منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Empty
مُساهمةموضوع: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020   النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Emptyالأحد 23 أغسطس 2020, 10:02 am

خميس بن عبيد القطيطي: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020

 
خميس بن عبيد القطيطي
للحديث عن النظام الرسمي العربي لا بد أن نعود للوراء قليلا أو السنوات الأخيرة قبل زوال الدولة العثمانية، وما حدث من إعدامات للوطنيين العرب عام ١٩١٥/ ١٩١٦م من قبل الوالي جمال باشا السفاح ومحاولة العرب التخلص من الحكم العثماني ثم قيام الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين عام ١٩١٦م لمجابهة الوجود العثماني في الوطن العربي، حينها كانت هناك وعود مع بريطانيا للشريف حسين عبر مراسلات حسين- مكماهون من أجل إقامة الدولة العربية التي تشمل الشام والجزيرة العربية باستثناء الحجاز وعدن نظرا لاعتبارات دينية بالنسبة للحجاز مع بقاء عدن تحت الحماية البريطانية، هذه الوعود نكثتها بريطانيا من خلال (مؤامرة) سايكس بيكو ١٩١٦م الموقعة بين بريطانيا وفرنسا على تقسيم منطقة الهلال الخصيب بين البلدين وبمصادقة من روسيا القيصرية وايطاليا، فأصبحت سوريا الطبيعية مقسمة بين الانجليز والفرنسيين ووضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني حتى يحين موعد تسليمها للصهاينة وفقا لما تم بالمؤتمر الصهيوني الأول في بازل سويسرا ١٨٩٧م وقد ثبت ذلك رسميا من خلال وعد بلفور عام ١٩١٧م لمنح اليهود وطن قومي في فلسطين، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وظهور ملامح المؤامرة على العرب،  بدأت نواة تشكل أول النظم الرسمية العربية (سوريا) وذلك بعد المؤتمر السوري العام الذي أعلن فيصل بن الحسين ملكا على سوريا بسلطات دستورية ومجلس تشريعي ودولة لا مركزية مع وجود تقسيمات إدارية على المدن الرئيسية، وبذلك تم اعلان المملكة العربية السورية عام ١٩٢٠م وظهور أول دولة عربية في الشطر الاسيوي بقوانين وتشريعات وحكومة رسمية، إلا أن الفرنسيين لم يرق لهم قيام تلك المملكة رغم الاتفاق الأولي على قبول الانتداب الفرنسي في اتفاق فيصل كليمنصو، باعتماد العملة الفرنسية السورية وتسريح الجيش والغاء التجنيد الاجباري وتسليم الخطوط الحديدية ما يعني إلغاء السيادة الوطنية السورية ولكن هذا الاتفاق الأولي لم يتحقق عمليا نظرا لمعارضة بعض اقطاب السلطة الوطنيين وعدم ثقة الفرنسيين بالاتفاق والاعتماد على تفوقهم العسكري وانتهى الأمر بالزحف على العاصمة دمشق فاشتعلت المعارك وقدم السوريون ملاحم من النضال والمقاومة خاصة في معركة ميسلون التي قادها وزير الحربية يوسف العظمة فقدم فيها الجيش السوري ملحمة كبيرة إلا أن عدم التكافؤ بين الفريقين انتهى باحتلال العاصمة دمشق واستشهاد يوسف العظمة وعدد كبير من قواته ومغادرة الملك فيصل سوريا واحكام فرنسا سيطرتها على سوريا ولبنان، والانتداب البريطاني على فلسطين وظهور إمارة شرقي الأردن .
أما في العراق ومع اندلاع ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني فقد عقد في القاهرة عام ١٩٢٠م مؤتمر بحضور تشرشل وزير المستعمرات البريطاني للنظر في الوضع بالعراق فأعلن عن تغيير الحكومة البريطانية لسياستها بالتحول من استعمار مباشر إلى حكومة إدارة وطنية تحت الانتداب وذلك إثر تكبد القوات البريطانية في العراق خسائر فادحة، ومن خلال المؤتمر تم الاتفاق على تسمية الأمير فيصل بن الحسين ملكا على العراق ومجلس يتألف من شخصيات العراقية منهم نوري السعيد ورشيد عالي الكيلاني وعدد آخر من الشخصيات العراقية وبالتالي فقد أعلن مجلس الوزراء العراقي في يوليو ١٩٢١م فيصل بن الحسين ملكا على العراق تحت الانتداب البريطاني وقد استمر الانتداب حتى معاهدة ١٩٣٠م التي أقرت فيها بريطانيا استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب كما ضمنت الاتفاقية أيضًا عدد من التسهيلات لبريطانيا في مجال تسهيل مرور القوات أوقات العمليات والتعاون في مختلف المجالات .
وفي وادي النيل لم يكن الحال يختلف كثيرا بوجود قوات الاحتلال الانجليزي مع استمرار أسرة محمد علي باشا في الحكم تحت اشراف بريطانيا، كما كان المغرب العربي بمختلف اقطاره تحت الاحتلال الايطالي والفرنسي، أما منطقة الخليج العربي فكانت تحت النفوذ البريطاني، وفي الصومال مناصفة مع الانجليز، وبذلك كان الوطن العربي مقسما بين القوى الاستعمارية، وهكذا كانت الكثير من المستعمرات في آسيا وافريقيا .
لقد برزت حقبة التحرر في الوطن العربي بعد احتلال فلسطين عام ١٩٤٨ وظهرت عمليا من خلال ثورة يوليو ١٩٥٢م التي أتت بالضباط الأحرار على رأس السلطة في مصر وتم توقيع اتفاقية الجلاء مع الانجليز عام ١٩٥٤م واسهمت مصر عبدالناصر في دعم حركات التحرر في الوطن العربي عموما بدءا من دعم ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨م في العراق والوحدة مع سوريا ١٩٥٨/ ١٩٦١م كما تم دعم استقلال الجزائر وتم استقلال تونس والمغرب وقيام الجمهورية في اليمن وظهور نظام عربي جديد تسوده روح القومية العربية، والذي أعاد للأمة العربية شخصيتها وتخلصت من الاستعمار القديم، فبدأ عهد من العزة والكرامة والاعتماد على الذات العربية وقيام نهضة عربية عمت عدد من الاقطار العربية في مجال التعليم والصحة والصناعة والزراعة وتشكيل جيوش عربية، وغياب بريطانيا عن المشهد العربي بعد حرب السويس أو العدوان الثلاثي ١٩٥٦م بل انتهاء امبراطوريتها الاستعمارية، وظهور اقطاب عالمية جديدة بظهور الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على صدارة المشهد الدولي ومدى تأثيرهما في المنطقة العربية، وارتباط الولايات المتحدة بشكل خاص بدعم المولود الصهيوني في قلب الوطن العربي وما أعقبه من حروب أخرى منها حرب عام ١٩٦٧م التي حقق فيها الاستعمار انتصار جديد على العرب نظرا لتفوقه العسكري وعدم وجود استعداد حقيقي على المستوى العسكري وكذلك بعض الانقسامات في الموقف العربي، إلا أن العرب خرجوا سريعا من تلك الهزيمة الى حالة من التعاون الجماعي وتوحيد الموقف العام للعرب بنحو استعادة الحقوق العربية والاستعداد لحرب التحرير القادمة، فقامت حرب الاستنزاف وبدأ الدعم العربي وتسليح وتحديث الجيوش العربية وتنسيق جهود العرب لمصلحة جبهات القتال واستمرار حرب الاستنزاف التي انهكت كيان الاحتلال الصهيوني وحاول تقديم تنازلات أكثر من مرة إلا أن العرب بقيادة جمال عبدالناصر رفضوا كل تلك المحاولات إلا بالانسحاب الكامل من جميع الاراضي العربية المحتلة واعلان أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة في مشهد من العنفوان القومي العربي الذي لم يسبق له مثيل خلال القرن العشرين وبوجود قيادة رمزية عربية موحدة تمثلت في الزعيم جمال عبدالناصر، وبالفعل تحقق بعض ما يصبوا إليه العرب بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣م حيث كان العرب في وضع عربي جماعي موحد واستخدم النفط العربي كسلاح في دعم المجهود الحربي قبل الحرب واستخدم كسلاح سياسي بعد ايقاف تصديره عن الدول الغربية المساندة لكيان الاحتلال، وهو ما سجل موقفا عربيا رسميا عظيما أسهم في تقديم ملحمة في معركة العبور وتحقيق انتصار في الحرب ضد قوى الاستعمار، وظل الموقف الرسمي العربي حتى عام ١٩٧٥م في حالة تقدمية نوعية على صعيد العلاقات الدولية، إلا أن الحالة العربية والنظام الرسمي العربي عاد مجددا للتشظي والانقسام بعد زيارة السادات للقدس وانحراف بوصلة الاتجاه العربي وأدى ذلك الى حدوث اختراق مجددا للمنطقة العربية فعاد الاستعمار مجددا الى الوطن العربي بشكله الجديد، أعقبه حالة من الاختلافات العربية ومقاطعة عربية لمصر بعد اتفاقية كامب ديفيد، ثم حدث احتلال عاصمة عربية أخرى وذلك بعد اجتياح بيروت عام ١٩٨٢م في وقت انشغال قوة عربية عظيمة كالعراق في الحرب العراقية الايرانية التي استمرت حتى ١٩٨٨م وأخيرا حدثت كارثة احتلال العراق للكويت وما نتج عنه من تضعضع للموقف العربي ودخول الاستعمار بشكل قوي وعودة القواعد الاجنبية في المنطقة، ثم حانت الفرصة المواتية لاحتلال العراق عام ٢٠٠٣م في وقت لم يستطع العرب تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وفي حالة غياب لميثاق التعاون العربي، واستمرت الاوضاع بشكل اكثر تراجعا مع استمرار سرطان التغول الاستعماري وفقدان الثقة المتبادلة بين العرب واتباع سياسة فرق تسد في المنطقة واستمرار تمادي همجية الاحتلال الصهيوني في فلسطين، فوصل بنا الحال الى فقدان كل عوامل القوة بالانقسام وفقدان الثقة والاختلاف وتمكين الاستعمار من التواجد بقوة عبر عدد من القواعد العسكرية في المنطقة والسيطرة والنفوذ على الوطن العربي وذهاب ثروات العرب في خزينة الغرب من خلال صفقات السلاح التي وقعت بالمليارات وفي حقيقتها لا تستطيع توفير الأمن العربي، وللأسف الأنظمة الرسمية العربية ترى المشهد العربي بهذا التراجع دون أي محاولة للخروج من هذا الواقع المرير والمأزوم، وبقيت قضية فلسطين متجردة من أي دعم عربي إلا في الخطب السياسية على منابر الؤسسات الدولية، ثم جاء ما يسمى الربيع العربي بمتابعة واشراف من الاستعمار المتواجد أصلا في المنطقة لتزداد الحالة العربية سوءا، ولا نعلم متى سيستفيق العرب لاستعادة العزة والكرامة المسلوبة؟! لكن كل هذا الوضع الرسمي البائس يقابله تشكل موقف شعبي عربي مقاوم مازال مرتبطا بثوابت الأمة ومبادئها بمقاومة قوى الاستعمار ودعم المقاومة المشروعة في فلسطين للتخلص من نير الاحتلال واستعادة الحقوق، وقد حققت المقاومة العريية في فلسطين ولبنان ملاحم من الصمود في مواجهة العدوان الصهيوني الذي فشل في تحقيق أي انتصار منذ بداية الالفية الثالثة حتى اليوم مما يقدم مؤشرات ودلائل مبشرة أن النهاية سيكتبها أبطال المقاومة بعون الله .
 

كاتب عُماني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020   النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Emptyالأحد 23 أغسطس 2020, 11:10 am

مراجعات… مفارقات
 نادية هناوي

قد لا يبدو غريباً أن تكون مراجعاتنا لأي أمر من أمور حياتنا العربية مما مرتْ عليه السنون وتقادمت عليه العقود منطوياً على مفارقة ساخرة ومريرة. ذلك أن أبسط مراجعة للمسيرة التي قطعتها مجتمعاتنا العربية ستفضي بنا إلى حقيقة واحدة هي أنها مسيرة غير ظافرة. فبعد قرن من الحروب والثورات التحررية والانتفاضات القومية والوطنية والتجارب النضالية والاحتجاجات الهادرة والمظاهرات العارمة لم نحصد سوى الهزائم والخسائر والانكسارات تعقبها مرارة الشعور بالإحباط والخيبة والفشل.

ومأساة هذه المفارقة تجعلنا نتساءل لماذا لم تحصد الشعوب العربية ثمار مسيرة كانت حافلة بالكفاح والنضال والتضحيات؟ ألأن من قاد المسيرة لم يكن مهيئا لغرس ثمر جني، أم لأن المسيرة نفسها لم تكن سائرة في طريق إنضاج أي ثمر ومن ثم قطعت الأشواط تلو الأشواط وما من نتائج تثلج الصدور أو محصلات تريح القلوب أو مواقف تقنع العقول بل أننا لن نجانب الصواب إذا ما وصفنا مآلاتنا بالسريالية أو الغرائبية أو بكل ما لا يمت للعقل بصلة؟

وإذا لم يكن السبب لا هذا ولا ذاك، فلماذا إذن فشلت كل محاولاتنا للوصول إلى أهدافنا الوطنية والقومية، وخابت كل مشاريع تأكيد إرادتنا وذاتنا بين أمم العالم، ولنا ما يفوق ما لديها وعلى كل الصعد حتى تعثرت مشاريعنا التي أردنا لها أن تكون تحررية وتنموية؟ ولماذا بتنا نعاني عجزا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا فضلا عن ويلات الحروب المجانبة وأزمات البطالة والقهر والمنافي والنزوح والتهجير القسري؟

وليس أدل على حالة الفشل والخيبة ما منينا به اليوم من تراجع خطير وسريع في مستويات الإنتاج والنمو والتطور، وبلداننا ترزح تحت نير أنظمة حكم ممزقة ودساتير مشوهة وقوانين عجفاء وصار ما نكابده من ألم ونتحسر عليه بمرارة هو في الحقيقة نتيجة متوقعة عملت عليها أجندات أعدائنا الذين كلما تراجعنا تقدموا، وكلما خفتت وتيرة البناء والنمو عندنا ازدادت طاقاتهم على تغيير البناء ببناء أقوى وأصلد. وهكذا انتهينا إلى الصفر اقتصاديا وحضاريا وتعليميا وبلغوا هم الذروة في تلك المجالات وغيرها عالميا.

إنّ الفرد العربي ــ فلاحا كان أو عاملا أو موظفا أو أستاذا أو محاميا أو طبيبا ــ  قام بما يتطلبه منه عمله وميدانه؛ بيد أن ذلك العمل بالمجموع ستتبدد قيمته وأهمية معدلاته على أيدي زعامات تضع مصلحتها فوق الجميع، وسلطات تتحكم بحسب ما ينفعها ذاتيا.

وإذا كانت هذه مفارقة ساخرة لأنها حقيقية فإنها أيضا موجعة لأن المجموع فيها مسخر لخدمة الفرد، وكأن المجموع قطيع منقاد لفرد هو بمثابة راع يفعل في القطيع ما يشاء، يسمنه مؤجلا ذبحه أو يجوعه من أجل غفوة يحظى بها.

وهذه النظرة التراتبيبة عندنا هي سمة من سمات السياسة الكولونيالية التي جعلتنا منقسمين حول ذواتنا ونحن ننظر لبعضنا رؤساء ومرؤوسين وارستقراطيين وبرجوازيين وانتلجنسيين وشعوبيين ولا ندري أننا بذلك نزرع التفرقة داخل وحدة متحققة من تلقاء نفسها باللسان والدين والأعراف.

وطبيعي أن تتمزق الذات العربية بهذه التقسيمات والاختلافات وتتفكك منظومتها الوحدوية فكرا ووجودا. ولقد أفرز لنا واقع الحال أيضا مفارقة من نوع آخر فيها الزعامات الوطنية والقومية ما أن تمسك بالسلطة حتى تتفرد متنكرة لجماهيرها مغردة خارج تطلعاتها وأمانيها؛ هذا إذا لم توغل في اضطهادها وقمعها وتجريدها من كل وسائلها.

وبفعل ذلك كله تراجعت حياتنا المعاصرة وصرنا في راهننا بلا رخاء ولا رفاه ولا تقدم؛ بل بالعكس صرنا بضاعة يتاجر بمقدراتنا غيرنا بتعاون زعاماتنا وأعوانهم، بينما نحن ما زلنا على نياتنا نتأمل منهم أن يأخذوا بأيدينا جالبين لنا الخير مدافعين عن حقوقنا ومناصرين قضايانا. وهذه مفارقة مؤلمة من مفارقات مراجعة الواقع العربي المنهار.

وعلى الرغم من أن جماهير القرن الحادي والعشرين خرجت زرافات ووحدانا غير مستسلمة ولا عاجزة؛ وإنما ثائرة ضد الحكام والفاسدين فصدحت حناجر ألوفها وملايينها، وهي تقدم دماءها رخيصة في سبيل أهدافها… فإن المتحصل عليه بالعموم لا يضاهي كفاحها ولا يوازي تضحياتها. ذلك أنها ما أن تنتفض وتثور حتى تجد نفسها وقد عادت إلى خط الشروع الذي كانت جماهير القرن العشرين قد انطلقت منه، فكأن الزمان واقف وكأن أسلافنا الذين وضعوا أملهم في أن نواصل الطريق بعدهم قد أخطأوا التقدير ليظل الأمل معقوداً إلى ما شاء الله.

فلنعترف أننا لم نكمل ما كان قد بدأه السابقون ولم نكن كما ينبغي أن نكون أو كما كانوا يحلمون لنا بغد عربي مشرق، وتلك مفارقة ساخرة أخرى علينا أن نتجرع هولها، والسؤال: من السبب؟ أهو الزمان أم ذواتنا أم هو الحظ السيئ الذي منينا به، فحال دون أن نكون قادرين على تحقيق أحلام راودت أجيالا وأجيالا قبلنا؟

بالطبع لا ندين الحظ لأننا لا يمكن أن نؤمن به عكازا نتوكأ عليه، ولا نلقي باللائمة على الزمان فالنقص ليس في ذواتنا كون الذي جرى على أمتنا من أهوال لم يكن يسيرا لأنه نتاج نظام عالمي جديد لم نتفكر به ملياً، فخيم علينا وقد غيّر أجنداته وبدلا من استعمال القوة الغاشمة تحول إلى اعتماد القوة الناعمة بوصفها سلاحا فعالا يمرر عبره مشاريعه في الهيمنة والاستقطاب.

والنعومة التي يتسم بها النظام العالمي الجديد لها خبثها الذي ينتهك المواثيق بحجة الدفاع عن الحقوق وينادي بالديمقراطية وهو ينتهج العنصرية ويدعو إلى التعددية الثقافية بينما هو يحمي الطغاة ويحول دون أن تطيح الجماهير بهم. كل ذلك ونحن نعمه في لا مبالاتنا وكأننا عن هذه الشرور بمنجى ومحصنون.

وبعض صور هذه النعومة العالمية وربما كلها شهدتها أرضنا العربية، فالسلفيون يتنطعون بالفهم والخير المطلقين وهم يواجهون من يخالفهم بأشنع وسائل التصفية والإقصاء وليبراليونا يتشهون الحرية لأنفسهم فقط، أما ثوريونا فلا ثورية سوى ما به يؤمنون.

وعدا هؤلاء فنهّازو فرص لا شأن لهم إلا بأمورهم، يرسون حيث ترسو سفن مصالحهم، ولا يعنيهم أمر الانسان ولا الأوطان إن شرقت أو غربت.

هكذا تمضي عجلة العالم سريعا وعجلة العرب لا تحرك ساكنا لأن العصي موضوعة فيها والحصان موضوع خلف عربتها، والمحصلة أن لا ثمن للإنسان بالمطلق ولا قيمة للوطنية بل المزيد من المكابدة حروبا وفوضى وبطالة وفسادا وجريمة ومرضا وجوعا. وكانون الألم العربي يتقد بأجساد ممزقة ومنازل مدمرة وضحايا هم مجرد أرقام مودعة في سجلات غير مضبوطة وشعارات تخفي وراءها بذاءات يمثلها دجالون يتاجرون بنوايا الذين يتْبعونهم.

أما الهوية فسقط متاع وأما الصحة والدواء والاكتفاء الذاتي والتوظيف المبرمج والتعليم الممنهج فإلى الجحيم. والمهم أن المجموع مغلوب ينتظر من ينحره قرباناً على دكة أحد الذين يمن عليه أسياده فيكون على رأس الجمود والثبات واللاتغيير العربي.

وهل لنا بعد هذا أن نسأل عن أحوالنا بعد قرن من الثورات التحررية والانتفاضات المصيرية والحروب العادلة وغير العادلة؟ وأنّى لنا أن نسأل أصلا والمآسي في بلداننا العربية تترى متسارعة حتى لا مجال لأن نتأمل هولها ونتجرع أبعادها، ثم هل في النظام العالمي الناعم ما يمكننا من أن نحرك ساكنا والجمود والروتين هو عنوان حياتنا النمطية التي تخشى التغيير لأن فيه ينكشف ضعفنا؟

وما دمنا كذلك فلن تنتصر ذواتنا على رغائبها، ولن تتحرر نفوسنا من دجلها، ولن نعرف أن الحقيقة ليست سراباً وأن الشرعية هي الشعب، وأن الديمقراطية هي التنمية، وأن السلطة هي النظام بلا غالب ولا مغلوب ولا تابع ولا متبوع ولا مالك ولا مملوك، فالدائم هو وجه الله وحده.

* كاتبة عراقية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020   النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Emptyالأحد 23 أغسطس 2020, 11:11 am

فلسطين والسبات العربي
 نادية هناوي


نبهتُ في مقالي (مراجعات .. مفارقات ) المنشور في جريدة «القدس الإسبوعي» بتاريخ 19 يونيو/حزيران 2020 إلى خطورة ما صرنا إليه نحن العرب، حتى أن أبسط مراجعة لحياتنا ومسيرة مجتمعاتنا العربية، مما مرتْ عليه السنون، وتقادمت عليه العقود، سيكشف لنا عن مفارقة ساخرة ومريرة تفضي بنا إلى حقيقة واحدة هي أنها مسيرة غير ظافرة.
فبعد قرن من الحروب والثورات التحررية، والانتفاضات القومية والوطنية، والتجارب النضالية، والاحتجاجات الهادرة والمظاهرات العارمة لم نحصد سوى الهزائم والخسائر والانكسارات تعقبها مرارة الشعور بالإحباط والخيبة والفشل.
وتساءلت في المقال نفسه لماذا لم تحصد الشعوب العربية ثمار مسيرة كانت حافلة بالكفاح والنضال والتضحيات؟ أ لأن من قاد المسيرة لم يكن مهيئا لغرس ثمر جني؟ أم لأن المسيرة نفسها لم تكن سائرة في طريق إنضاج أي ثمر، ومن ثم قطعت الأشواط تلو الأشواط، وما من نتائج تثلج الصدور أو محصلات تريح القلوب، أو مواقف تقنع العقول، بل إننا لن نجانب الصواب إذا ما وصفنا مآلاتنا بالسيريالية أو الغرائبية، أو بكل ما لا يمت للعقل بصلة؟ وإذا لم يكن السبب لا هذا ولا ذاك، فلماذا إذن فشلت كل محاولاتنا للوصول إلى أهدافنا الوطنية والقومية، وخابت كل مشاريع تأكيد إرادتنا وذاتنا بين أمم العالم، ولنا ما يفوق ما لديها وعلى كل الصعد، حتى تعثرت مشاريعنا التي أردنا لها أن تكون تحررية وتنموية؟ ولماذا بتنا نعاني عجزا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، فضلا عن ويلات الحروب المجانبة، وأزمات البطالة والقهر والمنافي والنزوح والتهجير القسري؟
وما تحصلت عليه بعد الأسئلة أعلاه أن حالة الفشل والخيبة التي منينا بها اليوم، ناجمة من التراجع الخطير والسريع في مستويات الإنتاج والنمو والتطور في بلداننا، التي ترزح تحت نير أنظمة حكم ممزقة ودساتير مشوهة وقوانين عجفاء، ليصير ما نكابده بألم ونتحسر عليه بمرارة هو في الحقيقة نتيجة متوقعة عملت عليها أجندات أعدائنا، الذين كلما تراجعنا تقدموا، وكلما خفتت وتيرة البناء والنمو عندنا ازدادت طاقاتهم على تغيير البناء، ببناء أقوى وأصلد. وهكذا انتهينا إلى الصفر اقتصاديا وحضاريا وتعليميا، وبلغوا هم الذروة في تلك المجالات وغيرها عالميا.
واليوم وبعد أن صار أمر اعتراف دولة الإمارات بالكيان الصهيوني واقعا معلنا وغير متدارٍ؛ نقول (لا عجب) فوضعنا العربي اليوم تراجيدي أكثر من أي وقت مضى، منخور السطوح والأعماق، متقاعس إلى درجة لا ينفع معها استنهاض ولا إيقاظ، وفيه نعيش حالة سبات لا صحوة من بعده. وكيف يصحو من هو مطمئن في سباته، راض بما آل إليه مصيره. فأما السؤال عن مكان السبات فالجواب هو كهف الدعة الذي فيه تعودنا النوم. وأما السؤال منذ متى ونحن نيام؟ فمنذ وعد بلفور المشؤوم ونكبة 1948 ونكسة 1967، ومخيمات صبرا وشاتيلا وانتفاضة الحجارة، إلى اجتياح الموصل ونكبة الايزيديين، وسيستمر الحال على هذا المنوال، كلما اقتطعت أرض ودنس عرض وانتهكت سيادة وضاع حق.
وفلسطين الأمس التي ما أن تشتعل فيها شرارة، حتى تهب نار الاحتجاج في الجماهير العربية واعدة بالثورة والانتقام، صارت فلسطين اليوم قضية مميعة في مشروعيتها ومضيعة في أحقيتها، وهي في حياتنا العربية ليست أهم القضايا ولا أكثرها مركزية ومصيرية. فلسطين اليوم جُردت من بعدها الرمزي كعنوان للمصير العربي المشترك، وصارت واحدة من عناوين كثيرة تخضع للمزايدات السياسية ذات الغايات النفعية والمصلحية، تطبعا وتطبيعا، وبشتى المبررات والحجج. وفي مقدمة تلك الحجج السلام الذي لا شكل له ولا لون إلا شكل التركيع، وكذلك الاستقرار الذي لم تعرف له فلسطين طريقا، لا قبل التطبيع ولا بعده.. وما خفي من المبررات والحجج هو أعظم مما أعلن.
كل ذلك جعل نصرة الشعب الفلسطيني نصرة ظاهرية، مقتصرة على مستوى الحكومات التي تتدارى بالتسوية والسلام، وهي تتخذ سياسات التطبيع مع العدو هدفا لها، متواطئة معه بأقنعة مزيفة وأحادية وقرارات شخصية لا علاقة للجماهير العربية بكواليسها، كما أن القطاع الواسع والعريض من الأنتلجنسيا العربية، بعيد كل البعد عن تلك السياسات والكواليس رسميا وشعبيا.
وما إخفاقات الصراع العربي الإسرائيلي، سوى إخفاقات الحكومات في معترك السياسة بأدناسها ورذائلها، والمثقفون السلطويون النخبويون يدعمون تلك الحكومات ويغطون عليها، مطبلين لصوتها المتخاذل والرجعي، وقد أغرتهم بالمراكز والهبات، ومنحهم أصحاب القرار إمكانيات يفيدون منها في استقطاب المفكرين الواعين والمثقفين النهضويين بشتى وسائل الإغراء، كي يتكتلوا معهم ضد جماهيرهم خائنين ضمائرهم متقنين لعبة التضييع لقضايا العــــرب وفي مقدمتها فلســـطين.. والمثقف الذي يخون جماهيره مثقف متنصل من مبادئه، لا يهمه تشرد شعب ومآسي احتلال بشع ووحشي، ولا يعنيه مشهد طفل يعتقـــله جندي مدجج بالسلاح، ولا توخزه صرخة أم تقبض على حفنة تراب من أرضها، ولا يهزه موقف شباب يشرعون صدورهم، متلقين الرصاص الحي والمطاطي بكل إصرار وإباء. كما لا تلسعه دمعة شيخ يخاتل بندقية الجندي المحتل بسجادته مبتغيا شبر أرض في المسجد الأقصى يؤدي عليه صلاته.

وما إخفاقات الصراع العربي الإسرائيلي، سوى إخفاقات الحكومات في معترك السياسة بأدناسها ورذائلها، والمثقفون السلطويون النخبويون يدعمون تلك الحكومات ويغطون عليها، مطبلين لصوتها المتخاذل والرجعي، وقد أغرتهم بالمراكز والهبات.

وستظل هذه اللوحة الدامية تتكرر، وفلسطين جوهرة الشرق الأوسط تئن أمامنا على مرأى ومسمع منا جميعا. وأي قسوة بعد ذلك والفاشست العربي يوغل في تعتيم المشهد كي لا نرى ولا نسمع، ولا نتكلم، متقصدا التدليس. وأي خيبة والشعوب العربية ترى التآمر على فلسطين ولسان حالها يقول (خلينا في حالنا) فلا تفرق بين ما هو في صالحها وما هو ضدها، قانعة بالتخاذل والانهزام، وبعضها يقول لبعضها الاخر(ما في شيء وخليك بالبيت) وكأن الأمور كلها سواء بجيدها ورديئها، لا فرق بين رطبها ويابسها. فما عادت جماهيرنا تأبه بحالها وهي تشعر أنها مراقبة ومستهدفة في يقظتها ونومها، حاضرها ومستقلبها. ثم كيف للجماهير أن تفكر في فلسطين كقضية مركزية، والمثقفون هم أول من يتنازل عن مركزيتها، والسبب إما تواطؤهم مع السلطات، أو إسقاطات إخفاقاتهم الفكرية والإبداعية، التي تجعلهم يتصورون واهمين أن لا جدوى في التفكير بفلسطين مبدئيا وسياسيا.
فإما مبدئيا فلأن الانهيار العربي تيار جارف من منابعه إلى مصباته، ولا جدوى من التجذيف ضده. وأما سياسيا فلأن بالمال والمغريات المادية تشترى الذمم وتباع الضمائر في حلقات لا نهاية لها من الرذيلة والخديعة والأوهام، ولا مكان فيها للآلام والحرمان والدموع.
إن الضرر الذي يجلبه تسويف القضية الفلسطينية على الصعد الحياتية المختلفة، مبدئيا وسياسيا وأدبيا، كبير وخطير كونه يزيد الطين بلة، ويجعل الطرف المغلوب أكثر غلبة وخسرانا وذلة. وبمرور الأيام يصبح هذا التسويف كأنه حقيقة، فنسلم له طائعين بلا ردة فعل تدلل على بقية إحساس بالوجع والإهانة. وها هي دولة الإمارات تعترف رسميا بالكيان الصهيوني، دولة لها الشرعية والسيادة على الأرض العربية في فلسطين. ويمر الاعتراف بيننا مرورا عابرا، فلا هو أثار حفيظتنا ولا هو حفّز فينا ردود أفعال غاضبة، باستثناء بعض الردود الفردية المناهضة والشاجبة. وهذه النظرة اللااكتراثية العربية، هي سمة من سمات التبعية الكولونيالية في زمن تعدى فيه العالم إلى ما بعد بعد الكولونيالية، ونحن ما زلنا ننقسم حول ذواتنا وننظر لبعضنا بعضا بعين التفرقة، مع أن الوحدة داخلنا متحققة من تلقاء نفسها باللسان والدين والأعراف.
وطبيعي أن تتمزق الذات العربية بهذه التقسيمات والاختلافات، وتتفكك منظومتها الوحدوية فكرا ووجودا. وها قد أفرز لنا واقعنا التطبيعي عن تراجع حياتنا المعاصرة، حتى صرنا بضاعة يتاجر بمقدراتنا غيرنا بتعاون زعاماتنا وأعوانهم، بينما نحن ما زلنا على نياتنا نتأمل منهم أن يأخذوا بأيدينا جالبين لنا الخير، مدافعين عن حقوقنا ومناصرين قضايانا.. فلنعترف أننا لم نكمل ما كان قد بدأه السابقون، ولم نكن كما ينبغي أن نكون، أو كما كانوا يحلمون لنا بغد عربي مشرق، وتلك مفارقة ساخرة أخرى علينا أن نتجرع هولها، والسؤال: من السبب؟ أهو الزمان؟ أم ذواتنا؟ أم هو الحظ السيئ الذي منينا به، فحال دون أن نكون قادرين على تحقيق أحلام راودت أجيالا وأجيالا قبلنا؟
بالطبع لا ندين الحظ لأننا لا يمكن أن نؤمن به عكازا نتوكأ عليه، ولا نلقي باللائمة على الزمان، فالنقص ليس في ذواتنا، كون الذي جرى على أمتنا من أهوال لم يكن يسيرا، لأنه نتاج نظام عالمي جديد لم نتفكر به ملياً.. فخيم علينا وقد غيّر أجنداته، وبدلا من استعمال القوة الغاشمة تحول إلى اعتماد القوة الناعمة بوصفها سلاحا فعالا، يمرر عبره مشاريعه في الهيمنة والاستقطاب. والنعومة التي يتسم بها النظام العالمي الجديد لها خبثها الذي ينتهك المواثيق بحجة الدفاع عن الحقوق، وينادي بالديمقراطية، وهو ينتهج العنصرية، ويدعو إلى التعددية الثقافية، بينما هو يحمي الطغاة ويحول دون أن تطيح الجماهير بهم.
هكذا تمضي عجلة العالم سريعا وعجلة العرب لا تحرك ساكنا، لأن السبات غشي عيونهم، والمحصلة أن لا ثمن للإنسان بالمطلق ولا قيمة للوطنية، بل المزيد من المكابدة حروبا وفوضى وبطالة وفسادا وجريمة ومرضا وجوعا. والألم العربي يتقد بأجساد ممزقة ومنازل مدمرة وضحايا هم مجرد أرقام مودعة في سجلات غير مضبوطة وشعارات تخفي وراءها بذاءات يمثلها دجالون يتاجرون بنوايا الذين يتْبعونهم.
وهل لنا بعد هذا أن نسأل عن أحوالنا ولماذا نحن في سبات قبل التطبيع والاعتراف وبعدهما؟ ثم كيف نحرك ساكنا وسباتنا هو عنوان حياتنا النمطية التي تخشى التغيير لأن فيه ينكشف ضعفنا وجمودنا؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020   النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Emptyالأحد 23 أغسطس 2020, 11:36 am

[rtl]

ترامب وأوباما وبوش والثور الأبيض

دكتور محيي الدين عميمور
ظهر رئيس أكبر دولة في العالم على صورة “فتوة” أو “شبيح” يهدد بالانتقام ممن يرفضون إيثاره على أنفسهم بالنسبة للمواد الطبية المرتبطة بجائحة “كورونا”، مقارنة بانحنائه أمام رئيس كوريا الشمالية ثم الصين الشعبية، بل وأمام رجال طالبان، بعد أن فشل تحالف الثلاثين دولة في القضاء على حفاة عراة لا يملكون إلا إيمانهم بما يقومون به، وتزامن هذا مع الإهانات التي وجهها ترامب علنا لأكبر حلفائه العرب الذين قال عنهم أن نظامهم سيسقط في أيام لو نزع عنهم حمايته، ومع ذلك سارعوا بترديد أغنية عبد الحليم حافظ الشهيرة : يا سيدي أمرك، أمرك ياسيدي.
ونسي البعض النذالة التي تعاملت بها واشنطن مع أكبر حلفائها في السبعينيات، وهو شاه إيران، فوضعوا كل بيضهم في سلته.
وراح بعض “الطيبين” عندنا يتحسرون على باراك أوباما، ولم يدركوا أن “سيدي” ليس أقل سوءا من “سِتي” كما يقول المشارقة، أو كما نقول نحن : كي سيدي كي جواده.
وعدت إلى دراسة قديمة نشرتها مجلة “وجهات نظر” المصرية، واستعرضت فيها الباحثة المصرية الدكتورة داليا سعودي يومها الإستراتيجية الفكرية للرئيس “باراك أوباما” من خلال نصوص ثلاثة تعتبر من أهم خطب الرئيس الأمريكي الرابع والأربعين في ولايته الأولى، والذي كان الرئيس الراحل العقيد القذافي يُعرّب اسمه فيطلق عليه “بركة حسن بو عمامة”.
وأحسست، وأنا أسيرُ الحجر الصحي كبقية القراء على ما أتصور، بأن علي أن أعيد اجترار الدراسة التي يبدو لي أن كثيرين لم يتوقفوا عندها، والتي أستعيدها لمجرد التذكير بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي دائما وفية لنشأتها، ولأساليب تعامل من يسمونهم “الروّاد”، الذين بذلت “هوليود” جهودا هائلة لتلميع صورتهم، وبأن القضاء على السكان الأصليين لاحتلال بلادهم كان السابقة التي يطبقها اليوم الكيان الصهيوني، وهو ما يفسر التحالف بين هؤلاء وأولئك.
تقول الدراسة بأن أوباما يتكلم فتتدافع الصور البلاغية، حيث تتضمن ترسانته أرقى صور التشبيه والاستعارة والمجاز والرمز والكناية والطباق والجناس والتورية، ويحسن استغلال الإمكانيات التي يوفرها مجال الإعلام، ويتكامل في أسلوبه بين أداء محامي شيكاغو، الذي يقود المحلفين إلى النتائج التي يريدها، وبين أداء الأستاذ الجامعي، الذي يضيف إلى مادة الدرس شيئا من الإرشاد والتوجيه.
ثُمّ تقول بأنها تجتهد لتقديم رؤية متماسكة لإستراتيجية أوباما الخطابية والتي اعتقد كثيرون في عالمنا العربي أنه قادم يحمل عصا سحرية تحل المشاكل المزمنة فباتوا يحلمون بالفارس القادم من وراء الأفق، وتفاجئنا بالقول أنها تأمل ألا تكون رؤيتها صائبة، وهو ما قد يتصور البعض أنه خطأ مطبعي، لكنني أراه أسلوبا بالغ الذكاء في تمرير الرسالة الإعلامية.
وتبدأ داليا بخطاب الرابع من نوفمبر 2008 وتقول عنه أنه كان عُرسا للبلاغة، فقد أعاد مشهد خطاب الانتصار الانتخابي إلى الأذهان ملمحاً من ملامح السياسة في أثينا القديمة، وتمحور الخطاب، الذي بدا مسكونا بروح “مارتن لوثر كنغ”، حول شعار أوباما الانتخابي :  “نعم، نحن قادرون” (Yes, we can) الذي تكرر في نهاية سبعة مقاطع، مقدما صورة عمّا يُسمّى في البلاغة الإغريقية (Epiphore) ويذكر بالقرار والجواب في إنشاد التراتيل الكنسية، خصوصا تلك الخاصة بالسود، وهكذا يتحول الشعار الانتخابي إلى إيديولوجية عالمية جديدة، انعكست في وسائل الإعلام الدولية على شكل تعبيرات جديدة مثل الهوس بأوباما (-Obama manie) والأوبامية العالمية، حتى أن الشباب الياباني أصبح يستعمل فعلا مشتقا من اسم الرئيس الأمريكي، وتعريبه هو “أوبم، يُؤوبم، أوبمة.
ويتضح في المرحلة الأولى من إستراتيجية أوباما الإعلامية أن الهدف كان إعادة “تدوير” الحلم الأمريكي القديم وتسويقه في شكل إنساني وأخلاقي محبب (وللتذكير الذي لا يخلو من فائدة، فإن تعبير “التدوير” أو Recyclage »   « يستعمل أساسا في الإشارة إلى تحويل النفايات إلى منتج جديد)
وترتكز خطب أوباما على الأعمدة الثلاثة التي وضعها أرسطو في كتابه عن البلاغة كدعائم لفن الإقناع، صورة الخطيب الشخصية (Ethos) وقدرته على إثارة العاطفة (Pathos) واحتكامه إلى المنطق (Logos).
ويتضح هذا في خطابه الثاني في جامعة القاهرة في يونيو 2009، الذي وجهت الدعوات لحضوره باسم رئيس جامعة القاهرة، بعد أن حُشر فيها اسم شيخ الأزهر الراحل بمنطق ساذج يستهدف الإيحاء بأن أوباما يخاطب من المنبر كل المسلمين.
وتستعرض الكاتبة الأدلة على أداء أوباما المرتكز على العناصر الثلاثة، بداية باستخدامه ضمير المتكلم عبر الخطاب كله، ثم بمزجه بين صورته الشخصية بداية من هيئته الأنيقة ومرورا بأصله العرقي والديني وابتسامته المضيئة، وبين قدرته الفائقة على تحريك المشاعر، عبر الحيلة القديمة التي لجأ إليها نابليون تمسحا بالدين الإسلامي، وهكذا ارتدى العمامة ليكون فعلا “بو عمامة”، وبدأ خطابه بتحية الإسلام : السلام عليكم، ثم تناول علاقاته مع المسلمين مستعرضا محاسن الحضارة الإسلامية ودورها في إثراء الحضارة العالمية، وهو ما ذكّر الكاتبة بالفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس، عندما أراد أن يستميل إليه قلب مهراجا هنديّ، فقال له بأنه يجيئه بعد أن أكل “مانغو” هندي وتحمم في حمام هندي وتعطر ببخور هنديّ.
وهكذا تصدت داليا للخطاب الذي ألقاه أوباما في جامعة القاهرة، وتقمص فيه أسلوب نابليون وهو يتغزل في الإسلام، ولكنها لم تقع في الفخ الذي وقع فيه من التهبت أكفهم بالتصفيق ممن دعاهم الشيخ الطنطاوي، أو طُلب منه أن يدعوهم، فهي تعلق على ما قاله الرئيس الأمريكي عما يتمتع به سبعة ملايين مسلم في الولايات المتحدة من حرية وسلام،  لكنها تذكره، وكأنها تجذب أذنه، بما تقوم به المباحث الفيديرالية من مراقبة للمساجد (وإن كانت تلك المراقبة لا تختلف كثيرا عمّا تقوم به المخابرات العربية لأماكن العبادة) ثم تذكره بقانون “الباتريوت” وبالتنصت على الهواتف وإغلاق مؤسسات خيرية إسلامية وتوقيع عقوبات بالسجن على مؤسسيها لأنهم جمعوا تبرعات للمحاصرين في غزة، وهو تحذير واضح لنا من أن تقبّلنا لحُجج أوباما العقلية (Logos) يقتضي بعض التمهل، لأن معدن المنطق لا يتجلى إلا بإزالة الحواشي البراقة، فهو يحض مستمعيه على إعادة النظر في الصورة الراسخة في الأذهان عن الولايات المتحدة الأمريكية ويقول : “نحن قد تشكلنا من كل الثقافات وجئنا من كافة أنحاء الأرض، ونلتزم بمبدأ بسيط مفاده : من الكثرة نصنع واحدا”.
وهنا يبدو وكأن هذا الشعار، الذي كان يُعبّر قبل مائتي عام عن وحدة الولايات المتحدة بعد استقلالها، يوشك أن يصبح اليوم شعار الإمبراطورية الأمريكية في صورتها العوْلمية الجديدة، فواشنطن لم تعد تنظر إلى الشعوب الإسلامية على أنها العدو لأنها، بكل بساطة، تزمع إدراج تلك الشعوب تحت لواء إمبراطورية واحدة، ليصبح الإسلام، كما قال أوباما، جزءا من أمريكا، وهذا هو ما حدا بالمؤسسة السياسية الأمريكية إلى تأييد المرشح بارك “حسين” أوباما، ذي الجذور المسلمة، وبنفس المنطق الذي اختارت به الإمبراطورية الرومانية القديمة حكامها من خارج روما، مثل الإمبراطور فيليب العربي (204-249 م) ذي الأصل السوريّ، والذي لم تحِد روما في عهده عن سابق مسلكها الاستعماري.
لكن العبارة التي تثير القلق، والتي صفق جمهور قاعة جامعة القاهرة طويلا لها !!!، هي تلك التي يتعهد فيها أوباما بأنه : “أصبح من بين مسؤولياته كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية التصدي للصور النمطية عن الإسلام”، وتتساءل داليا بإصرار : كيف يمكن أن يصبح الرئيس الأمريكي الحكَمَ المنوط به تحديد الصالح من الطالح بين النماذج التي ترفع اللافتة الإسلامية، وبأي صفة يحق له التصدي للنماذج التي يراها سلبية، وأين سيتصدّى لها أينما ظهرت”؟، وتلاحظ أنه، في غمرة الحماس الذي اقترب من العُصاب الجماهيري بعدوى الحماس المستثار، “لم يتساءل أحد عن كيف يكون الرئيس الأمريكي الحكَم المنوط به تحديد الصالح من الطالح بين النماذج التي ترفع الراية الإسلامية”.
وتستأنف داليا استعراضها لخطاب أوباما فتورد قوله بأن : “أول موضوع يجب أن نتصدى له هو التطرف العنيف بكل أشكاله”، ولكنه لا يورد جملة واحدة عن العنف في غزة أو قبلها في جنوب لبنان أو قبل ذلك في العراق، ولا يشير إلى العنف إلا بالمعني الذي يفهم منه أنه مقصور على الإسلام والمسلمين والإسلاميين.
 وهو لا يخفي أهدافه، فهو يقول بوضوح أن : “أمريكا سوف تدافع عن نفسها، وأن هذا الدفاع سيكون ثمرة الشراكة مع المجتمعات الإسلامية”، التي هي أيضا، كما يقول، مهددة، وهو يواصل موضحا بأنه : “كلما تمت المسارعة بعزل المتطرفين كلما أصبحنا جميعا أكثر أمنا”، ليصل بنا إلى الاستنتاج بأنه، بما أن هؤلاء موجودون فقط داخل المجتمعات الإسلامية، فإن عليها هي أن تتخلص منهم، أي أنه ببساطة يطالب الحكومات الإسلامية أن تكون حكومات وكلاء وعملاء، مهمتها التخلص ممن تراهم المصالح الأمريكية عقبة أمام مخططاتها.
وتقول الباحثة أن أوباما لم يجد في هذا المقام أبدع من أن يستشهد بآية من القرءان الكريم يخفي وراءها حقيقة مطلبه، وينتزع بها عاصفة تصفيق من الذين جُمعوا في القاعة الكبرى لجامعة القاهرة، فيُذكر بأنه : “من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا”، ليتلو ذلك، وبعد فاصل من الوعود والعهود، حديث عن وجوب تخلي الفلسطينيين عن العنف.
والفقرة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي تبدو، لفرط شطط منطقها، وكأنها ليست موجهة لنا بل هي مخصصة لطمأنة إسرائيل، وتأتي الفقرة الخاصة بنزع السلاح النووي فتشير بأصبع الاتهام لإيران وكوريا الشمالية، بدون ذكر إسرائيل.
وهكذا وعلى طول الخطاب كانت الصورة الذاتية للرئيس (Ethos) تستغل بالأساس لإذكاء المشاعر (Pathos) بهدف التغطية على منطقٍ (logos) قد لا يكون في حقيقة الأمر بنفس البهاء الذي يبدو عليه.
ثم تصل الباحثة القديرة إلى الخطاب الثالث للرئيس أوباما، والذي ألقاه بمناسبة حصوله على جائزة نوبل في اليوم التالي لقرار الكونغرس تقديم 680 مليار دولاراً للرئيس لتمويل عمليات تصعيد الحرب في أفغانستان، وسبقه إعلان الرئيس عن إرسال 33 ألف جندي إضافي إليها، وحيث القوة الغربية الهائلة المستفيدة من غطاء عربي وإسلامي إقليمي فشلت طوال السنوات الماضية من القضاء على حفنة من الحفاة العراة، في بلد لم يكن له، كالفيتنام، عمق استراتيجي هائل كانت تمثله الصين.
وهنا تخرج داليا مخالبها وهي تذكرنا بأن الرئيس الأمريكي راح في أوسلو ينفق الوقت والجهد من أعلى منبر للسلام الدولي ليعلن التأسيس لنظرية “الحرب العادلة”، وليقرر بنوع من الفجور السياسي أن الالتجاء إلى القوة ليس ضروريا فحسب، وإنما أيضا يحتمل التبرير الأخلاقي، ثم لتقول بوضوح لا يحتمل التشكيك بأن الرئيس الأمريكي، في كلمته التي تستعير الكثير من أفكار “بوش”، استعمل مفردة “الحرب” أربعا وأربعين مرة، أي أكثر من ضِعف استعمال مفردة “السلام” التي رددها عشرين مرة، وعادت مفردة “الإرهاب” لتطلّ بقوة بعد غياب في سابق الخطابات، ولتقارن فلول “القاعدة” المتشرذمة بجيوش “هتلر” الكاسحة، ولتستخدم ذكرى الحادي عشر من سبتمبر وكأنها “بيرل هاربر” جديدة.
وهكذا نزع أوباما عن نفسه في خطاب ديسمبر 2009 عباءة مارتن لوثر كينغ، مغلقا أبواب البيت الأبيض أمام صاحب الحلم الأشهر في التاريخ المعاصر، وجاءت نفس المعاني، التي كان يعبر عنها بوش الصغير بصلافته وغروره، في غلاف أنيق محكم البلاغة رشيق العبارة، وعالَمُنا يُصغي ويستحسن ويصفق، في حين أن عهد أوباما شهد، وبجانب الزيادة الكبيرة في جهود الحرب، زيادة ملحوظة في حجم المساعدات العسكرية المقدمة إلى إسرائيل.
وإذا كان أوباما قد بدأ خطابه هذا بالقول : “إننا لسنا مجرد سجناء للقدر”، فإن الأستاذة داليا تعاجله بقولها : “بلى…سيدي الرئيس، أنت سجين قدرك، أنت سجين منصبك على رأس إمبراطورية قدرها منذ نشأتها البحث المستمر عن عدوّ خارجي”.
“والنظرة السريعة لتاريخ الولايات المتحدة تشير إلى أنه في البدء كان العدو هو بريطانيا ثم من أطلق عليهم الهنود الحمر ومن بعدهم المكسيكيون ثم الأسبان ثم اليابان فالألمان والطليان ومن بعدهم السوفييت والناصريون والإثيوبيون والكوريون فالكوبيون والفيتناميون، ثم من بعدهم القوميون والإسلاميون وفي الوقت نفسه العراقيون ثم الأفغانيون وصولا إلى الإيرانيين ثم الصينيين.
وخلال 230 عاما هي عمر الولايات المتحدة هناك فقط 31 عاما لم تكن فيهم واشنطون مشتبكة في نزاع عسكري خارج حدودها، ومن بين 192 دولة منتمية إلى الأمم المتحدة تعرضت 64 دولة للهجوم أو الغزو أو الاحتلال أو التسرب الأمني”.
ولقد قتل الريس حميدو الجزائري في البحر الأبيض إثر معركة بين الأسطول الجزائري والأسطول الأمريكي الذي كان بعيدا عن أمريكا، وقامت أمريكا ولم تقعد نتيجة لقنبلة “بيرل هاربر”، وهو ميناء على بعد آلاف الكيلومترات من أمريكا.
وتستنتج الأستاذة داليا في ختام دراستها المتميزة أن أقوى سلاح يمتلكه “البنتاغون” اليوم هو باراك أوباما، وأن لجنة “نوبل” قد أكدت بأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من آلة الدعاية التي تحركها وزارة الدفاع الأمريكية، حيث أن الجائزة منحت الغزاة وجها إنسانيا، وأضفت على فكرة الحرب العادلة التي روّج لها أوباما صبغة أخلاقية.
وهنا أعترف للقارئ بأن هدفي من هذا الاجترار للدراسة الرائعة التي قدمتها الدكتورة داليا سعودي منذ سنوات بعيدة هو التساؤل عن عدد القيادات العربية التي توفرت على دراسة خطب الرئيس الأمريكي أو غيره من الرؤساء الحقيقيين لتعرف ماذا يراد بها ولها؟.
وأتساءل: كم من تلك القيادات خُدعت وخدعتنا بمحاولة التغطية على جرائم الرئيس بوش بتسويق صورة رئيس تريده أن يبدو وكأنه صورة متناقضة مع الرئيس الأسبق للولايات المتحدة أو مع أبيه أو قبل ذلك مع ليندون جونسون، حليف إسرائيل الرئيسي في مأساة 1967، في حين أن الرئيس شبه الإفريقي السابق لا يختلف مضمونا عن الرئيس الحالي، بحيث يمكن القول أن من يصنع صورة الرؤساء هناك هو “هوليود”، طبقا لسيناريو يضعه الوول ستريت والبنتاغون وتحالف المخابرات المعروف.
وأتساءل: كم من المؤسسات السياسية العربية والإسلامية من تتوقف بشكل منتظم وجاد عند الخطب السياسية للزعماء الغربيين، كل الزعماء الغربيين، الذين لا يلقون الكلام على عواهنه، وتوزن كلماتهم بميزان “الكوكايين”، الأكثر حساسية من ميزان الذهب والفضة، وماكرون ليس آخرهم.
وكم من القيادات الوطنية من سوف ينتهز فرصة الحجر الصحي التي ألزمتنا به جائحة “كورونا”  لكي يُراجع تحالفاته ومواقفه ولكي يتذكر حكاية الثور الأبيض.
مفكر ووزير اعلام جزائري سابق
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020   النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Emptyالخميس 01 أبريل 2021, 8:06 am

تركيا وإيران وإسرائيل والعالم العربي

قال المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية فالي نصر، في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» 

وتصريحات لوسائل إعلام تركية إن «زمان العرب انقضى. المنافسة القائمة بين القوى غير العربية؛ تركيا 

وإيران وإسرائيل، ستشكل مستقبل المنطقة». وأشار نصر إلى أن العالم العربي القوي في خمسينيات 

وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ليس واردا بعد اليوم؛ «فلم يعد هناك بلد عربي مهمين كما في السابق 

في الشرق الأوسط». ويؤكد نصر على أن البلدان العربية كانت هي أقوى الجهات الفاعلة في المنطقة، إبان 

الحرب الباردة، وظلت إيران وإسرائيل وتركيا حينها في الدرجة الثانية، أمّا اليوم، فقد تشكّل وضع معاكس 

لذلك.
وأضاف نصر: «منذ عام 2003 والعالم العربي يتصدّع وينهار. بعبارة أخرى، أصيب أقوى دول المنطقة 

في وقت ما؛ مصر وسوريا والعراق، بضعف كبير. فلم يعد هناك فاعلٌ كبير مثل مصر في عهد مبارك. من 

جهة أخرى، لم تعد سوريا والعراق حتى مجرد دول تقريبا. إنها لا تستطيع السيطرة على مناطقها، وأصبح 

جزء كبير من العالم العربي بمثابة ساحة لعب تتنافس فيها الجهات الفاعلة غير العربية مع بعضها بعضا» 

وختم نصر: «قررت الدول العربية الوقوف بجانب واحدة من الجهات الفاعلة القوية الثلاث؛ إيران أو 

إسرائيل أو تركيا».
يمكن العثور على العديد من الكتابات المشابهة لما صرح به فالي نصر، في وسائل الإعلام الغربية. فجميع 

المؤسسات الفكرية تقريبا في الولايات المتحدة وأوروبا، تنشر دراسات حول هذا المحور. وعند إلقاء نظرة 

على التطورات في العالم العربي، فإن الوضع يكشف عن كل شيء. نفوذ قوي لروسيا وإيران وإسرائيل 

والولايات المتحدة في سوريا. وفي لبنان، هناك دور فرنسا وإيران وإسرائيل والولايات المتحدة. وصراع 

بين إيران والسعودية في اليمن. أينما نظرتم، بدءا من العراق وحتى ليبيا، يمكنكم أن تروا تأثير الجهات 

الأجنبية بكل وضوح. ولم تعد الجامعة العربية ولا مجلس التعاون الخليجي قادرين على اتخاذ القرارات، أو 

تحديد مصير المنطقة، نظرا إلى بنيتها المنقسمة. وهذا هو السبب الذي يجعل إسرائيل تتحرك بسهولة في 

الجولان والقدس والضفة الغربية والبحر الأحمر. لا شك بأن تركيا أكثر طرف يؤثر فيه هذا الانقسام في 

العالم العربي، لذلك يجب عليها أن تسعى جاهدة لضمان ظهور جهات فاعلة قوية بين البلدان العربية، لأن 

هذا الأمر سيجلب الاستقرار والسلام إلى المنطقة، وفي الوقت نفسه يضمن بقاء تركيا مستقرة إقليميا. كما 

يجب على الدول العربية أن تتخلص من سياسة الحرب الباردة في أقرب وقت، وتنتج سياسة تصب في 

مصالحها الوطنية. من المؤكد أنها رأت بشكل صريح في السنوات الأخيرة مدى الأضرار الكبيرة التي 

تعرضت لها المنطقة، جراء سياسات قصيرة الأمد، وناتجة عن الغضب. الدول العربية بحاجة ماسة إلى 

إرساء أسس سياسة طويلة الأمد، قبل أن تعصف الفوضى والاضطرابات بالمنطقة كلها.

الدول العربية بحاجة ماسة إلى إرساء أسس سياسة طويلة الأمد، قبل أن تعصف الفوضى والاضطرابات 

بالمنطقة كلها

يتعين على تركيا في هذا الإطار أن تتخذ أولًا خطوات لإنهاء المشاكل في المنطقة، عبر تأسيس تعاون جديد 

مع قطر والكويت والجزائر وعمان والسعودية ومصر، ثم تقدم دعما قويا للحكومات الجديدة، التي ستتشكل 

في اليمن وليبيا. ويجب توفير الدعم لضمان مشاركة جماعات وقبائل من مختلف وجهات النظر في 

الحكومات الجديدة. يجب الحرص على منع انجرار البلاد إلى صراع أيديولوجي، ويجب على كل مجموعة 

وقبيلة أن تناضل من أجل تحقيق التنمية والاستقرار في بلادها. هناك أيضا حاجة ماسة إلى تطوير سياسة 

جديدة لحل الأزمات في سوريا وفلسطين. وإلا فإن المنطقة ستنجر إلى فوضى واضطرابات جديدة تستمر 

لفترة أطول، بينما هي تنتظر أن يعم فيها الاستقرار والسلام.
خلاصة الكلام، كانت سياسة تركيا تجاه البلدان العربية إبان الحرب الباردة، قائمة على أساس التنافس بين 

الشرق والغرب، وبعد تجاوز تلك المرحلة، تبنت خطوات وسياسات تهدف لجعلها بمثابة «قاعدة». وفي هذا 

السياق، طرحت سياسة جديدة تجاه الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز وآسيا الوسطى بشكل خاص. أمّا بعد 

اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، فقد بدأت تركيا بانتهاج سياسة جديدة، على خلفية الانتشار الفعال 

للقوى العالمية في المنطقة، وظهور المنظمات الإرهابية مثل «داعش» و»واي بي جي/بي كي كي» وهو 

ما شكّل مخاطر أمنية جديدة ضدها. وعلى الرغم من محاولات البعض لتحريف أهداف تركيا بصورة مختلفة، 

إلا أن الأخيرة تبنت منذ البداية دورا يحمي السلام والاستقرار في المنطقة. والآن، أصبح لزامًا على تركيا 

أن تسعى جاهدة لضمان ظهور جهات فاعلة قوية بين الدول العربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Empty
مُساهمةموضوع: رد: النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020   النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020 Emptyالإثنين 05 أبريل 2021, 10:38 am

الظلم وخراب العمران

لا يدقق السياسيون ذووا السلطة فيما تضمن التراث الفكري الإنساني من تحذيرات وتوجيهات لأنهم ليسوا 

من أهل الثقافة العالية ولا يهمهم ذلك لكنهم يعكفون على حفظ وتطبيق نصائح نيقولا ميكيافللي في كتابه 

الأمير حتى أن محمد أحمد الراشد الداعية الإسلامي قال : ” كتاب الأمير دستورهم ” .لا يعنيهم ما قاله عالم 

الاجتماع الإسلامي ابن خلدون في مقدمته( الظلم مُؤذن بخراب العمران) مع أن قوله حقيقة تاريخية على 

مستوى البشر جميعا” دون استثناء .

ما دام منطلق السياسي صاحب السلطة تثبيت سلطته فإنه لا يأبه ولا يدقق في أدوات تثبيت السلطة سواء 

كانت أخلاقية أو غير أخلاقية . لما وقف فرعون وقال ” أنا ربكم الأعلى” لم يكن يتصور أنه سيكون في 

عاقبة وخيمة !! نعم تسرب إليه شيء مما كان يقول ” أنا ربكم” فظن أن الموت لا يلحقه ولهذا راح يقتل 

ويسترق ويُصلّب الناس في جذوع النخل ولكن خاب ظنه وذهب إلى مزابل التاريخ .

لما تجبر هتلر لم يخطر بباله أنه أضعف مما يتخيل فظن انه سيكون حاكم العالم ولما فشل لم يجد أن شخصه 

الفاشل يستحق الحياة فانتحر وتنفس العالم بعده الحرية وذهب هو الآخر إلى غير رجعة .

الطغاة هم الطغاة مهما تدثروا وزينوا ظواهرهم لخداع البسطاء لكن الناس تعرف فجورهم وشهواتهم 

وأطماعهم وامتصاصهم للدماء . لم تخل قارة ولا حقبة ولا أمة من مصاصي الدماء بالقوة والفرعنة تارة 

وبالقوانين المفصلة تارات أخرى .

وصل جنون العظمة بواحد منهم ليسمي نفسه ” ملك ملوك أفريقيا ” وراح آخر عبر التضليل الإعلامي نحو 

” الزعيم الأوحد وحبيب الأمة”ووقف ثالث يقول لبرلمانه ” إن روحي تراقبكم وأنتم تتحدثون تحت القبة ” 

بينما راح واحد منهم يخاطب شعبه الذي يضم عشرات الملايين بصيغة التفخيم لنفسه والتحقير لهم” شعبنا 

العزيز لقد خاطبناك وقلنا لك..” .وخلع واحد منهم على نفسه لقب ” الرئيس المؤمن ” . اذا كانت الفرعنة 

هي هي فإن العاقبة كذلك هي هي ، لعنةٌ في صدور المقهورين ، وتاريخُ المدونين ، والعقوبة المؤكدة عند 

رب العالمين الذي يمهل للظالم حتى اذا أخذه لم يفلته . ما أجمل اسمك رب العالمين فأنت من يقتص من 

الظالم للمظلوم . عجز المقهورون لكن الظالمين أعجز يوم تغادر أرواحهم هذه الأجساد البالية ” ومن يعمل 

مثقال ذرة شرا” يره .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
النظام الرسمي العربي خلال التاريخ المعاصر 1915/ 2020
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: