حين اتخذتم العجل وأضلكم (السامري) .
الشيخ عبد المنان السنبلي
لقد أخطأتم بحق شعبنا مرتين :
الأولى عندما استقويتم بالأجنبي وبررتم له تدمير اليمن وقتل شعبكم ظناً منكم أنه بذلك سيعيدكم إليها فاتحين ومنتصرين وحاكمين !
والثانية حين بات واضحاً لكم يقيناً أن من استقويتم بهم قد غدروا بكم وخذلوكم واستخدموكم ذريعةً لتدمير بلادكم والعبث بها ومع ذلك بقيتم صامتين وساكتين كأنما قد أُلجمتم لجاماً من حديد !
فاعترِفوا بالأولى واعتذروا للشعب تنجون من عار وعقاب الثانية إن كنتم صادقين حقاً !
اعترفوا للشعب أنكم أخطأتم بحقه والتمسوا لأنفسكم ما شئتم من الأعذار وعودوا إلى أحضانه تائبين نادمين .
قولوا له أنكم أسئتم التقدير مثلاً أو أنكم لم تكونوا تتوقعون تداعيات وآثار ما حدث أو أي شئٍ تبررون به خطأكم هذا !
قولوا له أن هذا التحالف قد غرر بكم ووعدكم فأخلفكم، قولوا أنه انقلب عليكم أو غدر بكم لعلكم ترحمون .
قولوا له أنكم لم تعودوا تملكون من أمركم شيئا، فلا تستطيعون هناك ثني هذا التحالف عن تمرير مخططاته التدميرية وأطماعه الخبيثة في بلادكم ولا تستطيعون أيضاً اتخاذ قرار المغادرة والرحيل .
أعلم أنكم أو على الأقل الكثيرين منكم يريدون أن يبوحوا ويعترفوا بهذا من بعد أن تبين لهم كل شئ لولا أنهم أصبحوا على ما يبدو في موقعٍ لا يحسدون عليه، فهم بين نارين اليوم؛ إما البقاء على حالهم مطيةً لهذا التحالف لتدمير وتفكيك اليمن إلى أن يتم الاستغناء عن خدماتهم والتخلص منهم بطريقته المعهودة، وإما أن يستعجلوا مصيرهم الأسود المحتوم هذا بالتمرد على هذا التحالف وإعلان سحب الثقة منه، وسيان بين الحالتين طبعاً !
فعلاً موقفٌ لا يحسدون عليه !
فما هو الحل إذاً ؟!
الحل عندي طبعاً إن أردتم التكفير عن سيئاتكم بحق الوطن، أنصحكم اليوم قبل الغد أن تتخلوا عن هذا (العجل) وتتبرأوا من (سامري) العصر بأن تذبحوا أو تقتلوا أنفسكم كما فعل بنو إسرائيل عند اتخاذهم العجل، فقد يكون في ذلك شرفٌ لكم يذكركم به التاريخ وتكفرون به عن خطاياكم !