دينا عبد الحميد و”رسائل بن غوريون”
قامت الأميرة الهاشمية الراحلة دينا عبد الحميد –رحمها الله- بنقل رسائل بن غوريون مؤسس دولة اسرائيل الى العربي ايماناً منها وهي الهاشمية صاحبة الغيرة على الأمن القومي العربي “أن من عرف لغة عدوه أمن شره”. الأميرة دينا عبد الحميد التي عملت فترة من الزمن استاذة في احدى الجامعات المصرية كانت ذات نَفَس عروبي صادق استمدته من محتدها الهاشمي واستنارتها الفكرية.
الرسائل التي نقلتها الى العربية تمتد من 1918 الى 1919 ومن 1922 الى 1939 حين نشبت الحرب العالمية الثانية.
ووفق ما تقول –رحمها الله- في المقدمة للكتاب فإن بن غوروين “هو الشخص الذي اسهم اكثر من غيره في إقامة الدولة اليهودية”. (رسائل بن غوريون: ترجمة الأميرة دينا عبد الحميد، دار الجليل للنشر والدراسات والابحاث الفلسطينية، عمان).
دينا عبد الحميد وبرؤية مستنيرة ترى ان اهمية الرسائل تعزي الى انها تكشف بوضوح العمل الصهيوني ونشاطاته منذ زمن مبكر للتأثير على السياسة البريطانية وكسبها الى جانبها.
وكما لاحظت، فان هذه الفترة التي تغطيها هذه الرسائل والواقعة من 1918 حتى 1939، شهدت سيطرة بريطانيا على مقدرات فلسطين. وبعد الحرب العالمية الثانية برزت أمريكا كالدولة الأعظم والاكثر تأثيراً بالنسبة للمشروع الصهيوني.
ماذا تكشف رسائل بن غوريون؟؟؟
تكشف عن أطماع عنصرية ترفض حتى مجرد الحديث عن إقامة “دولة فلسطين”. “… من المستحيل خلق أرضية لتفاهم يهودي- عربي إلا بعد ان نثبت للعرب اننا قوة فعلية وان حكومة الانتداب لن تتخلى عنا”. إنه الاستقواء على كل القيم الانسانية والذي ما زلنا نعيشه الى اليوم.
ويضيف بن غوروين في رسائله “… وعندما تكون لنا مثل تلك الدولة يمكننا التفاوض مع العرب على خلق اتحاد فيدرالي في فلسطين شرط ان يسمح لنا الاستيطان في جميع انحاء البلاد وان تكون دولتنا مستقلة في جميع المجالات التي تهمنا”. (رسائل بن غوريون ص 180)
اما ما هو مستغرب فهو قوله: “سيستمر العرب في محاربة الانتداب لأن حقيقة ما يريدون هو “الحكم الذاتي المستقل”! (رسائل بن غوريون ص 181)
تجنب هذا الصهيوني الإشارة الى “دولة” تخص الفلسطينيين.
وفيما يتعلق بمدينة “القدس” القديمة يقول بن غوريون: “لست أرى اي امل في التفاهم بين العرب وبيننا في الوقت الحاضر قد يؤدي الى السلام. إن الصحافة البريطانية اليوم مليئة بالروايات عن احتلال مدينة القدس القديمة من قبل العصابات العربية، من يعلم ماذا سيحدث بعد هذا”. (رسائل بن غوريون ص 182)
المناضلون العرب في تلك الفترة اعتبرهم بن غوريون مجرد “عصابات”.
هَزُل زمن من بات فيه المناضلون “عصابات” وبعنصرية يقول: “ربما يتم الحوار مع العرب خاصة بعد ان تعلن الحكومة البريطانية انها لا تنوي إقامة دولة عربية في فلسطين، وهم سَيُبلّغون هذا الرأي من قبل الحكومة إن آجلاً او عاجلاً”. (رسائل بن غوريون ص 210)
يبقى ان أقول –وكما أشارت هذه الأميرة الهاشمية الرحلة- ان الغياب العربي عن المسرح الدولي خلال تلك الفترة ما زلنا نشهده حتى اليوم
دينا عبد الحميد: الأميرة الراحلة وأولى زوجات الملك الحسين بن طلال
الأميرة دينا ملكة للأردن بعد زواجها من العاهل الأردني للفترة من 1955 إلى 1957.
ولدت الأميرة الراحلة في القاهرة عام 1929 وهي ابنة الشريف عبد الحميد بن محمد عبد العزيز العون، الذي يعود نسبه إلى الأسرة الهاشمية في مكة.
أكملت الأميرة دراستها في إنجلترا، وحصلت على ليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة كامبريدج المرموقة في بريطانيا، ودبلوم دراسات عليا في العلوم الاجتماعية من كلية بيدفورد في لندن.
عادت دينا إلى القاهرة وبدأت في تدريس الأدب والفلسفة في جامعة القاهرة. لكن مسيرتها الجامعية لم تدم طويلا.
في عام 1952 ، بينما كانت في رحلة إلى لندن، التقت بالحسين بن طلال الذي كان يصغرها بست سنوات ويدرس في إنجلترا في ذلك الوقت.
أثار الحسين إعجاب دينا، وبقيا على تواصل خلال السنوات اللاحقة، سواء كان في لندن أو القاهرة، حتى تزوجا في عام 1955، وهو في عمر التاسعة عشر.
وفي عام 1956، أنجبت الأميرة دينا ابنتها البكر، الأميرة عالية بنت الحسين، بيد أن حياتها الزوجية مع الملك لم تستمر إذ انفصلا بعد عام من ولادتها، وبذلك فقدت دينا لقب الملكة، واحتفظت بلقب صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا.
كان الملك الحسين بن طلال بعمر 19 عاما عندما تزوج الأميرة دينا
عاشت دينا بعد طلاقها حياة هادئة في القاهرة،حيث سمي شارع باسمها، إلى أن تزوجت ثانية في عام 1970.
وكان الرجل الذي تزوجته الأميرة دينا، قياديا في منظمة التحرير الفلسطينية، اسمه الحقيقي أسعد سليمان عبد القادر ويُعرف باسم صلاح التعمري. وعاشت معه فترة في لبنان قبل أن تعود لاحقا إلى الأردن لتستقر مع ابنتها.
وعلى الرغم من أن الأميرة دينا لم تلعب دورا سياسيا في المملكة وانفصلت عن الملك، إلا أنها ظلت تمارس نشاطات إنسانية وخيرية بوصفها أميرة في الأسرة الهاشمية وزوجة سابقة لملك الأردن.
السيرة الذاتية للاميرة دينا
الاميرة دينا من مواليد القاهرة عام 1929، والدها الشريف عبد الحميد بن محمد عبد العزيز العون، ونسبه يعود الى الاسرة الهاشمية فى مكة، درست الأدب والفلسفة في جامعة القاهرة، كما درست فى انجلترا وحصلت على ليسانس فى الادب الانجليزى، كما حصلت من كلية بيدفورد في لندن على دبلوم دراسات عليا في العلوم الاجتماعية.
التقت دينا بالحسين فى عام 1952، فى لندن وتواصلوا خلال سنوات الدراسة، وبالرغم من الحسين يصغرها بست سنوات الا ان فارق السن لم يكون حاجز للاعجاب ببعضهم البعض، وتزوجا عام 1955 وكان الحسين فى 19 من العمر.
لم يدوم زواجهما كثيرا زتم الانفصال بعد عام من ولادة ابنتهما الاميرة عالية بنت الحسين، عادت الاميرة دينا وعاشت فى القاهرة حتى تزوجت مرة اخرى فى عام 1970، من أسعد سليمان عبد القادر ويعرف باسم صلاح التعمري، وهو قيادى فى منظمة التحرير الفلسطينية.
وعادت مرة اخرى الى الاردن لتكون بجوار ابنتها، وكان قد سمى شارع باسمها فى القاهرة، وكانت تمارس نشاطات خيرية كونها تعتبر من الاسرة الحاكمة، وزوجة سابقة لملك الاردن، حيث كانت ملكة للأردن بعد زواجها من العاهل الأردني فى الفترة من 1955 إلى 1957.
وكان الملك الحسين قد تزوج ثلاث مرات بعد الأميرة دينا، زوجته الأولى.
وزوجاته الثلاث بعدها هن على التوالي الأميرة منى (والدة ملك الأردن الحالي)، والملكة علياء (والدة الأميرة هيا) وتوفيت إثر حادث طائرة في عمان عام 1977، والأخيرة هي الملكة نور التي تزوجها عام 1978 واستمرت معه حتى وفاته عام 1999.
دينا عبد الحميد و"رسائل بن غوريون"
وصف الكتاب
الملكة دينا عبد الحميد، مترجمة هذه الرسائل، رأت من الضروري نقلها إلى العربية، لأنها تقول في مقدمتها: "تلفي أضواء على عمل الحركة الصهيونية سواء في مجالها الداخلي أو مجالاتها الخارجية"، حتى إنها أشبه بيوميات عمل الحركة الصهيونية طيلة الفترة التي تغطيها هذه الرسائل، من 1918 إلى1919 فمن1923 إلى 1939 حين نشبت الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية هي الفترة الأعداد ووضع الأسس لبناء الدولة اليهودية، بعيد انتهاء الحرب وهي بذلك الفترة الأكثر أهمية والأشد خطورة ولعلها الفترة الحاسمة لمستقبل المشروع الصهيوني في فلسطين.
وكان بن غوريون في هذه الفترة قد اصبح هو القائد الفعلي للحركة الصهيونية والذي يمسك بيديه خيوط الأجهزة المحركة والمسيطرة في داخلها. فإذا كان هرتزل هو الداعية للمشروع الصهيوني، وإذا كان حاييم وإيزمان هو السياسي الذي انتزع وعد بلفور من الحكومة البريطانية بإنشاء "وطن قومي يهودي" في فلسطين، فإن بن غوريون هو الشخص الذي اسهم أكثر من غيره في إقامة الدولة اليهودية. ولكن معركة فلسطين في هذه الفترة لم تكن تدور على أرض فلسطين، فقط، ولكن في العواصم العالمية، ولندن، على وجه الخصوص، عاصمة العالم في عصر لم تكن تغيب فيه الشمس عن الإمبراطورية البريطانية.
وبالتالي هذا هو الجانب الأهم في هذه الرسائل فهي تكشف بوضوح العمل الصهيوني ونشاطاته للتأثير على السياسة البريطانية وكسبها إلى جانبها والطرق والرسائل والحجج التي توصلت بها الحركة الصهيونية لتحقيق أهدافها. فمن المعروف أن البعد الدولي هو أحد الأبعاد الأساسية للحركة الصهيونية، فضمان تأييد "الدولة الكبرى" لإقامة "الوطن القومي اليهودي في فلسطين" كان أحد البنود الأربعة في بيان المؤتمر الصهيوني الأول، في أغسطس 1897، والذي جاء فيه بأن تحقيق المشروع الصهيوني يقتضي "كسب الموافقة الحكومية كما يقتضي الضرورة"، أى موافقة الدولة ذات الصلة الأكثر تأثيراً في تقرير مقدرات فلسطين وتقرير احتمالات ونتائج المغامرة الصهيونية فوق الأرض الفلسطينية.
وفي هذه الفترة التي تغطيها الرسائل ما بين 1918 حتى عام 1939 كانت بريطانيا هي الدولة المسيطرة على مقدرات فلسطين، فهي بذلك الهدف للحركة الصهيونية الذي يجب التوصل غليه وضمانه لنجاح المشروع الصهيوني، ولكن انحسار مكانة بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية وتحولها إلى الدولة من الدرجة الثانية وبروز أمريكا كالدولة الأعظم والأكثر تأثيراً بالنسبة للمشروع الصهيوني دفع الحركة الصهيونية غلى اعتبار أمريكا هي "الهدف" بعد ذلك، "فموافقة حكومتها" هو ما تقضي به "الضرورة" المستجدة. والرسائل تكشف العمل اليومي للحركة الصهيونية في العاصمة البريطانية، وتلقي أضواء على تحول الحركة الصهيونية إلى أمريكا بعد ذلك، كما تبين بوضوح قسمات "البعد الدولي" للحركة الصهيونية، وتعرض لكثير من تفاصيل العمل السياسي والصراعات في داخل الحركة الصهيونية، وتساعد على فهم أفضل لهذه الحركة من الداخل.
https://books.google.jo/books?id=-rjEDQAAQBAJ&lpg=PA7&ots=-3z0n-DFbJ&dq=%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84%20%D8%A8%D9%86%20%D8%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A%
D9%88%D9%86&pg=PA15#v=onepage&q=%D8%B1%D8%B
3%D8%A7%D8%A6%D9%84%20%D8%A8%D9%86%20%D8
%BA%D9%88%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86&f=false