العكوب
هو نبات بريّ شوكيّ معمّر يعود استخدامه إلى أكثر من 2000 سنة، وله العديد من الأسماء مثل العقوب، والعاقوب، والخرشوف، والخرشف، وعكوب الجبل أو السلبين وسمي العكوب بهذا الاسم لأنه أول نبات يعقب المطر.
ينمو في المناطق شبه الصحراوية في إيران، والأردن، وفلسطين، وسوريا، والعراق، وسوريا، وأذربيجان، وأرمينيا، والأناضول، وتعتبر المناطق الآسيوية المعتدلة من غرب آسيا مثل قبرص، ومصر، وإيران، وتركيا، الموطن الأصليّ لنبات العكوب.
يميل لون العكوب إلى ما بين الأخضر والأبيض، وشكله أسطواني نوعاً ما وورقه أخضر تُغطّيه الأشواك على شكل وبرٍ. جذوره سميكة ينمو منها النّبات في كل موسم، بعد أمطار الخريف وخلال فصل الشتاء إلى أواخر الربيع إذ ينتج النبات وروداً جديدة. يبلغ ارتفاعه بين 30 – 90 سم.
يمتاز ورقه الأخضر بمركزه الذي يظهر بعدة ألوان منها الأحمر، والأصفر، والأرجواني، وتكون أوراقه ناعمة عادة، أما العروق فتأخذ لونا فضيا. زهوره بنفسجية محمرة تأخذ شكل رؤوس كبيرة منفردة تنتهي بأشواك تعطيها شكل النجمة وهي ثنائيّة الجنس؛ أي تمتلك أعضاء تلقيح مذكّرة ومؤنثة في الوقت نفسه، ويمكن تناولها عند نموّها في فصل الرّبيع، وتصبح أكثر جفافاً تدريجيّاً خلال فصل الصّيف؛ حيث تصبح أوراقه صفراء ويظهر عليها الشّوك، أما عند انتهاء حياتها فتنفصل النّبتة عن الجذر، وتطير بذورها مع الرّياح لتنمو في محصول السّنوات الآتية. ويتم بيع العكوب في أسواق القدس، وسوريا، والعراق، ولبنان، وتُجمع في البراري.
يحتوي العكوب على الكثير من الأملاح المعدنية وخاصةً البوتاسيوم، والحديد والمغنيسيوم، وفيتامين أ، ب، ج وفيتامين ك، والدهون والكربوهيدرات والبروتينات والدهون المشبعة والألياف،
ويستخدم تقليدياً لعلاج أمراض الكبد، والسّكّري، والآم الصّدر، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب، وآلام المعدة، والبُهاق، والإسهال، والتهاب الشعب الهوائية، كما أنّه ملين، ومهدئ، ومضاد للالتهابات، ومكافح للطّفيليات، ويساعد على إزالة الماء من المرضى الذين يعانون من تضخم الطحال، وتم إثبات العديد من الفوائد العلاجيّة للمركبات الموجودة فيه؛ فمثلاً يعتبر العكوب مضاداً للجراثيم، ومضاداً للأكسدة، وأشارت الخصائص الدوائية التي تمت ملاحظتها إلى وجود ارتباط وثيق لهذه التأثيرات بمحاربة الأمراض المعدية، واضطرابات الجهاز الهضميّ، وارتفاع ضغط الدّم، والسرطان.
يُستخدم العكوب كذلك كطبق شعبيّ؛ وتؤكل من النبات الجذور والسيقان والأوراق والرؤوس غير الناضجة، ولكن تعتبر عملية إزالة الأشواك صعبةً نوعاً ما، وتقلى رؤوسه مع زيت الزيتون، وتغلى بعصير اللّيمون بعد ذلك ويُطبخ مع اللبن أو اللحمة أو مع الأرز ويعد أكلة شعبية في فلسطين وسوريا والأردن.
ويمكن تحضيره فطائر، أو مقلياً مع البيض، أو مع اللبن باللحم، أو مقلوبة مع الرز واللحم. تشتهر به خاصة مدينة نابلس في فلسطين، حيث كان جمعه وتنظيفه يمثِّلان مصدر رزق موسمي لعدد غير قليل من العائلات.
ومن ناحية الفوائد الصحية الغذائية لمن يتناول طعام العكوب مطبوخاً فان خبراء التغذية يؤكدون على انه مفيد جداً ونافع لتنحيف جسم الإنسان.