((حرمة التغيير في ما خلقه الله من الكتاب والسنه))
قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
صورك اللَّهُ تَعَالَى على هذه الصورة
التي أنت عليها، هكذا خلقك، وهكذا أرادك.
الذَكَرُ وَالأُنْثَى، والأَبْيَضُ والأَسْوَدُ
ذلك خلقه، وتلك مشيئته.
لو علم الناس ذلك لاستراحوا، ولَما فكر
كثير منهم في تغيير خلقة الله تعالى.
وإذا كانت هذه إرادةُ اللهِ فإن التعَدي عليها بالتغييرِ
جَرِيمَةٌ شَنْعَاءُ، وَفِعْلَةٌ نَكْرَاءُ، وكبيرةٌ جزاؤها الطردَ مِنْ رحمتِهِ تَعَالَى.
ولم لا؟ وفاعل ذلك يزعم بلسانه حاله أن سيُحَسِّنُ مَا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى.
وهذه هي العلةُ فِي أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
لَعَنَ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالوَاشِمَةَ وَالمُسْتَوْشِمَةَ، وَالنَّامِصَةَ وَالْمُتَنَمِّصَةَ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ.
العلةُ أنهن مُغَيِّرَاتٌ لخَلْقِ اللهِ تَعَالَى وهي علةٌ نصَّ عليها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
«لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ. مَا لِي لاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟»
وهذه المذكوراتُ محرماتٌ لذاتها
فلا تباحُ بحالٍ من الأحوالِ، فلا تباحُ لضرورةٍ
ولا تباحُ بإذنِ الزوجِ
ولا تباحُ حِرْصًا على بقاءِ العِشْرةِ الزَّوجِيةِ
فَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ زَوَّجَتِ ابْنَتَهَا، فَتَمَعَّطَ شَعَرُ رَأْسِهَا
فَجَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَتْ:
إِنَّ زَوْجَهَا أَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ فِي شَعَرِهَا
فَقَالَ: «لاَ، إِنَّهُ قَدْ لُعِنَ الْمُوصِلاَتُ»
ومن ذلك أن يسعى الإنسانُ لتغييرِ جنسهِ الطبيعي فيتحولُ الرجلُ إلى امرأةٍ
والمرأةُ إلى رجلٍ وما درى المسكينُ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَعَنَ فيما دون ذلك
فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَاقَالَ:
لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ
وَالْمُتَرَجِّلاَتِ مِنَ النِّسَاءِ وَقَالَ:
«أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ»
قَالَ: فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلاَنًا، وَأَخْرَجَ عُمَرُ فُلاَنًا
قَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ: قُلْتُ لِعِكْرِمَةَ:
مَا الْمُتَرَجِّلاتُ مِنَ النِّسَاءِ؟
قَالَ: الْمُتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجَالِ
فاحْذَرْ يا عبدَ اللهِ مِنْ سخطِ اللهِ
واحذري يا أَمَةَ اللهِ مِنَ اللهِ أنْ يطردكِ الله منْ رحمتِهِ.
سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية 6.
رواه البخاري - كِتَابُ اللِّبَاسِ، بَابُ المُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، حديث رقم: 5931، ومسلم- كتاب اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ، بَابُ تَحْرِيمِ فِعْلِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِ وَالنَّامِصَةِ وَالْمُتَنَمِّصَةِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ، حديث رقم: 2125.
رواه البخاري - كِتَابُ النِّكَاحِ
بَابُ لاَ تُطِيعُ المَرْأَةُ زَوْجَهَا فِي مَعْصِيَةٍ حديث رقم: 5205، ومسلم- كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ، بَابُ تَحْرِيمِ فِعْلِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ وَالْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِ وَالنَّامِصَةِ وَالْمُتَنَمِّصَةِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ وَالْمُغَيِّرَاتِ خَلْقِ اللهِ
حديث رقم: 2123.
البخاري