كان يُقال (رباعيات)
كان يُقال: إذا جمع الطعام أربعًا، كمل كل شيء من شأنه:
إذا كان أصله حلالًا، وذُكر اسم الله عليه، وكثرت عليه الأيدي، وحُمد الله حين يُفرغ منه؛ فقد كمل كل شيء من شأنه.
("حلية الأولياء" ٦/ ٦١، وبنحوه في "الإخوان" رقم: ٢٠٢، و"قرى الضيف" لابن أبي الدنيا رقم: ٥٠).
كان يقال: أربعة تزيد في البصر:
النظر إلى الوجه الحسن، وإلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، والنظر في المصحف.
(بهجة المجالس، ص: ١٧٩).
كان يقال: أربع للشريف لا ينبغي أن يأنف منهن:
قيامه من مجلسه لأبيه، وخدمته لضيفه، وخدمته للعالم يتعلم منه، وإن سُئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم.
(الإمتاع والمؤانسة، ١/ ٢٠٢).
كان يقال: أربعة لم يُلحقوا ولم يُسبقوا:
أبو حنيفة فى فقهه، والخليل فى أدبه، والجاحظ فى تأليفه، وأبو تمام فى شعره.
(ثمار القلوب، ص: ١٧٠).
كان يقال: أربعة لا تُردُّ لهم دعوة:
الصائم حتى يفطر، والذاكر حتى يفتر، والإمام العدل، ودعوة المظلوم.
(بهجة المجالس، ص: ٢٣٣).
كان يقال: أربع من كنوز الجنة:
كتمان المصيبة، وكتمان المرض، وكتمان الفاقة، وكتمان الصدقة.
(ثمار القلوب، الثعالبي، ص: ٦٩٦).
كان يقال: أربعة يُسودن العبد:
الأدب، والصدق، والفقه، والأمانة.
(المجالسة وجواهر العلم، الدينوري، رقم: ١٢٦٣).
كان يقال: أول العلم: الصمت، والثاني: الاستماع له وحفظه، والثالث: العمل به، والرابع: نشره وتعليمه.
(حلية الأولياء، ٦/ ٣٦٢).
كان يقال: قضاة هذه الأمة أربعة:
عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الاشعري.
(تاريخ دمشق، ٣٢/ ٦٥).
كان يقال: الأذِلَّةُ أربعة:
النمام، والكذاب، والفقير، والمِدْيان.
(بهجة المجالس، ص: ٤٣).
من رباعيات العلم والعلماء
للسلف رحمهم الله (1)
عن يزيد بن عميرة قال: لمَّا حضر معاذَ بن جبل رضي الله عنه الموتُ، قيل له: يا أبا عبدالرحمن، أوْصِنا، قال: أجْلِسوني، فقال: إنَّ العلم والإيمان مَكانهما، مَن ابتغاهما وجَدَهما - يقول ذلك ثلاثَ مرَّات - والتمِسوا العلمَ عند أربعة رهطٍ:
• عند عويمر أبي الدرداء،
• وعند سلمان الفارسي،
• وعند عبدالله بن مسعود،
• وعند عبدالله بن سلام، الذي كان يهوديًّا فأسلَم؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله صل الله عليه وآله وسلم يقول: ((إنَّه عاشِر عشرةٍ في الجنة))؛ [أخرجه الترمذي، رقم (3804) وغيرُه، وقال: وهذا حديث حسَن صحيح غريب، وصحَّحه الألباني رحمه الله، وهو في الصَّحيح المسند مما ليس في الصَّحيحين؛ لشيخنا مقبل رحمه الله].
وقال طاوس رحمه الله: "من السنَّة أن يوقَّر أربعةٌ:
• العالِم،
• وذو الشَّيبة،
• والسُّلطان،
• والوالد.
ومن الجَفاء: أن يَدعوَ الرَّجلُ والدَه باسمه"؛ [أخرجه عبدالرزاق في المصنَّف، رقم (20133)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 179)، وانظر: المدخل إلى السنن الكبرى (ص: 382)؛ للبيهقي].
وقال محمد بن الحسن رحمه الله: "العلم على أربعة أوجه:
• ما كان في كتاب الله النَّاطِق وما أشبهه.
• وما كان في سنَّة رسول الله صل الله عليه وآله وسلم المأثورةِ وما أشبهها.
• وما كان فيما أَجمع عليه الصَّحابةُ رحمهم الله وما أشبهه.
• وكذلك ما اختلَفوا فيه لا يَخرج عن جميعه؛ فإذا وقع الاختيارُ فيه على قولٍ فهو عِلم تَقيس عليه ما أشبهه، وما استحسَن عامَّةُ فقهاء المسلمين وما أشبهه وكان نظيرًا له.
قال: ولا يَخرج العلمُ عن هذه الوجوه الأربعة"؛ جامع بيان العلم وفضله (1/ 32).
وقال مالك بن أنس رحمه الله: لا يُؤخذ العلم عن أربعة، ويؤخذ ممَّن سوى ذلك:
• لا يُؤخذ من صاحب هوًى يَدعو الناسَ إلى هواه.
• ولا من سفيهٍ معلن[1] السَّفَه، وإن كان مِن أروى النَّاس [2].
• ولا من رجلٍ يَكذب في أحاديث النَّاس، وإن كنتَ لا تتَّهمه أن يكذِب على رسول صل الله عليه وآله وسلم.
• ولا من رجلٍ له فضْل وصلاح وعِبادة، إذا كان لا يَعرف ما يحدِّث؛ المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (ص: 403)؛ للرامهرمزي، والمعرفة (1/ 684)؛ للفسوي، والكفاية (ص: 116)؛ للخطيب، وسير أعلام النبلاء (8/ 67)؛ للذهبي، وغيرها.
وقال أبو علي الثَّقفي: التفكُّر على أربعة أوجه:
• فِكرةٌ في آيات الله، وعلامتها تولُّد المحبَّة،
• وفكرة في وعد الله بثوابه، وعلامتها تولُّد الرَّغبة،
• وفكرةٌ في وعيده تعالى بالعذاب؛ وعلامتها تولُّد الرَّهبة،
• وفِكرة في جَفاء النفس مع إحسان الله؛ وعلامتها تولُّد الحياء من الله.
وأنشَد:
فإنْ شئتُمُ وَصْلِي فذاك أُريدهُ
وإنْ شئتُمُ هَجْري فذلك أوثرُ
ألستُ أُرى أهلًا بحالٍ يسرُّكم
بذلك أَزهو ما حييتُ وأَفخرُ؟
طبقات الشافعية الكبرى (3/ 52).
وقال محمد بن طاهر الحافظ: سألتُ سعدًا الزنجاني الحافظ بمكَّة قلتُ له: أربعة من الحفَّاظ تَعاصروا أيُّهم أحفَظ؟ فقال: مَن؟! قلتُ:
• الدارقطنيُّ ببغداد،
• وعبدالغني بمصر،
• وأبو عبدالله بن منده بأصبهان،
• وأبو عبدالله الحاكم بنَيسابور.
فسكَت، فألححتُ عليه، فقال:
• أمَّا الدَّارقطني، فأعلَمُهم بالعِلَل،
• وأمَّا عبدالغني، فأعلَمُهم بالأنساب،
• وأما ابن منده، فأكثرهم حديثًا مع مَعرفةٍ تامَّة،
• وأمَّا الحاكِم، فأحسنهم تَصنيفًا؛ طبقات الشافعيَّة الكبرى (4/ 160)، (7/ 222).
قال الحافظ أبو محمد عبدالعظيم بن عبدالله المنذري: سألتُ شيخَنا الحافظ أبا الحسن علي بن المفضل المقدسي فقلتُ له: أربعةٌ من الحفَّاظ تَعاصروا أيُّهم أحفَظ؟ قال: مَن هم؟! قلت:
• الحافظ ابن عساكِر، وابن ناصر؟
قال: ابن عساكر أَحفَظ، قلت:
• الحافِظ أبو العلاء وابن عساكِر؟
قال: ابن عساكر أحفَظ، قلت:
• الحافِظ أبو طاهر السِّلفي وابن عساكِر؟
فقال: السِّلفيُّ أستاذنا، السلفيُّ أستاذنا.
قال الحافظ زكي الدين وغيرُه من الحفَّاظ الأثبات - كشيخنا الذَّهبي، وأبي العباس بن المظفَّر -: هذا دليلٌ على أنَّ عنده ابن عساكر أحفظ؛ إلَّا أنَّه وقَّر شيخَه أن يصرِّح بأنَّ ابن عساكر أحفظ منه؛ طبقات الشافعيَّة الكبرى (7/ 221).
وقال هارون الرَّشيد رحمه الله: طلبتُ أربعةً، فوجدتُها في أربعة:
• طلبتُ الكُفرَ، فوجدتُه في الجهميَّة،
• وطلبتُ الكلامَ والشَّغْب، فوجدتُه في المعتزلة،
• وطلبتُ الكذِب، فوجدتُه عند الرَّافضة،
• وطلبتُ الحقَّ، فوجدتُه مع أصحاب الحديث؛ شرف أصحاب الحديث (ص: 55)؛ للخطيب، وانظر: مجموع الفتاوى (12/ 366 - 368 الكيلانية).
من رباعيات العلم والعلماء للسلف رحمهم الله (2)
قال هشام عن محمد: جمَع القرآنَ على عهد رسول الله صل الله عليه وآله وسلم أربعةٌ لا يُختلف فيهم:
معاذ بن جبَل،
وأُبيُّ بن كعْب،
وزيدٌ،
وأبو زيد رضي الله عنهم؛ المعرفة والتاريخ (1/ 487).
وقال محمد بن الفضل: ذَهاب الإسلام من أربعةٍ:
أولها: لا يَعملون بما يَعلمون،
والثاني: يَعملون بما لا يَعلمون،
والثالث: لا يتعلَّمون ما لا يَعلمون،
والرَّابع: يَمنعون النَّاسَ من التعلُّم؛ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (10/ 233)؛ لأبي نعيم، وشعب الإيمان (3/ 291)؛ للبيهقي، وسيَر أعلام النبلاء (28/ 103)، وانظر: تعليق الذهبي عليه هناك.
وقال بعضهم: أربعةٌ لا يأنَف منهنَّ الشَّريف:
قيامُه من مجلسه لأبيه،
وخِدمتُه لضيفه،
وقيامُه على فرَسه، وإن كان له عَبيد،
وخِدمتُه العالم؛ ليأخذ من عِلمه؛ جامع بيان العلم وفضله (1/ 135).
وقال عبدالله بن طاهر: الأئمَّةُ للنَّاس أربعة:
ابن عبَّاس في زمانه،
والشَّعبيُّ في زمانه،
والقاسِم بنُ معن في زمانه،
وأبو عبيد في زمانه؛ طبقات الشافعية الكبرى (2/ 156).
وقال أبو علي الثقفي: أربعة أشياء لا بدَّ للعاقل من حفظهنَّ:
الأمانَة،
والصِّدق،
والأخ الصَّالح،
والسَّريرة؛ طبقات الشافعية الكبرى (3/ 194).
وقال تاج الدِّين بن علي بن عبدالكافي السبكي: وبلَغني عنه - يعني: الإمام الذَّهبي - أنَّه قال: ما رأيتُ أحفظ من أربعة:
ابن دقيق العيد،
والدمياطي،
وابن تيمية،
والمزِّي.
فالأول: أعرَفهم بالعِلَل وفِقه الحديث.
والثاني: بالأنساب.
والثالث: بالمتون.
والرَّابع: بأسماء الرِّجال؛ طبقات الشافعيَّة الكبرى (10/ 221)، (10/ 396).
وقال الأصمعيُّ رحمه الله: إذا كانت في العالم خِصالٌ أربع، وفي المتعلِّم خصالٌ أربع، اتَّفق أمرُهما وتمَّ، فإن نقصَت من واحد منهما خصلةٌ لم يتم أمرُهما.
أمَّا اللَّواتي في العالم:
فالعقل،
والصَّبر،
والرِّفْق،
والبَذْل.
وأما اللَّواتي في المتعلِّم:
فالحِرص،
والفَراغ،
والحِفظ،
والعقل؛ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السَّامع (1/ 343).
وقال: عبدالله بن أبي زياد القطواني: سمعتُ أبا عبيدٍ يقول: انتهى العلم إلى أربعة:
أبو بكر بن أبي شيبة أسْرَدُهم له،
وأحمد بن حنبل أفقَهُهم فيه،
وعليُّ بن المديني أعلَمُهم به،
ويَحيى بن معين أكتَبُهم له؛ سير أعلام النبلاء (10/ 680)، وطبقات الشافعية الكبرى (2/ 147).
وقال جعفر بن محمد رحمه الله: وجدنا علمَ النَّاس كلَّه في أربعٍ:
أولها: أن تَعرف ربَّك.
والثَّاني: أن تعرف ما صَنَع بك.
والثَّالث: أن تَعرف ما أرادَ منكَ.
والرَّابع: أن تَعرِف ما تَخرج به من ذنبك، وقال بعضهم: ما يُخرجك من دينِك؛ جامع بيان العلم وفضله (1/ 13).