اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.. انتم عبء وغيابكم افضل
اجتمعت الفصائل الفلسطينية مرارا وتكرارا من أجل معالجة الوضع الفلسطيني المنهار وطنيا واقتصاديا وتربويا وأخلاقيا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا وثقافيا. ولم تكن تكتفي هذه الفصائل باللقاءات على أرض فلسطين، بل كانت تهاجر إلى بلاد عربية طلبا للعون في دفعها نحو اتفاق يرضى عنه الشعب الفلسطيني. وفي كل مرة كانت تصدر بيانات لطمأنة الشعب الفلسطيني وأن اتفاقات قد تم توقيعها، وأن الأمور ستتغير. كانوا يجتمعون ويتبادلون القبل الزائفة، ويأكلون ويرتعون، ويعودون بخيبة تصدم الشعب الفلسطيني. كانت الفصائل تشيد بجهودها نحو تحقيق وحدة وطنية فلسطينية مستندة إلى إعادة بناء منظمة التحرير، وبعدما يعودون من مشاق السفر والعناء الشديد بحثا عن حلول، كان يمر أسبوع فقط ليبدأ التنابز من جديد ويبدأ تحميل مسؤولية الفشل على الآخرين. كلكم فاشلون، أعان الله شعب فلسطين.
والآن يتحدثون عن اجتماع جديد للأمناء العامين، ويمنون الشعب الفلسطيني أن هناك جدية هذه المرة . كم من مرة تحدثوا عن الجدية، فيتبين أنها مسخرة. الشعب الفلسطيني لم يعد يثق بالفصائل، ولم يعد أمامها لكسب بعض التأييد في الشارع الفلسطيني إلا الكذب والتضليل والدجل. هكذا عملتم بنا منذ عام 2005، بل منذ عام 1993 عام أوسلو المشؤوم. مكانة القضية الفلسطينية تتراجع بصورة خطيرة، والشعب يعاني بشكل خطير من مآزق وطنية واجتماعية وأخلاقية وأمنية واقتصادية وثقافية، وعراه تتفكك ويسود لديه الاغتراب ومشاعر الضعة والهوان والإذلال. لقد انحرفتم جميعا عن المبادئ التي بررتم وجودكم بناء عليها، وعدد منكم انخرط مع أهل أوسلو وأصبح جزءا من القرار الفلسطيني المهترئ الذي مرغ كرامتنا بالأوحال.
أنتم تجتمعون وتخيبون، وتستمرون باجترار ذات الشعارات الخاوية الجوفاء. فإما تنفكوا عن أوسلو وأهله أو تنزووا جانبا وكفاكم الله شر القتال. أنتم عامل مثبط على الساحة الفلسطينية. أنتم عبء ولستم رصيدا، وغيابكم أفضل من وجودكم. وعليكم أن تقرروا الآن كيف ستعالجون كل هذه المآزق التي يعاني منها شعبنا في الداخل والخارج. ولا تنسوا أنكم وعلى رأسكم أهل أوسلو قد ميعوا المواقف العربية، وتسببوا لنا بخسائر هائلة على الساحتين العربية والإسلامية. وأنتم الآن تخونون الإمارات لأنها تطبع مع الكيان الصهيوني، طبعا عملها خيانة، وماذا عن الفلسطيني الذي اعترف بالصهاينة وغير المناهج الدراسية لمصلحة الاحتلال، ونسق امنيا مع الصهاينة؟ لا تقذفوا الآخرين وتنسوا أنفسكم. أهلا وسهلا بمن استطاع التغيير وأصر عليه، واعلموا أن السياسة هي الإصرار على ما هو ممكن، وليست وفق تعريفكم الانهزامي، هي فن الممكن. وإما تذهبوا وتريحوا الشعب مما تحصلون عليه من نفقات وامتيازات من سلطة أوسلو.