يهوديات "الحرديم" أو "الداعشيات"، بين النقاب وغسل قدمي الزوج
نساء من الحرديم في إسرائيل
وهيب أبو واصل
أثار عضو الكنيست الجديد الحاخام باروخ غزاهاي ضجة في إسرائيل بسبب تصريحاته المثيرة للجدل عن المرأة اليهودية غير المحتشمة وطالب النساء بالاحتشام لأن الملابس الفاضحة هي سبب الإصابة بسرطان الثدي.
هي ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها نواب ينتمون إلى الأحزاب المتدينة في إسرائيل المرأة اليهودية وطريقة لباسها، وباروخ غزاهاي ينتمي إلى حزب شاس (حزب الشرقيين المحافظين على التوارة) وهو يندرج تحت الأحزاب الدينية المتشددة أو ما يسمى بأحزاب "الحرديم".
هؤلاء يطالبون المرأة اليهودية بارتداء البرقع وتغطية كامل جسدها، كما أنه لا يحق لها بركوب الحافلة إلى جانب الرجال، إذ عليها أن تجلس في المقاعد الخلفية من الحافلة بعيدا عنهم، وهناك من يضع ستاراً في الوسط.
وتنتشر هذه الظاهرة في حي "مئة شعاريم" حيث يسكن المتدينون من المتشددين في مدينة القدس، وقد احتج العلمانيون من سكان المدينة، لانهم يعتبرون أن الحافلات تابعة لشركات عمومية ولا يحق للمتدينين الاستيلاء عليها.
وسبق للمتدينين أن انهالوا بالضرب على النسوة اللواتي رفضن الانصياع لهم ورفضن الجلوس في خلف الحافلة، وحصوصا في الحافلة رقم 61 في القدس. واضطرت شركة الحافلات التابعة للدولة "إيغد" من تسيير حافلات "كاشير"، تفصل بين الرجال والنساء. أما في مدينة "بني براك" القريبة من تل ابيب، فقد حددوا ممرات للرجال وأخرى للنساء.
ويرى المتدينون المتشددون أن المرأة عليها الالتزام بالتعاليم اليهودية الأرثوذكسية (الهالاخاه) وارتداء البرقع أو النقاب، وعدم نشر صورها. وعادة ما يرفض هؤلاء التحدث باللغة العبرية ويتخاطبون بلغة "الايدش" وهي لغة يهود أوروبا في القرنيين العاشر والحادي عشر، تشبه الألمانية إلى حد ما، لكنها تكتب بأحرف عبرية.
والحقيقة أن اللغة العبرية بدأت بالتراجع في إسرائيل، فالعديد من المهاجرين الجدد لا يتقنوها وبالتالي يتحدث المهاجر غالباً بلغته الأم مثل الروس والأثيوبيين، وربما تندثر في يوم من الأيام بسبب هذه الظاهرة.
ويُطلق على المتدينات اليهوديات "أمهات طالبان"، وبعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا والذي عُرف اختصارا بـ "داعش"، أُطلق عليهن لقب "الدعشيات" اليهوديات.
وعادة ما يلصقون تهمة ظلم الرجل للمرأة بالحركات الإسلامية، إلا أن الذي يتعرف على المجتمع الحريدي المتزمت يجد أنهما يتشابهان، بل وأن المتدينين الذين يشكلون الآن حوالي 12 بالمئة من عدد سكان إسرائيل هم أكثر تشدداً. فالنساء في الدي لسن مستضعفات فحسب بل يعتبرن أقل من الرجال، وهن مدنسات.
فالممنوعات عليهن كثيرة، أولها أنها لا تستطيع ارتداء شال الصلاة ولا يُعترف بشهادتهن في المحاكم، وممنوع عليهن لباس السراويل، وعليها غسيل رجلي زوجها، وأن تلبي شهوات زوجها متى يشاء فهي مخلوقة لخدمة الرجل.
ويقول النائب الجديد في الكنيست الإسرائيلي باروخ غزاهاي: "كيف انتهى الأمر بالنساء في ارتداء السراويل؟ أنت مع سروال وزوجك مع سروال، يجعل ذلك الطفل المسكين يشعر بالارتباك، مَن الأب ومَن الأم؟"
لكن الطوائف الدينية تختلف فيما بينها فهناك من هو متشدد، وهناك من هو متساهل، فهي تجبر المرأة على لبس الباروكة لإخفاء شعرها بدلا من لباس البرقع.
وهناك جماعة العفة الحريدية التي تتجول في شوارع الاحياء اليهودية المتدينة لمراقبة التزام المرأة بالتعاليم، وهم يشبهون إلى حد ما "المطوع" في السعودية، الذي تم منعه قبل فترة