اغتصاب فكري
*أكبر عملية اغتصاب فكري*
بقلم العميد المصري المتقاعد محمد صفوت الزيات..
أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﻘﻮﻟﻨﺎ....
ﻫﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮَ ﻭﺍﻟﺤﺠَﺮ والرمال والحدود الوهمية ﻭﻃﻦ،
ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻸﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ضابطان من عناصر المخابرات البريطانيه والفرنسيه ﺳﺎﻳﻜﺲ وبيكو، ﻭﺳﻤّﻮﺍ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ!
وقاموا بإعطاء الأشخاص داخل الحظائر بطاقة الهوية والجنسية والقومية والعرق والنسل..
لكي يعرفوا الأشخاص تماما كما يصبغون الماشية لكي يعرِفها أصحابها..
ومع أن هذه المُسمّيات للتفرقة..
تجد الأشخاص يعتقدون أنهم مُقدّسون وذوو شأن وتاريخ عظيمين؛
فتجد المصري والسوداني والسعودي والعماني واليمني والمغربي والجزائري وغيرهم
يتفاخرون بتاريخ مُزيّف يسمّى يوم وطني!
وكل منهم يقتل الآخر إذا عبر الصحاري إلى التراب المُقدّس
وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية إلى التراب المقدس..
شرفاً ووطنية عظيمة
وموتاً في سبيل الوطن (شهيد الوطن) وسينال الجنة......
وصِرنا نجد الشعوب تتبادل الشتائم والكراهية والفرقة..
بالرغم من أن دينهم واحد، ولغتهم واحدة وتاريخهم واحد مشترك.
إتفاقية سايكس وبيكو أدخلت الأُمة في ١٠٠ سنة من التيه والضياع،
جعلت الولاء والبراء يُعقد على قطعة أرضٍ مُسيّجة بسياج مشبك،
وخرقة ملونة بألوان رسمها سايكس وبيكو عند وضعهم الحدود الوهمية بيننا.
واصبح من يملك ورقة تُسمّى “جنسية” هو أخي وصديقي كائناً من كان!!
ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألدّ أعدائي وخصامهم واجب كائناً من كان.
أتخيّل مشهداً في ذهني كيف كان النبي صل الله عليه وسلم واقفا بعز، وشموخ،
يرمق جيشه،
وفيه العربي والأعجمي،
الأبيض والأسود،
فيه أبو بكر القرشي،
وسعد الأوسي،
وسلمان الفارسي،
وصهيب الرومي،
وأبو ذر الكناني،
وبلال الحبشي،
فيقول رسولنا صلّ الله عليه وسلم: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فانصر الأنصار والمهاجرة.
فيرد جيشه صل الله عليه وسلم قائلين:
نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا.
لم يكن نتفرق ونتجزأ بحدود يوم تسيّدنا الدنيا....
يوم كان عُمر في المدينة يحكم نصف العالم بدوله واحده هي الآن تفتتت الى أكثر من إثنتين وعشرين دولة...
وكانت جيوش الوليد تملك من تحت سور الصين شرقاً إلي جنوب فرنسا غرباً
وكان هارون الرشيد يحكم ثلاثة أرباع آسيا
وكان المعتصم يهدّد حدود بلغاريا الآن بعد ان هدم عمورية
وكان صلاح الدين يحطّم الصليبيين ويحرّر القدس
وكان قُطز يقضي علي المغول وينقذ العالم من شرّهم
وكان العثمانيون يزيلون من خريطة العالم أعتي صليبية هي الامبراطورية البيزنطية ويحكمون اكثر من نصف اوربا
لم يكن لنا حدود حين كان المواطن يمشي من قرطبة إلى بغداد
ومن المغرب إلي مكة لايسأله أحد عن جواز مرور .
فلتسقط سايكس و بيكو
ومن صنعها
ومن حماها
وعبدها
وعاش في ظلالها خادماً وفيّاً للغرب
كلام يكتب بماء الذهب
ليعيد مفهوم الوحدة الإسلامية
وينبه الضائعين في متاهات التعصب الجاهلية النتنة،