الحرب القذرة على سوريا: واشنطن …تغيير النظام والمقاومة:
البروفيسور تيم أندرسون وجيمس كوربيت
لقد ساهمت الدعاية الحكومية والمعلومات الخاطئة التي قدمتها المنظمات غير الحكومية بتجميل صورة الحرب التي شنت
على سوريا. يحاول الدكتور تيم أندرسون العمل على ضبط الاحداث، واستكشاف البدايات الحقيقية للنزاع، واللاعبين
الذين يقفون وراء تلك الحرب، وجدول أعمالهم في كتابه اسطر "الحرب القذرة على سوريا والنظام والمقاومة.
اعتمدت الحرب القذرة على سوريا سياسة التضليل الجماهيري باسلوب لم نشهده في الذاكرة الحية. في مسعى لـ "تغيير
النظام"، وسعت القوى الكبرى إلى إخفاء اثار تدخلها، باستخدام الجيوش التي تعمل بالوكالة "كالإسلاميين"، وتصوير
الحكومة السورية "بالشيطنة" واتهامها بالفظائع. وبهذه الطريقة قد يصبح الرئيس السوري بشار الأسد، من الاشرار الجدد
في العالم.
إن الأساطير الشعبية لهذه الحرب القذرة - باعتبارها "حرب أهلية" أو "ثورة شعبية" أو صراع طائفي - تخفي موجة قاتلة
"لتغيير نظام" المنطقة. كان الهجوم على سوريا نتيجة ضرورية لطموح واشنطن، الذي أعلن صراحة في العام 2006،
عبر محاولة خلق "شرق أوسط جديد". بعد تدمير أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا لاحقا.
بعد عدة سنوات من هذه الحرب، اصبح الدليل واضحًا ويجب تقديمه بالتفصيل. أرتكبت معظم المجازر الرهيبة من قبل
الجهاديين المدعومين من الغرب، ثم ألقي باللوم على الجيش السوري.و سخرت وسائل الإعلام الغربية والعديد من
المنظمات غير الحكومية الغربية من الخط الرسمي. كانت مصادرهم دائمًا تلك المجموعات المتحالفة مع "الجهاديين".
على عكس الأسطورة القائلة إن القوى الكبرى لديها الآن "حربها على الإرهاب"، فإن تلك القوى نفسها دعمت كل جماعة
مسلحة معادية للحكومة في سوريا، "والارهابيين" في سياق آخر، مضيفة الآلاف من "الجهاديين" من عشرات البلدان.
ومع ذلك واجهت هذه الحرب القذرة في سوريا جيشًا وطنيًا منضبطًا لم يتفكك على أسس طائفية. على الرغم من الدمار
الفادح والخسائر في الأرواح، فقد نجت سوريا، وعمقت تحالفها مع روسيا وإيران والمقاومة اللبنانية والفلسطينية،
ومؤخراً مع العراق. لقد انقلب التيار ضد واشنطن، وسيكون لذلك تداعيات خارج سوريا.
بوصفنا شعوباً غربية، فقد خدعتنا هذه الحرب القذرة بشكل خاص، ونعود إلى أسوأ تقاليدنا المتمثلة في التدخل والتحامل
العنصري وسوء التفكير في تاريخنا.