منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Empty
مُساهمةموضوع: عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم   عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Emptyالخميس 17 أكتوبر 2019, 9:40 am

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم

انهيار الاستراتيجية الأمريكية.. أم تأقلم مع نهاية مشروع الفوضى الخلاقة في بلاد الشام


الصراع العسكري والسياسي الدائر على أرض بلاد الشام منذ منتصف شهر مارس 2011 أو ما يصطلح على تسميته بالحرب شبه الدولية، يبدو في الربع الأخير من سنة 2019 للكثيرين كمشهد فوضوي. الأطراف الدولية والاقليمية التي وظفت وسائل ضخمة عسكرية ومالية وسياسية لإسقاط دمشق وإلحاقها بقائمة الأقطار العربية التي هوت في فخاخ ومتاهات الفوضى الخلاقة تحت غطاء تسميات منها الربيع العربي، تبدو منقسمة ومتخالفة بل وأحيانا متصارعة فيما يخص السلوك والسياسة التي يجب بها إدارة المواجهة خاصة بعد أن تمكن الجيش السوري بدعم أساسي ومباشر من روسيا إبتداء من 30 سبتمبر 2015 وحلفاء آخرين كحزب الله اللبناني وحكومة طهران من عكس مسار المواجهة العسكرية لمصلحة حكومة دمشق.

بعض الخلافات المعلنة بين خصوم دمشق تبدو سطحية أو جزء من مسرحية لا تبدل الهدف النهائي لمشروع الفوضى الخلاقة، ولكن الأمر الواضح في الربع الأخير من سنة 2019 هو أن دمشق وموسكو وبإتباع أسلوب التدرج وخطوة خطوة استطاعا استغلال كثير من خلافات التحالف الموالي لواشنطن لإدارة دفة الصراع في صالحهما، وجعل دول محسوبة على التحالف الغربي وبشكل غير مباشر تنسف المخططات الأمريكية الإسرائيلية في بلاد الشام.

مع بداية شهر أكتوبر 2019 ظهر أن البيت الأبيض قد قرر أو يحاول طي صفحة في سياسته بخصوص سوريا حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب ورغم معارضة الكثير من السياسيين والعسكريين الأمريكيين وعدد كبير من حكومات الدول الحليفة سحب القوات الأمريكية المرابطة في شمال شرق سوريا على إمتداد الحدود السورية التركية بعد قيام أنقرة بشن عملية عسكرية. القرار اعتبره عدد من الملاحظين تمهيدا لسحب كل القوات الأمريكية من سوريا، وكان ترامب قد أعلن يوم الأربعاء 20 ديسمبر 2018 سحب قواته ولكنه اضطر إلى تعطيله تحت ضغط صقور واشنطن وحلفاء خارجيين، ويظهر أنه استغل التطورات الجديدة لإحياء أمره القديم.

كثير هي التفسيرات وهي كذلك متناقضة بشأن خلفيات القرار الأمريكي.

خصوم سياسة حاكم البيت الأبيض اتهموه بتسليم سوريا وربما كل المنطقة الشرقية من الشرق الأوسط لروسيا وإضاعة كل الجهود والمصاريف التي انفقت.

الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 260 مليار دولار على حربها على سوريا بينما بلغت مساهمات حلفائها حوالي 182 مليار دولار خلال ثمان سنوات وذلك حسب مركز غلوبال رسيرش.

يوم 9 أكتوبر 2019 أعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده أنفقت 8 تريليونات دولار أمريكي "أي 8000 مليار" في القتال والتأمين في الشرق الأوسط، واصفا قرار الذهاب إلى هناك بأنه الأسوأ في تاريخ بلاده. واضاف "وقد قتل وأصيب آلاف من جنودنا العظماء، وقتل ملايين من الجانب الآخر".

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قد أفادت قبل سنتين في 6 أغسطس 2017 إن المخابرات المركزية الأمريكية بمفردها أنفقت أكثر من مليار دولار لتسليح المسلحين الذين يقاتلون الحكومة السورية.

وانتقد عدد من أعضاء الكونغرس في ذلك الحين المبالغ التي أنفقتها المخابرات الأمريكية على برنامج الحرب السرية بالوكالة في سوريا. الصحيفة ذكرت نقلا عن مسؤولين في البيت الأبيض أن تلك العملية السرية من قبل المخابرات المركزية أثبتت أنها الأكثر تكلفة والأقل نجاحا في تاريخ الولايات المتحدة.

أجهزة أمريكية أخرى وحليفة انفقت مئات الملايين من الدولارات في الحرب الاعلامية والنفسية على دمشق عبر مئات الصحف ووسائل الاعلام في العديد من دول العالم.

 

تناقضات

اعتبر عدد من السياسيين أن واشنطن أعطت عمليا بسحب قواتها من منطقة الحدود، الضوء الأخضر للهجوم التركي رغم معارضتها العلنية له، ولكن وفي نفس الوقت ورغم موقف مشابه من جانب الكرملين، عطلت موسكو يوم الجمعة 11 أكتوبر مشروع إعلان لمجلس الأمن الدولي يدعو تركيا لوقف عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا.

والنص الذي أعدته الولايات المتحدة كان من المقرر أن يتم تبنيه في الساعة 19.30 ت غ، لكن موسكو تدخلت لوقفه. وذكر دبلوماسي لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته أن الصين ايضا تبعت روسيا في وأد هذا الإجراء في مهده.

وكانت المسودة الأولية للنص الذي تقدمت به الولايات المتحدة بعد اجتماع لمجلس الأمن الخميس ساده الانقسام قد دعا أنقرة فقط الى العودة للدبلوماسية لأسباب أمنية.

لكن لهجة المسودة النهائية تغيرت وأصبحت أكثر شدة لتدعو لوقف العملية العسكرية التركية، وذلك بعد جدل بين أعضاء مجلس الامن في الساعات ال24 السابقة.

وانتقد البنتاغون الجمعة تركيا بسبب هجومها المستمر منذ ثلاثة ايام ضد قوات كردية في سوريا، محذرا من "عواقب وخيمة" بسبب هذه الهجوم.

وفي واشنطن رفض ترامب الاتهامات بالتخلي عن الأكراد حلفاء الولايات المتحدة وقال إن من الممكن أن تتوسط واشنطن في الصراع.

وذكر وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين يوم الجمعة إن ترامب فوض مسؤولين أمريكيين بصياغة مسودة لعقوبات جديدة ”كبيرة للغاية“ على تركيا، مع استمرار هجوم انقرة على المقاتلين الاكراد في شمال شرق سوريا. وأوضح منوتشين أن الولايات المتحدة لا تطبق العقوبات في الوقت الراهن لكنها ستطبقها إذا اقتضت الضرورة.

وأضاف ”هذه عقوبات قوية جدا. نأمل ألّا نضطر لاستخدامها لكن بمقدورنا أن نصيب الاقتصاد التركي بالشلل إذا أردنا“.

من جانبه صرح مارك إسبر وزير الدفاع الأمريكي في إفادة صحفية إن بلاده لم تتخل عن الأكراد وإن مسؤولين أمريكيين حثوا تركيا على وقف الهجوم، محذرا من أنه يمكن أن يلحق ”ضررا بالغا“ بالعلاقات الثنائية.

ولكن الوزير الأمريكي عاد يوم الأحد 13 اكتوبر ليعبر عن اقتناعه بأن تركيا كانت ستواصل الهجوم في شمال سوريا، على الرغم من وجود القوات الأمريكية هناك.

وفي معرض رده خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، تم بثها يوم الأحد، عما إذا كان يعتقد بأن القوات التركية كانت ستتقدم حتى بوجود نظيرتها الأمريكية في شمال سوريا وبالنظر إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عارض بوضوح مثل هذه الإجراءات من جانب أنقرة، قال إسبر: "أعتقد ذلك، لأنه بعد التحدث مع زملائي الأتراك خلال الأسبوعين الماضيين.. اتضح لي تماما أن الأتراك ملتزمون تماما بتنفيذ هذا الغزو. تركيا تريد أن تفعل هذا، لم يكن مستغربا".

وسئل وزير الدفاع الأمريكي أيضا عما إذا كان يعتقد أن تركيا كانت ستبدأ فعلا باستهداف القوات الأمريكية، حليفتها في الناتو، فقال: "لا أعرف إذا كانوا سيفعلون ذلك أم لا. لدينا بالفعل تقارير عن إطلاق نار عشوائي، وسقوط قذائف بالقرب من موقع القوات الأمريكية".

وفي الوقت نفسه، أوضح إسبر أنه يتعين على واشنطن الكشف عما إذا كانت هذه القذائف متعمدة أم لا، قائلا: "لا نعرف إن كان ذلك حادثا عرضيا أم لا، ونحن بحاجة إلى معرفة ذلك. عايشت حروبا، وأعرف ماهية الحرب، وهناك دائما عنصر من عدم اليقين، وتحدث أشياء مختلفة. يجب أن نتأكد من أننا لا نضع جنودنا في وضعية يمكن أن يقتلوا فيه أو يصابون".

وأكد أسبير: "بالنسبة لي سيكون من غير المسؤولية ترك القوات الأمريكية هناك في شمال شرق سوريا"، مضيفا: "لا نريد أن نتورط في نزاع بين الأتراك والأكراد، والذي يستمر تاريخه منذ ما يقرب من 200 عام. لا نريد المشاركة في حرب أخرى في الشرق الأوسط".

في دعم لوزير دفاعه قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن عدم تورط الولايات المتحدة في القتال العنيف على طول الحدود التركية غاية في الحكمة، مؤكدا أن هناك من يدفع لانخراط واشنطن في حروب الشرق الأوسط.

وأضاف: "من الذكاء أن لا نكون منخرطين في القتال على الحدود التركية من أجل التغيير. أولئك الذين دفعونا خطأ إلى حروب الشرق الأوسط ما زالوا يدفعون لذلك. ليس لديهم أي فكرة عن القرار السيئ الذي اتخذوه. لماذا لا يطلبون إعلان الحرب؟".

وأسترسل ترامب: "الأكراد وتركيا يقاتلون لسنوات عديدة. تعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني أسوأ الإرهابيين على الإطلاق. قد يرغب الآخرون في المجيء والقتال من أجل جانب أو آخر. دعهم! نحن نراقب الوضع عن كثب.. حروب لا تنتهي".

وقال: نبحث مع السيناتور ليندسي غراهام والعديد من أعضاء الكونغرس، بمن فيهم الديمقراطيون، سبل فرض عقوبات قوية على تركيا. الخزانة مستعدة لذلك، قد يتم السعي للحصول على تشريعات إضافية. هناك إجماع كبير على هذا. لقد طلبت تركيا عدم القيام بذلك. ابقوا مترقبين".

 

دمشق وموسكو

يسجل المراقبون أنه رغم اعلان دمشق وموسكو وطهران عن معارضتهم للهجوم التركي، ظهر نوع من الرفض الدبلوماسي الهادئ.

يوم الخميس 10 أكتوبر وصف نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد ”الحرب العدوانية التي يشنها النظام التركي على الأراضي السورية بالغزو الموصوف” مبينا أن “غزو بلد مستقل ذي سيادة يعد عملا خارجا عن ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويتناقض بشكل صارخ مع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالأزمة في سوريا”.

وأكد المقداد في تصريح للصحفيين بمقر وزارة الخارجية والمغتربين نقلته وكالة الأنباء السورية سانا أن “الجيش العربي السوري الذي يواجه التنظيمات الإرهابية، سيواجه القوات الأجنبية الغازية والمتواجدة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، وهو على استعداد تام لمواجهة كل التحديات التي تتعرض لها سوريا”.

وأكد المقداد أنه “لن يكون لعملاء أوروبا أو الولايات المتحدة أي موطئ قدم على الأرض السورية” منوها بـ”وقوف الأصدقاء ولا سيما إيران وروسيا مع الشرعية والقانون الدولي، وبمواقفهم التي تتجاوز مواقف بعض الجهات الأخرى التي تدعي العروبة والإيمان بوحدة أرض وشعب سوريا” مبينا أن “أصدقاء سوريا في المجتمع الدولي كثر، ولكن تلاحقهم التهديدات بقطع المساعدات وبالعقوبات الاقتصادية عليهم والإجراءات القسرية أحادية الجانب”.

وقال المقداد إن “رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان شخصية منفصلة عن الواقع وتأصل الكذب فيه منذ بدء تعامله مع الأزمة في سوريا، والأزمات التي تعاني منها الدولة التركية” متسائلا ” كيف لهذا الرجل الذي فتح حدود بلاده أمام أكثر من 170 ألف إرهابي ليمارسوا القتل والإرهاب في سوريا منذ ما يزيد على ثماني سنوات، أن يتحدث بكل تبجح وكذب أمام دول العالم بأنه يدافع عن الشعب السوري”.

الكرملين من جانبه ذكر إنه يشعر بقلق بشأن الموقف في شمال شرق سوريا لكنه أشار إلى أن موسكو تتفهم مخاوف أنقرة الأمنية في المنطقة.

وفي تصريح للصحفيين في موسكو، قال يوري أوشاكوف المسؤول بالكرملين إن من المهم احترام وحدة الأراضي السورية وألا تضر العملية بالمحاولات السياسية الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا منذ ثمانية أعوام.

قبل ذلك وقبل بدء الهجوم التركي بساعات قليلة، دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، إلى تقييم تداعيات العملية التي تنوي تركيا شنها شمال شرق سوريا بشكل دقيق لمنع الإضرار بجهود تسوية الأزمة في البلاد.

وأفاد الكرملين، في بيان، بأن بوتين وأردوغان أجريا، يوم الأربعاء، اتصالا هاتفيا "بمبادرة من الجانب التركي"، حيث واصلا خلال المكالمة "تبادل الآراء حول القضية السورية أخذا بعين الاعتبار الاتفاقات التي تم التوصل إليها في أنقرة خلال شهر سبتمبر أثناء اجتماع لزعماء الدول الضامنة لعملية أستانا".

وقال الكرملين إن "كلا الجانبين أشارا إلى أهمية ضمان وحدة سوريا ووحدة أراضيها واحترام سيادتها".

ويوم السبت 12 أكتوبر نقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين قوله إن سوريا يجب أن تتحرر من الوجود العسكري الأجنبي. وذكر بوتين لمحطات "آر تي" الروسية وسكاي نيوز عربية والعربية في مقابلة نقلت وكالات أنباء روسية مقتطفات منها ”أي طرف يوجد بشكل غير مشروع على أرض أي دولة، وفي هذا السياق سوريا، عليه أن يغادرها. هذا ينطبق على كل الدول“.

وأضاف بوتين أن القوات الروسية في سوريا مستعدة أيضا لمغادرتها بمجرد أن تقول حكومة سورية شرعية جديدة لموسكو إنها لم تعد بحاجة لمساعدتها.

 

الصراع التركي الكردي

في موسكو ويوم 11 أكتوبر كتب يوري زايناشيف، في صحيفة "فزغلياد"، حول الدور الروسي الوحيد والمطلوب إزاء العملية التركية في سوريا ووضع مناطق الأكراد السورية عموما.

وجاء في المقال: "تصعيد الأعمال القتالية غير الخاضعة للرقابة في سوريا، خيار سيء للجميع. يرتبط نجاح السياسة الروسية بالقدرة على الحفاظ على علاقات بناءة مع الجميع، لذلك، فلروسيا مصلحة في أن لا تكون هناك مفاجآت"، ذلك ما قاله رئيس تحرير مجلة روسيا في الشؤون العالمية، ورئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية، فيدور لوكيانوف، لـ "فزغلياد" معلقا على غزو الجيش التركي لشمال سوريا.

ويرجح لوكيانوف أن تكون الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق محدد مع الأتراك. فالأمريكيون، في رأيه، أعطوا الأتراك الضوء الأخضر، ولكن بصورة محدودة. فقال: "لا أعتقد بأن الحديث يدور عن ترك الأكراد لقمة سائغة للأتراك. فمهما يكن ترامب ومن معه، فهم بشكل عام يدركون أن الأشياء يمكن أن تنقلب".

وأشار لوكيانوف إلى أن روسيا لديها اتصالات في الظل مع الجانب التركي. وقال: "انطلاقا من أن محادثة سبق أن جرت بين سيرغي شويغو مع وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، يمكن القول إن هناك اتصالات معينة حول هذا الموضوع مع الأمريكيين".

وأضاف: "أعتقد بأن روسيا يجب أن لا تعد أبدا بحماية الأكراد. فالعلاقات مع تركيا في الوقت الحالي، أكثر أهمية بكثير. ليست هناك حاجة للتدخل في المسألة الكردية، بل من الضروري بذل كل جهد ممكن لضمان اقتراب الأكراد من فهم أن السبيل الوحيد لهم لضمان أمنهم على المدى الطويل هو التوصل إلى اتفاق مع دمشق. على سبيل المثال، يعترف الأكراد بالسلطة القضائية لدمشق وتقف موسكو وراء دمشق، التي تلتزم من جهتها بضمان أمن المناطق الكردية، وبالدرجة الأولى من الغزو التركي".

وأشار ضيف الصحيفة إلى أن الحديث عن ذلك جرى منذ عدة أشهر، عندما هدد الأتراك بغزو واسع النطاق، فقد "كانت هناك اتصالات بين القادة الأكراد وممثلي الرئيس الأسد حول شروط الاتفاق. هذا بالطبع سيكون مفيداً للغاية لروسيا، لأن المهمة الروسية هي، أولاً وقبل كل شيء، ضمان أقصى سيادة لسلطات دمشق الرسمية على البلاد. ولكن لا يجوز التدخل في هذه العقدة الكأداء مع الأكراد في حال من الأحوال".

 

قنوات مفتوحة

يوم الأحد 13 أكتوبر 2019 وفي الوقت الذي تحتدم فيه المعارك بين الأكراد المنخرطين في صفوف تنظيم ما يسمى سوريا الديمقراطية من جهة والقوات التركية ومعها وحدات ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي شكلته الادارة الأمريكية منذ بداية الصراع والذي أصبح يأتمر حاليا بأوامر أنقرة التي تقول أن تعداده يصل إلى 30 الف جندي من جانب آخر، ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية إن الجيش السوري بدأ في تحريك قواته إلى جبهات القتال في شمال شرق البلاد ”لمواجهة العدوان التركي على الأراضي السورية“.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية قد أعلنت يوم الأحد التوصل إلى اتفاق مع دمشق ينص على انتشار الجيش السوري على طول الحدود مع تركيا للتصدي لهجوم أنقرة والفصائل السورية الموالية لها المستمر منذ خمسة أيام ضد مناطق سيطرتها.

وأكد عصمت شيخ حسن، مسؤول قوات الدفاع في الإدارة الذاتية الكردية بشمال شرق سوريا، في حديث لـموقع روسيا اليوم توصل الإدارة إلى اتفاق مع موسكو يقضي بدخول الجيش السوري إلى مدينة عين العرب "كوباني"، وتوقع أن تنتشر وحدات من الجيش السوري في مدينتي عين العرب ومنبج اللتين تسيطر عليهما "قوات سوريا الديمقراطية" في غضون 48 ساعة.

وأضاف القيادي الكردي: "لقد فعلنا ما بوسعنا وطالبنا المجتمع الدولي والجامعة العربية بالحماية، لكن لم يسعفنا أحد، يجب أن نتحد نحن الأكراد".

واصطدمت مفاوضات سابقة بين الحكومة السورية والأكراد بحائط مسدود، مع إصرار دمشق على إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل اندلاع النزاع في العام 2011، وتمسك الأكراد بإدارتهم الذاتية ومؤسساتها المدنية والعسكرية التي ساندتها واشنطن.

للإشارة أنه في مقال في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية يوم الأحد، كتب القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي "قدم لنا الروس والنظام السوري اقتراحات قادرة على انقاذ حياة ملايين من الناس يعيشون تحت حمايتنا"، معقبا "لا نثق بوعودهم، وللحقيقة، من الصعب أن نعرف بمن يمكن أن نثق".

وأضاف عبدي "نعرف أنه سيكون علينا تقديم تنازلات مؤلمة مع موسكو وبشار الأسد اذا اخترنا طريق العمل معهم. لكن علينا الاختيار بين التنازلات او إبادة شعبنا، وبالتأكيد سنختار الحياة لشعبنا".

من جانبها أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بيانا إلى الرأي العام اختلف في لهجته عن مقال مظلوم عبدي قالت فيه:

“إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من خلال قواتها العسكرية قوات سوريا الديمقراطية والمشكلة من أبناء كل المكونات السورية في مناطق الإدارة الذاتية حاربت الإرهاب ابتداء من مدينة كوباني في عام 2014 ثم تابعت معارك التحرير ضد هذا التنظيم الإرهابي في شمال وشرق سوريا فحررت منبج غربي الفرات ثم تل أبيض ثم الطبقة إلى أن وصلت إلى عاصمته المزعومة الرقة ثم إلى دير الزور وأعلن الانتصار على هذا التنظيم بعد خمس سنوات من القتال بتاريخ 23 مارس 2019 في آخر جيوبه شرق دير الزور، وهذه المساحة الجغرافية المحررة تعادل ثلث مساحة سوريا وقد قدمت قوات سوريا الديمقراطية ما يتجاوز 11 ألف شهيد و 24 ألف جريح بينهم إعاقات دائمة.

وكان هذا الثمن الغالي لتحرير السوريين ومن كل المكونات من ظلم وبطش هذه التنظيمات الإرهابية وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

ولم يكن مشروعنا السياسي في شمال وشرق سوريا يدعو إلى الانفصال بل كنا ومازلنا ننادي بالحوار وحل الأزمة السورية سلميا ولم نعتدي أو نهدد دول الجوار وحتى الدولة التركية، إلا أنها كانت ومازالت تتهمنا بالإرهاب وكان لها دور سلبي فاعل في نشر الإرهاب في سوريا منذ بداية الأزمة السورية وها هي اليوم تعتدي وتغزو الأراضي السورية التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية بدماء أبنائها.

وقد ارتكبت في الأيام الخمس الماضية أبشع الجرائم بحق المدنيين العزل وقد تصدت قوات سوريا الديمقراطية لهذا العدوان الغاشم بكل بسالة وشجاعة وسقط الكثير من الشهداء والجرحى للحفاظ على السيادة السورية إلا أن تركيا ماضية في هذا العدوان ولكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي ومرتزقته المأجورين، وهذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي كعفرين وباقي المدن والبلدات السورية الأخرى.

وتهدف تركيا من خلال هجومها، والذي دفع 130 ألف شخص إلى النزوح بحسب الأمم المتحدة، إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 30 كيلومتراً تحت سيطرتها.

ويعتقد محللون أن يقتصر الهجوم التركي في مرحلة أولى على المنطقة بين رأس العين وتل أبيض بجبهة طولها أكثر من مئة كيلومتر.

فيما توقع خبراء عسكريون أن يتجنب الجيش التركي وفصائل ما يسمى بالمعارضة السورية المدعومة من أنقرة الاصطدام المباشر مع الجيش السوري خلال عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا.

 

هجوم على رتل للجيش السوري

في الوقت الذي اقتصر فيه الاعتراض الأمريكي على العملية التركية على الكلمات، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي أي أمريكية، استهدفت رتلا تابعا للجيش السوري في منطقة الرصافة جنوب غرب مدينة الرقة.

