معرض «الشرق في عيون الغرب»: لمحات من سيرة البشر والطبيعة العربية[rtl]القاهرة ــ «القدس العربي»: ما بين رحالة أتى إلى الشرق ودوّن ما رآه، وفنان اشتعلت مخيلته قبل أن يأتي، من خلال ترجمة مقتطفات «ألف ليلة وليلة» ــ وصلت بعض الحكايات المترجمة إلى أوروبا في القرن الرابع عشر، إلا أن الترجمة الكاملة للحكايات ترجمها للفرنسية أنطوان جالان عام 1704 ــ كان هناك تصور عن هذه الأماكن والمخلوقات السحرية التي تسكن الجانب الآخر. ومن خلال بعض اللقطات، سواء التصوير أو الفوتوغرافيا لبعض من فناني القرن التاسع عشر، يمكن استعراض لمحات من هذه الحياة للناس والأماكن، لتبدو الأعمال الآن أشبه بالوثائق التي تكاد تضاهي قيمة العمل الفني. ويقام حالياً في غاليري (ليوان) في القاهرة معرض بعنوان «الشرق في عيون الغرب» لما يقارب 50 عملا لبعض من فناني ومستكشفي تلك الفترة، منهم مثالاً.. وليم أشتون، أنطونيو بناتو، ديفيد روبرت، جارو هلبرت، لويجي فيوريللو، كارل وارنر، سودانو، وغيرهم.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]المكان[/rtl]
[rtl]جاءت أغلب الأعمال ــ تصويرا أو فوتوغرافا ــ لتنقل أجواء القاهرة القديمة وبعض القرى الواقعة على نهر النيل. مستعرضة أهم الأسواق والبوابات الأثرية، مثل باب زويله على سبيل المثال، واستعراض أدق تفاصيل المكان، كحركة الناس ومرورهم من خلال البوابة الشهيرة. كذلك عمليات البيع والشراء في الأسواق. من ناحية أخرى يبدو الاحتفاء بتجسيد مآذن القاهرة والعمارة الإسلامية، من مساجد شهيرة وأسبلة وتكايا.
ومن الملاحظ أن هناك فارقاً في تصوير المدينة عن الريف، بداية من الصخب البادي في الصورة أو اللوحة، حيث الزحام والحركة. تصوير توثيقي يقترب من وقائع تلك الفترة. أما اللقطات التي تناولت الريف فتجسد حالة من الهدوء والتأمل، بداية من اللون وحتى تفاصيل اللوحة. هنا اللوحات تأتي في لقطات عامة، مستعرضة مساحات شاسعة، تبدو الطبيعة والمكان هما الأساس، أما المخلوقات من بشر وحيوانات فيظهرون بالكاد. الأمر الآخر في التباين بين المكانين هو، لمحة التجريد وإعطاء الفرصة والمساحة للون أن يعبّر عن المكان، من أرض ونيل وشمس تبدو حرارتها في جميع اللوحات، إضافة إلى تجسيد بعض قرى الساحل، حيث البحر والمراكب الشراعية. والصحراء وإيقاعها. هدوء القرى هذا هو ما يقابل صخب المدينة ويردّ عليه كنغمة أخرى في مقطوعة الألوان.[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]الناس[/rtl]
[rtl]كشفت اللوحات بدقة عن الناس وحياتهم، خاصة وهي تجسد بعضا مما يعيشونه، فالنساء يتسوّقن، والسقا يحمل قربته الشهيرة ويقف أمام أبواب أحد البيوت، كذلك جلسات التدخين وهو ما يشبه المقاهي الآن. إضافة إلى وسائل المواصلات والنقل وقتها ـ الدواب ـ من ناحية أخرى جاءت تفاصيل ملابس الشخصيات ومهنهم، كالعسكر والحرس، النساء، عامة الشعب، التجار، وغيرهم. أما المُلاحظ فهو الفارق في النقل التلقائي لشخصيات المدينة، عن التكلف الظاهر في الشخصيات الصحراوية، فهي الأقرب إلى أجواء ألف ليلة، بداية من وقفة الأعرابي إلى جوار حصانه، وكأنه يقف في استوديو، كذلك إظهار تفاصيل ملابسه وملامحه التي يتخيلها الفنان، بمعنى أنه يرى الشخص بمخيلته، بدون ان يراه على حقيقته. هذا التكلف تظهره لوحة أخرى يعتلي فيها الرجل العربي حصانه، ويحمل بندقية وتقف إلى جواره عنزة، فوق صخرة مرتفعة، اللوحة غاية في الافتعال، بداية من التكوين وحتى اللون.
تكشف اللوحات مدى قدرة الفنان ومخيلته، فإن كانت محكومة بعض الشيء في المدينة ــ لا ننفي الحـــــِرفة والمـــهارة ــ إلا أنها أكثر رحابة في اللوحات الريفية، أكثر تجريباً، مُبتعدة عن النقل الحرفي للمكان وشخوصه، لكنها تصل إلى كونها مخيلة أسطورية، بمعنى ما تحمله من حكـــــايات ومعتقدات أسطورية عن الصحراء وعالمهـــا، وهي توحي بالعودة مرّة أخرى إلى حكايات وشخوص وعوالم ألف ليلة، التي لم تستطع مغادرة المخيلة الغربية، ربما حتى الآن![/rtl]