منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 دراسات المستقبل ومآلاتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسات المستقبل ومآلاتها Empty
مُساهمةموضوع: دراسات المستقبل ومآلاتها   دراسات المستقبل ومآلاتها Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019, 10:30 am

دراسات المستقبل ومآلاتها

قد تبدو أهمية الدراسات المستقبلية نابعة من طبيعة الأسئلة الثقافية التي تثيرها هذه الدراسات وتسعى للإجابة عنها ومن 

ثم تأشير حجم الأنظمة الثقافية التي تتطلع لإقامتها ومديات الاختراق والمقامرة التي ستجازف بها من أجل انبعاثات جديدة 

ترسم عبرها سمات المشروع الثقافي المستقبلي، وأهمها ألا يكون نخبوياً وأن يتسم بالضبط والدقة، ويجمع الشعبي 

بالرسمي، ولا يقر بنموذج سائد ومألوف يحتذي خطاه وإنما يتطلع لصهر النموذجي بالتجريبي في بوتقة معرفية تنتج 

الثقافة التي ستغدو ديمقراطية شعبية مفتوحة بلا بيروقراطية. والسؤال المطروح هنا هو كيف نجعل الراهن الثقافي 

مشروعاً لثقافة مستقبلية؟

إن الإجابة العملية عن هذا السؤال رهنٌ بما نتخذه كمثقفين عموميين أو نخبويين من مفاهيم تتعلق بكيفيات تأمل القادم 

وأطره ومستوياته، ولو تساءلنا ما حال الثقافة بعد عقدين أو أكثر من الآن؟ وما نوع التغيرات التي ستطرأ على المشهد 

الثقافي؟ هل ستكون التغيرات عددية أو نوعية؟ وأي الفئات العمرية ستعطيها هذه الثقافة اهتمامها؟ كيف ستلبي الثقافة 

متطلبات الواقع بطريقة ايجابية؟ من سيكون حامل لواء الثقافة في المستقبل؟ هل هم الأكاديميون أم غيرهم أم الشعراء 

والكتّاب أم هم الفلاسفة والمفكرون أم النقاد والباحثون أم الطلبة والشباب؟ وما لون اللبوس التي ستتمظهر بها ثقافة 

الغد؟ وإلى أي منحى ستميل كفة الفعل الثقافي مستقبلاً إلى اليسار أم إلى اليمين أم إلى اصطفاف جديد؟ وهل ستكون 

ثقافة الغد مسالمة متصالحة أم ستكون هجومية كاسحة؟

وأسئلة أخرى كثيرة لن يجيب عنها إلا باب الدراسات المستقبلية كعلم قائم بذاته يستكشف الراهن بغية استشراف القادم، 

وهو ما يجعلنا متمكنين من رؤية أفكارنا على حقيقتها بواقعيها وخياليها وصحيحها وباطلها وممكنها ومستحيلها على وفق 

اعتبارات تسمح لنا بالفحص والتدقيق، ميسرة الطريق أمام البرهنة على صحة مشروع ثقافي معين يراد له الناجزية 

مستقبلاً.

وقد دخل علم المستقبليات منذ أمد ليس بالقليل في مختلف ميادين الحياة المعرفية ومرافقها التنموية، لكنه لم يطرق باب 

الثقافة بالقوة نفسها التي طرق بها أبواب الاقتصاد المتروبولي ومركزيات البحث الجيوبوليتيكي واستراتيجيات التعليم 

والتربية وتوجهاتهما الفلسفية إلى غير ذلك من الأطر الحياتية.

ليس الحديث عن رؤى مستقبلية للظواهر والوقائع والأزمات ضرباً من التخمين ونمطاً من الأحلام والتطلعات أو نوعاً من 

الرهان والركون إلى الحظ والنصيب، كما أنه ليس خيالاً علمياً أو فانتازيا تشطح بنا بعيداً، وإنما هو فرع من فروع 

المعرفة العلمية التي تقوم على المنطق وحديث عن معرفة يتم بلوغها بأسس علمية وضوابط منهجية، وقد عرفه القدماء 

الإغريق والرومان، كما كانت للعرب ميادين فكرية ومسارات منهجية تصب في هذا الباب، محاولة رسم صورة لآفاق 

معرفية معينة اعتماداً على معطيات راسخة في الحاضر.

واليوم تعد مراكز البحث العالمية المتخصصة في الدراسات المستقبلية بمثابة منابر لها استراتيجياتها ومضاميرها التي 

يهتم بها باحثون ضليعون في فهم ظواهر الحياة المعاصرة ليستنبطوا من خلالها تصورات معرفية قادمة، واضعين لها 

استراتيجيات يفيد منها دهاقنة السياسة الدولية وأرباب رؤوس الاموال والشركات وصناع القرارات العالمية.

ولا  تكاد تخلو جامعة من الجامعات العريقة من مثل هذه المراكز البحثية التي تكترث بما هو قادم بقصد الاستعداد له 

والتهيؤ عبر حسابات علمية دقيقة، تتوفر في سبيلها شتى المعلومات وتتاح لها مختلف الإيرادات والإمكانيات لتقوم تلك 

المراكز بدورها الطليعي في استقصاء الظواهر وتمحيص معطياتها، تبصراً في القضايا ومعالجةً للأزمات، ووصولاً إلى 

رؤى حصيفة تعطي صورة مقربة للمآل الذي ستكون عليه ظواهر المعرفة الإنسانية ومعطياتها وقضاياها في القادم من 

الحقب، وبالشكل الذي يضع الحلول ويحدد الكيفيات التي بها توضع الخطط الناجعة لفك الإشكاليات وحل المشكلات بفض 

المعوقات.

ومما لا شك فيه أنّ وعينا رهين اللحظة الحاضرة بينما يمتد لا وعينا خارج هذه اللحظة بما يفتح كل الاحتمالات حول 

جدلية علاقة الزمن بذهن الانسان. وليس حبل البحث في ميدان الدراسات المستقبلية متروك على الغارب أو هو مندرج 

في خانة التحزير والظن والحدس، وكأن هناك عصا سحرية نستخدمها متى ما شئنا لنغير بها ما نريد، بل هي دراسات 

أساسها التفكير العقلاني المستند إلى العلم والمرتكن إلى المنطق وحيادية النظر وموضوعيته.

وإذ نقول إن الدراسات المستقبلية ميدان بحثي لا مجال للاستغناء عنه وأنه ليس طارئاً أو فائضاً فلأننا سنتمكن من معاينة 

الأمور من كل الزوايا معاينة ثلاثية الأبعاد لا تهتم ببعد على حساب بعد آخر، بل ستلم شتات الصورة المبحوثة أيا كانت 

تلك الصورة مادية أو معنوية أو مدنية أو عسكرية أو تعليمية أو ترفيهية.

وفي جعبتنا أمثلة لمراكز بحثية احتضنتها أروقة الجامعات العالمية ووفرت لها الدعمين العلمي والمادي مما مكنها من 

أداء مهامها في رصد الحاضر وبناء تصورات للمستقبل على وفق خطط منهجية وبرامج بحثية رصينة وهو ما تحتاجه 

جامعاتنا العربية التي فيها مراكز بحثية لكنها على قلتها أما متحجرة في منهجيات عملها أو منحازة في تصوراتها ومقيدة 

بعقلية من يدير أمورها على وفق توجهات لا تخلو من مصالح ضيقة أو تكون معنية بمناحٍ هي في حقيقتها جزء ضئيل مما 

ينبغي أن تعنى به أصلا من ذلك مثلا عنايتها بمسائل ليس هدفها سوى الاعلام والترويج والدعاية.

والأسوأ منها عنايتها بمسائل لا تمت بصلة للتفكر والتمرس فيه كالتحريض والتحشيد والتفرقة من دون الاهتمام بالارتفاع 

منها تاريخيا إلى المستقبل.

ومع قلة المراكز البحثية في جامعاتنا فإنه ليس فيها لدراسة المستقبل أي حضور واضح. والمراكز البحثية التابعة لها 

على قلتها تشكو من نقص الدعم الذي يحول دون أدائها المهام المنوطة بها من عقد الحلقات الدراسية والتحضير 

لمؤتمرات دولية إلى استقدام باحثين عالميين أو استضافة شخصيات بحثية عربية وما إلى ذلك من أنشطة تدعم الرصد 

المستقبلي للظواهر والقضايا الملحة والاساسية التي تحتاج إلى دراسات معمقة وكثيفة.

ومن بين تلك القضايا الدراسات النسوية والمآل المستقبلي لهذه الدراسات التي تعنى بها الجامعات الغربية بينما هي غائبة 

عن استراتيجيات جامعاتنا العربية والعراقية.

وإذا ما وضعنا أمام إحدى جامعاتنا الرئيسة فكرة تأسيس مركز بحثي خاص للدراسات النسوية راح بال أصحاب القرار 

إلى مسألة الحقوق الاجتماعية كمسألة الدفاع عن المرأة ضد الرجل، مضيقين الحال بما هو معهود في طبيعة عمل 

المنظمات غير الحكومية التي لا تتعدى مطالبها في تغيير واقع المرأة الجانب الاعلامي، وهو ما يزيد الطين بلة.

ويقاس على هذا التقوقع أو التحجر في الفهم المستقبلي للمرأة قضايا وظواهر مماثلة تتعلق بحيوات أخرى مهمشة كالطفل 

والعاطل عن العمل وكبار السن والنازح والمهجر وفاقد الهوية وغير ذلك مما ينبغي أن يعطى له دور ليسهم في رسم 

خارطة لمستقبل الغد الذي ينبغي أن نهيئ له الممكنات التي توجهه بالصورة التي نبغيها ونسعى إلى بلوغها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسات المستقبل ومآلاتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات المستقبل ومآلاتها   دراسات المستقبل ومآلاتها Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019, 11:30 am

دراسات المستقبل ومآلاتها %D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1

رياح التغيير: عن الدين والتعليم والعولمة في الشرق الأوسط

■ لعل ما يميز كتاب «رياح التغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» تحرير الباحثين سيروس روحاني وبهوز 

ثابت، الذي يتناول الأحداث التي طغت منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 حتى نشوب الربيع العربي، أنه لا يأتي 

ليشرح لنا مآلات ما حدث ويحدث اليوم من شتاء قاس وكابوس طويل في المنطقة، بل يحاول من خلال عدد من الباحثين 

تقديم توصيات لأهل الربيع العربي المكلومين، حول ما الذي علينا فعله اليوم، أو ما الذي غاب عن بال قياداتهم في اليوم 

التالي لانتفاضاتهم.
هذا الموضوع الذي يأتي في سياق مراجعة وفهم أسباب فشل أهل الربيع العربي أحيانا في إدارة دفة حراكهم، غدا محل 

اهتمام في السنتين الأخيرتين، بالأخص من خلال عدد من الدراسات والكتب أهمها، ربما كتاب السوسيولوجي الإيراني 

آصف بيات «ثورة بلا ثورات: مسعى لفهم الربيع العربي»، حيث وجد بيات أن الثوار نجحوا في استعادة الجماهير 

بوصفها لاعباً رئيسياً في معادلة الحكم والسلطة، لكن الإشكالية برزت لاحقاً من خلال افتقار الفاعل الثوري لأطروحة 

ثورية على حد تعبيره. فكثيرا ما حفلت مصادرهم بالأفكار والرؤى التي تتناقض مع المأمول الثوري، كما عبرت عن 

نفسها أحياناً (خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر) بميول كارهة للحراك السياسي الصلب (الحزبي)، ونافرة من 

التعامل مع مؤسسات الحكم. كما يمكن أن نذكر في هذا السياق كتاب المفكر السوري برهان غليون «عطب الذات» 

الذي بين فيه المفكر السوري ورئيس أول تجمع ممثل للثورة السورية، كيف أن النخب الثورية السورية عجزت عن تقديم 

تصورات واضحة على صعيد إدارة اليوم التالي، أو حتى على صعيد تشكيل مؤسسة سياسية قادرة على نقل هموم 

السوريين ومعبرة عن توجهاتهم. فالقوى السياسية التي مثلت الثورة بقيت تدور في فلك الأيديولوجيا، في الوقت الذي كان 

عليها تقديم تصورات بديلة بعيدة عما عهدته سابقاً من أفكار وتصورات حول السياسة، والعلاقة بالآخر والعالم ، أو حتى 

على صعيد إدارة المخابز في حال سقوط النظام.


وبالعودة إلى متن كتاب «رياح التغيير»، ربما ما يسجل على محرري الكتاب أن المقدمة جاءت جافة ولا تعكس مضمونه 

الجديد، كما أن قراءة الفصول الأولى من الكتاب، التي تطرقت لثقافة الانفتاح والعيش المشترك (عبد الحميد الأنصاري) 

ومبادئ فن القيادة في القرن العشرين (سيروس روحاني/ باحث في عدد من المؤسسات الغربية) والعنف وتحديات الشرق 

الأوسط (رامين بيقلو وهو باحث جامعة تورنتو/ كندا)، لم تكن قادرة على توضيح فكرة الكتاب، وهي كما ذكرنا سابقا 

تقديم تصور ورؤى أخرى للقوى الثورية السياسية، حول الدولة، والعلاقة بالعالم، والاقتصاد، وكيفية إدارة ملف التعليم 

في فترات الانتقال السياسي.

يقدم الكتاب لأهل الربيع العربي اليوم توصيات عديدة لتأسيس رؤية بديلة وجادة حول ملفات تتعلق بالتعليم والدين 

والعلاقة بالغرب تتيح إعادة النظر ببعض المسلمات وبمستقبل الحراك الثوري في المنطقة.

فثورات الربيع العربي، ورغم ما عانته من انتكاسات، يبقى أمل في استمرارها كما يؤكد آصف بيات، الذي يلجأ في هذا 

السياق إلى اعتماد مفهوم ريموند ويليامز حول «الثورة الممتدة» أو الطويلة؛ إذ يرى بيات أن الثورات قد تبقى 

مستمرة، حتى في حال منيت بهزائم عديدة في بداياتها، في حال استطاع أهلها إدراك أن الثورة هي صيرورة صعبة في 

تكوين فواعلها وتعددهم، وشاملة من ناحية أنها لا تقتصر فحسب على النزاع بين السلطة والثوار، وإنما تمتد إلى ساحات 

الثقافة والاجتماع. ويمكن القول هنا إن هذا الكتاب يأتي ليقدم لأهل الربيع العربي اليوم توصيات عديدة لتأسيس رؤية 

بديلة وجادة حول ملفات تتعلق بالتعليم والدين والعلاقة بالغرب تتيح إعادة النظر ببعض المسلمات وبمستقبل الحراك 

الثوري في المنطقة.

التعليم والثورات

لكن هذه الحيرة حيال أجندة الكتاب وخلفيته ربما ستبدو أكثر وضوحا مع الفصول اللاحقة، وبالأخص مع دراسات 

كريستوفر باك حول الإسلام والحكم والحياة اليومية، ومع فصل «التعليم في الشرق الأوسط» الذي أعده الباحث 

بهروز ثابت. إذ لطالما كانت المدارس والجامعات أحد أهم العوامل الأساسية للهيمنة على الثقافة والفكر لدى أنظمة 

الشرق الأوسط الشمولية؛ في هذا السياق يرى الباحث أن الطرق والأساليب التعليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال 

افريقيا قد غلب عليها الطابع التقليدي، أو بقيت تتمحور حول شخص المعلم. فالمعلم على سبيل المثال، هو محور قاعة 

الدرس، وهو المصدر الوحيد للمعرف والمنفرد باتخاذ القرار ، كما أن قاعات الدرس في دول المنطقة ما تزال محكومة 

بأسلوب تعليمي، يوجه نظام الامتحانات المدرسية ويتمحور حول التلقين والحفظ، بينما يجلس الطلبة في هدوء وسكينة 

يستمعون لما يتلقونه من معلميهم، ويدونون الملاحظات ويحفظون المعلومات عن ظهر قلب. ففي تونس على سبيل المثال، 

نجد أن 70٪ من طلبة الصف الرابع يحفظون المعادلات الرياضية والعمليات الحسابية، بينما لا يتعدى ذلك في بلد مثل 

كندا نسبة 18٪. كما أن المنهج بقي بمثابة أداة في يد حكومات سلطوية تملي به السلوكيات والقيم والتقاليد، مع التشديد 

على طاعة ولاة الأمور والدين بجانب الوفاء بمقتضيات التربية الوطنية الأخرى. فالمنهج يستخدم لغرس روح الطاعة 

والولاء من أجل تعزيز السلطة السياسية.

ترى الباحثة شهرزاد ثابت في دراستها الشيقة «العولمة والشرق الأوسط: تأملات في ترشيد المفاهيم» أن نصيب العالم 

العربي من التجارة العالمية انخفض من 38٪ في ثمانينيات القرن العشرين إلى ما لا يزيد على 4٪ في السنوات القليلة 

الماضية.

وعلى صعيد الجامعات نجد أن العلوم الاجتماعية تعاني من حالة يرثى لها تماما في المنطقة. فالأصوليون في المنطقة 

ينظرون إلى هذه العلوم بوصفها تمثل تهديداً مقبلا من الغرب، يقصد به إدخال الأفكار العلمانية في عقول الشباب.
أما الحكومات فلديها شكوك هي الأخرى من دعاة العلوم الاجتماعية بوصفهم يروجون لما هو شائع في الغرب، في سياق 

مواز من ديمقراطية وحرية الرأي والتعبير. ويرى بهروز ثابت أنه لكي يكون للتعليم دور في إحداث التغيير في المنطقة، 

فان على قادة الانتفاضات العربية والشرق الاوسط أن يدخلوا إصلاحات على ثلاثة مجالات تعليمية على الأقل هي: مجال 

مهارات حل القضايا والمشكلات، ومجال مهارات الاتصال والتخاطب، ومجال المهارات اللغوية، وخاصة اللغة الإنكليزية 

التي تبقى غير كافية وعاجزة عن إحراز النتيجــــة المرجوة.
وحل هذه المشكلة اللغوية هو أمر حيوي لا من أجل ضرورة وضع المراجع الأصلية في مجالات العلوم والصناعة تحت 

يد الدارسين والباحثين فيها وحسب، وإنما من أجل تطوير التواصل والاتصال والمشاركة في مجالات مثل التجارة العالمية 

وتبادل المعلومات والتكنولوجيا.

ثوار وعولمة

في سياق آخر، ترى الباحثة شهرزاد ثابت في دراستها الشيقة «العولمة والشرق الأوسط: تأملات في ترشيد المفاهيم» 

أن نصيب العالم العربي من التجارة العالمية انخفض من 38٪ في ثمانينيات القرن العشرين إلى ما لا يزيد على 4٪ في 

السنوات القليلة الماضية. كما أن نصيب الصادرات الصناعية، التي هي مصدر مذهل من مصادر النمو الاقتصادي، وخلق 

الوظائف في الدول التي تقاربها في المستوى من خارج الشرق الأوسط، منخفضة بدرجة غير عادية في المنطقة، حتى بعد 

أن نأخذ في الاعتبار تميز المنطقة في ما يتعلق بمنتجاتها البترولية. وبالتالي من الصعب على العديد من المراقبين 

والمحللين تخيل أي وصفة ناجعة من أجل الرفاهية المستدامة في المنطقة، تخلو من انفتاح أكبر، سواء من الناحية 

الاقتصادية أو غيرها من النواحي، لكن الإشكالية في رأي الباحثة أن هذه الرؤية ما تزال تصطدم برؤية مقابلة، تنظر إلى 

العولمة والاقتصاد العالمي بنظرة شك؛ فالأصوات المعارضة للانخراط في النظام الاقتصادي العالمي لها حضور كبير، 

فهناك من يحتج بأن العولمة بماديتها المتغلغة وتغاضيها الواضح عن العدل والإنصاف، تناصب العداء لما درجت عليه 

منطقة الشرق الأوسط من قيم أخلاقية ودينية. كما أن هناك من يبدي تخوفه من باب إثار الاندماج العالمي على تنوع 

الثقافات والهوية، فغالبا ما يتم الربط بين العولمة والتسبب في خلق التماثل والتجانس.
وترى الباحثة أن الاكتفاء بهذه الإجابات بدون قول أو فعل أي شيء آخر، يعد تهاوناً كبيراً، فالقول بضرورة عدم الدخول 

في شراكة عالمية بحجة كون التقدم المادي على خلاف جذري مع المبادئ الأخلاقي، أمر ينم عن موقف لا يوصف فقط 

بالسلبية، وإنما بفقدان عجيب للذاكرة ، إذ لا نجد- وفقا للباحثة – ما يفوق أثر الإسلام على ترقي المدنية الإنسانية؛ فقد 

كان الإسلام في قرونه الأولى محركاً قوياً للمشروعات النشيطة والنمو التجاري، كما أن أن القرون الأولى تظهر بكل 

بوضوح أن بوسع القوى الروحية والمادية أن تكون مكملة لبعضها بعضا في مساعيها لترقية المجتمع البشري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسات المستقبل ومآلاتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات المستقبل ومآلاتها   دراسات المستقبل ومآلاتها Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019, 11:31 am

رياح التغيير : طارق السويدان : 

https://archive.org/details/Ria7_Attaghyir/Ria7_Attag

hyir_01_352x288.avi


تحميل كتاب رياح التغيير في أنظمة الطاقة العالمية والعربية .

مكونات الكتاب :
مقدمة
من أين نبدأ ؟
لماذا طاقة الرياح ؟
العوامل الأساسية المؤثرة على طاقة الرياح .
ما هو معامل السعة ؟
ماذا تقول أهم الدراسات والأبحاث في جدوى استغلال طاقة الرياح ؟
طاقة الرياح في عاملنا العربي تطور تقنيات استغلال طاقة الرياح أنواع وتصميمات. تربينات الرياح »أفقية المحور«.
أي تربينات الرياح نختار ؟
مقارنة بيـن تربينة الرياح والسيارة ! الاعتبارات الهامة الواجب مراعاتها عند البدء في اختيار تربينات الرياح.
مزارع الرياح.. نظرة متفحصة.
صيانة مزارع الرياح.
الأراضي وقدرات مزارع الرياح .
تكامل دمج طاقة الرياح مع شبكات الطاقة الكهربائية. 
تطور تقنيات التنبؤ بالرياح.
طاقة الرياح واعتماديتها.
طبيعة الرياح المتغيرة.. والحل ؟
السوق العاملي والعربي لطاقة الرياح .
التصنيع المحلي لمكونات مزارع الرياح.. ومستقبل واعد .
خــــــــــــــــامتة .
رابط التحميل 

 https://gulfupload.com/jxx266kknd0q
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسات المستقبل ومآلاتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات المستقبل ومآلاتها   دراسات المستقبل ومآلاتها Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019, 11:32 am

دراسات المستقبل ومآلاتها %D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-800x400-750x400-730x438



عالم عربي ملتهب من محيطه إلى خليجه



[rtl]نشرت مجلة “نيوزويك” تقريرا قرأت فيه أسباب الاحتجاجات الجديدة في العالم العربي، خاصة العراق، الذي قتل فيه حتى الآن أكثر من 100 متظاهر وجرح حوالي أربعة آلاف في تظاهرات تطالب بالإصلاح ومكافحة الفساد.[/rtl]
[rtl]وقال معد التقرير، توم أوكونور، إن العالم العربي يشهد موجة جديدة من التظاهرات في لبنان ومصر والعراق ومناطق أخرى من المنطقة، حيث يخرج فيها المتظاهرون احتجاجا على الظروف الاقتصادية والفساد وعوامل أخرى مثيرة للاستقرار.[/rtl]
[rtl]ففي العراق تزداد حصيلة القتلى، فيما وصلت الأزمة الاقتصادية التي مضى عليها أكثر من عقد في لبنان درجة الغليان، أما مصر فيطالب المحتجون بالثورة الثالثة بعد أقل من عقد، بشكل دفع عددا من المراقبين للمقارنة مع الربيع العربي الذي اجتاح العالم العربي عام 2011.[/rtl]
[rtl]وكانت انتفاضات الربيع لديها نفس الحوافز: الإحباط بين الشبان ومعدلات البطالة بين السكان وتراجع الثقة بالقادة الذين حكموا البلاد لمدة طويلة. واستطاعت تونس -التي قاد فيها حرق شاب نفسه إلى موجة احتجاجات في كل أنحاء العالم العربي- التحول إلى الديمقراطية. ولكن مصر شهدت تغيرا في السلطة مرتين أعاد البلاد إلى قبضة الحكم العسكري من جديد. وتم سحق الاحتجاجات في دول الخليج العربي، أما سوريا واليمن وليبيا فقد دخلت حالة من الحرب الأهلية مستمرة. واليوم يشهد العالم العربي حالة من التوتر، بالتأكيد تقوم الحكومات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وحول العالم بمراقبة حالة التصعيد والإضرابات الجديدة.[/rtl]
[rtl]ففي العراق، عانى اقتصاد البلد بسبب النزاعات على مدى العقود الماضية، من الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينيات من القرن الماضي، إلى غزو العراق عام 1990 وحرب الخليج الأولى والعقوبات التي فرضت على النظام العراقي، ثم الغزو الأمريكي 2003 وما تبعه من دمار، وأخيرا تنظيم الدولة الإسلامية. فعندما تمت هزيمة هذه الجماعة الجهادية عام 2017 أمل الكثيرون ببداية جديدة، إلا أن إعادة إعمار البلاد كانت بطيئة ولام السكان الطبقة السياسية الحاكمة.[/rtl]
[rtl]وربما لم تكن السلطة في بغداد متجانسة، خاصة بعد سقوط نظام صدام حسين، إلا أن السلطة ظلت تدور في يد طبقة سياسية واحدة. وعبرت منظمتا الصليب الأحمر وأمنستي إنترناشونال عن القلق من تدهور الوضع في البلاد.[/rtl]
[rtl]وفي لبنان، عانى البلد من آثار المحاصصة الطائفية وتداعيات الحرب الأهلية التي استمرت ما بين 1975 – 1990 والتي دمرت الاقتصاد وخلفت انقساما مرا وخلافات أيديولوجية لا تزال قائمة حتى اليوم. وعانى البلد من حرب عام 2006 وآثارها المدمرة ونتائج الحرب الأهلية في سوريا التي جلبت معها أكثر من مليون لاجئ.[/rtl]
[rtl]وعادة ما قامت أطراف السلطة اللبنانية إلى زواج المصلحة، خاصة مع أطراف خارجية قوية، ولم يتم إجراء أي إحصاء رسمي في هذا البلد الصغير على البحر المتوسط منذ عام 1932 خشية إثارة المشاكل.[/rtl]
[rtl]وبحسب دراسة نشرت في تموز/ يوليو، فإن عدد السكان متساوٍ بين السنة والشيعة والمسيحيين الذين ينتمون لطوائف عدة. وأدى الشلل الحكومي إلى عدد من التداعيات على المجتمع المدني بما في ذلك تراكم النفايات في الشوارع، بالإضافة للعجز عن مواجهة مشكلة الدّين المتزايد بسبب نقص العملة الصعبة وتعويم الدولار. ومن هنا فقد استهدفت التظاهرات في بيروت والمدن الأخرى قادة الطوائف الثلاث التي تسيطر على القرار في البلد.[/rtl]
[rtl]وفي مصر التي تمت الإطاحة بزعيم حكم طويلا مثل تونس عام 2011، فقد شهدت بعد أقل من عامين الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي. واستطاع قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي السيطرة على البلاد منذ عام 2013 ومنح سلطات واسعة للجيش خاصة في مجال الفرص الاقتصادية. وواجهت مصر تهديدات من تنظيم الدولة في مصر فيما فشل السيسي بالوفاء بوعود الإصلاح التي جاء إلى السلطة بناء عليها.[/rtl]
[rtl]وعندما بدأ المقاول محمد علي بوضع أشرطة فيديو عن الفساد وتبذير المال العام شعر الكثير من المصريين بالسخط وخرجوا في تظاهرات نادرة. وردت الحكومة بحملة قمع واسعة رافقها رقابة على وسائل التواصل الاجتماعي التي نظر إليها على أنها مريبة. ونظمت الدولة تظاهرات مضادة مؤيدة للسيسي.[/rtl]
[rtl]وفي الجزائر أطاحت التظاهرات بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مع أن النظام استطاع إبعاد شبح الربيع العربي عام 2011.[/rtl]
[rtl]وفي السودان أطاح المتظاهرون بحاكم حكم طويلا هو عمر حسن البشير. أما في فلسطين فيواصل الفلسطينيون التظاهر من أجل حق العودة إلى الأراضي التي شرد منها آباؤهم وأجدادهم. وفي داخل الخط الأخضر تجمع الفلسطينيون احتجاجا على انتشار العنف.[/rtl]
[rtl]وفي الأردن لم تتوقف التظاهرات منذ عام 2011 ولكن المدرسين أعلنوا عن إضراب مطالبين بتحسين ظروفهم. وهناك تقارير عن احتجاجات في المغرب حيث خرجت تظاهرات احتجاجا على قوانين الإجهاض والعلاقات الجنسية خارج الزواج، واتهام صحافية بارزة بهما.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسات المستقبل ومآلاتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات المستقبل ومآلاتها   دراسات المستقبل ومآلاتها Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019, 11:34 am

دراسات المستقبل ومآلاتها 3-92





ديكتاتوريات عربية أينعت وحان قطافها


[rtl]يحتفظ التاريخ والتراث العربيين بالخطبة الشهيرة للحجاج بن يوسف الثقفي، الذي توعد المعارضين بخطبته الشهيرة، التي جاء فيها: «والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها». توعد الحجاج يستعيد وهجه وإن ببنية معكوسة في وقتنا الراهن، حيث يبدو صاعدا من المحكومين اتجاه الحكام. وفي ظل الانتفاضات العربية نرصد ألسنة الشعوب العربية تلهج بهذا التوعد ولعلها تقول: «إننا والله لنرى ديكتاتوريات قد أينعت وحان قطافها».
وإن تباينت السياقات الزمنية بين الحجاج، أحد سيوف الأمويين في قمع الانتفاضات في العراق، أواخر القرن الأول الهجري، وسياق الانتفاضات العربية في أيامنا هذه، فإن هناك في المقابل نقاطا مشتركة كثيرة، بينها تطابق تحكيم منطق القمع الجارف من طرف السلطة في الحقبتين الماضية والراهنة  في هذه الرقعة الجغرافية التي تسمى العالم العربي، وإن شاب نظام الحكم في المنطقة، تقدم ما في مفاهيم الحكم، من ظهور منظومة الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن الاختلاف بين تلك الحقبة وحقبتنا هذه هو بدء التحول في طبيعة الأدوار، يستمر الحاكم المستبد في غيه وجبروته، لكن المبادرة الآن بدأت تنتقل إلى يد الشعوب العربية، التي بلورت وعيا جديدا أصبحت تهدد به الديكتاتوريات بالثورة والانتفاضة والملاحقة.
في أعقاب الربيع العربي في مرحلته الأولى، وباستثناء سوريا، لجأت معظم الدول العربية الملكية منها والرئاسية، التي لم يسقط حكامها، إلى الرهان على الحوار مع شعوبها والإصلاح السياسي، مثل حالة الدول المغاربية، أو شراء صمت شعوبها بمغريات مالية مثل التعويضات والرفع من المرتبات، كما جرى في الخليج العربي، ولكن ما لبثت أن استعادت زمام استبدادها بعدما تراجعت شعلة الربيع العربي، ولم تعد هذه الأنظمة تتعرض لانتقادات من المنتظم الدولي، لاسيما بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وهذا الرجل يؤمن بضرورة تحرك الشعوب للدفاع عن مصالحها ومستقبلها، من دون انتظار دعم خارجي، لأن مصالح الدول هي الطاغية في العلاقات الدولية وليست مصالح الشعوب.
[/rtl]
اقتباس :
[rtl]يصر الحاكم العربي سواء أكان ملكا أم رئيس دولة، على عدم تقليد مسارات وأفعال ملوك ورؤساء الدول الديمقراطية[/rtl]
[rtl]عقل الحاكم العربي مشكل بمزاج ديكتاتوري عالي ويعاني من ضعف مزمن في الذاكرة، والاستفادة من التجارب التاريخية بما فيها المؤلمة. فقد سقطت رؤوس في المرحلة الأولى من الربيع العربي، وعلى رأسها الليبي معمر القذافي والمصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي، الذي مات مبعدا بعدما لفظه الوطن. ولم يستوعب الديكتاتور العربي هذه الدروس، وها هي المرحلة الثانية من الانتفاضة الديمقراطية تطل بإصرار، فقد حصدت الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي أقام رفقة مجموعة من الأشخاص حكم العصابة بامتياز، والآن يقبع الكثيرون منهم في السجن. ويعطي الشعب السوداني درسا بليغا للديكتاتوريين العرب، بعدما نجح في إرسال حاكم مخضرم وضارب في الزمن الديكتاتوري الى السجن وهو عمر البشير. وبينما كان الرأي العام العربي والدولي، يعتقد في سقوط مصر تحت قبضة أمنية فرعونية أبدية، ها هم أحرار هذا البلد يدشنون الفصل الأول من الانتفاضة ضد  الديكتاتور عبد الفتاح السيسي، ستؤدي من دون شك إلى عزله على المدى القصير، لأنه أدخل البلاد في حالة اللاستقرار، ولن يصبر الجيش عليه كثيرا، حتى يقوم بتغييره لتفادي التوتر الخطير الأكبر.
في الوقت ذاته، يصر الحاكم العربي سواء أكان ملكا أم رئيس دولة، على تقليد ممارسات الديكتاتوريين، الذين سبقوه بدل تقليد مسارات وأفعال ملوك ورؤساء الدول الديمقراطية، هؤلاء يحترمون القوانين المنظمة للبلاد، فلا تمتد أيديهم الى ممتلكات الشعب، ولا يعادون أو يلاحقون أي مواطن تبنى موقفا فكريا وسياسيا مختلفا. وهذا يجعلهم أي الديمقراطيين، يغادرون السلطة وهم مطمئنين كل الاطمئنان ظافرين  باحترام الشعب لهم، وآمنين مطمئنين لعدم حصول انتقام منهم، لأنهم لم يرتكبوا أي مخالفات، وإن ارتكبوها سيكون القانون بالمرصاد لهم، كما حدث في عدد من دول أمريكا اللاتينية خلال السنوات الأخيرة، بل حتى الدول الأوروبية، ومن أبرز الأمثلة ملاحقة القضاء الفرنسي للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بسبب تعامله المالي مع ديكتاتور راحل وهو القذافي.
كل المؤشرات تشير الى بدء فقدان الشعوب العربية صبرها من عودة الحاكم العربي الى ممارسات الحكم البلطجي من قمع واختلاس واحتقار لكرامة أبنائها. وعليه فقد فقدت هذه الشعوب الصبر وأصبحت طاقة التحمل لديها تكاد تنفد وبصلاحية محدودة، لاسيما بعدما بدأ يتعاظم لدى الإنسان العربي نوع من الاحتقار التاريخي، وهو يرى مسار شعوب متعددة، من افريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا  تلحق بركب الديمقراطية والتنمية الحقيقية، بينما العربية تستمر في العيش في الذل، بسبب أنظمة لا ضمير تاريخي لها، وهي قريبة من ممارسات عصابات قطاع الطرق، بدل الأنظمة التي تحترم المواطن. وبناء على هذه الحال الجامدة، يظهر أن رؤوس الأنظمة الديكتاتورية قد أينعت، وتتوعدها الشعوب العربية التواقة إلى الحرية والخلاص والكرامة بالقطاف، وتحويلها إلى  مجرد رقم في الواجهة السوداء من التاريخ: ولن تكون إلا مزبلة التاريخ نفسها».
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75822
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

دراسات المستقبل ومآلاتها Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسات المستقبل ومآلاتها   دراسات المستقبل ومآلاتها Emptyالأحد 13 أكتوبر 2019, 11:35 am

دراسات المستقبل ومآلاتها %D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA







ثورات ما بعد الاستبداد: ثقافة سياسية جديدة في العالم العربي؟


[rtl]تبدو الأوضاع في العراق وتونس مختلفة نسبياً عن بقية الدول العربية، في هذين البلدين تقام الانتخابات بشكل دوري، بقدر معقول من النزاهة، وتنشط القوى السياسية ضمن هامش من الحرية. تونس أسقطت طاغيتها في واحدة من أنجح ثورات الربيع العربي، وطوّرت مجتمعها السياسي والمدني، بما يرافق ذلك من حريات ثقافية واجتماعية.
أما العراق فتعرض لتغيير سياسي عنيف نتيجة الاحتلال الأجنبي، لم يعد من الممكن معه بروز مستبد وحيد. تحلّل الاستبداد إلى شبكة شديدة التعقيد من الزعامات المحلية والطائفية، والأحزاب والمليشيات المتنازعة على السيطرة ومناطق النفوذ. في البلدين لا توجد شخصية أو جهة واضحة يمكن تحميلها مسؤولية المشاكل المزمنة، باستثناء أحاديث عامة عن فساد «المؤسسة» أو «الطبقة السياسية» بأكملها.
لعب هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام» دوراً مركزياً في الربيع العربي، بسبب قدرته على تكثيف تطلعات الثوار المتعددة، بمطلب أساسي هو التخلص من الطغاة المزمنين. ولكن ما معنى «إسقاط النظام» بدون وجود طاغية؟ وهل يجب فعلا إسقاط أنظمة تؤمّن الحد الأدنى من الشرعية الانتخابية والدستورية؟ هذان السؤالان يطرحان تحدياً كبيراً على ثقافة سياسية عربية، ارتبطت كثيراً من الأحيان بشخصنة الاستبداد، وشخصنة الثورة عليه. وقد أصبحت لهما أصداء مهمة حتى في بلدان مازالت تعاني الاستبداد المباشر. كما في الحالة المصرية، التي رافقت دعوات التظاهر الأخيرة فيها تساؤلات مهمة عن معنى التخلص من الطاغية، إذا لم يتم تحقيق تغيرات هيكلية في الدولة، تمنع ظهور طغاة جدد.
فضلاً عن هذا تبدو الحالة الاحتجاجية الجديدة متجاوزة للقضايا التقليدية في الجدل الاجتماعي العربي: مسائل الهوية والإسلام السياسي والعلمانية والطائفية والجهوية، إلخ، وذات طرح اجتماعي أكثر وضوحاً، يرتبط بقضايا البطالة والفساد وهيكلية الدولة والتنمية وإعادة توزيع الثروة. لا يعني هذا أن المسائل التقليدية قد غابت أو فقدت أهميتها، ولكنها اندمجت في سياق جديد يكسبها معاني مختلفة. فما الذي تستطيع الثقافة السياسية العربية قوله في وجه هذه التحديات الجديدة؟
[/rtl]
[rtl]إسقاط النظام أم توسيع المشاركة؟[/rtl]
[rtl]الإجابة، التي تبدو الأكثر اتفاقاً مع العقل السياسي العربي، هي التحذير من ثورة جديدة أو قلب لنظام الحكم في ظل هذه الظروف المعقدة. الأنسب، حسب هذا الطرح، توسيع المشاركة السياسية لتشمل فئات أوسع، خاصة الفئات المحرومة، ولكن إحالة الأزمة إلى مبدأ «التمثيل»، ضعفه أو غيابه، يبدو قاصراً بشدة. يوفر الإطار الدستوري والانتخابي في تونس، تمثيلاً لا بأس به لولايات ومعتمديات الجمهورية، وتطرح الأحزاب السياسية برامج متنوعة، تأخذ باعتبارها المشاكل العالقة في البلاد. في العراق يتمركز الحضور الأقوى للاحتجاجات ضمن الطائفة الشيعية، التي من المفترض أنها الأفضل تمثيلاً. كما أن الاختلاف الشديد بين أنماط التمثيل في البلدين (المحاصصة في الحالة العراقية، العمومية الوطنية في الحالة التونسية) قد يشير إلى أن المشكلة ليست في شكل تمثيلي معين، بما يفترضه من مركزية أو طائفية، بل في أن التمثيل نفسه (أو الديمقراطية التمثيلية في الحالة التونسية خصوصاً) أصبح موضع سؤال.
يُبدي المحتجون رفضاً شديداً للأحزاب والأشكال السياسية التقليدية، سواء عبر حرق مقرات الأحزاب في العراق، أو التصويت العقابي ضد القوى السياسية التقليدية في انتخابات تونس الرئاسية. من المقولات الشائعة أن الربيع العربي تجاوز التنظيمات السياسية القديمة، ولكن لم يسبق أن تصاعد الرفض والغضب لهذه الدرجة ضد أحزاب وتيارات سياسية، لا يمكن اعتبارها بسهولة «الحزب الحاكم». بناءً على هذا لا تبدو الاحتجاجات العربية الأخيرة قريبة كثيراً من «الثورات الملونة» أو حتى المظاهرات في هونغ كونغ، حيث تعتبر الديمقراطية الليبرالية مفتاحاً للتغيير، بل ربما تكون أكثر تشابهاً مع احتجاجات شمال المتوسط: السترات الصفراء في فرنسا، والتحركات الاحتجاجية في إيطاليا وإسبانيا واليونان. يدرك المشاركون في هذه التحركات ضرورة التغيير، يرفضون الأطر السياسية التقليدية، ولكنهم لا يستطيعون تقديم صيغ بديلة. والأهم أن المطالب الاجتماعية، مثل القدرة الشرائية والبطالة والخدمات العامة، أصبحت في الصدارة، بوصفها تعبيراً عن حالة سخط عامة من المنظومة بأكملها، بما في ذلك جوانبها السياسية والثقافية.
المسألة بالفعل إذن هي «إسقاط النظام» وليس إصلاح النظام التمثيلي أو توسيعه، وهذا لا يمرّ إلا من خلال قضايا أساسية مثل حقوق العمل، إعادة توزيع الثروة واستعادة حق تقرير المصير الفردي والجماعي من الأوليغارشية المسيطرة. ولكن ما هو الأفق الذي تطرحه الاحتجاجات للتصدي لهذه المسألة؟
[/rtl]
اقتباس :
[rtl]هنالك سمة عامة تتقاسمها أغلبية الحركات الاحتجاجية الحالية، وهي أنها تبدو ظلاً باهتاً للمفاهيم الكلاسيكية للثورة الاجتماعية، نتيجةً يائسةً لانسداد الآفاق وليس توسيعاً لها.[/rtl]
[rtl]ثورات المشتبه فيهم[/rtl]
[rtl]هنالك سمة عامة تتقاسمها أغلبية الحركات الاحتجاجية الحالية، وهي أنها تبدو ظلاً باهتاً للمفاهيم الكلاسيكية للثورة الاجتماعية، نتيجةً يائسةً لانسداد الآفاق وليس توسيعاً لها. غياب الأشكال التنظيمية الواضحة، والقدرة على تقديم خطاب سياسي وثقافي متماسك، يعمّق هذا الانطباع. ما يجعل المحتجين في موضع الاشتباه العام، فيصبح من السهل تأويل حراكهم بأشكال عديدة، أو نسبه إلى جهات لا تتمتع بكثير من المصداقية السياسية. في تونس يبدو هذا واضحاً، فسواء في حالة المرشح الرئاسي نبيل القروي، أو في أنماط جديدة من التنظيم مثل «عيش تونس»، تبدو الجهات التي تدعي تجاوز العمل السياسي التقليدي، مرتبطة بالفساد والمال السياسي واستغلال العمل الخيري، والمنظمات غير الحكومية. في العراق يتم التلميح، كالعادة، إلى «أيدٍ خفية»، حتى في الحالة الفرنسية تحدث كثيرون عن دور اليمين واليسار المتطرف، أو عن حضور تنظيمات شبه فاشية.
يرتبط هذا بأزمة واضحة في الهوية السياسية، فعلى الرغم من التصاعد المطرد لسياسات الهوية في الخطاب الثقافي السائد، لا يستطيع الحراك الاجتماعي المعاصر، كثيراً من الأحيان، تقديم هوية واضحة لنفسه والمشاركين فيه، حتى بالاستعانة بالهويات التقليدية وغير التعاقدية، مثل الطائفة والإثنية. تبدو الاحتجاجات مقسّمة بين خطوط اجتماعية عديدة، هلامية أحياناً. أما الاستقواء بـ«الشعب» فلا يعتمد على تكتيكات سياسية وخطابية واضحة، لبناء الكتلة الشعبية في مواجهة الآخر. قد يبدو العدو واضحاً: الفساد والسياسيون التقليديون، ولكن لا رموز سياسية قادرة على جمع المطالب المتعددة للمحتجين، على اختلافهم، في إطار متماسك. المسائل الاجتماعية، التي تتصدر المشهد، لا تتحول إلى دوال واضحة، يمكن من خلالها فرض هيمنة شعبية ما في المؤسسات القائمة. ما يجعل الاستثمار السياسي في الاحتجاجات شديد الصعوبة، وأي منظمة يمكن أن تنتج عنها ضعيفة الفعالية. يبدو هذا واضحاً من المسيرة المتعثرة للحركات الشعبوية في أوروبا، وهو ما يمكن توقع تكراره، ربما بشكل أكثر تعثراً، في أي تجربة شعبوية عربية، لعل الوصف الأفضل للحالة هو «تمرد يصعب فك تشفيره»، حسب تعبير المفكر الإيطالي أنطونيو نيغري.
[/rtl]
[rtl]حيوية فائقة[/rtl]
[rtl]لا يعني هذا أننا نتكلم عن تحركات عبثية، فإذا كانت الاحتجاجات تعاني من عدم الوضوح على المستوى التواصلي، في اللغة والخطاب والترميز، فهي ذات جذور اجتماعية وطبقية واضحة، قابلة للتحليل والفهم. كما أنها من مظاهر أزمة عالمية شاملة، يتعثر فيها التوسع الرأسمالي وتتصاعد أزماته، ما ينتج جمهوراً واسعاً من المُفقرين والمتضررين، الذين يمارسون أشكالاً مختلفة من المقاومة، لا يمكن، نظراً لاتساعها وتنوعها، أن تكون معدومة التأثير على المدى الطويل.
في هذا الشرط أظهر العالم العربي حيوية فائقة: خلال ما يزيد عن عقد من الزمن لم تتوقف التحركات الاجتماعية بكل أنواعها، من العمل النقابي المنظم وصولاً للتمردات العشوائية، بالإضافة لعديد من التجارب الثقافية والسياسية التي لا يمكن إهمالها، حتى لو لم تنتج خطابات واضحة، قادرة على فرض هيمنتها. يمكن تفسير هذا على المستوى الاقتصادي في موقع العالم العربي شديد الهشاشة، ضمن المنظومة الاقتصادية العالمية، ما يجعله مركزاً أساسياً للزلازل الاجتماعية، وعلى المستوى السياسي- الحيوي بديناميكية مجتمعات فتيّة، لم يعد من الممكن ضبطها بالأطر السلطوية التقليدية: الدولة والبنى الأهلية. توق الجمهور المتنوّع لظروف أفضل في الحياة والعمل والعلاقات الاجتماعية، يخلخل أي إمكانية لترميم السلطات القديمة. لا يعني هذا أن ما تؤدي إليه هذه الحيوية إيجابي بالضرورة، فهي كثيراً ما تنتج أشكالاً جديدة من الاستبداد، طائفية وذكورية ودينية، إلا أنه استبداد على أسس هشة، غير قادر على مأسسة ذاته، بسبب حركية الظروف التي أنتجته بالتحديد.
لا تبدو الفرصة معدومة تماماً لتشكيل «منظمة» من حراك الجمهور، في الحالة السودانية استطاعت الكوادر النقابية والسياسية جعل الاحتجاج الاجتماعي أكثر تماسكاً ونجاعة، وأخرجت المتمردين من حالة الاشتباه العام إلى ممارسة سياسية متميزة عربياً، رغم التعقيد الشديد لظروف البلاد، والمصاعب العديدة للمرحلة الانتقالية، التي قد تؤدي لتعثر آمال التغيير. وربما كان هذا النموذج هو أفضل ما نعرفه عربياً لتحويل الحيوية الاجتماعية إلى إمكان للتحرر.
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
دراسات المستقبل ومآلاتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حرب غزّة ومآلاتها المحتملة إقليمياً
» خلافات الحكومة الإسرائيلية.. أصل القصة ومظاهرها ومآلاتها
» دراسات جدوى
»  دراسات  باللغة الإنجليزية، ( محاسبة بالإنجليزي)
» سلسلة دراسات منهجية في القضية الفلسطينية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: