من هو فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي الجديد؟
الرياض: أعلن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مساء الأربعاء، تعيين فيصل بن فرحان وزيرا للخارجية، خلفا لإبراهيم العساف الذي لم يكمل عاما واحدا في تولي حقيبة الخارجية بالمملكة.
وشغل الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود (45 عاما) منصب سفير بلاده لدى ألمانيا، منذ فبراير/ شباط الماضي، كما شغل منصب كبير المستشارين في سفارة بلاده لدى الولايات المتحدة سابقا، وهو عضو في مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات العسكرية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017.
وولد بن فرحان في مدينة فرانكفورت، ويجيد اللغة الألمانية، وذكرت صحيفة “تاغس شبيغل” البرلينية، في مارس/ آذار الماضي، أنه مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولديه خبرة 15 عاما في مجال التسليح.
ووزير الخارجية الجديد هو الدبلوماسي السعودي صاحب التصريحات الأكثر حسما ضد إيران مؤخرا، إذ نقل إعلام سعودي، في سبتمبر/ أيلول الماضي، قوله بإن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على طهران”، تعقيبا على استهداف اثنتين من منشآت النفط بأرامكو السعودية.
وتابع تصريحاته، التي أدلى بها لإذاعة دوتشلاند فونك الألمانية، بأن “أيا كانت الجهة التي انطلق منها الهجوم فإن إيران تقف بالتأكيد وراء ذلك، حيث إنها قامت بتصنيعها (الصواريخ) ولا يمكن إطلاقها دون مساعدة إيرانية”.
كما حذّر طهران من التمادي في عدوانها ضد بلاده، قائلًا: “الهجوم الأخير يعتبر هجوما على الاقتصاد العالمي. يجب على إيران تحمل المسؤولية وإدراك أنه لا يمكن لها أن تتمادى في عدوانها”.
وعادة ما تحتفي وسائل إعلام محلية بالمملكة، بفيصل بن فرحان، إذ لقبته صحيفة “عكاظ” السعودية، عقب قرار تعيينه بـ”سياسي الظروف الصعبة”، وقالت إن تعيينه كسفير للبلاد في ألمانيا جاء تأييدا للجهود السياسية والدولية التي بذلها الأمير السعودي خلال السنوات الماضية.
وقبل 8 أشهر، ألمحت منظمات غير حكومية تعمل في برلين، عن وجود تحركات شعبية للحيلولة دون تعيين فيصل بن فرحان سفيرا لبلاده في ألمانيا، نظرا “لضلوعه في حادث مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول في أكتوبر/ تشرين الأول 2018”.
وقالت مؤسسة معنية برصد تفاعلات قضايا الشرق الأوسط في أوروبا تدعى “المجهر الأوروبي”، في بيان آنذاك، إن عدة منظمات (لم تسمها) طالبت الرئيس الألماني فرانك شتانماير، بمنع قبول قرار السعودية تعيين فيصل بن فرحان كسفير لبلاده في برلين.
وأوضحت أن فيصل بن فرحان “متورّط ضمن موجة الجدل المستمرة منذ شهور حول دور السفارة السعودية في واشنطن في عملية استدراج خاشقجي واغتياله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول (..) عندما كان يشغل منصب كبير المستشارين في سفارة بلاده لدى أمريكا”.
وتابعت “كل من ورد اسمه في التحقيقات المتعلّقة بقضية قتل خاشقجي واستهداف المعارضين السعوديين في الخارج من أمراء ودبلوماسيين سعوديين، هم شخصيات غير مرغوب بها في الدول الأوروبية”.
ولم يلتفت الرأي العام في ألمانيا كثيرا لتلك الاتهامات التي لم تقدم عليها المنظمات غير الحكومية دليلا ضد بن فرحان، والذي تولى منصبه كسفير لبلاده لدى برلين منذ نحو 8 أشهر، قبل أن يعود إلى المملكة متوليا حقيبتها الدبلوماسية.
وقتل خاشقجي، في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.