عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:02 pm
الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟
من كان وراء 14 تموز 1958 في العراق؟
ادهم ابراهيم لم اشأ الكتابة عن انقلاب او ثورة 14تموز 1958 قبل هذا اليوم حيث تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالغث والسمين عن هذه الحركة في كل عام منهم المؤيد او المقدس لها، ومنهم الناقم عليها وهناك الكثير ممن يتاسفون على اغتيال الملك وعائلته، وهو امر مؤسف حقا. ولكن مما لاشك فيه ان هذه الحركة او الانقلاب قد طبعت العراق بحالة عدم الاستقرار, وحولت العراق الى ساحة احتراب الى يومنا الحاضر، وبالرغم من انها كانت فعلا نقطة فاصلة في تاريخ العراق الحديث.. الا اننا نراها من منظور اخر. في نهاية الحرب العالمية الثانية تغيرت موازين القوى لصالح الولايات المتحدة الامريكية، على حساب النفوذ البريطاني في الشرق الاوسط وعلى الاخص في العراق الذي يمثل نقطة التقاء بين الدولتين الاسلاميتين تركيا وايران والدول العربية. وقد كان العراق على الدوام محل اطماع وصراع الدول الكبرى قديما وحديثا. كما ان سياسة وزير الخارجية الامريكية انذاك جون فوستر دالاس قد قامت على اساس ان العراق هو نقطة الارتكاز ضد الاتحاد السوفيتي . خصوصا بعد فشل احتواء مصر نتيجة اخفاق المباحثات المصرية الامريكية بشأن تمويل السد العالي، والتي ادت فيما بعد لقيام كل من بريطانيا وفرنسا واسرائيل بمهاجمة مصر بعد تأميم قناة السويس عام 1956. لقد كان هاجس دالاس الخشية من انتشار الشيوعية في العالم. وهو صاحب نظرية حافة الهاوية لمكافحة التوسع السوفيتي، وعلى هذا الاساس قامت الاحلاف المناهضة له ومنها حلف بغداد عام 1955الذي ضم كلا من ايران والعراق وتركيا وبريطانيا. واضافة الى ذلك فان الادارات الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية هيمنت عليها الشركات النفطية والمصارف الكبرى التي حاولت اعادة ترتيب العالم بما يضمن هيمنة المصالح الامريكية. فتوجهت الولايات المتحدة للسيطرة على بعض الاصول الاستراتيجية للامبراطورية البريطانية وكان العراق من اهم تلك الاصول، خصوصا بعد اكتشاف النفط فيه باحتياطيات كبيرة، وقد ادركت بريطانيا هذه السياسة فتنازلت عن بعض مكاسبها فيه. وفي وقت لاحق تخلت عن مستعمراتها شيئا فشيئا حتى انسحبت من شرق السويس اي الخليج العربي كليا عام 1961. هذا من جهة ومن جهة اخرى فان اندلاع حرب السويس عام 1956في مصر قد ادى الى انتشار الدعوة للقومية العربية والتحرر في ارجاء الوطن العربي. وحتى الشيوعيين في العراق خرجوا في تظاهرات لنصرة مصر وقضيتها القومية، فاصبح الشعب العراقي شديد العداء لحكومته الموالية للانكليز، ومن هنا بدت الحاجة لتغيير نظام الحكم. لقد كانت الحكومة الاردنية والملك حسين بالذات على دراية بان هناك حركة لبعض الضباط ضد الحكومة الملكية الموالية لبريطانيا في العراق. فتم تحذير المرحوم رفيق عارف رئيس اركان الجيش ، وغازي الداغستاني قائد الفرقة المدرعة الثالثة، وبعض الوزراء بخطورة الموقف، الا ان حكومة بغداد لم تحتاط للامر بسبب ثقة نوري سعيد بعبد الكريم قاسم الذي كان مرافقا له فترة من الزمن. واكد ذلك الدكتور المؤرخ سيار الجميل عندما تسائل في مقالته الموسومة 14تموز.. اسئلة التاريخ المثيرة، اذا كان كّل من الملك حسين وشاه ايران ورئيس الحكومة التركية عدنان مندريس قد علموا بحدوث ” انفجار ثوري قريب في العراق ، او محاولة انقلابية في العراق . فهل من المعقول ان كلا من بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لم تعرفا ما الذي كان يجري ؟ وما سر الطبخة ؟ وما كان يصاغ بين بغداد والقاهرة ؟ وهل هي لا تدري بتحركات الضباط الاحرار كلهم ؟ وهل هي لا تدري بما ستكون عليه اوضاع بغداد بمرور لوائين عسكريين عبرها فجر الرابع عشر من تموز ؟ وهل كانت مخابرات دول اخرى لا تعرف بحدوث اي حركة انقلابية ؟ ). ويتسائل المؤرخ نفسه : ما سر تأخير او تأجيل سفر القادة العراقيين الثلاثة الملك فيصل الثاني والامير عبد الاله ونوري السعيد الى استانبول من يوم 8 تموز الى يوم 9 تموز .. ومن ثمّ الى يوم 14 تموز؟ لماذا كانت مقترحات تأجيل السفر تأتي من واشنطن عبر شاه ايران حتى يمكنه الالتقاء بهم في استانبول ؟. انتهى ومن كل ماذكر اعلاه فان هناك شبهات تحوم حول وجود دور ما للولايات المتحدة في احداث التغيير في العراق يوم 14تموز 1958. لانها كانت بالتاكيد تسعى للسيطرة على مقدرات العراق في ذلك الوقت. وقد عملت على تهيئة الظروف لتغيير نظام الحكم لصالحها تنفيذا لتوجهاتها بالاستحواذ على العراق لما يحويه من مصادر الطاقة وموقعه الاستراتيجي المهم. ويضاف الى ذلك ضعف الحكومة الملكية وتنامي الشعور الوطني وتعاظم قوة الحزب الشيوعي والحركات القومية العربية، وتشكيل جبهة الاتحاد الوطني التي كانت مؤهلة لاستلام الحكم وماتمثله من مخاطر جمة على المصالح الامريكية ليس في العراق حسب، بل في منطقة الشرق الاوسط كلها ، كل ذلك يمثل دافعا قويا لها لتغيير نظام الحكم قبل فوات الاوان. ان ثورة او انقلاب 14تموز 1958 رغم بعض المكاسب التي حققتها الا انها تسببت في كثير من الانشقاقات والالام للشعب العراقي، ومازال الشعب يعاني من تبعاتها رغم مرور 61عاما عليها. وما نزيف الدم الجاري الان لاسباب عديدة الا واحدا من اسبابها . ولانعلم متى سينتهي مسلسل الدم والانتقام الذي توج بحكومة الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003. هذا الاحتلال الذي استكمل مابدأه الامريكان منذ سنين طويلة وحقق اهدافه على مر الزمان
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 20 يوليو 2019, 1:25 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:03 pm
في ذكرى ثورة 14 تموز 1958 احد المقربين من العائلة المالكة العراقية يفتح قلبه لأول مرة
حوار أجراه سعد ناجي جواد في بداية عام 1967 افتُتِحَ في بغداد مطعم انيق سمي مطعم فاروق، نسبة الى صاحبه السيد فاروق عبد الرحمن الياسين. وبفترة وجيزة اصبح هذا المطعم قبلة العوائل العراقية المتوسطة والغنية. ثم اصبح الملتقى شبه اليومي لقادة البعث الذين وصلوا الى السلطة في 17 تموز/يوليو 1968. (وهذه قصة اخرى سيفرد لها مقالا اخر.) المهم ان ما لم يكن يعرفه الكثيرون من العراقيين ان العصامي فاروق عبد الرحمن كان ملازما اولا في الجيش العراقي عندما احيل على التقاعد في يوم الثورة، وانه كان من أفراد الحرس الملكي و أحد الأشخاص المقربين للمرحوم الامير عبد الاله الوصي على العرش، وصديق شخصي ومقرب من الملك فيصل الثاني ، بل و أكثرهم قربا لكليهما. ظل الرجل صامتا طوال هذه الفترة حتى أقنعته بان يروي ذكرياته مع العائلة اللمالكة العراقية في في الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 14 تموز. وكان غرضي ان اعرف منه اكثر عن الاسباب الداخلية (داخل العائلة المالكة) التي أدت الى المصير المؤلم للعائلة المنكوبة. ولد فاروق عبد الرحمن في بغداد عام 1930، وبعد ولادته بفترة قصيرة توفي والده ليخلفه وشقيقه المرحوم خلوق أيتاما. بعد ان أنهى دراسته الابتدائية والثانوية التحق بالكلية العسكرية عام 1948، رغم ان ذكاءه كان يؤهله للالتحاق بكلية اخرى، الا انه اثر العسكرية لكي يضمن لنفسه موردا ماليا ثابتا وجيدا ومستقلا، ينهي العسرة المادية التي كان يعاني منها. تخرج من ضمن الدورة 28 برتبة ملازم . وسأسرد ذكرياته كما يرويها ردا على أسئلتي، مع بعض الملاحظات او التعليقات البسيطة من قبلي، يقول: (ابتداءا أحب ان اثبت ملاحظة أساسية و رجاء لقاريء هذه الذكريات ان لا يعتبر قسم مما يرد فيها بانه انتقاص من، او تجريح بأحد أعضاء العائلة المالكة رحمهم الله جميعا. لأني والله يشهد أحببتهم وأحترمهم ، ولهم في قلبي منزلة كبيرة جدا وذكرى عطرة. ولكني احاول ان اثبت بعض الأمور التي عشتها للتاريخ. البداية تعرفت على المرحوم الامير عبد الاله في جلسة عائلية كنت قد اصطحبت فيها خالتي لزيارة الأميرة صالحة عمة الامير عبد الاله. والأميرة صالحة كانت هي من هرب الوصي بعباءة نسائية اثناء حركة مايس 1941، وظل يحفظ لها هذا الموقف. وفِي هذا اللقاء شجعني على الالتحاق بالكلية العسكرية، بعد ان أخبرته باني اروم الالتحاق بكلية الطب. وبالفعل فعلت ذلك في عام 1948 بعد تجربة قصيرة في كلية الحقوق والعمل بعد الظهر لكي اوفر لنفسي موردا ماليا. وفي هذا اللقاء ايضا، وبعد ان عرف باهتماماتي الرياضية، دعاني للمشاركة في رحلة صيد ابن اوى الذي كان يقيمها بين فترة واُخرى. وأتاحت لي هذ المشاركة التعرف على المرحوم الملك فيصل الثاني، ونشأت علاقة صداقة حميمة بيني وبين الرجلين حتى قبل ان التحق بالحرس الملكي. بعد ان تخرجت برتبة ملازم ثان في عام 1951 تم تنسيبي الى الحرس الملكي. حيث ازداد قربي من الوصي والملك، الذي وجد فيّ شخصا قريبا من عمره واشاركه هواياته مثل الصيد والتنس ومشاهدة الأفلام السينمائية التي كان دائما ما يدعوني اليها في قصر الزهور. منذ ان دخلت القصر وجدت ان الوصي وآرائه تسيطر سيطرة تامة عليه وعلى افراده الذين كانت غالبيتهم العظمى من النساء، الذين أحاطوا الملك الشاب برعاية خاصة جدا ربما كانت السبب في ابعاده عن الحياة العامة والسياسية، وخلقت منه شخصا ضعيفا. وكانوا يبررون ذلك بسبب إصابته بالربو (الأسمة) والنوبات التي يسببها هذا المرض له. من ناحيته فان الملك كان إنسانا مؤدبا جدا وخاضعا لهيمنة خاله الوصي وزاهدا بالحياة السياسية والمُلك والسلطة والنفوذ. كما انه كان محاطا بأصدقاء قليلين جدا من أبناء العوائل الغنية ورؤساء العشائر، والذين لم يكن لهم اية اهتمامات سياسية. ولم يكن خاله يشركه في أمور الحكم مثل ما كان يفعله والد وجد الملك حسين في الاْردن رحمهم الله . كما ان هناك حقيقة ربما لا يعرفها الكثيرون رواها لي من عاصروها هي ان المرحوم الملك غازي والد فيصل لم يكن يتعامل مع عبد الاله باحترام او تقدير، ولم يوكل له اي منصب رسمي. وهذا ما ولد عنده حالة من الاستياء انعكست فيما بعض على تصرفاته. ومن هنا ايضا جاء اعتراض بعض الساسة المهمين في العراق على تعينه الوصي على الملك الطفل بعد وفاة والده. الا ان المرحومة الملكة عالية والدة فيصل وشقيقة عبد الاله اصرت ان يكون هو الوصي وادلت بشهادة قالت فيها ان الملك غازي طلب منها ذلك قبل وفاته، وهذه قصة معروفة. بالنسبة لي وكل العاملين قي القصر الملكي والذين كنّا على تماس مباشر مع الوصي كان الرجل يتعامل معنا باحترام وادب ولياقة وببساطة واضحة، ونادرا ما كان يغضب علينا او يوجه لأحد منا كلاما قاسيا، وهذه الصفات كانت تختلف تماما عن ما كان خصومه يروجونه عنه وعن شخصه. وربما كان في تعامله السياسي يختلف عن الشخصي، او يمكن ان أقول ان للرجل شخصيتين متناقضتين. كما اني كونت فكرة بعد معايشتي العائلة المالكة وما سمعته عن المرحوم عبد الاله قبل ان أكون قريبا منه، ان شخصيته قبل عام 1941 كانت تختلف تماما عنها بعد عام 1941 بعد اضطر للهرب والعودة بعون بريطاني و برغبته في الانتقام من من تسبب له في هذا الموقف المهين. التقارب والتنافر بين الوصي ونوري السعيد بالتأكيد ان قابليات وامكانات ودهاء نوري السعيد كانت اكبر بكثير جدا من إمكانيات عبد الاله المحدودة جدا. الا ان الاول حاول بكل ما اوتي من قدرة اسناد عبد الاله كي ينجح في مهمته كوصي على العرش حبا منه ووفاءا للعائلة المالكة. (وربما لكي يبقى هو الشخص الاقوى وبدون منافس اعلى منه لمعرفته بقدرات عبد الاله المحدودة. سعد) . ولكن بعد فترة بدا عبد الاله يشعر بنفوذ وشخصية السعيد الطاغية ، وبدا يحاول ان ينافس او يتحدى ذلك. وعلى الرغم من ان نوري السعيد تمتع بصبر كبير في هذا المجال، الا ان بتقادم الزمن بدأت الخلافات تطفو على السطح. لا بل ان عبد الاله حاول ان يتعامل مع نوري السعيد بنوع من التعالي والتجاهل، وصلت الى حد انه في مرة من المرات حضر السعيد الى القصر الملكي للقاء عبد الاله الذي كان جالسا في شرفة مطلة على المدخل وشاهده السعيد، الا ان عبد الاله أرسل اليه احد جنود الحماية ليخبره ان الوصي غير موجود في القصر. بعد ان تصاعدت الخلافات بين الرجلين واستمرار الوصي على السيطرة على الملك الشاب وقرارته اقترح نوري السعيد على عبد الاله ان يقبل وظيفة سفير فوق العادة للعراق في الدول الأوربية يكون فيها مشرفا على كل السفارات العراقية في أوربا والولايات المتحدة وان يكون مقره مدينة اسطنبول التي كان عبد الاله يعشقها، كي يفسح المجال للملك الصغير كي يتصرف بمفرده. ورفض عبد الاله. لا بل وصل الامر بنوري السعيد ان يثور في وجه عبد الاله في مرة من المرات ويقول له بالحرف الواحد، (العراقيون يكرهوك ويعتبروك رجل متعجرف ومتعالي ومغرور وحقود ، والافضل لك و للعرش ان تبتعد عنهم). طبعا قبل ذلك اضطر نوري السعيد رغم حكمته وبعد نظره الى ان يساير عبد الاله في محاولاته المتكررة كي يقلب نظام الحكم في سوريا وتحويلها آلى ملكية هاشمية و تنصيب عبد الاله ملكا على عرش سوريا. ورغم تحذيرات نوري السعيد الا ان عبد الاله ظل يدعي ان هذا حقه وحق العائلة الهاشمية التي انتُزِع منها العرش السوري بالقوة، وكان يردد عبارة (هذا حقي). وذهب السعيد الى حد قبول استضافة شخصيات سياسية سورية ، والتخطيط لقلب نظام الحكم بعمل عسكري. واذكر ان في بداية عام 1958 او نهاية 1957 طُلِبَ مني ان اذهب مع ضابط آخر من الحرس الملكي بملابس مدنية الى مطار بغداد بسيارتي اجرة اعتيادية كي نستقبل ثلاث شخصيات سورية أتت للاجتماع بالوصي ونوري السعيد للتفاهم حول التغيير في سوريا. وحضر اللقاء صبري العسلي والكزبري ووزير دفاع سوريا آنذاك. واجتمعوا مع نوري السعيد وَعَبَد الاله وخليل كنه ووزير الدفاع العراقي والسيد محمد الصدر . وفِي نهاية الاجتماع طلب الوفد السوري مبلغ مليون ونصف دينار عراقي تكاليف الإعداد والقيام بهذا التغيير، وكان هذا مبلغا كبيرا جدا بقياس تلك الأيام ، وكان تعليق نوري السعيد بعد هذا الاجتماع ان اعطوهم ما يريدون لان هؤلاء الساسة كبائعات الهوى يذهبون مع من يدفع لهم اكثر. وبالفعل ظهر بعد مدة وجيزة انهم كان من اقطاب دولة الوحدة. (بعد الوحدة قام رجل النظام القوي عبد الحميد السراج بفضح تلقي العسلي مبالغ من العراق مما أدى الى إنهاء دور العسلي السياسي بصورة كاملة . سعد) الخطة الاخرى التي تماشى معها نوري السعيد هي تلك التي اودت بالنظام الملكي فيما بعد، وهي إرسال قوات الى لبنان لدعم حكومة كميل شمعون، والحقيقة ان هذه القوات كانت ذاهبة لتبقى في سوريا وتغير نظام الحكم فيها. ولكن القوة قلبت نظام الحكم في بغداد. (طبعا يجب ان يذكر هنا ان ما كان يقوم به نوري السعيد ليس فقط لإيجاد عرش لعبد الاله في سوريا لإبعاده ، وانما ايضا انسجاما مع تفكيره في احياء فكرة الهلال الخصيب وتعزيز دور العراق الإقليمي في مواجهة مصر آنذاك. سعد). كما يندرج في ذلك عمله على تأسيس حلف بغداد. ومن ثم إقامة الاتحاد العربي مع الاْردن ردا على الوحدة المصرية-السورية، ثم الاخطر من ذلك اصراره على ضم الكويت للعراق او للاتحاد العربي لتمكينه من القيام بمهامه المالية. هذا الامر الذي رفضته إنكلترا رفضا قاطعا وكان احد أسباب إنهاء الملكية في العراق من وجهة نظري. كما اذكر جيدا وصول وفد من اعضاء مجلس قيادة الثورة المصري برئاسة الصاغ ( الرائد) صلاح سالم ويرافقه عبد اللطيف البغدادي، آلى منطقة سرسنك في كردستان العراق ، مصيف العائلة المالكة، لكي يثنوا نوري السعيد عن ذلك. وكنت و أفراد الحماية نجلس بعيدا ونراقب الحوار الذي في نهايته هيمن عليه نوري السعيد بدهائه وأسلوب إقناعه و نجح في كسب صلاح سالم الى جانب فكرة الحلف، ولكن سالم اشترط ان يكون مقره في القاهرة وان يسمى الحلف العربي. ومن شدة سعادة صلاح سالم بنتائج الزيارة فانه قام وشارك فرقة كانت تؤدي الدبكة الكردية رقصها التقليدي. (فيما بعد لام عبد الناصر صلاح سالم لانخداعه بأسلوب نوري السعيد وخرج على الملأ مهاجما فكرة حلف بغداد. سعد) اخطاء المرحوم الامير عبد الاله تبقى اول الأخطاء وأكثرها تأثيرا على مستقبل الملكية في العراق هو اصراره على الهيمنة على أمور الدولة مستغلا صغر سن الملك الطفل وعدم وجود أشخاص من العائلة المالكة في العراق ممن يستطيعون مواجهته. الشخص الوحيد الذي تنبه لهذه الحقيقة هو المرحوم الملك حسين، وخاصة بعد تسلمهما هو والمرحوم فيصل العرش في العراق والأردن. بدا الملك حسين يحث الملك فيصل على التخلص من تأثير خاله وان يأخذ زمام الأمور بيديه كلما التقاه. ولما وجد ان فيصل غير قادر على ذلك بدا هو بنفسه يتحدى عبد الاله امام فيصل ويظهر له عدم الاحترام او الهيبة التي يستحقها منصبه وسنه ومكانته في العائلة. فمثلا كان يتحدث معه ويجادله بصوت مرتفع ويدخن السيكارة أمامه ، وفِي مرة من المرات وفِي نقاش بينهما في حفل رسمي صرخ الملك حسين بصوته الجهوري بوجه عبد الاله: انت غلطان غلطان. وتركه ومشى. وفِي زيارة اخرى قام الملك حسين بتقليد عدد من الضباط العراقيين أوسمة أردنية، وكبرتكول متعارف عليه كان على ملك العراق ان يفعل نفس الشيء مع ضباط يقترحهم الجانب الأردني. وكان من بين الأسماء التي رشحها الاْردن الشريف ناصر خال الملك حسين، الا ان عبد الاله وبسبب موقف شخصي من الشريف ناصر قام بشطب اسمه، الامر الذي اغضب الملك حسين كثيرا الذي قال للملك فيصل انت الملك ولا بجب ان تسمح للآخرين بالتدخل في مهامك، وطبعا عبد الاله كان يسمع ذلك. الخطأ الاخر الذي كان الكثير من الضباط الأقدم مني والعراقيون بصورة عامة يتحدثون عنه دائما هو اصراره على إعدام العقداء الاربعة الذين قادوا حركة مايس/مايو 1941، والتي كان من نتيجتها ان هرب عبد الاله من العراق. واصراره على تعليق جثثهم على بوابة وزارة الدفاع لايام. (وكذلك فعل مع جثة صلاح الدين الصّباغ الذي استطاع الهرب ثم سلمته تركيا للعراق بعد سنة من فشل الحركة ومع ذلك فانه اعدم و أبقيت جثته معلقة لمدة ثلاثة ايّام بأمر من عبد الاله. وقبل ذلك قام بالذهاب الى السجن الذي اعتقل فيه قادة حركة مايس وقام بشتمهم وإهانتهم الامر الذي اغضب نوري السعيد كثيرا الذي قال هذه ليست اخلاق الملوك. سعد). طبعا انا لم أكن قد عايشت تلك المرحلة لصغر سني آنذاك، الا اني وجدت تبعاتها وآثارها باقية ومستمرة عندما التحقت بالحرس. الخطا الثالث تمثل في عدم اتخاذ الخطوات الاحترازية لمنع قيام الثورة على الرغم من التحذيرات الكثيرة وخاصة من الملك حسين ومن المرحوم بهجة العطية مدير الامن العام. وسمح لنفسه ان ينخدع بتطمينات رئيس أركان الجيش رفيق عارف، الذي أعتَقِدُ انه كان على علم بالانقلاب وكان يطمح او موعود بمنصب ارفع بعد التغيير. (وربما كان يعتقد ان دوره في التغيير سيكون مدور محمد نجيب في ثورة مصر . سعد). كما انه لم يأخذ زمام المبادرة في قيادة قوات الحرس الملكي التي كانت قادرة على سحق القوة المهاجمة، عندما وجد ان هناك تذبذب في تصرفات امر الحرس طه البامرني. وهذا ما كان يفعله المرحوم الملك حسين عندما يواجه اية مشكلة، لقد استسلم الامير الى الامر الواقع ، و رفض استعمال قوة الحرس التي كانت تفوق بكثير قوة المهاجمين، وكان يظن ان جل ما سيحصل هو تسفير العائلة المالكة خارج العراق كما حصل في مصر. الثورة قبل الثورة حصلت لي مشكلة مع المرحوم الوصي، حيث اني تحدثت بحسن نية عن علاقة عاطفية ربطته مع فتاة عراقية . ويبدو ان شقيقاته لم يوافقن على هذا الاختيار كونها غير عربية، واستدعتني شقيقته الكبرى لكي تسألني عني حقيقة الخبر ولتحذرني من لعب دور الوسيط. وعندما علم الامير بدلك استاء ولامني لأني تحدثت بالموضوع. وشعرت بعدها باني أصبحت بعيدا عنه. ثم أخذ الأبعاد شكلا اخر عن طريق ترشيحي الى دورات عسكرية خارج البلاد، كان اخرها دورة لثلاثة أشهر في إنكلترا بدأت في مايس/مايو 1958. اثناء انتظامي في الدورة حضر الامير عبد الاله الى لندن واستدعاني. ولما حضرت اخبرني ان الترتيبات الأولية لزواج الملك فيصل الثاني قد استكملت، وكلفني مع المسؤول المالي في السفارة العراقية ان نكمل الترتيبات لحضور العروسين الى إنكلترا يوم 16 تموز ، وتم نقلي مع المسؤول المالي الى قصر ملكي في اطراف لندن. وكانت السفارة على اتصال مستمر معي وتنفذ كل ما أقوله واطلبه بوقت قصير وقياسي. ما ان حدثت الثورة حتى تغيرت الأمور بشكل جذري فالشخص المسؤول عن المجوهرات والحلي الذهبية العائدة للعائلة الملكية والموجود معنا في لندن، وهو عريف بالجيش العراقي، قام بسرقة كل المجوهرات والحلي واختفى، كي يظهر بعد مدة من اصحاب الاملاك المهمة في لندن. والوزير المفوض في السفارة العراقية طالب مسؤول الحسابات بتحويل الأموال العائدة للعراق والسفارة الى حساب خاص يديره هو، ولما رفض مسؤول الحسابات اعتدى عليه الوزير المفوض بالضرب. اما بالنسبة لي فعندما راجعت السفارة في اليوم التالي لأعلم ماهو مصيري كضابط في الجيش العراقي، قابلني معاون الملحق العسكري المقدم عبد القادر فائق بوجه متجهم، وأخبرني بانه مطالب بإعادتي مخفورا الى العراق بعد ان تمت أحالتي على التقاعد. في نفس الفترة تسلمت كتابا رسميا من السفارة الاردنية يعلمني باني أستطيع الالتحاق بالجيش العربي الأردني وبنفس رتبتي ، على أساس ان وزارة الدفاع الاردنية هي التي أصبحت مسؤولة عن الجيش العربي الهاشمي الذي يضم الجيشين العراقي والاردني بموجب الاتحاد العربي. وما كان مني الا ان ذهبت الى السفارة مرة ثانية ومن حسن حظي اني التقيت بالملحق العسكري نفسه المرحوم العقيد صادق علي، الذي رحب بي وأخبرني بكل أدب انه لا يستطيع ان يفعل لي اي شيء. فأخبرته بأني لا اريد منه سوى ان يتسلم مني كتاب السفارة الاردنية ويرسله الى الجهات المعنية في العراق ويبلغها برغبتي العودة كإنسان اعتيادي. ولم اسمع منه اي شيء بعدها. من كثرة خشيتي على عائلتي، ولصعوبة التواصل معها آنذاك ، عدت الى بغداد وبدات معاناتي في الحصول على راتبي التقاعدي. ونصحني البعض من زملائي الضباط ان اطلب مقابلة المرحوم العقيد عبد السلام عارف، خاصة وإني كنت صاحب فضل كبير على مرافقه الملازم الاول آنذاك عبد الله مجيد والذي كان من دورتي في الكلية العسكرية، وبعد التخرج ألقي القبض عليه متلبسا بتوزيع منشورات معادية للملكية، وتمكنت من تجنيبه أية عقوبة عسكرية، والتي كانت ستكون صارمة. وذهبت الى مكتب عبد السلام في الدفاع، الا انه تم ابقائي انتظر لمدة عشر ساعات حتى أدخل عليه. وما ان دخلت حتى نهض من وراء مكتبه وقال لي بسخرية ، (أهلاً فاروق، كنتوا فوق أصبحتوا الان تحت الاحذية، كنت تمر من امامي ولا تودي لي التحية.) فقلت له هذا لا يمكن ان يحصل سيدي فأنا عسكري واحترم الرتب ، هل يمكن ان تخبرني متى حصل ذلك؟ قال في سرسنك، تذكر لما كنت امر عليكم وانت تلعب التنس مع …..الصغير (ويعني المرحوم الملك) كنت لا تودي لي التحية. قلت له سيدي كيف يمكن ان أودي التحية وانا العب التنس؟ المهم لم ينتج اي شيء عن هذا اللقاء. ومن سخريات القدر ان احد زملائي الضباط الذين قصصت عليهم لقائي هذا، اتصل بي بعد شهرين من الحادثة وقال لي اذا ترغب ان تحضر وان تشتم عبد السلام او توجه له اية إهانة تريد ان توجهها تعال الى سجن رقم واحد العسكري فأنا المشرف عليه و عبد السلام (الخائن!!) مسجون عندي. فشكرته وقلت له هذا ليس خلقي. ولَك ان تقارن هذا اللقاء بلقائي بالمرحوم عبد الكريم قاسم بعد اكثر من شهر تقريبا. فلقد عرض علي صديق وظيفة في شركة نفط العراق، كمشرف على فرق الاستكشاف في الصحاري العراقية، فقبلت، بل فرحت بها لانها تبعدني الشامتين. ولكن الامر كان يستوجب الحصول على موافقة وزارة الدفاع كوني عسكري سابق. فذهبت لمقابلة المرحوم اللواء احمد صالح العبدي، رئيس أركان الجيش، مع طلب للموافقة على التعيين. ولما دخلت عليه اخبرني باني اذا كنت ارغب في العودة للجيش فهذا امر شبه مستحيل. فأخبرته بسبب زيارتي. وبينما كنت اتحدث معه حدثت جلبة كبيرة و غير اعتيادية، ثم فتحت الباب ودخل عبد الكريم قاسم بنفسه وتوجه الى العبدي قائلا ابو سعد هذا الموضوع! ثم قبل ان ينهي جملته حانت منه التفاتة فرآني واقفا في جانب الغرفة، فتوجه إليّ قائلا الست الملازم اول فاروق من الحرس؟ قلت نعم سيدي، فقال انا اثمن موقفك الوطني و رفضك الالتحاق بالجيش الأردني، فشكرته، ثم قال ماهي حاجتك، فأخبرته وطلبي في يدي، فاخذ مني الطلب وكتب عليه (يعين) ، ووقع على الطلب. وهكذا بدأت حياتي في السلك المدني بعد ان طلقت الحياة العسكرية الى الأبد.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:18 pm
وصمة عار لمن يحتفل بذكرى انقلاب تموز 1958 بتاريخ: 2015-07-14
وصمة عار في جبين الدولة العراقية الحديثة والحكومات المتوالية التي تحتفل منذ 1958 بهذا الانقلاب، وصمة عار في جبين شريحة عريضة من الشعب العراقي الذي يحتفل بهذه الفاجعة بكل برودة دم... يحتفلون بيوم تم فيه اعدام الملك الشاب وهو في ال 23 من عمره مع عائلته وفيهم نساء وهم رافعين الراية البيضاء وعزّل من السلاح، حيث تم اطلاق النار عليهم بدم بارد، و بدأت بعدها عمليات سلب ونهب وحرق القصر الملكي ثم سحل افراد من العائلة المالكية و الحكومة... اليوم يلومون داعش و التنظيمات الارهابية لاعمالهم الشنيعة بحق المدنيين العزل والتمثيل بجثثهم، لكن هل تساءل العراقيين كيف تم سحل الأمير عبد الاله و نوري السعيد في شوارع بغداد في مشهد غوغائي قلما نسمع عنه في شهادات وكلام هذا الشعب المتناقض... اليكم بعض الصور من ثورتهم ( الساقطة )...
نوري السعيد مسحولا في شوارع بغداد
الامير عبد الاله معلقا في شوارع بغداد بعد كل هذا يظهر علينا المواطن العراقي وعلامات الأسى والتذمر باديه على وجهة ويتكلم بصيغة نكران الماضي : داعش لا يمثل الاسلام، داعش لا يمثل العراقيين، داعش ظاهرة غريبة، الشعب العراقي تغير بعد حكم صدام الى الاسوأ و اصبحت لديه وحشية !! ماهذا الكلام وماهذا الكذب وماهذه السذاجة، اقول لك ايها المواطن العراقي : اقرأ وتمعن في تاريخك وتاريخ اجدادك... ورجاءا لا تقل لي الاجداد والاسلاف هم السومريون والبابليون و الاشوريون، عليك ان تعرف انه لا صلة لنا بتلك الحضارات و الشعوب ابدا، الشئ الوحيد الذي يربطنا بهم هي الارض المشتركة التي عشنا عليها خلال ازمان مختلفة... مامن شخص يمتلك ضميراً حياً أو على الأقل جانباً ضئيلاً من الروح الإنسانية إلا ويشعر بدنائة ووضاعة وعبثية وغوغائية ماقام به الإنقلابيين ومن تبعهم من الرعاع من قتل للأبرياء وسحل للموتى وتمثيل بالجثث وغيرها من الأعمال الوحشية التي جرت يوم 14 تموز 1958 والتي ستبقى أبد الدهر وصمة خزي وعار في جبين من قاموا بها وشاركوا فيها وطبلوا وزمروا لها ولازالوا.. وهنا نقتبس رأي الجواهري حول زيارته لقصر الرحاب بعد انقلاب 14 تموز الذي كان حينها من أشد المؤيدين له
مواليد الملك فيصل الثاني هي 1935، أي اكبر من صدام حسين بسنتين، ولولا هذا الانقلاب الدموي الاسود لربما استمر العراق على حكمه حتى هذه اللحظة، حكم من الانفتاح والتطور والبناء والاعمار ونبذ التخلف والرجعية الدينية... قيل لي ولست متأكدا من الموضوع ان اغلبية المشاريع الكبيرة من الطرق والجسور والمستشفيات التي تم بناءها بعد الانقلاب بعشرات السنين كانت هي مشاريع ( مجلس الاعمار العراقي ) من الحقبة الملكية ومنها الجسر المعلق، معلم بغداد الشهير. شاهدوا شهادة الاميرة الناجية من المجزرة، الاميرة بديعة في حوارها مع قناة الشرقية بجزئيه الاول والثاني لتتضح لكم الصورة عما حدث في ذلك اليوم المشؤوم الذي فتح الباب لدمار العراق...
عد اكثر من نصف قرن من هذه المجزرة، لا يزال العراق يحتفل بهذه المناسبة ولم يتم رد الاعتبار لا نفسيا ولا ماديا ولا معنويا للضحايا المدنيين الابرياء طوال هذه السنوات، هذه الحالة تخلق علامة استفهام كبيرة تتعلق بمشكلة اخلاقية كبيرة لا تشمل الحكومات وانما الشعب ايضا، فهل ماحدث في 14-تموز-1958 يدعوا للاحتفال والبهجة ؟ صراحة لا اعرف لماذا و بماذا يحتفلون، هل يحتفلون بالانقلاب الذي بدأ مسلسل الانقلابات العسكرية في العراق؟ لست بصدد ادراج المنجزات العظيمة التي قدمتها هذه النخبة الحاكمة فهذا موضوع يحتاج الى مواضيع طوال. المؤلم في الموضوع ان الملك وضع ثقته بضباط لم يتصور في يوم من الايام ان يفعلوا به وبعائلته هذا الامر الشنيع، من امثال عبد الكريم قاسم و عبد السلام عارف واصحابهم، هنا نرجع الى المشكلة الاخلاقية الكبيرة عند الشعب العراقي، فهو يقدس عبد الكريم قاسم ويطلقون عليه اسم الزعيم لحد هذه اللحظة و يطلقون على جماعته من الضباط المنقلبين اسم الضباط الاحرار، مع انهم خانوا القسم الذي اقسموه بالولاء للوطن والملك. هم يقدسون قاسم، الضابط الذي لا يفقه شيئا عن السياسة، رغم قراراته الارتجالية الغير مدروسة التي يعاني العراق من اثارها السلبية الكارثية لحد هذه اللحظة..
ماذا جرى في صبيحة 14 تموز 1958 ؟ قبل الساعة الثامنة صباحا بقليل، فتح باب المطبخ، وخرج منه الملك ، كان يرتدي قميصا ذا كمين قصيرين وبنطالاً رمادي اللون، وينتعل حذاءاً خفيفاً، وخلفه سار الأمير ( عبدالإله ) مرتديا قميصا وبنطالاً كذلك ، وقد وضع يده اليسرى في جيب بنطاله أما يده اليمنى فكانت ترفع منديلا ابيض. وزاحمت الملكة ( نفيسة ) ولدها الأمير( عبدالإله ) على درج المطبخ ، ووقفت وراء الملك ورفعت القرآن عالياً بيدها فوق رأسه وهي تصر بأسنانها على أطراف الشرشف الذي يستر جسمها ، وخلفها سارت الأميرة ( عابدية ) وهي تنتحب وتولول ، ثم الأميرة ( هيام )، ثم إحدى خادمات القصر المسماة ( رازقية )، والطباخ التركي وخادم آخر، واثنان من جنود الحرس تركا بندقيتيهما في المطبخ. خرج الملك ( فيصل ) وسرعان ما رفع يده بالتحية العسكرية للضباط الموجودين أمامه، واغتصب ابتسامة رقيقة تراقصت على شفتيه ، وظهرت خلفه جدته وهي تحاول أن تجعل الجمع كله يشاهد القران بيدها، وبعدها سار الأمير ( عبدالإله )، وهو يتمتم ببضع كلمات غير مسموعة . وتلفت يمنة ويسرة ليتطلع إلى بقية العساكر المنتشرين في الحديقة، ثم لم يلبث أن استدار إلى الخلف ليطمئن على زوجته وأخته اللتين جفت الدموع في مآقيهما ولم تعودا تعرفان ماذا تقولان أو تفعلان، وارتفع همس الملكة العجوز وهي تحاول أن تردد بعض الآيات من القرآن الكريم. صفت العائلة في احدى الباحات . وبلمح البصر فتحت النيران على العائلة المالكة من الخلف فأصابت الرصاصات المنطلقة من كل مكان ظهر الأمير ( عبدالإله )، ورأس ورقبة الملك وظهري الملكة و ( الأميرة عابدية )، ثم فتحت النيران من الامام ، وفتح بقية الضباط المشكلين نصف حلقة حول العائلة نيران رشاشاتهم ، وجاءت النيران من الأمام ومن الخلف ومن الجانب، من كل يد تحمل سلاحاً في تلك اللحظة !!
أصيب الملك بعدة طلقات فتحت جمجمته وسقط في أحضان الأميرة ( هيام ) التي تهاوت أرضاً ، وقد أصيبت في فخذها، وسقط الأمير ( عبدالإله ) قتيلاً وانصبت عليه نيران اكثر من فوهة نارية ،، ونالت الأميرة ( عابدية ) والملكة ( نفيسة ) حظهما من رصاص المهاجمين، واصيب جندي الحرس ( محمد فقي ) بعدة طلقات نارية صرعته فوراً، وجرحت الخادمة ( رازقية )، وقتل الطباخ التركي ، وقتل أحد الخدم في نفس البقعة أيضاً. لم تنجو سوى الاميرة هيام التي جرحت في فخذها .
نقلت جثة الملك الى المستشفى .فتح أحد الأطباء جفني العين التي بدت جامدة لا حياة فيها، وسأله ضابطان برتبة نقيب وصلا لتوهما من وزارة الدفاع، عما إذا كان الملك حياً أم ميتاً، فأجابهم انه ميت . ولم تستطع الممرضات الموجودات في الغرفة أن يغالبن دموعهن وهن يتطلعن الى وجه فيصل .. وقد خضبت الدماء محياه وشعر رأسه وتركن الغرفة إلى الخارج وهن ينشجن . في مساء اليوم نفسه حفرت حفرة قريبة من المستشفى في معسكر الرشيد، وأنزلت فيها الجثة واهيل عليها التراب، ووضعت بعض العلامات الفارقة معها لتدل على مكانها فيما بعد، واستمر التراب يغطي الجثة، حتى تساوى مع الأرض ودك بالأقدام، ولم تعد ثمة علامة في الأرض تدل على مكانها ولا يعرفها إلا الضباط الذين دفنوا ورفعوا بها تقريراً رسمياً إلى المسؤولين في وزارة الدفاع.
جثة عبد الاله سحلت في الشارع و قطعت اوصالها و احرق ما بقي منها وهو نفس مصير الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء المحنك بعد ان تم القبض عليه. سلمت جثث الاميرة و الملكة . و دفنت لاحقا في المقبرة الملكية.. جثة الطباخ التركي سحلت ثم احرق ما تبقى منها ..... هكذا انتهى يوم الرابع عشر من تموز 1958 و رحل الملك الشاب و اسرته . و انتهت الملكية في العراق . و الحكم المدني الدستوري. ومن الجدير بالذكر ان المجرم عبد الستار العبوسي المسؤول الميداني عن مذبحة العائلة المالكة تم اكرامه و بعدها اصبح سفيرا للعراق في روسيا و مات منتحرا في السبعينات...
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:20 pm
احد مرافقي عبد الكريم قاسم يكشف اسرار محاصرة قصر الرحاب واعدام العائلة المالكة من قبل العسكر ..
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:24 pm
شهادات خاصة | الملك فيصل الثاني وعبدالكريم قاسم في شهادة اللواء شاكر العزاوي
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:27 pm
الذاكرة السياسية تفاصيل مجزرة العائلة الملكية بالعراق ج1
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الملك العراقي الهاشمي - اصغر ملوك الارض ؟ السبت 20 يوليو 2019, 1:28 pm