منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:20 am

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع

 
الإنسان عالم من المواهب والإبداع، وكلما اكتشف ذلك، سارع لاكتشاف أفضل وأكبر المواهب فيه، وهنا لُبُّ الموضوع؛ حيث إن اكتشاف الموهبة منذ الصغر سيُساعد على تطويرها وتنميتها، والنجاح فيها؛ بل وإيصالها إلى أبعد ما هو ممكن؛ لتكون طريقه إما نحو الشهرة، أو الكسب، أو مزيد من الارتياح النفسي، وأيضًا أن ينفس من خلالها، ويُضيف شيئًا جميلًا ومفيدًا للناس من خلالها.

ولعلَّ واحدًا من أهم عوامل النجاح في الموهبة وتنميتها بعد اكتشافها هو جدية الإنسان، والتركيز على عدم تركها مهما تراكمت الصعوبات والعراقيل؛ حيث إنه بهذا يضع لبنةً أساسيةً تُمكِّنه من استغلال فرص المستقبل، أو كل مَنْ هو مهتمٌّ بمساعدته أو توجيهه وتعليمه أكثر، وهذا من شأنه تحفيزه أكثر أين يسعى لتطويرها، والعمل عليها، ولإعطائها مزيدًا من الجمال والدقة والتطوير.

كلُّ موهوبٍ مُبدع سيصل إن ركز على موهبته، وغلَّبها على باقي المواهب لديه، أو عرف أنها هي هو، وهو هي، وكلما أحبَّها أكثر أعطى فيها أكثر، وكلما تدرَّجَت النتائج الإيجابية من جرائها، زاد عمله وإبداعه فيها؛ ولذا فمن المهم على الإنسان فهم الأمر، وحتى الوالدان لا بُدَّ أن يُركِّزا ويُساعدا أبناءهما على الأمر من خلال ربطهم بمختلف المراكز ذات الأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها، ولا بد أن يكون هناك تواصُل بينهم، وبين مؤطر ابنهم؛ إما من أجل إيصاله أكثر فيما يبدع، أو توجيهه من الصغر لميدان ينجح فيه أكثر.

إنها الموهبة، فلا تركنها في جانب الترفيه، وخذها إلى الارتقاء والاحتراف؛ لأنك وهي والعالم ينتظرونها، ويستحقُّونها.









الموهبة والأطفال الموهوبون



إن الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات، ويعتبر المتفوقون على رأس تلك الثروة؛ نظرًا لأهميتهم في مواجهة تحديات العصر الحديث؛ مما دفع بالمهتمين بشؤون علم النفس والتربية بالكشف عن المتفوقين، ومَن لديهم تفكير ابتكاري؛ وذلك بهدف رعايتهم والعناية بهم، وتحقيق أفضل الوسائل البيئية الممكنة لاستثمار تفوقهم؛ فَهُم كوادر المستقبل لقيادة بلادهم في جميع المجالات العلمية والتقنية والإنتاجية والخدمية، وعليهم ترهن الدول في سباقها للحاق برَكْب التطور، في عصر أصبح يمثل امتلاك التقانة فيه جوهر الصراع والمنافسة بين أقطابه القوية، وتلك التي تسعى لتجد لنفسها مكانًا تحت الشمس.
 
وإذا نظرنا إلى واقع الموهوبين في الوطن العربي، نجده مؤلمًا للغاية؛ حيث يوجد مائة مليون طفل عربي يشكلون 45% من مجموع العرب، وهي أعلى نسبة لوجود الأطفال في العالم، ومع ذلك فالرعاية في المجتمعات العربية ما زالت غير متقدمة بالشكل المطلوب، والأخطر من ذلك أن بعض الاتجاهات الوالدية في المجتمعات العربية لا تشكل مناخًا جيدًا للتربية، فضلاً عن رعاية الموهبة.
 
وقد أكدت الدراسة الطولية الشهيرة التي أجراها "تيرمان" ومساعدوه في 1959م على 1500 تلميذ وتلميذة، والذين أسماهم بالعباقرة، واختارهم من بين مائتي وخمسين ألف تلميذ وتلميذة من المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، بناء على حصولهم على درجات 140 فأكثر، في اختبار ستانفورد - بينيه للذكاء، وتعقب حياتهم لأكثر من خمسة وعشرين عامًا (على الدور الذي لعبه الوالدان في تفهم تفوق ونبوغ هؤلاء التلاميذ، وتشجيع المواهب والقدرات والإنجازات التي قاموا بها خلال حياتهم المدرسية، وبعد اكتمال مرحلة الرشد وخروجهم إلى الحياة العملية).
 
في دراسة مسحية للدكتور "عبدالعزيز الشخص" عام 1411هـ بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، شملت الدول التالية (الإمارات، قطر، البحرين، المملكة العربية السعودية، عمان، الكويت، العراق)، تبيَّن عدم وجود أي خدمات أو برامج أو جهات مسؤولة عن الموهوبين في تلك الدول، باستثناء خدمات تتمثل في حوافز مادية أو معنوية تقدم إلى الموهوبين، كما في السعودية والبحرين، أو تجارب للتعرف على الموهوبين مثل دراسة تعدها وزارة التربية في الكويت لاختيار أفضل وسيلة للكشف عن الموهوبين، واعتبرت دراسة "الشخص" أن العراق أكثر الدول اهتمامًا بتقديمها بعض الأنشطة التربوية اللاصفية، وهي تستخدم أسلوب الإسراع في رعاية الموهوبين.
 
هذا الحديث قبل أكثر من عشر سنوات، اليوم نستطيع أن نتحدث عن اهتمام واعٍ بالموهوبين لدينا، من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهوبين، فبالرغم من عمرها القصير حيث صدر الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشائها في 1420/5/13هـ، فإننا نلحظ نشاطها، كما أن مجلة "موهبة" بما احتوته من مقالات علمية وترجمات رائعة تعتبر إصدارًا جيدًا، يجدر بالقائمين عليها توزيعها على المدارس بما يمكِّن الآباء من الاطلاع عليها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:20 am

مفهوم الموهبة والطفل الموهوب



أما عن مفهوم الموهبة:
فالموهبة تعني في اللغة: العطية، وموهِبة بكسر الهاء؛ أي: معدٌّ وقادر، وأوهب لك الشيء: أعدَّه، وأوهب لك الشيء: إذا دام، والموهبة مِن: وهبه الله الشيء، فهو يَهَب هِبَة.
 
وقد عرَّف المكتب الأمريكي للتعليم الموهبة بأنها:
المقدرة أو القدرة في أي من المجالات الآتية؛ (القدرة العقلية - الكفاءة - الأكاديمية - الإبداع - القيادة - فنون الأداء في المجالات المختلفة).
 
عند فحص هذين التعريفين، نجدُ أنهما يتَّفِقان مع تعريف كمال دسوقي للعبقرية، وتعريف جليفورد للإبداع، وتعريف جون سونتروك للابتكار، وتعريف جانييه للتفوق العقلي، وتعريف سترن للذكاء؛ من حيث الإشارة إلى أن كل هذه المفاهيم؛ تعني: القدرة أو المقدرة.
 
فالقدرة تعني إمكانية الفرد الحالية التي وصل إليها بالفعل، سواء ذلك عن طريق نضجه، أو نموه، أو خبرته، أو تعليمه، أو تدريبه على مزاولة نشاط ذهني، أو حسي، أو حركي في مجال معين.
 
• كما تُعرَّف الموهبة على أنها: تلك القدرة الرائعة التي تجعل الطفل عند القيام بنشاطٍ ما، يُظهِر أداءه بتميُّز في هذا المجال، وتجعله متفردًا وممتلكًا لخصائص وسمات يحتمل ألاَّ يمتلكها الآخَرون.
 
ويتفق هذا التعريف للموهبة مع تعريف محمد خالد طحان للعبقرية، وتعريف جليفورد للإبداع، وتعريف شارلز جاتسكل للابتكار؛ من حيث التميز، والتفرد، وخلق أشياء جديدة لم يسبق إليها أحد.
 
 وتُشير باربارا كلارك Barbara Clark في تعريفها للموهبة على أنها:
"قدرة فطرية، أو استعداد موروث في مجال واحد أو أكثر، من مجالات الاستعدادات العقلية والإبداعية والاجتماعية والانفعالية والفنية، وهي أشبه بمادة خام تحتاج إلى اكتشاف وصقل؛ حتى يمكن أن تبلغ أقصى مدى لها".
 
كما يُعرِّف معجم الطفولة الموهبة على أنها:
منحة أو عطية إلهية للفرد، ويتمايز بها عن نظرائه في مستويات الإدراك والذكاء، وسرعة ودقة إنجاز نشاط متميز.
 
والموهبة تعني: القدرة على الابتكار في تحصيل الفرد في مجال أو أكثر.
 
ويتضح لنا من التعريفات السابقة أن هناك علاقة وطيدة بين الموهبة والاستعدادات العقلية والإبداعية؛ كما تشير باربارا، كما أن هناك علاقة وطيدة بين الموهبة والابتكار والذكاء؛ كما أشار كلٌّ من أحمد زلط، وماريان شيفل.
 
وفي تقرير الكونجرس الأمريكي (1972) عرَّف الموهبة بأنها: صفة للأطفال الموهوبين الذين يكونون من خلال القدرات الفائقة قادرين على الأداء المرتفع.
 
وتُعرَّف الموهبة أيضًا على أنها:
مصطلح يستخدَم للدلالة على الذين يمتلكون القدرات الخاصة في أحد المجالات غير الأكاديمية، ويعتبرها العلماء ذات أصل وراثي تكويني، لا يرتبط بذكاء.
 
ويعتبر عبدالسلام عبدالغفار 1977 الموهبةَ أنها: مستوى أداء مرتفع للعوامل الوراثية، ولا يرتبط بالذكاء الذي يصل إليه الفرد.
 
ويتضح لنا من التعريفين الأخيرين السابقين أنهما ركَّزا على أن الموهبة لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بذكاء الفرد.
 
وتعرف الموهبة أيضًا على أنها:
سمات معقَّدة تؤهِّل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف، والموهوب: هو الفرد الذي يملك استعدادًا فطريًّا، وتصقله البيئة الملائمة؛ لذا تظهرُ الموهبة في الغالب في مجال محدَّد؛ مثل: الموسيقا، أو الشعر، أو الرسم...، وغيرها.
 
ثانيًا: مفهوم الطفل الموهوب Gifted Child Concept:
ظهر العديد من التعريفات التي توضِّح المقصود بالطفل الموهوب، وقد ركَّزت بعض تلك التعريفات على القدرة العقلية، في حين ركَّز بعضها الآخر على التحصيل الأكاديمي المرتفع، وركز بعضها على مظاهر الإبداع والخصائص أو السمات الشخصية والعقلية؛ لذلك يجد الدارس صعوبة في وضع تعريف للطفل الموهوب؛ وذلك بسبب تعدُّد المكونات (Components) التي يتضمَّنها هذا المصطلح، هذا بالإضافة إلى صعوبة الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما جوانب التفوُّق التي يُظهِرها الطفل الموهوب؟ هل في الذكاء العام، والتي يعبَّر عنها بنسبة الذكاء، أم في توفُّر سمات شخصية وعقلية معيَّنة، أم هي في كل تلك الظواهر؟
 
2- كيف تقاس مظاهر الموهبة؟ هل تقاس بمقاييس الذكاء العامة، أم تقاس بمقاييس الإبداع، أم تقاس بمقاييس التحصيل الأكاديمي، أم تقاس بمقاييس السمات الشخصية والعقلية التي تميِّز الموهوبين من غيرهم؟
 
3- ما نسبة الذكاء التي تَفصِلُ بين الطفل الموهوب والطفل العادي؟ هل تعتمدُ نسبة ذكاء معينة للفصل بينهما؟ وما المعايير التي تَفصِلُ بين كلٍّ منهما على مقاييس الإبداع، أو التحصيل الأكاديمي، أو السمات الشخصية والعقلية؟
 
فقد يجد الدارس لهذا الموضوع تعريفاتٍ يمكن تصنيفُها إلى مجموعتين؛ الأولى هي مجموعة التعريفات الكلاسيكية أو التقليدية، في حين تمثِّل الثانية مجموعة التعريفات الحديثة.
 
أما التعريفات الكلاسيكية أو التقليدية (السيكومترية)، فتركِّز على القدرة العقلية، وتعتبرها المعيارَ الوحيد في تعريف الطفل الموهوب، والتي يعبَّر عنها بنسب الذكاء، فقد ذكر بيرت (Burt, 1975) تعريفات الذكاء التي أوردها كلٌّ مِن: هولنج ورث، وتيرمان (Hollingworth and Terman)، والتي اعتبرت نسبة الذكاء 140 هي الحد الفاصل، أو المعيار الذي يفصل بين الطفل العادي والموهوب، كما تبنَّى مثلَ هذا الاتجاه في تعريف الطفل الموهوب ديهان وهافجهرست (Dehaan & Harighurst)؛ حيث اعتبرا القدرةَ العقلية العامة ممثِّلة لعدد من الجوانب؛ كالموهبة، والقدرة اللفظية والميكانيكية، والتخيلية والموسيقية، وظهرت في الخمسينيات والستينيات من هذا القرن تعريفاتٌ أخرى للطفل الموهوب، تؤكد على معيار القدرة العقلية، ولكنها تضيف بُعْدًا آخر في تعريف الطفل الموهوب، وهو بُعْد الأداء المتميز، وخاصة في المهارات الموسيقية، والفنية، والكتابية، والقيادة الاجتماعية.
 
ويذكر كيرك (Kirk, 1979) أسماء الكثير من علماء النفس الذين تبنَّوا مثل هذا الاتجاه؛ مثل: سمبثون ولوكنج (Sumption & Lueching) ولوسيتو (Lucito) وجليفورد (Guilford)، وخلاصة ذلك الاتجاه أن الطفل الموهوب هو: ذلك الفرد الذي يتميز بقدرة عقلية عالية، حيث تزيد نسبة ذكائه على 130، كما يتميَّز بقدرة عالية على التفكير الإبداعي.
 
أما التعريفات الحديثة للطفل الموهوب، فقد ظهرت نتيجةً للانتقادات التي وجِّهت إلى التعاريف السابقة السيكومترية، والتي خلاصتُها أن مقاييس الذكاء التقليدية - كمقياس بينيه، ووكسلر - لا تقيس قدرات الطفل الأخرى؛ كالقدرة الإبداعية، أو المواهب الخاصة، أو السمات الشخصية العقلية، أو حتى تكيفه الاجتماعي، بل تقيس قدرته العقلية العامة فقط، والمعبَّر عنها بنسبة الذكاء، ومن الانتقادات الأخرى لمقاييس الذكاء أنها متحيزة ثقافيًّا وعرقيًّا وطبقيًّا، كما أنها انتُقدت من حيث دلالاتُ صدقها وثباتها، ونقص قدرتها في الكشف عن التفكير الابتكاري، وبسبب تلك الانتقادات ظهر الاهتمامُ بمقاييسَ أخرى تقيس القدرة على التفكير الابداعي، والسمات الشخصية والعقلية للفرد، والتي تميِّزه عن غيره، ومن هنا ظهرت التعريفات الحديثة للطفل الموهوب، والتي تعتمد على أدائه الاجتماعي وقيمته الاجتماعية، فلم يَعُد النظر إلى القدرة العقلية وحدها كأداء متميز لأداء الفرد، بل أصبح التركيز والاهتمام منصبًّا على أشكال أخرى، من الأداء المميز؛ مثل: التحصيل الأكاديمي، والتفكير الإبداعي، والمواهب الخاصة، والسمات الشخصية والعقلية الخاصة، وقد اعتُبِرت مثل هذه المظاهر المميزةِ في الأداء مكوناتٍ أساسيةً في تعريف الطفل الموهوب، بالإضافة إلى القدرة العقلية العامة.
 
وقد تبنَّى مثلَ هذا الاتجاه عَلَمٌ؛ مثل: تورانس (Torrance)، ونيولاند (Newland)، وهيوارد (Heward)، ومارلند (Marland)، ورينزولي (Renzulli)؛ إذ يذكر هلهان وكوفمان (hallahen & Kauffman, 1981)، وهيوراد وأرولانسكي (Heward (Orlansky, 1980) العديدَ من أشكال الأداء المميِّزة للطفل الموهوب، مقارنة مع الطفل العادي.
 
ومن التعريفات المشهور تعريف مارلند، الذي يشير فيه إلى أن الطفل الموهوب هو: ذلك الفرد الذي يُظهِر أداءً متميزًا في التحصيل الأكاديمي المتخصِّص، والتفكير الابتكاري أو الإبداعي، والقدرة القيادية، والمهارات الفنية، والمهارات الحركية.
 
أما رينزولي، فيعرِّف الطفل الموهوب بأنه: ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية، والقدرة على الإبداع، والالتزام بأداء المهارات المطلوبة منه.
 
ويتبنَّى المؤلف التعريفَ التالي للطفل الموهوب:
"يمثِّل الطفل الموهوب ذلك الفرد الذي يُظهِر أداءً متميزًا، مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من الأبعاد التالية:
1- القدرة العقلية العالية، التي تزيد فيها نسبة الذكاء على انحرافين معياريَّين موجبين عن المتوسط.
 
2- القدرة الإبداعية العالية في أي مجال من مجالات الحياة.
 
3- القدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع، التي تزيد عن المتوسط بثلاث انحرافات معيارية.
 
4- القدرة على القيام بمهارات متميزة، أو مواهب متميزة؛ مثل: المهارات الفنية، أو الرياضية، أو اللُّغوية... إلخ.
 
5- القدرة على المثابرة، والالتزام، والدافعية العالية، والمرونة، والأصالة في التفكير، كسمات شخصية عقلية تميز الموهوبَ عن غيره من العاديين.
 
وسوف يتم استعراض أمثلة من مقاييس القدرة العقلية العامة، ومقاييس القدرة التحصيلية، ومقاييس الإبداع، ومقاييس السمات العقلية للموهوبين، وخاصة تلك المقاييس التي جرى تطويرها في البيئة الأردنية، ففيها دلالات صدق وثبات وفاعلية فقرات تبرر استخدامها.
 
أساليب قياس القدرة العقلية العامة (الذكاء):
وتعتبر مقاييس القدرة العامة التقليدية - كمقياس ستانفورد بينيه، ومقياس وكسلر للذكاء - من الأساليب المناسبة والمعروفة في قياس وتشخيص القدرة العقلية العامة للموهوبين، حيث تمثل القدرة العقلية العالية أحد الأبعاد الأساسية في تعريف الموهبة، ويعتبر الفرد موهوبًا إذا زادت قدرتُه العقلية المقاسة باختبارات الذكاء عن انحرافين معياريَّين عن المتوسط، وبلغة نسبة الذكاء إذا زادت نسبة ذكائه عن 130 درجة.
 
ومن مقاييس الذكاء العامة، والتي تصلح لقياس وتشخيص القدرة العقلية العامة لدى الموهوبين المقاييس التالية:
1- مقياس ستانفورد بينيه (The Stanford - Binet Intelligence Scale).
 
2- مقاييس وكسلر للذكاء. (The Wechsler Intelligence Scales).
 
3- مقاييس مكارثي للقدرة العقلية (The McCarthy Scales of Childrens Abilities).
 
4- مقياس جودانف هاريس للرسم (Goodenough - Harris Drawing Teat).

5- مقياس سلوسن لذكاء الأطفال (Slosson Intelligence Test for Children).

وهذا يؤكِّد على استخدام العديد من الدراسات والأبحاث مفهومَ الطفل الموهوب للدلالة على مفاهيم أخرى، فبعض هذه الدراسات استَخدمت مفهومَ الطفل الموهوب على أنه الذكي، والبعض منها أيضًا أشار إلى أنه يعني المتفوق العقلي، في ضوء ارتفاع التحصيل الدراسي، والبعض الآخر أشار إلى أنه يعني التفكير الإبداعي، أو أنه الشخص المفكِّر والمبدع، وبعض الأبحاث لم تُشِر إلى أن الطفل الموهوب هو الذكي فحسب، بل حدَّدت نسبة الذكاء التي إذا توافرت في شخص اعتُبر موهوبًا؛ حيث ذهبت أبحاث ودراسات لويز تيرمان وهولنجورث إلى أن الموهوب هو مَن يحصل على (130) في اختبارات الذكاء، وسوف نقوم بتوضيح هذه المفاهيم فيما يلي؛ لنصل في النهاية إلى التعريف الإجرائي لمفهوم الطفل الموهوب في إطار هذه الدراسة.
 
فالطفل الموهوب - كما يراه جابر عبدالحميد (1972) - هو الذي يحصل على درجة أعلى من نقطة معينة في اختبارات الذكاء، وهي أعلى من (140)، كذلك يحدد بالدوين (1965) Baldwin الطفلَ الموهوب، معتمدًا على معامل الذكاء، مستخدمًا اختبار ستانفورد بينيه، وكذلك عند بوري (1976 Bracken bury)؛ حيث يرى أن الطفل الموهوب مرتبطٌ بذكائه، في حين يرى دير (1964) Durr أن الطفل الموهوب هو مَن لديه استعداد أكاديمي مرتفع، وهو ما أكَّده جليفورد وتورانس عندما ذهبا إلى أن الموهوب هو المتفوق العقلي، وأيضًا المبدع.
 
بينما يرى فاخر عاقل (1975) أن صفة الموهوب تعني قدرةً عقلية عالية، في حين تعني صفة العبقري إنجازًا عظيمًا جدًّا وأصيلاً تمامًا.
 
• في حين يُعرَّف الطفل الموهوب بأنه: مَن لديه القدرات، والمواهب المتقدمة أو غير العادية، أو يحتاج إلى رعاية خاصة لإشباع حاجته التعليمية، وهو يتمتَّع بدرجة أداء عالية وإنتاجية غير عادية وسلوكيات تعلُّم متفوقة في مجالات تعبيرية مختلفة.
 
• كما يُعرَّف الطفل الموهوب على أنه ذلك الفردُ الذي يُظهِر بالفعل أداءً متميزًا، أو لديه إمكانية القيام بهذا الأداء في واحد أو أكثر من المجالات الآتية: (قدرة عقلية عامة - استعداد دراسي خاص - تفكير إبداعي - قدرة على القيادة - قدرة نفسية حركية).
 
وعرفه هانيجهيرست (1985) على أنه:
ذلك الطفل الذي يُظهِر أداءً ملحوظًا ثابتًا في خط يتميز بالاهتمام والمحاولة.
 
وتُعرِّفه الجمعية الوطنية للدراسات التربوية بأمريكا (1958) على أنه: الطفل الذي يظهر أداءً مرموقًا بصفة مستمرة في أي مجال من المجالات ذات الأهمية.
 
كما يشير بول ويتي Poul witty مِن تعريفه للطفل الموهوب بأنه: الطفل الذي يتصف بالامتياز المستمر في أي ميدان هام من ميادين الحياة.
 
كما أن الطفل الموهوب هو ذلك الطفل الذي يوجد لديه استعدادات وقدرات غير عادية، أو أداء متميز عن بقية أقرانه، في مجال أو أكثر من المجالات التي يقدِّرها المجتمع، وخصوصًا في مجالات التفوق العقلي، والتفكير الابتكاري، والتحصيل العلمي، والمهارات أو القدرات الخاصة.
 
ويعرَّف الطفل الموهوب أيضًا على أنه الطفل الذي يكون أداؤه متميزًا بشكل مستمر في أي من المجالات الهامة، وتكون لديه القدرة المتفوقة على التعامل مع الحقائق والأفكار والعلاقات.
 
ويقصد الكاتب بمفهوم الطفل الموهوب إجرائيًّا أنه: الطفل الذي لديه استعداد فطري، يساعد هذا الاستعداد الفطري للطفل على أن يكون فائقًا في أدائه على أقرانه، يكون هذا التفوق في الأعمال التي يقوم بها، سواء ذهنية أو حركية.
 
وتختلف لديه مجالات التفوق والنبوغ، التي تتمثل فيما يلي: (الرياضة - الموسيقا - الفن - الكتابة الأدبية - الرياضيات - العلوم).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:22 am

الموهبة عند الطلاب وأساليب تنميتها (ورشة عمل)

مقدمة:

الموهبة نعمة من الخالق - عزَّ وجلَّ - يهبها من يشاء، والموهبة كالنبتة الغضة لا يستفاد منها إلا إذا سقيناها وتعاهدناها بالرعاية والاهتمام، ولا يجد الآباء والمعلمون الحاذقون صعوبة في اكتشاف مواهب أبنائهم وطلابهم؛ إذ تظهر آثار الموهبة على الطِّفل في المنزل والطالب في المدرسة، من خلال قدراته الحركيَّة والانفعالية والتعبيرية، وردود أفعاله واستجاباته مع والديه ومعلميه.
 

وما من شك في أنَّ الموهوبين ثروة الأمة الغالية، ومستقبل ازدهارها وتفوقها إذا ما أحسنت رعايتهم، وسَعَتْ بجدية ودأب لتطوير ملكاتهم، وتوفير الرِّعاية النفسية والاجتماعية والصحية لهم، ووضع البرامج الإرشادية التي تضمن لهم نموًّا نفسيًّا وعقليًّا واجتماعيًّا متكاملاً.
 

ويحتاج الطلاب الموهوبون إلى معلمين مؤثرين يبتعدون عن أسلوب التَّلقين، ويركزون على التطبيق العملي، والاستفادة من التقنية الحديثة، والبحث عن التجديد والابتكار والتميُّز، وإثراء بيئة الفصل ما يفتح آفاقَ الإبداع أمام الموهوبين.
 

والمعلم المحبُّ يتعهَّد طلابه بالنُّصح والإرشاد والمحبة، مَثَلُهُ في ذلك مَثَلُ المزارع الذي يُقوِّم الأغصان الغضَّة فتستقيم، ويُزيل الحشائش الضارة؛ ليشتد عود النبتة، ويروي الأقاحي الذابلة لتعود لها نضارتها وفرحها.
 

يقول الدكتور الدمرداش سرحان: لطريقة التدريسِ أثرٌ كبيرٌ في تحقيقِ أهدافِ التربيةِ، وينبغي أن نتذكَّرَ هنا أنَّ المعلمَ لا يعلِّمُ بمادَّتِه فحسب، وإنما يعلِّمُ بطريقتِه وأسلوبِه وشخصيته وعلاقاته الطيبة مع تلاميذه، وما يضربُه لهم من قُدوة حسنة ومثلٍ أعلى.


تعريف الموهبة: Giftedness


لغويًّا: وهب؛ أي: أعطى بلا مقابل، والهبة هي الهدية، والموهبة هي غدير الماء الصغير، وقد عرفها اللغويون: قدرة استثنائية أو استعدادًا فطريًّا غير عادي لدى الفرد للبراعة في فن أو نحوه.
 

اصطلاحيًّا: هي مفهوم بيولوجي متأصل؛ يعني: ذكاء مرتفعًا، ويشير إلى تطور متقدم ومتسارع لوظائف الدِّماغ وأنشطته، بما في ذلك الحس البدني والعواطف والمعرفة والحدس.
 

تعريف الإبداع: Creation - Invention
لغويًّا: أبدع الشيء بدعه؛ أي: استخرجه وأحدثه.
اصطلاحيًّا: قدرات مميزة لأشخاص مبدعين، وقُدرة على إظهار السلوك الإبداعي إلى درجة ملحوظة، ويشمل السُّلوك الإبداعي: الاختراع، والتصميم، والاستنباط، والتأليف، والتخطيط، والإبداع ليس تفكيرًا مزاجيًّا، وإنَّما هو النظر للمألوف بطريقة غير مألوفة، ثم تطوير هذا النَّظر ليتحول إلى فكرة، ثم إلى تصميم، ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال. (غيلفورد).
 

(2)

تعريف التفوق: Superiority - Excellence
لغويًّا: تفوَّق على قومه، فاقهم وترفَّع عليهم.
 

اصطلاحيًّا: امتلاك قدرات خاصَّة عند بعض الطلاب تُؤهلهم للتفوُّق في مجالات معينة علمية أو أدبية أو فنية.
 

استنتاج1: الطالب الموهوب قد لا يكون متفوقًا، ولكنه أقرب إلى كونه مبدعًا.
 

استنتاج2: الطالب المبدع قد لا يكون متفوقًا، ولكنَّه أقرب إلى كونه موهوبًا.
 

استنتاج3: الطالب المتفوق دراسيًّا ليس بالضرورة أن يكون موهوبًا أو مبدعًا.
 

مجالات الموهبة:
يوجد ستة مجالات عامة يمكن أن تظهر موهبة الطالب من خلالها.
 

1- مجال مقدرة الذكاء العامة: يبدو هذا الطالب ذكيًّا بشكل جلي في عدة مجالات، ومن الصَّحابة الكرام الذين برعوا في الذكاء علي بن أبي طالب - رضي الله عنه.
 

2- مجال الميل لجانب علمي محدد، قد يكون هذا الطالب متعلقًا بالرياضيات، ولكنه يعاني الإملاءَ الغيبي، ومن الصحابة الموهوبين في هذه المجال معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال رسول الله - صل الله عليه وسلم -: أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل.
 

1- مجال مقدرة التفكير المبدع:
ومن الصحابة الموهوبين في هذا المجال: سلمان الفارسي - رضي الله عنه - الذي أشار على النبي بحفر الخندق، وأبو بكر الصديق، وما أكثرَ مواقفَه في هذا المجال! ومنهم عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - ذكرَ الإمام البخاري في صحيحه بابًا بعنوان: "باب طرح الإمامِ المسألةَ على أصحابه؛ ليختبر ما عندهم من العلم"، وأخرج فيه حديث عبدالله بن عمر: أنَّ النبيَّ - صل الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ من الشَّجر شجرةً لا يسقط ورقُها، وإنَّها مثل المسلم، حدِّثوني ما هي؟))، قال: فوقع النَّاس في شجر البوادي، قال عبدالله: فوقعَ في نفسي أنَّها النخلة، ثمَّ قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله، قال: ((هي النخلة)).
 

2- مجال مقدرة القيادة: تتجلى في قوة شخصيَّة بعض الطلاب، وقُدرتهم على التأثير على زملائهم، والإمساك بزمام الأمور، فكثيرًا ما نلحظ أن طالبًا في الفصل يَحظى بشعبيَّة كبيرة، وتكون كلمته مسموعة، ويظهر ذلك في تجمعات الأطفال في الحدائق وأماكن الألعاب؛ حيثُ تجد طفلاً ثَمَّة يوجِّه عددًا كبيرًا من زُملائه دون أن يعترض أحد، ومن الصَّحابة الموهوبين في هذا المجال خالد بن الوليد، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما.
 

3- مجال مقدرة في الفنون البصرية أو التمثيليَّة: تتبدى هذه المقدرة عند بعض الأطفال من خلال تفاعُلهم مع الأراجيز والأناشيد، وقُدرتهم على تقليد أصوات المنشدين، وممن تميزوا في هذا الجانب حسان بن ثابت؛ حيثُ كان شاعرًا ملهمًا، وأبو موسى الأشعري الذي تميَّز بحسن قراءة القرآن، وبلال بن رباح مؤذن الإسلام، وصاحب الصوت النَّديِّ.
 

4- مجال المقدرة الحركية: تظهر المقدرة الحركية بشكل جلي عند بعض الطلاب، من خلال الأنشطة الرِّياضية وغيرها، كما تظهر من خلال استخدامِ الإيماءات والحركات الجسمانيَّة أو التعابير الوجهية؛ لإظهار أو تقليد المشاعر والأحاسيس.
 

الطلاب الموهوبون: يتميز الطالب الموهوب بما يلي:
1- التفوق اللغوي (التعبير)، يَعرف مُفردات لا يعرفها أقرانه.
 

2- التفوق في القراءة ومهارات الكتابة.
 

3- التفوُّق في الذاكرة ومرونة الفكر: (الاستظهار، الرياضيات).
 

4- التفوق في المحاكمات المجردة.
 

5- التفوق في التفكير الرمزي.
 

6- الإبداعية، والخيال الإبداعي.
 

7- الاهتمام بالغموض والأمور المعقدة.
 

8- الاهتمامات الجمالية التذوقيَّة، والانتباه للتفاصيل.
 

9- الأداء المتميز، والإنجاز المدرسي المتفوق.
 

10- الإحساس الجيد بالنكتة، والإدراك الجيد للعلاقات المكانية.
 

11- الحماسة وحب الخبرات الجديدة.
 

12- حب الاستطلاع والمجازفة، والقدرة على التكيف.
 

13- يعطي عددًا من الحلول لمشكلة واحدة.
 

14- يتكيف بسرعة مع العالم المحيط.
 

15- يفهم العلاقة بين السبب والنَّتيجة، يعرف سببَ تشكُّل الغيوم، وسبب طفو الأجسام... إلخ.
 

16- يتمتع بقدر عالٍ من روح الدعابة والفكاهة.
 

17- يهتم كثيرًا بالصور والخرائط والبيانات ومجسمات الأرض والكواكب.
 

18- يفضل فك الأشياء إلى مكوناتها، كالألعاب والساعات والأجهزة... إلخ.
 

19- يعطي أعذارًا ذكية ومقبولة لتصرفاته.
 

20- يتمتع بتجميع وتركيب الألغاز والأحجيَّات الصعبة.
 

21- يحب العد والوزن والقياس وتصنيف الأشياء.
 

أساليب تنمية الموهبة ورعايتها:
1- التشجيع ومنح الفرص للطلاب، التي تظهر قدراتهم وإمكاناتهم.
 

2- جعل الواجب المنزلي بحاجة إلى مجهود ابتكاري.
 

3- التَّواصل مع أولياء الأمور؛ من أجل الوصول إلى نتائج أفضل.
 

4- الحث على النقد وعدم النَّظر إلى الأشياء على أنَّها مسلَّمات.
 

5- إيجاد بيئة صافية تساعد على الابتكار والإبداع.
 

6- إعداد برامج إثرائيَّة إضافيَّة تشبع احتياجاتهم، وتتواءم مع قُدرات الموهوبين، وتُسهم في تنمية مهارات التفكير.
 

7- توجيه أسئلة تنير فيهم التفكير.
 

8- إرشادهم لاستخدام مصادر مُتعددة للتزود بالخبرة والمعرفة.
 

9- الاهتمام بالحوافز الطبيعية واللفظية، التي من شأنها أن تنشط العقل والذَّكاء، وتنمي الخيال والتفكير.
 

10- توفير أدوات ووسائل تُمكنهم من العمل اليدوي وتنفيذ تجارب علمية.
 

11- استخدام وسائل الإعلام في إشهار إنتاجهم العملي والنَّظري؛ "لوحات الحائط، المواقع الإلكترونية، الإذاعة، التلفزيون".
 

12- إعداد اختبارات مركزة في مجال الموهبة المحدد؛ من أجل الوقوف على أبرز التطوُّرات المعرفية والفنية عند الطالب.
 

13- تنمية التذوق الجمالي للرياضيات والعلوم، الظاهر والباطن، وتنمية الشُّعور والإحساس بالجمال "السُّحُب في السماء، العصافير على الأغصان، الأمواج في البحر، الكواكب والمجرات".
 

14- التعاون مع المؤسسات الحكومية والأهلية التي تهتم بالمواهب.
 

15- إقامة معارض خاصَّة للطلاب الموهوبين؛ لعرض نتاجهم واختراعاتِهم.
 

16- استخدام طريقة التقصي واللعب بالاكتشاف.
 

17- الحوار.
 

18- استخدام الطريقة الاستنباطيَّة، ومهارة طرحِ الأسئلة في تفتيحِ أذهانِ التلاميذ؛ لتلقِّي المعلومة بعد تشوُّق نفوسهم إليها، وتطلُّعِ عقولهم إلى معرفتها.
 

خاتمة:
بدا واضحًا من خلال ما تقدَّم أهمية دَوْر المعلم في رعاية الموهبة، وفتح الآفاق أمامها؛ لتنمو وتترعرع، ومن ثَمَّ تتحول إلى اختراع أو ابتكار يقدم الرَّاحة والسَّعادة للبشرية جمعاء، وما من شك في أنَّ الموهوبين يختصرون الأزمنة والمسافات، ويُوفِّرون الجهود من خلال الاستنتاجات العلميَّة والابتكارات، التي تتوصل إليها عقولهم المبدعة.
 

يقول نيوتن: "إذا كنتُ قد استطعتُ أنْ أرى أبعدَ من غيري، فلأنني وقفتُ على أكتافِ عددٍ كبير من العمالقة".
 

ويقول هاورد جاردنر: "المعلمُ الناجحُ ذو الخبرةِ والتدريب الجيِّد لا يزال أفضلَ من الوسائلِ التكنولوجيَّة الأكثر تقدمًا، وإنَّ أعظم الأجهزةِ والبرامجِ لا تزال قليلةَ النَّفعِ في غيابِ المنهجِ وعلمِ أصولِ التدريس والتقييم المناسب.
 

وفي الختام، أتمنَّى من المعلمين بذلَ قصارى جهودهم، في سبيل رعاية الطلاب الموهوبين، الذين يُمثلون ثروة غالية في رصيد المجتمع والأمة.
 

المراجع:
1- كتاب المناهج المعاصرة. د. الدمرداش سرحان.
 

2- كتاب الموهبة والإبداع والتفوق، د. فتحي جروان، رئيس المجلس العربي للموهوبين.
 

3- صقل المواهب، جاكلين سوندرز وباميلا إيسلاند.
 

4- الموهبة والتفوق، خليل المعايطة، ومحمد البواليز.
 

5- سيكيولوجية الأطفال الموهوبين: خصائصهم، مشكلاتهم، أساليب رعايتهم، وفيق صفوت.
 

6- الموهوبون، ريمي شوفان.
 

• إرشاد الأطفال الموهوبين، محمد قطناني، سعد موسى المعادات.
 

• موسوعة روائع الحكم والأمثال العالمية، د. روحي البعلبكي.
 

• كتاب أفضل النصائح للمعلمين، تشارلز ماكجوير.
 

• صحيح البخاري.
 

• أدب الأطفال من منظور إسلامي، د. نجاح الظهار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:23 am

دور المدرسة في رعاية الطفل الموهوب

The School role in Patronage of gifted children

 
المدرسة هي البيئة الثانية بعد الأسرة التي يقضي فيها الطفل معظم أوقات يومه، ومن هنا يتضح لنا أهمية دور المدرسة في تقديم الرعاية للطفل الموهوب، المدرسة تتعهد القالب الذي صاغه المنزل لشخصية الطفل بالتهذيب والتعديل بما تهيِّئه له من نواحي النشاط اللازمة لمرحلة النمو التي يكون فيها الطفل، وإن كل ما يجري في الفصل المدرسي وفي كل موقف تعليمي يؤثِّر على الطفل؛ فالتربية عملية ديناميكية، كما لا يقاس الفرد بعدد السنوات التي قضاها في المدرسة، ولا بمجموع ما حصل عليه من موادَّ دراسية؛ وإنما يقاس بقدرته على النمو العقلي والشخصي المستمر.
 
والدراسة عامة في جميع المراحل من مرحلة الحضانة حتى مرحلة الجامعة تعتبر المفرخ والمُظهر والمُطور والمنمي للإبداع بالمدرسة، وما بها من معامل، وأفنية، ومكتبات، وأوجه نشاط مختلفة، ومناهج وطرق تدريس - كل ذلك يعتبر المصدر والمكان الطبيعي لتطور الإبداع وإظهار مواهب الطلاب ورعايتها.
 
وتشمل رعاية المدرسة للطلاب الموهوبين النواحي التالية:
أ) اختصار سنوات الدراسة:
لكي يصبح العمل الدراسي مشوقًا للأطفال الموهوبين، وحافزًا لهم على بذل الجهد، تلجأ أحيانًا بعض المدارس إلى اختصار سنوات الدراسة؛ وذلك لأن الأطفال الموهوبين يضيقون بالعمل المدرسي العادي - الذي يناسب الأطفال العاديين الذين هم في مثل سنهم - وذلك لأن هذا العمل المدرسي العادي أقل من مستواهم العقلي، وأيضًا فإنه من الممكن أن تكون المواد الدراسية التي تعطَى في إحدى الفرق التالية لفرقتهم أكثر إثارة لميولهم وتحديًا لمواجهتهم، ولكن كثيرًا ما كان هذا الموضوع - وهو اختصار سنوات الدراسة للموهوبين - مثارًا لجدل ونقاش، فهناك مَن يرى أن انتزاع الطفل الموهوب من فرقته ووضعه مع مجموعة أخرى تفوقُه في النضج الجسمي والانفعال، قد يؤثر في الطفل تأثيرًا سلبيًّا، ولقد ثبت صحة هذا الرأي في بعض الحالات، رغم هذا إلا أن معظم المربين يعتقدون أن غالبية الأطفال الموهوبين لا يضارون نتيجة لنقلهم من فرقة دراسية إلى فرقة أخرى أكثر تقدُّمًا، وخاصة إذا كانوا يتمتعون بالاستقرار النفسي.
 
ب) الفصول الخاصة ومجموعات تنمية المواهب:
يعتقد بعض العلماء الذين أوصوا بفصول للأطفال الموهوبين أن هذا النمط من البرامج يتضمن أقصى نمو للطفل من الناحيتين الشخصية والثقافية، وتتيح الفرصة أيضًا لأنْ يكتسب الأطفال الموهوبون العاداتِ السليمةَ للعمل والتحصيل؛ وذلك لأن الدراسة في هذه الفصول تكون في مستوى يتحدى قدراتهم، وأيضًا فإن الدراسة مع زملاء متفوقين عقليًّا يقلل من التعرض للغرور، الناتج عن تفوقهم وتميزهم عن غيرهم من أقرانهم من الأطفال العاديين.
 
ج) توفير غذاء عقلي متكامل للأطفال الموهوبين في المدرسة:
حيث تقوم المدرسة بتوفير غذاء عقلي متكامل للأطفال الموهوبين، يتمثل هذا الغذاء العقلي في أنواع النشاط التعليمي والمواد الدراسية التي تناسبه وتستثيره وتستهويه وتقوم المدرسة بتوفير ذلك من خلال:
• الرحلات والزيارات.
• المشروعات والبحوث الخاصة.
• برامج القراءة الفردية.
• الحلقات الدراسية.
• النوادي الخاصة.
 
د) دور المدرس في رعاية الأطفال الموهوبين:
للمدرس أهمية كبيرة في الكشف عن المواهب، وتنميتها ورعايتها عند الأطفال؛ بفضل اتصاله بهم ودوره في توجيههم، كما أن عمل المدرس لا يقف على تنفيذ ما جاء في البرنامج الدراسي والمقررات الدراسية، لكنه يتعاون على جمع المصادر المادية والبشرية في المنزل والمدرسة والمجتمع، والتي يمكن الإفادة منها في سد الحاجات الخاصة والميول عند الموهوبين؛ فالمدرس يقوم بدور الموجه النفسي والمرشد الاجتماعي للأطفال الموهوبين؛ حيث يعمل على منع تراكم المضايقات والعوائق الموجودة في البيئة التي يعيش فيها هؤلاء الأطفال، وإيجاد مخرج لتوترهم النفسي، وكذلك العمل على تهيئة الجو لكي يكون ملائمًا ومشجعًا على نمو وإظهار مواهب الأطفال.
 
كما أن مدرِّس الأطفال الموهوبين يكون موضع حبهم وإحساسهم المستمر بالحاجة إليه، كما أنه يكون يقظًا وذكيًّا ويفهم تلاميذه ويكون إيجابيًّا في مواقفه مع كل طفل، ويقدر الأطفال الموهوبين، ويساعدهم على تحمل المسؤولية، وحسن التصرف، ويخلق لهم بيئة تعلم مثيرة ومُجْدِية؛ مما يساعد على إظهار وتنمية المواهب لدى الأطفال الموهوبين داخل المدرسة.
 
هـ) برامج تعليم الموهوبين داخل المدرسة:
إن المهمة الأساسية للمدرسة هي مساعدة جميع التلاميذ على الاستفادة مما لديهم من قدرات عقلية ومهارات ذهنية، وكذلك تعمل على مساعدة الموهوبين على وجه الخصوص على تطوير قدراتهم وإمكاناتهم ومواهبهم الخاصة، وعلى تنمية شخصياتهم بشكل متوازن ومتكافئ، وسواء كان التلاميذ من العاديين أومن المتأخرين دراسيًّا أومن الموهوبين، فإنهم جميعًا محتاجون إلى مناهج دراسية خاصة، وبرامج تعليمية مصممة بشكل يبعث على التحدي في نفوس الطلاب بشكل إيجابي دون أن يصل إلى حد الإحباط، وأن تسمح الأهداف التربوية والتعليمية لعقول التلاميذ بالاستمرار في القيام بنشاطاتها بصورة تسمح لها بالتوسع والامتداد خارج نطاق الحقائق العلمية الموجودة بين صفحات الكتب.
 
وتشمل برامج تعليم الموهوبين مجموعةً من المقومات الأساسية؛ منها الإثراء، والإسراع، وإتاحة الفرصة لإكساب الخبرات المتنوعة بالممارسة العملية.
 
و) الاتجاهات العالمية المعاصرة في تعليم الموهوبين:
1- الإثراء التعليمي:
والمقصود به زيادة الخبرات التعليمية المقدَّمة للطلاب الموهوبين بما يتناسب مع ميولهم وقدراتهم واستعداداتهم، ويستخدم مصطلح إثراء عند تحوير البرنامج الدراسي العادي ليقدم خبرات تعليمية تتناسب مع القدرات الخاصة للطلاب الموهوبين، وتكون أزيد من الخبرات المقدَّمة من خلال البرنامج الدراسي العادي.
 
الأساليب المختلفة للإثراء التعليمي:
يمكن تقديم الإثراء التعليمي بشكل مناسب، وهناك أربعة أساليب مساعدة يمكن عن طريقها تعديل أو تحوير المنهج العادي ليتناسب مع قدرات الموهوبين، هي: زيادة المنهج أو تعميق محتواه - إضافة منهج جديد يتعلق بموهبة الطالب - إثراء مرتبط بنوع الموهبة - (تدريب - ممارسة) - الإثراء عن طريق تنمية مهارات التفكير العليا - إجراء البحوث العلمية عن طريق الاتصال بشبكة الإنترنت والتدريب على استخدام معامل العلوم المطورة.
 
2- التسريع التعليمي:
والمقصود بالإسراع التعليمي تعديل نظام القبول في المدارس العادية، وكذلك إجراءات النقل في كل مرحلة دراسية؛ بحيث يستطيع الطلاب الموهوبون إنهاء دراستهم بمراحل التعليم المختلفة في سنوات أقل من أقرانهم العاديين.
 
وتتطلب تهيئة البنية التعليمية لتطبيق نظام الإسراع التعليمي ما يلي:
أ) مواءمة السياسة التعليمية؛ بحيث يسير الطالب في العملية التعليمية بمعدل يتناسب مع سرعته على التحصيل، كالالتحاق المبكر بأي مرحلة تعليمية (وتخطي الصفوف الدراسية)، والإسراع في تعلم مادة معينة.
 
ب) نظم تعليمية يمكن تطبيقها عندما يُظهِر الطالب تميزًا واضحًا يفوق كل التوقعات المنتظرة منه داخل صفه الدراسي الحالي.
 
ج) أساليب الالتحاق المبكر برياض الأطفال.
 
د) تخطي الصفوف الدراسية.
 
هـ) التقدم الفردي المستمر.
 
و) المناهج الصفية.
 
مبررات استخدام نظام التسريع:
هناك عدة مبررات لاستخدام نظام الإسراع التعليمي، هي:
• أن هؤلاء الطلاب يفوقون زملاءهم العاديين في معدل اكتسابهم المعلومات؛ حيث إن قدراتهم المعرفية تختلف عن العاديين.
 
• أن تعديل سرعة تعليمهم يلبي كثيرًا من احتياجاتهم التعليمية، وتدفع عنهم الإحساس بالملل والسأم.
 
• أن محتوى المناهج في جميع المراحل التعليمية يعتبر مناسبًا بشكل عام لقدراتهم، إلا أنهم ممنوعون من اجتيازها بسبب عوائق الارتباط بين الصف الدراسي والمرحلة العمرية للطالب.
 
المميزات:
• يؤدي إلى اختصار سنوات دراسة التلاميذ الفائقين.
• تتيح للتلميذ الفائق فرصة الانخراط في مجال العمل والإنتاج في سن مبكرة.
• تزويد الفائقين بخبرات تربوية وتعليمية تتحدى قدراتهم العقلية.
• يجنبهم الشعور بالملل الذي يفرضه نظام الدراسة العادي.
• خفض التكاليف الكلية للتعليم.
• زيادة دافعية الطالب الفائق وفاعليته للإنجاز والتحليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:25 am


مفاهيم أساسية في التعامل مع الطفل الموهوب



مفهوم الموهبة Giftedness concept



 

هناك الكثير من المفاهيم التي تتداخل مع مفهوم الموهبة، لدرجة أن بعض الدراسات والبحوث تراها مرادفًا لهذا المفهوم؛ حيث إن بعض الدراسات ذهبت إلى أن الموهبة لا توجد إلا لدى أناس لديهم قدرات وإنجازات تفُوق الآخَرين، وأنهم يتمتعون بمعدل ذكاء متفوق وسابق لعمرهم، قد يصل إلى (120 I Q) فأكثر.