ولم يورد المصدر أي تفاصيل عن خسائر بشرية، وأشار إلى أن الرتل كان متجها إلى مدينة الطبقة قبل أن تستهدفه طائرات التحالف في منطقة الرصافة.

وفي وقت سابق أكد "المرصد"، أن الجيش السوري انتشر في المنطقة الفاصلة بين مناطق نفوذ مجلس منبج العسكري، ومناطق نفوذ "درع الفرات" بين العريمة وعون الدادات في ريف حلب، على أن يستكمل هذا الانتشار لاحقا عند الحدود السورية التركية في منطقة عين العرب، وصولا إلى منطقة الجزيرة والحدود السورية العراقية من جهة محافظة الحسكة.

وكانت واشنطن قد أبلغت قيادات في قوات سوريا الديمقراطية نيتها الانسحاب من القاعدة العسكرية التابعة لها في صوامع منبج بالقرب من المدينة، وقاعدة خراب عشك بريف مدينة عين العرب، كما أن الجنود الأمريكان انسحبوا بالفعل من مواقعهم في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.

وفي محافظة الحسكة، أكدت مصادر مقربة من الجيش سيطرة القوات الحكومية على كل مواقع قسد في مدينتي الحسكة والقامشلي على ان تكمل انتشارها في كل المحافظة”. وفي ريف حلب الشرقي أكدت المصادر أن “الجيش السوري سوف يكمل انتشاره صباح الاثنين 14 اكتوبر، على أن تغادر القوات الامريكية المتواجدة في ثلاثة قواعد في مدينة منبج عند الساعة التاسعة صباح الاثنين بالتوقيت المحلي ولا صحة لما تم تداوله حول قصف طائرات التحالف الدولي للقوات الحكومية التي دخلت مناطق شمال غرب منبج“.

 

تهديد تركي وتحذير روسي

يوم الأحد 13 أكتوبر وفيما اعتبر ردا على تقدم الجيش السوري نحو حدود تركيا، لم يستبعد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، احتمال وقوع صدام مسلح بين جيش بلاده والجيش السوري وذلك في حديث أدلى به لوكالة "نوفوستي" الروسية.

وأكد أقطاي أن الجيش التركي سيقوم بمواجهة العسكريين السوريين حال وقوع صدام بين الطرفين في منطقة عمليات "نبع السلام" على الحدود بين البلدين.

وقال: "إذا كان الجيش السوري، والذي لم يتمكن حتى الآن من هزيمة تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابي الساعي إلى تقسيم سوريا وإنشاء دولة انفصالية، يستعد لمحاربة الجيش التركي وقادر على ذلك، إذن فليتفضلوا".

وأضاف أقطاي أن الجيش السوري لا يملك ما يكفي من القدرات للقتال ضد نظيره التركي، ونصحه بـ"التفكير قبل دخول المنطقة حتى لا يزيد الأمور تعقيدا هناك".

وعلق مستشار أردوغان على إبرام الأكراد والحكومة السورية اتفاقا، بالقول إن ذلك دليل على "عداوة" دمشق تجاه أنقرة.

وأكد أن تركيا لن تتسامح مع وجود المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا.

وتقدر مصادر غربية مختلفة أن تعداد قوات سوريا الديمقراطية يبلغ في الوقت الحالي نحو 40 ألف مقاتل. وبخلاف ذلك كونت السلطات الكردية منذ فترة طويلة قوات أمنية أخرى مثل الأساييش التي يقدر عدد أفرادها بعشرات الآلاف.

مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين ذكرت أنه من غير المرجح أن تهاجم القوات التركية الجيش السوري الذي يتقدم تحت حماية الطيران الروسي وأنقرة لا تريد زيادة مشاكلها. وتضيف نفس المصادر أنه من المنتظر أن تقوم قوات الجيش السوري خلال الأيام القادمة بالتقدم على جبهة جيب ادلب في شمال غرب سوريا لإستكمال تطهيره من التنظيمات المسلحة.

في موسكو وفي نطاق ما قد يعتبر إنذارا مبطنا قال الكرملين يوم الاثنين 14 أكتوبر إنه لا يريد التفكير في احتمال وقوع اشتباك بين القوات الروسية والتركية في سوريا، وأضاف أن موسكو على تواصل منتظم مع أنقرة بما في ذلك على المستوى العسكري.

التطورات الميدانية ستضع قوات الحكومة السورية على مقربة من الجيش التركي وهو ما قد يضع موسكو في موقف حرج إذ تساند الجيش السوري بقوة جوية لكنها تتمتع أيضا بعلاقات طيبة مع تركيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن تنزلق روسيا لمواجهة مع قوات تركية بسبب دعمها للجيش السوري إن هذا آخر ما تريده بلاده. وأضاف للصحفيين ”لا نود حتى التفكير في هذا السيناريو“.

وذكر إن موسكو حذرت كل أطراف الصراع السوري بالفعل من أجل تفادي أي عمل من شأنه تصعيد الوضع أو الإضرار بالعملية السياسية الهشة.

وأحجم بيسكوف عن التعليق عند سؤاله عما إذا كانت موسكو تشعر أن الوقت قد حان لتركيا لوقف عملياتها العسكرية داخل سوريا.

وقال عن التنسيق بين البلدين ”هناك اتصالات بين السلطات الروسية والتركية، وبالأخص جرت مكالمة هاتفية بين الرئيسين ومكالمات أخرى بين وزيري الخارجية. هناك أيضا قنوات اتصال بين الجيشين“.

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية على تويتر إن الوزير خلوصي أكار بحث الوضع في سوريا وقضايا الأمن والدفاع في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرجي شويجو.

يذكر أن يوري أوشاكوف المعاون في الكرملين كان قد صرح كذلك يوم الاثنين إن توغل تركيا العسكري في شمال سوريا ليس متوافقا ”تماما“ مع وحدة الأراضي السورية.

وردا على سؤال من أحد الصحفيين عما إذا كانت هذه العملية تتفق مع وحدة الأراضي السورية التي أكدت روسيا مرارا رغبتها في احترامها، قال أوشاكوف ”ليس تماما“.

وأضاف أن روسيا تعتزم ”القيام بشيء“ دون أن يحدده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم   عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Emptyالخميس 17 أكتوبر 2019, 9:41 am

انهيار الاستراتيجية الأمريكية

جاء في تقرير نشر يوم الجمعة 11 اكتوبر في العاصمة اللبنانية بيروت: بداية شهر اكتوبر، وتحديدا في الثاني منه، كان اثنان من كبار مسؤولي إدارة دونالد ترامب يدافعان علانية عن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا. لكنهما، للمفارقة، نبها صراحة آنذاك إلى أن هجوما تركيا على الأكراد في شمال شرق سوريا سيؤدي إلى تدمير تلك الاستراتيجية بالكامل. وها هو ما تخوفا منه يتحقق بالفعل.

فتح انسحاب القوات الأمريكية من جزء واسع من المنطقة الحدودية في شمال شرق سوريا نقاشاً ذا اتجاهين في عواصم المنطقة، بحسب مجلة "فورين بوليسي". النقاش الأول مباشر، يدور حول ما إذا كان يمكن الوثوق بواشنطن كشريك، نظرا إلى تخليها عن حلفائها الأكراد. أما النقاش الثاني فيبدو إلى الآن غير محدد، لكنه في الوقت ذاته أكثر ترابطاً، ويتعلق بإمكانية وصول اللاعبين الدوليين الآخرين في سوريا إلى توازن سياسي جديد. يخلق الانسحاب الأمريكي الجزئي "فوضى استراتيجية وأخلاقية" إضافية في هذا الصراع المتواصل منذ ثماني سنوات، بحسب ما يقرأ في واشنطن، إلا أنه لا يزال من غير الواضح من سيستفيد من هذه الحالة استفادةً كاملة.

بالعودة إلى المسؤولَين اللذين استضافهما "مجلس العلاقات الخارجية"، يقول المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جويل رايبرن: "في الوقت الراهن... شرعنا في تنفيذ اتفاق سيؤدي إلى إنشاء منطقة على طول الحدود التركية السورية... من المفترض أن تكون منطقة آمنة لكل من تركيا و...السوريين. حتى الآن، يسير التنفيذ على ما يرام". كان رايبرن يروج لما يسمى "المنطقة العازلة" أو "الآمنة"، والتي تعمل الولايات المتحدة جنبا إلى جنب تركيا منذ عام تقريبا على إنشائها. حذر المبعوث الأمريكي من أن الهجوم التركي في شمال شرق سوريا لن يكون كارثة بالنسبة إلى المنطقة فحسب، بل إنه سيعيق أيضاً الجهود الرامية إلى حل النزاع السوري، فضلا عن أنه سيكون "هدية لأعداء أمريكا". كما حذر من أنه سيضر بأهداف أمريكية أخرى: ضمان هزيمة "داعش"، والرد على إيران. كان هناك ضيف آخر هو مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، الذي رأى أن بلاده لا يمكن أن تنفذ استراتيجيتها في سوريا من دون شركاء مثل "قوات سوريا الديموقراطية... وإذا لم نفعل ذلك، فسنعود إلى هناك، بالتأكيد، لنفعل ذلك مجددا".

يردد الرئيس الأمريكي أن تركيا باتت مسؤولة، راهنا، عن عشرات الآلاف من مقاتلي "داعش".

يوم السبت الماضي، كان الجيش الأمريكي يروج لدوريات مشتركة مع الأتراك في "المنطقة العازلة". في اليوم التالي، وقعت المكالمة بين ترامب وإردوغان، ليعلن الأول في اليوم الثالث قراره سحب ما بين 50 و100 جندي من الحدود بين البلدين، ما عد بمثابة ضوء أخضر لانطلاق العملية التركية. كرّر الرئيس الأمريكي ما دأب على ترداده طوال سنواته الثلاث في البيت الأبيص: "نريد نهاية للحروب التي لا تنتهي"، لكنه في الوقت ذاته هدد نظيره التركي بعدم المضي قدما في العملية التي أيدها للتو، ثم قال: "إذا فعلت تركيا ما أعتبره، بحكمتي التي لا نظير لها، تجاوزا للحد، فسأقضي على الاقتصاد التركي وأدمره بشكل كامل". بحلول ظهر يوم الاثنين، نشرت وزارة الدفاع بيانا تعلن فيه معارضتها العملية، لكن "الذعر" كان قد بدأ بالفعل.

في هذا الوقت، انهالت الانتقادات على الرئيس الأمريكي بعد ساعات قليلة من إعلانه إخلاء الساحة في شمال شرق سوريا لتركيا، وتصاعدت الأصوات، حتى ضمن معسكره الجمهوري، رافضة هذه الخطوة، ومهددة بالتوجه إلى الكونغرس لعرقلة تنفيذها. البعض وصف القرار بـ"الخطأ الفادح"، والبعض الآخر بـ"الكارثة"، لكنه بالنتيجة يطرح مجددا مسألة طريقة إدارة ترامب لملفات السياسة الخارجية وتعاطيه مع من يفترض أنهم "حلفاء" واشنطن. توالت ردود الفعل المستهجنة للقرار من قِبَل كبار المسؤولين في المعسكر الجمهوري تباعا. إذ سارع السيناتور ليندسي غراهام إلى وصفه بـ"الكارثي"، معتبرا أن "التخلي عن الأكراد سيعد وصمة عار على جبين أمريكا". وذهب إلى أبعد من ذلك، عندما هدد بتقديم مشروع قرار إلى مجلس الشيوخ لإجبار ترامب على التراجع. أما سيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، فوصف قرار الرئيس بـ"الخطأ الفادح الذي سيترك تداعيات تتجاوز حدود سوريا". ورأى زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش ماكونيل، من جهته، أن أي انسحاب "متسرع" سيصبّ في مصلحة روسيا وإيران والنظام السوري. أمام ردود الفعل تلك، سعت الإدارة الأمريكية إلى استيعاب المسألة والتقليل من أهمية موقف الرئيس. وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "ما نقوم به هو سحب بضعة جنود منتشرين على الحدود، إنه عدد صغير للغاية على مسافة محدودة جدا"، مضيفا إنه "عدا ذلك، لم يتغير وضعنا العسكري في شمال شرق سوريا".

واقعا، لم تف الولايات المتحدة بالتزاماتها تجاه "المنطقة الآمنة". تنقل "واشنطن بوست" عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إنه "كان لدى الرئيس التركي، دائما، منطقة آمنة بديلة في ذهنه... على افتراض أننا سنغادر وسنترك الأمر لهم". في المكالمة التي جرت بينهما يوم الأحد، أطلع إردوغان ترامب مباشرة على نسخته هذه. وأضاف المسؤول إنه خلال المكالمة ذاتها أبلغ الرئيس الأمريكي نظيره التركي أنه لا يدعم الغزو، وأن واشنطن لن تكون شريكاً فيه. كما عرض عليه ما سماه المسؤول "حزمة جيدة حقا" من الحوافز لعدم المضي في العملية، بما في ذلك زيارة رئاسية أعلن عنها في نوفمبر، واستئناف مبيعات مقاتلات "أف 35" التي توقفت بعد شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية "«أس 400".

داخل الحكومة الأمريكية، ثمة مخاوف كبيرة في شأن كيفية تعامل ترامب مع الملف السوري، وما قد يأتي بعد "الغزوة" التركية. يردد الرئيس الأمريكي أن تركيا باتت مسؤولة، راهنا، عن عشرات الآلاف من مقاتلي "داعش" وأفراد أسرهم المحتشدين في معسكرات في شمال شرق سوريا، لكن أحداً لا يعرف ما سيحدث. انهارت الاستراتيجية الأمريكية غير المتماسكة والمفتقرة إلى الموارد في سوريا، وهناك العديد من العواقب المحتملة، وكلها "سيئة"، من وجهة نظر المؤسسات المعارضة للبيت الأبيض، وخصوصا أنه "لا وجود لخطة بديلة"، بحسب ما يؤكد المسؤول المذكور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم   عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Emptyالخميس 17 أكتوبر 2019, 9:41 am

العدوان التركي والمسئولية العربية

شبكة البصرة

السيد زهره
تركيا بدأت شن عدوان واسع على شمال سوريا تمهيدا لغزو المنطقة.

تركيا تهدد علنا بهذا العدوان منذ فترة، وأقدمت عليه بعد ان حصلت على الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي ترامب وأيضا من الرئيس الروسي بوتين.

العدوان التركي هو انتهاك سافر لسيادة سوريا وأراضيها، وخرق فاضح للقانون الدولي وكل المواثيق الدولية.

ان كان لنا أن نلوم أحدا ونحمله المسئولية عن هذا العدوان وهذا الانتهاك لسيادة سوريا، فهي الدول العربية في المقام الأول، وليس أمريكا او روسيا او غيرهما رغم ان موقفهما مرفوض ومدان.

الرئيس الأمريكي ترامب في اعقاب مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي اردوجان، امر بسحب القوات الأمريكية من المنطقة، في إشارة واضحة تماما على موافقته على العدوان التركي، وتمهيد الطريق أمامه.

ما فعله ترامب اشعل غضبا شديدا في دوائر الإدارة الأمريكية العسكرية والسياسية وفي الكونجرس حيث تم اعتبار هذه الخطوة كارثية متهورة،وانهالوا بالنقد على ترامب.

ترامب، وقد فوجيء فيما يبدو بهذا النقد العنيف لما فعل، خرج بتصريحات أخرى تبدو متشددة يهدد فيها بتدمير اقتصاد تركيا اذا تجاوزت الحدود المقبولة، ويقول فيها ان أمريكا لم تتخل عن الأكراد. وهكذا.

هو يعلم، وتركيا تعلم، ان تهديداته هذه مجرد تهويش وانه لن يفعل شيئا في مواجهة العدوان الذي اعطى موافقته عليه بالفعل، وانه تخلى فعلا عن حلفائه الأكراد.

ومع ذلك، حقيقة الأمر ان ترامب لم يخدع أحدا، ولم يأت بشيء جديد غير متوقع في موقفه الأخير الذي ادانته الدوائر الأمريكية.

ترامب منذ فترة طويلة وهو يعلن مرارا ان أمر سوريا لا يعنيه في شيء على الاطلاق، وانه سيسحب القوات الأمريكية، فهو لا يجني مالا من هذه الحرب، وانه لا يمانع في ان يترك امر سوريا لتركيا وحتى لإيران.

بعبارة أخرى، ترامب لا يعنيه في شيء مسألة العدوان على سوريا وانتهاك سيادتها.

حتى الذين ينتقدون قرار ترامب الأخير في الدوائر الأمريكية لا يفعلون ذلك من منطلق مبدئي او حرصا على سوريا. هم يفعلون هذا على اعتبار ان ما فعله ينال من هيبة أمريكا، ويعتبر تخليا غير مقبول عن حلفاء لها بما لذلك من تداعيات خطيرة.

روسيا ايضا لا يعنيها كثيرا سيادة سوريا ووحدة أراضيها وما شابه ذلك من مباديء. كل ما يعنيها هو الحفاظ على مصالحها ووجودها العسكري. وهي مهتمة كثيرا بتحالفاتها مع تركيا وايران أيضا. وهذا هو الذي يحكم موقفها.

على ضوء كل هذا يتضح كما ذكرنا ان الدول العربية هي التي تتحمل المسئولية عما آل اليه الوضع الآن ووصل الى حد هذا العدوان السافر على السيادة السورية.

اذا كان امر سيادة سوريا والعدوان عليها لا يعني أمريكا او روسيا او غيرهما، فهو يعنينا نحن العرب، والتأثيرات المدمرة لما يجري تمتد الى كل الدول العربية.

لكن الدول العربية منذ البداية تركت ساحة سوريا تماما لكل هذه القوى الأجنبية لتفعل بها ما تشاء وتنفذ كل مخططاتها. تركت ايران وتركيا وامريكا وغيرها تشارك معا في تدمير سوريا وسلبها مقومات السيادة، وهي التي تقرر مستقبلها وكيف يجب ان يكون.

وليس صحيحا ان الدول العربية عاجزة او لا تستطيع ان تفعل شيئا. الدول العربية مثلا لديها علاقات متشعبة اقتصادية وغير اقتصادية مع تركيا، وكان بمقدورها ان تستغل هذه العلاقات للضغط على تركيا وردعها عن شن مثل هذا العدوان.

لكن للأسف، الدول العربية فقدت فيما هو واضح الرغبة والارادة في الدفاع عن السيادة العربية عموما، وأصبحت تتصرف بمنطق المستسلم العاجز.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم   عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Emptyالأحد 20 أكتوبر 2019, 9:15 am

مكاسب تركيا في “نبع السلام” ودور روسيا في رسم حدود المنطقة الآمنة

إسطنبول-“القدس العربي”: على مدار 10 أيام منذ انطلاق عملية الجيش التركي العسكرية في شرق نهر الفرات شمالي سوريا والتي أطلق عليها اسم “نبع السلام” شهدت العملية تحولات متسارعة كان أبرزها السيطرة السريعة للجيش التركي على مركزي رأس العين وتل أبيض وتسارع انسحاب القوات الأمريكية ولجوء الوحدات الكردية لحضن النظام وروسيا مجدداً، وأخيراً التوصل لاتفاق بين أنقرة وواشنطن يوقف العملية العسكرية لخمسة أيام.

هذه التطورات والتحولات المتسارعة كشفت حجم التعقيدات السياسية والعسكرية المتعلقة بالوضع في شمالي سوريا ومستوى التداخل الدولي في هذا الملف، وفتحت الباب واسعاً أمام سيناريوهات مختلفة نقلت مصير المنطقة الآمنة من يد الولايات المتحدة إلى يد روسيا التي باتت لها الكلمة الأولى في مناطق أوسع من الشريط الحدودي السوري مع تركيا بعد أن كانت القوات الأمريكية تسيطر على هذا الشريط بشكل كامل.

مكاسب استراتيجية

تمكنت تركيا وبفعل عملية “نبع السلام” من إنهاء خطر ما تطلق عليه “الكيان الإرهابي” أو “الكانتون الانفصالي” وهي المصطلحات المتعلقة بالهواجس التركية التاريخية من إمكانية تمكن أكراد سوريا من إقامة دولة على طول الحدود السورية مع تركيا تكون بمثابة تهديد استراتيجي على الدولة التركية، والمخاوف الكبرى من أن يؤدي قيام مثل هذا الكيان لتشجيع أكراد تركيا ودعمهم على إقامة دولة لهم في الجانب التركي من الحدود، وهو ما يعتبر في تركيا تاريخياً بالتهديد الاستراتيجي الأول.

فعلى الرغم من أنه من المبكر الحديث عن مدى نجاح تركيا في تحقيق أهدافها الكاملة من عملية “نبع السلام” وصعوبة استطاعتها السيطرة فعلياً على باقي المناطق في الشريط الحدودي، إلا أن العملية حققت أهدافا مهمة جداً على الصعيد الاستراتيجي في تبديد حلم الكيان المتواصل على الحدود التركية وهو الذي كاد أن يتحول إلى أمر واقع قبل عدة سنوات بعدما تمكنت الوحدات الكردية وبدعم أمريكي من السيطرة على كامل مناطق شمال شرق سوريا وعلى طول الحدود مع سوريا شرق الفرات وصولاً لمنبج وعفرين غربي النهر، ولم يتبق سوى مسافة قريبة للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وإعلان كيان انفصالي من المتوسط إلى حدود العراق.

ولمواجهة هذا الخطر، وفي ظل صعوبة إزالته بشكل كامل، اتبعت تركيا سياسة “تقطيع أوصال” المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، وفي أول خطوة نجحت من خلال عملية “درع الفرات” من السيطرة على مناطق تصل شرقي وغربي نهر الفرات ومنها جرابلس والباب والراعي ومحيطهم، ولاحقاً نجحت من خلال عملية “غصن الزيتون” في السيطرة على كامل عفرين ومحيطها، وعقب ذلك قطعت الطريق أيضاً على الوحدات الكردية في محاولة السيطرة على إدلب ومناطق مختلفة من أرياف حلب وحماة واللاذقية، عبر نشر الجيش التركي في إطار اتفاق أستانة مع روسيا.

وعبر تلك الخطوات الثلاث نجحت تركيا في فرض حقائق مهمة أبرزها، وقف تمدد الوحدات الكردية ومنع وصولها إلى البحر المتوسط، وضرب معظم أماكن تواجدها في غربي نهر الفرات، باستثناء منبج ومنطقة تل رفعت وهي مناطق لا تعتبر حدودية مع تركيا.

تفتيت الكانتون الحدودي

وفي عملية شرق الفرات، سيطر الجيش التركي على المنطقة الواقعية بين بلدتي تل أبيض ورأس العين بطول أكثر من 100 كيلومتر وبعمق قرابة 35 كيلومترا، ويتوقع أن تتوسع السيطرة في تلك المنطقة والمحيطة لتصبح على الأقل بطول أكثر من 150 كيلومترا، وبالتالي تكون تركيا قد فصلت مناطق سيطرة الوحدات الكردية على حدودها شرق الفرات أيضاً وقسمتها إلى كانتونين أحدهما في عين العرب/كوباني وآخر في المناطق الشرقية قرب الحدود مع العراق.

وفي أسوأ الأحوال لو بقيت الوحدات الكردية في منطقتي عين العرب والقامشلي وريف الحسكة فإن ذلك لم يعد يشكل خطرا حقيقيا متعلقا بإقامة كيان على الحدود، ولكن تركيا تتوقع أيضاً أن تتمكن من السيطرة على تلك المناطق، أو إجبار روسيا والنظام على تجريد الوحدات الكردية من قوتها فيها.

مخاوف من التغول الروسي

يضاف إلى ذلك، أن كل ما سبق لم يكن يتحقق لولا التحول الأكبر الذي شهدته المنطقة والمتعلق بما يمكن اعتباره إجبار تركيا الولايات المتحدة على سحب قواتها من الشريط الحدودي، وبالتالي انكشاف الوحدات الكردية، كما يتوقع لاحقاً أن يؤدي ذلك إلى انسحاب القوات الفرنسية والغربية الأخرى الموجودة شرقي نهر الفرات، وهو ما تراه تركيا انجازاً كبيراً في طرد القوات الأجنبية التي كانت تعتبرها داعماً للتنظيمات الإرهابية من حدودها.

ومقابل المكاسب التركية من الانسحاب الأمريكي من الشريط الحدودي، تلوح في الأفق مخاوف أخرى تتعلق بمخاطر التفرد الروسي في الساحة السورية وإمكانية تفردها في القرار وما يحمله ذلك من تخوفات تركية بأن تسعى روسيا للضغط عليها أكثر في ملفات مختلفة منها إدلب ومناطق عفرين ودرع الفرات وأخيراً المناطق التي سيطرت عليها شرقي نهر الفرات.

ومع فرحة تركيا العارمة بالانسحاب الأمريكي من الشريط الحدودي وانهيار الوحدات الكردية هناك، إلا أن أوساطا في أنقرة ما زالت ترغب في بقاء القوات الأمريكية في القواعد الخلفية في الرقة ودير الزور وقاعدة التنف الاستراتيجية لكي يبقى نوع من التوازن الدولي في سوريا وأن لا تتفرد روسيا بالساحة السورية لوحدها.

حدود المنطقة الآمنة

وفي هذا الإطار، تظهر أهمية اللقاء المقرر يوم الثلاثاء المقبل بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي حيث من المقرر أن يبحث الزعيمان خريطة السيطرة والنفوذ في شمالي سوريا عقب التحولات الأخيرة، لا سيما رسم حدود المنطقة الآمنة.

ونص بيان الاتفاق التركي الأمريكي حول تجميد عملية نبع السلام تضمن التأكيد على أن المنطقة الآمنة عمقها 32 كيلومترا لكن بدون تأكيد طولها الذي قال العديد من المسؤولين الأتراك وعلى رأسهم اردوغان إنها تمتد من منبج غرب الفرات وحتى الحدود العراقي شرقه بطول 444 كيلومترا.

لكن هذا الحديث طرح تساؤلات هامة حول المنطقة التي يمكن للولايات المتحدة أن تسحب منها الوحدات الكردية خلال أيام حسب ما تعهدت في الاتفاق، لا سيما وأن كثيرا من هذه المناطق يمكن اعتبار أنها انتقلت من النفوذ الأمريكي إلى نفوذ روسيا والنظام السوري عقب عقد الاتفاق مع الوحدات الكردية.

ويتوقع أن ينحصر التنفيذ الأمريكي للاتفاق مع أنقرة في حدود ما تبقى من مناطق لم يسيطر عليها الجيش التركي في محيط تل أبيض ورأس العين لتتوسع مناطق نفوذ الجيش التركي لحدود 150 كيلومترا أو 200 كيلومتر في أحسن الأحوال، على أن يبقى مصير المساحة المتبقية والممتدة على طول قرابة 250 كيلومترا بيد روسيا.

إدلب مجدداً

ومن غير المتوقع أن تبدي روسيا ليونة كبيرة في المباحثات المتوقعة مع تركيا الثلاثاء المقبل، حيث ينتظر أن يعيد بوتين التأكيد على وحدة الأراضي السورية وسيادة سوريا وحق النظام السوري في السيطرة على الأراضي السورية وضرورة سحب كافة القوات الأجنبية ومنها القوات التركية.

وفي أحسن الأحوال، من غير المنتظر أن توافق روسيا على توسع الجيش التركي في مناطق جديدة مثل عين العرب أو القامشلي أو المالكية وغيرها، كما سيبقى ملف منبج معقداً، باستثناء بعض التعهدات الروسية بالأخذ بعين الاعتبار المخاوف الأمنية التركية وتحجيم نفوذ الوحدات الكردية في هذه المناطق.

وفيما يتعلق بمنبج، تتخوف تركيا أن تربط موسكو بين الاستجابة لمطالب تركيا بتطهير المنطقة من الوحدات الكردية، بإجبار تركيا على تطهير إدلب من “العناصر الإرهابية” في إشارة إلى هيئة تحرير الشام، ما يعني أن ملف إدلب ربما يعود إلى الواجهة مجدداً وبقوة خلال الأسابيع المقبلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم   عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Emptyالخميس 24 أكتوبر 2019, 3:45 am

قراءة في التفاهمات التركية - الأمريكية حول «نبع السلام»

 
سعيد الحاج - TRT عربي
في ظل أجواء محتقنة بين الطرفين، وبما شكّل مفاجأة نسبية، تَوصَّل الجانبان التركي والأمريكي يوم أول من أمس الخميس إلى تفاهم بخصوص عملية "نبع السلام" في شمال شرق سوريا.
جاء اللقاء بعد عدة مؤشّرات على تغيُّر محتمَل في الموقف الأمريكي من العملية، وضغوط من البيت الأبيض على أنقرة لوقفها، وبعد رسالة وُصفت بالفضيحة من ترمب إلى نظيره التركي، ما أوحى بلقاء صعب وحساس -كاد يُلغَى- بين أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
المؤشرات على المحادثات الصعبة بين الجانبين كانت واضحة في تعابير الوجوه المتجهمة وفي طول المباحثات على مدى أكثر من أربع ساعات ونصف بين الجانبين -فرديّاً وبين الهيئتين- وصولاً إلى عدم عقد مؤتمر صحافي مشترك للإعلان عما تمّ التفاهم عليه.
جاء الاتفاق في 13 مادة تتعلق بعملية نبع السلام والأوضاع في مناطق شرق الفرات وعموم الأراضي السورية، وكذلك العلاقات الأمريكية-التركية، إذ شدَّدَت عدة موادَّ على علاقة التحالف والشراكة بين الجانبين اللذين تجمعهما عضوية حلف الناتو. لكن المادة الأهمّ فيه ترتبط بتعليق تركيا العملية لمدة 120 ساعة (5 أيام) للسماح بانسحاب مليشيا YPG من المنطقة الآمنة.
يمكن القول إن خلف هذا الاتفاق الذي حرصت عليه واشنطن أسباباً رئيسة ثلاثة، أولها الحرص الأمريكي الواضح على مصير مليشيا YPG وعدم تخلِّيها الكامل عنها. أما الثاني فهو العملية التركية التي فرضت معادلات جديدة في شرق الفرات بما أكسب أنقرة ندِّيَّة أكبر في المفاوضات مع واشنطن. والثالث عدم رغبة الولايات المتحدة في مكاسب خالصة وتمدُّد كبير لروسيا من خلال دخول النظام السوري عدة مناطق، فضلاً عن التفاهمات التي يمكن أن تقرِّب عناصر YPG أكثر فأكثر من موسكو وتبعدها عن واشنطن.
بهذا المعنى، كانت هذه هي المعركة السياسية/الدبلوماسية المكمّلة للمعركة العسكرية الميدانية، والتي ما كان لها أن تخرج بهذه الصورة لولا إنجازات الثانية. فما رفضته واشنطن أو ماطلت به طويلاً وافقت عليه اليوم وتسوِّقه على أنه إنجاز بعد الأيام الأولى السريعة من "نبع السلام" وما حققته وما كانت تهدف إليه.
بشكل أوَّليّ، يحقِّق هذا التفاهم لأنقرة المكتسبات التالية:
أولاً، يضمن لها الجزء الأكبر من المرحلة الأولى من العملية التي كانت أعلنت عنها، فضلاً عن تفهُّم أمريكي صريح لحساسياتها الأمنية في الشمال السوري.
ثانياً، إقرار أمريكي مكتوب بالمنطقة الآمنة التي تنادي بها وتسعى لإنشائها وأنها ستكون "تحت إدارة القوات المسلحة التركية في المقام الأول" مع تعاون الطرفين في تنفيذها.
ثالثاً، تجنُّبها عقوبات أمريكية إضافية، فضلاً عن تعهُّد أمريكي بإلغاء العقوبات التي فرضتها مؤخَّراً بعد وقف العملية.
رابعاً، تخفيف الضغوط الدولية التي تعرضت لها أنقرة منذ بداية العملية.
خامساً، تراجع احتمالات استنزاف القوات التركية في العملية إلى حدّ كبير.
سادساً، عدم الإخلال الكامل بالتوازن بين روسيا والولايات المتحدة في الملف السوري، وهو ما كان سيتمّ في حالة الانسحاب الأمريكي الكامل، وبما سيفيد روسيا التي كانت ستنفرد بالملف السوري وتزيد إمكانات ضغطها على أنقرة فيه.
ورغم ذلك، ومع النصر الدبلوماسي الذي حققته تركيا مكمّلاً لتقدُّمها الميداني، فإن التفاهم المبرم لا يخلو من محاذير عديدة، يأتي في مقدمتها عدم الثقة بالمنطلقات الأمريكية، وبالتالي التزامها تماماً ما تمّ الاتفاق عليه، فلأنقرة تجربة مريرة ومتكررة مع المماطلات الأمريكية في ما يتعلق بدعمها المنظمات الانفصالية ومصير منبج والمنطقة الآمنة وغيرها.
ذلك أن تركيا تضع جهد الولايات المتحدة والضغوط التي مارستها عليها ومسارعتها إلى التفاوض معها في إطار محاولة حماية مصير عناصر YPG، ما يثبت أن الاستثمار الأمريكي فيها لم ينتهِ تماماً بعد، بدليل أن القوات الأمريكية لن تنسحب من كامل الأرض السورية بعد.
كما أن المادة رقم 9 المتعلقة بـ"سحب الأسلحة الثقيلة من أيدي عناصر YPG، وجعل تحصيناتها ومواقعها العسكرية غير صالحة للاستخدام"، أُلقِيَت على كاهل الطرفين معاً ولم تتضمَّن تعهُّداً أو التزاماً أمريكياً صريحاً بذلك.
أكثر من ذلك، فقد نشرت وسائل الإعلام التركية تصريحات للمبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، مفادها أن القوات التركية قد سيطرت على مناطق واسعة "بسرعة كبيرة"، وأنه لولا تَدخُّل الولايات المتحدة "لسيطرت على كامل المنطقة بلا شك"، ما يشير بوضوح إلى دوافع التدخُّل الأمريكي وإبرام التفاهم.
ولعلّ من المؤشرات التي تدفع أنقرة لتكون أكثر حذراً تسويق واشنطن تعليق العملية لعدة أيام على أنه "وقف لإطلاق النار"، في محاولة للمساواة أو الندية بين أنقرة ومليشيا YPG،وهو ما ترفضه أنقرة تماماً، كما أن النص المكتوب لم يشتمل على تحديد واضح لمساحة المنطقة الآمنة امتداداً وعمقاً، مما قد يتركها عرضة لتفاسير متضاربة.
المحذور الرئيس وما ستحتاج أنقرة إلى أن تتابعه من كثب هو مدى التزام عناصر YPG التفاهمات وانسحابها من المنطقة، لا سيما في ظل تصريحات متضاربة لها بخصوص الاتفاق والمناطق التي يُفترض أن تنسحب منها.
كما أن تَسَلُّم النظام السوري بعض المناطق أو رفع علمه عليها رمزيّاً يجعل إمكانية إنشاء المنطقة الآمنة وفق تصوُّر أنقرة وبما يشمل إعادة عدد كبير من اللاجئين السوريين، رهناً بالتفاهم مع روسيا، وإلا بقيت ثغرات في الشريط الحدودي، لا سيما في منبج وعين العرب، بين الشرق والغرب.
في الخلاصة، حققت التفاهمات المُبرَمة مصلحة تركية واضحة في الشمال السوري وأعطت مشروعية لعملية نبع السلام وما أنجزته حتى اللحظة، بضغط التطورات الميدانية وبدافع حرص واشنطن على مليشيا YPG لكنها تشير كذلك بوضوح إلى عدم رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب الكامل من سوريا حاليّاً، وعدم تخلِّيها تماماً عن أداتها في المشهد السوري، ما يعني أن التفاهمات الحالية مجرد محطة وليست نهاية المطاف.
ورغم ما حقَّقَته أنقرة سياسيّاً ودبلوماسيّاً في الاتفاق، ومن ذلك زيادة نفوذها وأوراق قوتها في الملف السوري إزاء روسيا وإيران نسبياً، فإن الغموض في بعض المواد قد يفتح الباب على تفسيرات مختلفة للاتفاق. فعدم النص على مساحة المنطقة الآمنة بوضوح وبالتالي ما يجب على YPG الانسحاب منه، مثلاً، هو أحد العوامل التي قد تعقِّد تطبيق الاتفاق في حال رغبت واشنطن مرة أخرى بالمراوغة.
لذا، يمكن القول إن أنقرة سعيدة بالتفاهمات المبرمة، لكنها غير واثقة تماماً بالطرف الأمريكي، ما يبقي عينيها مفتوحتين على متابعة عملية الانسحاب وأيديها على الزناد في حال لم يتمّ كما يجب، ما يعني أن موعد انتهاء الأيام الخمسة سيكون مُهِمّاً جدّاً لتحديد خيارات المستقبل بالنسبة إلى تركيا. 

باحث في الشأن التركي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Empty
مُساهمةموضوع: رد: عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم   عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم Emptyالخميس 24 أكتوبر 2019, 3:46 am

بنود الاتفاق الروسي - التركي حول شمال سوريا

توصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى اتفاق جديد بخصوص الأزمة السورية وعملية "نبع السلام" العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في شمال سوريا.

 وفيما يلي نص الإعلان:

1 - كلا الجانبين أكدا على التزامهما بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.

2 - أكدا الرئيسان التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.

3 - سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية نبع السلام الحالية، التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم.

4 - كلا الطرفين أكدا مجددا على أهمية اتفاقية أضنة، وستسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.

5 - اعتبارا من الساعة الـ12:00 ظهرا يوم 23 أكتوبر 2019، الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري سيدخلان إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.

في تلك اللحظة، سيبدأ تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية "نبع السلام" بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي.

6 - سيتم إخراج جميع عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.

7 - كلا الجانبين سيتخذان الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر إرهابية.

8 - سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطواعية والآمنة للاجئين.

9 - سيتم تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة.

10 -  سيواصل الجانبان العمل على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع السوري في إطار آلية أستانا، وسيدعمان نشاط اللجنة الدستورية.




بيسكوف: الولايات المتحدة تخلت عن الأكراد وأجبرتهم على محاربة تركيا

قال الكرملين إنه في حال لم ينسحب الأكراد من المناطق المتفق عليها (في الاتفاق) بشمالي سوريا، ستضطر الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري للانسحاب، وسيواجهون ضربات الجيش التركي.

وأكد الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أن الولايات المتحدة تخلت عن الأكراد في شمالي سوريا وخانتهم.

ومن بين أهم بنود الاتفاق الروسي - التركي الأخير سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن بمنطقة عملية "نبع السلام"، التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كم.

واعتبارا من الساعة الـ12:00 ظهرا من اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2019، الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري سيدخلان إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية نبع السلام، بغية تسهيل إخراج عناصر "ي ب ك" وأسلحتهم حتى عمق 30 كم من الحدود السورية التركية، وينبغي الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عملية "نبع السلام التركية" وتقلب التحالفات وخلافات توزيع الغنائم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: