روسيا تواجه ضريبة إنتاج أول لقاح ضد كورونا في العالم
يخوض العالم منذ ظهور جائحة كورونا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي سباقا من أجل الفوز بريادة إنتاج اول لقاح ضد الفيروس الذي أصاب حتى اليوم، أكثر من 20 مليون شخص حول العالم وأودى بحياة مايزيد عن 747 ألفا أخرين.
ووسط منافسة دولية تحاول خلالها دول عدة على رأسها الولايات المتحدة، وبريطانيا وألمانيا احتكار تصنيع أول لقاح، خرجت روسيا فجأة، في 21 يوليو/ تموز الماضي، لتعلن جاهزية لقاح محلي شارك في تطويره مختصون عسكريون.
وفي 11 أغسطس/ آب الجاري، ودون كشف موسكوعن الدراسات المفصلة لنتائج تجاربها السريرية التي تسمح بالتأكد من نتائج اللقاح، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين تسجيل بلاده أول لقاح في العالم ضد كورونا.
وأوضج أن إنتاج أولى دفعات اللقاح الروسي الجديد “سبوتنيك في” سيبدأ في غضون الأسبوعين القادمين، على أن يبدأ استخدامه فورا.
** كثرة الشكوك
الريادة الروسية في إنتاج أول لقاح ضد كورونا، استقبلتها دول عدة وجهات مختلفة بالتشكيك في الإنتاج الروسي، على خلفية عدم نشر نتائج الدراسات السريرية، ومدى حجم العينة التي خضعت لهذه التجارب، وهو الإجراء الدولي المعتاد قبل طرح أي عقار أو لقاح.
وشكك البروفيسور بيتر أوبنشو، أستاذ الطب التجريبي في المعهد الوطني للقلب والرئة في جامعة “إمبريال كوليدج لندن” في فعالية اللقاح الروسي.
وقال في تصريحات لموقع منظمة “ساينس ميديا سنتر” إنّ المصادر الإخبارية تشير إلى أن اللقاح الروسي “خضع لأقل من شهرين فقط من الاختبارات السريرية على 38 شخصا، خلال المرحلتين الأولى والثانية”.
وأضاف أنه في ظل وجود خطة لتجربته على 1600 شخصا ضمن المرحلة الثالثة “إلا أن ذلك أيضا غير كبير بالنسبة لتجربة لقاح”.
من جهته، شدد إيان جونز، أستاذ علم الفيروسات بجامعة ريدينغ البريطانية، على أنّ وجود ” لقاح ضعيف أسوأ من عدم وجود لقاح من الأساس”.
وقال للموقع ذاته: “الخطر الأكبر في حالة اللقاح السئ هو أن تتولد مناعة ليست كافية لتوفير الحماية؛ ما يخلق سلالات من الفيروس تتفادى بعد ذلك الاستجابة لجميع اللقاحات”.
وفيما لم تعلن منظمة الصحة العالمية موقفها صراحة من اللقاح الروسي، إلا انها شددت على أن “المرحلة التي تسبق ترخيص أي لقاح تمر عبر آليات صارمة”، لافتة أنها تجري حاليا محادثات واسعة مع السلطات الروسية لمراجعة وتقييم كل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية.
وحسب منظمة الصحة، هناك 26 لقاحا محتمللا في مرحلة التجارب السريرية في كافة أنحاء العالم، و139 في مرحلة التقييم ما قبل السريري.
وبين اللقاحات الـ26، دخلت 6 أواخر يوليو/ تموز المرحلة الثالثة من التطوير.
وكان اللقاح الذي تطوره “غاماليا” الروسية مصنفا حينها في المرحلة الأولى، رغم إعلان موسكو في 21 من الشهر ذاته جاهزية ذلك اللقاح.
** تحذير من 4 دول
حذرت كل من الولايات المتحدة، وفرنسا وألمانيا وإسبانيا من استخدام اللقاح الروسي.
وأعرب وزير الصحة الألماني، ينس سبان، عن قلقه من عدم اختبار اللقاح “بشكل صحيح”.
وقال في تصريحات لوسائل إعلام محلية : “قد يكون من الخطير البدء بتلقيح الملايين، لأنه قد يقضي إلى حد كبير على الاستجابة للتطعيمات إذا حدث خطأ ما”.
وأضاف: “بناء على كل ما نعرفه، لم يتم اختبار ذلك اللقاح بشكل كافٍ. الأمر لا يتعلق بأن يكون أول من ينتج لقاح، بل يتعلق بأن يكون اللقاح آمنا”.
بدورها، أوضحت إيزابيل إمبرت، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية في مرسيليا، جنوبي فرنسا، أن إعطاء وعد مبكر بالشفاء أمر “خطير للغاية”.
وقالت لصحيفة “لوباريزيان” الفرنسية: “لا نعرف منهجية أو نتائج تجاربهم السريرية”، بالإشارة إلى العلماء الروس.
وفي الولايات المتحدة ، شكك أنتوني فوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في اللقاح الروسي.
وقال في تصريحات لموقع “بيزنس إنسايدر” الأربعاء :” إذا أردنا اغتنام فرصة إيذاء كثير من الناس أو منحهم شيئا لا يفيد، يمكننا البدء في ذلك (استخدام اللقاح الروسي) من الأسبوع المقبل. لكن هذه ليست الطريقة الصحيحة”.
** طلبات من 20 دولة
في المقابل، أعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي كيريل ديمترييف، أن نحو 20 دولة حول العالم طلبت مليار جرعة من لقاح “سبوتنيك في” ضد فيروس كورونا ، بشكل مسبق، والذي تم إنتاجه وتطويره محليا.
وبينما لم تكشف موسكو عن هوية الدول الـ20، عرض الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، أن يكون أول شخص يتم حقنه بلقاح ضد فيروس كورونا طورته روسيا.
وقال في مؤتمر صحفي: “يمكن أن أكون أول شخص يجربون عليه.. أعتقد أن اللقاح الذي أنتجتموه مفيد حقا للبشرية”.
اللقاح الروسي مثل السلاح الروسي له أسواقه
تعرض الرئيس بوتين لهجوم عنيف من جانب علماء أمريكا وأوروبا ، وقيل في الـ24 ساعة الماضية في هذا اللقاح ما يكفي لإيضاح حجم الخلافات بين الشرق والغرب عموما ، وبين روسيا وأمريكا خصوصا .
الخبراء الدوليون لم يستبعدوا احتمال أن يكون اللقاح الروسي فعالا لكنهم اعترفوا بأن علماء أمريكا وأوروبا لا يمتلكون أية معلومات كافية حول هذا اللقاح ( الذي يهاجمونه ) . خصوصا وأن روسيا تخفي عن علماء الغرب أية تفاصيل حول هذا اللقاح وتبدو غير معنية قطعا بإقناعهم أو طلب رأيهم \ واعترف أحد أهم علماء الصحة العالمية " في الوقت الحالي، لا توجد أي معلومات أو بيانات عن اللقاح الذي تقدمه روسيا لمجتمع الصحة العالمي".
العلماء الانجليز الذين راهنوا على صدارتهم في هذا الأمر وكانوا يستعدون للإعلان عن أول لقاح ضد كورونا. لم يقبلوا الصدمة وسارعوا لهجوم عنيف ضد العلماء الروس وما قاله البروفيسور فرانسوا بالو، عالم الأحياء في جامعة كوليدج لندن عن خطوة بوتين وأنها "متهورة وحمقاء"، وأن الاختبارات الروسية " التي لا يعلم عنها شيئا " غير صحيحة وغير أخلاقية". سوى نموذج عن الغضب الانجليزي ضد روسيا .
روسيا تواصل تعذيب حكومات الغرب ولم تنشر أية دراسة مفصلة عن نتائج التجارب التي سمحت لها بتأكيد فاعلية اللقاح. وتطلب دول الغرب عينة صغيرة لفحصها ولكن روسيا لا تعيرهم أي اهتمام . وتعلن ان عشرين دولة طلبت شراء اللقاح فورا . فالدواء الروسي مثل السلاح الروسي له زبائنه وأسواقه .."
اللافت للانتباه أن مراقبين أمريكيين يعتقدون ترامب "المتهور" سيلجأ قريبا وبهمجية إلى إعلان اكتشاف أمريكا للقاح أخر قبل انتهاء التجارب الأمريكية اللازمة ، لأنه يحتاج ذلك قبل الانتخابات القادمة . وهو ما يظهر فساد السياسيين ومصالح الحكومات وخبثهم في التعامل مع أوبئة فتاكة مثل كورونا وأبناء عمومته من الفيروسات المهلكة .
أما إسرائيل التي ألمحت أكثر من مرة أن لديها علماء وخبراء ويقتربوا من إيجاد اللقاح وهي من أسوأ الدول في مواجهة كورونا، فقد ابتلعت القطة لسانها إذ اتضح أن معهد نس تسيونا الإسرائيلي وجميع تجاربه ( في غالبيتها مسروقة من مختبرات الغرب ) كانت حول انفلونزا الطيور وليس حول كورونا .
وإسرائيل التي تحاول بمساعدة أمريكية أن تحشر نفسها في مصاف الدول العظمى في الرياضة وفي الفن وفي العلوم وفي كل شيء ، تراها أول من فتح الخطوط الخلفية مع موسكو للحصول على الدواء الروسي .
من الكريه خلط العلم بالسياسة، وهو أمر مستهجن وغير مفيد بتاتا .. ولكن احد المتفذلكين الصهاينة كتب قبل أيام يشتم العرب (انه وبينما تقترب روسيا والصين وأمريكا وإسرائيل وانجلترا من إنتاج لقاح ضد كورونا ، تستعد الدول العربية لكشف مؤخراتها لتلقي الحقنة) .
والحقيقة انه تحديدا ومعه جميع الإسرائيليين . هم الذين يكشفون ألان مؤخراتهم لتلقي الحقنة ويهرولون من أجل أن يكونوا من الأوائل في أخذها . ونتانياهو وحكومته هم الذين يواصلون حصار الأراضي الفلسطينية وقصفها وفرض الحصار عليها ومنع وصول المساعدات لها في ظل الجائحة .