منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد Empty
مُساهمةموضوع: مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد   مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد Emptyالإثنين 27 يوليو 2020, 9:32 pm

مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد

منير شفيق

ثمة تعريف جديد موسع للأبارتايد الصهيوني يشمل كل فلسطين وكل قطاعات شعبها، ويشمل الاحتلال وما حدث من طردٍ وتهجيرٍ داخلي عام 1948 (قضية اللاجئين)، ومن حصار، واستيطان، وقانون الدولة اليهودية.

بكلمة، كل ما أحدثه المشروع الصهيوني، ومارسه في فلسطين منذ البداية حتى الآن يجب اعتباره أبارتايد. مثلاً اتخذ عام 1948 شكل الاقتلاع والتهجير، وبهذا حصر الهدف الفلسطيني المركزي بتفكيك نظام الأبارتايد الصهيوني، ويحصر تحقيقه من الآن فصاعداً بالنضال الديمقراطي مع إعلان انتهاء شكل المقاومة المسلحة، بعد أن أدت مهمتها في بعث الهوية الفلسطينية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.

يجب أن يُسأل أصحاب هذا التوجه، منذ البداية: لماذا استعملت كلمة “أبارتايد” للداخل والخارج بدل التمييز العنصري؟ ولماذا وسّعت لتشمل كل ما يتعلق بالصراع في فلسطين؟ والأهم، لماذا ستحل، عملياً وبالاستخدام، مكان “الاقتلاع والإحلال”، ومكان ما ارتكب من جرائم نصت عليها قرارات دولية، أو خالفت القانون الدولي، أو اعتبرت جرائم حرب وإبادة، وكذلك ما سمي بحقوق فلسطينية مثلاً حق العودة؟

فعندما يشمل تعريف الأبارتايد الصهيوني كل ذلك، يكون قد أضعف وصف طبيعة الصراع الاقتلاعية والتهجيرية للشعب الفلسطيني، والإحلالية للكيان الصهيوني، كما خفف من جريمة السطو على فلسطين، وكل ما ملكه الشعب الفلسطيني، خاصاً وعاماً، فقد صار اسمه “أبارتايد”.

وعندما يحل هدف تفكيك نظام الأبارتايد الصهيوني مكان هدف إزالة كل ما حدث من اقتلاع وإحلال، وهو ما عبّر عنه التحرير الوطني لفلسطين كل فلسطين، نكون قد أضعفنا القضية. وبهذا يتحول الصراع إلى صراع ضد الأبارتايد مكان صراع وجود: من له الحق في فلسطين، أو فلسطين لمن؟ ووضعنا تفكيك نظام الأبارتايد مكان الحق الحصري لشعب فلسطين في تقرير المصير (كما ينص القانون الدولي مثلاً)، ووضعناه مكان تحرير فلسطين.

طبعاً سيقال إن تعريف الأبارتايد يشمل كل ذلك، ولكن يكون قد استبعد كل ذلك من التداول ليحل محله.

والسؤال: لماذا كل هذا “التشويش” على ما استقر من أوصاف وتعريفات ولما اقترفه المشروع الصهيوني، وأهمها اقتلاع ثلثي الشعب الفلسطيني حتى الآن، وإحلال المستوطنين غير الشرعيين، وإقامة هذا الكيان؟ ولماذا التشويش حتى على المصطلح الأصلي للأبارتايد وفقاً لنسخته ومنبعه الجنوب أفريقي؟

الجواب السريع: التمثل في التجربة الجنوب أفريقية ونجاحها. وذلك بالرغم من الإقرار باختلاف جوهري بينها وبين قضية فلسطين: الاقتلاع، الإحلال، التهجير، صراع الوجود في فلسطين، الصراع حول الحق في فلسطين، الصراع حول السردية التاريخية. فالمشكلة ليست أقلية بيضاء تمارس قوانين تمييز عنصري (أبارتايد) ضد أغلبية غير بيضاء، هذا من دون الإشارة إلى النفوذ والهيمنة العالمية للصهيونية في أمريكا وأوروبا وبلدان أخرى، مقابل مجموعة عنصرية في جنوب أفريقيا انتهت صلاحيتها، وكان يجب عليها أن تفكك نظام الأبارتايد، ولم يعد لها من نصير. هذا، بلا حاجة أيضاً إلى الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تعتبران المشروع الصهيوني في فلسطين قضية مركزية للاستراتيجية الاستعمارية- الإمبريالية الغربية.

 على أن من الصحيح، من جهة أخرى، أن حكومات الغرب ويمكن إضافة الكثير من حكومات الدول، ترفض أن تسمع السردية الفلسطينية حول الحق التاريخي، أو حول الحق المستند إلى القانون الدولي في تقرير المصير. وصحيح ثمة صعوبة في إسماعهم حقيقة طبيعة الصراع باعتباره قام على الاقتلاع والإحلال، وتهجير الفلسطينيين، ومن ثم فإن تحويل المواجهة أو إعادة توصيف الصراع باعتباره صراعاً مع أبارتايد والحل بتفكيك نظام الأبارتايد الصهيوني يسمحان بتجنب تلك الصعوبة، ولكن ذلك تجريب للمجرّب.

حتى هذا التنازل غير قابل لتكرار تجربة الصراع ضد الأبارتايد في جنوب أفريقيا، بدليل ما حدث مع كل الحلول التي وصلت إلى حد اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني، وحل الدولتين بالشروط الأمنية الصهيونية، والاستعداد للقبول بتبادل الأراضي، والتنازل عن حق العودة؛ لأنه ليس هنالك من حل واقعي، في نظر الغرب، والدول الكبرى الأخرى، غير الذي يوافق عليه قادة الكيان الصهيوني (وإذا شئت قادة الأبارتايد الصهيوني). وهذا الحل، بنظر أولئك القادة، هو الاقتلاع الكامل للشعب الفلسطيني من فلسطين، والإحلال الكامل للمستوطنين الصهاينة وكيانهم في فلسطين.

ومن ثم فإن كل ما تضمنه التوسع في تعريف الأبارتايد أو تفكيك نظام الأبارتايد من تنازلات (تضمن حق المساواة للمستوطنين غير الشرعيين من خلال تفكيك الأبارتايد)، ليس له من مصير غير مصير كل ما طرح من حلول تشمل تسوية ما بين المستوطنين العنصريين الاقتلاعيين الإحلاليين؛ والشعب الفلسطيني.

الحل الوحيد الممكن: إما كل فلسطين لنا ولا حق “لهم” فيها، وإما كل فلسطين “لهم” وليس للشعب الفلسطيني غير المقاومة بكل أشكالها. أما إذا لم يتحقق الحل الأول فستبقى فلسطين ومن فيها، ومن في خارجها في حالة صراع دائم، كما كان الحال طوال مئة سنة الماضية، ولكن مع تغيير لموازين القوى راهناً ومستقبلاً في مصلحتنا. فالزمن، أيضاً، سيكون في مصلحة من سيصبحون عشرات الملايين، ومن ورائهم مئات الملايين العربية، وآلاف الملايين من المسلمين، وما لا يحصى من أحرار العالم.

إن فشل كل الحلول ولا سيما حل الدولتين، يؤكد أن الحل الوحيد الذي يفرضه المشروع الصهيوني هو رحيل كل الفلسطينيين، ومن ثم إن الحل الوحيد، والممكن، الآخر، هو رحيل المستوطنين الذين جاؤوا إلى فلسطين بلا حق، وبالقوة، وبلا شرعية. ومن ثم عبثاً يحاول أصحاب الدولة الواحدة، أو حاملو نظرية تفكيك نظام الأبارتايد الصهيوني لإقامة المساواة، أن يُقنعوا المستوطنين العنصريين الصهاينة  الذين حلوا مكان الفلسطينيين وأقاموا كيانهم فيها، أن يقبلوا بالمساواة، فسوف يفضلون الرحيل على أن يحكمهم مانديلا فلسطيني، أو يمثلون أمام قاضٍ، أو يخضعون لمدير فلسطيني. فالموت أهون على السيد المتغطرس من أن يتساوى مع من تعوّد على اضطهادهم. ولهذا فإن حل رحيلهم الجماعي هو الحل الأفضل والأنسب لهم، خصوصاً أن أفضل عواصم الدنيا الغربية تحبهم ويحبونها، ولهم فيها امتيازات خيالية. فلماذا يُذلون بالمساواة مع الفلسطينيين؟ وهذا سبب آخر لخطأ ووهمية وصف الصراع بالأبارتايد وحله بتفكيك نظام الأبارتايد.

ولهذا فكل من يتحدث عن حل في فلسطين عليه أن يختار بين رحيل الفلسطينيين أو رحيل المستوطنين. أما اختيار رحيل الفلسطينيين كما هو حادث حتى الآن، فعيش الجميع على صفيح ساخن جيلاً بعد جيل إلى أن يشاء الله رحيل المستوطنين الذين لا يلدون إلاّ مستوطناً عنصرياً متغطرساً.

ومن هنا، فإن أول ما يجب القيام به هو تسمية الأشياء بأسمائها فما هو اقتلاع يُسمى اقتلاعاً، وما هو إحلال يسمى إحلالاً، وما هو جريمة إبادة يسمى جريمة إبادة، وما هو أبارتايد (تمييز عنصري) يسمى أبارتايد إذا كان الخطاب في الغرب وفقاً لتعريفه الأصلي، ويسمى ميزاً عنصرياً إذا كان الخطاب للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وما هو حرب وجود يجب أن يسمى حرب وجود، وما هو حق عودة يسمى حق عودة، وما هو سردية تاريخية فهو السردية الفلسطينية والحقيقة التاريخية، وما هو تحرير يسمى تحريراً لفلسطين وليس تفكيكاً لنظام.

وباختصار، المشروع الصهيوني يريد ترحيل كل الشعب الفلسطيني. وهو الذي يجب أن يرحل، وهذا لا يكون إلاّ بتحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر.

وبعد، فهذه الموضوعات التي ترد على مقولة الأبارتايد (الموسع) وعلى اعتبار الهدف المركزي تفكيك نظام الأبارتايد الصهيوني لا تمنع، بل تحبذ، تشكيل منظمة عالمية ضد الأبارتايد الصهيوني الذي تعبر عنه القوانين العنصرية والممارسات العنصرية، باعتباره أحد أبعاد المشروع الصهيوني الاقتلاعي الإحلالي. وذلك تماماً كما لم تمنع المحافظة على استراتيجية التحرير والمقاومة والانتفاضة في مواجهة الاحتلال من تشكيل الحركة العالمية للمقاطعة “بي. دي. إس” (BDS).

فالشعب الفلسطيني يمكن أن يدخل الصراع من كل الأبواب المشروعة، والممكنة، شريطة أن يحافظ على المربع الأول للصراع، وهو تأكيد الحق الفلسطيني في كل فلسطين، وتأكيد لا حقية المشروع الصهيوني ولا شرعيته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد   مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد Emptyالإثنين 27 يوليو 2020, 9:32 pm

فلسطين.. قلعتكم الأخيرة.. لماذا نرفض التطبيع

يروج منذ سنوات عديدة في الأوساط السياسية والأكاديمية والإعلامية لتعريف مغلوط لمفهوم السياسة، على أنها "فن تحقيق المُمكن"، بدلا من أن تعني: فن تحقيق الصعب. كذلك لمفهوم الواقعية السياسية، تبريرا للعجز والانهزامية.

نفس هذه الأوساط حريصة بشكل لافت - للتقليل من أهمية مقاومة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي- على الترويج لما تسميه"دواعي الأمن الوطني والقومي" و "المخاوف الإستراتيجية"، وتعتبر  موقف من يتصدى للتطبيع، امتداد لخطاب الستينييات "الخشبي  واللاعصري" في زمن العولمة والحداثة.

ليس من المهم الإنسياق خلف هذه الطروحات لمعرفة دوافعها الحقيقية، ولكن الأهم هو التأكيد على أن طبيعة الصراع مع الكيان الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني التوسعي، الجاثم على صدر الشعب العربي الفلسطيني والمنطقة، هو صراع وجودي، كان وما زال وسيكون.

هناك مقاربة تاريخية هامة، بين طبيعة هذا الإحتلال ومملكة بيت المقدس أو مملكة القدس اللاتينية، وهي المملكة الكاثوليكية التي شكلت أكبر الممالك الصليبية في بلاد الشام { 1099م-1291م} ، وكانت قاعدة متقدمة في الشرق، لديها دورها الوظيفي وسعت للتوسع التدريجي على حساب محيطها بعد أن كانت مجموعة من البلدات والقرى، لتشمل جميع أراضي فلسطين التاريخية، إضافة إلى لبنان وأجزاء من الأردن وسوريا وسيناء، وحاولت التمدد نحو العُمق المصري.

ولضمان وجودها وتعويضا عن ضعفها من الناحية الديموغرافية والجغرافية، عقدت تحالفات مع ممالك صليبية أخرى في الشرق كإمارة الرها وإمارة أنطاكية وإمارة طرابلس.

بالرغم من جميع محاولات الاختراق والتطبيع والتحالفات مع محيطهاـ وبالرغم من الدعم الخارجي الكبير، وبعد قرابة قرنين من الزمن، سقطت المملكة وبقيت فلسطين العربية. وهذا الدرس التاريخي يعيه ويدرسه الاحتلال وبعض وسطه الأكاديمي.

كان من أهم الأسباب التي قادت لسقوط مملكة بيت المقدس، أنها كانت كيانا غريبا عن المنطقة بدأ يفقد تدريجيا دعمه الخارجي، ولوجود قيادات ونخبة عربية وإسلامية واعية لطبيعة الصراع الوجودي، والتفاف شعبي واضح الرؤية والأهداف العقائدية، وتوفر الدعم من المُحيط الذي يتجاوز الطائفية والعنصرية والإقليمية، وهي أهم عناصر نجاح أي مشروع وطني تحرري.

إن رفض التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ليس موقفا عدائيا موجها ضد  أتباع دين أو عقيدة بعينها، بل ضد مشروع صهيوني عنصري اقتلع شعبا مسالما من أرضه بكل وحشية، دون أدنى اعتبار لحقوقه وتاريخه وآدميته وللأسباب التالية أيضا:

1- التطبيع إقرار بشرعية الإحتلال الغاصب والقبول به والتعايش معه، مما يعتي إسقاط حقوق الشعب العربي الفلسطيني والتنكر للبُعد الإسلامي، المسيحي، القومي والإنساني لقضيته.

2 - التطبيع يعني توفير المجال الحيوي على الصعيدين الاقتصادي والأمني للاحتلال، على حساب مصالح الشعوب العربية وطموحها بالتكامل الاقتصادي والسياسي.

3 - التطبيع دعم مباشر للطبيعة التوسعية للكيان الإسرائيلي على حساب الأمن الوطني والقومي للدول العربية، خصوصا دول الطوق.

4 - التطبيع دعم مباشر لاستمرار الاستبداد والفساد، وتعميق الأزمات الداخلية لبعض الدول العربية، واستمرار ارتهان الشعب وارادته، وتأخير تنميته.

5 - التطبيع مساهمة في استمرار تبعية بعض الأنظمة وارتهانها للخارج الداعم للكيان، على حساب مصالحها الوطنية واستقلالها وسيادتها.

6 - التطبيع مع كيان قائم على أساس دعاية وهوية دينية مختلقة، يعني إسقاط لمنظومة من القيم الأخلاقية والدينية والسياسية من مثل: الوحدة، الأمة، الوطن، الحرية، العدل، المساواة، الحق، العروبة، المُقدس، القومية، المقاومة ،الكفاح ورفض الظلم، التعددية والتنوع الديني والعرقي، والمدنية...الخ، وهو اختراق ثقافي خطير يمس وجدان ومصير شعوب المنطقة وموروثها الحضاري، وسيقود لاغتراب المنطقة عن ذاتها.

7 - التطبيع خطر وجودي على شركاء الوطن والمصير من المسيحيين بالذات- أو ما تبقى منهم – وتداعيات احتلال العراق وما يحصل في سوريا شاهد حي على ذلك.

8- التطبيع مساهمة في تزوير التاريخ القديم والحديث والمعاصر، ودعم للرواية الصهيونية المُتخيلة التي تعتمد على التزوير وإلغاء الآخر، واختلاق الحقائق، وفرض الأمر الواقع، والترويج لسرديتها على حساب التاريخ الحقيقي للمنطقة.

9 - التطبيع دعم للتفوق العسكري والتكنولوجي والاقتصادي -المؤقت- للكيان، وعلى حساب فرص تنمية وتكامل الاقتصاديات العربية.

10- التطبيع تلبية لحاجة استراتيجية ملحة للكيان، وحاجة ملحة لبعض المستوى الرسمي للدول المطبعة، لضمان سلطته وامتيازاته وفساده، وليس له أدنى علاقة  حقيقية بمفهوم الأمن القومي. بل هي حالة من التحالفية الفوقية على حساب المصالح الوطنية الُعليا، وهو بالتالي خطر على فرص تحقق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة للفئات الشعبية الأقل حظا في تلك الدول.

11- التطبيع حالة انهزامية وتعبير عن الفشل والعجز الذاتي في تطوير مقومات الأمن القومي، وتحقيق التنمية بعيدا عن التبعية والارتهان للخارج، وتُعيق تطلعات الشعوب العربية في مزيد من الاستقلال والتقدم في ظل النظام العالمي السائد.

12 - التطبيع يُضعف من الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، يُعمق الانقسام بين مكوناته، وبالتالي يضغف كيانه السياسي وهذا الوضع ينسحب على باقي الدول، مما يهدد السلم الأهلي ويهدد بأزمات جدية بين هذه المكونات الاجتماعية والدينية والسياسية.

شكل وجود الكيان الصهيوني بما يمثله، تحديا كبيرا للمنطقة، وبرغم ويلاته وجرائمه، إلا أنه دفع بالشعب الفلسطيني وباقي دول المنطقة للتقدم - ولو ببطئ - تحديا للخطر المصيري والحضاري الذي يُمثله. ومن شأن تغييب جوهر هذا التحدي فقدان المنطقة تدريجيا لأهم مكوناتها ومميزاتها الثقافية.

إن رفض التطبيع هو أيضا نوع من بعض وفاء لكوكبة من الشهداء، ارتقت دفاعا عن الأرض والإنسان والقضية، وللحفاظ على حق أجيال من المنفيين.


للحكومات – كما يقال – سياساتها، وللشعوب خياراتها، والتمسك بالثوابت  ورفض التطبيع بكافة أشكاله هو حق شخصي وفردي... هو تمسك بالقلعة الأخيرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75783
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد   مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد Emptyالإثنين 27 يوليو 2020, 9:32 pm

هل هنالك حل للقضية الفلسطينية؟


قد يكون القول بواقعية حل القضية الفلسطينية قائمًا ابتداءً على افتراض أن هنالك حل، وأن ثمة طرف أو أكثر يبحث عن حل أصلًا؛ فالشك يتنامي اليوم حول الفرضية من أساسها، فمجريات الأحداث تشير إلى شبه غياب كامل للموقف العربي الرسمي التائه في صراعات داخلية ومشاريع إقليمية وتهديدات وجودية لم تترك الأولوية التقليدية لملف الصراع مع إسرائيل، لا بل انقلب التوجه إلى أطر جديدة من العلاقة الدافئة مع تل أبيب والقائمة على تبادل المصالح!

في الوقت الذي يسير فيه مشروع تعطيش مصر وسوريا والعراق قدمًا، وتنحسر فيه مياه دجلة والفرات والنيل، فإن (آثار حراك الربيع العربي والانقلاب عليه وما تبعه من سلسلة انتكاسات اقتصادية تعمقت مع جائحة كورونا) قد أخرجت الوطن العربي منهكًا وفاقدًا لبوصلة أي اتجاه.

جاءت إدارة ترمب المتصهينة في توقيت بالغ السوء للمنطقة العربية، فالظرف الموضوعي مُجهّز لإملاءات وطروحات تأخذ فقط المصلحة الإسرائيلية وطموحاتها في الحل النهائي، فرأينا (سلسلة القرارات المنفردة بشأن الجولان والقدس ونقل السفارة ومبادرة صفقة القرن وضم غور الأردن الغربي) وكأن هذه المسائل لا تعني الطرف الآخر المتضرر بشيء!

في الحقيقة، تتنامى يومًا بعد يوم الشكوك العميقة بسعي ورغبة إسرائيل للوصول إلى حل مقبول للأطراف ذات الشأن، الفلسطينيين والأردنيين والسوريين تحديدًا وخاصًة؛ فعلى الأرجح بأن العقل الصهيوني في تل أبيب يرى بأن المكاسب الممكنة مع المحيط العربي والإسلامي هي كبيرة حتى في ظل عدم الحل، وأن إسرائيل لديها ما تقدمه للطرف الآخر في دائرة المصالح المشتركة، مما يمهد لتطبيع واسع يتجاوز الفلسطينيين وحقهم في الحل العادل والمقبول.

إسرائيل - ونظرًا لما توصلت له من تقدم تقني واعتراف دولي ودعم غربي متصهين- هي قادرةٌ على المقايضة، مقايضة الاعتراف والتطبيع بجملة منافع مثل برمجيات التجسس، وتقنيات الاتصال، وخدمات الاستخبارات، والعلاقات العامة والدعاية، وتقنيات المياه، والأمن السيبراني، واتفاقيات التعاون العسكري، بمقابل طرف عربي بات بعضه مستعدًا لتجاوز عقبة حل الصراع التقليدي في المنطقة.

حل الدولة الواحدة:

إن طرح فكرة إسرائيل الديمقراطية التي تتسع للجميع ضمن مواطنة عادلة لهو أمرٌ يعني فنيًا نهاية الدولة اليهودية واختفاء ثقافتها في غصون ثلاثة عقود من الزمن، هذا على افتراض عدم تهجير واسع للفلسطينيين، وعلى نية غياب مبدأ يهودية الدولة وعدم التمييز ضد الوجود العربي كصنف ثانٍ من المواطنة.

لا يُعتقد بأن إسرائيل مستعدة لهذا السيناريو خاصةً أن لا دافع يضغط باتجاهه في ظل حلول أخرى أكثر قبولًا إسرائيليًا.

حل الدولتين:

لم يعد من الواقعي القول بأن حل الدولتين هو أمر مطروح حاليًا؛ فالظروف على الأرض، والتمدد الاستيطاني، والجدار العازل، وخطة ضم الغور الغربي، ومقترحات التبادل للأراضي، وتمزيق الأراضي الفلسطينية بالطرق الالتفافية والبؤر الاستيطانية، وتجاوز معظم حدود 1967 التي كان يؤمل قيام الدولة الفلسطينية عليها، كل ذلك ينهي موضوعية الطرح لانعدام عملانيته الكلية.

الدولة الفلسطينية في حال قامت على طرح حل الدولتين ستكون مجرد عنقوديات من الأحياء والمناطق التي لا تليق بأي شكل للدولة كما سوّقها كوشنير بخرائطه.

حل توزيع العبء:

في ظل ظروف المنطقة الكارثية، وتراجع حجم التأثير العربي الإقليمي والدولي، وأزمات اقتصادية عميقة، والانفراد الإسرائيلي بالفعل وفرض الأمر الواقع، ودعم أمريكي مطلق، وسلبية أوروبية تقليدية، فإن صورة محدثة تتطور للحل بأبسط سيناريو يأخذ الظرف الإقليمي والدولي بالاعتبار، وهو قائمٌ على توزيع الحل على دول الجوار، كالتالي:

الأردن يعيد ضم ضفته الغربية أو ما بقي من أراضيها، مصر ترتب إدارة قطاع غزة المجاور لسينائها، سوريا توطّن الفلسطينيين اللاجئين فيها في مقابل إعادة الجولان أو بدونه، لبنان كذلك يستوعب توطين لاجئيه مقابل دعم سياسي واقتصادي أو بدونه.

هذا الحل هوالأكثر كارثية على العرب والفلسطينيين؛ فهو صيغة تصفية بأقل ثمن، وهو يُرحّل عبء الحل على العرب بدلًا عن إسرائيل ذاتها.

واقعيًا، يبدوأن إسرائيل ليست مضطرة لأي حل؛ فهي مستقرة، مزدهرة، معترف بها دوليًا، قوية عسكريًا، تملك قدرات لتبادل المصالح عالميًا.

الانتفاضة الفلسطينية قد تكون جزءًا من آليات الدفع للحل، ولكن ثمن ذلك من دم فلسطيني في ظل صمت دولي يجعل الأمر موضع نقاش.

فرضية الحرب في ظل الظرف الحالي ليست قائمة رسميًا، وفي حال تطورت الأحداث لتدفع باتجاه حرب تُحرّك الجمود القائم، فإن الخيار العسكري النظامي أو المواجهة بمجموعات غير نظامية- على غرار حزب الله وحماس والجهاد- هو خيار خطير ويتطلب دعمًا إقليميًا لا يقل عن موقف تركي وإيراني داعم رسميًا.

الشعوب العربية ترى بأن الحل الأمثل هو زوال الكيان الصهيوني بشكلٍ نهائي، ولا يُعلم مدى واقعية وقبولية هذا الطرح.

اليهود الصهاينة يرون الحل الأمثل بقيام إسرائيل الكبرى جغرافيًا أو افتراضيًا، ككيان متعاظم وكاسح للوجود العربي في الشرق الأوسط.

بين هذا الطرح وذاك، يبقى هنالك حل وحيد مرضيٍ وعملاني، هو عودة كامل الأمور تمامًا لما كانت عليه قبل حزيران 1967 كمدخل حقيقي للحل. حتى هذا الطرح له معارضيه من الطرفين، وكأن الأفق سُدّ بالكامل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مشكلة فلسطين ليست مشكلة أبارتايد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: قضايا الصراع-
انتقل الى: