قراءة في تعليمات الحاكمية المؤسسية للبنوك الإسلامية في الأردن -1
1- لم يكن أمرًا سهلاً استيعاب ما أبداه زملائي في التدقيق الشرعي في البنوك الإسلامية الأردنية بشأن العلاقات التنظيمية بين إدارة التدقيق الشرعي الداخلي، وهيئة الرقابة الشرعية، ولجنة التدقيق على وجه الدقة، عندما التقيتهم في دورة تدريبية في أبريل الماضي وقد سبب استخدامهم للمصطلحات بعض الالتباس.
2- وبناء عليه بادرت بالبيان بأن ما يتحدثون عنه من واقعة، يتطلب إعادة النظر في المصطلحات المستخدمة، في ضوء طبيعة العلاقات التنظيمية الحقيقية التي يوضحونها، حتى تعبر المصطلحات عن هذه العلاقات التنظيمية بشكل ينسجم مع المصطلحات المهنية السائدة في كل أيوفي ومجلس الخدمات المالية الإسلامية. وطلبت النظر في تعليمات الحاكمية الصادرة من البنك المركزي الأردني المنشورة على موقع البنك والملزمة لكل البنوك الإسلامية في الأردن، وتتبعت النسخة الصادرة في 25 يونيو 2016، ووجدت فيها بشأن محل الالتباس ما يلي.
3- نصت التعليمات (ص 12) على أنه (يجب على المجلس أن يتأكد أن الهيكل التنظيمي يعكس بوضوح خطوط المسؤولية والسلطة، على أن يشمل على الأقل المستويات الرقابية التالية ... هيئة الرقابة الشرعية، إدارة منفصلة للمخاطر والامتثال والتدقيق الداخلي والتدقيق الشرعي الداخلي).
4- نصت التعليمات (ص 14) بشأن لجنة التدقيق على أنه (يجب أن جميع أعضاء اللجنة حاصلين على مؤهلات علمية ويتمتعون بخبرة عملية مناسبة في مجالات المحاسبة أو المالية أو أي من التخصصات أو المجالات المشابهة ذات العلاقة بأعمال البنوك الإسلامية، وفي حال عدم وجود خبرة مناسبة بأعمال البنوك الإسلامية العمل على إخضاعهم لبرامج تدريبية مناسبة في مجال معايير المحاسبة والتدقيق والضوابط والمعايير الشرعية الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية والمعايير الصادرة عن مجلس الخدمات المالية الإسلامية.
5- نصت التعليمات (ص 16) على أنه (يجب أن تجتمع الهيئة (الشرعية) بشكل دوري للقيام بالمراجعات الدورية ومتابعة الالتزام الشرعي لعمليات البنك وعلى ألا تقل اجتماعات عن ستة اجتماعات في السنة، كما يجب أن تجتمع مع مجلس الإدارة ولجنة التدقيق والمدقق الخارجي على الأقل مرتين في السنة (كل ستة أشهر) لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك).
6- نصت التعليمات (ص 17) على أنه (على الهيئة إعداد دليل إجراءات يشمل نظام عمل الهيئة واختصاصاتها، ومسؤولياتها، وتنظيم علاقتها مع المجلس، والإدارة التنفيذية، وآلية إعداد تقاريرها التي ترفع إلى الإدارة والمجلس والمساهمين ومنهجيتها في الرقابة الشرعية وآلية عقد اجتماعاتها).
7- نصت التعليمات (ص 18) بشأن مهام الهيئة على (مراقبة أعمال البنك وأنشطته من حيث توافقها وعدم مخالفتها لأحكام الشريعة الإسلامية ومتابعة ومراجعة العمليات للتحقق من خلوها من أي محظورات).
8- كما نصت التعليمات (ص 18) على ان من مهام الهيئة (تكوين وإبداء الرأي بمدى التزام البنك بأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية وبحيث تقوم الهيئة بما يلي: أ. مراجعة واعتماد تقرير التدقيق الشرعي الداخلي السنوي ويرفع للجنة التدقيق).
9- نصت التعليمات (ص 19) على أنه (يجب أن يتم تعيين مدير دائرة التدقيق الشرعي الداخلي أمين سر الهيئة).
10- نصت التعليمات (ص 19) على الهيئة (متابعة تنفيذ الفتاوى والقرارات المتخذة من الهيئة وتزويد إدارة التدقيق الداخلي ودائرة الامتثال للإحاطة والعمل بها، ومتابعة بحث أي مواضيع تم إرجاء طرحها في اجتماع سابق).
11- نصت التعليمات (ص 19) على أنه (للهيئة إذا ما اقتضت الحاجة وبعد الحصول على موافقة المجلس الاستعانة بمصادر خاجرية وعلى نفقة البنك لمساعدتها في القيام بالمهام الموكلة إليها على أكمل وجه).
12- نصت التعليمات (ص 26) على أن من مهام إدارة التدقيق الشرعي الداخلي: (وضع خطة التدقيق الشرعي السنوية على أن تعتمد من قبل الهيئة، والالتزام بتنفيذها).
13- نصت التعليمات (ص 26) بأنه (على المجلس ضمان وتعزيز استقلالية المدققين الشرعيين الداخليين، وإعطائهم مكانة مناسبة في السلم الوظيفي للبنك، وضمان أن يكونوا مؤهلين للقيام بواجباتهم، بما في ذلك حق وصولهم إلى جميع السجلات والمعلومات والاتصال موظف داخل البنك بحيث يمكنهم من أداء المهام الموكلة إليهم وإعداد تقاريرهم دون أي تدخل خارجي).
14- كما نصت التعليمات (ص 27) بأنه (على المجلس التحقق من تدوير موظفي التدقيق الشرعي الداخلي على تدقيق أنشطة البنك كل ثلاث سنوات كحد أعلى).
15- ونصت التعليمات (ص27) بأنه (على المجلس التحقق من أن دائرة التدقيق الشرعي الداخلي خاضعة للإشراف المباشر من الهيئة، وأنها ترفع تقاريرها إلى رئيس الهيئة، ونسخة منها إلى لجنة التدقيق وإلى المدير العام).
16- ما سبق يمثل جملة ما يشير إلى العلاقة التنظيمية بين هيئة الرقابة الشرعية وإدارة التدقيق الشرعي الداخلي، ولجنة التدقيق، وسأعلق عليها في المقالات القادمة موضحًا للالتباس مع تقديم بعض المقترحات.