في كل العالم طائرات من دون طيار الا فلسطين طيار من دون طائرات
سرقت اسرائيل مطار اللد الذي أقيم عام 1938 ، واطلقت عليه اسم مطار بن غوريون رغم أن بن غوريون هاجر لفلسطين عبر البحر . وفي العام 1967 سرقت مطار القدس في قلنديا .. وفي العام 2002 قصفت مطار غزة في الدهنية . وقصفت مروحيات الزعيم عرفات في مدرجاتها ، وقصفت مهابط الطيران في الخليل وبيت لحم وغيرها من المدن . كما سرقت ميناء حيفا وميناء يافا وميناء عسقلان .
أعرف العديد من الطيارين الفلسطينيين وقد حصلوا على أعلى الشهادات وقادوا أفضل الطائرات في العالم . قادوا طائرات مدنية على أفضل خطوط العالم وقادوا طائرات حربية ومروحيات مدنية وعسكرية وكانوا نموذجا للالتزام والنجاح . ولكنني حين ألتقيهم داخل الوطن أشعر بأن اسرائيل قصفت أحلامهم حين قصفت مطار غزة .
أحدهم وهو قريب العائلة هاجر للعمل في دول الخليج ، واّخر يسوق السيارة بنا وأنا أمازحه لأخفف عنه بالقول : هب أنا الان مساعد ملاح ؟ وغالبا ما لا يضحك لأن حزنه عميق .
الزعيم عرفات كان أعد كل شئ للخطوط الجوية الفلسطينية، أعد الطائرات وبنى مطارا وميناء بحريا، وأرسل الكفاءات للتعلم في أفضل دول العالم .وحجز خطوط باسم فلسطين ومسارات دولية وتراخيص .
لم يبق للفلسطينيين مطارات ولا مروحيات ولا يسمح لهم بذلك . لم يبق لدينا مروحية عسكرية ولا مدنية . دمّر شارون كل شئ ، ولم يبق لنا سوى نحو 20 طائرة صغيرة تربض في مطار ماركا بالعاصمة الاردنية عمان معظمها لرجال الاعمال .
امّا اليوم .. تملك المقاومة عشرات الطائرات من دون طيار .. ويأتي يوم تتمنى فيه اسرائيل وحليفتها امريكا لو ان لفلسطين مطارات وطائرات وملاحين جويين .
المئات من الفلسطينيين كان لديهم حلم بتعلم التحليق والطيران .. وجاء اليوم الذي صار فيه الاف الفلسطينيين يفكرون ليل نهار كيف يمتلكون طائرة من دون طيّار .