 

وقد أكَّد على ذلك أيضًا عبدالرحمن العيسوي؛ حيث ذهب إلى أن الأطفال الذين يحصلون على نسبة ذكاء (120 أو 125) وما فوقها، يطلق عليهم أصحاب الذكاء العالي أو المرتفع، ويمثل هؤلاء الأطفال نسبة (5 - 10%) من مجموعة أطفال سن العشرات، أما الأطفال الذي تصل نسبة ذكائهم من (135 - 140)، فيشار إليهم بأنهم أطفال موهوبون Gifted، ويمثِّل هؤلاء الأطفال نسبة من (1 - 3) من مجموع أبناء المجتمع.

 

ويبدو ذلك واضحًا في الأطفال الموهوبين؛ حيث إن هناك مظاهر مختلفة متعلقة بالموهبة؛ مثل الذكاء المرتفع، والقدرة على الإبداع، وأن الموهبة تقاس باختبارات الذكاء، وأن الموهوب هو مَن يحصل على أعلى الدرجات في اختبارات الذكاء.

 

وأظهر الاستقصاءُ الذائع الصيت الذي أجراه تيرمان 1925 Terman ومعاونوه؛ حيث قاموا بمتابعة أفراد موهوبين مدة أربعين عامًا (857 ذكرًا) (671 أنثى) - أن حاصل ذكاء هؤلاء (150) فما فوق، وهذا يؤكِّد على الاتجاه الذي كان يعتبر نسبة الذكاء هي المحك الأساسي للتُعرُّف على الموهوبين، وفي الوقت نفسه توجد بعض الدراسات التي ترى أن نِسَب الذكاء ليست محكًّا للموهبة، وليست مؤشرات تنبُّوئية جيِّدة خاصة بالأداء الإبداعي، ورغم ذلك فإن هذه الدراسات خلطت بين مفهوم الموهبة والعبقرية، واستخدمتهما بمعنى ومرادف واحد؛ فيرى "فاهر عاقل" أن العبقري هو الطفل المتميز بالذكاء المبدع من بين الموهوبين، وهذا يعني أن كل عبقري موهوب.

 

بينما حاول يوسف أسعد 1985م، أن يفرِّق بين الموهبة والعبقرية؛ حيث يرى أن الموهبة تشير إلى الاستعداد الفطري الذي يُعِين على القيام بنوع معيَّن من العمل، وهو ما يتطلب اكتساب المهارة، أما العبقرية، فإنها أكثر من ذلك حيث تتضمَّن الأصالة، والقدرة على الإبداع، والقدرة على التفكير، والعمل في مجالات لم يسبق لأحدٍ سَبْر أغوارها.

 

ولا يقتصر تداخلُ مفهوم الموهبة مع مفهومَي الذكاء والعبقرية فحسب، بل يتداخل مع مفاهيم أخرى؛ مثل: الإبداع، والابتكار، والتفوق العقلي؛ لذلك قبل عرض مفهوم الموهبة سوف نعرض لكلٍّ من هذه المفاهيم على حدةٍ؛ حتى نستطيع أن نحدِّد الفروق والاختلافات فيما بينها؛ لنصل إلى مفهوم واضح ومحدد للموهبة، وهذه المفاهيم؛ هي:

أ) مفهوم العبقرية Genius Concept:

العبقرية في اللغة كما يعرفها مختار الصحاح هي:

عبقرية: من عَبْقَر بوزن العنبر، وهو موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن، ثم نَسَبوا إليه كلَّ شيء تعجبوا من حذقه أو جودة صنعته وقوته، فقالوا: (عبقري).

 

بينما يشير قاموس (أكسفورد) إلى مفهوم العبقرية على أنه:

قدرة عظيمة وغير عادية في التفكير والتخيل.

 

وتُعرف العبقرية على أنها مصطلح يستخدم فقط للدلالة على الإنتاج الفذ المتميز، سواء في مجال العلم أو الفن أو التكنولوجيا.

 

في حين يشير ألبرت "R.S Albert" إلى أن العبقرية هي:

أن يقوم شخص بالإنتاج عبر مدى طويل من الزمن لعدد كبير من الأعمال، التي يكون لها تأثيرُها الواضح والكبير على الآخَرين لسنوات عديدة.

 

كما تُعرّف العبقرية على أنها:

مدى للقدرة العقلية، سواء العامة أو فيما يتصل بالاستطلاعات الخاصة من النوع الإبداعي، وهو مصطلح عريض يُشير إما إلى درجة مرتفعة بشكل غير عادي من الذكاء العام، أو إلى موهبة خاصة بدرجة غير عادية.

 

وتُعرّف أيضًا على أنها:

القدرة على الأصالة والإبداع؛ مما يؤدي إلى إنتاج أشياءَ جديدةٍ لم يسبق التعرُّفُ عليها من قبل في أي مكان في العالم.

 

وتعرف العبقرية على أنها:

قوة فكرية فطرية من نمط رفيع، كالتي تعزى إلى من يُعتبَرون أعظم المشتغلين في أي فرع من فروع الفن أو التأمل أو التطبيق، فهي طاقة فطرية، وغير عادية، وذات علاقة بالإبداع التخيلي، وتختلف عن الموهبة.

 

واستخدم تيرمان وهولنجورث اصطلاح العبقرية للدلالة على الأطفال الذين يملكون ذكاءً مرتفعًا، حيث اعتبر تيرمان كل تلميذ من أفراد العينة التي قام على دراستها ومتابعتها حوالي 35 عامًا، حصل على + 140 نقطة ذكاء في اختبار ستانفورد بينيه - في عِدَاد العباقرة.


ب) مفهوم الإبداع Creativity concept:

• يُعرَّفُ الإبداع في المعجم الوسيط على أنه: "إبداع؛ أي: أبدع الشيء واستخرجه واستخلصه، وعند الفلاسفة: إيجاد الشيء من عدم، فهو أخص من الخلق".

 

كما يشير المورد الوسيط إلى كلمة Creativity إلى أنها تعني مبدعًا، أو إبداعيًّا، أو فائقًا.

 

• ويستخدم مفهوم الإبداع ليشيرَ إلى العمليات العقلية والمزاجية والدافعية التي تؤدِّي إلى الحلول والأفكار والتصورات والأشكال الفنية، والنظريات التي تكون فريدة وجديدة.

 

• كما يُعرِّف جليفورد 1900 Guilford الإبداعَ على أنه: "تلك القدرات التي تميِّز طائفة من الناس، هم الأشخاص المبدعون، وهي تفكير في نسق مفتوح، يتميز الإنتاج فيه بخاصية فريدة هي تنوُّعُ الإجابات المنتجة، والتي تحددها المعلومات المعطاة".

 

• بينما يرى فوكس Fox الإبداعَ على أنه قدرة عامة لدى الأشخاص الأسوياء، ولا يقتصر على المجالات العلمية أو الفنية فقط.

 

• ويرى هافل hafel أن الإبداع هو: "عملية ينتج عنها عمل جديد تَرضَى عنه الجماعة، أو تتقبَّله على أنه مفيد".

 

• في حين يشير فروم from إلى الإبداع على أنه: "هو إنتاج شيء جديد".

 

• ويرى كارل روجرز rogerz أنه: "ظهور إنتاج جديد في العمل؛ نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة".

 

• كما يعرَّف الإبداعُ أيضًا على أنه: "إنتاج الجديد النادر المختلف المفيد فكرًا أو عملاً، وهو بذلك يعتمد على الإنجاز الملموس".

 

• ويعرَّف الإبداع على أنه: "هو القدرة على ابتكار حلول جديدة لمشكلة ما، وتتمثل في ثلاثة مواقف:
• التفسير: (سبب كشف العلة).

 

• التنبؤ: (استباق حادث لم يقع بعد).

 

• الابتكار: (يعتمد على موهبة الشخص أكثرَ من اعتماده على ما يقدمه الموقف).

 

• فالإبداع إذًا: "هو التخلص من السياق العادي للتفكير، واتباع خطٍّ جديد من التفكير"، أو "الإتيان بالشيء الجديد النادر المختلف والمفيد للبشرية".

 

ومن صفات التفكير الإبداعي ما يلي:

1- توالدي: يهتم بكل الطرق، ويبحث عن طرق جديدة للحل، ويهتم بجميع الأنماط، بل ويعمل على توليد أنماط بديلة.

 

2- يستخدم كل الوسائل الممكنة، ولا يتبع اتجاهًا معينًا، بل يسير التفكير من أجل خَلْق اتجاهات مختلفة، ولا يقوم بعملٍ ما دون هدف أو اتجاه، بل للبحث عن الهدف.

 

3- استثاري: ينتج أفكارًا لم تكن في الحسبان، ويعمل على إعادة تشكيل الأنماط.

 

4- وثَّاب: حيث يقفز التفكير إلى خطوة جديدة، ولا تعتمد على الخطوات السابقة بشكل مباشر، أو عن طريق خطوة ثالثة.

 

5- لا يجب أن تكون صحيحًا في كل خطوة من خطوات التفكير، طالما ستصل إلى نتيجة صحيحة.

 

6- لا يستخدم النفي؛ حيث من المفيد السَّير في المنطقة غير الصحيحة؛ حتى نصل إلى موقف مختلف نستطيع منه رؤية الصواب.

 

7- ليست المجموعات ثابتة، فقد تتَّسع لتشمل عناصر أكثر، وتوضع جميع الأشياء في الحسبان، ويعتبر المجموعات مؤشرات تساعد على تحرك التفكير.

 

8- يكتشف الطرق الأقل ترجيحًا.

 

9- عملية احتمالية: يزيد من فرصِ إعادة تركيب الأنماط، ولا يقدِّم وعودًا بالحل، ولكنه يضاعف من فرص التوصل إلى الحلول المُثْلَى.

 

10- يعمل على تغيير الأنماط بواسطة تنظيم الأشياء بطريقة مختلفة، ويقوم بتكسير الأنماط القديمة من أجل تكوين أنماط جديدة.

 

تعلم التفكير الإبداعي:

يتم التفكير الإبداعي عن طريق التالي:

أولاً: طرح مشكلةٍ ما؛ مثل: مشكلة رياضية، أو اجتماعية، أو اقتصادية.

 

ثانيًا: بعد ذلك يتم طرح الحلول والافتراضات، وطرح سلبيات الحلول والبدائل.

 

ما سبق طرحه يعتبر نشاطًا ذهنيًّا يمثِّل التفكير الإبداعي.

 

تعريف التفكير الإبداعي:

"هو نشاط عقلي هادف، يؤدي إلى أفكار جديدة، ويعبِّر عن حلول لمشكلةٍ؛ رغبةً في البحث عن حل منشود، والتوصل إلى نتائجَ لم تكن معروفة".

 

مميزات (مهارات) التفكير الإبداعي، يتمتع التفكير المبدع بالمميزات التالية:

1- الطلاقة: تعني توليد حلول جديدة، والتوصل إلى البدائل، وتذكر معلومات سابقة.

 

أنواع الطلاقة:





طلاقة الأشكال
الطلاقة الفكرية
الطلاقة اللفظية
القدرة على الرسم الهندسي السريع لشكل معين
القدرة على إنتاج عدة أفكار مرتبطة بموقف معين
القدرة على إنتاج عدَّة ألفاظ تبدأ مثلاً بحرف (س)


 

2- المرونة:

• توليد أفكار غير متوقعة.

• عن طريق: الشرح، وإبداء الرأي، وتقديم الحلول، والقدرة على التغيير.

 

أشكال المرونة:

‌أ) المرونة التلقائية:

• الانتقال من فكرة إلى أخرى بسرعة وسهولة.

 

‌ب) المرونة التكيفية:

• سلوك ناجح عن طريق التغيير لمواجهة مشكلة.

 

3- الأصالة:

• أفكار متفردة بها طرافة وغير مباشرة.

 

4- استكشاف المشكلات:

• ملاحظة المشكلة وما فيها من ضعف.

• ملاحظة الأشياء غير العادية.

 

تنمية التفكير الإبداعي:

1. عن طريق الإبداعات والاكتشافات في مختلف جوانب الحياة من علوم وفنون وآداب.

2. عن طريق استغلال العقل البشري.

3. عن طريق العصف الذهني، الذي يعني استخدام الدماغ (العقل) في التصدي للمشكلة.

 

مبدآ العصف الذهني:

المبدأ الأول: تأجيل إصدار الحكم أثناء المرحلة الأولى.

المبدأ الثاني: الكم يولِّد الكيف.

 

القواعد الأربع للعصف الذهني:

1- تقبُّل أفكار الآخرين، مهما كانت ضعيفة (المبدأ الأول).

2- تشجيع الآخرين على تقديم الأفكار الجديدة والغريبة (غير المنطقية).

3- التركيز على الكم من الأفكار (المبدأ الثاني).

4- البناء على أفكار الآخرين، مع الجمع بين فكرتين وكذلك التعديل.

 

مراحل العصف الذهني الأربع:

1- مرحلة صياغة المشكلة: طرح المشكلة وتجميع الحقائق والبيانات.

 

2- مرحلة بلورة المشكلة: إعادة صياغة المشكلة عن طريق سؤال.

 

3- مرحلة العصف الذهني: توليد الأفكار وفيض من الأفكار في جو من الحرية.

 

4- مرحلة تقييم الأفكار:

انتقال المفيد والنافع من الأفكار لتنفيذه وَفقًا لعدة معايير؛ مثل: الأصالة، والحداثة، والمنفعة، والأفكار المنطقية.

 

أوجه الاتفاق (الشبه) وأوجه الاختلاف بين مهارات التفكير الناقد، ومهارات التفكير الإبداعي:

أولاً: أوجه الشبه:

• التفكير الإبداعي يمر بمراحل التفكير الناقد.

• التفكير الإبداعي يتضمن تقييمًا للجودة (نفس عنصر التفكير الناقد).

• التفكير الإبداعي يمر بنفس القواعد المنطقية للتفكير الناقد.

 

ثانيًا: أوجه الاختلاف:

التفكير الإبداعي
• تفكير متشعب (عدة إجابات وبدائل).
 يتصف بالأصالة.
 يخترق غالبًا القواعدَ.
• لا يمكن التنبؤ بنتائجه؛ لأنه لا يتحدد بالقواعد المنطقية.
التفكير الناقد
 تفكير متقارب (إجابة واحدة).
 تقييم صدق أمور موجودة.
 عدم تغيير المبادئ الموجودة.
 يمكن التنبؤ بنتائجه؛لأنه يتحدد بالقواعد المنطقية.




 

ج) مفهوم الابتكار Innovation concept:

الابتكار في اللغة من ابتكر الشيء؛ أي: ابتدعه غيرَ مسبوقٍ إليه.

 

كما يشير قاموس أكسفورد إلى الابتكار على أنه القيام بعمل تغييرات عظيمة بواسطة الأفكار الجديدة.

 

ويعرف الابتكار على أنه القدرة على التفكير في شيء جديد، وبطرق غير معتادة ومألوفة، والتوصل إلى حلول متفردة للمشكلات أو حلول غير مسبوقة.

 

ويعرف على أنه القدرة على التغيير الفني الحر، الذي يؤدي إلى خلق أشياء جديدة.

 

كما يعرف الابتكار على أنه القدرة على رؤية علاقات جديدة، والقدرة على إنتاج أفكار غير معتادة؛ للبعد عن الشكل التقليدي في التفكير.

 

ء) مفهوم التفوق العقلي Mental Superiority concept:

التفوق العقلي يعني في اللغة: تفوق: تفوق على قومه، فَاقَهم وترفع عليهم، والفائق هو الجيد في كل شيء.

 

عقلي: ما يقابل الغريزة التي لا اختيار لها، وما يكون به التفكير والاستدلال وتركيب التصورات.

 

وفي المورد الوسيط يعرف المتفوق Intellectual على أنه شخص مفكر، أو ذو الذكاء المتقد أو المتفوق عقليًّا.

 

ويشير مصطلح المتفوق العقلي إلى أولئك الذين وصلوا في أدائهم إلى مستوى أعلى من العاديين في مجالٍ من المجالات التي تعبِّر عن المستوى العقلي الوظيفي للفرد، شريطةَ أن يكون ذلك المجال موضع تقدير الجماعة.

 

كما يعرِّفه عبد السلام عبدالغفار 1975 بأن الطفل المتفوِّق هو الطفل الذي لديه من الاستعدادات العقلية ما يمكِّنه في مستقبل حياته من الوصول إلى مستويات أداء مرتفعة في مجال معين من المجالات التي تقدرها الجماعة، إذا توافرت للطفل ظروف مناسبة.

 

كما يُشير جانييه 1985م إلى التفوق العقلي على أنه يرتبط بالقدرات التي تنمو بشكل مقصود ومنظم، أو المهارات التي تكون خبرة في مجال من مجالات النشاط الإنساني، والمتفوق هو الفرد الذي يتمتع بأداء فوق متوسط في مجال أو أكثر من مجالات النشاط الإنساني.

 

كما يشير إلى التفوق العقلي بأنه التحصيل العالي، والإنجاز المدرسي المرتفع.

 

فالتحصيل الجيد قد يعدُّ مؤشرًا على الذكاء، ويعرَّف المتفوق تحصيليًّا بأنه الطالب الذي يرتفع في إنجازه أو تحصيله الدراسي، بمقدار ملحوظ فوق الأكثرية أو المتوسطين من أقرانه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:26 am

مفاهيم أساسية في التعامل مع الطفل الموهوب

مفهوم أساليب المعاملة الوالدية

parental Treatment methods concept



قد يخلطُ الكثيرُ بين المفاهيم والمعلومات، وتوضيحًا لهذا الأمر، فإن المعلومات هي جمع معلومة، والمعلومة مأخوذة من العلم؛ أي: إدراك الشيء على ما هو عليه، بغضِّ النظر عن موضوع ذلك الشيء، وبغضِّ النظر عن استفادتك من تلك المعلومة أو تأثُّرك بها، فكم هي كثيرة تلك المعلومات التي لا نستفيد منها ولا نتأثر بها.
 
أما المفاهيم، فهي معاني الأفكار، لا معاني الألفاظ، فالارتباط بين الألفاظ ومعاني الأفكار هو أن الألفاظ جاءت لإيصال تلك المعاني، والكلام كما نعرفُه هو ألفاظ تدلُّ على معنى، قد يكون لهذا المعنى وجود واقعي، أو تصوري لا واقعي، فإذا كان لذلك المعنى الذي تضمَّنته الألفاظ واقعٌ يقع عليه الحس، أو يتصوره الذهن ويصدِّقه كشيء محسوس، فإنه يكون مفهومًا عند مَن يحسُّه ويتصوَّره، ولا يكون مفهومًا عند مَن لا يحسه ولا يتصوَّره، فعلى المتلقي أن يفهم معاني الجمل التي يريد المتكلم إيصالها إليه، وأن يُدرِك في نفس الوقت واقعَ هذه المعاني في ذهنه إدراكًا يشخص له هذا الواقع، فتصبح تلك المعاني في هذه الحالة مفاهيمَ، فالمفاهيم هي المعاني التي أدركنا لها واقعًا في أذهاننا، سواء كان ذلك الواقع محسوسًا أو مسلَّمًا به، وما عدا ذلك من معاني الألفاظ والجُمَل لا يسمَّى مفهومًا، بل مجرد معلومات، فالمفاهيم تتكون من ربط الواقع بالمعلومات، أو من ربط المعلومات بالواقع.
 
وتتضمَّن هذا السلسلة مجموعة من المفاهيم الأساسية التي يجب على الأب والأم أن يلمَّا بها إلمامًا كاملاً؛ حتى يستطيعا أن يتعاملا مع طفلهما الموهوب، وهذه المفاهيم؛ هي:
مفهوم أساليب المعاملة الوالدية parental Treatment methods concept:
أساليب المعاملة الوالدية؛ هي: كل سلوك يَصدُر عن الأم أو الأب، أو كليهما، ويؤثِّر على الطفل ونمو شخصيته، سواء قصدَا بهذا السلوكِ التوجيهَ والتربية أم لا، وتتحدَّد في الأساليب التالية: (الرفض - القسوة - الحماية الزائدة - التذبذب - التحكُّم - الإهمال - التَّفرِقة في المعاملة - إثارة القلق - الشعور بالذنب).
 
كما تُعرف على أنها: "استمرارية أسلوب معيَّن، أو مجموعة من الأساليب المتَّبَعة في تنشئة الطفل وتربيته، ويكون لها أثرها في تشكيل شخصيته، وهي تنقسم إلى نوعين، هما: أساليب سوية، وتشمل (الديمقراطية وتحقيق الأمن النفسي للطفل)، وأساليبُ غير سوية، وتشمل (الحماية الزائدة - التسلط - الإهمال).
 
كما يُشير مفهوم أساليب المعاملة الوالدية إلى أنه: "تلك الأساليب العديدة التي يأخذُها الآباء في اعتبارهم للعمل على تنمية السلوكيات الاجتماعية الإيجابية لأبنائهم".
 
كما تُعرف على أنها: "كل ما يراه الآباء ويتمسَّكون به من أساليب في معاملة الأطفال في مواقف حياتهم المختلفة".
 
وتحدد أساليب المعاملة الوالدية في:
الإجراءات والأساليب التي يتبعها الوالدان في تطبيع وتنشئة أبنائهما اجتماعيًّا؛ أي: تحويلهم من مجرد كائنات بيولوجية إلى كائنات اجتماعية، وما يعتنقانه من اتجاهات توجِّه سلوكَهم في هذا المجال.
 
بينما ركَّزت "ديانا بومريند" Dianna Baumrind على أنواع وأنماط لأساليب المعاملة الوالدية، وعرضت أربعة أساليب، هي: (الأسلوب الرسمي الديمقراطي - الأسلوب الفاشستي المتسلط والمتجبر - الأسلوب الاختياري الحر - أسلوب الرفض)، وفي المقابل قامت بعرض ثلاثة أساليب سلوكية للأطفال؛ هي [(ودود، فعَّال) - (منازع، سريع الغضب) - (مندفع، عدواني)]، وهذه الأساليب السلوكية للأطفال مرتبطة بأساليب المعاملة الوالدية السابق ذكرها.
 
وأساليب المعاملة الوالدية هي:
"الأسلوب الذي يتبعه الآباء لإكساب الأبناء أنواعَ السلوك المختلفة، والقيم والعادات والتقاليد".
 
كما يعرفها محمد يسري على أنها:
"مفهوم للتربية الأسرية، وتمثِّل الجهد التربوي عن طريق الأسرة، بقصد تغيير وتنمية اتجاهات وقيم جديدة للفرد؛ لجعله أكثر قدرة على فهم طبيعة الحياة داخل الأسرة".
 
وتُعرف كذلك على أنها:
"الاتجاهات والقيم التي تَسُود المجتمع، وتترجمها الأسرة إلى أساليب عملية لتنشئة أطفالها النشأة الاجتماعية".
 
بينما تشير فاطمة الكتاني إلى أنها:
"الممارسات الوالدية، وارتباطها بأي مظهر من مظاهر الشخصية، سواء النفسية أو الاجتماعية، وأن هناك اتجاهًا والديًّا يؤدِّي إلى النمو في اتجاه إيجابي، واعتُبر سويًّا، وأن هناك مجموعة من الأساليب الوالدية تؤدِّي إلى النمو في اتجاه سلبي، واعتُبرت غير سوية".
 
ويعرف ميشيل أرجايل أساليب المعاملة الوالدية على أنها:
"تلك الأساليب التي يُسَاهِم بها الوالدان في تنشئة أبنائهم، وهي أساليب متعددة؛ مثل: العلاقات المبكرة بالأم، أساليب التغذية المبكرة، التدريب على الإخراج، الدفء والتقبل، التزمُّت مقابل التساهل".
 
ويقصد الكاتب بمفهوم أساليب المعاملة الوالدية إجرائيًّا أنه:
تلك الإجراءات والممارسات التي يتبعُها الوالدان في تطبيع وإكساب أبنائهم أنواعَ السلوك المختلفة، من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، وتكون هذه الإجراءات والممارسات الوالدية ذات طبيعة خاصة، عندما يقوم بها الوالدان في تعاملهم مع طفلهما الموهوب.
 
ويمكن التُعرُّف على أساليب المعاملة الوالدية من خلال مقياسين من تصميم الكاتب:
الأول: يتم من خلاله التُعرُّف على أساليب المعاملة الوالدية، كما يدركها الوالدان (آباءً وأمهات)، ويتم تطبيقهما على الطفل الموهوب، وعلى والده ووالدته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Empty
مُساهمةموضوع: رد: الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع   الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع Emptyالجمعة 27 سبتمبر 2019, 4:29 am

طرق الكشف عن الأطفال الموهوبين

Methods of examining gifted children

 
إن اكتشاف الموهوبين والتعرُّف عليهم من الأمور الصعبة، ولكنها ليست مستحيلة، ولقد توصَّل العلماء إلى العديد من الطرق والأساليب التي تساعد على اكتشاف الموهوبين والتعرف عليهم، فقد استخدم كل من (ديهان وهافجهرست 1960) مجموعة من المؤشرات تساعد في التعرف على الموهوبين واكتشافهم، هذه المؤشرات هي:
• مستوى مرتفع في التحصيل الأكاديمي.
• مستوى مرتفع للاستعداد العلمي.
• موهبة ممتازة في الفن أو إحدى الحِرَف.
• استعداد مرتفع في القيادة الجماعية.
• مستوى مرتفع في المهارات الميكانيكية.
 
بينما ناقش (لاكيتو Lacito) الموهوبين ضمن تحديدات مختلفة؛ هي:
أ - تحديد اختبارات الذكاء The iQ definition:
لتحديد الموهبة يرى (تيرمان terman) في دراسته الشهيرة أن درجة الذكاء (140) على اختبارات الذكاء في الحد الأدنى للطفل الموهوب.
 
[size=18]ب - التحديد الاجتماعي The social definition:[/size]
وهذا التحديد يشير إلى أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الذين لهم أداء ذو فاعلية وانسجام يتمشَّى مع النشاط الإنساني ويسترعى الانتباه.
 
[size=18]ج - تحديد النسبة المئوية Percentage definition:[/size]
حيث يرى بعض المربين أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الذين يحتلون نسبة من 2: 4% من مستوى الذكاء بين الأطفال الآخرين.
 
[size=18]د - تحديد الإبداع Creativity definition:[/size]
حيث يرى (لاكيتو Lacito) من خلال هذا التحديد أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الأفراد الذين يمتلكون قُوَى ذهنية كاملة في مستوى تفكير عالٍ، بنوعية (تفكير منتج - تفكير مقيم) في آنٍ واحد، ويمكن أن يفترضوا شكلاً معقولاً، وأن بإمكانهم أن يعالجوا مشاكل المستقبل، ومبتكرون ومقيِّمون للثقافة، ويفون بالغرض.
 
ويرى ([size=18]جوديث وآخرون Judith and et al 1993) أنه يمكن التعرف على الأطفال الموهوبين من خلال منتجاتهم المطولة؛ مثل كتب كتبوها، أو تصميمات قاموا بتركيبها، كما يمكن التعرف عليهم عن طريق الابتكارية، أو اختبارات الذكاء ويعتبر من أكثرها استخدامًا اختبار (ستانفورد بينيه) مقياس (وكسلر) لقياس ذكاء الأطفال، وكذلك مقياس الابتكارية (تورانس)، وهو مقياس للتفكير الإبداعي في الحركة والنشاط، وأيضًا بطارية (والش وكوجان) للإبداع.[/size]
 
غير أن ([size=18]جون راد فورد John Radford 1990) يعتقد أن الاختبارات التي تقيس الذكاء والابتكار والتفكير المثمر، لا يمكن أن تحقق الصدق والثبات؛ حيث إن هذه الاختبارات أعطت نتائج أقل ثباتًا، حتى إنها كانت أقل وضوحًا عند قياسها، ومن ناحية أخرى، فإن دراسات عديدة قد أوضحت أن هذه الاختبارات لا تحقِّق الهدف منها، وتكون غير مترابطة عند قياس تحصيل الموهوبين، فعلى سبيل المثال، فإن (والبرج Walberg 1971) قد أثبت فعليًّا عدم وجود علاقة بين IQ (ناتج نسبة الذكاء)، وبين التحصيل خارج المدرسة في مجالات الابتكار المختلفة؛ مثل: القراءة، والعلوم، والموسيقا، والأدب، والدراما، وقيادة الجماعة، هذا ما أكد عليه أيضًا (والش Wallach 1985)، الذي ذكر أيضًا (مستشهدًا بمجموعة من المتخلفين) أنه لا علاقة بين اختبار القدرة على التفكير الابتكاري والإبداع، وبين التحصيل في الحياة الواقعية.[/size]
 
وهذا ما دفع العديد من العلماء والخبراء المهتمين بالموهوبين ودراستهم، إلى التأكيد على ضرورة أن يتم استخدام العديد من هذه الاختبارات (اختبارات الذكاء ومقاييس الإبداع والابتكار) جنبًا إلى جنب، مع الملاحظة، وذلك للتعرف على الأطفال الموهوبين واكتشافهم.
 
وفي ضوء التعريف الذي أخذت به هذه الدراسة لمفهوم الطفل الموهوب، يمكن القول بأن أبعاد عملية قياس الطفل الموهوب والتعرف عليه واكتشافه، يتضمن الجوانب التالية:
أ) مقاييس القدرة العقلية Mental ability inventories:
حيث تعتبر مقاييس القدرة العقلية العامة والمعرفة؛ مثل: (مقياس سانفورد بينيه، أو مقياس وكسلر) من المقاييس المناسبة، وتبدو قيمتها في تحديد موقع المفحوص على منحنى التوزيع الطبيعي للقدرة العقلية، ويعتبر الطفل موهوبًا إذا زادت نسبة ذكائه عن انحرافَين معياريَين فوق المتوسط.
 
ب) مقاييس التحصيل الدراسي Learning achievement inventories:
وهي المقاييس المدرسية المقننة لتقدير درجة التحصيل الأكاديمي للمفحوص، ويعتبر المفحوص متفوقًا من الناحية الأكاديمية إذا زادت نسبة تحصيله الأكاديمي عن 60%.
 
ج) مقاييس الإبداع Creativity inventories:
حيث تعتبر مقاييس الإبداع، أو التفكير الابتكاري، أو المواهب الخاصة من المقاييس المناسبة في تحديد القدرة الإبداعية لدى المفحوص، ويعتبر مقياس (تورانس) للتفكير الإبداعي - والذي يتكوَّن من صورتين (الصورة اللفظية، والصورة الشكلية) - من المقاييس المعروفة في هذا الصدد، وكذلك مقياس (تورانس وجليفورد) للتفكير الابتكاري - والذي يتضمن الطلاقة والأصالة والمرونة - من أكثر المقاييس شيوعًا في هذا المجال.
 
د) مقاييس السمات الشخصية والعقلية Inventories of mental and personal characteristics:
وذلك مثل قوة الدافعية والمثابرة والالتزام بأداء المهمات، ومن أساليب الكشف عن الأطفال الموهوبين الطرق الثلاث التالية:
1- الاختبارات الفردية للذكاء Individual tests of intelligence:
نسبة الذكاء لها فاعلية محدودة عند التعرف على الموهوبين، إلا أنه مع ذلك يظل الذكاء الذي يمكن قياسه ركنًا هامًّا من أركان تعريف الأطفال الموهوبين وتصنيفهم، لذلك فإن استخدام أحد اختبارات الذكاء الفردية كجزء من مدخل شامل للقياس والتقدير، يمكن أن يسهل عملية التعرف على القدرات الخاصة للأطفال.
 
2- القياس الجمعي Group Assessment:
يعتبر القياس الجمعي نوعًا من التقييم يتضمن تحديدًا لمستوى النضج العقلي (نسبة الذكاء)، ومستوى الأداء التحصيلي على التوالي، وهو مُفِيد عندما يستخدم كوسيلة للدراسة للدراسات ذات الطبيعة المسحية؛ حيث إنه في مثل هذه الحالة، فإن الأطفال الذين يحصلون على نِسَب ذكاء تقع فيما بين درجتي (115، 120) في اختبار جمعي للقدرة العقلية، يمكن إحالتهم لقياس ذكائهم على أساس فردي؛ حيث أكدت مجموعة من الدراسات أن مثل هؤلاء الأطفال يحصلون على درجة ذكاء (130) عندما يطبق عليهم اختبارات (ستانفورد بينيه - وكسلر)، كما أنهم يقتربون من مستويات الصفوف الدراسية في معظم المواد الدراسية بمقدار سنتين أو ثلاث سنوات عن صفوفهم الحالية.
 
3- ملاحظات المعلمين Teachers observations:
حيث إن للمعلمين دورًا كبيرًا في اكتشاف الموهوبين، فمن خلال ملاحظاتهم التي يتم رصدها عن الأطفال الذين يقومون بالتدريس لهم، يمكن التعرف على هؤلاء الأطفال الموهوبين وقدراتهم الخاصة، ومجال هذه القدرات أيضًا.



تصنيف الأطفال الموهوبين



Classification of gifted children



 

لا يوجد تصنيف محدد للأطفال الموهوبين، وأي تصنيف لهم إنما يأتي من ناحية الشكل فقط، وليس المضمون، فمن الممكن أن يكون الموهوب موهوبًا في مجال واحد أو أكثر من المجالات، أو يكون متعدِّد المواهب، وهذا ما يؤكد على صعوبة وضع تصنيف محدد للأطفال الموهوبين.

 

وقد أكدتْ على هذا أيضًا الأبحاثُ والدراسات التي أجريت في مجال تصنيف الموهوبين؛ حيث توصَّلت الأبحاث والدراسات إلى أن الموهوب إنسان قد تتجلى موهبته في مجالات عديدة، في مختلف مراحل حياته، ولا يغير من واقع الأمر شيئًا أن المجتمع عَرَف نبوغه وموهبته في مجال واحد فقط.

 

وفي مجال تصنيف الموهوبين، فإن ريمي شوفان حاولت تقديم تصنيف للأطفال الموهوبين، أشارت فيه إلى أن الأطفال الموهوبين ينقسمون إلى الفئات التالية:

• الموهوب بصفة عامة وفي كل شيء.

• الموهوب في العلوم.

• الموهوب في الفنون أو الآداب.

• القائد السياسي.

• الموهوب في الميكانيكا.

• المبدع الذي يتصف على وجه الخصوص بأنه مخترع فريد.

 

وهناك تصنيف آخر يرى أن الموهوبين ينقسمون للفئات التالية:

• الموهوبون عقليًّا.

• الموهوبون أكاديميًّا.

• المبدعون.

• الموهوبون في القيادة.

• ذوو المواهب والقدرات الخاصة (فنية - أدبية - فنون تشكيلية).

• الموهوبون في الأنشطة الرياضية.

 

ويرى (بول ويتي Paul witty) أن الموهوبين يشملهم التصنيف التالي:

• موهوبون في المجال العقلي؛ أي: ذو ذكاء مرتفع.

• أصحاب المواهب الفنية.

• أصحاب قدرات خاصة في القيادة أو الزعامة.

• أصحاب قدرات خاصة في النواحي الأكاديمية.

 

وهناك تصنيف يرى أنه يمكن تقسيم الموهوبين إلى الآتي:

• متفوقون عقليًّا، وخاصة في التحصيل الدراسي.

• متفوقون في مجال الموسيقا.

• متفوقون في الأعمال الأدبية.

• متفوقون في المهارات الميكانيكية.

• متفوقون في القيادة الاجتماعية.

 

وهذا يؤكد أن مجالات الموهبة متنوعة ومتعددة، وإن تنوَّعتْ واختلفت التصنيفات إلا أنها تصب في اتجاه واحد، وهو التفوق والإبداع والابتكار في مجال أو أكثر من المجالات التي شملتها التصنيفات السابقة.

 

تصنيف الأطفال الموهوبين



Classification of gifted children



لا يوجد تصنيف محدد للأطفال الموهوبين، وأي تصنيف لهم إنما يأتي من ناحية الشكل فقط، وليس المضمون، فمن الممكن أن يكون الموهوب موهوبًا في مجال واحد أو أكثر من المجالات، أو يكون متعدِّد المواهب، وهذا ما يؤكد على صعوبة وضع تصنيف محدد للأطفال الموهوبين.

 

وقد أكدتْ على هذا أيضًا الأبحاثُ والدراسات التي أجريت في مجال تصنيف الموهوبين؛ حيث توصَّلت الأبحاث والدراسات إلى أن الموهوب إنسان قد تتجلى موهبته في مجالات عديدة، في مختلف مراحل حياته، ولا يغير من واقع الأمر شيئًا أن المجتمع عَرَف نبوغه وموهبته في مجال واحد فقط.

 

وفي مجال تصنيف الموهوبين، فإن ريمي شوفان حاولت تقديم تصنيف للأطفال الموهوبين، أشارت فيه إلى أن الأطفال الموهوبين ينقسمون إلى الفئات التالية:

• الموهوب بصفة عامة وفي كل شيء.

• الموهوب في العلوم.

• الموهوب في الفنون أو الآداب.

• القائد السياسي.

• الموهوب في الميكانيكا.

• المبدع الذي يتصف على وجه الخصوص بأنه مخترع فريد.

 

وهناك تصنيف آخر يرى أن الموهوبين ينقسمون للفئات التالية:

• الموهوبون عقليًّا.

• الموهوبون أكاديميًّا.

• المبدعون.

• الموهوبون في القيادة.

• ذوو المواهب والقدرات الخاصة (فنية - أدبية - فنون تشكيلية).

• الموهوبون في الأنشطة الرياضية.

 

ويرى (بول ويتي Paul witty) أن الموهوبين يشملهم التصنيف التالي:

• موهوبون في المجال العقلي؛ أي: ذو ذكاء مرتفع.

• أصحاب المواهب الفنية.

• أصحاب قدرات خاصة في القيادة أو الزعامة.

• أصحاب قدرات خاصة في النواحي الأكاديمية.

 

وهناك تصنيف يرى أنه يمكن تقسيم الموهوبين إلى الآتي:

• متفوقون عقليًّا، وخاصة في التحصيل الدراسي.

• متفوقون في مجال الموسيقا.

• متفوقون في الأعمال الأدبية.

• متفوقون في المهارات الميكانيكية.

• متفوقون في القيادة الاجتماعية.

 

وهذا يؤكد أن مجالات الموهبة متنوعة ومتعددة، وإن تنوَّعتْ واختلفت التصنيفات إلا أنها تصب في اتجاه واحد، وهو التفوق والإبداع والابتكار في مجال أو أكثر من المجالات التي شملتها التصنيفات السابقة.





سمات وخصائص الأطفال الموهوبين



Qualifications and features the gifted children



 



السمة هي مفهوم يُستخدم للدلالة على الصفة التي يتَّصف بها الفرد، جسميةً كانت أو عقلية أو اجتماعية أو انفعالية، وهي تعبر عن استعداد ثابت لنوع معين من السلوك.

 

والطفل الموهوب - وفقًا للمفهوم الذي تبنَّته هذه الدراسة - هو طفل يختلف اختلافًا كليًّا عن أقرانه الذين هم في مثل سنِّه، وتتمثل هذه الاختلافات في مجموعة من السمات والخصائص، التي من الصعب أن نَصِف قائمة محددة بها، ولكن من الممكن أن نصل إلى ملامح عامة يتسم بها الموهوبون.

 

ومن هذه الملامح العامة التي يتَّسِم بها الموهوبون ما أكدت عليه الكثير من الدراسات والأبحاث التي تمت في مجال الموهوبين، ولعل أهم هذه الدراسات والأبحاث (لويس تيرمان 1921، Treman 1921) التي تمت على حوالي ألف طفل موهوب، وكانت دراسة طولية وتتبعية، واستخدمت اختبارات الذكاء من (140) فأكثر، وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن الأطفال الموهوبين لم يكونوا من السهولة في الانقياد أو سقماء، أو أنهم أنماط غير اجتماعية، وكانوا يميلون إلى زيادة في الطول عن المتوسط، وأصحاء جسمانيًّا، وغالبًا ما يكونون في أماكن قيادية.

 

وقد أشارت دراسة كل من (والاس وكوجان) Wallace and Kogan إلى أن للموهوبين مجموعة من السمات والخصائص، هي: الإقدام، وعدم التردد، والميل إلى صداقة وصحبة الآخرين، والتحلي بقدر عالٍ من الثقة بالنفس، والنظر بشكل إيجابي للذَّات، والتمتع بأعلى قدرٍ من التركيز والانتباه، والميل الشديد إلى العمل الأكاديمي، وكذلك تحمل القلق والضغط بمستوى متوسط، كما أن للموهوب قدرة عالية على الشعور بالحرية وضبط النفس.

 

كما حددت دراسة (كوكس Cox 1926) مجموعة من السمات العقلية والسمات الانفعالية والدافعية للأطفال الموهوبين؛ حيث ترى الدراسة أن السمات العقلية للموهوبين هي: استقلال التفكير، دقة الملاحظة، قوة الذاكرة، سرعة الفهم، والأصالة والابتكارية، وعمق الفهم، والعمل الذهني يكون مكرسًا للمشروعات الخاصة.

 

أما السمات الاجتماعية والانفعالية والدافعية للموهوبين، فهي: الثقة بالنفس، ويقظة الضمير، واتساع دائرة التأثير في الآخرين، وشدة التأثير في المقرَّبين إليه، والرغبة في القيادة، وفرض الإرادة، وصحة تقديره لذاته، وصحة تقديره لمواهبه الخاصة، والثقة في قدراته، وتكريس الجهد لأهداف بعيدة، والمثابرة، والبعد عن المعوقات، وثبات الجهد، والرغبة في التفوق.

 

كما توصلت دراسة (ماكينون D.W. Mackinnon) إلى أن للموهوبين سمات تميزهم عن غيرهم، وهذه السمات هي مستوى عالٍ من تقدير النفس وشدة التمسك باستقلالهم، فهم منتجون لا يتأخرون عن تأدية الأعمال، ويتمتعون بقدر عالٍ من الذكاء، وكذلك فإنهم يميلون إلى التعامل مع الأمور العقلية والذهنية، ويتحملون المسؤولية، ويمكن الاعتماد عليهم، ولديهم ميول متعددة، ويجدون متعة في ممارسة الخبرات الحسية.

 

كما أكدت دراسة (محمد نسيم رأفت وآخرين) على أن الموهوبين يتمتعون بمجموعة من الخصائص والسمات، هي: الذكاء، والمثابرة، والتصميم، والاكتفاء الذاتي، والواقعية، والاتزان الانفعالي، والدافعية.

 

كذلك يتمتع الموهوبون بسمات وخصائص عديدة؛ منها التحصيل العالي، مقارنة مع غيرهم ممن ليس لديهم موهبة، وأيضًا يتمتعون بالتفكير العقلاني المتفرد والمتأني، وهم كثيرو الجدل والمناقشة والاستفسار.

 

والطفل الموهوب يتسم بالإحساس بالمشكلات، والقدرة على إنتاج كثير من الأفكار والحلول الجديدة، والاتجاه المَرِن حول حل هذه المشكلات، وهو أقل قلقًا، وأقل حاجة للدفاع عن نفسه، وأكثر استعدادًا للاعتراف بأخطائه، ويميل إلى الاستقلال والتمتع بالكفاءة الذاتية، ويتمتع أيضًا بمستوى عالٍ من الواقعية واحترام الذات.

 

وقد حاولت (ماريان شيفل Marian Seheifele 1953) تقديم قائمة تضم مجموعة من السمات والخصائص التي يتميز بها الأطفال الموهوبون؛ حيث ذهبت إلى أنه من الوجهة العقلية فإن الطفل الموهوب تتوفر فيه السمات التالية، وهي:

• تكون لديه قدرة فائقة على التحليل والتعميم وفهم المعاني والتفكير المنطقي.

 

• يؤدي الطفل الموهوب أعمالاً عقلية شديدة الصعوبة، وهي قدرة تسمى بالقوة.

 

• الموهوب أكثر من غيره سرعة ويسرًا في التعليم، كما أنه يبدي حب الاستطلاع العقلي.

 

• لديه بصيرة نافذة في حل المشكلات، ولديه ميول أوسع مجالاً من غيره.

 

• ينجز العمل المنتج مستقلاًّ، ويعتمد على الابتكار والإنشاء في أعماله العقلية.

 

أما من الوجهة الجسمية، فتتوفر في الطفل الموهوب السمات التالية:

• أثقل نوعًا ما في الوزن وأطول في الجسم.

 

• خالٍ نسبيًّا من الاضطرابات العصبية.

 

• أكثر تقدمًا من حيث تكلس العظام، ويصل إلى مرحلة النضج في وقت أكثر تبكيرًا في المتوسط.

 

أما من الوجهة الوجدانية والاجتماعية، فترى ماريان شيفل أن الطفل الموهوب يتمتع بالسمات التالية:

• يتفوق في السمات المحبوبة للشخصية، وأكثر تعاونًا مع الناس.

 

• أكثر حساسية لروح الفكاهة، ولديه قدرة أكبر على نقد نفسه.

 

• أقل ميلاً للفخر بنفسه أو المبالغة في تقدير عمله.

 

• أكثر تفضيلاً للألعاب التي تقوم على القواعد والأنظمة؛ أي الألعاب المعقدة التي تتطلب تفكيرًا، ويكون أكثر ابتكارًا لشخصية خيالية يلعب معها.

 

وبذلك تكون ماريان شيفل قد قدمت قائمة تضم الخصائص والسمات التي يتميز بها الموهوبون في النواحي العقلية والجسمية والوجدانية والاجتماعية.

 

كذلك فإن الطفل الموهوب يتميز عن غيره من أقرانه ومن هم في مثل سنه في صنع أو عمل شيء ما على نحو أفضل منهم، والموهوب يكون فائقًا في مجال أو أكثر من المجالات التالية: (قدرة عقلية عامة تتمثل في الذكاء المرتفع يساعد الموهوب على التفوق الأكاديمي في مادة أو أكثر - التفكير الابتكاري "التباعدي" - الإنتاج الغزير للأفكار - الروح القيادية - القدرات الرياضية العالية).

 

وقد أشار كمال حسن بيومي إلى قائمة تضم مجموعة من سمات الطفل الموهوب، وتشمل هذه القائمة ما يلي:

• ميل الطفل الموهوب إلى طرح وإثارة الكثير من التساؤلات والتعلم بشكل أسرع ممن حوله.

 

• لديه ذاكرة قوية جدًّا.

 

• لديه حب استطلاع قوي، فضلاً عن قدرة غير عادية في التركيز على موضوعات ذات اهتمام.

 

• يتمتع بالقدرة على صياغة المشكلة وحلها، وهو غالبًا يفتقد المراحل المتوسطة في النقاش؛ ليصل مباشرة إلى الحلول النهائية.

 

• لديه خيال غير عادي.

 

• يظهر مشاعر وآراء قوية، ولديه حس غريب للمزاح.

 

• الميل إلى الكمال والمستويات العليا للأشياء.

 

كما يؤكِّد كمال حسن بيومي أنه ليس شرطًا أن تتوافر كل هذه السمات أو الخصائص في طفل موهوب واحد، ولكن على الأقل تتوفر فيه العديد منها.

 

كما أن هناك مجموعة من السمات والخصائص تميز الفرد المتفوق بالمقارنة مع كل مَن هو في فئته العمرية:

1- التفوق في المفردات.

2- التفوق اللغوي العام (التعبير).

3- التفوق في القراءة.

4- التفوق في المهارات الكتابية.

5- التفوق في الذاكرة.

6- التفوق في سرعة التعلم.

7- التفوق في مرونة التفكير.

8- التفوق في المحاكمات المجردة.

9- التفوق في التفكير الرمزي.

10- القدرة على التعميم والتبصر.

11- الاهتمام بالغموض والأمور المعقدة.

12- التخطيط والتنظيم.

13- الإبداعية والخيال الإبداعي.

14- التفوق في الجدة والأصالة.

15- حب الاستطلاع.

16- الحس المرهف بالطبيعة والعالم.

17- المدى الواسع من المعلومات.

18- الاهتمامات الجمالية التذوقية.

19- الانتباه للتفاصيل.

20- الأداء المتميز.

21- الإنجاز المدرسي المتفوق.

22- القيادة.

23- الانتباه والتركيز.

24- المثابرة.

25- نقد الذات.

26- الفطنة والجد.

27- الخُلق العالي والانضباط العالي.

28- الصدق والانفتاح والأمانة.

29- يمكن الاعتماد عليه.

30- نمو عام سريع.

31- التفوق في المسؤولية الاجتماعية.

32- التعاون.

33- الحس العام المتميز.

34- الشعبية بين الأقران.

35- الحماس وحب الخبرات الجديدة.

36- الحس الجيد بالنكتة.

37- الإدراك الجيد للعلاقة الميكانيكية.

38- الاتزان الانفعالي.

39- الاكتفاء بالذات والثقة بها.

40- الصحة الجيدة.

41- طاقة ممتازة للعمل.

 

رغم كل ما عرض سابقًا من خصائص وسمات الأطفال الموهوبين من وجهات نظر مختلفة، إلا أن خصائص وسمات الأطفال الموهوبين ما زالت في حاجة ماسة إلى الكثير من الدراسات والأبحاث؛ للتعرف عليها وإدراكها إدراكًا محددًا من مختلف النواحي العقلية والجسمية والاجتماعية والانفعالية والوجدانية؛ وذلك ليتيسر التعرف على هؤلاء الأطفال، ومحاولة اكتشافهم، ومن ثم رعايتهم والاهتمام بهم.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الموهبة بين التنمية والنجاح أو الضياع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اجتماعيه-
انتقل الى: