من الحديث عن الذكريات الطيبة التي تؤلف القلوب.
• تملقيه أمام الآخرين، واسأليه عن رأيه في بعض الموضوعات واستمعي إليه باهتمام وإعجاب.
• من الأشياء التي تؤثر كثيرا في نفسية الرجل، أن تشكك زوجته في صحة معلومة قالها في حضور آخرين كالأصدقاء أو الأقارب .. انتظري حتى ينفض الآخرون عنكما ثم ناقشيه.
• الصدق في كل شيء من أهم دعائم الاستقرار والسعادة الزوجية، وهناك من النساء من يعشقن الكذب، إما كهواية وإما خوفاً وجبناً، وفي كلتا الحالتين فإن الرجل يمقت في المرأة الخداع والكذب، وإذا قبل الرجل الكذب لظرف أو لآخر فإن ذلك يكون مصحوباً بنظرة احتقار.
• الزوجة الذكية تبحث دائما عن نقاط الانسجام بينها وبين زوجها، وهذه النقاط من الطبيعي أن يتغير بعضها بين الخطوبة والزواج، وبين الزواج والإنجاب .. ففي البداية تركز مثلا على التقرب من الزوج، ثم تحول هذا التقرب إلى ود وعاطفة قوية، ومع الأيام لابد للعاطفة أن تخبو قليلا، فتجنح الزوجة لأن تكون الرفيقة والصديقة .. وهكذا، أي أنها تدفع بعربة زواجها بحسب ما تمليه عليها راحة بالها وبال أسرتها.
• حاذري من أن تكوني كتاباً مفتوحاً أمامه يستطيع أن يتوقع محتوى الصفحات التالية منه، فإن تمكن بعبقريته من معرفة الخطوة التالية سارعي إلى تغيير الأحداث لتخالف توقعاته، وتحفظ لك ولحياتك معه عنصر التشويق.
• المشاركة في عبادة، مثل صلاة معاً، قراءة القرآن، إعداد وجبات للفقراء .. يزيد من الود والحب، وتقبل الكلام من كلا الطرفين.
• حاولي أن تحتفلي بالمناسبات السعيدة بطرق مختلفة ومشوقة في كل مرة.
• إن كان الملل قد تسلل إلي حياتك الزوجية، وأصبحت مسئوليات الحياة هي الموضوع الرئيسي الذي يسيطر علي حوارك مع زوجك بعد أن ضاعت كلمات الحب والغرام، فلماذا لا تعيدين الرومانسية إلي أرجاء منزلك وتبادرين بالخطوة الأولي ولتقدمي هدية تعبرين بها لزوجك عن حبك واهتمامك, فالرجل أيضا في حاجة إلي هدية من زوجته ليقتل بها الرتابة التي تصيب علاقتهما الزوجية .
وأخيرا لا تجعلي حياتك يدور محورها حول زوجك فقط ، فلا تجعلي شعورك بقيمتك الذاتية مرتبط بحب زوجك لك لا غير .. عليك أن تركزي على اهتمامك بنفسك "صحياً، وذهنياً، وإيمانياً"، لذا أوجدي لك اهتمامات خاصة بك، ترتقين من خلالها وتتطورين .. لا تجعلي عطاءك لزوجك يطغى على نفسك فتهملينها بحجة خدمة الزوج ورعايته، فكلما كان اهتمامك بنفسك كبيراً، كلما جذبت زوجك لكل شيء جميل فيك