الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .. سنوات الحكم والثورة والمنفى
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .. سنوات الحكم والثورة والمنفى الجمعة 20 سبتمبر 2019, 9:15 am
“بن علي”.. سنوات الحكم والثورة والمنفى
تونس/ الأناضول أزاح الرئيس المريض الحبيب بورقيبة من الحكم، وأمسك بزمام السلطة بقبضة من حديد، لكن عربة بائع خضر بسيط أطاحت به من كرسي قصر قرطاج، بعد أن أطلقت شرارة ثورة شعبية، لينتهي به المطاف منفيا، وتوافيه المنية عن عمر 83 عاما. زين العابدين بن علي، الرئيس التونسي الأسبق (1987- 2011)، توفي بأحد مستشفيات السعودية، وفق ما أعلنه، الخميس، محاميه منير بن صالحة. ومنذ 14 يناير/ كانون الثاني 2011، يعيش بن علي وعائلته في منفاه الاختياري، بمدينة جدة بالمملكة السعودية. في ما يلي، تستعرض الأناضول، سيرة رجل أجبره شعبه على مغادرة الحكم، في واحدة من الثورات التي شكلت منعطفا بالتاريخ الإنساني الحديث، وأعادت كتابة المشاهد السياسية في عدد من الدول العربية، تحت عناوين جديدة تتقاطع عند مطالب الحرية ونبذ الدكتاتورية. ** رجل الأمن الحازم عندما وصل بن علي للحكم في 1987، لم يكن مجهولا بالنسبة للتونسيين، فسنوات قبل ذلك، سطع نجمه من خلال سرعة ارتقائه في المناصب الوزارية حتى تقلد مهام رئيس الحكومة في أكتوبر/ تشرين الأول 1987، أي شهر واحد قبيل انقلابه الأبيض على بورقيبة (1957- 1987). كانت تونس في تلك الفترة تعيش على وقع احتجاجات سياسية قوية يقودها الإسلاميون ممثلين في حركة “الاتجاه الإسلامي” (النهضة حاليا)، انطلقت منذ شتاء 1987 في الجامعة، قبل أن تسري عدواها إلى مختلف أرجاء البلاد. وقبل توليه رئاسة الحكومة ووصوله الحكم، تقلد بن علي مهام وزارة الداخلية، منذ 28 أبريل/ نيسان 1986، ليدخل قيادة الحزب الاشتراكي الدستوري (الحاكم) بعد شهرين من ذلك. وفي مايو/ أيار 1987، حصل على ترقية حملته إلى منصب وزير دولة مكلف بالداخلية، تأكيدا من بورقيبة على أهمية قوات الأمن في مواجهة معارضيه من الإسلاميين. ترقية جاءت “مكافأة” له عما أظهره من حزم خلال المواجهات الدامية بين نظام بورقيبة في يناير 1978 والاتحاد العام التونسي للشغل، التي أسفرات عن عشرات القتلى، وكان بن علي، حينها مديرا للأمن الوطني، بتعيين من رئيس الوزراء آنذاك الهادي نويرة. ** “فجر ديمقراطي”؟ جاء بن علي، للحكم في فجر السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1987، إثر إعلان 7 أطباء أن بورقيبة بات عاجزا عن الحكم، وهو ما اعتبر انقلابا أبيضا على الرئيس المؤسس، الذي توفي عام 2000. ومن المفارقات أن أهم عبارة رددها بن علي، في أول خطاب له للتونسيين، كانت “لا ظلم بعد اليوم”، فعمد إلى إطلاق سراح مئات الطلبة الذين أجبروا على القيام بالخدمة العسكرية في الصحراء جنوبي البلاد، عقابا على مشاركتهم في احتجاجات شتاء وربيع 1987. كما منح الاتحاد العام التونسي للطلبة، والاتحاد العام لطلبة تونس، رخصة للعمل القانوني، وازدهرت الصحف الحرة، وسمح للإسلاميين بالنشاط السياسي دون أن يعطي لحركة “النهضة” تأشيرة عمل قانوني. ** من ربيع الحريات إلى شتاء الاستبداد ربيع خيّل للتونسيين أنه أزهر مع الحاكم الجديد، لكن آمالهم سرعان ما تبخرت أمام شتاء قمعي طويل. ففي فبراير/ شباط 1990، واجه بن علي احتجاجات “الاتحاد العام التونسي للطلبة” بحملة تجنيد إجباري عقابي شملت نحو 600 من قياداته في كافة الجامعات. وخارج الجامعة، أسفر صدام بن علي، مع حركة “النهضة” في 1991، عن اعتقال آلاف المنتسبين إليها. وعمد بن علي إلى حل منظمة الاتحاد العام التونسي للطلبة، وسجلت منظمات حقوق الإنسان انتهاكات عديدة منها ما مس بحق الحياة. وبعد الإسلاميين، جاء الدور على بقية أطراف المعارضة التونسية، فتم سجن منتسبي حزب العمال الشيوعي التونسي وبعض النقابيين، وحتى جزء من حلفائه أيام الصدام مع الاسلاميين، بينهم أمين عام حركة الديمقراطيين الاشتراكيين محمد مواعدة، عام 1994، بتهمة التخابر مع جهات أجنبية وتلقي تمويلا منها. أما رابطة حقوق الإنسان، فحاول تدجينها ثم حاصرها إلى حدود يناير 2011. * * بناء اقتصادي “يفاخر” به الأنصار يحاول أنصار بن علي، القفز على سجله الحقوقي، بالحديث عن “المعجزة الاقتصادية” التونسية التي حققها، مستشهدين بنسب النمو الاقتصادي التي بلغت 7 بالمائة مقابل 1 بالمائة الآن، مع أن خبراء يشككون في ذلك لأن يد بن علي كانت تطول حتى المعهد الوطني للإحصاء، المؤسسة الحكومية المخولة بنشر بيانات الاقتصاد المحلي. ويقول هؤلاء الأنصار، إن بن علي، أنجز الطرقات السريعة، وأكبر الملاعب، في إشارة إلى ستاد رادس بالعاصمة، فيما خصص مساعدات للعائلات الفقيرة بإنشاء “صندوق التضامن الوطني”، مع أن الكثير من التقارير الإعلامية عقب الثورة أظهرت التلاعب المسجل بأموال الصندوق. غير أنه في 2008، اهتزت منطقة الحوض المنجمي بمحافظة قفصة (جنوب غرب)، تحت وقع انتفاضة يقول مراقبون إنها كانت الشرارة الأولى الفعلية لاندلاع ثورة 2011. ** البوعزيزي.. رصاصة الرحمة في وقت كان معظم السياسيين، سواء من الطبقة الحاكمة أو المعارضة، يعتقدون أنه من المستحيل أن سقوط نظام بن علي، عمد تاجر متجول في محافظة سيدي بوزيد (وسط)، في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، إلى إضرام النار في نفسه أمام مقر المحافظة احتجاجا على منعه من الاتجار في الخضروات بالمدينة، ليشعل ثورة لم تضع أوزارها إلا بفرار بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني 2011 من البلاد، لتدخل تونس مرحلة جديدة من تاريخها. ولم تكتف الجماهير الثائرة بإجبار بن علي على اختيار طريق المنفى، بعد مواجهات راح ضحيتها عشرات الأرواح، طالبت بحلّ حزبه التجمع الدستوري الديمقراطي. ووجهت لـ”بن علي” عشرات الاتهامات بالقتل والفساد الاقتصادي ومحاباة عائلته وعائلة زوجته، مما جعل المحاكم التونسية تصدر بحقه أحكاما غيابية بالسجن لعشرات السنين. ولم ينفع بروز تيارات سياسية تدعو سرا لعودته، مثل الحزب الدستوري الحر، الذي تقوده عبير موسي، في جعل بن علي يعود إلى تونس. تزوج بن علي، في عام 1964 من نعيمة الكافي، ابنة أحد كبار جنرالات الجيش، وأنجب منها 3 بنات، وفي عام 1992، تزوج ليلى الطرابلسي، التي أنجب منها بنتين وولد، بعد طلاقه من زوجته الأولى.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .. سنوات الحكم والثورة والمنفى الجمعة 20 سبتمبر 2019, 9:17 am
وفاة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بالسعودية
توفي الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الخميس في السعودية عن 83 عاما. وكان بن علي قد فر إلى السعودية في ذروة الثورة التي اندلعت في بلاده وأطاحت به في 14 يناير/كانون الثاني 2011. وحكم بن علي تونس بقبضة من حديد مدة 23 عاما.
إعلان توفي الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الخميس عن 83 عاما، وفق ما صرح به محاميه. ورحل بن علي بالسعودية بعيدا عن الأضواء منذ الإطاحة به، بعد أن حكم تونس بقبضة من حديد طيلة 23 عاما.
في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني 2011، وبعد شهر من المظاهرات المعارضة له والتي قمعت بقوة، غادر بن علي إلى جدة برفقة زوجته ليلى الطرابلسي وابنتهما حليمة وابنهما محمد زين العابدين، تاركا السلطة. في حين غادرت ابنته نسرين بن علي مع زوجها آنذاك صخر الماطري إلى قطر ثم جزر سيشيل قبل أن يتطلقا لاحقا.
ومنذ انتقاله إلى السعودية، نادرا ما تسربت معلومات عن الرئيس التونسي السابق. وكان يكتفي محاميه اللبناني أكرم عازوري بإصدار بيانات صحفية للرد على تقارير تتناوله، في حين أن لا معلومات حول طريقة عيشه والموارد التي يستفيد منها لتغطية نفقاته.
وفي السابق ومنذ استقراره في السعودية ظهرت بانتظام شائعات حول تأزم مفترض لوضعه الصحي وحتى أنباء كاذبة عن وفاته. وأعلن منير بن صالحة الذي يقدم نفسه محاميا لبن علي في 12 سبتمبر/أيلول 2019 أن الأخير" مريض جدا"، ليعود وينفي لاحقا كل الإشاعات التي تم تداولها بخصوص وفاته، مبينا في تصريح لإذاعة تونسية خاصة أنه "لم يمت ولكن حالته الصحية صعبة. خرج من المستشفى ويعالج في بيته وحالته مستقرة".
ومنذ هروبه إلى السعودية صدرت أحكام قضائية عديدة بحقه ولا سيما في قضايا فساد. كما أنه محكوم عليه بالسجن مدى الحياة في قضية القمع الدموي للمتظاهرين ضده أثناء الثورة (أكثر من 300 قتيل).
رواية بن علي حول فراره
وفي عام 2011، قدم الرئيس التونسي السابق روايته عن فراره عبر محاميه، موضحا أنه كان ضحية مخطط وضعه المسؤول عن أمنه الجنرال علي السرياطي الذي قال له بأنه كانت هناك تهديدات باغتياله، ودفعه إلى المغادرة لنقل عائلته إلى مكان آمن، ثم منعه من العودة إلى البلاد.
ويؤكد بن علي أنه لم يعط أبدا "أوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين". وتفيد حصيلة رسمية أن 338 شخصا قتلوا في قمع الثورة التي قامت ضد حكم بن علي.
هل يدفن بن علي في السعودية؟ حياة بن علي في السعودية
في 2012 نشرت زوجته ليلى الطرابلسي كتابا بعنوان "حقيقتي" ترفض فيه اتهامات الفساد والتوجه الدكتاتوري للنظام السابق. وللمرة الأولى منذ فرارهما، نشرت صورة لبن علي بشعره الأسود المصبوغ مبتسما إلى جانب زوجته وهي ترتدي الحجاب، لينفيا بذلك شائعات حول طلاقهما.
ومنذ استقراره بالسعودية، نشرت صور قليلة جدا لزين العابدين بن علي على حسابات لأولاده وبعض المقربين على إنستاغرام. وآخر هذه الصور تقاسمها مغني الراب "كادوريم" في بداية 2019 ليظهر إلى جانب "خطيبته" نسرين بن علي ووالديها. وبدا بن علي نحيفا مقارنة بالماضي وظهرت على ملامحه وهيئته علامات الشيخوخة.
مصير عائلة بن علي
أما بالنسبة إلى بقية أفراد عائلته، فتقيم اليوم غزوة ودرصاف وسيرين، بنات بن علي من زوجته الأولى نعيمة الكافي، في تونس.
وعاد صهر بن علي سليم شيبوب (زوج درصاف) إلى تونس في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أقام فيها منذ مغادرته البلاد إبان الثورة. ومثل شيبوب فور عودته إلى تونس أمام القضاء ولوحق في قضايا يتعلق أغلبها باستغلال نفوذ وفساد مالي خلال فترة حكم بن علي (2011/1987). وهو اليوم طليق بعد أن خضع لآليات المصالحة في إطار العدالة الانتقالية في البلاد فتعهد بإرجاع مبلغ مالي يقدر بحوالى مئة ألف يورو للدولة.
واختفى بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى بن علي منذ مايو/أيار عام 2016 بعد فراره من كندا حيث كان قد لجأ قبل ساعات قليلة من سقوط بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011 بعد مغادرته تونس مع عائلته على متن يخته. وهو رجل أعمال ثري ومتهم بأنه من بين الذين سيطروا على مقاليد البلاد اقتصاديا وباستغلال النفوذ بشكل غير مشروع. ثم ظهر في في مرسيليا حيث اعتقل في مارس/آذار 2019، وواجه الطرابلسي في فرنسا خصوصا تهمة "غسيل الأموال في عصابة منظمة"، ثم أفرج عنه بشرط ألا يغادر الأراضي الفرنسية قبل أن تنظر تونس في طلب تسلمه.
أما عماد الطرابلسي، ابن شقيق ليلى، فهو في السجن في تونس.
ما مصير القضايا المتابع بها بن علي والأحكام الصادرة بحقه؟ وكانت "هيئة الحقيقة والكرامة" المكلفة بالعدالة الانتقالية في تونس قد نشرت في مارس/آذار 2019 تقريرها الختامي، ودعت فيه إلى إصلاح المؤسسات الفاسدة التي تمارس القمع، وطلبت من رئيس البلاد الاعتذار من الضحايا. وأنهت "هيئة الحقيقة والكرامة" التي تأسست في العام 2014 في أعقاب سقوط نظام زين العابدين بن علي عام 2011، تفويضها أواخر 2018 وتمكنت من نشر توصياتها التي تهدف إلى إرساء الديمقراطية في تونس. وطلبت "هيئة الحقيقة والكرامة" التونسية من رئيس البلاد الباجي قايد السبسي آنذاك الاعتذار من ضحايا الاستبداد خلال الفترة الزمنية الممتدة بين عامي 1955 و2013، كما دعت إلى إصلاح المؤسسات الفاسدة التي تمارس القمع. وجاءت هذه الدعوات في إطار تقرير ختامي للهيئة يتضمن 150 صفحة موجهة للقادة التونسيين الرئيسيين.
المنشأ والتكوين العسكري
ولد زين العابدين بن علي في مدينة حمام سوسة الساحلية في الثالث من سبتمبر/أيلول 1936 في عائلة متواضعة، إذ كان والده حارسا في مرفأ مدينة سوسة.
التحق سنة 1958 بالجيش التونسي حديث النشأة، وتم اختياره ضمن مجموعة من الضباط الشبان للالتحاق بمدرسة "سان سير" العسكرية الفرنسية لتكوين النواة الأولى للجيش الوطني التونسي.
بعودته إلى تونس سنة 1964 شغل بن علي منصب مدير الأمن الوطني لعشر سنوات ثم الملحق العسكري في المغرب ثم في إسبانيا. وتابع ترقيه ليصبح سفيرا لتونس في بولندا حتى سنة 1984 ثم وزيرا للداخلية.
"الانقلاب الطبي"
وفي سنة 1987 أصبح زين العابدين بن علي رئيسا للوزراء في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد شهدت مواجهات دامية مع المعارضة النقابية وخاصة الإسلامية التي انتهجت المقاومة المسلحة ضد حكومة الحبيب بورقيبة.
في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1987 استند رئيس الحكومة التونسية زين العابدين بن علي إلى تقرير طبي لأطباء الرئيس الحبيب بورقيبة لإثبات عدم قدرة الأخير على تسيير البلاد. وتولى بموجب الدستور التونسي، مقاليد الحكم في ما تسميه السلطة بـ"الثورة الهادئة" ويسميه البعض بـ"الانقلاب الطبي".
"ربيع ديمقراطي"
ما إن استلم بن علي فعليا مقاليد الحكم حتى بادر إلى وضع إصلاحات "تقدمية" تحسب له جعلت البعض يتحدث عن حلول "الربيع الديمقراطي" بتونس. فأطلق سراح الكثير من المعتقلين السياسيين كزعيم الاتحاد العام التونسي للعمل "الحبيب عاشور" وزعيم حركة النهضة الإسلامية "راشد الغنوشي" ,وتصالح مع قيادات من الحركات التونسية المعارضة وقام بالعديد من الإجراءات القانونية الهامة، فألغى الرئاسة مدى الحياة والخلافة الآلية للسلطة وعقوبة الأشغال الشاقة وحدد مدة الإيقاف الاحتياطي بأربعة أيام.
كما عزز بن علي وضع المرأة التونسية وواصل نهج إصلاحات الحبيب بورقيبة لصالح المرأة التونسية فمنحها العديد من الامتيازات التي لا تتوافر لنظيرتها في بقية الدول العربية.
"نهاية الربيع"
غير أن هذه الموجة الليبرالية صاحبتها وفق البعض إجراءات لإحكام السيطرة علي الساحة السياسية وتضييق المجال أمام الحريات العامة وتهميش دور المعارضة التي نجح في استمالة بعضها كالحزب الشيوعي التونسي وتصفية البعض الآخر منها كحركة النهضة الإسلامية.
هل كان بن علي يتابع الانتخابات الرئاسية التونسية؟ وخلال الانتخابات التعددية الأولى في تونس التي جرت في الثاني من أبريل/نيسان 1989 حصل نواب الحكومة على كل مقاعد البرلمان وحصل بن علي خلال الانتخابات الرئاسية على 99.02 بالمائة من أصوات الناخبين.
وأمام التهديد الإسلامي أصدر بن علي قانونا ينظم ارتياد المساجد وفرض غلقها خارج أوقات الصلاة كما منع ارتداء الحجاب في أماكن العمل والدراسة.
كما تزايدت ممارسات الرقابة التي تستهدف الصحف التونسية والأجنبية في تونس فثارت جمعيات حقوق الإنسان على النظام التونسي منددة بالظروف التي تمارس فيها حرية التعبير والرقابة على الكتب ومواقع الإنترنت وشجبت أيضا إغلاق مواقع للمعارضة.
قبضة حديدية على المجتمع
بالرغم من هذه المآخذ فإن بن علي جعل تونس من أكثر البلدان العربية انفتاحا على أوروبا وحافظ على معدلات تنمية مستقرة في بلد محدود الموارد. وأصبحت تونس منذ 1995 أول بلد من الضفة الجنوبية للمتوسط يوقع اتفاق شراكة وتبادل تجاري حر مع الاتحاد الأوروبي.
وعوض أن يواكب بن علي مشروع الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بانفتاح ديمقراطي وإعلامي حقيقي ويفسح المجال للمنظمات غير الحكومية والصحافة الوطنية بممارسة نشاطاتها بكل حرية، واصل فرض قبضته الحديدية على المجتمع التونسي ليصبح الرجل الآمر والناهي في جميع مجالات الحياة.
ففي 2009، بعد انتخابه للمرة الخامسة على التوالي، سمح بن علي لأقاربه وأصدقائه بإنشاء إذاعات وقناة تلفزيونية خاصة موالية لنظامه، بينما لم تنجح خططه التنموية في استيعاب أعداد الشبان العاطلين عن العمل وتحسين ظروف حياتهم. فارتفعت نسب البطالة والفقر وأصبح التونسي يحلم بالهجرة، على غرار شباب الدول العربية المجاورة.
الرئيس التونسي زين العابدين بن علي .. سنوات الحكم والثورة والمنفى