منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Empty
مُساهمةموضوع: صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟   صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Emptyالأحد 04 أغسطس 2019, 2:58 am

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟

قد تفسر نظرية صراع الحضارات لصاحبها صامويل هنتنغتون الكثير من الأحداث والحروب التي عبرت تاريخنا المعاصر على أساس صدامات حضارية وثقافية ودينية مرتبطة بأبعادها التاريخية وتفاعلاتها المستقبلية. لكن النظرية لا تفسر ولا حتى تفترض إمكانية أن تتصادم الحضارة مع ذاتها، أو أن تنقسم على نفسها، ولا تتطرق إلى إمكانية نشوء خط الصدع -الذي وصفه هنتنتغون بأنه الممهد للصراعات بين الأمم- في الأمة ذاتها، وبين أفرادها الذين يتشاركون نفس العقيدة والتاريخ والثقافة واللغة. 

لا أجد ما هو أكثر دلالة من عبارة "صدام الأمة مع ذاتها" لتوصيف حال الأمة الإسلامية راهناً. ذلك أن الأمة لم تشهد ذلك المستوى من التشظي والانقسام والتسييس والعبث بثوابت العقيدة وتشويه مبادئها وتزييف تاريخها والإساءة لصورتها وجوهرها والتفريق بين أتباعها منذ بزوغ فجر الإسلام في أرض الحجاز وحتى يومنا هذا. لا يستقيم ربط راهن حال الأمة الموصوف سالفاً بمحطات الخلافات التاريخية التي شهدها المسلمون على طول تاريخهم سواء المذهبية منها (سنة وشيعة) أو السياسية الظرفية المترافقة بنشوء دول وأفول أخرى، فهي على أهميتها لا تخرج عن السياق الطبيعي لحركة التاريخ وتشكل الأمة شأنها في ذلك شأن جل الحضارات الإنسانية. لكن الخطير فيما نشهده اليوم هو المنهجية في تحفيز التصادم والتعمد في تأجيج الصراع ورسم خط الصدع بين المسلمين أنفسهم من بلاد مهد الإسلام، وبأيادي من يفترض أنهم حماة العقيدة وحراس وحدة الأمة وتماسكها. 


إعادة صياغة الهوية الدينية.. إسفين ابن سلمان بين إسلامين
بدت فتاوى علماء المملكة في عهد ابن سلمان مفصلة على قياس مصالحه ورغباته، متناقضة مع ما كانت عليه بالأمس القريب قبل صعود الأمير سلم السلطة في بلاده. فأصبح الحرام حلالاً والمحظور من قبل مباحاً
كان لصعود ابن سلمان سلم السلطة في بلاده أثر بالغ في حدوث تصدع في الهوية الدينية التقليدية للمملكة، وانقسام حاد -وإن بدا مكتوماً- بين أتباعها. فالرجل الذي لم يخف نيته العودة ببلاده إلى ما أسماه "الإسلام الوسطي" الذي كانت عليه المملكة قبل عام ١٩٧٩، ولا رغبته بنبذ التشدد الذي ساد بعده، بدا كمن يدق إسفينه بين حاضر المملكة وماضيها القريب، وتالياً بين هوية دينية رعاها أجداده بكل أعرافها وشخوصها وأخرى يريد أن يرسخها بما تيسر له من مؤيدين ولو اضطره الأمر إلى سحق مخالفيه كما عبر عن ذلك ابن سلمان نفسه.

بدا لاحقاً أن ولي العهد غير عابئٍ بعواقب عبثه بالهوية الدينية للمملكة، ولا بمآلات آلاف من مَن ترعرعوا وتعلموا في حضن الإسلام الصحوي الذي يريد تدميره والذي كان يعم بلاده بالأمس القريب، والأهم من ذلك كله أن الأمير لم يعر اهتماماً لخطورة الشرخ الذي أحدثه ضمن المؤسسة الدينية المؤثرة وما نتج عنه من تصادم بين علمائها وانقسام أتباعها من طلاب وعوام في السعودية وخارجها بين كثرة مرحبة خوفاً وطمعاً بنهج ابن سلمان ورؤيته، وقلة شاجبة ومستنكرة لها غيبتها السجون والمعتقلات. ولأن للمملكة رمزيتها الدينية، ولأنها قبلة المسلمين وأرض الحرمين، لم يكن الشرخ الذي أحدثه ابن سلمان ليقف عند حدودها، بل تجاوزها لدول كالإمارات ومصر بدت وكأنها تستنسخ رؤية الرجل وتحذوا حذوه في العبث بالهوية الدينية لغايات لا تختلف في جوهرها عن تلك التي أرادها ابن سلمان. 


التصدع الدموي وتصاعد الكراهية للمملكة
كان في خوض المملكة حروباً بالأصالة والوكالة وتورطها المباشر وغير المباشر في إزهاق أرواح الآلاف من المسلمين مع بعض حلفائها، الأثر البالغ في احتدام التصدع في جسد الأمة وتصاعد الحقد واحتداد الكراهية لدى الكثيرين اتجاه الدولة السعودية وحكامها بل وحتى علمائها. فالمملكة التي كانت غالباً ما تنأى بنفسها عن الصراعات العسكرية لأسباب شرعية، أصبحت بين عشية وضحاها في القلب منها، حاملة وزر دماء آلاف المسلمين وأرواحهم ومدعومة بثلة من علماء السلطان الذين سقطوا من عيون من كانوا يعتبرونهم ورثة الأنبياء وأسقطوا معهم حرمة الأنفس واستباحة الدماء في اليمن ومصر وليبيا أو صمتوا عليها في مشهد كانت فيه الفتاوى تنهال مؤجرة القاتل ومؤثمة المقتول ولسان حال المسلمين يقول: الآمر والقاتل والمقتول والمفتي كلهم مسلمون.. أي علماء هؤلاء.. وأية أمة تلك! 



تقارب مع الأعداء وتحشيد لاستعداء الأخوة
كان في تقارب المملكة المطرد مع عدو الأمس إسرائيل "اليهودية"، وعدائها مع قطر وتركيا "المسلمتين" الأثر الكبير في استفحال التصدع في جسد الأمة وتصاعد الإستقطاب بين أبنائها. وبكثير من الذهول الممزوج بالغضب، تابع ملايين المسلمين علماء السلطان في أرض الحرمين وخارجها وهم يمهدون السبيل الشرعي أمام ابن سلمان ومن على نهجه للتقارب مع الدولة العبرية مسقطين الدعاء على إسرائيل الذي طالما جلجلت به خطبهم، ومستنكفين عن الدعاء لفلسطين وأهلها الذي طالما صدحت به حناجرهم. ومما زاد ذلك المشهد مأساوية، تأييد ذات العلماء لحصار قطر الخليجية المسلمة في شهر رمضان، وشيطنة تركيا المسلمة أيضاً لغايات سياسية في غياب أو تغييب تام لمبادئ التآخي والتواد والتراحم بين المسلمين، والتي من المفترض أن يكون علماء الديار المقدسة أكثر الناس دراية بها وأحرصهم على تطبيقها. 



الحلال ما يحله الحاكم والحرام ما يحرمه
بدت فتاوى علماء المملكة في عهد ابن سلمان مفصلة على قياس مصالحه ورغباته، متناقضة مع ما كانت عليه بالأمس القريب قبل صعود الأمير سلم السلطة في بلاده. فأصبح الحرام حلالاً والمحظور من قبل مباحاً في مشهد بدا فيه أن ميزان الإفتاء في المملكة يرتكز على توجهات الحاكم أكثر من ارتكازه على ضوابط الشرع وأصول الدين. وكنتيجة طبيعية لذلك، فقد سقط علماء المملكة الكبار سقوطاً مدوياً وانهارت تلك الهالة التي كانت تجلل نظرة المسلمين من أتباع وعوام لهم. وتصدى لهم علماء آخرون وقفوا على النقيض منهم يحاجونهم بالشرع ويستنكرون عليهم قصور فتاويهم وشدة ميلهم للحاكم والتصاقهم به. كان هذا وجهاً آخر من أوجه الإنقسام الحاد والتصدع في المؤسسة الدينية الذي تجاوز حدود المملكة وبدأ يعتمل في جسد الأمة. 

تعبر الأمة الإسلامية منعطفاً خطيراً، يسود فيه التصدع بين دولها ويعم فيه الإنقسام بين أبنائها، ويغربل فيه الناس بين طائع أعمى لولي الأمر أو خارج آثم عليه. لكن الأسوء من ذلك كله هو اتخاذ الدين مطية لتحقيق مآرب سياسية ومصالح ضيقة وإن كانت على حساب تماسك الأمة ووحدتها، أو على حساب الإساءة إلى الأسلام وتفريغه من مفهومه الجامع ومقاصده الواسعة وحصره بطاعة ولي الأمر وصغائر الأمور. تصارع الأمة ذاتها، أو هكذا يبدو. وتضيع في صراعها مقدسات ما كان لها أن تضيع لو ترك الإسلام على فطرته المتماسكة الصلبة، وتغيب قضايا مصيرية ما كان لها أن تغيب لو اجتمع علماء الأمة على كلمة سواء وموقف عادل. وأما المسلمون فلسان حالهم يقول: أين أمة الإسلام من القدس؟، وأين هي من دماء المصريين واليمنيين والليبيين؟، أين أمتنا من إبادة الروهينجا والإيغور؟ من المستفيد من كل ذلك؟ ومن الخاسر بعد كل ذلك؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟   صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Emptyالأحد 04 أغسطس 2019, 2:58 am

كيف تحول الدين إلى أداة سياسية في السعودية؟

في زمن احتُلَّت فيه دورُنا وديارُنا وبلادنا، صحراؤنا وهضابنا ومرتفعاتنا، ولم تسلم مقدساتنا من التدنيس والتهويد، بل بلغ هذا الاحتقار أن طال رموزنا وأشرف خلق الله نبينا محمد بن عبد الله، بتنا أرخص أهل الأرض ثمنًا ودمًا، وأصغرهم مكانةً وشأنًا، وأكثرهم انقيادًا وانبطاحًا، بعنا البشر قبل أن نبيع حتى الحجر، وما زلنا لم نستفد من الدرس، ساءت الأحوال وانعدم الأفق والمآل، وما زلنا كما كنا، علينا اجتهد أعداؤنا (حكّامنا وخاصتنا)، فلم يجدوا أفضل من ضرب مؤسساتنا الدينية، وتسييسها حسب أهوائهم، حفاظًا علينا منهم كما زعموا، وحفاظًا في الحقيقة على كراسيهم منا.

  

جاء ربيع الشعوب ربيعًا مزهرًا تفوح منه رائحة الحرية، وينبت الأمل في كل ربوعه، بعد زمن أظلم وحداه اليأس من كل مكان، لكن سرعان ما انقاد هذا الربيع إلى خريف بائس؛ فالحرية حُرِقَت، واقتُلِع الأمل من جذوره، وأينعت رؤوس الشعوب الثائرة للقتل والذبح والتنكيل. قاد هذا الانقياد الفاجر علماء دين طالما تحدثوا وأَصَّلوا للتسامح والعدل والإحسان والعفو عند المقدرة، قادوا مؤسسات دينية حكمت باسم السلطان لا الدين مقاليد الشعب والرعية. ولم تَعدل ولم تُحسِن ولم تعفُ عند المقدرة، فكان الشعار هو التنكيل والتبرير لوحشية الحاكم المطلقة، بل والذهاب لتقديس أفعاله، لدرجة ذهب فيها البعض لوصف طاغية ضالٍّ مُضِل ووزير داخليته بموسى وهارون، لا بفرعون وهامان.

 

وظلّت المؤسسة الدينية المعاصرة متقلبة بين اختراقٍ مخابراتي أمني مفضوح، أو في تماهن مع السلطة الزمانية بعد تأميم الأوقاف الإسلامية في الدولة الوطنية الحديثة. ولعل تحالف الباطل هذا -أو لك أن تسميه صنع المؤسسة الدينية بتعيين العلماء خاصة السلطان والتمكين لهم، وإسكات البقية إما بالترهيب أو الترغيب-، يعود إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى عندما تحالف محمد بن عبد الوهاب مع محمد بن سعود في عام ١٧٤٤، ليكون البذرة التي استُخدِمَت للزجّ بالدّين في مضمار السياسة وكأنه أدوات دبلوماسية تتبدل وتتغير وفق المصالح التي تراها الدولة.

أدرك إخوان من طاع الله علاقة عبد العزيز بن سعود مع بريطانيا متأخرًا، بل ذهب البعض لتكفيره لأنه ولّى الانجليز النصارى وأخلّ بمبدأ الولاء والبراء أهم ركائز الدعوة الوهابية
قامت فكرة التحالف بين المحمدَين على نَبذ ومحاربة البدع والشركيات متمثلة بالقبور والأضرحة المنتشرة وقت إذ بالجزيرة العربية والدعوة إلى العودة إلى الإسلام النقي الصحيح. لكن هذا الاتفاق لم يكن بمثابة إصلاح ديني بحت، بل كان صفقة سياسية مُستَتِرة خلف شرعية الإصلاح الديني، حيث قضى الاتفاق أن يحمي ابنُ سعود ابنَ عبد الوهاب في نشر أفكاره، مقابل إضفاء المشروعية الدينية على حكم محمد بن سعود في الجزيرة العربية، وليكون هذا الاتفاق ميثاقًا غليظًا، وبطريقة السياسيين المحنكين وُطِّدَت العلاقة بالمصاهرة، فقد تزوج ابن سعود من ابنة ابن عبد الوهاب لتستمر هذه البذرة إلى يومنا هذا.

  

جاء عبد العزيز بن سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة، بعد مئتي سنة من انتشار الوهّابية كفكر إصلاحي في الجزيرة العربية، وسقوط الدولة السعودية الأولى والثانية، ليحيي التحالف القديم بين الوهابية وآل سعود، عن طريق "إخوان من طاع الله" ليعطي نفسه سمة الإمام المصلِح، والمبرر الديني للخروج على الدولة العثمانية، فكانوا ينظرون له على أنه الإمام والقائد لا الـمَلِك والسلطان، وكما وحّد ابن سعود الجزيرة بعد انتهاء الحرب النجدية بعباءة الدين والفكر الإصلاحي، عاد وانقلب بذات العباءة على حلفائه.

  

بدأت معالم الخلاف بين الإخوان أصحاب الفكر المتشدد، الذين مكّن لهم عبد العزيز وكان لهم القائد والإمام، عند أول تصادم للمصالح البريطانية مع فكرة نشر الدعوة ومحاربة الشركيات كأساس لحركة الوهابية، أراد الإخوان من عبد العزيز نُصرة المسلمين في العراق بعد الاحتلال الإنجليزي لهم، قوبل الطلب بالرفض القاطع من عبد العزيز؛ فقد كانت تحكمه معاهدة بحرة، التي كان طرفًا فيها مع البريطانيين، والتي قضت أن يمنع بن سعود الغارات على الحدود الكويتية العراقية.

 

كان عبد العزيز يدرك أن مهمة الإخوان قد انتهت، وأن بقاءَهم سيفسد ما كسبه، وأن الوقت قد حان للتخلص منهم وللمواجهة التي لطالما أجّلها. عمل عبد العزيز بن سعود مع العلماء والقضاة خاصته الذين جمعهم حولَه على تشويه الاخوان وبيان ضلالهم وتشددهم، وجاء مؤتمر الرياض عام ١٩٢٧ ليجمع كلمة النجديين، ولإثارتهم ضد الاخوان المتشددين، فقد خلص المؤتمر إلى خمسة مبادئ كان آخرها أن مسألة الجهاد من مسؤوليات الإمام وحده، وله أن يرى ما هو أصلح للإسلام والمسلمين، كان هذا البند بمثابة الانقلاب على التحالف الذي تعاهد على الدعوة والجهاد لنشر الدين الصحيح حتى تكون كلمة الله هي العليا، ما دفع الإخوان لسؤال عبد العزيز: كيف كان الجهاد مطلبًا شرعيًا عندما كنت توسع مناطق نفوذك، وأصبح غير مقبولٍ عندما تعارض مع مصالح الدولة البريطانية وحلفائها؟ كما ذكر جبران شامية وحافظ وهبة.

 

أدرك إخوان من طاع الله علاقة عبد العزيز بن سعود مع بريطانيا متأخرًا، بل ذهب البعض لتكفيره لأنه ولّى الانجليز النصارى وأخلّ بمبدأ الولاء والبراء أهم ركائز الدعوة الوهابية. "وقد أذاعوا في الهجر أنهم قائمون على الدين وإقامة الشريعة التي كاد يهدمها ابن سعود، وأن ابن سعود طالبُ ملك، ومُوَالٍ للكفار، وشريكٌ لهم في جميع الأعمال" (وهبة،١٩٣٥).

  

استغل الملك فهد حادثة احتلال الحرم من قبل جماعة السلفية المحتسبة، -جماعة جهيمان كما عرفت بعد ذلك-، لتقوية المذهب الذي سيعرف بعد ذلك بالجامية أو السلفية المداخلة
استطاع عبد العزيز القضاء على الإخوان بمعاونة علمائه وحلفائه البريطانيين، ونجح في إعادة تشكيل المؤسسة الوهابية لتخدم مصالحه، ولتكون عباءة يلبسها متى شاء ويخلعها متى شاء، بعد أن اتخذ خصلة الوهابية الأهم: وهي تضليل الآخر أو تبديعه أو تكفيره بإحياء محاربة الشركيات والعقائد الباطنية والأسماء والصفات، وهي حروب دينية انتهت منذ مئات السنيين، باعتبار أن الوهابية هي الوريث الشرعي الوحيد للدين النقي الصحيح، مستمدة شرعيتها المكانية من السيطرة على أهم مقدسات المسلمين مكة والمدينة، وبالتالي يمكن القول أن الوهابية نجحت بجعل أطروحتها هي المرجعية والإرث الوحيدَين للدّين والمنطقة، وسحبت البساط من تحت مرجعيات لها ألاف السنيين كالأزهر والزيتونة مثلًا.

  

وأعاد التاريخ سرد أحداثه من جديد وفق مدرسة المُوَسوس لا المؤسس، لكن هذه المرة في عهد ابنه الملك فهد، تحت مسمى جديد وهو مشروع الصحوة، إذ استغل الملك حادثة احتلال الحرم من قبل جماعة السلفية المحتسبة، -جماعة جهيمان كما عرفت بعد ذلك-، لتقوية المذهب الذي سيعرف بعد ذلك بالجامية أو السلفية المداخلة، استغرق الأمر أحد عشر سنة فقط لبروز هذا المذهب في ظروفٍ مشابهةٍ تمامًا لما حدث سابقًا مع "إخوان من طاع الله"، فعند دخول صدام حسين الكويت، بفخ أُعِد له مسبقًا وضعت الوهابية أمام فتوى لابد من اتخاذها، وهي السماح للقوات الأمريكية بدخول الخليج عامة والأراضي السعودية خاصة، وهنا معضلة تفريط في لب الوهابية نفسها، اذ مست بشكل مباشر عقيدة الولاء والبراء، ويعد مخالفها قد ارتكب ناقضةً من نواقض الإسلام العشر، حيث أن محمد بن عبدالوهاب في كتابه التوحيد جعل موالاة الكفار على قتال المسلمين كفرًا بواحًا وخروجًا عن الملة، وهو أحد نواقض الإسلام العشر.

  

لم تكتفِ لجنة علماء المسلمين بالإفتاء لجواز دخول القوات الأمريكية لبلاد الحرمين الشريفين، بل ذهبت لتكييف المذهب الجديد مع سياسة المملكة في الانفتاح على أمريكا والتمكين لها في المنطقة، فأفتت لجنة علماء المسلمين بتكفير صدام حسين حتى تصبح المعاونة هنا في قتال كافر، وهي مسألة خلافية عندهم ويُنظَر فيها للمصلحة والمفسدة من قِبَل ولي الأمر وحده، ولم يقف الأمر عند ذلك بل عكفت المؤسسة الدينية -كما صنع عبدالعزيز من قبل- في تفسيق وتبديع وتشويه العلماء الذين وقفوا ضد دخول القوات الأمريكية، رغم أنهم خرجوا من أكناف الوهابية نفسها، بل هم أقرب للوهابية التي أخذ أفكارها عبدالوهاب من المدرسة الحنبلية، فأُودِعوا السجون وأُجبِر الكثير منهم على المراجعات بضغط السجن والسجان.


ويُفهَم من هذا أن الحرب التي خاضتها المؤسسة الدينية، ليست بين التشدد والوسطية بل هي حرب لتكييف هذه المدرسة مع أهواء السلطان والسلطة السياسية، ولعل عهد محمد بن سلمان يوضح الفكرة بشكل أدق وأكبر، حيث اعتبر أن هذه الرجعية -حسب وصفه- كانت بإيعاز من الغرب ونصرة لهم في حربهم ضد الشيوعية إبان الحرب الباردة، ويريد بن سلمان حسب كلامه أن يعود لما كانت السعودية عليه قبل حادثة جهيمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟   صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Emptyالأحد 04 أغسطس 2019, 2:59 am

تزوير التاريخ.. كيف بدت الوسطية الدينية بالسعودية قبل الصحوة؟

قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال مشاركته في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الذي جرى يوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض بحضور كبير لرجال الأعمال والإعلاميين، ردا على سؤال بشأن النهج الأكثر انفتاحا الذي تتخذه المملكة مؤخرا: "إن السعودية لم تكن كذلك قبل العام 1979 السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع صحوة بعد عام 1979، لأسباب كثير ليس من مجال اليوم ذكرها، فنحن لم نكن بهذا الشكل في السابق" ثم قال:

"إننا فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب"
 

امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن هذا التصريح والاحتفاء به وذم الصحوة وتعليق جميع مساوئ المجتمع عليها. فالصحوة كانت سببا في التخلف، وكبت المجتمع، وتجريد المرأة من حقوقها، ومصائب أخرى كثيرة. ليظهر السياسي بريئًا من كل التبعات التي عاناها المجتمع في العقود الأخيرة، فالصحوة هي أساس البلاء، وبنبذها يتحقق للمجتمع كل خير ورفاه. ونحن نقوم في هذا المقال باختبار صدق هذه الإدعاءات بالعودة إلى تاريخ المملكة قبل التاريخ المعين (1979) لنرى "الوسطية الدينية والاعتدال والانفتاح على العالم وجميع الأديان" التي رعتها الدولة وساهمت في شيوعها بإضفائها عليه وصف الرسمية وتسخير أجهزتها له.
 

ولعل أقصر طريق يمكننا من خلاله الوصول إلى اختبار صدق هذه المقولة هو دراسة آثار الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله المفتى العام للمملكة العربية السعودية والشخصية الدينية الأولى في البلاد. فالشيخ كان بذاته ممثلًا للمرجعية الدينية بلا منافس للمناصب التي تولاها من الافتاء، ورئاسة القضاء، ورئاسة المعاهد العلمية والكليات، ورئاسة رابطة العالم الإسلامي، وتشكيله لهيئة كبار العلماء وغيرها من المناصب، وفي الجملة فقد كان الرجل "راعيًا للدين" حسب الاتفاق المبرم بين جده محمد بن عبدالوهاب، ومحمد بن سعود. يقول محمد بن قاسم محقق فتاوى الشيخ بن إبراهيم "وبعبارة عامة فقد كان له رحمه الله الإشراف التام على جميع الشؤون الإسلامية داخل المملكة وخارجها مما يتصل بالمملكة العربية السعودية وتعنى بتوجيهه"

 
بعد الاستماع لكلمة ولي العهد بحثنا بالفتاوى عن الإسلام الوسطي المعتدل فلم نجد إلا نقيض ما سمعناه، ووجدنا الحركة الصحوية مجنيًا عليها حيث نشأت بجوّ تديّن وفتاوى رسمية بغاية التشدد والتضييق

رويترز
 
وإذن نكون برجوعنا إلى دراسة موروث الشيخ

"نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب."

فقد توفي الشيخ رحمه الله قبل التاريخ المرسوم لانبعاث الصحوة بعشر سنوات، حيث توفي عام 1969.

وقد عدنا بعد الاستماع لكلمة ولي العهد إلى مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن إبراهيم وأخذناها مجلدًا مجلّدًا (وهي في 13 مجلد) لنبحث عن الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب فلم نجد إلا نقيض ما سمعناه، ووجدنا الحركة الصحوية مجنيًا عليها حيث نشأت في جوّ تديّن وفتاوى رسمية في غاية التشدد والتضييق، فخالفت ما كانت عليه صحوات دينية أخرى في بلدان عربية مختلفة.

 
ونحن نعرض عليكَ ما انتهى إليه استعراضنا لفتاوى المفتى العام والمرجعية الدينية الرسمية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله من قبل بعث الصحوة.

 

نفتتح أولًا بأفضلية أهل نجد وخيريتهم:

"وأهل نجد أعظم الناس حفظا لحقوق الرسول صل الله عليه وسلم، وهم خير من جميع النواحي فإنه لم يوجد إطباق على الخير مثل إطباق أهل نجد." (المجلد الأول للفتاوى ص73).

 

جاهلية جديدة ومسلمون بدون إسلام؟

"وقال: إسلام الأكثر إسلام اسمي، فإن أكثر المنتسبين إليه في هذا الوقت يقال لهم مسلمون اسمًا، ضد اليهود والنصارى" (المجلد الأول من الفتاوى ص77).

 

امتحان الناس في عقائدهم حتى مع شهادتهم بالشهادتين وأدائهم الفرائض! مسكين يا فاضل الدين:

الانحناء عند التحية حرام إن قصد به السلام، وأما إن قصد به العبادة فكفر (الفتاوى م1 ص109)
"يشترط في القصاب فاضل الدين أن يكون مسلمًا صحيح المعتقد ينكر جميع الخرافات كعبادة القبور وغيرها مما يعبد من دون الله وينكر جميع المعتقدات والبدع الكفرية كمعتقد القاديانية والرافضة والوثتية وغيرها ولا يكتفي في حل ذبيحته بمجرد الانتساب إلى الإسلام مع عدم الشروط التي ذكرناها... ويعتبر في ثبوتها نقل عدل ثقة يعلم حقيقة ذلك من هذا الرجل وينقله الثقة عن هذا العدل حتى يصل إلى من يثبت لديه ذلك حكما ممن يعتمد على ثبوته عنده شرعا" (الفتاوى م1 ص78).

 

صيغة موحّدة للتحية والسلام!

"الانحناء عند التحية حرام إن قصد به السلام، وأما إن قصد به العبادة فكفر" (الفتاوى م1 ص109).

 

كيف سيتم لهيئة الترفيه أداء مهامها مع هذه الفتوى الرسمية؟

"وأما اختلاط الرجال بالنساء سافرات الوجوه فلا شك في تحريم ذلك وأنه أعظم وسيلة إلى الفاحشة" (الفتاوى م1 ص 126).

 

في رثاء التنمية البشرية:

"من قال تجب الثقة في النفس؟ لا تجب ولا تجوز الثقة في النفس، وفي الحديث ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، من يقوله؟ أخشى أن هذه غلطة منك، لا أظن أن إنسان له عقل يقول ذلك" (الفتاوى م1 ص 170).

 

شركٌ يعني شرك!

"قول العامة توكلت عليك يا فلان؟ ج. هذا شرك." "متوكل على الله ثم عليك يا فلان؟ ج. شرك" (الفتاوى م1 ص170).

 

من سماحة المفتي العام إلى نقّاد شيوخ الصحوة:

"ثم نعلم هنا أن الذين من شأنهم الاستهزاء بأهل الدين هذا قد يصل إلى الكفر الذي يكون ديدنه -لايسمع بأحد أهل الخير إلا وتكلم فيه- فهذا لا يكاد يصدر إلا من منافق" (الفتاوى م1 ص 175).

 

الفنون الجميلة:

"تحريم الصور الرسم والنحت" (الفتاوى م1 ص179-180)

"فالشريعة منعت من التصوير مطلقًا حتى الذباب" (الفتاوى م1 ص 189)

 

طفولة من غير باربي وفُلّة:

"تحريم ألعاب الأطفال من الدمى" (الفتاوى م1 ص181)

 

اطفئ الكميرا:

"تحريم التصوير الشمسي لذوات الأرواح سواء بظل أو بدون ظل" (الفتاوى م1 ص 183)

 

القاضي في قفص الاتهام:

"مراقبة القاضي محمد الفاسي المكي في دعوته للطريقة الشاذلية وأنها طريقة بدعية خارجة عن الدين الإسلامي" (الفتاوى م1 ص266)

 

الانفتاح الديني المفقود:

"ونفيدكم أن دخول القيادينيين إلى المملكة العربية السعودية محظورا حظرًا باتا ومشددا فيه تشديدا بليغا.. وقد عثر على شخص من تلك الطائفة الخبيثة منذ سنتين دخل خلسة فأمرت الحكومة بطرده فورًا" (الفتاوى م1 ص 265)

 

لابدّ من صنعاء وإن طال السفر:

ليس من حق النساء الأذان أبدا ... أما على أصل النصارى المخذولين فإنهم يرون للنساء مراتب عالية (الفتاوى م2 ص113)
"طرد يماني يفتي بمذهب الظاهرية" (الفتاوى م2 ص22)

 

المنع دائمًا مقدّم:

"سؤال سائل عن حكم فتح حمام بخاري يكون خاصا بالرجال مع مراعاة الآداب الشرعية؟ ج. لا نرى أن يفتح هذا الحمام لأن الضرر سيكون أكبر من النفع" (الفتاوى م2 ص 82)

 

موعظة للنسويات الحكوميات:

"ليس من حق النساء الأذان أبدا ... أما على أصل النصارى المخذولين فإنهم يرون للنساء مراتب عالية" (الفتاوى م2 ص113)

 
موت الموضة وغير الموضة:

تحريم القمصان النسائية المستوردة وحمالات الثديين والبنطلونات الخ (الفتاوى م2 ص 160)

تحريم لبس الكرته للنساء وللقاريء غير الخليجي فليسأل قوقل عن الكرته فإنه يعرفها (الفتاوى م2 ص 166)


اغلق عيادتك وإلا..:

"التوجيه بإغلاق العيادات الطبية وقت الصلاة" (الفتاوى م2 ص273)


الطبيب تحت السوط:

"التعزير لإغلاقه العيادة على نفسه وقت الصلاة" (الفتاوى م2 ص274)

 

الصلاة وسط مُخبرين:

"التوجيه بمراقبة المتخلفين عن صلاة الفجر جماعة ورفع أمرهم للهيئة" (الفتاوى م2 ص277)

 

الوسطية:

"تعزير شخص ترك صلاة الجماعة" (الفتاوى م2 281)

"يصدّق إذا قال صليت في بيتي ويؤدّب" (الفتاوى م2 ص282)
 


محنة الشعب ليس مع الصحوة، وإنما مع التسلط السياسي الذي سلّط الدين عليها حينا ويريد أن يسلّط الانفتاح عليها حينًا آخر

رويترز
 
"إنما للانفتاح حدود":

"لا تجوز إمامة الأشعري لسني" (الفتاوى م2 ص298)

 

سماحة مين؟:

"تحريم تقديم الهدايا للمسيحين في أعيادهم" (الفتاوى م3 ص105)

"منع استنابة شيعي عن سنية في الحج عنها" (الفتاوى م5 ص202)



وطن بلا عيد؟!:

"تحريم العيد الوطني" (الفتاوى م3 ص107)

 

يا شيخ!:

تحريم العرضات (الرقصات الشعبية) في الأعياد (الفتاوى م3 ص 124)

"فصل ثلاثة موظفين شربوا الدخان في رمضان من وظائفهم" (الفتاوى م4 ص189)

 
الأخ الكبير يراقبك:

"الأمر بتعزير من سُمع في بيته صوت منكر وإن لم يره أحد" (الفتاوى م6 ص176)

 
عصمة رجال الهيئة:

عقد شيعي على سنية عقد غير صحيح لعدم الكفاءة الدينية لأن الشيعة ليسوا أكفاء للسنة (الفتاوى م10 ص 119)
"التوجيه برد طعن من متهم لرجال الحسبة وجعل شهادة أهل الحسبة من البينات التي لا تقبل الدعوى فيها" (الفتاوى م6 ص179)


شغب على المسرح:

"جواز إتلاف آلات اللهو والتصاوير المجسمة" (الفتاوى م6 ص 185)

"وجوب اتلاف آلات اللهو" (الفتاوى م8 ص 170)

 
أين مكتب الهجرة؟:

"البلد التي يحكم فيها بالقانون ليست بلد إسلام ويجب الهجرة منها" (الفتاوى م6 ص 188)
 

اللطف الممنوع:

"المنع من مصافحة غير المسلمين لكونها من زيادة اللطف معهم" (الفتاوى م6 ص253)
 

"باقي السينما يا محمد":

"ولهو السينما يفوق كل لهو وهو حرام" (الفتاوى م7 صCool

"من أعظم المعاصي استعمال الملاهي: من فتح السينما" (الفتاوى م10 ص 253)
 

نيوم بلا رائحة:

"تحريم الكلونيا بيعا وشراءً وتطيّبا" (الفتاوى م7 ص12)


وداعًا جافا تايم:

"منع إحداث مقهى أمام البيوت" (الفتاوى م7 ص264)

"منع المقاهي إذا كانت مقرا للهو والبطالة" (الفتاوى م10 ص260)
 

وكاس العالم؟!

"المنع المطلق لكرة القدم" (الفتاوى م8 ص120)


لعبة أمي المفضلة:

"توجيه بمنع لعبة الكيرم" (الفتاوى م8 ص130)


الأكل من اللحمة الوطنية:

منع النساء السافرات الأجنبيات من الخروج إلى الشوارع (الفتاوى م10 ص44) ومهنة البيع لا يتولاها النساء الفاتنات (الفتاوى م10 ص 49)
"ورافضة هذا العصر مرتدون عبدة أوثان، فيدخلون في هذا الحكم، لكن إذا ألزموا بالإسلام والتزموه وتركوا الشرك ظاهرا فالظاهر أن حكمهم حكم المنافقين" (الفتاوى م8 ص189)

"لا يجوز الإذن للشيعة ببناء مسجد لهم" (الفتاوى م9 ص56)

العشق الممنوع:

"عقد شيعي على سنية عقد غير صحيح لعدم الكفاءة الدينية لأن الشيعة ليسوا أكفاء للسنة" (الفتاوى م10 ص 119)

شوارع بلا جميلات:

"منع النساء السافرات الأجنبيات من الخروج إلى الشوارع" (الفتاوى م10 ص44)

"مهنة البيع لا يتولاها النساء الفاتنات" (الفتاوى م10 ص 49)

خلوة وجمع! كيف؟!:

"الخلوة بجمع نسوة؟ ما يصلح الشيطان غير مأمون" (الفتاوى م10 ص50)

أوبر وكريم منكران:

"ركوب النساء في سيارات الأجرة التاكسي منكر" (الفتاوى م10 ص52)

يريد السياسي أن يلقي بأخطائه على أصدقاء الأمس وغرماء اليوم، لم تكن الصحوة هي الإشكال ولن تكون إشكالًا لو امتلك الشعب حرية الاختيار من غير إكراه وإجبار

رويترز
 
"إننا فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وجميع التقاليد والشعوب"!

لقد كانت الفتاوى من المؤسسة الدينية الرسمية التي يرعاها السياسي بهذا الشكل المخيف في الانغلاق وفرط الاحتياط والتضييق على الناس في الفتوى من قبل أن تنبت لحى مشايخ الصحوة. فمحنة الشعب ليس مع الصحوة، وإنما مع التسلط السياسي الذي سلّط الدين عليها حينا ويريد أن يسلّط الانفتاح عليها حينًا آخر، فمتى انحلت عقدة التسلط استقام أمر الناس وعاشوا عيشةً طبيعية.

يريد السياسي أن يلقي بأخطائه على أصدقاء الأمس وغرماء اليوم، لم تكن الصحوة هي الإشكال ولن تكون إشكالًا لو امتلك الشعب حرية الاختيار من غير إكراه وإجبار. لقد حاولت الصحوة ممثلة في رؤوسها أن تخرج مرةً عن النسق الديني الرسمي في حرب الخليج فدونوا الفتاوى في مخالفة المسار الرسمي الذي يؤيد نظرة السياسي، فزُجّ بهم في السجون، وحين خرجوا انصرفوا عن هم الاستقلال وتوجهوا للعامة ووعظهم، مستفيدين من جوّ التدين العام، فصاروا غرضًا للرمي من الشعب الذي ملّ من الاجتزاء الديني ولم تكن فيه من الشجاعة أن ينتقد السبب الرئيسي ولا الممثل الرسمي، فكتفى بنقد شيوخ لا مخافة من ذمهم وانتقادهم.

وأصبحوا اليوم غرضًا للحكومة فألقت عليهم بتبعات حقبة كاملة، فلم يكن من الممكن إلقاء اللوم على الشعب، فهل كانت هذه ضريبة البرنامج الإصلاحي المريح الذي لجأ إليه رؤوس الصحوة؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟   صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Emptyالأحد 04 أغسطس 2019, 3:00 am

هل فعلا الوهابية "مفترى عليها"؟!

كتب عبد الرحمان سعود البلى وهو كاتب سعودي مقالة على مدونات الجزيرة بعنوان:
 "الوهابية المفترى عليها" 
يتحدث فيها عن الوهابية ومفهومها عند عوام الناس وكيف كانت حربة استعملت في وجه النظام السعودي لإسقاطه بينما ما هي إلا حركة دينية تصحيحية آتت أكلها على حد قوله. ما سأكتب عنه أنا في هذه السلسلة هو كمية المغالطات التي جاءت فيها سواء بعلم أو بغير علم بعيدا عن أية انتماءات أو ارتباطات بل كباحث عن الحق ومبين له وهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
    
جاء في أول المقالة أن الحركة الوهابية لم تظهر للعلن إلا بعد أحداث 11 سبتمبر والحقيقة أبعد من ذلك بكثير، فكلامه بمعناه يدل أن الحركة الوهابية كانت تحظى بالقبول عند الناس حتى جاءت أحداث 11 سبتمبر (التي هي في الأصل تمثيلية هوليودية) وغيرت نظرتهم إليها نتيجة لكونها قد أحدثت ضررا بالولايات المتحدة الأمريكية مما جعل هذه الأخيرة تحاربها وتحيك لها أثوابا بمقاسها لإظهارها كحركة إرهابية تسعى لقتل وتشريد الناس، بينما لو تمعنا في تاريخ هذه الحركة منذ نشأتها الأولى سنجد أنها قوبلت بالرفض من طرف أقرب الناس للشيخ محمد بن عبد الوهاب واستمر ذلك الرفض حتى وفاة الشيخ، فهاه وأخ الشيخ محمد الشيخ سلمان بن عبد الوهاب يكتب فيه مؤلفا سماه "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" رد فيه على أخيه وشبهه وكان مما قاله فيه يحكي عنه بعد أن ذكر صفات المجتهد الذي يجوز تقليده في الدين: "وإنما ذكرت هذه المقدمة لتكون قاعدة يرجع إليها فيما نذكره، فإن اليوم ابتلى الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ويستنبط من علومهما ولا يبالي من خالفه وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل بل يوجب على الناس الأخذ بقوله وبمفهومه ومن خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ولا والله عشر واحدة ومع هذا فراج كلامه على كثير من الجهال فإنا لله وإنا إليه راجعون. الأمة كلها تصيح بلسان واحد ومع هذا لا يرد لهم في كلمة بل كلهم كفار أو جهال".
  

يتأتى لنا أن الحركة الوهابية كانت ظاهرة للعيان منذ نشأتها الأولى نتيجة لنشاطها الدعوي المنحرف الذي يقوم على أسس واهية وفهم مغلوط للنصوص الشرعية من الكتاب والسنة - على حد قول الشيخ سليمان
وفي هذا رد على ما جاء به صاحبنا في مقالته من حيث أن الحركة الوهابية حركة إصلاحية والتي هي في الأساس وارتكازا على كلام الشيخ سليمان ما هي إلا حركة شاذة يقودها شيخ لا يجوز له الاجتهاد ولا يجوز لأي من المسلمين تقليده وكل من تبعه في عصره إنما هم مجموعة من الجهال، زيادة على أنها كانت تلوح بالتكفير في وجه كل من خالفها من العوام مستندة على شبه ظاهرة دون مسائلة ولا إقامة للحجة عليهم وهو الأصل الذي أقره الله ورسوله، يقول الشيخ سليمان "وأما هذه الأمور التي تكفرون بها المسلمين فلم يسبقكم إلى التكفير بها أحد من أهل العلم ولا عدوها في المكفرات بل ذكرها من ذكرها منهم في أنواع الشرك وبعضهم ذكرها في المحرمات ولم يقل أحد منهم أن من فعله فهو كافر مرتد ولا احتج عليه بهذه الآية كما احتججتم ولكن ليس هذا بأعجب من استدلالكم بآيات نزلت في الذين "إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ" والذين يقال لهم "أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ" والذين يقولون "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ" والذين يقولون "أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا" ومع هذا تستدلون بهذه الآيات وتنزلونها على الذين يشهدون أن لا اله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقولون ما لله من شريك ويقولون ما أحد يستحق أن يعبد مع الله".
 

 فالذي يستدل بهذه الآيات على من شهد له رسول الله صل الله عليه وسلم وأجمع المسلمون على إسلامه ما هو بعجيب لو استدل بالآية على مذهبه فإن كنتم صادقين فاذكروا لنا من استدل بهذه الآية على كفر من كفرتموه بخصوص الأفعال والأقوال التي تقولون أنها كفر ولكن والله مالكم مثل إلا عبد الملك بن مروان لما قال لابنه ادع الناس إلى طاعتك فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا (يعني اقطعه) "فإنا لله وإنا إليه راجعون" والآية التي يتحدث عنها الشيخ سليمان هنا هي الآية 106 من سورة النحل "مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " التي نزلت في المسلمين الذين تكلموا بالكفر مكرهين عليه والتي استدلت بها الحركة الوهابية لتكفير أهل القبلة ممن عاشوا في ذلك الزمن.

ومن كلام الشيخ يتأتى لنا أن الحركة الوهابية كانت ظاهرة للعيان منذ نشأتها الأولى نتيجة لنشاطها الدعوي المنحرف الذي يقوم على أسس واهية وفهم مغلوط للنصوص الشرعية من الكتاب والسنة - على حد قول الشيخ سليمان- لذلك يكون الرأي القائل بأن هذه الحركة ما نبذها الناس قبلا وما انقلبوا عليها إلا بعد أحداث التمثيلية الهوليودية رأيا جانب الصواب وحاد عنه كثيرا، بل زاد الشيخ سليمان من حدة كلامه فيما نقل عنه بأن الشيخ عبد الوهاب - والد الشيخ محمد- وشيوخه الذين أخذ علمه على يديهم قد تفرسوا فيه علامات الضلال والزيغ. فكيف تكون هذه الحركة إصلاحية وقد نزعت جماعة المسلمين وادعت العصمة من دونهم ومن المعلوم عند العوام قبل الخواص أن الله مع الجماعة وأن الإجماع من مصادر التشريع التي أقرها لنا الشارع سبحانه ورسوله الكريم وما خالف فيها أحد قط لا من الأولين ولا من المتأخرين؟
    
ولعل أصدق ما جاء في المقالة أن هذه الحركة لم تظهر للعلن إلا منذ ثلاثة قرون مضت مما يؤكد أنها حركة لم يعرفها المسلمون من قبل ولم تستسغها أفهامهم، أم هل يعقل أن يكون الوسط الإسلامي ككل قد وقع في الشركيات المخرجة من الملة المبيحة للدم حتى جاءت هذه الحركة لتجدد للناس دينهم وترشدهم إلى التوحيد الصحيح وتدخلهم في أكناف الفرقة الناجية؟ وإن كان كذلك فما موقع كلام النبي صل الله عليه وسلم الذي جاء في خطبة الوداع من الإعراب حيث قال: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكن قد رضي بما تحقرون من أعمالكم" (رواه أحمد عن أبي هريرة وأصله في صحيح مسلم)، مما ينفي أن تشرك جماعة المؤمنين بالله شركا أكبر مخرجا عن الدين مبيحا لسفك الدماء وهتك الأعراض، بل إن داعية الكفر الأول وإمامه إبليس قد يأس من تكلم المسلمين بالكفر وقد رضي بصغائر الأعمال المحتقرة من قبل المسلم.
   
قد تكلمنا فيما سبق عن الحركة الوهابية وطبيعتها وعما قيل في عرابها من أقرب الناس إليه وسيأتيي الحديث في تدوينة أخرى عن أمور أخرى أوردها صاحبنا في مقالته نبتغي من ذلك إظهار الحق وتبيين المغالطات التي قد أنهكت جسد هذه الأمة المسكينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟   صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Emptyالأحد 04 أغسطس 2019, 3:00 am

الوهابية المفترى عليها

لا يبدو مصطلح الوهابية غريبا على كثير من عامة الناس، بعربها وعجمها، فهو يعني القتل، والدمار، والتكفير والإقصاء، كما تصوره بعض وسائل الإعلام العربية والغربية. أيضا اللافت أن هذا المصطلح المرعب، لم يظهر للعلن إلا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ما يعزز حقيقة أن الوهابية بمفهومها المعاصر ليست سوى حالة سياسية تم توظيفها من قبل البعض؛ للحصول على مكاسب أيدولوجية صرفة. 

بعيدا عن كونها حركة دينية مجددة ظهرت قبل ثلاثة قرون، والوهابية لمن لايعرف حقيقتها، رغم تحفظي على مسماها، هي حركة تصحيحية، أطلقها عرابها الشيخ محمد بن عبدالوهاب في عام 1158 هجريا، بعد تحالفه مع مؤسس الدولة السعودية الأولى، محمد بن سعود، في بلدة الدرعية غرب العاصمة الرياض؛ لمحاربة الشركيات والخزعبلات التي انتشرت أنذاك في جزيرة العرب. وقد نجحت في ذلك.

أعداء السلفية كمنهج صحيح، والسعودية كنظام سياسي، جعلوا الوهابية حجة للنيل منهما جميعاً، وفي وقت واحد.
أما مؤسسها محمد بن عبد الوهاب كما وصفه وزير الشؤون الإسلامية السعودي الحالي محمد بن صالح أل الشيخ، في بحث رصين نشره قبل سنوات، تناول فيه حركته المجددة، يقول في الإيمان ما قاله السلف، أنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم قولا وعملا، لم يخرج عن طريقتهم البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص ولا طريقة خاصة، بل هو على طريق السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان رضي الله عن الجميع. وإنما أظهر ذلك في نجد وما حولها، ودعا إلى ذلك، ثم جاهد عليه من أباه وعانده وقاتلهم حتى ظهر دين الله وانتصر الحق. وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به وينهونهم عن الباطل وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه. 

كذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته، ولقيت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب العديد من الإشادات من علماء الأمة، ومفكريها ومؤرخيها، من أمثال الشيخ محمد عبده، والزركلي، وطه حسين، وعباس العقاد، والجبرتي، وكذلك من بعض المستشرقين أمثال لوثروب ستودارد في كتابه حاضر العالم الإسلامي، والمستشرق بروكلمان.

وتجدر الإشارة للحركة الوهابية الأباضية، التي قادها عبدالوهاب رستم عام 784 هجريا، في بلاد المغرب العربي، وهو ما أحدث خلطا متعمدا من قبل البعض بينها وبين حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وشتان ما بينهما. نال حركة الشيخ الكثير من التشويه، وأصبحت مدخلا للتهجم على السلفية، لكن المثير هو تحول هذه الحركة الدينية التي تدعو للدين الإسلامي الصحيح، لمنجنيق سياسي ترمى به المملكة العربية السعودية من قبل خصومها، الذين جعلوا من الوهابية جسرا لشيطنة السعودية، وإلصاق تهمة الإرهاب بها. 

فالوهابي تعني سلفي، والسلفي يتبع دين الله الصحيح، الذي يحرم قتل النفس وإزهاق الأرواح البريئة، ويعد من يفعل ذلك بالعذاب الشديد في الآخرة، لكن أعداء السلفية كمنهج صحيح، والسعودية كنظام سياسي، جعلوها حجة للنيل منهما جميعا وفي وقت واحد، وركب البعض معهم في نفس القارب، جهلا بالوهابية الحركة الدينية المجددة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟   صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟ Emptyالسبت 10 أغسطس 2019, 9:56 am

لماذا تنوي السلطات السعوديّة إغلاق دور تحفيظ القرآن؟ وكيف أُزليت “الأكشاك” الدعويّة من الأسواق التجاريّة تماماً؟.. هل تلحق مكاتب الإرشاد المسؤولة عن دعوة غير المُسلمين إلى الإسلام بنوايا الإغلاق ولماذا كانت تستثني “الأمريكي” من “الهداية”؟

ينقل روّاد الأسواق السعوديّة المحليّة لـ”رأي اليوم”، ملاحظةً اعتبروها في بادئ الأمر عابرةً، أو تتماشى مع التوزيعة التجاريّة لتلك الأسواق، والمُلاحظة تكمن في انتباههم، إلى “تقليل” الأكشاك الدعويّة، والتي كانت تتوزّع بين دور الهداية الإسلاميّة، ودعوة غير المُسلمين إلى الإسلام، هذا بالإضافة إلى “الأكشاك” الخيريّة التي تجمع التبرّعات.
يقول المُتجوّلون في الأسواق السعوديّة هذه الأيّام، إنّ المسألة أكبر من توزيعات تجاريّة لتلك الأكشاك، فالأخيرة بدأت بالزوال من أمام أعينهم تماماً، فلا أكشاك دعوة وهداية، ولا حمَلات لجمع أكبر عدد من الداخلين في الإسلام.
المسألة بكُل اختصار، يقول عالمون بالشأن السعودي، إنّ إزالة تلك الأكشاك، من خطوات تطبيق الرؤية التي يُقدّمها وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وهي خطّة انفتاحيّة بدأت بسَحب صلاحيّات الهيئة (المعروف والمنكر)، ويبدو فيما يبدو أنها ستنتهي بنزع “كامل الدسم” للمظاهر الإسلاميّة، والتي منها تلك “الأكشاك” الخاصّة بالهداية والدعوة، وهي كلها كانت تحت إشراف وزارة الأوقاف السعوديّة، وبتراخيص منها، والقائمين عليها، وهؤلاء يلتزمون الزي الشرعي الخاص بمن يعرفون باسم “المطاوعة”، ويرتدون الثوب القصير، ويُطيلون اللّحى، وبهيئةٍ شرعيّةٍ كاملة، وبدون ارتداء “العقال” كعلامة فارقة لتمييزهم بالدين والتقوى، وهي علامات يبدو أن القيادة السعوديّة الحاليّة تراها لا تتناسب مع “رؤيتها 2030″، أو حتى تجنّب اتّهامات دعم الإرهاب، التي لا تزال تلوح بالأفق، وتلاحق حكومة المملكة غربيّاً.
الأمر لا يبدو أنه سيقتصر على تلك الأكشاك في المحال التجاريّة، وتواريهم عن الأنظار أو تواروا بفعل فاعل، فبحسب كتاب صادر عن وزارة الشؤون الإسلاميّة، والدعوة والإرشاد، ومُتداول بين النشطاء، فالسلطات السعوديّة تنوي إغلاق معاهد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، ونقل الإشراف عليها لجهاتٍ أخرى، كما واعتبار الفصل الثاني لهذا العام هو الفصل الدراسي الأخير لهذه المراكز.
اللّافت في الكتاب الصادر، أنّ السلطات السعوديّة أشارت إلى آليات المعاهد الخاصّة بتحفيظ القرآن، وهي نقلها من مسؤوليّة جمعيات التحفيظ، إلى مُؤسّسات تأهيل المُعلّمين، والمُعلّمات، كما واقتصارها على الدورات التدريبيّة التي لا تزيد مدتها عن ثلاثين يوماً، والإشارة إلى انتهاء الدراسة بالجمعيّات للفصل الدراسي الثاني للعام 1440 هجريّة، أيّ أنّ العام الدراسي الهجري الجديد 1441 الموافق ميلاديّاً سبتمبر 2019، سيكون بلا مدارس تحفيظ القرآن بالعربيّة السعوديّة.
نيّة السلطات السعوديّة إغلاق مدارس تحفيظ القرآن، كان لها وقعها في العالم الافتراضي السعودي، وتحديداً “تويتر” الذي عجّ بتغريدات ناقدة، ومُستاءة، واعتبار أنّ تلك المدارس كانت وسيلة رفع القيم الأخلاقيّة بين الشباب، ومن يُغلقها لهو من المُفسدين، لكن فيما يبدو أنّ السلطات ماضية في ذلك الإغلاق، على اعتبار أن تلك المدارس التحفيظيّة، جزء من صناعة الرسالة الإسلاميّة المُتشدّدة، وتبنّيها للفكر المُتطرّف الذي يدعو لقتل أهل الكتاب أو الكَفّار على حد توصيف المناهج الدراسيّة السعوديّة التي كانت دارجةً في التّسعينات، والألفيّة.
سُلطات المملكة طالما أولَت اهتماماً كبيراً بالقرآن، وطباعته، وتحفيظه، وحفَظته على مدار سنوات طويلة من نظام حُكمها، لكن كما يرصد المراقبون، أنّ حفظة القرآن وتحديداً جيل الشباب منهم، لن يكونوا بكل الأحوال على وفاقٍ مع حالة الترفيه، والانفتاح التي يقودها الأمير بن سلمان، والوسيلة المُثلى للانتهاء من أجيال الصرامة الدينيّة، هو قطع الطريق على الشباب في عُمر الزهور، والذين يحفظون القرآن كعقيدة ثابتة، هذا عدا عن التّفسيرات المُتطرّفة التي خطّتها فتاوى الوهابيّة، وغيرها من المذاهب السلفيّة للآيّات القرآنيّة، التي تقاسمت الحكم مع العائلة الحاكمة آل سعود، وتدعو إلى القتال، والجهاد، والثورة على الحاكم في حال خروجه عن الشريعة الإسلاميّة، وتطبيقه الصارم لأحكامها.
السّؤال القادم، هو ما إذا كان التيّار الإسلامي الصامت، وأغلب رموزه خلف القضبان، سيُواصل صمته على هذه التغيّرات الصارخة في وجه الدين الإسلامي، وإعدام كُل مظاهر السعوديّة الإسلاميّة، واستبدالها بالترفيه، والحفلات، ودور السينما، وآخرها إغلاق مدارس تحفيظ القرآن، المُنتقدون للسياسات السعوديّة الحاليّة، يقولون إنّ مظاهر الدولة المدنيّة التي لا تدعم الإرهاب، لا تكون بالقضاء على ثوابت الدين الإسلامي، وحفَظة القرآن الذي كان أثنى عليهم نبي الإسلام محمد لحفظ دينه، ورسالته السماويّة من التحريف، بل وتتردّد أنباء عن أنّ سلطات بلاد الحرمين تدرس عدم رفع صوت الآذان بصوت مُرتفع، واقتصار رفعه على مسجد واحد في المنطقة، حيث تشتهر محافظات المملكة بتواجد العديد من المساجد القريبة، ولا يفصل بينها سوى عدّة أمتار، وكلها ترفع الآذان الإسلامي في آنٍ واحد، الموالون للدولة يدافعون عن القرار بكونه تنظيمي لا أكثر.
إذاً هل يكون شعار العربيّة السعوديّة القادم هو منع التدين التّام، وتخفيف منابعه، ويكون الدور القادم على مكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بعد مدارس تحفيظ القرآن، والخاصّة بكُل محافظة، والشهيرة بدعوة غير المُسلمين إلى الإسلام، وتفطير صائم، وإقامة المحاضرات التوعويّة، ونشر الجوامع السيّارة المُتنقّلة، هذا بالإضافة إلى المُلتقيات الشبابيّة، والتي تنحصِر بفعاليّات ثقافيّة شرعيّة، يتساءل مراقبون.
مُعد هذا التقرير، كان له تجربة طويلة في هذه المكاتب الدعويّة، وهي منظومة إرشاديّة كان يُقال إنه يصعب تفكيكها، وسقوطها من سقوط الدولة فقط، وتقودها وزارة الأوقاف السعوديّة، حيث يترصّد دعاة هذه المكاتب الجنسيّات الأجنبيّة من أتباع الديانات المُختلفة، السماويّة وغيرها، ولهم حضورهم في الإعلام، ويصدرون المجلات التي أشرفنا على إصدار بعضها وتحريرها، واللّافت أنّ حملات إعلان مُسلم وإشهار إسلامه، كانت تتجنّب دعوة المُواطنين الأمريكيين العاملين على الأراضي السعوديّة إلى الإسلام، أمّا الفلبيني، البنغالي، والجنسيّات الآسيويّة بشكلٍ عام، والإفريقيّة، كانت سريعة الاقتناع للمُفارقة بالدين الإسلامي، على اعتبار أنّ الأمريكي يحتاج دوناً عن غيره إغراقاً بالشرح للاقتناع بالإسلام، وهي التّفسيرات التي كانت تصلنا في حال استفسارنا عن تلك المُفارقة، كوننا المسؤولين عن تغطية فعاليّات إسلام غير المُسلمين، وإرسالها للصحف المحليّة.
دُعاةٌ غير سعوديين، كانوا يقولون همساً لمُعد هذا التقرير منذ سنوات وهو على رأس عمله الصحفي الدعوي، إنّ الأمريكي الذي تجنّبنا إدخاله الإسلام، سيأتي مُستقبلاً ويُطالبنا بإغلاق هذه المكاتب تماماً، سيأتي اليوم الذي سيعود فيه الإسلام غريباً عن هذه البلاد، تُرى هل تحقّقت هذه النبوءات بواقع الحال المُعاش؟
إغلاق دور تحفيظ القرآن، وربّما ما يليه من قراراتٍ لإغلاق المكاتب الدعويّة والإرشاد، قد لا يكون له تلك الآثار من الاعتراضات الشعبيّة، خاصّةً أنّ التيّار الإسلامي غالبيّة رموزه المُؤثّرة خلف القضبان، ومع هذا لا يُمكن استبعاد المُفاجآت، لكن إغلاق تلك الدور والمكاتب، يُمكن أن يكون لها كما يقول عالمون في الشأن السعودي المحلّي، تأثيرات اقتصاديّة، فكم من مُحفّظ للقرآن يتقاضى أجره من وزارة الأوقاف السعوديّة، وكم من دار كانت إدارته تحظى بالدعم المادي، والمعنوي من الدولة، هذا عدا عن الكم الهائل من العاملين في مكاتب الدعوة المُنتشرة في كل منطقة، ومدينة، وهؤلاء مع إغلاق تلك المكاتب سيتحوّلون إلى عاطلين عن العمل، والحكومة السعوديّة بالأصل تعد بتوفير وخلق فرص عمل جديدة للشباب ضمن رؤيتها، فما هو المجال الذي يُمكن أن يعمل فيه العاملون في تلك الدور، والمكاتب، هل الإشراف على مدى التزام روّاد الحفلات بالضوابط الشرعيّة الجديدة، يتساءل مراقبون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
صراع الأمة مع ذاتها.. ما الذي تفعله السعودية بالمسلمين؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: