مسجد قباء تاريخ عظيم..
يعد مسجد قباء بالمدينة المنورة المقصد الأول لحجاج بيت الله الحرام بعد المسجد النبوي الشريف، يؤم صحنه وقاعة صلاته الفسيحة الراغبون بتقوى الله استجابة للنداء الرباني: "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه"، أفواه لا تتوانى عن ذكر الله وتلاوة آياته، وأكف ضارعة خشيةً ورجاءً، وأيادٍ تمسك بمسابح ناصعة صفاء ونقاء، وقلوب تملؤها السكينة والاطمئنان.
وللمسجد المبارك أهمية تاريخية عظمى في الإسلام لأسباب عدة، فهو أول مسجد أسسه وخطه النبي الأعظم، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة -رضوان الله عليهم- وكان رسول الله -صل الله عليه وسلم- يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة"، واهتم المسلمون به فقد جدده رابع الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ثم عمر بن عبدالعزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وتتابع ترميمه وإصلاحه عبر العصور حتى العهد السعودي
فرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية وتضاعفت مساحته عدة أضعاف
مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة
فهدم المبنى القديم وضمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد
وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه،
وجعلت له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة وشيد البناء على شكل رواقين جنوبي وشمالي
تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين
ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرضه وساحته بالرخام العاكس للحرارة وظللت الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تُطوى وتُنشر حسب الحاجة،
فهو أكبر المساجد بعد المسجد النبوي فقد بلغت مساحة المصلى وحده 5035 م2 وبلغت المساحة التي يشغلها المبنى مع مرافق الخدمة 13500 م2 كما أُلحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين.
قباء أول مسجد في الإسلام حظي برعاية كبرىفتح أبواب مسجد قباء طوال اليوم والليلة