ويُراد بمنتجات صيدلية غير دوائية في مدلول قانون مدونة الأدوية والصيدلة مواد التضميد والمنتجات المعدّة لأغراض طبية، والمقدمة في شكل معقم وفقاً لشروط التعقيم المنصوص عليها في دستور الأدوية. ويؤكد الحبابي أن الصيدليات المغربية تعاني نقصاً في الأقنعة الطبية، ولم يتمكن وصيادلة آخرين من الحصول على كميات جديدة من الكمامات من شركات المستلزمات الطبية لأن المخزون لديها قد نفد.
وسجل المغرب، 275 حالة من المصابين بفيروس كورونا حتى 26 مارس، وفق ما أعلنته وزارة الصحة، في تصريح نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء، بينما تم تسجيل أربع حالات وفاة جديدة ليرتفع عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى عشر حالات.
استغلال الفرصة
ارتفع سعر علبة الكمامات الجراحية المكونة من 50 قطعة في الصيدليات إلى 500 درهم (52.73 دولاراً)، في حين كان سعرها لا يتجاوز 33 درهماً (3.48 دولارات) سابقاً، كما يقول الحبابي، وهو ما تدعمه الجمعية المغربية لمهنيي المستلزمات الطبية التي طالبت شركات المستلزمات الطبية بعدم بيع الكمامات إلى الوسطاء، والاقتصار على المتخصصين في الميدان الصحي بالمغرب، بحسب ما يقوله رئيس الجمعية أنور يديني، لـ"العربي الجديد"، مؤكداً رصد شراء وسطاء لا علاقة لهم بمجال المستلزمات الطبية كميات كبيرة من الكمامات والمعقمات، بهدف إعادة بيعها في السوق المغربي.
وتزايدت أسعار المطهرات في المغرب بعد نفاد مخزونها لدى الصيدليات، كما تبيّن لمعدة التحقيق في جولة شملت 10 صيدليات في مدينة الدار البيضاء، ولمواجهة النقص أصدر مجلس المنافسة المغربي لائحة أسعار لتحديد أسعار البيع القصوى للمطهرات الكحولية، بناء على قرار وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة رقم 6865 مكرر، الصادر في 17 من مارس/ آذار 2020 والذي يقضي باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار المطهرات الكحولية لكن العديد من المغاربة ما يزالون يبحثون عن المطهرات في الصيدليات إلا أنها غير متوافرة في حين يبيعها سماسرة عبر "فيسبوك" بأسعار عالية.
النقص الكبير، كان فرصة تمكن عبرها صاحب محل لبيع الألبسة الرياضية في سوق درب عمر بمدينة الدار البيضاء، وسط غرب المغرب، من بيع كمامات جراحية احتفظ بها منذ 12 عاماً داخل مخزنه، مستغلاً ارتفاع الطلب عليها مع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19، ليبيع العلبة التي تحتوي 50 قطعة بـ 75 درهماً، أي ما يعادل 7.85 دولارات، وفقاً لحديثه الذي وثقته معدة التحقيق خلال جولة ميدانية. وتخالف طرق التخزين هذه الاشتراطات الصحية المعمول بها، كما توضح دنيا مديوني مديرة شركة للمستلزمات الطبية، قائلة لـ"العربي الجديد"، أن عملية تخزين الكمامات تخضع لمعايير للحفاظ على جودتها، كوضعها داخل علب مغلقة بعيدة عن الغبار والرطوبة.
وعلى الرغم من إقبال المغاربة على شراء الكمامات الجراحية لحماية أنفسهم، فإن الطبيب العام صلاح الدين رفاليا والذي يعمل في القطاع الخاص، يؤكد أن الكمامات الجراحية التي يستعملها المغاربة لا تقي من فيروس كورونا، فهي مخصصة لأطباء الجراحة داخل غرف العمليات كإجراء وقائي لحماية المرضى، والأفضل هي أنواع N95 وfpp2 وfpp3 لكونها عبارة عن أقنعة تنفسية متطورة تعمل على تنقية الهواء أثناء التنفس باتجاهين، لكنها تتطلب التدريب على استخدامها حتى لا يشعر مستعملها بالاختناق.
بيع الكمامات على الأرصفة والفيسبوك
تنتشر تجارة الكمامات الطبية بالقطعة على الأرصفة في الدار البيضاء، ومن بين الحالات التي وثقتها معدة التحقيق، أحد الباعة ممن يتاجرون في الكمامات الجراحية وكمامات FPP2 المزودة بفلتر بالقطعة، قائلاً لمعدة التحقيق إنه يحصل عليها من سماسرة عبر فيسبوك.
وعبر "فيسبوك" تواصلت معدة التحقيق مع مسؤول المبيعات في مختبر لإنتاج المواد الكيميائية وتوزيع المستلزمات الطبية بمدينة الدار البيضاء، عبر إعلان نشره على صفحة باسم متجر فيسبوك، للترويج لكمامات طبية جراحية بسعر 250 درهماً (26.30 دولاراً) للعلبة التي تحتوي على 50 قطعة.
وتظاهرت أنها تبحث عن ألف علبة، لكن الكمية لم تتوفر لدى مسؤول المبيعات، فاقترح أن يلعب دور الوسيط بينها وبين مالك مختبر يبيع علبة الكمامات الجراحية المكونة من 50 قطعة بسعر 250 درهماً، ويشترط دفع المبلغ في نفس اليوم قبل ضياع الصفقة.
وأثناء وجودها في المختبر وثقت قيام مالكه الذي يحتفظ موقع "العربي الجديد" باسمه، بإقناع زبون كاميروني يقيم في المغرب بشراء 50 علبة كمامات جراحية لكنها مفتوحة وممزقة، زاعماً أن العلب تضررت بسبب وضع كراتين ثقيلة فوقها، لكن الكمامات سليمة.
[rtl]
تجار الأزمات
[/rtl]
قدّم مالك المختبر لمعدة التحقيق عرضين لتأمين الكمامات الجراحية، يتمثل الأول بشراء 8000 كمامة طبية متوفرة لدى تاجر بمدينة الدار البيضاء، شريطة دفع المبلغ في نفس الساعة، أو انتظار يوم واحد للحصول على 25 ألف كمامة جراحية متواجدة بمدينة أغادير جنوب غرب المغرب، بسعر 250 درهماً (26.18 دولاراً) للعلبة المكونة من 50 قطعة، مؤكداً أنها كمامات جراحية صينية المنشأ وعالية الجودة، وجرى استيرادها من أوروبا، دون أن يكشف عن اسم البلد المُصدّر، وتاريخ دخولها إلى المغرب.
وينفي مالك المختبر أنه يستغل أزمة انتشار كورونا لرفع أسعار الكمامات، قائلاً: "أشتري من الدار البيضاء علباً مكونة من 50 قطعة بـ 245 درهماً بسعر الجملة، أي ما يعادل 26.08 دولاراً، وأعيد بيعها بـ 250 درهماً، ولا تتعدى نسبة أرباحي 5 دراهم (0.51 دولار)، بينما يحيل الاتهام إلى سماسرة يتحكمون في السوق المغربي، وهؤلاء يعرضون ما يزيد على 100 ألف كمامة للبيع، ويرفضون بيع كميات قليلة.
وتتسبب الكمامات المعرضة للهواء والرطوبة بإصابة مستعمليها بأمراض الحساسية ومشاكل في القصبات الهوائية، كما يؤكد عبد العزيز عيشان، أستاذ سابق في كلية الطب بمدينة الدار البيضاء، وأخصائي في أمراض الجهاز التنفسي وأمراض الحساسية، وبحسب الاختصاصي عيشان فإن هذه الكمامات غير الصحية، قد تتحول إلى منتج ناقل للجراثيم والفيروسات بدل توفير الحماية عند استعمالها، مضيفاً أن الكمامات لا تتجاوز مدة صلاحيتها 3 سنوات، لذا ينصح باستخدام كمامات مخزنة في أماكن بعيدة عن الرطوبة والغبار، والتخلص منها بعد الاستعمال في أماكن مخصصة.
ويمكن وصف ما يجري عبر فيسبوك، من تجارة الكمامات والمعقمات بـ"السوق الموازية" التي تكبر يوما بعد يوم، إذ رصدت معدة التحقيق 44 إعلاناً منشوراً خلال الفترة المحصورة بين 5 و15 مارس/آذار 2020 تعرض كمامات جراحية للبيع، بأسعار تتراوح بين 175 درهماً إلى 250 درهماً للعلبة الواحدة المكونة من 50 قطعة، بالإضافة إلى الأقنعة التنفسية FFP1 وFFP2 وFFP3 والتي تباع بالقطعة، بسعر يتراوح بين 25 درهماً (2.75 دولار) إلى 70 درهماً (7.19 دولارات).
وتواصلت معدة التحقيق مع 10 معلنين، ومنهم مصطفى، كما أعلن عن نفسه، وتظاهرت أنها تبحث عن كمامات طبية وسألته في رسالة خاصة عن سعر الكمامة، فتلقت رداً سريعاً بأنه يبيع الكمامة الطبية الجراحية بـ 200 درهم (20.94 دولاراً) للعلبة المكونة من 50 قطعة، لكنه رفض فكرة منحها فاتورة شراء، موضحاً أنه يشتري البضاعة ويعيد بيعها.
نقص الكمامات في الصيدليات
ارتفع سعر علبة الكمامات الجراحية المكونة من 50 قطعة في الصيدليات إلى 500 درهم (52.73 دولاراً)، في حين كان سعرها لا يتجاوز 33 درهماً (3.48 دولارات) سابقاً، كما يقول رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنه حالياً يشتري الكمامات هذه من شركة للمستلزمات الطبية بالقطعة بسعر 8 دراهم (0.82 دولار)، ليبيعها بـ 10 دراهم (1.04 دولار).
وترفض المديوني الاتهامات الموجهة لشركات المستلزمات الطبية بالتلاعب في الأسعار، وترجع السبب في نفاذ الكمامات الطبية إلى قلة العرض وارتفاع الطلب، ومنع تصدير الكمامات في العديد من الدول وعلى رأسها الصين، باعتبارها المصدر الأول للمغرب، قائلة لـ"العربي الجديد": "سماسرة مجهولون يتسببون في المضاربة بالأسعار".
انتشار الأنواع مجهولة المصدر
يعرض تاجر إعلاناً على مجموعة مفتوحة للعموم على موقع فيسبوك تحمل اسم (بيع وشري على الفيسبوك) عن كمامات جراحية معبأة داخل أكياس بلاستيكية شفافة، إذ يحتوي كل كيس على 25 قطعة، بسعر 170 درهماً (17.80 دولاراً)، وكما يقول البائع لمعدة التحقيق لدى تواصلها معه، إنه يتاجر في كل شيء حسب المطلوب في السوق المغربي.
الكمامات ذات المصدر المجهول التي ُيروج لها على فيسبوك، وجدتها معدة التحقيق متوفرة لدى المختبر الطبي في مدينة الدار البيضاء، فمدير المختبر عرض على الزبون الكاميروني شراء كمامات جراحية معبأة داخل أكياس بلاستيكية، مؤكداً له أنها ذات الكمامات المتواجدة داخل العلب الكرتونية والتي تحمل علامة تجارية صينية، لكن الزبون أصر على شراء 6 آلاف كمامة مخزنة في علبها، فلجأ صاحب المختبر إلى الاستعانة بأحد الموزعين لاستكمال عدد الكمامات التي طلبها الزبون، ليتم عملية البيع والشراء التي وثقتها معدة التحقيق خلال زيارتها للمختبر.
[rtl]
[/rtl]
ويؤكد أنور يديني أن الجمعية رصدت كمامات مجهولة المصدر، وغير مسجلة لدى وزارة الصحة المغربية، في حين تنص المادة 52 من مدونة الأدوية والصيدلة رقم 17.04 الصادر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006، على "أن تكون المنتجات الصيدلية غير الدوائية المعرفة في المادة 4 موضوع تسجيل لدى الإدارة قبل عرضها في السوق، وتحدد كيفيات التسجيل ومدة صلاحيته بنص تنظيمي".
وتقضي المادة 53 من المدونة بأن "يتم تسجيل المنتجات الطبية غير الدوائية عندما يثبت الصانع أو المستورد: 1-أنه تم التحقق من عدم ضرر المنتوج في حالة استعماله في ظروف عادية وأن المنتوج خضع لتحليل نوعي وكمي. 2-توجد فعلاً طريقة للصنع وإجراءات مراقبة من شأنها ضمان جودة المنتوج في مرحلة الإنتاج الصناعي. ويمكن للإدارة أن ترفض التسجيل في حالة عدم استيفاء الشروط المنصوص عليها، كما يمكن أن توقفه أو تلغيه إذا أصبحت الشروط غير متوفرة".
[rtl]
[/rtl]
ويعرض 60 إعلاناً على الفيسبوك أنواعاً مختلفة من المعقمات بعضها مجهول المصدر، وطلب أحد المعلنين الذين تواصلت معهم معدة التحقيق 65 درهماً (6.63 دولارات) ثمناً للعبوة من حجم 250 مل، موضحاً أنه يحتفظ بـ 150 عبوة من المعقم الكحولي (Spray Antiseptique) ويريد بيعها بالسعر المطلوب دون أي فواتير. وفي ظلّ شحَ المعقمات اضطرت إحدى الصيدليات بحي المستشفيات في مدينة الدار البيضاء إلى تحضير سائل معقم ذاتياً، بسبب الطلب الهائل عليه نتيجة تفشي فيروس كورونا، وبحسب مساعد الصيدلانية الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، فإن السائل المعقم يتكون من كريم مرطب ونسبة من الكحول، ويبيع العبوة من حجم 120 مل بسعر 60 درهماً (6.12 دولارات)، وخاصة للبنوك والشركات التي تحتاج للتعقيم بشكل مستمر، كما يقول.
[rtl]مستغلو كورونا [4-8]... فوضى في قطاع المستلزمات الطبية بتونس
تونس ــ بسمة بركات
[/rtl]
[rtl]27 مارس 2020[/rtl]
يتخوف الدكتور لطفي المرايحي، أخصائي الأمراض الرئوية، وأمين عام حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري (اشتراكي) من استمرار عرض الكمامات والمطهرات غير الأصلية للبيع في السوق الموازية، مع تزايد الطلب عليها للوقاية من العدوى بفيروس كورونا سريع الانتشار، كما يقول لـ"العربي الجديد".
[right]
خوف المرايحي له ما يبرره، إذ تكشف عدة وقائع عن تزايد نشاط التلاعب بسوق مواد الوقاية من كورونا، من بينها ما كشفت عنه وحدات حفظ الصحة التابعة لوزارة الصحة التونسية من ضبط 45 ألف كمامة، و160 ألف قفاز منتهية الصلاحية في منزل بمدينة سوسة الواقعة بالوسط الشرقي للبلاد، في 9 مارس/آذار وفق ما أكده سمير الورغمي مدير إدارة حفظ الصحة لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن الكمامات المخزنة في صناديق وجدت، بتواريخ
[rtl]
منتهية تم تغييرها لإعادة ترويجها، رغم أنها تعود إلى العام 2014 وقد مال لونها إلى الأصفر جراء ظروف الخزن السيئة والرطوبة التي تتسبب في تلف هذه المنتجات.إلى جانب ما سبق، ضبطت الإدارة العامة للديوانة (الجمارك) 41 ألف كمامة مهربة، في منزل بمنطقة بسكرة الواقعة بالضاحية الشمالية لمدينة تونس بعد تلقيهم معلومات عن وجود شبكة تعتزم تهريب كمامات طبية غير خاضعة للرقابة الصحية إلى تونس عبر الحدود مع الجزائر في 8 مارس/آذار وفق تأكيد سلمى قلمون، المكلفة بالإعلام في الديوانة لـ"العربي الجديد".
كمامات منتهية الصلاحية
[/rtl]
تعمل مصانع تونسية عشوائية، على إنتاج الكمامات، دون امتلاكها تراخيص صحية وقانونية، إذ كشف محمد بوستة رئيس فرقة الشرطة البيئية ببلدية قفصة وسط غرب تونس لـ"العربي الجديد" عن ضبط مصنع عشوائي لصناعة الكمامات في حي النور الشعبي بقفصة في 11 مارس، مشيراً إلى حجز مواد أولية مخصصة لصناعة الكمامات، وإرسال عينات منها للتحليل مع إيقاف نشاط المصنع.
ويزداد الإقبال على مستلزمات الوقاية من كورونا مع إعلان الدولة عن المزيد من الإصابات بالفيروس المستجد، إذ أعلن وزير الصحة عبد اللطيف المكي عشية الخميس 26 مارس، عن تسجيل 31 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا ليصل الإجمالي إلى 204 مصابين.
[rtl]
[/rtl]
وفي غياب آلية تضبط بيع وترويج الكمامات الطبية في تونس في ظل الإقبال الكبير عليها، لا يمكن التحكم في مسالك الترويج ووضع حد للمضاربين وفق إفادة نائب رئيس النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة نوفل عميرة، والذي قال لـ"العربي الجديد"، إن الكمامات والمطهرات التي تباع عشوائياً لا فاعلية لها، ولن تحمي من أي فيروسات، بل قد تكون وراء تسرب الفيروسات، لأنها لا تخضع لأي رقابة عند التصنيع ولا تعرف المواد التي استعملت في صناعتها، علماً أنّ المواد المستعملة في الكمامات تخضع لشروط ويجب أن تتكون من 3 طبقات عازلة، إحداها في الوسط تعمل على الترشيح عبر "فلتر" لتصفية وتنقية الهواء، ومنع تسرب الفيروسات إلى الأنف.
ومثل هذه الكمامات الطبية تباع في القطاع العمومي بعد مرورها على لجنة تحلل عينات من المنتج ولا تقبل أي صنف مغشوش وفق ما يقول الدكتور سمير عبد المؤمن رئيس قسم الطب الاستعجالي وعضو خلية مجابهة فيروس كورونا بوزارة الصحة التونسية لـ"العربي الجديد". ويدعم الدكتور المرايحي ما ذهب إليه عبد المؤمن قائلاً: "يجب منع بيع الكمامات والمطهرات في الأسواق الموازية، بسبب خطورة عملية تصنيعها وقد تكون غير ناجعة".
لكن بعض المحلات التجارية، تنافس الصيدليات في بيع مواد شبه طبية بحسب عميرة، قائلاً إن هذه المحلات لا يمكن مراقبتها من قبل وزارة الصحة، لأنها تابعة لوزارة التجارة، وهو ما أدى إلى الفوضى المسجلة في هذا القطاع، مؤكداً أنه لا يمكن تتبع الكمامات والمطهرات منتهية الصلاحية طالما لم يؤشر عليها صيدلي، ولا تباع في الصيدليات.
وأكد عميرة أن الصيادلة سبق وأن صاغوا مشروع قانون يتعلق بالأقنعة والكمامات والمستلزمات الطبية، ولكنه لا يزال في رفوف وزارة الصحة ولم يفعّل، مشيراً إلى أن كل وزير جديد يرجئ النظر فيه، ولا يعرفون السبب، باستثناء أن هناك أطرافاً تدفع إلى ذلك خدمة لمصالحها كما يقول.
مواجهة حكومية مع المضاربين
يؤكد المدير العام للمنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التّجارة ياسر بن خليفة، أن: "فرقاً رقابية تقوم بحملات يومياً، لوضع حد للمضاربين والباعة العشوائيين".
وتابع: "تم حجز 41800 كمامة طبية واقية، في مستودعين عشوائيين بمنطقة أريانة بالعاصمة تونس في 28 فبراير/شباط، لكونها خزنت بطريقة عشوائية بعد تهريبها من الصين، بهدف المضاربة بها، لكن التحاليل الطبية أثبتت أنها صالحة للاستعمال ولهذا تم تسليمها إلى وزارة الصحة للتصرف فيها في إطار الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا".
ويوجد 3 أصناف من الكمامات في تونس، الأول FFP1 التي تستعمل للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، والثاني FFP2 ويستعملها الفريق الطبي الذي يقوم بالإسعافات ويعالج الحالات المصابة بالفيروس وتمتاز بنوعيتها الجيدة وهي ذات صلاحية أطول، وكمامات تستعمل أثناء إجراء التحاليل على المصابين وتسمى FFP3 وهي الأكثر قدرة على الحماية وتستعمل عند الاقتراب من المريض، وفق الدكتور عبد المؤمن.
مطهرات مغشوشة
يعود الغش في المطهرات وخاصة معقم اليدين المنتشر في الأسواق الموازية، إلى سهولة تحضيرها، وتركيبتها غير المعقدة، إذ تتكون من كحول وبعض المركبات كالجلسرين ويمكن لأي شخص صناعتها عشوائياً من خلال الحصول على المكونات والمقادير من شبكة الإنترنت وهو ما يفسر انتشارها في بعض المسالك غير الرسمية بحسب الدكتور المرايحي، مؤكداً أن سوق المضاربات واحتكار المنتجات يتغير بحسب العرض والطلب.
وتتكدس مواد تنظيف وتعقيم مجهولة المصدر في شارعي شارل ديغول ونهج إسبانيا وسط إقبال كبير من المارة، وفي جولة ميدانية لمعدة التحقيق في سوق سيدي بومنديل الشعبي بالعاصمة، وجدت معقم "إليت" مستورد الصنع تباع العلبة الواحدة منه بـ 10 دنانير تونسية (حوالي 3.5 دولار أميركي)، وهو سعر مرتفع لأنها كانت تباع بنصف هذا الثمن وفق شهادات 3 مواطنين، فيما ارتفعت أسعار الكمامات في بعض الصيدليات، إذ أن القطعة التي كانت تباع بـ 200 مليم مثلاً أصبحت تباع بعد ظهور فيروس كورونا بسعر يتراوح بين 700 مليم و1500 مليم (حوالي نصف دولار).
وبسؤال مدير إدارة حفظ الصحة عن بيع معقم اليدين في الأسواق الموازية، لفت إلى أن هذا الأمر ممنوع وفي حالة ضبط أي كميات سيتم حجزها ومصادرتها، لأنها لم تخضع إلى أي رقابة، مبيناً أن المطهرات يجب أن تخضع إلى تحاليل في مخابر مختصة والتثبت من فعاليتها ونجاعتها في القضاء على الجراثيم. وقال إنه سيكلف فريق إدارته للانتقال إلى عين المكان وحجز أي كميات سيتم العثور عليها.
وتلقت إدارة حفظ الصحة، في 10 مارس، شكوى تشير إلى أن مصنعين بتونس العاصمة بصدد تصنيع مطهرات لليدين مخالفة لمواصفات التصنيع القياسية وتفتقد إلى التركيز المناسب من الكحول الإيثيلي والذي من المفترض ألا يقل عن نسبة 70% وبالتالي لن تكون لها أي جدوى في التطهير وفق الورغمي، مؤكداً أنه تقرر زيارة هذا المصنع من أجل الوقوف على الطريقة التي يصنع بها هذه المطهرات، وسيتولى مخبر مراقبة الأدوية التابع لوزارة الصحة تحليل عينات منها، والتثبت في مدى نجاعتها.
ويقتني بعض التونسيين كميات من المطهرات تزيد عن حاجياتهم بهدف تخزينها. وهو ما تسبب في اضطراب مسالك التوزيع وشجع العديد من التجار على الاحتكار والمضاربة ورفع الأسعار وفرض البيع المشروط، بحسب ما يقوله سليم سعد الله رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك غير الحكومية لـ"العربي الجديد"، مشدداً على اقتناء الكمامات من الصيدليات ومطهرات غسل اليدين من الفضاءات المخصصة لها وتجنب التي تباع في الأسواق الموازية لأنها غير مراقبة واستعمالها غير مجد، بل قد يكون مضراً طالما أنّ مكوناتها مجهولة.
وأدى الإقبال الكبير على الكمامات والمطهرات إلى حدوث اضطراب في توزيعها ونفاذها من عديد الصيدليات وفق عميرة، مشيراً إلى أن الصيدلي هو الحلقة الأخيرة في مسالك التوزيع مبيناً أنّ سعر العلبة التي تحتوي على 5 كمامات وصلت إلى 37 دينار تونسي (حوالي 13 دولاراً أميركياً) بعد أن كان سعرها قبل تفشي كورونا لا يتعدى 3 دنانير (دولار واحد).
وعلى وقع ما سجلته مصالح وزارة التجارة من ارتفاع مُشط في أسعار المطهرات ومستلزمات أخرى شهدت إقبالا مكثفا، توقياً من فيروس كورونا، فقد تقرر في الـ 13 من مارس الجاري تحديد أسعارها كما يقول بن خليفة.
[rtl]
الصناعة المحلية لا تلبي الاحتياج
[/rtl]
توجد في تونس 4 مصانع، في مدينة باجة شمال غرب، وتونس العاصمة، مختصة بصناعة الكمامات. لكن الكميات المصنعة محلياً لا تغطي السوق المحلية، ولذلك يتم اللجوء إلى الاستيراد وفق تأكيد المكلفة بالصيدلة والدواء بوزارة الصحة، الدكتورة نادية فنينة لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أن الكمامات تصنف ضمن المواد شبه الطبية وترويجها يختلف عن الأدوية، وبالتالي يمكن للمصنّع توزيعها مباشرة على الصيدليات وعلى باعة الجملة أو التفصيل أو محلات المواد شبه الطبية.
وسارعت الصيدلية المركزية الحكومية في وضع مخزون إستراتيجي من الكمامات الصحية عن طريق المزودين المحليين واقتنت جزءاً آخر عن طريق الاستيراد، بحسب ما قاله خليل عموص المدير العام لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أنّ الصيدلية المركزية تقتني أسبوعياً كميات هامة من الكمامات تفي بالاحتياج المحلي.
ويتم التثبت عند الشراء من خلال إخضاع عينات من الكمامات المستوردة للتحليل، لمعرفة ما إذا كانت صالحة للاستعمال وقادرة على منع تسرب البكتيريا والأمراض الفيروسية التي تنتقل عبر الهواء إلى الإنسان. ويقول عموص أن الصيدلية المركزية لم تكن في السابق تستورد الكمامات، إذ أن توريدها كان يقتصر على القطاع الخاص فقط، ولكنها تدخّلت على ضوء ظهور فيروس كورونا من أجل توفير مخزون إستراتيجي ولتعديل السوق الوطنية، وضمان انتظامية التزويد، وكانت ذروة الطلب مع الإعلان عن أول إصابة في تونس في 2 مارس، مبيناً أنه يتوقع انخفاض الطلب تدريجياً على الكمامات.
[rtl]مستغلو كورونا [4-8]... فوضى في قطاع المستلزمات الطبية بتونس
تونس ــ بسمة بركات
[/rtl]
[rtl]27 مارس 2020[/rtl]
[justify][right]
يتخوف الدكتور لطفي المرايحي، أخصائي الأمراض الرئوية، وأمين عام حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري (اشتراكي) من استمرار عرض الكمامات والمطهرات غير الأصلية للبيع في السوق الموازية، مع تزايد الطلب عليها للوقاية من العدوى بفيروس كورونا سريع الانتشار، كما يقول لـ"العربي الجديد".خوف المرايحي له ما يبرره، إذ تكشف عدة وقائع عن تزايد نشاط التلاعب بسوق مواد الوقاية من كورونا، من بينها ما كشفت عنه وحدات حفظ الصحة التابعة لوزارة الصحة التونسية من ضبط 45 ألف كمامة، و160 ألف قفاز منتهية الصلاحية في منزل بمدينة سوسة الواقعة بالوسط الشرقي للبلاد، في 9 مارس/آذار وفق ما أكده سمير الورغمي مدير إدارة حفظ الصحة لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن الكمامات المخزنة في صناديق وجدت، بتواريخ
[rtl]
منتهية تم تغييرها لإعادة ترويجها، رغم أنها تعود إلى العام 2014 وقد مال لونها إلى الأصفر جراء ظروف الخزن السيئة والرطوبة التي تتسبب في تلف هذه المنتجات.إلى جانب ما سبق، ضبطت الإدارة العامة للديوانة (الجمارك) 41 ألف كمامة مهربة، في منزل بمنطقة بسكرة الواقعة بالضاحية الشمالية لمدينة تونس بعد تلقيهم معلومات عن وجود شبكة تعتزم تهريب كمامات طبية غير خاضعة للرقابة الصحية إلى تونس عبر الحدود مع الجزائر في 8 مارس/آذار وفق تأكيد سلمى قلمون، المكلفة بالإعلام في الديوانة لـ"العربي الجديد".
كمامات منتهية الصلاحية
[/rtl]
تعمل مصانع تونسية عشوائية، على إنتاج الكمامات، دون امتلاكها تراخيص صحية وقانونية، إذ كشف محمد بوستة رئيس فرقة الشرطة البيئية ببلدية قفصة وسط غرب تونس لـ"العربي الجديد" عن ضبط مصنع عشوائي لصناعة الكمامات في حي النور الشعبي بقفصة في 11 مارس، مشيراً إلى حجز مواد أولية مخصصة لصناعة الكمامات، وإرسال عينات منها للتحليل مع إيقاف نشاط المصنع.
ويزداد الإقبال على مستلزمات الوقاية من كورونا مع إعلان الدولة عن المزيد من الإصابات بالفيروس المستجد، إذ أعلن وزير الصحة عبد اللطيف المكي عشية الخميس 26 مارس، عن تسجيل 31 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا ليصل الإجمالي إلى 204 مصابين.
[rtl]
[/rtl]
وفي غياب آلية تضبط بيع وترويج الكمامات الطبية في تونس في ظل الإقبال الكبير عليها، لا يمكن التحكم في مسالك الترويج ووضع حد للمضاربين وفق إفادة نائب رئيس النقابة التونسية لأصحاب الصيدليات الخاصة نوفل عميرة، والذي قال لـ"العربي الجديد"، إن الكمامات والمطهرات التي تباع عشوائياً لا فاعلية لها، ولن تحمي من أي فيروسات، بل قد تكون وراء تسرب الفيروسات، لأنها لا تخضع لأي رقابة عند التصنيع ولا تعرف المواد التي استعملت في صناعتها، علماً أنّ المواد المستعملة في الكمامات تخضع لشروط ويجب أن تتكون من 3 طبقات عازلة، إحداها في الوسط تعمل على الترشيح عبر "فلتر" لتصفية وتنقية الهواء، ومنع تسرب الفيروسات إلى الأنف.
ومثل هذه الكمامات الطبية تباع في القطاع العمومي بعد مرورها على لجنة تحلل عينات من المنتج ولا تقبل أي صنف مغشوش وفق ما يقول الدكتور سمير عبد المؤمن رئيس قسم الطب الاستعجالي وعضو خلية مجابهة فيروس كورونا بوزارة الصحة التونسية لـ"العربي الجديد". ويدعم الدكتور المرايحي ما ذهب إليه عبد المؤمن قائلاً: "يجب منع بيع الكمامات والمطهرات في الأسواق الموازية، بسبب خطورة عملية تصنيعها وقد تكون غير ناجعة".
لكن بعض المحلات التجارية، تنافس الصيدليات في بيع مواد شبه طبية بحسب عميرة، قائلاً إن هذه المحلات لا يمكن مراقبتها من قبل وزارة الصحة، لأنها تابعة لوزارة التجارة، وهو ما أدى إلى الفوضى المسجلة في هذا القطاع، مؤكداً أنه لا يمكن تتبع الكمامات والمطهرات منتهية الصلاحية طالما لم يؤشر عليها صيدلي، ولا تباع في الصيدليات.
وأكد عميرة أن الصيادلة سبق وأن صاغوا مشروع قانون يتعلق بالأقنعة والكمامات والمستلزمات الطبية، ولكنه لا يزال في رفوف وزارة الصحة ولم يفعّل، مشيراً إلى أن كل وزير جديد يرجئ النظر فيه، ولا يعرفون السبب، باستثناء أن هناك أطرافاً تدفع إلى ذلك خدمة لمصالحها كما يقول.
مواجهة حكومية مع المضاربين
يؤكد المدير العام للمنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التّجارة ياسر بن خليفة، أن: "فرقاً رقابية تقوم بحملات يومياً، لوضع حد للمضاربين والباعة العشوائيين".
وتابع: "تم حجز 41800 كمامة طبية واقية، في مستودعين عشوائيين بمنطقة أريانة بالعاصمة تونس في 28 فبراير/شباط، لكونها خزنت بطريقة عشوائية بعد تهريبها من الصين، بهدف المضاربة بها، لكن التحاليل الطبية أثبتت أنها صالحة للاستعمال ولهذا تم تسليمها إلى وزارة الصحة للتصرف فيها في إطار الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا".
ويوجد 3 أصناف من الكمامات في تونس، الأول FFP1 التي تستعمل للمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، والثاني FFP2 ويستعملها الفريق الطبي الذي يقوم بالإسعافات ويعالج الحالات المصابة بالفيروس وتمتاز بنوعيتها الجيدة وهي ذات صلاحية أطول، وكمامات تستعمل أثناء إجراء التحاليل على المصابين وتسمى FFP3 وهي الأكثر قدرة على الحماية وتستعمل عند الاقتراب من المريض، وفق الدكتور عبد المؤمن.
مطهرات مغشوشة
يعود الغش في المطهرات وخاصة معقم اليدين المنتشر في الأسواق الموازية، إلى سهولة تحضيرها، وتركيبتها غير المعقدة، إذ تتكون من كحول وبعض المركبات كالجلسرين ويمكن لأي شخص صناعتها عشوائياً من خلال الحصول على المكونات والمقادير من شبكة الإنترنت وهو ما يفسر انتشارها في بعض المسالك غير الرسمية بحسب الدكتور المرايحي، مؤكداً أن سوق المضاربات واحتكار المنتجات يتغير بحسب العرض والطلب.
وتتكدس مواد تنظيف وتعقيم مجهولة المصدر في شارعي شارل ديغول ونهج إسبانيا وسط إقبال كبير من المارة، وفي جولة ميدانية لمعدة التحقيق في سوق سيدي بومنديل الشعبي بالعاصمة، وجدت معقم "إليت" مستورد الصنع تباع العلبة الواحدة منه بـ 10 دنانير تونسية (حوالي 3.5 دولار أميركي)، وهو سعر مرتفع لأنها كانت تباع بنصف هذا الثمن وفق شهادات 3 مواطنين، فيما ارتفعت أسعار الكمامات في بعض الصيدليات، إذ أن القطعة التي كانت تباع بـ 200 مليم مثلاً أصبحت تباع بعد ظهور فيروس كورونا بسعر يتراوح بين 700 مليم و1500 مليم (حوالي نصف دولار).
وبسؤال مدير إدارة حفظ الصحة عن بيع معقم اليدين في الأسواق الموازية، لفت إلى أن هذا الأمر ممنوع وفي حالة ضبط أي كميات سيتم حجزها ومصادرتها، لأنها لم تخضع إلى أي رقابة، مبيناً أن المطهرات يجب أن تخضع إلى تحاليل في مخابر مختصة والتثبت من فعاليتها ونجاعتها في القضاء على الجراثيم. وقال إنه سيكلف فريق إدارته للانتقال إلى عين المكان وحجز أي كميات سيتم العثور عليها.
وتلقت إدارة حفظ الصحة، في 10 مارس، شكوى تشير إلى أن مصنعين بتونس العاصمة بصدد تصنيع مطهرات لليدين مخالفة لمواصفات التصنيع القياسية وتفتقد إلى التركيز المناسب من الكحول الإيثيلي والذي من المفترض ألا يقل عن نسبة 70% وبالتالي لن تكون لها أي جدوى في التطهير وفق الورغمي، مؤكداً أنه تقرر زيارة هذا المصنع من أجل الوقوف على الطريقة التي يصنع بها هذه المطهرات، وسيتولى مخبر مراقبة الأدوية التابع لوزارة الصحة تحليل عينات منها، والتثبت في مدى نجاعتها.
ويقتني بعض التونسيين كميات من المطهرات تزيد عن حاجياتهم بهدف تخزينها. وهو ما تسبب في اضطراب مسالك التوزيع وشجع العديد من التجار على الاحتكار والمضاربة ورفع الأسعار وفرض البيع المشروط، بحسب ما يقوله سليم سعد الله رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك غير الحكومية لـ"العربي الجديد"، مشدداً على اقتناء الكمامات من الصيدليات ومطهرات غسل اليدين من الفضاءات المخصصة لها وتجنب التي تباع في الأسواق الموازية لأنها غير مراقبة واستعمالها غير مجد، بل قد يكون مضراً طالما أنّ مكوناتها مجهولة.
وأدى الإقبال الكبير على الكمامات والمطهرات إلى حدوث اضطراب في توزيعها ونفاذها من عديد الصيدليات وفق عميرة، مشيراً إلى أن الصيدلي هو الحلقة الأخيرة في مسالك التوزيع مبيناً أنّ سعر العلبة التي تحتوي على 5 كمامات وصلت إلى 37 دينار تونسي (حوالي 13 دولاراً أميركياً) بعد أن كان سعرها قبل تفشي كورونا لا يتعدى 3 دنانير (دولار واحد).
وعلى وقع ما سجلته مصالح وزارة التجارة من ارتفاع مُشط في أسعار المطهرات ومستلزمات أخرى شهدت إقبالا مكثفا، توقياً من فيروس كورونا، فقد تقرر في الـ 13 من مارس الجاري تحديد أسعارها كما يقول بن خليفة.
الصناعة المحلية لا تلبي الاحتياج
توجد في تونس 4 مصانع، في مدينة باجة شمال غرب، وتونس العاصمة، مختصة بصناعة الكمامات. لكن الكميات المصنعة محلياً لا تغطي السوق المحلية، ولذلك يتم اللجوء إلى الاستيراد وفق تأكيد المكلفة بالصيدلة والدواء بوزارة الصحة، الدكتورة نادية فنينة لـ"العربي الجديد"، مشيرة إلى أن الكمامات تصنف ضمن المواد شبه الطبية وترويجها يختلف عن الأدوية، وبالتالي يمكن للمصنّع توزيعها مباشرة على الصيدليات وعلى باعة الجملة أو التفصيل أو محلات المواد شبه الطبية.
وسارعت الصيدلية المركزية الحكومية في وضع مخزون إستراتيجي من الكمامات الصحية عن طريق المزودين المحليين واقتنت جزءاً آخر عن طريق الاستيراد، بحسب ما قاله خليل عموص المدير العام لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أنّ الصيدلية المركزية تقتني أسبوعياً كميات هامة من الكمامات تفي بالاحتياج المحلي.
ويتم التثبت عند الشراء من خلال إخضاع عينات من الكمامات المستوردة للتحليل، لمعرفة ما إذا كانت صالحة للاستعمال وقادرة على منع تسرب البكتيريا والأمراض الفيروسية التي تنتقل عبر الهواء إلى الإنسان. ويقول عموص أن الصيدلية المركزية لم تكن في السابق تستورد الكمامات، إذ أن توريدها كان يقتصر على القطاع الخاص فقط، ولكنها تدخّلت على ضوء ظهور فيروس كورونا من أجل توفير مخزون إستراتيجي ولتعديل السوق الوطنية، وضمان انتظامية التزويد، وكانت ذروة الطلب مع الإعلان عن أول إصابة في تونس في 2 مارس، مبيناً أنه يتوقع انخفاض الطلب تدريجياً على الكمامات.