منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أخطاء عامة في شهر رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أخطاء عامة في شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: أخطاء عامة في شهر رمضان   أخطاء عامة في شهر رمضان Emptyالسبت 18 مايو 2019, 2:01 pm

أخطاء عامة في شهر رمضان
 

عدم تعلُّم أحكام الصيام:

فيدخل هذا الشهر المبارك على الناس فتراهم يستعدون فيه بإعداد الطعام والشراب، وشراء الملابس، وهذا يشغلهم عن الاستعداد الديني - وهو تعلم أحكام الصيام - وهذا فرض عين على كل مكلف، فربما وقع في بعض المخالفات أو الأخطاء والتي تقدح في صحة صيامه، والتي ربما ذهبت به بالكلية، وعليه نقول: إن مَن دخل عليه رمضان فينبغي عليه أن يتعلم أركان الصيام، وما يباح له وما لايجوز له، وكذلك يتعلم مبطلات الصيام حتى لا يقع فيها، ولا يكتفي بهذا بل يعلم أهل بيته هذا، عملاً بقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عليها مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

خطأ يقع فيه البعض عند رؤية الهلال:

فعند رؤية هلال رمضان، يقول البعض: "رمضان هلّ هلالك، جل جلالك، شهر مبارك".


وتناقل هذا القول الأجيال، حتى جعلوه سنة، وهذا خطأ، والصواب هو قول النبي - صل الله عليه وسلم -، 
فكان إذا رأى الهلال قال - صل الله عليه وسلم -: "اللهم أهلَّه عاينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله هلال رشد وخير" (رواه الترمذي من حديث طلحة بن عبيدالله).

 

ترك الدعاء في وقت السحر:

فالناس في شهر رمضان في صيام وقيام، وغالب أحوالهم أنهم يسهرون ويدركون وقت السحر، ومع ذلك لا يستغلون هذه الفرصة العظيمة وقت نزول الملِك إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل، فيقول: "أنا الملك. أنا الملك. مَن الذي يدعوني فاستجيب له، مَن الذي يسألني فأعطيه، مَن الذي يستغفرني فأغفر له".

 
• وفي لفظ مسلم: "حتى ينفجر الفجر"

وفي "صحيح مسلم" عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صل الله عليه وسلم - قال:

"إن في الليل لساعة لا يوافقها رجلٌ مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة".

 

كثرة الغضب وهيجان الأعصاب بحجة أنه صائم:

فترى أثناء الصيام تكثر المشاجرات والسبُّ واللعن ونفاذ الصبر وعدم تحمل الغير، والصيام برئ من هذا كله براءة الذئب من دم يوسف؛ لأن الصيام تربية وتهذيب.

فقد جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه - أن النبي - صل الله عليه وسلم - قال: "الصيام جُنَّة فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم".

فالصائم لا يقابل الإساءة بالإساءة، بل يذكِّر السابُّ بأن الذي يمنعني من السب وسوء الأخلاق هو صيامي.

وأخرج الحاكم بسنده أن النبي - صل الله عليه وسلم - قال: "مَن كان سهلاً هيِّناً ليِّناً، حرَّمه الله على النار".

 قراءة القرآن وعدم العمل به:

يقول ابن الجوزي - رحمه الله - عندما تكلم في كتابه "تلبيس إبليس" عند ذكر تلبيسه على القرَّاء فقال: "فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراءات الشاذة وتحصيلها، فيفني أكثر عمره في جمعها، وتصنيفها، والإقراء بها، ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات، فربما رأيت إمام مسجد يتصدَّى للإقراء، ولا يعرف ما يفسد الصلاة، وربما حمله حبّ التصدُّر حتى لا يرى بعين الجهل، على أن يجلس بين يدي العلماء ويأخذ عنهم العلم، ولو تفكروا لعلموا أن المراد حفظ القرآن، وتقويم ألفاظه، ثم فهمه، ثم العمل به، ثم الإقبال على ما يصلح النفس، ويُطهِّر أخلاقها، ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع، ومن الغبن الفاحش تضيِّع الزمان فيما غيره الأهم.


قال الحسن البصري - رحمه الله -:

"أُنْزِل القرآن ليُعْمل به، فاتخذ الناس تلاوته عملاً" يعني أنهم اقتصروا على التلاوة وتركوا العمل به.


التباهي أمام الناس بختم القرآن:

وهذا يتنافى مع الإخلاص، بل ربما يجمع أحدهم الناس ليدعو بهم لأنه ختم القرآن، وهذا فيه ما فيه من إظهار العمل،
 وهذا على خلاف ما كان عليه السلف.


قال ابن الجوزي - رحمه الله - كما في "تلبيس إبليس":

ومن أعجب ما رأيت فيهم أن رجلاً كان يُصلِّي بالناس صلاة الصبح يوم الجمعة، ثم يلتفت فيقرأ المعوذتين، ويدعو بدعاء الختمة؛ 
ليعلم الناس أني قد ختمت الختمة، وما هذه طريقة السلف، فإن السلف كانوا يسترون عبادتهم، 
وكان عمل الربيع بن خثيم كله سراً، فربما دخل عليه الداخل وقد نشر المصحف فيغطيه بثوبه،
 وكان أحمد بن حنبل يقرأ القرآن كثيراً ولا يُدْرَى متى يختم.

وصدق إبراهيم التيمي حيث يقول: المخلص مَن يكتم حسناته كما يكتم سيئاته.

 

ترك الصيام من أجل الامتحانات:

فيحرم الإفطار من أجل الامتحان أو المذاكرة.

• وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء هذا السؤال:

هل الامتحان عذر يبيح الإفطار في رمضان؟

فأجابت اللجنة: الامتحان المدرسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاً للإفطار في نهار رمضان،
 ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق،
 وإنما الطاعة في المعروف، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي - صل الله عليه وسلم -. أهـ (فتوى رقم 9602).

وإذا كان الإفطار من أجل الامتحان لا يجوز، فالفطر من أجل الكورة لا يجوز من باب أولى، 
وكذلك مَن يعملون في الأفران، وفي الأعمال الشاقة، فلا يُباح لهم الفطر ابتداءً، لأنهم مكلفون،
 إلا إذا كان الصيام سيؤدي إلى الهلكة.

 
يقول الشيخ ابن باز - رحمه الله - عن هذا الصنف:

"فيجب عليهم تبييت نية صوم رمضان بأن يصبحوا صائمين، 
ومَن اضطر منهم للفطر أثناء النهار، فيجوز له أن يفطر بما يرفع اضطراره، ثم يمسك بقية يومه في الوقت المناسب. أ هـ، 
وعليه قضاء ذلك اليوم.

تسمية الناس الجمعة الأخيرة بالجمعة اليتيمة:

وهذه التسمية ليس لها سند من الدين.

 صلاة مخترعة تُفْعَل ليلة عيد الفطر:

وهي مائة ركعة بالفاتحة والإخلاص "عشر مرات"، ويستغفر بعدها مائة مرة..... إلخ.

حديث طويل ذكره السيوطي في "اللآلئ"، وقال: موضوع، وكذا صلاة نهارها.

اعتقاد البعض أن الزواج في رمضان حرام:

وهذا اعتقاد باطل، فإن الزواج جائز في جميع الأوقات، إلا للمُحْرم حتى يتحلل،
 ومما يدل على إباحة الزواج في رمضان أن الله - سبحانه - أباح الجماع بعد الإفطار إلى طلوع الفجر الصادق، قال تعالى:

﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].

 

من الأخطاء الشائعة في رمضان
  

الملاحظة الأولى: عدم القراءة عن أحكام الصيام ومسائله ومعرفتها قبل دخول الشهر المبارك، فاقرأ حتى يكون العمل عن علم ودليل وكل بحسبه من القراءة والاطلاع، فهناك كتب مطولة، وهناك كتيبات مختصرة ومطويات كُتبت بعناية، يَحسُن بالمسلم الاطلاع عليها وتثقيف نفسه، ومن حوله بها، فهي علم يُطلب، وكم هو جميل أن تعقد الأسرة حلقة ذكر في البيت لمدارسة أحكام الصيام وتعريف الأولاد بها.

الملاحظة الثانية: تعجيل السحور وتأخير الإفطار، وهذا لا شك أنه خلاف السنة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر وأخَّروا السحور)، وخير الهدي هدي محمد صل الله عليه وسلم، وبعض الناس قد يؤخر وجبة العشاء، فيكتفي بها عن تناول وجبة للسحور، ولا جناح عليه، لكن لو تناول شيئًا خفيفًا ولو تمرات قُبيل الفجر، لكان قد أتى بالسنة.

الملاحظة الثالثة: بعض الناس يصوم عن المآكل والمشارب، لكن لا يصوم عن لحوم البشر، فخلال صيامه قد يتحدث ويجره الحديث إلى غيبة فلان وفلان، وإلى قول الزور والنميمة والكذب والسب والشتم، ونحو ذلك من آفات اللسان، وقد قال النبي صل الله عليه وسلم: (مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)؛ رواه البخاري.

وليس هذا مبيحًا له في الطعام والشراب، ولكن وعيد على هذا المتحدث، فينبغي الكف عن ذلك ورد كلام المغتاب أو مفارقة هذا المجلس؛ حتى يسلم لك صيامُك.

الملاحظة الرابعة: تضييع الساعات في السهر السلبي ليلًا، أو كثرة النوم بالنهار، فإن المسلم مطالب بالمحافظة على لحظات هذا الشهر وساعاته، فهي كنوز عظيمة، فخُذ راحتك الكافية في نومك، ولكن لا يكُن على حساب كسبك للحسنات والأجور، فكن مرتبًا لنومك ويقظتك، واعلَم أنك إن بقيت في ليلك إلى الثلث الآخر، فاقدر لهذه الساعة قدرها، وادعُ واستغفر، فهي ساعة إجابة ووقت نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وعظمته.

الملاحظة الخامسة: قلة وضَعف الاستبشار بقدوم شهر رمضان وبلوغه، فبلوغه نعمة عظيمة، فالاستبشار والفرح بذلك يدفع النفس معنويًّا وحسيًّا إلى استثمار هذا الشهر المبارك، ووضع البرامج العملية لهذه الاستثمار.

الملاحظة السادسة: بعض الناس يصوم عن المآكل والمشارب، لكن جوارحه قد تنطلق في مشتهياتها، فالعين تنظر ما حرَّم الله، والأذن تسمع ما حرَّم الله، وقد تمشي القدم إلى ما حرم الله، ونحو ذلك، فعلى المسلم أن تصوم جوارحه عن الحرام كل وقت، وفي شهر رمضان يتأكد ذلك، فإن للصيام تأثيرًا على الجوارح إذا كان حقيقيًّا، أما الصيام الصوري قد لا تتأثر به الجوارح تأثيرًا واضحًا، واعلَم أن هذه الجوارح مسؤولة عما فعلت، فأقلل أو أكثر، واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها من الإثم وتُزيله، فابدأ مشروعك في التوبة مع هذا الشهر المبارك، تُفلح في الدنيا والآخرة.

الملاحظة السابعة: يُلاحظ على بعض أحبابنا حرصُهم على صلاة التراويح، لكنهم ينصرفون منها قبل انتهائها، وهؤلاء أدركوا خيرًا، لكن فاتهم خيرٌ كثير وكبير، وهو كتابة قيام الليل لهم، فإن النبي صل الله عليه وسلم قال: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة)؛ رواه البخاري.

فهؤلاء ربما انصرفوا قبل نهايتها بقليل فليُنتبه لذلك ولا ننصرف إلا بعد نهاية الصلاة.


الملاحظة الثامنة: من الأخطاء التلفظ بالنية؛ كقوله: (نويت أن أصوم هذا اليوم)، ونحو ذلك، فإن النية مكانها القلب وليس اللسان، فالتلفظ بها باللسان لم يفعله النبي صل الله عليه وسلم، ولا الصحابة ولا السلف، ولم يؤثر عن أحد من أهل العلم أنه تلفظ بالنية للأعمال، بل إن علمك أنك ستفعل هذا الشيء هو النية من دون تلفظ بها.

الملاحظة التاسعة: عدم الاستشعار لفضائل هذا الشهر المبارك في الأقوال والأفعال، فإن استمرار هذا الاستشعار يدفع المسلم إلى المحافظة والازدياد من العمل الصالح، فهو دائمًا يتذكر ذلك فيدفعه إلى الرغبة فيه، فلا يُفرط فيه فهو رصيده لآخرته، وهو موسمه الكبير.

الملاحظة العاشرة: قد يدخل شهر رمضان، ويخرج وقد لا يتغيَّر شيءٌ من السلبيات القولية أو الفعلية لدى بعض الناس، فهذا خطأ كبير، فشهر رمضان فرصة عظيمة للتغيير الإيجابي، فلاحظ ما عندك من سلبيات وحاوِل تركها، وهذا من أرباحك في هذا الشهر المبارك، فقد تهيأت لك الأسباب وصُفدت الشياطين، واقترَبت أنت من ربِّ العالمين، ودعاؤك أكثر من ذي قبل وغير ذلك من الأسباب، فناقش هذا مع نفسك.

الملاحظة الحادية عشرة: التساهل في سؤال أهل العلم عما أشكل في مسائل الصيام والقيام، فقد يقع في الخطأ ويتساهل عن السؤال، ثم تتراكم عليه الأخطاء، فعبادة الصيام ركن من أركان الإسلام يعتريها مسائل وأحكام، فلا تَضعُف عزيمتُك عن معرفتها، فإنك بذلك تطلب العلم وتُزيل الجهل عن نفسك وعن غيرك، وكم هو جميل أن تحمل في جيبك دفترًا صغيرًا تكتب فيه ما يرِد عليك من الإشكالات الشرعية، سواء سمعتها في الإذاعة أو الخطبة، أو المحاضرة أو بمناقشة مع أهلك وزملائك، فسجِّل هذه الإشكالات في هذا الدفتر الصغير واسأل عنها أهل العلم، فستحصل على خير عظيم، وهي طريقة مجربة وناجحة ومفيدة.

الملاحظة الثانية عشرة: بعض الناس اعتاد أن يدفع زكاته في رمضان، فيدفعها إلى شخص أو أشخاص معينين كل سنة، وربما أن أحوال هؤلاء تغيرت وتحسَّنت، ولكن لا يزال يدفعها إليهم، فليَنتبه هذا وأمثاله أنها لا تُجزئ إذا وقعت في غير مكانها الصحيح.

الملاحظة الثالثة عشرة: قلة قراءة القرآن عند بعض الناس مع الترغيب فيه في النصوص النبوية، في حين أنهم مع وسائل التواصل جعلوا لها نصيبًا أوفرَ، وهذا نقص في ضبط الموازين، فالعاقل الحكيم يستثمر الفُرص ولا يُضيعها، وليُعطِ كلًّا حقَّه من الأهمية، فلا يطغى جانبٌ على جانب، ولنا أسوة بالجادين في السابق واللاحق، فنجد أحدهم في وقتنا الحاضر يختم القرآن في رمضان كل يوم مرة، فاضبط منهجيَّتك مع القرآن، فالحرف بعشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء.

الملاحظة الرابعة عشرة: بعض الناس إذا أكل أو شرِب ناسيًا، استمرَّ في ذلك ظانًّا أنه قد فسد صومه، وليس الأمر كذلك، فإن الناسي إذا تذكَّر أو ذُكِّر، وقَف عن أكله وشربه، وصومُه صحيح.

الملاحظة الخامسة عشرة: مزاحمة النساء للرجال في الخروج من صلاة التراويح أو القيام، فينبغي أن يكون لكل منهم طريقٌ محدد ومعين، وعندما يحرص القائمون على المسجد في ترتيب ذلك مع بذل الجهد، فسيوفقون لحل ناجح في هذا المجال.

الملاحظة السادسة عشرة: التبرج من بعض النساء عند خروجها لصلاة التراويح والقيام، وهذا يناقض أن تذهب إلى عبادة وهي متلبسة بمعصية، فعليها بالتخلية قبل التحلية، فاجتنبي يا أختي المباركة يا رعاك الله ذلك التبرجَ والتعطر؛ ليضاعف لك الأجر بإذن الله تعالى.

الملاحظة السابعة عشرة: إفطار بعض المدخنين على هذه السجائر، وربما إمساكهم في السحر كان معتادًا، فعياذًا بالله تعالى من هذا الصنيع أن يمسك أو يُفطر على معصية، فمتى يفيق هؤلاء؟!

 فيا أخي المبارك، إن شهر رمضان فرصة عظيمة للإقلاع، فاستعنْ بالله تعالى ثم باللجان المنتشرة؛ ليساعدوك على ذلك، فيَسلَم لك دينُك ومالُك وخَلْقُك وخُلقك، وأُخراك وصحتُك، فهي أيام قلائل، وتكون بإذن الله تعالى وتوفيقه ورحمته من قائمة المعافين من هذا الشر الخطير.


الملاحظة الثامنة عشرة: الإسراف في المأكول والمشروب وتنويعه وتشكيله أكثر من اللازم، فهناك كِباد جائعة، فكُل واشرَبْ من غير سرفٍ ولا مخيلة، ويا ليتَه إذا بقي شيء من هذه المأكولات أن يُستفاد منه بأي طريقة كانت، وجميل وضعه في صناديق بلاستيكية والتصدق به على الفقراء، فهم بانتظارك!

الملاحظة التاسعة عشرة: اصطحاب الأطفال الصغار وغير المميزين لصلاة التراويح وإشغال المصلين بهم، فالأطفال هؤلاء بيوتهم خيرٌ لهم.

الملاحظة العشرون: النوم عن بعض الصلوات وجمعها من غير عذرٍ، وهذا خطرٌ عظيم جدًّا؛ قال الله تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59].

فهل لهؤلاء طاقة بعذاب الله تعالى؟ وهل يهنئون بنومهم وهم يقرؤون ويسمعون مثل هذا؟ نعوذ بالله تعالى من ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أخطاء عامة في شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخطاء عامة في شهر رمضان   أخطاء عامة في شهر رمضان Emptyالسبت 18 مايو 2019, 2:04 pm

من الأخطاء في رمضان.. الغفلة عن إحياء ليلة القدر:

ليلة القدر من المنح الربانية على الأمة المحمدية، حيث جعل الله العمل في هذه الليلة خير من ألف شهر، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن، وهو حدث عظيم لم تشهد الأرض ولا السماء مثله في عظمته، فهي ليلة ذات قدر عند الله تعالى وسماها بالليلة المباركة، فقال تعالى:

﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وهي الليلة التي مَن أقامها فقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه.

فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صل الله عليه وسلم - قال:

"مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه"، ولذلك كان النبي - صل الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها، تقول عائشة - رضي الله عنها -:

" كان النبي - صل الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليلة وأيقظ أهله وشد مئزره".

 كناية عن الاجتهاد في الطاعة واعتزال النساء.

• وكان النبي - صل الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان التماسًا لهذه الليلة المباركة".

ومع هذا الفضل العظيم والأجر الكبير، نجد كثيرًا من المسلمين يغفلون عن إحياء هذه الليلة؛ لانشغالهم بمطالب دنيوية من شراء ملابس للعيد، أو عمل الكعك والبسكويت، أو كثرة الزيارات... أو غير ذلك من الأعمال الدنيوية، والتي حرمت صاحبها من إحياء ليلة القدر المباركة، ولا يدري هذا المسكين لعلها تكون آخر ليلة قدر يدركها، فالبدار... البدار، فإنما هي الأنفاس لو حُبست عنا انقطعت أعمالنا التي نتقرب بها إلى الله تعالى.




قراءة القرآن بلا تدبر في رمضان


من الأخطاء في رمضان؛ قراءة القرآن بلا تدبُّر:

فتجد أحدهم يقرأ القرآن في رمضان ويكثر من قراءته، والغرض من ذلك هو أن يختم القرآن أكثر من ختمة، وهذا خير كبير وأجره عظيم، ولكن تجد أن البعض يختم أكثر من ختمة ولا يتدبر في آية من آيات المصحف، وهذا خطأ كبير مخالف لقول رب العالمين:

﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].


يقول الإمام القرطبي - رحمه الله -: قال العلماء:

يجب على القارئ إحضار قلبه، والتفكر عند قراءته، لأنه يقرأ خطاب الله الذي خاطب به عباده، فمَن قرأ ولم يتفكر فيه - وهو من أهل أن يدركه بالتذكر والتفكر - كان كمن لم يقرأه، ولم يصل إلى غرض القراءة من قراءته، فإن القرآن يشتمل على آيات مختلفة الحقوق، فإذا ترك التفكر والتدبر فيما يقرأه استوت الآيات كلها عنده، فلم يدع لواحدة منها حقها، فثبت أن التفكر شرط في القراءة، يتوصل به إلى إدراك أغراضه ومعانيه، وما يحتوى عليه من عجائبه. (التذكار في أفضل الأذكار ص-195).

ويقول الحافظ جلال الدين السيوطي في كتاب "الإتقان في علوم القرآن" (1/ 106):

وتسن القراءة بالتدبر والتفهم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب....وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظه به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان قصَّر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوَّذ، أو تنزيه نزَّه وعظَّم، أو دعاء تضرَّع وطلب. أهـ.

فعلى الإنسان أن يحدد له وقت زمني يقرأ فيه ورد من القرآن، بغض النظر عن الكم الذي قرأه، لكن عليه أن يتفكر فيما يقرأ، ولو لم يخرج من هذه الجلسة إلا بجزء بسيط من القرآن لكن قراءة بتفكر وتدبر، فيكون هذا أفضل وأنفع له.

ويقول الإمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله - في كتاب "إحياء علوم الدين" (3/516):

فتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة، فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط، يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت، وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح، وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله، واستشعارًا لعظمته، وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله - عز وجل - ، كذكرهم لله - عز وجل - ولدًا وصاحبة يغض صوته، وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم، وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها، وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها.

ويقول محمد بن كعب القرظي - رحمه الله -:

مَن بلغه القرآن فكأنما كلَّمه الله، وإذا قدَّر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله، بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله، ويعمل بمقتضاه. (إحياء علوم الدين -1/516).


وذكر الغزالي - رحمه الله - عن بعض العلماء أنه قال:

هذا القرآن رسائل أتتنا من قِبل ربنا - عز وجل - بعهوده، نتدبَّرها في الصلوات، ونقف عليها في الخلوات، وننفذها في الطاعات والسنن المتَّبَعات. (نفس المصدر).

ويقول وهيب بن الورد - رحمه الله -:

نظرنا في هذه الأحاديث فلم نجد شيئًا أرق للقلوب، ولا أشد استجلابًا للحزن، من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره.

 فكان السلف يؤكد على أن تدبر القرآن وتفهمه - إلى جانب كونه مطلبًا دينيًا - فهو وسيلة تربوية ناجحة لشفاء القلوب من قسوتها، والأعين من جمودها.


الانقطاع عن العبادة بعد رمضان، والإغراق في المعاصي

فمن الناس مَن ينقطع عن العبادة بمجرد ظهور هلال شوال، فإلى هؤلاء نقول: إذا كان رمضان قد انقضى فإن الأعمال الصالحة لا تنقضي, فلا تكن عبداً رمضانياً وكن عبداً ربانياً كما قال الشلبي - رحمه الله - عندما سئل أيهما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال:

كن ربانياً ولا تكن شعبانياً. أهـ.

 فمَن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انقضى, ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فعليك أن تعبد الله في رمضان وفي شوال، وفي سائر شهور العام, فإن رب رمضان هو رب شوال، وهو رب سائر شهور العام.

 وليعمل المؤمن بوصية الله لعيسى - عليه السلام -، حيث قال عن رب العالمين:

﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً ﴾ [مريم: 31].

 والنبي - صل الله عليه وسلم - قال كما في "صحيح مسلم":

"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث..." الحديث.

 
فالعمل لا ينقطع إذاً إلا بالموت, كما قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر:99].

يعني: الموت


• وكان رسول الله - صل الله عليه وسلم - لا ينقطع عن أعمال البر والخير في رمضان ولا في غيره.

فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة - رضى الله عنها - أنها سئلت:

"كيف كان عمل رسول الله - صل الله عليه وسلم - هل كان يخص شيء من الأيام؟ فقالت: لا، كان عمله ديمة".

 

وقالت - رضى الله عنها - أيضاً كما عند البخاري ومسلم:

"ما كان رسول الله - صل الله عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة".

ومعنى هذا أنه كان يقوم في رمضان وفي غيره.

بل هناك من الناس مَن ينقطع عن العبادة بعد رمضان، ويعود على ما كان عليه من معاصي وذنوب فإلى هؤلاء أيضاً نقول: يا مَن منع نفسه في شهر رمضان عن الحرام، فليمنعها فيما بعده من الشهور والأعوام، فإن إله الشهور واحد، وهو على الزمان مطلع ومشاهد.

وقد كان النبي - صل الله عليه وسلم - يتعوَّذ من النقصان بعد الزيادة، يقول فيما رواه الخمسة:

"اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور".

ولقد حذرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أن نكون مثل هذه المرأة التي جاء ذكرها في سورة النحل:

حيث قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً ﴾ [النحل:92].


قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية:

كانت امرأة خرقاء بمكة كلما غزلت شيئاً نقضته بعد إبرامه، وأفسدت ما غزلته بعد إحكام وربط. أهـ.

وهذا حال البعض منا بعد رمضان, فبعدما صام وقام، وفعل أفعالاً جليلة عظيمة، يأتي بعدها وينقضها، وما علم هذا المسكين أن من علامة قبول العمل الصالح اتباعه بعمل صالح بعده.

فما أوحش ذل المعصية بعد عز الطاعة!

فيا مَن وفَّى في رمضان على أحسن حال... لا تتغير بعده في شوال، وفى سائر شهور العام.

ويا من اعتقه مولاه من النار في رمضان... إياك... إياك أن تعود إليها بعد أن صرت حراً من رق الأوزار.

باع قوم من السلف جاريةً لهم:

فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له، ويستعدون بالأطعمة وغيرها، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان، لقد كنت عند قومٍ كل زمانهم رمضان، ردُّوني عليهم.

ويروى أن الحسن بن صالح - رحمه الله -:

وهو من الزُّهاد العُبَّاد - كانت له جارية - فاشتراها منه بعضهم، فلما انتصف الليل عند سيدها الجديد قامت فنادتهم: يأهل الدار. الصلاة. الصلاة - تقصد قيام الليل - فقاموا، وقالوا: هل طلع الفجر؟ فقالت لهم: أأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟! فلما أصبحت رجعت إلى الحسن بن صالح، وقالت له: لقد بعتني إلى قوم سوءٍ لا يصلون إلا المكتوبة فردني، فردَّها.

فاللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، واجعلنا فيه من عتقائك من النار.

 
وأسأل الله تعالى أن يتولانا بعفوه، وأن يرحمنا برحمته، وأن يستعملنا في طاعته، وأن يجعل مثوانا جنته،
وأن يتقبلنا في عباده الصالحين... آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أخطاء عامة في شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخطاء عامة في شهر رمضان   أخطاء عامة في شهر رمضان Emptyالسبت 18 مايو 2019, 2:05 pm

السهر بالليل في اللعب واللهو، والنوم طوال النهار

فمن الأخطاء العامة التي يقع فيها كثير من المسلمين في شهر رمضان؛ السهر بالليل في اللعب واللهو، والنوم طوال النهار:

فترى كثيرًا من المسلمين يسهرون بالليل، لكن ليس في قيام أو طاعة، إنما يجلسون أمام الشاشات أو يذهبون إلى الأسواق والملاهي، والخيام الرمضانية، والسهرات التلفزيونية، والماتشات الدورية، ثم ينامون قبيل الفجر فلا يصليه، وربما نام إلى قبيل العصر وفاته أيضًا الظهر، وهذا أمر خطير.

 أضف إلى هذا أنه مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها، حيث جعل النهار معاشًا والليل لباسًا، قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10- 11].

أضف إلى هذا أيضًا أنه لا يشعر بلذة الصيام أبدًا، ولا يجد أثره عليه، ولا يشعر بالحكمة من مشروعيته، فإن من الحِكَمِ أن يشعر الغنيُ بالجوع ليتذكر أخاه الفقير، ويذكر نعمة الله عليه بالطعام والشراب طيلة أيام العام، ثم يجيء عند هذه الأيام فقط فيشعر بقيمة هذه النعمة.

 ومن الحِكَمِ كذلك اختبار إرادة الصائم، حيث يُمْنَع من شهوة الطعام والشراب والجِماع، فيترك هذا استجابة لله ولرسوله؛ فيكون أمامه الطعام والشراب والزوجة لكن يترك هذا كله لله طواعية.

قال تعالى: ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾ [محمد: 21].

قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّة ﴾ [التوبة: 46]، فعلينا أن نجد ونجتهد في هذا الشهر، فمَن أراد الراحة ترك الراحة، والمكارم منوطة بالمكاره، والخير لا يُنال إلا بحظ من المشقة، ولا يُعبر إليه إلا على جسر من التعب.

قيل للربيع بن خثيم - وكان مجتهدًا في العبادة -: لو أرحت نفسك؟ قال: راحتها أريد.

فنيل الدرر من قاع البحر لا يأتي إلا بعد معاناة الشدائد.

إن رمضان هو مضمار سباق شعاره:

﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].

إن همم الرجال عند قمم الجبال، وهمم المتقين هو دخول جنَّة رب العالمين، والنظر إلى وجه الله الكريم،
 فليكن شعارك في رمضان: "لا يسبقني إلى الله أحد".

وليكن شعارك في رمضان: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].

وليكن شعارك في رمضان: "ليرينَّ الله ما أفعل"




ومن هذه الأخطاء:

الاستقامة على طاعة الله في نهار رمضان ثم التحول عنها في الليل:

إن كثيراً من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، وظنوا أن المقصود منه هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح! أمسكوا عمَّا أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرّم الله عليهم! فأي معنى الصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله، ثم يشعل سيجارة، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته، ويعكف على القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية، أو زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية، والخيام - المسماة زوراً - بالرمضانية، وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل بالمرض والأسقام، والبرد والزكام، وغواية اللئام.


يقول الحسن البصري - رحمه الله - في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62]، قال:

مَن عجز بالليل كان له من أول النهار مستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب. أهـ.

وربُّ النهار هو ربُّ الليل، ومع هذا تجد مَن يصن نفسه عن الوقوع في المعصية والذلل في نهار رمضان، لكن مع أذان العشاء والانتهاء من صلاة التراويح إذ بالشخص نفسه يتقلب في ألوان المعاصي والذنوب، فيجلس أمام الأفلام والمسلسلات، ويستمع إلى الأغنيات، ويقف في الطرقات ينظر للغاديات، وكأن رمضان عنده هو النهار فقط، وفيه لا تُرتكب الذنوب، وتكون طاعة علاَّم الغيوب، أما إذا جنَّ الليل توقفت الطاعات، وأُحل له ما كان محرماً عليه في النهار

فنقول لهؤلاء الذين ينظرون إلى الحرام في ليالي رمضان: أهذه العين التي كانت تدمع عند قراءة القرآن في نهار رمضان؟! وإلى هؤلاء الذين يستمعون إلى الغناء ومزامير الشيطان في ليالي رمضان، أهذه الأذن التي أنصتت لكلام الرحمن في نهار رمضان؟! وإلى هؤلاء الذين يطلقون العَنان للِّسان، فيقع في الغيبة والبهتان، أأنتم الذين كنتم تقرأون القرآن، وتؤمِّنون على دعاء الإمام؟! إن هذا لشيء عُجاب.

 فإلى هؤلاء نذكِّرهم بقول رب العالمين، حيث قال في كتابه الكريم:

﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا ﴾ [النحل:92].

فلا تضيِّعوا أجوركم وثواب ما عملتم في النهار، وتكونوا كح-ال هذه المرأة الخرقاء، التي كلما نسجت ثوباً جميلاً ثم مع غروب الشمس نقضته من بعد إبرام، وحتى تعلموا قيمة الليل في رمضان، اقرءوا معي كلام الحبيب العدنان - صل الله عليه وسلم - حيث قال:

"مَن قام رمضان - والقيام لا يكون إلا في الليل - إيماناً واحتساباً؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".

وقال - صل الله عليه وسلم - كذلك: "مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".

 وقال - صل الله عليه وسلم - كذلك: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدتْ الشياطين، ومردة الجن، وغُلِّقتْ أبواب النار فلم يفتح فيها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". (أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة - رضى الله عنه -، وهو في صحيح الجامع: 759).

فرغم أنف إنسان في الطين والتراب؛ لأن حظه في رمضان كان السهر على الأفلام والمسلسلات والمسابقات، وتَرَكَ المنافسة والسباق إلى جنة عرضها السموات والأرض.

فهؤلاء فاتهم الفضل العظيم؛ لأنهم ليسوا من أرباب القيام، ولا من المجتهدين في جنح الظلام.




قراءة القرآن بلا تدبر في رمضان


من الأخطاء في رمضان؛ قراءة القرآن بلا تدبُّر:

فتجد أحدهم يقرأ القرآن في رمضان ويكثر من قراءته، والغرض من ذلك هو أن يختم القرآن أكثر من ختمة، وهذا خير كبير وأجره عظيم، ولكن تجد أن البعض يختم أكثر من ختمة ولا يتدبر في آية من آيات المصحف، وهذا خطأ كبير مخالف لقول رب العالمين:

﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

 يقول الإمام القرطبي - رحمه الله -: قال العلماء:

يجب على القارئ إحضار قلبه، والتفكر عند قراءته، لأنه يقرأ خطاب الله الذي خاطب به عباده، فمَن قرأ ولم يتفكر فيه - وهو من أهل أن يدركه بالتذكر والتفكر - كان كمن لم يقرأه، ولم يصل إلى غرض القراءة من قراءته، فإن القرآن يشتمل على آيات مختلفة الحقوق، فإذا ترك التفكر والتدبر فيما يقرأه استوت الآيات كلها عنده، فلم يدع لواحدة منها حقها، فثبت أن التفكر شرط في القراءة، يتوصل به إلى إدراك أغراضه ومعانيه، وما يحتوى عليه من عجائبه. (التذكار في أفضل الأذكار ص-195).

ويقول الحافظ جلال الدين السيوطي في كتاب "الإتقان في علوم القرآن" (1/ 106):

وتسن القراءة بالتدبر والتفهم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهم، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب....وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظه به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، فإن كان قصَّر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مر بآية رحمة استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوَّذ، أو تنزيه نزَّه وعظَّم، أو دعاء تضرَّع وطلب. أهـ.

فعلى الإنسان أن يحدد له وقت زمني يقرأ فيه ورد من القرآن، بغض النظر عن الكم الذي قرأه، لكن عليه أن يتفكر فيما يقرأ، ولو لم يخرج من هذه الجلسة إلا بجزء بسيط من القرآن لكن قراءة بتفكر وتدبر، فيكون هذا أفضل وأنفع له.

ويقول الإمام أبو حامد الغزالي - رحمه الله - في كتاب "إحياء علوم الدين" (3/516):

فتأثر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة، فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط، يتضاءل من خيفته كأنه يكاد يموت، وعند التوسع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح، وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله، واستشعارًا لعظمته، وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله - عز وجل - ، كذكرهم لله - عز وجل - ولدًا وصاحبة يغض صوته، وينكسر في باطنه حياء من قبح مقالتهم، وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها، وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها.

 ويقول محمد بن كعب القرظي - رحمه الله -:

مَن بلغه القرآن فكأنما كلَّمه الله، وإذا قدَّر ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله، بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمله، ويعمل بمقتضاه. (إحياء علوم الدين -1/516).

وذكر الغزالي - رحمه الله - عن بعض العلماء أنه قال:

هذا القرآن رسائل أتتنا من قِبل ربنا - عز وجل - بعهوده، نتدبَّرها في الصلوات، ونقف عليها في الخلوات، وننفذها في الطاعات والسنن المتَّبَعات. (نفس المصدر).

ويقول وهيب بن الورد - رحمه الله -:

نظرنا في هذه الأحاديث فلم نجد شيئًا أرق للقلوب، ولا أشد استجلابًا للحزن، من قراءة القرآن وتفهمه وتدبره.

فكان السلف يؤكد على أن تدبر القرآن وتفهمه - إلى جانب كونه مطلبًا دينيًا - فهو وسيلة تربوية ناجحة لشفاء القلوب من قسوتها، والأعين من جمودها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أخطاء عامة في شهر رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخطاء عامة في شهر رمضان   أخطاء عامة في شهر رمضان Emptyالسبت 18 مايو 2019, 2:06 pm

أخطاؤنا في رمضان... الأخطاء الخاصة بالنساء


1- جَهْل كثير من النساء بأحكام الصيام:

تصوم المرأة كما يصوم غيرها على سبيل العادة، فلا تَعرِف واجبات الصيام، ولا سُننه، ولا آدابه، ولا مُفْسِداته، وهذا يَجعلها تقع في كثيرٍ من الأخطاء وهي لا تدري.

يقول ابن القَيِّم - رحمه الله -: "إنَّ الإيمان فرْضٌ على كلِّ واحد، وهو ماهيَّة مُركَّبة من علم وعملٍ، فلا يُتَصَوَّر وجود الإيمان إلا بالعلم والعمل، ثم شرائع الإسلام واجبة على كلِّ مسلم، ولا يُمكن أداؤها إلا بعد معرفتها والعلم بها"؛ مفتاح دار السعادة.

تحميل الكتاب  

https://www.4shared.com/office/nsFfDCJvda/nesaa.html

او


https://up.top4top.net/downloadf-1233b42jr1-doc.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أخطاء عامة في شهر رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخطاء‏ ‏شائعة‏ ‏في‏ ‏رمضان ..؟؟
»  غدا الخميس اول ايام رمضان.. وفعلا رمضان احلى .. مع ابومازن وهنية
»  فلسفة رمضان الصحية.. رسائل رمضان إلينا
» أخطاء في الصوم
» معلومات عامة..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: رمضان كريم-
انتقل الى: