منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70006
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟ Empty
مُساهمةموضوع: نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟   نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟ Emptyالسبت 27 يونيو 2020, 9:45 pm

نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟ P_1634g6q5c1

نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟
 عباس عبد جاسم

قبل فك الارتباط بين الدولة ـ الأمة، ومن ثم إعادة بناء ما تفكّك من الارتباط بين الدولة – الأمة، لابد من توجيه انتباه القارئ إلى أن دال الدولة ودواله بمعنى التحوّل والزوال، يرتبط بخيارات الدولة ـ الأمة في التحرّر من الأيديولوجيات القومية والدينية، خاصة أن القومية لم تعد رابطة قوية، بل أخفقت في كيفية تمثيل ذاتها النهضوية، ليس لـ»أنها مرحلة وليست نهاية»، وإنما لـ»أنها ذات طبيعة شعبوية ومعادية للديمقراطية»، حتى التاريخ لم يعد رابطة مشتركة للجغرافيا كوعاء سياسي في الأساس. إذن، فما الذي تبقّى من خيارات الدولة ـ الأمة؟
وبذا فإن الشاغل المركزي لنا هو: نحن دولة بلا أمة؟ أم أمة بلا دولة؟
وقبل ذلك، ما الذي تفكّك في الحياة العربية؟ الدولة أم الأمة أم كلاهما؟ ولماذا ينبغي فك الارتباط بين الأمة العربية والأمة الاسلامية؟ وإلاّ فما تعليل الاختلالات العضوية في بنية التعالق القائمة بين الأمة العربية والأمة الإسلامية؟ من هنا نرى أن القومية، والقومية العلمانية على وجه التحديد – لم تعد صالحة لمفهوم الأمة العربية الإسلامية، خاصة أن مفهوم القومية العلمانية يجمع بين الانكفاء على الذات والانفتاح على الآخر، ليس لأن العروبة جوهر أساسي في الإسلام، وإنما لأن الإسلام ليس واحداً في العالم، فقد انقسم على ذاته إلى، خوارج ومذاهب وطوائف، لهذا «ظل حبيس الأفق الديني» فتجمّد عند حدود أدينة الدولة وقومنة الأمة. إذن «الدين لا يصلح ـ كما يرى ساطع الحصري ـ كناظم لمفهوم الأمة» ( نقلا عن السيد عمر «حول مفهوم الأمة في قرن- نقد تراكمي مقارن»)، وإلا فما علاقة الأمة العربية بالإسلام دينا؟ إن كانت اللغة أساس القومية، وأداة التخيّل العـــربي للأمة، فإن طاقة الخطأ تكمن في اختزال مفهوم الأمة إلى اللغة كجوهر أساسي في الإسلام.
لهذا لم تعد القومية العلمانية تمتلك من عناصر القوة والثبات في مواجهة العولمة، بما يجعلها ذات حيوات متجدِّدة مع روح العصر وقوانين تطور حركة التاريخ، فقد أطاحت العولمة بالقوميات والأعراف الدينية، حتى تراجع الدين، ليس بسبب الأدلجة السياسية، التي انحرفت به باتجاه راديكالي، وإنما بسبب اللبرلة، التي استدعت الوعي المتحوِّل بالتغيرات الكبرى في العالم، التي خضت البنيات التحتانية للحياة العربية، وخلخلت البنيات الفوقانية لها في آن.
وإن كان المسلمون «نواة» منها تبدأ دائرة الدولة، فهل الدولة القومية «عربية متعدِّدة الأديان» (محمد عمارة «هل المسلمون أمة واحدة؟»)، وإن كانت كذلك فعلا، فقد جوّز عروبة مَن استعرب، أي مَن تكلّم العربية، فهو عربي، وذلك وفق دمج اجتماعي بصيغة أسلمة غير العربي، وهذا ما ينطبق أيضا ًعلى أسلمة الشعوب غير الإسلامية عبر الفتوحات الإسلامية.
لقد اسُتخدِمت العربية، كأداة لتخيّل أمة دينية، لم تخرج عن إطار القومية كجماعة متخيلّة، على نحو مناقض تماما لأي أمة متعدِّدة اللغات. وإن كانت اللغة أداة التخييل، فهل تمتلك اللغة «القدرة على تشكيل الجماعة المتخيلة، وعلى بناء التضامن»، كما ذهب عزمي بشارة إلى ذلك؟ ( بندكت أندرسن «الجماعات المتخيلة» مقدمة عزمي بشارة)، وإن كانت كذلك أيضا، فما تعليل سرد العربية، الذي اجتمعت فيه تناقضات الواقع العربي مع جماليات الحياة العربية للدولة ـ الأمة على سطح واحد؟ ورغم أن فضاء الأمة في التاريخ العربي الإسلامي لا يتطابق مع التأسيس التاريخي للدولة ـ فإن ما يعنينا أكثر من مفهوم الدولة ـ الأمة هو فضاء الشعب، لهذا فإن الأيديولوجيات السياسية ذات طبيعة عمياء في تمثيل الشعب، خاصة بعد أن أخذت سرديات الأمة ـ الدولة تتشكل بخطابات الأقليات والثقافات المتغايرة للجماعات المتخيّلة. إذن هل ثمة تجانس بين الاختلافات المعرفية والثقافية والدينية والإقليمية بين الأمة العربية والأمة الإسلامية؟
في القرن الحادي والعشرين، أخذت الأمة العربية، وحتى الإسلامية تتفكّك فيها الروابط والهويات والعلاقات العربية ـ الإسلامية، على النقيض تماما من دولة الأمة الأوروبية والأمريكية التي دمجت بين القوميات والهويات المختلفة بدلالة الاتحاد الأوروبي، أو الوحدة الأوروبية، بعد أن تخطى الدمج الاجتماعي للقوميات التاريخية والحدود الجغرافية، حتى أصبحت الهويات أكثر تمثلا ً لذاتها، وأكثر اتساعا لاستيعاب العرقيات الأخرى، وبذا فإن «ما يقدَّم أساسا ً لشرعنة الأمة التعدّدية هو التخلّي التدريجي عن فكرة الأمة، بوصفها كينونة تتألف فقط من مجموعات معينة، تتمتع بامتيازات يحدّدها التحدّر من سلالة ما، عبر مسار تاريخي لصالح الفهم الواسع لها، باعتبارها تشمل بالتعريف ما هو أبعد من المجموعات التقليدية « ( ريتشارد مينش «الأمة والمواطنة في عصر العولمة» ترجمة عباس عباس).

لقد ظهرت القومية كأيديولوجية سياسية مع الثورة الصناعية، ومع نشوء البورجوازية، وصعود الليبرالية، لتقترن بمفهوم الأمة.

وفي بلادنا العربية تفتقد الدولة ـ الأمة إلى التكامل الاجتماعي، بينما يقوم التكامل الأوروبي على فكرة أوروبا، بوصفها «جماعة مدنية»، فإن كانت بريطانيا أمة منبثقة من المجتمع المدني، فإن فرنسا أمة منبثقة من فكرة الدولة، كما استخدِمت الفكرة الثقافية للأمة كأداة لشرعنة بناء دولة أمة ألمانية موحدة، وفق حدود اللغة والثقافة، وبذا فالدولة الأوروبية، أمة ثقافة أكثر منها أمة قومية. إذن نحن بحاجة إلى دولة ـ أمة بالمعنى الثقافي؟ أم دولة – أمة بالمعنى السياسي؟ وهنا يستدعي هذا السؤال إلى الذهن إشكالية أخرى: أن نستخدم الدولة في تعريف الأمة؟ أم نستخدم الأمة في تعريف الدولة؟ وإلا ّ كيف تتمأسّس الذات العربية الإسلامية: كدولة ـ أمة؟ أم كأمة ـ دولة؟ يقول ريتشارد مينش: «ما بين سبعينيات القرن الثامن عشر وثمانينيات القرن التاسع عشر، حدث تحوِّل من الثقافة ـ الأمة إلى الدولة ـ الأمة، وبين ثمانينيات القرن التاسع عشر و1945 حدث التحوّل من الدولة ـ الأمة إلى القوم ـ الأمة» ( ريتشارد مينش «الأمة والمواطنة في عصر العولمة»). وسواء كانت القومية التي ظهرت في ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته مجرّد أيديولوجية بورجوازية أو أيديولوجية شمولية، فإن القومية تمثل العصبيّة القبلية للأمة، وبذا تلتقي فكرة الأمة مع فكرة القومية، ولكن الأمة كمفهوم تاريخي أقدم من مفهوم القومية كظاهرة اجتماعية ولغوية.
ولكن أندرسن ميّز ثلاثة أنماط من القومية: القومية الرسمية والقومية الشعبية وجمهوريات المواطنين، التي جاءت بها الجمهوريات الأمريكية إلى العالم، كنوع من القومية، لهذا نرى أن فكرة الأمة قائمة على الانتماء القومي، الذي يرتبط بالسياسة، وذلك تعبيرا عن ارتباط الوعي القومي بالوعي السياسي. وإن كانت القومية «جماعة متخيّلة»، فقد اقترح أندرسن تعريف الأمة بروح أنثروبولوجية، حيث «هي جماعة سياسية متخيلّة أيضا» (بندكت اندرسن «الجماعات المتخيلة»). ورغم أن الحركات القومية ذات طبيعة قائمة على تمركز الذات بذاتها ولذاتها، فإن الأمة استخدمت سياسة ميكافيلية في بناء الدولة الجديدة، بالمزج بين القومية الرسمية والقومية الشعبية ـ كمزج العثمانية بالعربية، أو كمزج القومية بالسلالة الملكية في الامبروطورية البريطانية واليابانية. ولكن بعد زوال الدولة القومية في أوروبا، والتحوّل نحو الاتحاد الأوروبي، نجحت الدول الأوروبية في إنشاء ما سماه جاك ديلور Jacques Delors بـ»النموذج الاجتماعي الأوروبي»، ويمثل هذا النموذج كيانا ما فوق قومي ـ Suprantion ( آلان تورين «براديغما جديدة لعالم اليوم» ترجمة جورج سليمان). ولكل ذلك؛ نحن إزاء دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟
قبل الاجابة، لقد ظهرت القومية كأيديولوجية سياسية مع الثورة الصناعية، ومع نشوء البورجوازية، وصعود الليبرالية، لتقترن بمفهوم الأمة. ورغم أن القومية مرحلة، وليست نهاية في سياق الاستبداد التنويري، فقد صاغت الأخلاقيات الدينية الرواسب التحتانية في البنية العربية المجتمعية، لهذا كان الدين يحارب العلمانية، والعلمانية تنافح من أجل تحرير الدولة من سلطة الدين، عبر صراع مفتوح بين المدنية والإسلام السياسي، وبذا كان المجتمع العربي، ومايزال يرتبط بماض يتعذّر الانفصال عنه، في حين لا قداسة في البنية المجتمعية الأوروبية سوى الأخلاقيات المدنية. وإن كان مفهوم الدولة ـ الأمة: بنية متحرِّكة من حيث التغيّر والتحوِّل والتعاقب والزوال، فقد ابتكرت الدولة، الشعب، لتمثل بالتالي فكرة تكوين الدولة. إذن: هل ثمة أزمة مركبة من الدولة اللاأمة والأمة اللادولة؟ ذلك هو الشاغل المركزي لنا من جديد.

٭ ناقد وكاتب من العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نحن دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف تحولت ايران من دولة اسلامية سنية الى دولة شيعية , السبب الرئيسي ؟
» المؤرخ الإسرائيلي آفي شلايم: دولة الاحتلال ترتكب "إرهاب دولة" وحماس حركة مقاومة
» دولة القلال في فراكسينتوم .. أعجب دولة إسلامية غربية
» نتنياهو يريدها دولة “يهودية” فيؤيده الغرب وامريكا… والبغدادي يريدها “اسلامية” فيحشدون ستين دولة لمحاربته..
» نحن شعب بلا دولة واسرائيل دولة بلا شعب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: