عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:41 pm
دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948
أ.عبد العزيز أمين عرار باحث ومشرف تاريخ ومحاضر جامعي
إهداء إلى شبكة البصرة الحرة الثائرة وإلى المؤمنين بنضال أمتهم العربية على مدى التاريخ والأجيال وإلى العراقيين الطامحين للخلاص من حكومة المأجورين والخونة وإلى كواكب الشهداء من الأمتين العربية والإسلامية الذين سقطوا دفاعا عن ثرى الأمة الطهور . وإلى شهداء معارك الكفاح والنضال من أجل فلسطين حرة عربية وإلى روح الشهيد صدام حسينالذي ظل لسانه يلهج ب(عاشت فلسطين حرة عربية ). والى المؤمنين بأن فلسطين لا تحرر ولا تسترد بغير الحديد والنار وبالكفاح الشعبي المسلح . وإلى أبطال معركة تحرير جنين من شهداء الجيش العراقي والمناضلين الفلسطينيين الذين سقطوا دفاعا عن تحرير جنين. وإلى الشهداء الأكرم منا جميعا نهدي هذا البحث.
المقدمة يلقي هذا البحث التاريخي الوصفي إضاءة على دور الجيش العراقي في فلسطين في حرب 1948،ومستوى المعارك والمقاومة الذي بذلها هذا الجيش،والتضحيات التي قدمها جنود وضباط الجيش العراقي، وشعب العراق ونضاله المشترك مع أبناء فلسطين ويبين أهمية هذا الدور خاصة في حماية بعض المدن والقرى الفلسطينية والحفاظ عليها من التشريد والهجرة. ويأتي سبب اختيار البحث من الفرضية القائلة بأن الجيش العراقي وباقي الجيوش العربية جاءت لتحافظ على قرار التقسيم بين العرب واليهود، وأنها لم تتلق أوامر هجومية وكانت محكومة بمقولة " ماكوا أوامر " بمعنى أنه لا توجد أوامر للقتال والهجوم.وأنها قصرت في حماية البلاد من العدو الصهيوني،واقتصرت على الدور الدفاعي. يأتي أهمية البحث إذا علمنا أن الجيش العراقي من أوائل الجيوش العربية التي تأسست في الوطن العربي،كما أن دوره كان حاضرا في مختلف معارك العرب مع الكيان الصهيوني سواء حرب 1948 و1967 و1973. ويتناول البحث إجابة عن أحد الأسئلة الهامة وهي :هل كان الضابط والجندي العراقي مستعدا للقتال والتضحيات والتقدم الهجومي لتحرير الأرض وطرد العدو؟ أم تراه ملتزما بتعليمات النظام الملكي الهاشمي والمرتبط بالإنجليز أمثال :رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد والوصي على العرش عبدالاله. اعتبر البعض أن مهمة الجيش العراقي وباقي الجيوش العربية كانت مهمة دفاعـية وليست هجومية وهي جاءت بغرض الحفاظ على المنطقة العربية التي تم تحديدها في خطة قرار التقسيم الصادر في 29/11/1947. وبناء عليه جاءت مهمتنا في هذا البحث الذي رجعنا فيه لمجموعة من المصادر والمراجع مما تيسر في المكتبات العامة والخاصة، وبعض المقابلات مع بعض الباحثين وكبار السن، وتختلف هذه المصادر والمراجع في قيمتها التاريخية ،فهناك مؤلفات أعدها ضباط وقادة شاركوا في الحرب أمثال: عبدالله التل ، وصادق الشرع ، وكلوب باشا ، ومنها مؤلفات أعدها مؤرخون ومناضلون فلسطينيون شاركوا أو راقبوا الحدث أمثال: المؤرخ الفلسطيني المقدسي عارف العارف في كتابه النكبة والفردوس المفقود ،والمؤرخ النابلسي إحسان النمر في كتابه القضية الفلسطينية في دورها البلدي ،وكتاب المناضل الفلسطيني ابن قرية الطيرة الصعبية عبدالرحيم عراقي في كتابه( لا تخف)،والمناضل بهجت أبو غربية في مذكراته. وهناك مراجع أقل أهمية لأن المؤلف مجهول، مثل كتاب كيف ضاعت فلسطين بقلم عسكري عراقي ،وكتاب معركة فلسطين دور العقل والخلق في عملية التحرير ،بينما لم يتيسر لنا الحصول على مصادر عراقية حيث روى لي الأستاذ ركاد سالم أن القائد عمر علي قائد معركة جنين أصدر كتابا بعنوان:"الفرية " وفيها يبرز دور ومعارك الجيش العراقي وعدم تقصيره ، ،وكتاب كارثة فلسطين لقائد الجيش الأردني في معركة القدس عبدالله التل ،وهو أحد المعارضين للملك عبدالله والذي لجأ لدولة مصر وأيضا كتاب كارثة فلسطين الذي أصدرته جمعية إنقاذ فلسطين ،وفيه وردت أسماء ضباط وجنود العراق الذين استشهدوا في معارك جيش الإنقاذ الذين جاؤوا متطوعين ، وقبل أن تأتي أفواج الجيش العراقي بعد 15أيار 1948،واستعنت بمراجع ثانوية ومنها :مواقع الانترنت وحصلت على عدة مقالات نشرت في شبكة البصرة ودنيا الوطن وغيرها. جاءت الدراسة في ثلاثة فصول وهي: الفصل الأول وفيه: لمحة جغرافية وتاريخية حول العراق وفلسطين والفصل الثاني: حول قدوم فوج الجيش العراقي ومرابطته في منطقة المثلث الفلسطيني (نابلس جنين طولكرم) ومعاركه ومناوشاته ،أما الفصل الثالث والأخير فيبين المخاطر التي سببها انسحاب الجيش العراقي ، ومأساة تسليم هذه المنطقة للجيش الأردني ، والذي بدوره سلمها لليهود خاصة المنطقة السهلية الممتدة من كفر قاسم حتى عارة وعرعرة. يستحق هذا البحث إعداد رسالة ماجستير أو دكتوراة والبحث بعمق وتفاصيل أكثر حول دور الجيوش العربية ،ويعترض البحث نقص في عدم قدرتنا على السفر خارج البلاد لأخذ المعلومات من مصادرها الأصلية أو الاطلاع على مصادر ومراجع غير التي وقعت بين أيدينا والاطلاع على الروايتين العربية والإسرائيلية من مصادرها في اللغة العبرية ،ورغم ذلك يصح القول أن البحث يقدم صورة جلية عن بعض المعارك والأحداث والمواقف والبطولات العراقية والفلسطينية في خندق النضال المشترك آملا أن أكون قد وفقت في بحثي هذا وإن كنت أخطأت فيكفيني شرف الاجتهاد وإن أصبت فيكفيني الأجر والثواب.
الفصل الأول : لمحة جغرافية وتاريخية حول العراق وفلسطين لمحة جغرافية حول العراق: الموقع : يقع العراق في جنوب غرب آسيا بين دائرتي العرض 37،29 شمالا وبين خطي الطول 48،39 شرقا،وهو بذلك يحتل الركن الشمالي الشرقي من الوطن العربي،وشكل العراق غير منتظم،ويبلغ أقصى امتداد له من الشرق إلى الغرب حوالي 950 كم يعادل امتداده بين الشمال والجنوب البالغ 925كم، ويطل العراق عبر ساحله الجنوبي على الخليج العربي لمسافة تقرب من 60كم،ويحده الكويت والمملكة العربية السعودية من الناحية الجنوبية والأردن من جهة الغرب،وتجاوره سوريا من الجهة الشمالية،وتركيا شمالا،وإيران من الشرق ويبلغ طول حدوده البرية قرابة 3500كم.(1) ( جودة ،حسنين جودة:العالم العربي دراسة في الجغرافيا الإقليمية،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية،1996،ص319ـ320). تبلغ مساحة العراق 434،924كم2 والعراق ضمن أقطار الجزء الآسيوي في الوطن العربي ،وهو بوابة الوطن العربي الشرقية ويعد موقعه مهما وسياسيا وجيبولوتيكيا منذ أقدم العصور،ولهذا كان بوابة عبور للغزاة المغول والتتار الذين احتلوا بغداد عام 1258م/656ودمروا الحضارة الزاهرة فيها ،كما أنه كان مثار نزاع بين الإمبراطورية العثمانية ودولة إيران الصفوية في عهد السلطان سليم الأول وإسماعيل الصفوي وابنه طهماسب،وكان مطمع الاستعمار البريطاني حينما قرر فرض الانتداب عليه وجعله تابعا له بموجب اتفاقية سان ريمو مع فرنسا عام 1920(2)( جودة ،حسنين جودة:العالم العربي دراسة في الجغرافيا الإقليمية، ،ص320). مظاهر السطح: يقسم سطح العراق إلى أربعة أقسام متميزة وهي: 1ـ إقليم السهل الرسوبي الفيضي.2ـ البادية أو الإقليم الصحراوي الهضبي في غرب الفرات 3ـ أرض الجزيرة 4ـاقليم المرتفعات الشمالية الشرقية أو إقليم كردستان. تمتد المنطقة الأولى بين جنوب بغداد والخليج العربي ويتشكل فيه منطقة حوض نهر دجلة وحوض الفرات وتبلغ مساحة السهل 93ألف كم2 ، ويتخذ شكل مستطيل طوله 650كم وعرضه 250كم،ويبلغ ارتفاعه بين 100متر و32 متر عن سطح البحر،ويتخلله نهري دجلة والفرات اللذين يجريان جريا بطيئا، وقد أدت عمليات الإرساب إلى تكوين منطقة أهوار في الجنوب ،وهي مزيج من البرك والمستنقعات ويعد حوض الحمار أوسعها ،وينبع نهر دجلة من سفوح جبال طوروس في شمال غرب ديار بكر وتغذيه مجموعة روافد مهمة أهمها :الزاب الكبير والزاب الصغير ونهر ديالى أما الفرات فينبع من هضبة أرمينيا ويمر من الأراضي السورية ثم يلتقي مع نهر دجلة عند القرنة ويعرف المجرى المائي الذي يحمل مياههما إلى الخليج العربي باسم شط العرب،وقد تأثرت أنهار العراق بالفيضانات العنيفة والمخربة خاصة في فصل الشتاء والربيع. (1)(جودة حسنين جودة ،العالم العربي دراسة في الجغرافيا الإقليمية ،ص 322ـ ص323). ويقع ضمن العراق الإقليم الصحراوي في جهة غرب الفرات ويشكل 270ألف كم2 أي 3/5 المساحة الكلية ثم أرض الجزيرة وتقع بين نهري دجلة والفرات وإلى الشمال من خط عرض بلدة الرمادي وتمتد شمالا إلى سلاسل جبال الأناضول ،وتتكون في معظمها من سهول وهضاب يتراوح ارتفاعها بين 170 مترا و350 مترا ويتخللها أحواض مغلقة ذات تصريف داخلي، مثل: وادي الثرثار ،وهو حوض عميق ويبلغ طوله 300 كم ومتوسط اتساعه 45كم ،ويستخدم الآن كخزان عظيم في العراق لمياه نهر دجلة،أما الإقليم الجبلي والذي يقع في شمال العراق إلى غربه على شكل قوس ممثلا في جبال سنجار ويشكل 1/5 من مساحة العراق أو ما يقارب 90،370كم2 مربعا ويضم جبال ذات ارتفاعات متعددة تصل إلى 3600 متر وفيها يقيم الأكراد.(2) (جودة حسنين،المصدر السابق ص328ـ332). المناخ: يعتبر سهل ما بين النهرين من أكثر بلاد العالم حرارة حيث تتزايد كلما اتجهنا جنوبا بفعل انخفاض الأرض ودرجات العرض كما تكون مقادير التهطال هزيلة فهي لا تزيد عن 400 مليمتر في الموصل بينما أمطار بغداد تبلغ 125ملم وتزداد الأمطار حسب الارتفاع حيث تصل متر قرب الحدود الإيرانية والتركية ولا يزيد المطر عن 100 ملم في ثلاثة أرباع مساحة العراق في السنة وتمتاز بغداد بدرجة حارة وقصوى تصل ما بين 48ـ50 درجة مئوية مما كان يدفع سكانها للجوء للسراديب والكهوف وقت الظهيرة في الزمن السابق،أما البصرة فتمتاز بجو خانق بسبب الرطوبة والحرارة العالية ومعدل درجة الحرارة يبلغ 35 درجة. (3) (حميدة ،عبدالرحمن،جغرافية الوطن العربي. 328ـ 330). سكان العراق: سكن العراق منذ القدم أقوام عديدة ومنها ساميون كالبابليين والكلدانيين وأجناس أخرى كالسومريين والأكراد ثم العرب وأخيرا انطبع العراق بالطابع العربي بفعل الفتح والحضارة العربية الإسلامية ،ويشكل العرب 75%من سكان العراق وهم على الأغلب سكان السهول والصحراء، بينما يشكل الأكراد 16% وتتوزع النسبة الباقية وهي 9% على أقليات شعوبية ودينية متعددة ، ومنهم: السريان والكلدان سكان العراق القدماء ويحتفظون باللغة الآرامية القديمة ،والصابئة ويقيمون في الموصل وبغداد والبصرة، والنساطرة الأرمن وينتشرون في جميع ألوية العراق وعددهم 10,000 ويحتفظون بالعبادة البابلية للأجرام السماوية واليزيديون ويقطنون في قضائي الشيخان وسنجار في شمال العراق، ويحتفون بخصائص العبادة الفارسية المانوية القديمة،والأتراك الذين شغلوا مناطق، مثل: كركوك وخانقين ،ولغتهم لغة السلطة الحاكمة حتى زوال حكم الأتراك. ومن الأتراك الشبك ويتكلمون خليط من اللغة التركية والفارسية ،والعربية ،ويسكنون في أكثر من عشرين قرية قرب الموصل والبهائية والفرس واليهود الذين تناقص عددهم من ربع مليون نسمة عام 1939 إلى عشرة آلاف نسمة عام 1948 إلى ألفي نسمة حسب تعداد 1977. بلغ عدد سكان العراق 14.5مليون نسمة في عام 1983 ويقطنون في مساحة مقدارها 434،924 كيلومترا مربعا بكثافة سكانية مقدارها 33,3 نسمة في الكيلومتر المربع،ويتميز العراق بزيادة طبيعية حيث تقل فيه الأوبئة والمجاعات منذ ثلاثينيات القرن الماضي ،ويستثنى من ذلك فترة الحرب العراقية الإيرانية (1) . (جودة ،حسنين ، العالم العربي دراسة في الجغرافيا الإقليمية ،ص 339ـ342). الاقتصاد العراقي: شكل النفط قطاعا حيويا في الاقتصاد منذ اكتشاف النفط واستخراجه في العراق منذ أعوام العشرينيات من القرن الماضي والذي شكل 90% من عائدات الدخل القومي، ويهتم العراقيون بالزراعة ،ويعد الأرز والقمح والنمور من أهم قطاعات الإنتاج الزراعي ، وقد عان هذا القطاع من التأخر في العهد الملكي حتى ثورة 14 تموز 1958 ،وذلك بسبب البني المتأخرة ،وطرائق الزراعة التقليدية ،والشرائط المناخية غير الملائمة واستفحال مشكلة الملوحة كما أن المزارعة والملكيات الكبيرة هي النمط السائد(2)، (حميدة عبد الرحمن، جغرافية الوطن العربي. ،مرجع سابق332) لمحة جغرافية حول فلسطين: تعتبر فلسطين قلب الوطن العربي وواسطة عقده وقبلة انتظاره ومهد الديانات التوحيدية الكبرى وهي بلاد خيرة وجميلة ومن أهم بقاع الأرض قاطبة من النواحي الإستراتيجية والسياحية والدينية وتقع بين خطي عرض 29،30 و23،15 شرقي غرينتش وتتوسط مفرقارق الطرق بين قارات العالم القديم ويحدها من الشرق الأردن وسوريا ومن الغرب البحر المتوسط ومن الشمال لبنان ومن الجنوب شبه جزيرة سيناء وخليج العقبة. (3) (الكيالي،عبدالوهاب،تاريخ فلسطين الحديث،المؤسسة العربية لدراسات والنشر،ط9،بيروت ،(د.ت) ، ص11). تبلغ مساحة فلسطين 27009 كم2(10429 ميلا مربع) وهي مستطيلة الشكل يبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب نحو 430 كم ،وأما عرضها فيتراوح في الشمال بين 51كلم و70 وفي الوسط يتراوح العرض بين 51 كلم لإلى 71كلم .(1) (الكيالي ،عبدالوهاب، تاريخ فلسطين الحديث ،ص11). اختلفت حدود فلسطين مع مصر بعد احتلال مصر بين عامي 1882 حيث كانت من العريش حتى العقبة، ولكن تم زحزحة الحدود للشرق في عام 1905؛ بسبب مد سكة الحديد العثمانية وأمام ضغط وتهديد بريطانيا وتلويحها باستخدام القوة حيث رأت فيه ما يضر بمصالحها . (2) (يعقوب كامل يوسف ،معالم بلادنا،ص9). الوحدات الطبيعية: تقسم البلاد إلى ثلاث قطاعات طولية،وهي:1)السهل الساحلي في الغرب 2)الجبال في الوسط 3)الغور في الشرق.والغور هو جزء من الشق الآسيوي ـ الأفريقي ويمتد من مرج الحولة حتى خليج العقبة في الجنوب (qunnell) (1958)والذي تكون نتيجة انكسار أفقي بتأثير تحرك القارات حسب رأي الجيولوجي الانكليزي ويضم وادي عربة والبحر الميت وبقعة الأردن الجنوبية والشمالية ومرج الحولة ومرج طبرية. (3) (يعقوب كامل يوسف ، معالم بلادنا ،المرجع السابق،ص38). الجبال والمروج الداخلية: وهي عبارة سلسلة جبال تتجه من الشمال للجنوب بشكل طولي وتتخللها مروج سهلية داخلية ،مثل: مرج بئر السبع ،مرج حوارة ،ومرج صانور ،ومرج ابن عامر ،ومن هذه الجبال جبال الخليل ورام الله ونابلس والجليل وفيها مرتفعات مهمة، مثل :جبال ايلات ،وجبل عبدات وجبل النبي يونس والزيتونة ،وتل العاصور، وعيبال وجرزيم، والجرمق،وجبال أم الفحم ، وجبال الجلبوع والكرمل . تكونت الجبال نتيجة العمليات في الشق الافريقي ـ الآسيوي ،حيث حدث الهبوط التكتوني في الغرب عند البحر المتوسط .فبرزت الجبال على شكل عمود فقري يقع في مركز البلاد ،وتشمل منطقة النقب وتبلغ مساحته 12ألف كم2 وتضم النقب الجنوبي ومرج عويده، وسهل فاران وجبل رامون ،وهضبة عبدات ،ومرج بئر السبع ومرج عراد، وجبال الخليل ،والقدس، ونابلس، ومعظم صخورها جيرية وجبال الجليل ومنها الأعلى والأسفل (4) (يعقوب كامل يوسف ،معالم بلادنا، ص 46 ـ61 بتصرف). السهل الساحلي: وهي منطقة ترسيب هائلة وما زالت تستقبل ترسيبات جرفيه قارية من جهة الجبال والمناطق الداخلية ومصدره الترسيب البحري الذي حمله النيل للبحر المتوسط قبل بناء السد العالي ويتكون من تربة رملية وحمراء وكركارية متفتتة ويضم سهل النقب الساحلي وسهل يهودا وسهل سارونة الساحلي ويبدأ عند يافا وحدوده الشمالي وادي التماسيح عند جسر الزرقاء وسهل الكرمل الساحلي الذي يضيق عرضه ليصبح 150ـ 200 ملم فقط ويليه سهل عكا الساحلي (1) .( يعقوب كامل يوسف ،معالم بلادنا ،ص61ـ ص63). السكان في فلسطين: بلغ عدد سكان فلسطين عام 1915 فقد كان هناك 689،275شخصا في فلسطين بينهم 83،000 يهودي و17،000 من المسيحيين غير العرب (2) .( أريه، ل. أفنيري ،دعوى نزع الملكية الاستيطان اليهودي والعرب 1878ـ 1948،دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية،ص27). يعد سكان فلسطين من العرب القدماء وفلسطين بلد عربي سكنت فيه القبائل العربية قبل وبعد الإسلام وأول شعب عربي أقام فيها هو الشعب الكنعاني ومنذ أواخر القرن الماضي بدأ الاستيطان الصهيوني المدعوم من قبل موظفي الدولة التركية ثم تلاه الاحتلال البريطاني الذي قدم الدعم والمساندة للصهاينة والذين زاد عددهم في فلسطين على حساب سكانها العرب وانتهى ذلك بشن حرب 1948 و1967 وغيرها في محاولات دءوبة لتثبيت وجودهم في أرض فلسطين العربية.
نظرة موجزة حول علاقة العراق بالقضية الفلسطينية 1930_1948 أنهت هدنة مدروس 30/ت1/1918 الحرب بين بريطانيا والدولة العثمانية وأصبح العراق بعده كله تحت السيطرة العسكرية البريطانية وبدأت مرحلة جديدة من مراحل الإدارة البريطانية في العراق من حيث التخطيط والتنفيذ الإداري،حيث أصبح السر أرنولد ولسون على رأس الجهاز الإداري بصفته الحاكم المدني العام ، ومعه مجموعة من المساعدين الانجليز يتقلدون رأس الوزارات المختلفة(1) (العفيف،أحمد خليف،التطور الإداري للدولة العراقية،ص40ـ ص42). ولكن سرعان ما ظهر التأزم والتوتر بين العراقيين والفلسطينيين وحصلت ثورة 1920 التي عمت جميع أنحاء البلاد ، وكان سببها الرئيس سياسة بريطانيا ضد زعماء القبائل بشكل خاص والعراق بشكل عام (2) (العفيف ، أحمد خليف ، التطور الإداري للدولة العراقية ،ص47). تلا ذلك قيام مؤسسة البلاط الملكي بين عامي 1921و 1932 وقد بدأت باختيار الأمير فيصل الأول من قبل السر برسي كوكس والذي رأت فيه بريطانيا أفضل الذين ترشحوا لحكم العراق واختارته من بين مجموعة من المرشحين ،والذي اختير بالتعيين ووجدت فيه بريطانيا ما يلبي مصالحها ويلق قبولا من مختلف مذاهب العراق الإسلامية في العراق (3). (العفيف ، أحمد خليف ، التطور الإداري للدولة العراقية ،ص63وص64). لم يكن العراق في هذه الفترة متحررا من القيود البريطانية إلى عام 1925 _1930 ، حيث تحسنت مقدرة وكفاءة الحكام الإداريين العراقيين على القيام بواجباتهم من غير رقابة المفتشين الإداريين البريطانيين. (4) (العفيف ، أحمد خليف ، التطور الإداري للدولة العراقية ،ص 347) . وبفعل التطور الإداري ونضال الشعب العراقي وقدرته على استيعاب المتغيرات الحديثة اعترف المجتمع الدولي بالعراق دولة مستقلة وقبوله عضوا في هيئة الأمم المتحدة عام 1932.(5) (العفيف ، أحمد خليف التطور الإداري للدولة العراقية ،،ص419). لم تمنع ظروف التجزئة، رجالات الحركة القومية العربية من اللقاء لبحث أمورهم في المؤتمرات اللاحقة، ومعاودة نشاطهم بتشكيل حركات ذات طابع قومي عربي. تداعى عدد من القوميين العرب للاجتماع والتباحث على هامش المؤتمر الإسلامي المنعقد في مدينة القدس عام 1931؛ لبحث القضية الفلسطينية وقضية الوحدة العربية، والذين حضروا المؤتمر الإسلامي ،وممن سبق لهم العمل في الحرب العالمية الأولى ولكنهم افترقوا عقدا من الزمن، وكانوا أعضاء في جمعية العهد ، أو جمعية "الفتاة " ، ،وقد وجدوا الفرصة سانحة لإعادة نشاط الحركة العربية بعد انشغالها بالقضايا المحلية، وعقد الاجتماع في أواسط كانون الأول/ يناير1931 في بيت عوني عبدالهادي ، وشهده قرابة خمسين شخصاً ،وبعد مداولات اتفقوا على وضع ميثاق قومي عربي يحدد أهداف الحركة العربية ويجدد نشاطها ، والدعوة لعقد مؤتمر عربي عام، وقد بحث الأمر مع الملك فيصل الذي شجع فكرة عقد المؤتمر في بغداد،ووافق فيصل على دعمه، ولكن حالت جملة معوقات دون انعقاده، ومنها النزاع بين الهاشميين والسعوديين، ومعارضه المندوب السامي، ثم عاجل موت فيصل في نهايته (1)(عرار ،عبدالعزيز ،حزب البعث العربي الاشتراكي ودوره في الحركة الوطنية الفلسطينية ، المركز القومي للدراسات والنشر،2008،،ص ، 19). كانت آمال القوميين العرب معلقة على الملك فيصل، وقد جرت معه لقاءات من قبل قادة حزب الاستقلال في فلسطين، وأعضاء من عصبة العمل القومي في سوريا، والكتلة الوطنية السورية، وطرح فيصل فكرة توحيد الأردن والعراق، وعندما توفي رأى فيه القوميون العرب خسارةً لفلسطين، وللبلاد العربية، والحركة القومية العربية(2).(عرار ،عبدالعزيز ،حزب البعث ،ص ، 20) قام على تأسيس حزب الاستقلال في فلسطين الذي كل من: عوني عبدالهادي، محمد عزة دروزة، صبحي الخضرا، أكرم زعيتر، رشيد الحاج ابراهيم عجاج نويهض فهمي العبوشي، الدكتور سليم سلامة، وتضمن بيانه الربط بين استقلال البلاد العربية والوحدة العربية التامة غير القابلة للتجزئة والتوكيد على عروبة فلسطين ، واعتبارها جزءاً طبيعياً من سوريا، والعمل على تحقيق الأهداف بالاتفاق مع الهيئات المطالبة بالاستقلال في البلاد العربية(3)(عرار ،عبدالعزيز ،حزب البعث ،ص،.20)ويتشابه مع رؤية حزب الاستقلال ( الحزب القومي العربي)، في العراق وسوريا والذي أكد أهمية الخروج على النضال القطري ، وبناء حزب قومي ، وكان من بين أعضائه العراقيين يونس السبعاوي، ومن أعضاء الحزب أعضاء نادي المثنى بالعراق والنادي العربي في سوريا (4).(عرار ،عبدالعزيز حزب البعث ،ص 21 ) ويذكر جلال السيد أحد مؤسسي البعث أنه كان عضوا في هذا الحزب الذي وصفه بأنه " حزب سياسي ضخم، ولكنه سري، ضم عددا كبيرا من رجالات العرب، وبرنامج الحزب كان شبيهاً ببرنامج حزب البعث ،ويمكن القول أن له دورا في الحركات الخطيرة كحركة رشيد عالي الكيلاني.. كان يونس السبعاوي وزير الاقتصاد في حكومة رشيد عالي، وهو في الوقت نفسه حاكم بغداد العسكري... وكذلك درويش المقدادي (فلسطيني من طولكرم) وسعيد الحاج ثابت وكان الحزب على صلة بالأستاذ ساطع الحصري " (1).( عرار ،عبدالعزيز ،حزب البعث ،ص ، 21) شهدت ثورة 1936 ـ 1939 في فلسطين تحريكا للقضية الفلسطينية وللشعور الشعبي وللموقف الرسمي العربي ، وقامت المظاهرات في العديد من المدن العربية، وتسرب إلى فلسطين المتطوعون العرب وخاصة من العراق وسوريا يقودهم فوزي القاوقجي* على رأس قوة ضمت خمسمائة متطوع (2).(عرار ،عبدالعزيز ،حزب البعث ،ص 22). وقد أصدر القاوقجي بيانا قال فيه: " إنه ليغبطني، وقد شرفني إخواني المجاهدون بقيادة الثورة العربية في سورية الجنوبية أن أدعو القادرين من أشبال العرب إلى السلاح أجل إلى السلاح يا أشبال العرب تحقيقا للأماني القومية وإنقاذ فلسطين العزيزة من براثن العبودية والغزوة الصهيونية والمطامع البريطانية … "(3). ( عرار ،عبدالعزيز ،حزب البعث ،ص 22). توفي الملك فيصل الأول في ظروف غامضة وتولي ابنه الأمير غازي ليصبح ملكا في الأول من أيلول 1933، و يذكر المؤرخ العراقي أحمد الحمداني أن الملك فيصل وصل إلى العاصمة السويسرية طلباً للاستشفاء، وكان الإعياء والقلق والانفعال باديين عليه، ورغم ذلك بدأ الملك يستقبل مراسلي الصحف، والعديد من الأصدقاء، ويدلي بتصريحاته محاولاً الرد على الدعايات المضللة الموجهة ضده، وضد العراق وحكومته على أثر الأحداث التي رافقت قمع ثورة الآشوريين على يد بكر صدقي .وتميزت تصريحاته بشدة اللهجة أثناء حديثه مع الصحفيين، حيث تلقى سيلاً من التهديدات من الحكومة البريطانية بسبب قمع الحكومة العراقية، ونائب الملك [الأمير غازي] للثورة الآشورية، وقد طالبته الحكومة البريطانية بالعودة فوراً إلى بغداد، وأخذ زمام الأمر بيده، و إلا فسوف يتعرض لنتائج وخيمة!!.(4) الحمداني،حامد،من ذاكرة التاريخ،حلقة أولى، موقع دنيا الوطن وموقع www.Hamid-Alhamdany.blogspot.com لكن صحته تدهورت عند منتصف الليل، وقد حضر إلى غرفته كل من : [نوري السعيد] و[رستم حيدر] و[تحسين قدري]، حيث وجدوه وهو في حالة خطيرة يلفظ أنفاسه الأخيرة ، وقد ثارت الشكوك حول دور بريطانيا ونوري السعيد ،حيث ذكر التقرير الطبي إن سبب الوفاة ناجم عن انسداد الشرايين ... كان هناك شك كبير في أن السبب الحقيقي للوفاة هو التسمم، وقيل أن الإنكليز، ونوري السعيد، هم الذين كانوا وراء العملية. تم نقل جثمان الملك إلى بغداد في 14 أيلول 1933 ، حيث تم تشيعه في موكب رسمي مهيب ، ودفن في المقبرة الملكية في الأعظمية. وبوفاة الملك فيصل، اختفت فوراً مذكراته الخطيرة، ولم يعد أحد يعرف عنها شيئاً، وكل الشكوك كانت تشير إلى أن وراء عملية الاختفاء تلك كان نوري السعيد.(1) الحمداني،حامد،من ذاكرة التاريخ،حلقة أولى، موقع دنيا الوطن وموقع www.Hamid-Alhamdany.blogspot.com وعلى أثر وفاة الملك فيصل، حاول نوري السعيد إقناع رئيس الوزراء [رشيد عالي الكيلاني] و[رستم حيدر] وزير الاقتصاد والمواصلات، والمقرب جداً من العائلة المالكة استبعاد الأمير غازي عن تولي الملك بصفته ولياً للعهد، ودعوة [الأمير زيد] لتولي الملك، بدعوى أن الأمير غازي متخلف عقلياً، ولا يصلح لتولي الملك. لكن رشيد علي الكيلاني رفض رفضاً قاطعاً محاولات نوري السعيد، وأجرى على عجل مراسيم تحليف الأمير غازي اليمين القانونية أمام مجلسي النواب والأعيان، و جرى تتويجه رسمياً مساء يوم 18 أيلول 1933 ملكاً على العراق، وبذلك اسقط في يد نوري السعيد. وبمناسبة تسلم الملك غازي سلطاته الدستورية، وحسبما ينص الدستور، قدم السيد رشيد عالي الكيلاني استقالة حكومته إلى الملك الذي قبل بدوره الاستقالة وكلفه من جديد بتأليف الوزارة الجديدة. (2) عن موقع دنيا الوطن وموقع www.Hamid-Alhamdany.blogspot.com وقد وجد[نوري السعيد] الفرصة السانحة لتوسيع نفوذه في إدارة شؤون البلاد، وسعى بكل جهوده للهيمنة على المسرح السياسي. فقد حاول السعيد بدعم من صهره وحليفه[جعفر العسكري] بعد فشله في منع الملك غازي من تسلم سلطاته الدستورية إلى احتوائه، والتأثير عليه لدرجة وصلت إلى حد التدخل في أموره الشخصية. حاول رشيد عالي الكيلاني حل البرلمان، وإجراء انتخابات جديدة تضمن له الأكثرية في المجلس، وتقدم بطلب إلى الملك غازي بهذه الرغبة، وتدخل نوري السعيد لدى السفارة البريطانية لمنع حل البرلمان، وسارع السفير البريطاني إلى توجيه تحذير إلى الملك غازي من مغبة الأقدام على حل البرلمان خوفاً من أن يأتي الكيلاني ببرلمان يضم أكثرية من أنصاره، كما حذر الملك[عبد الله] ابن أخيه الملك غازي من الأقدام على هذه الخطوة، والتي تسبب المخاطر الحزبية ،ويلاحظ في هذه الفترة محاولات نوري السعيد للاستئثار واللعب السياسي ومعه الوصي على العرش الأمير عبدالاله وتناقضه مع رشيد عالي الكيلاني وياسين الهاشمي وغيرهم وميل الملك لهذه الجماعة (1) www.Hamid Alhamdany.blogspot.com - (من ذاكرة التاريخ/ أسرار بقلم:حامد الحمداني وموقع دنيا الوطن نشر على حلقتين بتاريخ النشر : 2011-08-19) مقتل الملك غازي : عندما تولى الملك غازي الحكم وضع نصب عينه مسألة إعادة الكويت إلى العراق، باعتبارها كانت تابعة لولاية البصرة في العهد العثماني ، لكن المحتلين البريطانيين اقتطعوها من العراق، ونصبوا الشيخ مبارك حاكما عليها تحت حمايتهم، عام 1895. تمتاز الكويت بأهميتها الاستراتيجية، حيث تتحكم برأس الخليج، وتبلغ مساحتها 7000 كلم2، وكان يسكنها آنذاك حوالي 100 ألف نسمة، وكان الملك غازي يعتقد أن اقتطاعها من العراق سبب حرمانه من شواطئه البحرية على الخليج، إلا من بقعة صغيرة جداً قرب مصب شط العرب. وهكذا أصبح هاجسه في كيف يعيد الكويت إلى العراق، في ظل تعارض رغبته تلك مع إرادة الإنكليز المهيمنين على مقدرات العراق. حاول الملك غازي التقرب من ألمانيا، غريمة بريطانيا، وسعى إلى توطيد العلاقات معها، لعل ذلك يساعده على استعادة الكويت، وقد قامت الحكومة الألمانية بإهداء الملك غازي محطة إذاعة تم نصبها في قصر الزهور الملكي، واستعان الملك بعدد من العناصر القومية العربية الشابة، وراح يوجه إذاعته نحو الكويت، وكان بثها كله موجها حول أحقية ضم الكويت إلى العراق، ومهاجمة الإنكليز الذين اقتطعوها من العراق، مما أثار غضبهم وحنقهم على الملك غازي، وجعلهم يفكرون بالتخلص منه.(2(( الحمداني،حامد،من ذاكرة التاريخ/ أسرار ،موقع دنيا الوطن نشر على حلقتين بتاريخ النشر : 2011-08-19) وموقع الكاتب www.Hamid-Alhamdany.blogspot.com )
لقد حاول الملك غازي إعادة الكويت بالقوة، أثناء غياب رئيس الوزراء ـ نوري السعيد ـ الذي كان قد سافر إلى لندن لحضور مؤتمر حول القضية الفلسطينية في 7 شباط 1939، فقد استدعى الملك رئيس أركان الجيش الفريق [حسين فوزي] عند منتصف الليل، وكلفه باحتلال الكويت فوراً. كما اتصل بمتصرف البصرة داعيا إياه إلى تقديم كل التسهيلات اللازمة للجيش العراقي للعبور إلى الكويت واحتلالها. كما استدعى الملك صباح اليوم التالي نائب رئيس الوزراء [ناجي شوكت] بحضور وزير الدفاع، ووكيل رئيس أركان الجيش، ورئيس الديوان الملكي، وأبلغهم قراره باحتلال الكويت. لكن ناجي شوكت نصحه بالتريث، ولاسيما وأن رئيس الوزراء ما زال في لندن، وأبلغه أن العملية سوف تثير للعراق مشاكل جمة مع بريطانيا، والمملكة العربية السعودية وإيران، واستطاع ناجي شوكت أن يؤثر على قرار الملك غازي، وتم إرجاء تنفيذ عملية احتلال الكويت. فلما عاد نوري السعيد إلى بغداد وعلم بالأمر، سارع بالاتصال بالسفير البريطاني، وتداول معه عن خطط الملك غازي، وقرر الاثنان التخلص من الملك بأسرع وقت ممكن، وهذا ما حصل بعد مدة وجيزة، حيث جرى تدبير خطة لقتل الملك والتخلص منه، والمجيء بعبد الإله وصياً على العرش نظراً لصغر سن ولده الوحيد [فيصل الثاني] الذي كان عمره لا يتجاوز الخمس سنوات آنذاك.
وفي صباح يوم الخامس من نيسان 1939 فوجئ الشعب العراقي ببيان رسمي صادر عن الحكومة نقلته إذاعة بغداد جاء فيه:
{ بمزيد من الحزن والألم، ينعي مجلس الوزراء إلى الأمة العراقية، انتقال المغفور له سيد شباب البلاد، جلالة الملك غازي الأول إلى جوار ربه، على اثر اصطدام السيارة التي كان يقودها بنفسه بالعمود الكهربائي الواقع في منحدر قنطرة [نهر الخر]، بالقرب من [قصر الحارثية]، في الساعة الحادية عشرة والنصف من ليلة أمس،] لم يكد خبر مقتل الملك غازي يصل إلى أسماع الشعب، حتى هبت الجماهير الغاضبة في مظاهرات صاخبة اتجهت نحو السفارة البريطانية، وهتفت منددة بالإمبريالية البريطانية،وعميلها نوري السعيد وامتدت المظاهرات الشعبية الهادرة إلى سائر المدن العراقية ...وظهرت المنشورات التي وزعتها الجماهير، والتي تقول أن الملك لم يصطدم بالسيارة كما تدعي حكومة نوري السعيد، وإنما قتل بعملية اغتيال دبرتها الإمبريالية البريطانية وعملائها، وعلى رأسهم نوري السعيد بالذات، وكانت الجماهير بحالة من الغضب الشديد ضد نوري السعيد ولو قبضت عليه في تلك اللحظات لفتكت فيه ومزقته إرباً، ولذلك فقد هرب نوري السعيد بعد إتمام مراسيم دفن الملك غازي في المقبرة الملكية في الأعظمية، حيث استقل زورقاً بخارياً من المقبرة إلى داره في جانب الكرخ. حاول الإنكليز إبعاد التهمة عنهم، وادعوا أن الدعاية الألمانية هي التي تروج لمثل هذه الدعاية ضد بريطانيا، كما ادعوا أن موظفي السفارة الألمانية، والأساتذة الجامعيين هم الذين يحرضون جماهير الشعب ضد بريطانيا، وضد حكومة نوري السعيد.
كان رد فعل الجماهير الشعبية في الموصل شديداً جداً، حيث خرجت مظاهرة ضخمة، وتوجهت نحو القنصلية البريطانية وهاجمتها، وقتلت القنصل البريطاني في الموصل، المستر [مونك ميسن]، وراحت الجماهير تهتف بسقوط الاستعمار البريطاني، وحكومة نوري السعيد العميلة، وكانت بحالة من الغضب الشديد بحيث أنها لو ظفرت بنوري لمزقته إرباً.
وتم مهاجمة الحي اليهودي في بغداد، ووقعت عمليات النهب وحرق مساكن. وقد استغل نوري السعيد الأحكام العرفية التي كانت قد أعلنت في البلاد قبل شهر من مقتل الملك، وقام بنشر أعداد كثيفة من قوات الشرطة لقمع المظاهرات، وجرى اعتقال الكثير من المتظاهرين.
ولتغطية جريمة الاغتيال سارعت حكومة نوري السعيد إلى إصدار بيان رسمي يتضمن تقرير طبي صادر عن هيئة من الأطباء عن سبب وفاة الملك غازي، ووقعت عليه مجموعة من الأطباء ومما جاء فيه يلي:
{ ننعي بمزيد من الأسف وفاة صاحب الجلالة الملك غازي الأول في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الأربعين من ليلة 3 / 4 نيسان 1939، متأثراً من كسر شديد للغاية في عظام الجمجمة، وتمزق واسع في المخ، وقد حصلت هذه الجروح نتيجة اصطدام سيارة صاحب الجلالة، عندما كان يسوقها بنفسه، بعمود كهرباء بالقرب من قصر الزهور، في الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً، وفقد الملك شعوره مباشرة بعد الاصطدام، ولم يسترجع وعيه حتى وفاته(1) www.Hamid-Alhamdany.blogspot.com) من ذاكرة التاريخ/ أسرار بقلم:حامد الحمداني وموقع دنيا الوطن بتاريخ النشر : 2011-08-19).
حمل التفاعل بين المثقفين الفلسطينيين والعراقيين بعد حصوله على الاستقلال بالغ الأثر في الهبة الشعبية العراقية التي ضغطت على الحكومة الملكية لإرسال المتطوعين العراقيين إلى فلسطين عام 1936 وتجلت وحدة النضال بين القطرين الشقيقين ،وكان العراق الأمل المرتجى كما بينا ،وظهر ذلك يوم أن أبدى شعب العراق ونظامه الملكي في عهد الملك غازي تعاطفه مع الشعب الفلسطيني حيث التحق خيرة الشباب العراقي بالمتطوعين العرب الذين كان يقودهم البطل القومي فوزي القاوقجي و الذي كان ضابطا في الجيش العراقي واستقال لغرض التطوع وقيادة المناضلين العرب في فلسطين ، وقد وصل ومن معه إلى قرية بلعا ـ طولكرم . شكل الشعب العراقي لجان عراقية داعمة للقضية الفلسطينية على المستوين الإعلامي- التعبوي والمادي، كما وكانت بغداد في الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من القرن الماضي محط رحال للزعماء الفلسطينيين والمثقفين الفلسطينيين ؛ حينما التجأ عشرات القادة من الثوار الفلسطينيين ومعهم خيرة المثقفين الثوريين والشعراء الوطنيين إلى العراق أمثال: الحاج أمين الحسيني وأكرم زعيتر ودرويش المقدادي وإبراهيم طوقان، والضباط عبد القادر الحسيني وحسن سلامة وذو الكفل عبد اللطيف والشاعر عبد الرحيم محمود وعبدالفتاح المزرعاوي، والشاعر برهان العبوشي وغيرهم )(1) (،زعيتر،أكرم،الحركة الوطنية الفلسطينية،،ط2،منشورات اليسار،1988،ص352وص606وص607 وص608)
القائد عارف عبدالرازق من بلدة الطيبة والذي رحل للعراق و حارب في الرطبة في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد البريطانيين عام 1940 (محفوظات أ.عبدالعزيز أمين)
1993 مجموعة شباب فلسطينيين تطوعوا لتنظيف مقبرة شهداء الجيش العراقي في قرية قباطية عام تصوير الأستاذ أ. عبد العزيز أمين). ويذكر المؤرخ أكرم زعيتر من نابلس الدور المميز لـ( نادي المثنى ) العراقي بتوجهاته القومية وأثره في مساعدة الثورة الفلسطينية والتعاطف معها ومع الفلسطينيين الذين فروا للعراق هاربين من العسف البريطاني لهم ، وقد وصف العراق بأنه بيضة العروبة وحاضنتها. ومرجل العروبة الذي يغلي ،وكان من بين الذين توافدوا محمد أمين الحسيني والدكتور داود الحسيني، والمجاهد عبدالقادر الحسيني والشيخ حسن سلامة ،وعزالدين الشوا ،وعارف عبدالرازق ، والشاعر برهان العبوشي وغيرهم(1) (انظر:زعيتر أكرم الحركة الوطنية الفلسطينية 1930ـ 1939،ص 606ـ612 بتصرف). ويتناول عسكري عراقي مجهول في مقالات نشرها في جريدة الحوادث اللبنانية وأخرجها في كتابه والذي جاء بعنوان : (كيف ضاعت فلسطين) إلى أن دور العراق كان حاضرا في ثورة فلسطين 1936ـ 1939 حيث أخذت إذاعة بغداد تذيع التعليمات الفنية العسكرية في كيفية معالجة المجاهدين الفلسطينيين للسور المكهرب، وأسلاكه الشائكة الذي وضعته حكومة بريطانيا كحاجز بين فلسطين وسوريا ولبنان ونجح الفلسطينيون وتغلبوا على هذا العائق ،وفي عام 1948 كان معلمو العراق يقتطعون جزءا من رواتبهم لصالح القضية وأن ثورة وحركات مايس 1940 بقيادة رشيد عالي الكيلاني لم يكن سببها غير نصرة قضية فلسطين... وقد خسر العراق 150 مليون دينار بعد قطع خطوط التابلاين النفطية المتجهة إلى حيفا . ويجدر بالذكر أنلثوار الفلسطينيون الذين كانوا لاجئين في العراق حملوا السلاح وقاتلوا بقيادة عبدالقادر الحسيني إلى جانب الجيش العراقي وأبدوا بسالة فائقة في القتال فأوقفوا تقدم الجيش البريطاني بضعة أيام. وعندما انهارت المقاومة العراقية انسحبوا إلى إيران،لكن السلطات الايرانية أعادتهم إلى الحدود العراقية ،فرجعو إلى بغداد وتجمعوا في بيت عبدالقادر الحسيني،وحاولت السلطات العراقية اعتقالهم لكنها تراجعت بعد تصميمهم على مقاومة الاعتقالز(بهجت أبو غربية، في خضم النضال،ص136).
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:43 pm
دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948
القائد الثائر والشهيد حسن سلامة استشهد قرب رأس العين عام (محفوظات أ. عبد العزيز أمين) ورغم هذا الدور الشعبي الذي اضطلع به الشعب العراقي ومساندته للقضية الفلسطينية إلا أن رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد والوصي على الملك فيصل الأمير عبدالاله قاما بدور مناف تماما ولعبا دورا وصف بالخياني والتآمري ،والذي كان يُسوق للمشاريع البريطانية ومشاريعها في المنطقة، ومنها مشروع تقسيم فلسطين 1937وهو ما عرف بالكتاب الأزرق ،ومعاهدة بورتسموث1946 ، وحلف بغداد 1955 ،وبسبب ذلك كله قتل نوري السعيد من قبل الثوار في ثورة 14 تموز 1958 أثناء محاولته الفرار ،وهو يلبس ثوب إمرأة . الصورة رقم (4)
القائد فوزي القاوقجي الثالث من اليمين ومعه قادة الفرق الفلسطينية والعراقية والسورية واللبنانية أيلول عام 1936 (محفوظات أ. عبد العزيز أمين) تواصل اللقاء العربي المشترك بين العراقيين والفلسطينيين في عام 1948 سواء عبر المتطوعين الذين أرسلهم الجيش العراقي لينظموا لجيش الإنقاذ أو من خلال فوج الجيش العراقي الذي حضر قادته وجنوده للدفاع عن فلسطين أمام الغزو الصهيوني في منتصف أيار ، والذين يعود لهم الفضل في حماية المثلث العربي من الرحيل والهجرة كما حصل في باقي فلسطين، وقد امتدت جبهة القتال من مدينة جنين شمالا حتى قرية مجدل الصادق جنوب كفرقاسم وهم الذين خاضوا معارك الشرف مع العدو الصهيوني في هذه المناطق. يذكر عبدالهادي عرار من جلجولية في مقابلة جرت معه في 25/11/2011 أنه شاهد عام 1986بعض ناقلات الجند والشحن والدبابات العراقية التي بقيت في أرض المعركة ،وكتب عليها الجيش العراقي ، كما شاهد الأنصاب التي تشير لمجموعة من الجنود الصهاينة الذين سقطوا في أرض المعركة. ولا زالت الألسن في بلدة كفرثلث ومحافظة قلقيلية تلهج بالذكر الطيب لما قام به الجيش العراقي ودوره في المعارك التي خاضها دفاعا عن طيرة المثلث وقلقيلية حيث أوعز للمناضلين الفلسطينيين بالهجوم على مستعمرة رمات هاكوفيش وقدم الاسناد من خلال المدفعية المرابطة في صوفين، ولا زالت بعض الدبابات المدمرة عند أبواب المستعمرة الصهيونية كشاهد وذكرى ، وقد دعاها بعض الكتاب الصهاينة ب"الأيام العصيبة" (1) ( مقابلة جرت مع الأستاذ خالد شنطي بتاريخ 20/11/2011). وكانت أعظم المعارك معركة البطولة والشرف في مدينة جنين وفيها التحم المناضلون الفلسطينيون بقيادة فوزي جرار مع جهود القيادة العراقية المتمثلة بالمقدم عمر علي وخير شاهد على هذه البطولة المفعمة بروح قومية عربية تحررية مقبرة الشهداء في جنين ومقبرة شهداء الجيش العراقي قرب نابلس والتي يتم زيارتها وتنظيفها سنويا وهي مثار اهتمام وعناية جهات متعددة في فلسطين ويجري وضع أكاليل الورد على قبر الجندي المجهول. وجنود العراق البواسل الذي فهموا معنى العروبة ووحدة نضالنا القومي. هذا وغيره سنتعرض له في الفصل اللاحق. الفصل الثاني زحف الفوج العراقي نحو فلسطين : اتفقت الدول المشاركة في جامعة الدول العربية على إرسال بضعة آلاف من المتطوعين والذي يقدر عددهم بخمسة آلاف متطوع كانوا تحت قيادة فوزي القاوقجي، وإطلق عليه إسم جيش الإنقاذ وخاض هذا الجيش معارك متعددة شملت المنطقة الشمالية والوسطى من فلسطين 1948. دخل هذا الجيش إلى بلادنا بعد تدريبات تلقاها في سوريا ، وإثر صدور قرار التقسيم عام 1947، ولكنه لم يفلح في زحزحة اليهود من مواقعهم، أو منعهم من التقدم، عندها قررت جامعة الدول العربية إرسال كتائب من الجيوش العربية النظامية للقتال في فلسطين بعد رحيل وجلاء بريطانيا من فلسطين يوم 15 أيار 1948، وإعلان زعماء العصابات الصهيونية قيام دولة إسرائيل. وضمت أفواج وكتائب لسبع جيوش عربية . ويتناول الفريق البريطاني (كلوب باشا ) ، عدد القوات العربية المرسلة لفلسطين في بداية المعارك في شهر أيار 1948 على النحو الآتي::الجيش المصري 10،000 والجيش العراقي 3،000والجيش الأردني 4،500 والجيش السوري 3،000 والجيش اللبناني 1،000 أي أن مجموعها 21.500 وأن جيش اليهود كان عدده 65ألفا والذين يشكلون 10بالمائة من مجموع اليهود في فلسطين وهذا يشير إلى عدم التكافؤ العددي بين العرب واليهود رغم أن العرب كانوا يومها 70 مليون نسمة وكانت مصر 24 مليونا ، ومع استمرار المعارك زاد عدد القوات العربية والتي قدرها كلوب باشا في أول تشرين الأول سنة 1948 ،كما يلي : مصر 15 ألفا والأردن 10 آلاف والعراق 15 ألفا وسوريا :8آلاف ولبنان :ألفان والسعودية:700 جندي إلى جانب الأفراد المتطوعين ومجموعهم :55،700 مقاتل (1). ( كلوب باشا كتاب جندي مع العرب،ص 34) . وينقل صاحب كتاب فلسطين ودور الخلق والعقل في معركة التحرير عن العميد الركن حسن مصطفى في كتابه "التعاون العسكري العربي" أن كلا التقريرين مبالغ فيهما وأكثر من الواقع . وعن قدوم الجيش العراقي إلى البلاد وأسبابه ينقل الباحث أ.عبدالعزيز عرار في كتابه خريش المدمرة نقلا عن أحد المناضلين الذين شاركوا في جيش الإنقاذ المرحوم أحمد عبدالحق الشملة من بلدة كفرثلث "لم يكف جيش الإنقاذ ولا متطوعي البلاد، ولا الجهاد المقدس لحماية البلاد فأرسلت الجامعة العربية سبعة جيوش عربية، جاءتها هذه القوات من مختلف الجهات فرابطت قوات الجيش العربي الأردني بقيادة كلوب باشا في كل من القدس، واللطرون، وقرب اللد، والرملة، وأما القوات المصرية فرابطت في جهات غزة والنقب، أما القوات العراقية في نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وكفر قاسم ورأس العين .(1)(عرار،عبدالعزيز أمين،قرية خريش المهجرة والمدمرة،جمعية كفرثلث الخيرية،2009،ص81)
وفي هذا السياق سنشير لدور الجيش العراقي . يذكر أحد قادة الجيش الأردني ممن شاركوا في حرب 1948 أن القوة العراقية التي جاءت إلى فلسطين كانت تتألف من جحفل اللواء* الأول ومعه كتيبة آلية واحدة،كما وصل بإسناد هذه القوة سرب طائرات حربية من نوع سي فيوري (sea furey) ) قاذفة مقاتلة قوامه 12 طائرة هبطت في مطار المفرق واتخذته قاعدة لها .وفي صباح يوم 14 أيار تحرك فوج** من هذه القوة إلى منطقة جسر المجامع واحتل محطة كهرباء نوتربرغ .وفي صباح يوم 15 أيار عبرت سريتان من المشاة وبعض المدرعات إلى غرب نهر الأردن لاحتلال مستعمرة جيشر وبدأت بقصف مركز البوليس المجاور لها بالمدفعية والطائرات ولكن تأثير القصف كان محدودا وفي المساء شنت قوة المشاة وتساندها المدرعات هجومها على المستعمرة ومركز البوليس ولكنها لم تحرز تقدما يذكر ،وفي نفس اليوم تحرك فوج آخر من المفرق إلى منطقة المجامع وجددت هجومها على المستعمرة واستطاعت احتلال سكة الحديد والتلال المشرفة على المستعمرة من الغرب ،وفي صباح يوم 17 أيار تقدم فوج جديد بقيادة المقدم عمر علي لاحتلال مرتفع كوكب الهوى الذي يسيطر على المنطقة من جهة الغرب واستمرت المعركة طوال الليل ،حيث تمكنت الكتيبة العراقية من احتلال كوكب الهوى بينما فشلت القوة الأولى في احتلال مستعمرة جيشر بسبب قوة تحصيناتها وتمكن اليهود من إصابة وإعطاب عدد من المدرعات(2) ( الشرع ،صادق ،حروبنا مع إسرائيل 1947ـ 1973 معارك خاسرة وانتصارات ضائعة.دار الشروق للنشر والتوزيع،عمان ـ الأردن ،ط1 1997.،ص 137 وص138). ويظهر من سير المعارك قوة التحصينات في مستعمرة كيشر وهو ما سيجبر العراقيين على تغيير سير طريقهم وعن ذلك يذكر صادق الشرع. وفي اليوم التالي شن اليهود هجوما معاكسا وأجبروا العراقيين على التراجع عن مواقعهم في كوكب الهوى .وبعد اجتماعات جرت في عمان بين نور الدين محمود والأمير عبدالله وعبدالرحمن عزام والفريق كلوب باشا تقرر نقل القوات العراقية إلى منطقة نابلس وعلى أثر ذلك تحركت نحو جسر أللنبي و منها إلى مدينتي نابلس وطولكرم عن طريق الجفتلك يوم 21/5/1948 واتجهت صوب كفرقاسم ............................................... *اللواء يقوده عميد إلى لواء ويتكون من 2 فوج, من 3-6 كتائب أو من 3000 إلى 5000 فرد ** فوج ويقوده عقيد إلى عميد ويتكون من كتيبتين ويزيد عن 2000 جنديا، ويتكون التسلسل الهرمي للجيش من جيش - فيلق - فرقة – لواء - كتيبة - سرية - فصيل ـ حظيرة .(انظر موقع الموسوعة الحرة ،وكيبيديا)
ورأس العين حيث تمركز المقدم عبدالكريم قاسم في قرية كفرقاسم وتقدم رتل إلى مستعمرتي كفار يونا وكولم ولكن اليهود تمكنوا من صده . (1) ( الشرع ،صادق ،حروبنا مع إسرائيل 1947ـ 1973 معارك خاسرة وانتصارات ضائعة.دار الشروق للنشر والتوزيع،عمان ـ الأردن ،ط1 ،1997). تم توزيع الجيش العراقي في المنطقة الممتدة من جنين شمالا حتى مجدل يابا جنوبا، وشملت المنطقة قرى عين السهلة ، وعارة ، وعرعرة ، وكفرقرع، وباقة العربية، وأم الفحم ، ومدينة طولكرم وقرية قاقون ،وقرية قلنسوة ،وقرية طيرة بني صعب، وقرية جلجولية ، وخريش، وكفربرا، وكفرقاسم والمجدل، بينما جرى توكيل الجيش الأردني في المنطقة الممتدة من منطقة اللطرون حتى الخليل، والجيش السوري في قرى زرعين وطبريا ومنطقة الناصرة والجيش اللبناني على حدوده ، والجيش المصري في منطقة بير السبع والنقب وغزة، وشاركت بعض الكتائب السعودية والسودانية واليمنية من خلال الجيش المصري. تفاءل الناس من جديد، واستبشروا خيراً بقدوم الجيش العراقي، الذي كان حسن السمعة والصيت، ومما جاء على ألسنتهم أقوالا وأغاني ومنها: يا عرب فلسطين إسرائيل مين ذللها وفي مؤتمر القمة لأصحابها حللها وتشرف على فلسطين وأطلالها ومن فوق تشوف جبالها وإن طلت جيوش العرب جيش صالح زكي أولها(2) (عرار،عبدالعزيز،خريش المدمرة،ص84) معركة كيشر: تناول هذه المعركة بالشرح والتفصيل المؤرخ عارف العارف والذي اعتمد على لقاءات مع قادة وضباط عراقيين وحصل على وثائق وزارة الدفاع العراقية . دعيت هذه المعركة نسبة لمستوطنة قريبة من جسر المجامع، وبدأت عندما دخل الفوج العراقي إلى فلسطين عبر جسر المجامع ،ولكن الجسر نسفه اليهود قبل وصول العراقيين إلى ذلك القطاع ،وبذل اليهود كل ما في وسعهم لصد الهجمات التي قام بها العراقيون على هذه المستعمرة منذ اليوم الأول لاجتيازهم في 15 أيار 1948 إلى اليوم الذي انسحبوا فيه يوم 25 أيار 1948. (3).(العارف،عارف نكبة فلسطين والفردوس المفقود،ج2،ص374) . وحول دور التحصينات الإسرائيلية ومتانتها ودور الجيش العراقي ومحاولاته اختراق التحصينات كتب عارف العارف: وراح العراقيون في صباح 16أيار يقصفون المستعمرة بمدافع المورتر من عيار 3 بوصات ومدافع الميدان من عيار خمسة وعشرين رطلا ،وكانت هذه منصوبة فوق الهضاب الكائنة على جانبي طريق اربد،وألقت الطائرات العراقية بعض القنابل على المستعمرة إلا أنها أخطأت الهدف،وبعد برهة بدأت المدافع العراقية من عيار 3,7 بوصة المنصوبة في جهة الشونة تقصف المستعمرة فدمرت بعض مبانيها ،وعاد العراقيون ليشنوا في فجر يوم 17 أيار هجوما عليها واجتازت المصفحات العراقية عدة تحصينات وخطوط دفاعية بقصد الإطباق على كيشر ، بينما دافع اليهود بعدد من الرشاشات والمدافع المقاومة للدبابات،ولكن اشتد قصف المدفعية العراقية والتي فتكت قنابلها بحاميات البوليس ونفذت حتى الاستحكامات ،وزحف العراقيون نحوها و دافع اليهود دفاع المستميت ونجحوا في صد العراقيين ،وقالوا أن العراقيين خسروا ستين جنديا ،واستغل اليهود السدود التي أقاموها على النهر وفتحوا السدود أكثر من المعتاد،ومع اقتراب العراقيين من احتلال المستعمرة جاءتهم نجدات من الطائرات والمشاة واقترب العراقيون من سياج المستعمرة ثم من باب العمارة فيها ولكنها لم تستطع اقتحامه وقذفها اليهود بقنابل المولوتوف فأحرقوها فعاد العراقيون إلى جسر المجامع، وقد أنهك التعب الفريقين ولكن اليهود سرعان ما حضرت إليهم تعزيزات،ونجوا في إزاحة العراقيين عن هضبة الجمل القريبة وانتهت بالفشل (1).(العارف،عارف نكبة فلسطين والفردوس المفقود،ج2،دار الهدى، ص375ـ 376) كان السؤال المثير لماذا انسحب الجيش العراقي من هذه المنطقة وتركها واستدار صوب الجفتلك وطوباس ومنها إلى جنين . يقول عارف العارف:" ...لا أحد يعلم إلا الذين كانت بيدهم مقاليد الأمور لماذا أمر الجيش العراقي بالكف عن محاصرة كيشر... "(2) (عارف ،العارف ، نكبة فلسطين والفردوس المفقود ،المرجع السابق،ص 379) ، ويتحدث المؤرخ عارف العارف عن معارك أخرى ومنها: معركة كوكب الهوى والتي احتفظ العراقيون بها من الخامس عشر حتى السابع عشر من أيار 1948،والتي تعرضت لحصار وقوات كبيرة واضطر العراقيون لأن يسوقوا سرية جديدة لتخفف الضغط عن السرية المحاصرة،وانسحبوا منها والتي سقط فيها 23 شهيدا(3) (العارف،عارف ،نكبة فلسطين والفردوس المفقود،ص380ـ381). معركة جنين: جرب اليهود قطع الطريق على الجيش العراقي فابتدئوا بجنين وحشدوا لهذا الهجوم 4500 جندي وانطلق هجومهم على العفولة يوم 3/6/1948 فاحتلوا في طريقهم قرى زرعين وصندلة والجلمة وقصفوا مدينة جنين من الجو ،وتقدموا لها من 3 محاور وكان الهجوم الرئيس من الشمال ،وقد أخلاها جيش الإنقاذ قبل وصول الجيش العراقي، ولم يكن فيها أكثر من15 مناضل فلسطيني وسرية أردنية يقودها عصر المجالي والتي انسحبت أيضا قبل أن تسلم مواقعها للجيش العراقي فذعر سكان المدينة ورحل معظمهم ولجأ من بقي منهم إلى قلعة تيجارت وعددهم لا يزيد عن خمسين وفي هذه الأثناء وصل فصيل عراقي مؤلف من 37رجلا يرافقه 50 مناضلا فلسطينينا تمركزوا في تل يقع شمال جنين بثلاثة كيلومترات ،ثم وصلت سرية عراقية تعدادها 80 رجلا وتبعتها سرية أخرى وزاد عددهم حتى بلغوا 250 رجلا يرافقهم خمسين مناضلا فلسطينيا ونظرا لاحتلال المدينة من قبل اليهود قاموا بحصار القلعة ومهاجمة المتحصنين حتى 3حزيران 1948 (1) (بهجت أبو غربية ،مذكرات المناضل بهجت أبو غربية 1916ـ1948،في خضم النضال العربي الفلسطيني،مؤسسة الدراسات الفلسطينية،بيروت،1993ص310). وحول دور الفوج العراقي وتلبيته لنداء المستغيثين في مدينة جنين ننقل بعض ما كتبه بهجت أبو غربية، وفي هذه الأثناء طلبوا النجدة من القيادة في نابلس فتحرك فوج عراقي(كتيبة) من نابلس بقيادة المقدم عمر علي الذي أشيع أنه تحرك بدون أوامر من قيادته العليا التي طلبت منه التريث ،واستعان هذا الفوج بأعداد كبيرة من مناضلي قرى نابلس ،وجنين، وعرابة، وبرقين ، ورمانة ، وسيلة الظهر، وصانور . وتعرضت هذه الكتيبة لقصف جوي في طريقها، وواصل الجيش العراقي زحفه عبر الطريق العام بينما زحف المناضلون الفلسطينيون من الجبال المحيطة بالمدينة بأعداد كبيرة ،ومعهم عدد من النساء يزغردن ويشجعنهم وعند الظهر وصل الفوج العراقي ،ونجحوا في فك الحصار عن القلعة وخسر اليهود 350 قتيلا وذكرت مصادرهم أنهم خسروا ألف قتيل وجريح وغنم العرب كميات كبيرة من السلاح والعتاد والألغام ،واستشهد 20 جنديا وضابطا عراقيا و20 من المناضلين الفلسطينيين و46 من المدنيين، (2) (بهجت أبو غربية في خضم النضال العربي الفلسطيني،ص310).
وتحت هذا العنوان كتب صحفي أمريكي أرسل منتدبا من قبل اتحاد الصحافة في أمريكيا الشمالية ومما جاء في كتبه"ادفع دولار تقتل عربيا"وفي عنوان في المثلث العربي بفلسطين معركة بين العراقيين والإسرائيليين "... كانت القوات العراقية المرابطة حول كثبان جنين منتشرة من برقين إلى عرابة على مسافة تبلغ نحوا من ميلين وإلى الشرق من طريق جنين ـ حيفا كانت تقوم مستعمرتان صهيونيتان صغيرتان. وكانت هاتان المستعمرتان هما "يامون" و "كفردان " .. وكانت شوارعهما ومنازلهما تتلألأ عادة بالأنوار الساطعة بعد غروب الشمس. وفي تلك الليلة بالذات...لاحظ المراقبون العرب أن أضواء الشوارع في تينك المستعمرتين الصهيونيتين كانت قاتمة،وأن المنازل كانت مهجورة في ما يبدو. وعند الساعة الثامنة حملت هذه الأنباء إلى مقر القيادة العليا للقوات العراقية،واستعدت المواقع العراقية الأمامية لكل طارئ.وكانت تلك المواقع كناية عن خنادق أو "حجرة ثعالب"foxholes حفرت عميقا في سفوح التلال بحيث تهيمن على المداخل المؤدية إلى البلدة وإلى مقر القيادة. وإلى جانب البنادق ذات الحراب كان العراقيون المحتمون في تلك الخنادق يملكون مدافع خفيفة من طراز" لويس "وبضعة مدافع ثقيلة من طراز "فيكرز" وكانت على قمة الكثيب شبه قلعة محوطة بأكياس الرمل وبعدد من الخنادق وأجهزة الأضواء الكاشفة .وكان نحو من خمسين جنديا يرابطون هناك. أما المواقع الأمامية المتناثرة فكان كل منها يضم جنديين أو ثلاثة جنود في العادة. وعند العاشرة والنصف خيم الصمت على المكان،وبلغ التوتر ذروة مقلقة. كانت القرى المتلألئة عادة بالنور مظلمة كلها في ناحية الغرب،وكان ضباب دان يزحف من جانب البحر المتوسط،فيزيد السكينة ثقلا ويشيع الوحشة في الجو كله. وفي محاذاة الكثيب تحرك الجنود العراقيون، محترسين حذرين،في خنادقهم محملقين بأعينهم،محاولين أن يكتشفوا حركة ما وسط الظلام . ولم يكن القمر متوقعا قبل ساعات الصباح الأولى،وكان الضباب يغشى النجوم. وغدت التربية السمراء رطبةً،نديةً،باردةً جداً،فهي تلصق بأيديهم، فيضطرون إلى إزالتها عنها قبل أن يمسكوا ببنادقهم. وينبغي أن تكون الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ببضع ثوان عندما أبصر أول جندي عراقي الجماعة الزاحفة أمامه. وفي الحال أقحم صفارته في فمه وأطلق صفرةً مدويةً،وأفرغ من مدفع" لويس" الذي يحمله فيضا من اللهب والرصاص. وفي ثانيتين اشتعلت المنطقة المحيطة ب"كفردان" بضوء ساطع أزرق مبيضَ. وأخيراً أوقفت ثلاث شاحنات على متنها مدافع مضادة للطائرات ذات أضواء كشافة عند نهاية الشارع،حيث يبدأ الكثيب،وكشفت أضواؤها القلعة ومواقع المدافع العراقية. وكذلك كشفت الاسرائيليين المهاجمين الذين جثوا,الآن على ركبهم،وأمطروا الأرض والقلعة بوابل من نيران بنادقهم الأتو ماتيكية.وكانت وجوههم وأيديهم قد سودت على أحدث الأساليب التي تصطنعها فرق الكوماندوس البريطانية. وكان من الجائز أن لا يروا على الاطلاق لولا أن كشفتهم الأضواء المضادة للطائرات،وكانت تعمل من ورائهم. ولكن الأضواء الكاشفة العراقية ما لبثت أن نشطت إلى العمل،فانطلق الاسرائيليون محدودبين مطأطئي الرؤوس،وقد ظهرت معالم أجسادهم واضحة وكأنما يجرون على مسرح من المسارح،وحتى حين تحركوا عبر أعشاش المدافع الأتوماتيكية أو صعدوا في الكثيب بدت معالمهم جلية للعيان لأن بنادق العراقيين وحرابهم كانت تتعقبهم. وتقول بعض التقارير أن عدد الجنود اللأسرائيليين الذين اشتركوا في الهجوم يناهز الألف. والواقع أن بعض هؤلاء تمكنوا من الوصول إلى القلعة فعلا. كانوا مقاتلين مختارين،وذوي شجاعة،ولو لم تكن تحتل قمة الكثيب نفسها كتيبة عراقية لم تفد على ميدان القتال الامنذ فترة يسيرة إذن لكان جائزاً أن يوفق أولئك المقاتلون الأشداء إلى انتزاع الثيب،والموقع من أيدي المدافعين عنهما. لقد اقتحموا المراكز العراقية الأمامية وسحقوها في الدقائق القليلة الأولى،،على الرغم من أن ضحاياهم كانوا عشرين مقابل جندي عراقي واحد،وانتهوا إلى القلعة وخنادقها في مدى خمس عشرة دقيقة،لأن معركة حامية كانت تدور عندما انقضت طلائع الكتيبة العراقية الجديدة بحرابها على الاسرائيليين في تفانِ، مبتهج وطروب. لقد اكتشف الهجوم الإسرائيلي بعد بضع ثوان من تمام الحادية عشرة فلم تبلغ الساعة الحادية عشرة والنصف حتى كانت فلول الاسرائيليين الباقين على قيد الحياة قد ولت الأدبار هابطة من الكثيب،مجتازة خنادق القوات العراقية،معرضة نفسها لوابل من نيران مدافعها،لتصل آخر الأمر إلى الشاحنات التي كانت تنتظرها بين منازل المستعمرة،وكانت أضةواؤهم الكشافة قد أغمضت عيونها حالما شرعوا في التراجع ،ولكن الأضواء العراقية الكشافة ظلت تسطع وتتوهج،فهي تمكن القوات العربية من إصلاء اليهود المنهزمين نارا حامية على طول خط ارتدادهم إلى الطريق التي تظللها الأشجار. والواقع أن الإسرايليين تركوا وراءهم ثلاثمئة وعشرين رلا بعضهم قتلى وبعضهم جرحى،وأربع شاحنات(اثنتان منها تحتويان على ذخائر حربية) ووحدة من وحدات الأضواء الكاشفة،وشاحنة مسلحة بمدافع "مورتر" ولم تستعمل قط في ذلك اللقاء القصير..ص165ـ168" . وقد جاء في قصيدة (معركة جنين) للضابط العراقي اللواء الركن محمود شيت خطاب* ،الذي شارك في معركة استرداد جنين من الصهاينة، وقبل انسحاب الجيش العراقي عام1949 هذي قبور الخالدين وقد قضو شهداء حتى ينقذوا الأوطانا قد جالدوا الأعداء حتى استشهدوا ماتوا بساحات الوغى شجعانا ماتوا دفاعا عن حياض دنست بأحط خلق الله في دنيانا المؤمنون تسربلوا بقبورهم والخائنون تسنموا البنيانا مرج بن عامر ضرجته دمانا اكون ملكا لليهود مهانا أجنين أنك قد شهدت جهادنا ورأيت كيف تساقطت قتلانا المسجد الأقصى ينادي أمة تركته أضعف ما يكون مكانا اني لأعلم أن دين محمد لا يرتضي للمسلمين هوانا ان الخلود لمن يموت مجاهدا ليس الخلود لمن يعيش جبانا
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:46 pm
دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948
المرجع:فلسطين دور الخلق والعقل في معركة التحرير معركة قاقون: قرية فلسطينية تقع في السهل الساحلي الفلسطيني عرفت بمشاركتها في عدة ثورات فلسطينية وقد استعد ستون شابا للدفاع عنها وحضر إليها جيش الإنقاذ بقيادة الضابط العراقي مدلول بيك وانسحب منها ، ثم وصلها الجيش العراقي متأخرا بعد أن زاد ضغط العصابات الصهيونية عليها ،حيث وصلها فصيل *من الجيش العراقي وتعداده 33 واحتشد اليهود في 4 حزيران في البيارات القريبة من قاقون وقصفوها بعد الظهيرة بقذائف المورتر فقتلوا عشرة ، مما اضطر السكان للرحيل، بينما اتصل قائد الفصيل العراقي بقيادته فيأتيه الجواب " ماكوا أوامر" وليس لدي قوات يمكن إرسالها لنجدتكم ،ووصلت القرية نجدات متأخرة فسقطت في يوم5حزيران وحاول الجيش العراقي استردادها يوم 6حزيران ولكنه لم يدخلها واكتفى بقصفها بالمدفعية (1)(بهجت أبو غربية،في خضم النضال، ص311). وحول خسائر العرب يتحدث استاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم عبدالرحيم المدور في كتابه( قاقون) أن شهداء القرية 33 رجلا وامرأة واثنين هبوا لنجدتها من دير الغصون وأن 37 جنديا عراقيا استشهدوا في المعركة وهم خُمس شهداء الجيش العراقي الذين قدرهم المؤرخ الفلسطيني عارف العارف ب 287 شهيدا بينهم عشرة ضباط. وحول احتلال القرية فقد تم يوم الجمعة الموافق الرابع من حزيران سنة 1948 حينما بدأت الكتيبة الثالثة التابعة للواء اسكندر التابع للجيش الإسرائيلي بقصف قاقون بمدافعهم وقد تصدت القوة العراقية الواقعة في المدخل الشمالي لقرية قاقون والمقدرة ب45 جنديا حيث قاومت المهاجمين بكل ما أوتيت من قوة وبقيت مرابطة في مواقعها حتى اليوم التالي حيث استشهد غالبيتهم وقد وصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها الأكثر دموية وذكرت أن المدافعين العراقيين استطاعوا الصمود في ثلاثة خطوط من الخنادق خارج القرية،وأضافت أنهم رفضوا التخلي عن الأرض كما لو كانوا أصحاب البلاد(2) .(المدور،عبدالرحيم،قرية قاقون،ص94). وينقل عبدالرحيم المدور رواية مطولة لقائد الكتيبة الصهيونية وقتالهم مع الحامية العراقية والمناضلين الفلسطينين وكيف احتلت قاقون ومما جاء فيه: " ... لقد كانت تقديراتنا أن المنطقة التي يتواجد فيها العراقيين ستكون منطقة مقاومة في القاطع الشمالي وبما أن الفصيل الذي كان تحت أمرتي له الخبرة والأقدمية القي على عاتقه منطقة العراقيين... أما عدونا فقد عرف مواقع قواتنا وعليه فقد بدأ منذ الساعة السادسة والنصف بقصف مدافعنا في البيارة ومنطقة العراقيين بنيران المدافع... إن النيران التي أمطرنا ............................................................................ *الفصيل: يتكون من 26إلى 55 فرد أي من حظيرتين ومجموعتين من الجيش ويقودها مساعد التسلسل الهرمي للجيش ويتكون من جيش ـ فيلق ـ فرقة ـ لواءـ كتيبة ـ سرية ـ فصيل ـ حظيرة
بها كانت شديدة وقوية حيث لم نستطع الوقوف على أقدامنا،وعندما حاول قائد إحدى السرايا الوقوف جرح فورا قبل أن يرفع رأسه... وفوجئت بأحد الضباط العراقيين الذي أصيب وبدا ميتا قد فاجأ أحد رجالنا عندما اقترب منه لفحصه حيث استل الضابط العراقي مسدسه وأطلق النار نحوه فأصابه إصابة مباشرة،وما أن شاهد ذلك شاويش من الفصيل الثالث حتى انقض على الضابط العراقي ببندقيته المروسة بخنجر وبدأ العراك بينهما...وحسم ذلك الشاويش الأمر بأن أطلق عليه النار وأرداه قتيلا (1) (المدور، عبدالرحيم ،قاقون،ص117).
قرية قاقون المدمرة تصوير أ.عبدالعزيز أمين عام 1986
مناوشات حول قرية قلنسوة:
هي واحدة من قرى المثلث الفلسطيني وتقع في السهل الساحلي الفلسطيني ويحدها شرقا أراضي الطيبة وجنوبا قرية الطيرة الصعبية . كتب المناضل صالح العلي من خلال مذكراته ومشاهداته :كانت صلاحيات الجيش العراقي تتمركز شمالي الضفة الغربية (جنين.نور شمس ... طولكرم) ولوائها . دخلت القرية أفراد من الجيش العراقي وعلى رأسهم الرئيس(صديق ..والرئيس .متى ) يرافقه ضابط خبير متفجرات (رفعت الحاج سري) هذا الرئيس أقام مقرا في علية الجيوسي مع نفر من الجيش العراقي.ضابط الهندسة أظهر اهتماما بالغا وأبدى حبا عظيما للقرية وأهلها وموقعها . ومن أعماله الايجابية نقل الخطوط الدفاعيةلصورة رقم (5)إلى الأمام حتى أصبحت ملاصقة تماما من خطوط اليهود وقريبة جدا من المستعمرات.. وظهر التعاون والحماس والشجاعة ... ويا للغرابة الدول العربية لم تساعد برصاصة أو بندقية واحدة دفاعا عن قريتنا سوى بعض صناديق من الذخيرة كان يحصل عليها هذا الضابط العراقي وسرا وبعض الملابس الشتوية أرسلت معونة من الشعب العراقي (1) (العلي ،صالح،بصمات الأيام،ص 51).
ويتحدث صالح العلي عن انتقام العراقيين لاستشهاد حاميتهم في قرية قاقون القريبة والذين أرسلوا مصفحات عراقية صوب مستعمرة قريبة من بلدتهم ومعهم الشباب الفلسطيني المتحمس وسقطت المستعمرة بأيديهم والكل يهلل ويكبر ودخلوا المستعمرة ونهبوا ما فيها ولكن طابع الارتجال جعل العراقيون والفلسطينيون ينسحبون بعد ساعات ، حيث شن اليهود هجوما معاكسا وعندما سؤل العراقيين عن سبب توقفهم قال الضباط ماكوا أوامر(2) (صالح العلي ،المرجع السابق ،ص56و57)
معركة الطيرة الصعبية تقرر مصير نابلس
قرية الطيرة قرية فلسطينية مناضلة تربض في نهاية السهل الساحلي الفلسطيني قرية حديثة النشأة وعمرها يقرب من 300 عام قاومت الاستعمار الصهيوني مبكرا ،حينما هب رجالها في ثورة 1921، لنصرة الشيخ شاكر أبو كشك في هجومه على مستعمرة ملبس ،وهي أول مستعمرة صهيونية ،وفي الحرب راحت تشارك ببسالة وتتصدى لمستعمرة رمات هاكوفيش التي كانت كالقلعة الحصينة ، وتعرضت لهجمات صهيونية متكررة بلغت 3هجمات ،وقد صدتها جميعا ،بينما سقطت حيفا ويافا وعكا ومع أن الذخيرة قليلة ؛لكن البطولة والفداء فاقت التوقعات وجمعوا التبرعات وجاءت نجدات من قبل الثائر حمد جودة زواتا الذي أمدهم بستين رجلا ، وهو أحد قواد الفصائل في ثورة 1936ـ 1939كذلك جاءتهم من سيلة الظهر قرب جنين.
ويتحدث المناضل المرحوم عبدالرحيم عراقي في كتابه ( لا تخف) أنه وصلت أبناء قرية الطيرة خبر قدوم الجيش العراقي إلى مدينة طولكرم على بعد 13 كيلومترا فاستبشروا واطمئنوا وضجت القرية بالفرح والأمل عندما سمعوا بخبر هجومهم على مستعمرتي نتانيا وكفار يونا ولكن جاءتهم الأوامر من الملك عبدالله ملك الأردن بالانسحاب ... ثم حضروا للطيرة ومعهم ستون جنديا وكان أول عمل قامت به القيادة العراقية في الطيرة هو تسجيل المقاتلين وصرف عشرة دنانير شهريا لكل منهم ثم حسنت الخطوط الدفاعية والخنادق بعمل (الروابي) أو (الرابية) والتي تسمى في فلسطين ب(الطابات) وراح الجيش يقدم خدمات للمدنيين، مثل :تقديم الأغذية للمواطنين وتوزيعها عليهم أو طبخها ورصف الطريق...وجمعت المنشورات التي وزعها الصهاينة في حربهم النفسية على الفلسطينيين والتي راحت تشكك بالعلاقة بين الفلسطينيين والعراقيين وتواصلت الاشتباكات وقام الصهاينة بهجوم رابع على الطيرة ولكن العراقيين والفلسطينيين صدوه وقابلوه بهجوم معاكس على مستعمرة هاكوفيش واستشهد 7 جنود عراقيين ناهيك عن عدد من المناضلين الفلسطينيين وبينما كان الدم ينزف من جندي عراقي وبغزارة كان يقول" هذا كرمالك يا فلسطين" وهكذا سارت جنازة الشهيد أحمد ناصر على الأكتاف وفي ملابسه العسكرية وحضر المقدم عمر علي ليتفقد مواقع الطيرة وقد سر من مقاومة القرية وقال : أنتم بهذا العمل الجبار تدافعون عن نابلس وبعد حضوره أطلقت المدفعية العراقية الجبلية قذائفها على مستعمرة هاكوفيش.. ولا يدخر الجيش العراقي من مشاغلة دائمة للقوى الصهيونية في هذه المنطقة.. وحول معركة هاكوفيش التي شارك فيها أبناء قلقيلية جنبا لجنب مع المناضلين من بلدة الطيرة وأفراد الجيش العراقي يتحدث أحد المناضلين من بلدة كفرثلث والذي شارك في مناوشات قريبة من جلجولية وكان شاهدا للأحداث: " قصف اليهود سوق الخضار في قلقيلية بينما قصف العراقيون مستوطنة رمات هاكوفيش شمال قلقيلية، ولقد جاء الملك عبدالله ملك الأردن يومها على القائد العراقي عمر علي في طولكرم. وفي هذه الإثناء قام العراقيون بجمع سبعة متسللين فلسطينيين والمعروفين بسرقة البقر من الكيبوتسات اليهودية، وطلبوا منهم المساعدة في تنفيذ أحد المهمات، وسلموهم مسدس إشارة تنوير، وطلبوا منهم إطلاق إشارة عند اقترابهم من المستوطنة، وقالوا لهم إذا نجحتم في هذه المهمة تطلقوا طلقة خضراء، وإذا فشلتم تطلقوا طلقة حمراء، وتقدموا لمستعمرة هاكوفيش، وجاءوا الخنادق من الغرب، وكانوا يجيدون اللغة العبرية، ولما وصلوا الخنادق وجدوا حارس بباب المستعمرة وانقّضوا عليه بالخناجر بعد أن أوهموه أنهم دورية إسرائيلية وأجهزوا على بقية الموقع واستلموه. وبدلا من إن يطلقوا طلقة خضراء أطلقوا طلقة حمراء، وطلقة خضراء أخرى، وكان الجيش العراقي على أهبة الاستعداد للهجوم وفكر العراقيون أن المناضلين الفلسطينيين غلطوا فعلا بدأ إسناد المدفعية مع تقدم الجنود، وسقطت كل الخنادق بيد الفلسطينيين والعراقيين وكانت معركة حامية الوطيس خسر فيها العرب عددا كبيرا، وذهبت إلى قلقيلية، وكان فيها أكثر من عشرين دارا استشهد أبناؤها "(1)( عرار،عبدالعزيز،قرية خريش المدمرة، جمعية كفرثلث الخيرية،2010،ص87)
ويروي عبدالله أبو خديجة من مدينة قلقيلية في مقابلة جرت بتاريخ21/12/2011وهو أحد المشاركين والشهود "عبدالكريم قاسم أمر الفوج العراقي كنت صديقا له ومناضلا أحمل سلاحا وعلى مقربة منا سقطت قذيفة بينما كان عبدالكريم قاسم يلبس بيتونه وعلى وجه السرعة اجتمع بأحد الضباط وأسمه عريبي قال قاسم علينا أن نهاجمهم اليوم حتى البحر قال أن أقوم بهذا العمل أعطيني خمسة وعشرين من خيرة الجنود وقام بهجوم واستشهد الجميع وذهب عريبي ولم يعود لقد كان جاسوسا لليهود ثم عاد عبدالكريم ليهاجم هاكوفيش حيث أرسل سبعة مزودين بفرد التنوير أحمر وأخضر وكانت النتيجة نجاح باهر بمساعدة المدفعية العراقية حتى أن المناضلين من قلقيلية أحضروا جنديا وضابطا وحرقوهما وشعر الجميع بالزهو والنصر ولكن الشيخ أحمد الداعور أحد أقطاب حزب التحرير رفض هذا السلوك وعنف بشدة وقال هخذا يتاقض مع أخلاق الاسلام والمسلمين وقد قصفت المدينة عدة مرات وخسرت عدد كبير من الشهداء والجرحى ونال بيوتها التدمير في حرب 1948 وما تلاها من حروب".
المصدر: الثورة العربية الكبرى في فلسطين 1936م – 1939م الرواية الاسرائيلية الرسمية ص 311
معارك الجيش العراقي حول جلجولية ورمات هاكوفيش: ليس أبلغ من الاستشهاد بأحد المناضلين عند حديثه عن سير المعركة، وعلاقتها بالدفاع المحدود ضمن معركة سياسية محدودة أعد لها النظام الملكي وكذلك فعل ملوك ورؤساء العرب يومها حيث أرسلوا هذه الأفواج لا لتخوض معركة تحرير وإنما لتدافع عن بعض ما تبقى بيد العرب بعد 15 أيار 1948،ويظهر أن قادة الجيش العراقي وضباطه لم ينسجموا مع هذا المخطط وقد دفعوا بالمناضلين الفلسطينيين للهجوم وتم إسنادهم بالمدفعية والدبابات وفي هذا الشأن سمع الفلسطينيون مقولة ضباط وجنود عراقيين : (ماكوا أوامر) وهذه كانت مصدر لغط وأسيئ فهمها، ورغم ذلك خاضوا معارك الفخار والعز غصبا عن نور السعيد وعبدالاله يروي أحد الشهود المرحوم توفيق أبو صفية: "كانت بداية مشاهداتنا لمعارك الجيش العراقي أن هذا الجيش قصف ملبس ورأس العين حيث تتمركز القوات اليهودية، ودخل المجاهدين الفلسطينيين إلى المعسكر البريطاني قريباً من رأس العين وهرب اليهود إلى الغرب تحت غطاء من نيران المدافع والدبابات العراقية، وتقدمت مشاة الجيش العراقي إلى قرية مجدل الصادق، وحدثت معارك باسلة بينهم وبين اليهود وخسر الطرفين عدد من الدبابات والسيارات العسكرية، وبعدها جاءت أوامر للجيش العراقي بأن يحافظ على مواقعه ولا يتقدم، ورجعت القوة إلى كفر قاسم، ورابط العراقيون على طول خط سكة الحديد الممتدة من رأس العين إلى طولكرم وجنين شمالا وسعوا إلى ضم فلسطينيين .(1)(عرار،عبدالعزيز،قرية خريش المدمرة، جمعية كفرثلث الخيرية،2010،ص83)
وعن المناوشات التي جرت غير بعيد من قرى خريش وجلجولية، وعن مشاركة أبناء القرى الفلسطينية يقول المناضل عثمان عبدالهادي عرار: " سيطرت الحركة الصهيونية على عشرة بيارات كبيرة من البرتقال قرب قرية بيار عدس إلى الغرب من جلجولية، وبدأت المعارك حولهن، وفي البداية كانت مناوشة، واجتمع ضابط عراقي وصهيوني وفيها حذر الضابط العراقي الضابط اليهودي بأن يخلي العشر ببارات لكن الضابط الصهيوني قال:ـ سنأخذها غصبن عن السبع ملوك، وكان الوسيط الدولي حاضرا، فما كان من الضابط العراقي إلا أن بطحه على الأرض، وخبط عليه، وفصل بينهم المراقب الدولي، وقام العراقبين بتوزيع جنود ومناضلين على البيارات، وأمر الضابط العراقي أثنين من المناضلين العرب بتعبئة أكياس الرمل ووضعها في سواتر ترابية أمامهم،وتسللوا إلى البيارات وهم منبطحين أرضا، وفي هذه الإثناء دخلت فيها ثلاث دبابات إسرائيلية ،وبدأت الرشاشات تحصد شجر البرتقال.(2) (عرار،عبدالعزيز، قرية خريش المدمرة، جمعية كفرثلث الخيرية2010،ص84) . ويظهر أن العراقيين لم يستسلموا وواصلوا قتالهم رغم جرح القادة تسلموا المسؤولية حيث يضيف الراوي السابق: وأصيب عريف عراقي بجرح في كتفه، وتسلم رشاشه جندي أول وأصيب هو الآخر بنفس الإصابة، واستلم الرشاش جندي عراقي، واثنين من المناضلين، وأوقفوا تقدم الجنود بعد أن جاءتهم أوامر من القيادة الخلفية في تله عارف بقرية جلجولية وأعطى هؤلاء إشارة إلى المدفعية في موقع صوفين بمدينة قلقيلية فأخذت مدافع العراقيين تدمر دبابات الإسرائيليين، وشوهدت إحداها محترقة غربي جلجولية، واشتركت مصفحة لبلدية قلقيلية في المعركة وكانت محملة بمدفع رشاش من نوع Six Bounder، ومعها برن واتجهت لبيارة رفيق أبو حجلة إلى الجنوب من البيارة الأولى، وهي مكشوفة وضربها اليهود بمضاد للدروع وبنشرت . بعد ذلك جاءت دبابتان عراقيتان وطرحنا عليهم بان يتقدموا لنجدة المصفحة العربية فكان الجواب ماكو أوامر جاءت دبابة إسرائيلية، وهي الثالثة، وطلعوا عن سكة الحديد إلى السهل، وبدأنا في الرماية عند ذلك تنفست مصفحة قلقيلية الصعداء، ومشت ولا زالت ترمي، وعندما شاهدها اليهود طلعت على السكة تركوا الخنادق وهربوا وسقطت بيارة أبو حجلة ثانية في أيدي العرب، و بعدها سقطت العشرة بيارات في أيدي العرب واستلموهن 15 يوم، و جاء أمر بوقف إطلاق النار الأخير ورجعنا لخط إطلاق النار شرقي خط سكة الحديد ".(1)( عرار،عبدالعزيز، قرية خريش المدمرة، ص84).
ويبدو أن العراقيين اهتموا بتكليف المناضلين الفلسطينيين بمهمات نضالية حيث يتحدث المناضل المرحوم توفيق أبو صفية ... "أرسلنا يومها عريف في الجيش العراقي للقيام بالمهمة ، وضربنا قوة اليهود في قرية بيار عدس ، ورجعنا بسلام، وصارت مناوشات وانتقلنا إلى خندق في تل عارف ، وفي ليلة من الليالي هاجمونا اليهود وبدأت الرماية من الطرفين، وبقيت المعركة دائرة لغاية الساعة الثالثة صباحا، وكان عندنا جنديين عراقيين. انتقلنا بعدها إلى جسر المويلح على خط سكة الحديد قريب من بيارة أبوجبارة، وهناك أيضا هاجمونا اليهود، وكان الخندق منفرد وبعيدين عن وحدة المناضلين والجيش العراقي، وبقيت الرماية لغاية الصبح،وكلفنا الجيش العراقي بعدة مهمات ،حيث أرسلوني ومعي داود الحاج احمد الأشقر، والشيخ سليم سلامة هدشة للهجوم على موقع لليهود يقع غرب جلجولية ، ورجعنا للقيادة العراقية في دار عارف بجلجولية وأشرف علينا الضابط عزت الذي أمرنا بالهجوم مرة ثانية على البيارة ورجعنا، ووجدنا اليهود هاربين".(2) ( عرار،عبدالعزيز، قرية خريش المدمرة /ص85).
ويفخر المرحوم توفيق أبو صفية بدور جيش العراق ويلهج ذكره ببعض الأسماء التي شاركت في الحرب والعلاقة الحميمة بين أطياف الشعب العراقي ـ الذي لم يعرف الطائفية والإثنية كما هو الحال في دولة المالكي:- " كان عندنا الضابط العراقي صالح بنجمتين والرئيس محمود بثلاث نجوم، والرئيس علي بثلاث نجوم، وثابت بتاج، والمقدم نوح بتاج ونجمة، وعلى ذراعه مكتوب خطر، والمقدم شاكر لاقاني عند قلقيلية من قبلي في شلال وأعرف عبد الكريم قاسم ،والقائد عمر علي، وعاصرت ثلاث جنود منهم :هذال الشيعي برتبة عريف وكان مسئولا عنا، وعلى الرشاش حسين نعمة سني، وجمعة عبد الرحمن كردي" (1)( عرار،عبدالعزيز، قرية خريش المدمرة،ص87).
وحول دور عبدالكريم قاسم وأثره في كفرقاسم وجوارها يذكر الراوي توفيق أبو صفية: " عبد الكريم قاسم قام بضرب ملبس والمجدل قال له حكام العراق ليش ضربت؟ قال: هؤلاء قتلوا الأطفال ، وقال لهم روحوا حاكموا والدي في العراق، وكان عبد الكريم قاسم مهندس توسيع شوارع كفر قاسم، ونقش حجر في المقبرة القبلية، وجمع حرامية البقر، وفوضهم بسرقة البقر الهولندي من مستعمرات اليهود ، وبيعت هذه في البلاد، وقبض عبد الكريم قاسم ثمنها، وأهل كفر ثلث اشتروا عجلة هولندية منها ".(2) (عرار،عبدالعزيز، قرية خريش المدمرة،ص87)
وعن دور الضابط رفعت الحاج سري يقول أحد أبناء قلنسوة:يقول عن قريته قلنسوة القريبة من قرية الطيرة :دخلت القرية أفراد من الجيش العراقي وعلى رأسهم الرئيس صديق والرئيس متى يرافقه ضابط خبير متفجرات (رفعت الحج سري ) هذا الضابط أظهر اهتماما بالغا وأبدى حبا عظيما للقرية وأهلها ومن أعماله الايجابية نقل الخطوط الدفاعية إلى الأمام حتى أصبحت ملاصقة تماما من خطوط اليهود وقريبا جدا من المستعمرات حيث نظر لها كمكسب، ولقد أحبهم وأحبوه وتقاسموا الرغيف وتناوبوا على الحراسة بينهم.. وباعت النسوة حليهن وأشترى أزواجهن السلاح والعتاد ولم ترسل الدول العربية لهذا الموقع ما يستحق الذكر سوى بعض صناديق الذخيرة التي كان هذا الضابط يحصل عليها سرا وبعض الملابس الشتوية أرسلت معونة من الشعب العراقي (3)(العلي ،صالح،بصمات الأيام،قلنسوة،المثلث،(د.ت)،ص50).
وحول تأثير معركة قاقون على الجيش العراقي يقول صالح العلي: هاجمت المصفحات العراقية مستعمرة جئوليم بعد استشهاد جنودها في قاقون القريبة وشاركهم الشباب الفلسطيني حماستهم واقتحموها وكانت التكبيرات وعند أبواب المستعمرة توقفت المدرعات العراقية ولم تتقدم وانشغل الناس بتحطيم ونهب الممتلكات.. واستفسر الناس من العراقيين عن سبب هذا التراجع وأمر القيادة العامة بتنفيذ الأوامر والتقيد (ماكوا أوامر ماكوا أوامر) وانسحبت القوات العراقية شرقا إلى نور شمس بينما سيطرت حالة الهلع والخوف على الفلسطينيين حيث لاحقتهم مدافع ورشاشات مستعمرة كفار يعتس القريبة (1)( العلي ،صالح،بصمات الأيام،قلنسوة،المثلث،(د.ت)،ص50).
وجرت مناوشات ومعارك بين القوات الصهيونية والجيش العراقي قرب عارة وعرعرة في معركة أم المقايل ونجحت القوة العراقية في قطع طريق وادي الروحة وجنين فقد جلب عبدالقادر يونس أفراد الجيش العراقي إلى عارة حيث كانت تربطه صداقة وثيقة بغازي الداغستاني منذ أيام الدراسة في بيروت وحصل تشجيع من القوة العراقية للفلسطينيين الذين قاتلوهم في معركة المكايل وأسهم وجود مجموعة في لجوء مجموعة قرى إلى عارة وعررة (عبدالنور،فؤاد،المثلث الارض والانسانص207)
الزعيم عبدالكريم قاسم الذي اتخذ من بلدة كفرقاسم في المثلث مقرا لقيادته وقام بانقلاب عام 1958(مواقع انترنت)
معارك حول قرية مجدل يابا أو الصادق: أعدت حركة انتقال المقدم الركن عبد الكريم قاسم فجر 18 تموز مثالاً للشجاعة. وتفصيل ذلك يسرده اللواء الركن خليل سعيد: في 17 تموز عام 1948 تسلم المقدم عبد الستار حسين آمر فوج شرطة من القوة السيارة مسؤولية القطاع من المقدم الركن عبد الكريم قاسم آمر الفوج الثاني. وكانت الاوامر تقتضي ان يتحرك فوج عبد الكريم إلي نابلس للالتحاق بجحفل اللواء الاول. وتحرك الفوج فجر 18 تموز علي طريق جسر الشيخ حسين- دامية- جفتلك- نابلس برغم انه كان من المفروض حسب الاوامر الصادرة لعبد الكريم قاسم ان يسلك طريق (المجامع- المفرق- الزرقاء- عمان- جسر اللبني- اريحا- جفلتك- نابلس) الذي يزيد علي ضعف الطريق الاول وهو اكثر اماناً للقطعات وبعيداً عن خطوط نار العدو فيما كان الطريق الذي سلكه قاسم المستعمرات الصهيونية. وقد خاطر آمر الفوج فسلك الطريق القصير خلافاً لأوامر القيادة (متحملاً مسؤولية عمله.. ). وفعلاً وصلت قوة قاسم مساء اليوم نفسه ثم استمر بتنقله حتي عسكر جوار قرية (عنبتا) ضمن قطاع جحفل اللواء الاول! في 20 آب 1948 نقل المقدم الركن عبد الكريم قاسم إلي منصب آمر الفوج الاول من اللواء الاول بعد نقل المقدم الركن علي غالب عزيز بمنصب الحاكم العسكري لبلدة نابلس. في اليوم نفسه الذي التحق فيه قاسم إلي منصبه الجديد هجم العدو الصهيوني علي مواضع (كفر قاسم) بالمشاة والمدرعات وباسناد نيران الهاون والرشاشات وتقدمت بعض قوات العدو واقتربت من مواضع الاحتياط!
لم يمهلهم قاسم مزيداً من الوقت خاصة بعد احتلال قوات العدو لبيارة المختار وابنية المعسكر البريطاني الشمالية، وقام بهجوم مقابل سريع استمر حتى الساعة الخامسة من صباح يوم 21 آب واستطاع طرد العدو والسيطرة علي الموقف واسترجاع أبنية المعسكر البريطاني الشمالية وبيارة المختار والتلول الواقعة في جنوب كفر قاسم، ولم يتكبد فوج قاسم سوى أربعة جرحى من المراتب.
وفي 22 آب قام قاسم بطرد قطاعات العدو التي حاولت ثانية التسلل إلي بيارة المختار وكفر قاسم.
هجم العدو الصهيوني في ليلة 27- 28 آب 1948 واستهدف (ربايا) المتطوعين الفلسطينيين الموجودة في كفر قاسم واجبرهم العدو علي تركها الا ان آمر الفوج الاول المقدم الركن عبد الكريم قاسم لم يمهلهم في هذه المرة أيضاً فاستخدم قسماً من احتياطية واستطاع باسناد المدفعية ان يهاجم العدو ويسترجع جميع الربايا ـ الروابي في معركة استمرت طيلة يوم 28 آب وفي المساء ابرق الجحفل الاول إلي القيادة العراقية برقية (711/ ح) الساعة السادسة مساءً قال فيها: "إن من السهولة احتلال المجدل... " وطلب الجواب فكان رد القيادة ما يلي: " ليس لمجدل يابا أهمية كبري للاحتفاظ بها بعد احتلالها يتطلب استخدام فوج آخر كما انه يؤدي إلي اتساع جبهتنا والتقليل من قواتنا الاحتياطية. اطلب منكم الاحتفاظ بمواضعكم الأصلية وعدم الإسراف بقواتكم ولاسيما اعتدتكم على أغراض بسيطة جداً بالنسبة إلي الأهداف العامة التي تتوخاها القيادة العامة في المستقبل". وأعقب صدور هذه البرقية في 30 آب 1948 أمر من القيادة العراقية بإعادة الفوج الأول من كفر قاسم وقلقيلية إلي الاحتياط في الهوارة وان تسلم مواضعه إلي الفوج الثالث من اللواء الثالث. ونفذ الأمر ليلة 2-3 أيلول 1948. بعد تسلم الفوج الثالث من اللواء الثالث مواضع الفوج الأول من اللواء الأول ليلة 2-3 أيلول صدرت الأوامر بالتحاق الفوج الأول إلي كفر قاسم مرة أخري في الساعة الخامسة من صبيحة يوم 10 تشرين الأول وتسلم مواضعه.
كانت المدة التي قضاها عبد الكريم قاسم مشاركاً في حرب فلسطين سنة ،وحصل على شكر من قائد القوة العراقية في الأردن أثناء الهجوم علي مواقع الصهاينة علي رأس التل في 13 حزيران 1948 وحصل علي شكر آخر من القائد نفسه أثناء صده لهجوم العدو الصهيوني واسترجاعه لبعض المواقع التي احتلها العدو وغنمه بعض الأسلحة منه(1)(انظر : مشاركة صلاح خالد في تاريخ 14 حزيران، 2008 المصدر: ـ http://www.palestineremembered.com/al-Ramla/Majdal-Yaba/Story10066.html
وقد شاهدنا بمعية صديقي الباحث عبدالهادي عرار في عام 1986 مجموعة من الشاحنات العسكرية وناقلات الجنود التي دمرت وبقيت في ساحة المعركة جنوب قرية المجدل وعليها كتب الجيش العراقي ثم أن الكيان الصهيوني وضع عشرات النصب في تلك الأحراش بما يشير لقتلاه الذين سقطوا في هذه المنطقة.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:47 pm
الفصل الثالث
خروج القوات العراقية ومأساة تسليم منطقة المثلث لإسرائيل
منذ بداية عام 1949 أخذت الدول العربية تعقد معاهدة وهدنة مع اليهود وكانت البداية بين الجيشين المصري والإسرائيلي في جزيرة رودس يوم 24شباط 1949 ثم تلاها لبنان بعد شهر تقريبا في 23 آذار 1949 ثم تلتها الأردن في 4نيسان 1949 ثم سوريا في 20 تموز 1949 ،ولم يوقع العراق على اتفاقية الهدنة مع العدو ،وانسحب الجيش العراقي في شهر أيار عام 1949 وحل الأردن على قلة عدد جيشه أن يتولى خط الهدنة في القطاع العراقي وأصبحت المنطقة الممتدة من الحدود السورية عند الحمة حتى الحدود الدولية في العقبة (1) (فلسطين معركة التحرير،مرجع سابق،ص123)
انسحب الجيش العراقي،بقرار واتفاق بين نظامي الأردن والعراق الهاشميين وجاءت قوة أردنية لترابط في منطقة الجيش العراقي،ولم تستمر طويلا وانتشرت من جديد حالة الخوف والهلع على مصير القرى والبلدات التي رابط فيها الجيش العراقي، واستلم الأردنيون هذه المنطقة لعدة أيام وتركوها، وبعد أن تيقن وجهاء القرى من خروج العراقيين، قرروا إعلان ولاءهم للأردن ،وقدموا مضابط للملك عبدالله يعلنوا فيها الولاء، وظنوا أن هذا الولاء سيساعدهم على الحفاظ على البقية الباقية من البلاد، بينما خرج الجيش العراقي ومعه بعض الفلسطينيين من قرى عرعرة وأجزم وعين غزال، وأخذوا جرحاهم معهم بعد خروجهم من فلسطين . أدرك الفلسطينيون أن منطقة المثلث سلمت بموجب معاهدة رودس وتركت مجموعة قرى فلسطينية أمام قدرها المحتوم وتضم : رأس العين وكفربرا، و كفرقاسم، وجلجولية، وخريش، و الطيرة، وقلنسوة، و الطيبة، و باقة الغربية،وعارة وعرعرة وكفرقرع ومجموعها 22 قرية، وبعد اتفاقية رودوس رجعت القوات الأردنية إلى الشرق كليومتر من خط سكة الحديد، وخضعت منطقة المثلث العربي لحكم عسكري صهيوني منع فيه أهل البلاد بالخروج أو المبيت خارج قراهم إلا بتصاريح ولساعات محدودة .(2) (عرار،عبدالعزيز،خريش،ص89 )
قوبلت عملية انسحاب الجيش العراقي وحلول الجيش الأردني بالذهول وشعر الناس باليأس والأحباط وأخذوا يرسلون الوفود من طولكرم وقلقيلية وجنين وعارة وعرعرة إلى قيادة الجيش العراقي في عمان والمفرق وبعضهم توجه للملك عبدالله في مقره بالشونة الجنوبية معلنين عن سخطهم ومتسائلين عن مصير قراهم .
كتب المناضل الوطني والقومي بهجت أبو غربية"هاجت مشاعر الفلسطينيين حيث يوجد الجيش العراقي في مناطقهم،خصوصا منطقة طولكرم وقلقيلية، وشكلوا وفودا ذهبت إلى عمان لمقابلة قائد الجيش العراقي نور الدين محمود لتطلب منه استمرار بقاء الجيش في مناطقهم،لأن عدد الجيش الأردني قليل ولا يستطيع إذا انتشر في استمرار بقاء(1) (بهجت أبو غربية في خضم النضال ص 129).
وعن هذه الوفود تذكر إحدى المصادر: " أخذ والدي الدفتر الذي يحتوي على إحصاء اللاجئين في عرعره وسافر إلى عمان وأخذني معه،كما اصطحب معه خليل الشيخ عبد من عرعره في صيف 1948 ...وتم ترتيب زيارة وتوجهنا لقصر رغدان وهناك قابلنا الملك عبدالله في حديقة القصر،وكان معه هزاع المجالي رئيس الديوان..وقابلت الملك وأنا أحمل مسدسا محشوا بالرصاص... وألقيت كلمة وتكرر ذهابه لجلالة الملك ورجوه أن يحافظ على بلدهم فرد عليهم إن أنس مكة لن أنس بلدكم عارة وعرعرة ونشر هذا النطق السامي على صفحات الجرائد وجاءت الأنباء تحمل خبر تسليم قرى المثلث لليهود بموجب اتفاقية الهدنة في رودس فأعلن أهل القرى الحداد وألبسوا السواد ونصبوا المناحات في البيوت والشوارع وحزنت أمهات المناضلين اللاتي سيودعن أبنائهن " (2) (يونس،محمد محفوظ خليل،عرعرة وعارة،ص125).
كان من نتائج تسليم منطقة المثلث وانسحاب الجيش العراقي أن حضرت القوة الأردنية ولكنها لم تستمر وتراجعت نحو الضفة الغربية. وبفعل الأحداث تم فتح طريق وادي عارة الذي كان مغلقا أمام القوات اليهودية بحضور ابن غوريون الذي القى خطابا قال فيه ما معناه أن هذا خط حيوي والذي يمر من وادي عارة وقد حاولنا احتلاله عسكريا بثمانية آلاف من الأرغون ولاحتلال قرية كفرقرع ثم عارة وعرعرة ، ولكن قوات عارة وعرعرة أرغمت قواتنا على الانسحاب ثم حاولنا احتلاله عندما كانت القوات العراقية ولكن طائراتنا أخبرتنا أنه حصين، وها نحن اليوم نحتفل باستلامه وحضر اليهود لاحتفال وامتلأ الوادي بالمحتفلين (3) (يونس محفوظ،المرجع السابق،ص126).
وحول تسليم المثلث من قبل ملك الأردن بين القائد الأردني عبدالله التل هذه الملابسات وجاء بوثائق وتفصيلات تبين تسليم البلاد من قبل الملك عبدالله والذي حصل على تفويض من الجيش العراقي ونظام الحكم في العراق ولكن لماذا لم يفاوض العراق ؟ السبب هو مجاراة المعارضة العراقية والمزاج الشعبي حيث كانت المعارضة قوية(4) (التل عبدالله ،كارثة فلسطين ،ص472).
كان العراقيون يعارضون التفاوض مع اليهود ولكنهم أمام موافقة الدول العربية عقد هدنة مع اليهود وشعورهم بإمكانية التآمر عليهم من قبل الملك عبدالله حيث وصلتهم أخبار أن الملك عبدالله يخطط مع إسرائيل للانقضاض على القوات العراقية المرابطة في منطقة المثلث الفلسطيني وقد أرسل إلياهو ساسون رسالة للملك عبدالله بين فيها خطته للانقضاض على الجيش العراقي إذا بقي مرابطا في منطقة المثلث الفلسطيني (نابلس وأقضيتها ،جنين وطولكرم،وقلقيلية) وقد تسربت الأخبار للعراقيين الذين اختاروا أخيرا الانسحاب(1) (أنظر:عبدالله التل،كارثة فلسطين ،ص525).
ومما جرى في قرية الطيرة الصعبية حسبما تناوله المناضل عبدالرحيم عراقي في كتابه( لا تخف) وتوقف اطلاق النار في 3/4/1948 وكان العراقيون ينتحبون كالنساء وهم يقولون : ماذا نقول لأمهاتنا؟ وقد أوصيننا أن لا نعود الا بتحرير فلسطين وإرجاع اللاجئين لبلادهم . أنقول بعناها أم سلمناكم؟ الله واياكم يا أهل الطيرة والله انكم رجال...جاء الجيش الأردني ورفع العلم أياما وانسحب إلى الشرق وخضعت الطيرة للحكم العسكري.
وبسبب انسحاب الجيش العراقي هاجت مشاعر الفلسطينيين وشكلوا وفودا ذهبت إلى عمان لمقابلة قائد الجيش العراقي نور الدين محمود لتطلب استمرار بقاء الجيش في مناطقهم لأن الجيش الأردني قليل ولا يستطيع بانتشاره حماية هذه المناطق ،ولكن لم يمكنه أحد مكن اللقاء معه وزاد الطين بلة أنهم علموا بأن اتفاقية رودس تسمح بضم أراض جديدة انسحب منها الجيش العراقي لليهود وهي المسماة بأرض المثلث الفلسطيني وشعر قادة الجيش العراقي بالألم وهو ما سيدفعهم لاحقا لعمل ثورات وانقلابات كان سببها شعورهم بالموقف المخزي لحكوماتهم في فلسطين والتي أرسلتهم فقط كامتصاص لغضب الشارع العراقي وأخيرا جرت ثورة تموز 1958 على النظام الملكي الهاشمي والتي شارك فيها مجموعة من الضباط الذين حاربوا في فلسطين ومنهم :عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف ورفعت الحاج سري وغيرهم.
وحول مأساة المثلث كتب القائد الأردني عبدالله التل تفصيلات حول دور الملك عبدالله وتآمره على الجيش العراقي وعلى الشعب الفلسطيني ،حتى أنه كان لديه الاستعداد للتعاون مع اليهود لطرد الجيش العراقي اذا لم ينسحب كباقي الجيوش العربية، ولخص مأساة المثلث في عدة نقاط مهمة: ـ وضعت ما يزيد عن 400000دونم من أراضي فلسطين الخصبة تحت سيطرة اليهود،وقد نصت على منع جنود الاحتلال الاسرائيلي دخولها ،ولكنها أذلتهم اذلالا كبيرا.
ثم أنها كشفت العبث بالخرائط وعدم تقدير فداحة النكبة وقد ادعى الملك أنه لم يكن باستطاعته الدفاع عن هذه المنطقة وبالغ في خوفه بسبب نصائح كلوب باشا مع أن احتمال لجوء اليهود لحرب كان ضعيفا وكان بامكان الأردن والعراق المحاربة تحت قيادة مخلصة مكونة من 30 ألف جندي (1)(التل،عبدالله ،كارثة فلسطين ،ص 535 و536).
ـ واجه العرب الفلسطينيون في هذه المنطقة إذلالا وحكما عسكريا قاسيا بدأ اليهود بجمع السلاح ثم منعوا الناس من الخروج والمبيت ليلا خارج بيوتهم وقراهم إلا بتصاريح،كما أنهم مارسوا القتل ضد من سموهم بالمتسللين والذين عادوا لقراهم واستمر الحكم العسكري حتى عام 1965،وحجبوا عنهم أي اتصال أو تواصل مع إخوانهم في الضفة الغربية بل وزادوا على ذلك بارتكابهم مجزرة كفرقاسم في 26/10/1956. ويذكر فؤاد عبدالنور في كتابه عن المثلث وقد سلك بعض الفلسطينيين سلوكا قبيحا مطبقين المثل القائل: (جوز إمي هو عمي) ففي أحد الاحتفالات التي أقامها الحكم العسكري في قرية الطيبة انقلب عبدالرؤوف عبدالرازق عن ثوريته ليسلم الحاكم العسكري سيف أخيه عارف عبدالرازق!. وحول ما جرى في قرية قلنسوة عند رحيل العراقيين منها بين الضابط رفعت الحاج سري مادحا دور أبناء فلسطين وتضحياتهم في الحرب:اجتمع الناس أمام المقر العراقي اثر دعوة الضابط العراقي رفعت الحج سري الذي ذرف الدمع غزيرا على مرأى من الناس بقوله: أنصحكم أن تبقوا في بيوتكم وعلى أرضكم واقبلوا مصيركم بصبر وحكمة. لقد تقرر بيعكم لأعدائكم بعد تولي الملوك قيادتكم... إني عاجز أن أوفيكم قدركم وشجاعتكم والأمانة تفرض علي أن أسجل أعمالكم . ويضيف اعلموا أنكم في القلب والوجدان لن ننساكم ولن ننسى قضيتكم.. ورحل الجيش العراقي . وتسلم الجيش الأردني مواقعه وانتهى مصيرها بعد أيام في يد اليهود... وأنشد الناس فيهم: يا الأردنية سود الله وجوهكم بعتوا وطنا ودرتوا لنا ظهوركم يا الأردنية يا واقفين ع الحدود بعتو وطنا وسلمتونا لليهود (2). (صالح العلي،بصمات الأيام،ص60)
وبعد سقوط اللد والرملة بتقصير واهمال الجيش الأردني الذي يقوده القائد البريطاني كلوب باشا . حاول عبدالكريم قاسم أن ينجد قرية المزيرعة وحمل إليها 2500 طلقة على بغل ولكنه وجدها قد سقطت ورأيناه راجعا ودموعه على خده وانسحب قائد القوة العراقية إلى كفرقاسم وكان ينشج ويقول "هكذا هي الأوامر" وينقل رواة عن المناضل البعثي الدكتور رفعت عودة من بلدة بديا أن ضباطا عراقيين اجتمعوا ذات يوم في بيته وهو معهم ، وكان بينهم عبدالكريم قاسم ووضعوا مسدساتهم على الطاولة وأيديهم فوق المسدسات وأقسموا على قتل الوصي عبدالاله ... اتفقوا على أن ينفذ العملية أي منهم متى سنحت الفرصة وفعلا قتلوه بخطيتنا!" .(فؤاد عبدالنور:المثلث الأرض والإنسان ،ص14)
وعن دور الجيش العراقي كتب المرحوم المناضل عبدالرحيم عراقي من قرية الطيرة وترجم أيضا عن كناب أيام رمات هاكوفيش مبينا الأثر المهم لدور الجيش العراقي في الحفاظ على قرى المثلث حتى أن اليهود في هذه المستعمرة كانوا في حالة عصيبة باعترافهم. وقد وصفها الرئيس أحمد القيسي وهو ضابط عراقي في قصيدة وما جاء فيها: لقد كان في (كوفيش) ثم جماعة أنيط بها درء اليهود الأصاغر(1)(عراقي،عبدالرحيم،لا تخف،ص309و310)
وعلى أثر الحرب ونتائجها الوخيمة أخذ الحكام العرب يتبادلون التهم فيما بينهم فالأردن يتهم مصر بالتقصير وأنه سلم منطقة بئر السبع والنقب ولم يبق غير قطاع وشريط ضيق "قطاع غزة" والأردن يتعرض لهجوم من مصر وغيرها حيث سلم مدينتي اللد والرملة وارتكبت فيهما مذبحة كبيرة ،ويتحدث القائد الأردني عبدالله التل قائد معركة القدس عن قصور ومسؤولية الأمير عبدالله ومن معه من ضباط انجليز ،بينما يدافع عسكري مجهول عن جيش العراق ومواقفه في جريدة الحوادث اللبنانية والذي نشر في كتاب (كيف ضاعت فلسطين)،وكتب القائد عمر علي دفاعا عن جيش العراق ونشره في كتاب حول فرية الجيش العراقي :"ما كوا أوامر" والتي نسبت للجيش العراقي أثناء انتصاره في معركة جنين وأن أحد المناضلين الفلسطينيين طالب بمتابعة الهجوم العراقي واحتلال حيفا ولكن القائد نوح رد عليه ما كوا أوامر، وحفظها الفلسطينيون واعتبروها عيبا على الجيش العراقي. وحول ما كوا أوامر وفرية اتهام الجيش العراقي بالتقصير كتب المؤرخ الفلسطيني مقالا جاء فيه:
تعتبر عبارة "ماكو أوامر" في اللهجة الشعبية العراقية إحدى العبارات الأكثر وروداً في سياق دعاوى الفلسطينيين ضد جيوش الدول العربية، وتقصيرها في منع النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، والتي تمخضت عن تدمير أكثر من خمسمائة قرية وست حواضر مدنية، وتحويل الغالبية العظمى من سكانها إلى لاجئين في شتى بقاع الأرض. تحولت العبارة لموتيف يتردد عندما يتم وصف تصرف الجيش العراقي في فلسطين، لا سيما وأن العبارة هي عبارة عراقية قالها، حسب الرواية الشعبية، أحد القادة الميدانيين للجيش العراقي لمجموعة من المدنيين في منطقة جنين الذين طالبوه باستغلال الاندفاع العراقي بعد صد القوات اليهودية عن جنين .. وتطوير هجوم مضاد يسترد ما كان قد احتل من قرى شمالي قضاء جنين كالمزار ونورس و زرعين من الشرق واللجون والمنسة من الغرب . ما من شك إلى أن عملية نسب القصور العربي في فلسطين إلى الجيش العراقي من خلال هذه العبارة المشهورة فيها من التجني والظلم التاريخي الشيء الكثير، سيما وأن هذا القوات (إن كانت قوات المتطوعين والأفواج العراقية التي شاركت في جيش الانقاذ ... كان لها الفضل الكبير في الحفاظ على المناطق التي رابطت فيها، ومنع القوات اليهودية من دخولها كمنطقة المثلث العربي ... الممتدة من كفر قاسم في الجنوب وحتى مقيبلة وصندلة في الشمال، وقد خاض الجيش العراقي في سبيل الحفاظ على هذه المنطقة، على الرغم من القسريات الهائلة والقيود الممضة، معارك حامية الوطيس سقط فيها عشرات الشهداء العراقيين تشهد عليهم مقابر الطيرة وطولكرم وجنين وكفر قرع وكفر قاسم وقلقيلية وعارة وعرعرة، هذا عوضاً عن متطوعين عراقيين متفرقين سقطوا في الدفاع عن قرية الشجرة قرب الناصرة ... وعن قرى عين غزال، إجزم وجبع في منطقة الكرمل لدى الساحل الجنوبي لحيفا. ... وشارك العراق (في إطار قوات المتطوعين التي قادها فوزي القاوقجي) بثلاثة أفواج عراقية هذا إضافة إلى ثلاثة من الجنرالات (طه الهاشمي، إسماعيل صفوت ونور الدين محمود) الذين كانوا أعضاء في اللجنة العسكرية للجامعة العربية والتي أشرفت على تجنيد جيش الإنقاذ وتسليحه وإمداده بالذخيرة. ولكن علينا أن نؤكد أن حجم المشاركة العسكرية العراقية في فلسطين عام 1948 .. لم يرتق إلى المستوى المطلوب، ليس بسبب قوى وقدرات الجنود العراقيين ومدى جاهزيتهم للقتال، وإنما بسبب تردد الأوساط السياسية العراقية العليا وإحجامها عن إرسال أفضل الوحدات العسكرية المقاتلة وامتناعها عن إرسال قوات جوية كافية للدفاع عن القرى والمدن الفلسطينية، هذا فضلاً عن ضغوطات مارستها بعض النخب العراقية (في الجيش والحكومة) والتي عارضت الميول القومية العربية وطورت نزعات محلية انعزالية وشعوبية، ورأت في أي تدخل عراقي في فلسطين أو أي قطر عربي آخر تبديدا واستنزافا لقدراته ومقدراته..
... شارك زهاء 800 عراقي في قوات المتطوعين العرب، في حين بلغ عدد جنود الجيش العراقي في قمة مشاركته في المرحلة الثانية عشرة آلاف جندي.
على الرغم من كل هذه الظروف فقد كانت مشاركة العراقيين، حيثما أتيح لهم ذلك، مؤثرة وفعالة وساهمت بالإبقاء على قطاعات واسعة عربية ومنعت تهجيرها. في المرحلة الأولى شارك المتطوعون العراقيون بقيادة المقدم علي غالب عزيز في معركة رأس العين الأولى (الثامن من آذار 1948) حيث انتزعوا منطقة العيون ومنشآت المياه من أيدي البوليس البريطاني ومنعوا تسليمها لقوات الهاجاناه (كما جرى في حالات أخرى كثيرة قام الإنجليز فيها بتسليم منشآت حيوية لليهود). وقد خسر العراقيون في هذه المعركة شهيداً واحداً وأصيب جندي آخر بجراح متوسطة نقل على أثرها للعلاج في مشافي يافا.
كما وشارك بعض المتطوعين العراقيين في هذه المرحلة في معركة كفر قرع حيث نظّم أربعة ضباط منهم وضابطان سوريان آخران المعركة التي خاضها أبناء تلك القرية يوم الثامن من أيار وصدوا فيها هجوما مركزاً لقوات الهاجاناه أرادت من خلاله الاستيلاء على كفر قرع وممر وادي عارة الاستراتيجي المهم. كما وتكبدت قوات المتطوعين العراقيين خسائر كبيرة في الأرواح (17 شهيداً ) في هجوم جيش الإنقاذ الفاشل على مستوطنة مشمار هعيمق ..أما في المرحلة الثانية للحرب فقد بدأت بدخول وحدات من الجيش العراقي النظامي فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948 عن طريق جسر المجامع واشتباكها مباشرة مع القوات اليهودية في كوكب الهوى وجيشر، حيث استشهد في هاتين المعركتين 40 جندياً عراقياً، ومن ثم تقدم باتجاه مرج بن عامر وقضائي جنين وطولكرم و قضائي يافا والرملة ،وفي أثناء انتشاره في هذه الجبهة التي زاد طولها عن 110 كم، خاض معركة الطيرة – رامات هكوفيش في الرابع والعشرين من أيار 1948 والتي سقط فيها 12 شهيداً عراقياً ثم معركة راس العين الثانية في 30/5/1948والتي فقد فيها شهيدان ومعركة جنين والمزار في الفترة الواقعة بين 2-4 حزيران والتي فقد فيها العراقيون 65 شهيداً وفي معركة قاقون (قضاء طولكرم) التي وقعت في الخامس من حزيران، وفقد فيها الجيش العراقي 45 شهيداً.
هذا ناهيك عن صدامات واشتباكات متفرقة شارك فيها العراقيون في مجدل يابا (فقدوا فيها 4 شهداء ) وقلقيلية (4 شهداء ) وطولكرم (8 شهداء ) وكفر قاسم (9 شهداء ) وباقة الغربية (شهيد عراقي واحد ) وعارة (شهيد عراقي واحد). كما وفقدت القوة الجوية العراقية خمسة طيارين تم إسقاط طائراتهم ومنهم قائد سرب برتبة عقيد. وبذلك يكون مجموع ما فقدته القوات العراقية وقوات المتطوعين العراقيين في فلسطين 131 شهيداً، هذا عوضاً عن مئات الجرحى الذين سقطوا على خطوط الجبهة الطويلة التي تواجد فيها العراقيون.
إن هذه الأرقام تثبت بما لا يقبل مجالا للشك بطلان مقولة "ماكو أوامر" في كل ما يتعلق بالمشاركة العراقية في الحرب وتأثيرهم المباشر على سيرها في مناطق التماس التي تواجدوا فيها. ولا تقتصر منجزاتهم على هذا العدد من الشهداء فحسب بل يمكن الإدعاء أن تواجدهم في الوقت المناسب منع تهجير عشرات القرى في مناطق وادي عارة وشمالي قضاء جنين، بل ومدن جنين وقلقيلية وطولكرم. إذ يفيد شهود عيان جمعنا شهاداتهم ... بأنه لولا تدخل الجيش العراقي وصده للهجمات الصهيونية لما كان باستطاعة سكان هذه القرى الصمود في أراضيهم. بل أن هذه الشهادات تؤكد أيضاً حسن معاملة الضباط والجنود العراقيين للسكان لدرجة أنه في بعض المناطق التي كانت تعاني الشح الشديد بالأغذية، كان الجنود العراقيون يتقاسمون مع السكان الأغذية والمؤن ... ولعل الاحتفال الوداعي المهيب الذي نظمه سكان باقة الغربية لوداع الضباط والجنود العراقيين الذين رابطوا هناك حتى اتفاقيات الهدنة وتسليم المثلث لإسرائيل لهو الإثبات الدامغ على ما ربط الفلسطينيين وجنود الجيش العراقي الذين دافعوا عنهم من وشائج المودة والمحبة والتقدير".(1)( نشره في موقع عرب 1948 ،حيث جاءت بعنوان: من دفاتر النكبة (1): الجيش العراقي ومساهمته في حرب 1948 بين الحقيقة التاريخية والرواية الشعبية المشوهة) ثم توقفت المدافع وتوقف إطلاق النار وانسحبت القوات العراقية من منطقة المثلث العربي، وحلت بدلا منها قوات أردنية يقودها كلوب باشا وهو ضابط بريطاني ويلقب بأبي حنيك وكانت مأساة المثلث حينما فاوض الجيش الأردني نيابة عن الجيش العراقي حيث رفضت القيادة العراقية التفاوض مع اليهود بحجة الشرف العسكري الذي يمنعها ولكن السبب الحقيقي هو قوة المعارضة العراقية واحتجاج العراقيين وسخطهم ،ولهذا السبب قام الملك عبدالله وحكومته بالتفاوض مع اليهود . أشفق الجيش العراقي على بضعة آلاف من الفلسطينيين من قرى حيفا والذين كان عددهم خمسة آلاف فلسطيني عند بداية وصولهم إلى العراق، وأصبحوا حاليا عشرين ألف، قد جاءوا من قرى منطقة مثلث الكرمل بعد استيلاء العصابات الصهيونية عليها. إذ تعاطفت القوات العراقية التي شاركت في حرب فلسطين، مع مأساة الفلسطينيين، ورحبوا بهم لكي يكونوا ضيوفا على الحكومة العراقية. ونقلت العائلات الفلسطينية بآليات عراقية إلى بغداد، بينما بقي الشباب منهم يقاتلون تحت إمرة الجيش العراقي، والتحقوا بعد انتهاء الحرب بعائلاتهم، وبعد وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى العراق، أصبحوا تحت رعاية وزارة الدفاع العراقية، حيث تم توزيع سكنهم في المقرات الحكومية، وعلى مناطق بغداد والموصل والبصرة. وصدر في عام 1964 قرارا بمعاملة الفلسطينيين في العراق معاملة العراقيين في الوظائف الحكومية من حيث الرواتب والعلاوات. وبعد وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1968، أصدر مجلس قيادة الثورة العراقي، قرارا بإنشاء مجمعات سكنية شعبية تتوفر فيها كافة الشروط الصحية،في منطقة الدورة، وتبقى هذه الدور ملك للدولة يتمتع الفلسطيني بمنفعتها مادام موجوداً في العراق، وبمساواة الفلسطينيين بالعراقيين عند التعيين والترفيع، إلى حين عودتهم إلى ديارهم .كما صدر قرار آخر في عام 2001 نص على معاملة الفلسطيني المقيم إقامة دائمة في العراق، معاملة العراقيين في جميع الحقوق والواجبات، باستثناء الحق في الحصول على الجنسية العراقية. إلا أن الفلسطينيين في العراق لم يقدر لهم الاستفادة من القرار سوى عامين، إذ احتلت العراق بعد ذلك، وفقدوا مع الاحتلال جميع المكاسب التي حصلوا عليها منذ لجوئهم(1) (انظر:موقع دنيا الوطن بتاريخ3/12/2011 نقلا عن مجلة الغد جريدة الغد: محنة الفلسطينيين في بغداد وقضية القنصلية في شمال العراق)
ومنهم موسى ديان وغيره ،وقد تعهدوا بالحفاظ على منطقة المثلث واستلموها من الجيش العراقي وتوزعت القوة الأردنية في نابلس وجنين وقلقيلية وطولكرم وقرى المثلث في السهل الساحلي ولكنها لم تمر سوى أسابيع و سرعان ما انسحبت ،وخضع الفلسطينيون في هذه المنطقة لحكم عسكري قاس استمر حتى عام 1965.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:47 pm
قائمة سجل الشرف والخلود من شهداء الجيش العراقي ومتطوعيه
الشهداء من المجاهدين العراقيين في جيش الإنقاذ شهداء الجيش العراقي في حرب فلسطين 1948 يورد المؤرخ عارف العارف أسماء الشهداء العراقيين وهم 199 شهيدا ومنهم عشرة ضباط والباقون صف ضباط وجنود ،وقد ذكر منهم 176 أما الباقون فلم يهتدي لأسمائهم ولا مواضع استشهادهم ومعلوماته مأخوذة عن وزارة الدفاع العراقية.(العارف،عارف،النكبة والفردوس المفقود ج 6،ص239)
عدد متسلسل اسم الشهيد بلده مكان الاستشهاد تاريخ الاستشهاد ما نعرف عنه 1 ابراهيم عبدالله ديوانية كفرقاسم 28/10/48 جندي 2 ابراهيم يونس زاخر المزار 10/7/48 من الفوج الثاني للواء الخامس 3 أحمد جميل الموصل جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني للواء الخامس 4 أحمد حسين الموصل جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 5 أحمد حمد مراد حلبجة جنين 11/10/48 جندي 6 أحمد صالح بغداد فلسطين 4/9/48 سائق في اللواء الرابع الفوج الأول 7 أحمد محمد كريم كوي سنجق قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء 15 الفوج1 8 أحمد محمود حلبجة قاقون 6/6/48 جندي متطوع في اللواء الرابع الفوج الأول عدد متسلسل اسم الشهيد بلده مكان الاستشهاد تاريخ الاستشهاد ما نعرف عنه 9 أحمد مجيد السليمانية جنين 3/6/48 جندي 10 اسماعيل ازوير قرنة قاقون 5/6/48 اللواء 15 الفوج 1 11 جابر حسين ديوانية جسر المجامع 18/5/48 الفوج الثاني من اللواء الأول 12 جابرهندول شطرة قاقون 5/6/48 جندي أول في اللواء 15 فوج 1 13 جاسم حمادة ديوانية المزار 10/7/48 جندي سائق في كتيبة المدفعية 14 جبار علي حلة هاكوفيش 3/1/49 نائب عريف من اللواء 15 الفوج 1 15 جبر زبون الموصل قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء 15 الفوج 1 16 جنوب العيبي قلقعة صالح المزار 10/7/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الخامس 17 تامر قاطع شطره قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 18 تلي سابق عمادية المزار 10/7/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الخامس 19 توفيق طالب سليمانية جنين 11/10/48 جندي 20 حاجي حمد عمر عمادية هاكوفتش 3/1/49 جندي في الفوج الآلي الأول 21 حاجي محيي الدين كوي سنجق جنين 27/11/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الرابع 22 حافظ بطي قلعة صالح جنين 3/6/48 جندي 23 حسني حميد سوق الشيوخ قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 24 حسن طاهر سوق الشيوخ جسر المجامع 16/5/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الأول 25 حسن منشد عماره جنين 3/6/48 جندي 26 حسين أمام صالح سليمانية طولكرم 1/11/48 جندي في سرية الهندسة 27 حسين الدخوري العراق القطمون 30/3/48 28 حسين علي حميد بغداد جنين 3/6/48 عريف في كتيبة المدفعية 29 حسين علي والي بصرة نابلس 18/1/49 نائب عريف كتيبة مدرعات خالد 30 حسين فتاح جمال جنين 11/10/48 جندي 31 حسين منصور بعقوبة جنين 11/10/48 جندي 32 حسين موسى قلعة صالح قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء 15الفوج 1 33 حمود موسى عماره كفرقاسم 28/10/48 جندي 34 حمودي نافل شطرة قاقون 5/6/48 جندي أول في اللواء 15 الفوج1 35 حميد حسن عماره طولكرم 8/1/49 جندي بناء في سرايا الهندسة 36 خربيط عبود عماره هاكوفتش 3/1/49 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 37 خضر أحمد عراقي قاقون 5/6/48 نائب عريف في الفوج الآي الأول 38 خضر داوود بغداد جنين 3/6/48 جندي 39 خضر كاطع رفاعي جنين 3/6/48 في الفوج الثاني اللواء الرابع 40 خضر مهدي حله جسر المجامع 8/6/48 عريف في الفوج الثاني اللواء الأول 41 خلف نجيت عمارة قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج1 عدد متسلسل اسم الشهيد بلده مكان الاستشهاد تاريخ الاستشهاد ما نعرف عنه 42 خلف حسن كحلاء قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 43 خليل اسماعيل عراقي فلسطين ؟ كاتب في الفوج الآلي الأول جندي 44 خليل جزي شطرة كفرقاسم 28/48 جندي 45 داخل درب سوق الشيوخ قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء 15 الفوج 1 46 داخل محمد مشروع الدجيل كفرقاسم 21/10/48 جندي في كتيبة الصحراء السابعة 47 رحيم فرج عراقي فلسطين 18/48 جندي في اللواء 15 فوج 1 48 رخيت مخيف حله قلقيلية 12/7/48 جندي في اللواء 15 الفوج1 49 رزوقي عيد كركوك جنين 8/6/48 جندي في سرية الهندسة الثالثة 50 رمضان صادق دهوك المزار 10/7/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 51 زغير عاشور قلعة صالح هاكوفتش 3/1/49 عريف في اللواء 15 الفوج 1 52 زين يوسف رفاعي طولكرم 31148 جندي في الفوج الثاني اللواء الأول 53 سلطان جاسم الموصل جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الأول 54 سعيد جدي هاشمية جسر الجامع 16/5/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الأول 55 سعيد جرجس عراقي 1/8/48 عريف سقط من الطائرة 56 سليم غندور عراقي قاقون 5/6/48 نائب عريف في الفوج الآلي الأول 57 سعيد نصرالله حلبجه جنين 11/10/48 العريف 58 سليمان محمد فالوجة جنين 3/6/48 نائب عريف في كتيبة المدفعية 59 سيد سهر عمارة قاقون 5/6/48 نائب عريف في الفوج الآلي الأول 60 سيد صادق محي حله مجدل يابا 12/7/48 جندي 61 سيد محمد سيد عطيه ديوانية قاقون 5/6/48 جندي في اللواء 15 الفوج 1 62 سيد يوسف صالح ناحرية قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 63 سيلان دير جمال قلعة صالح قاقون 5/6/48 جندي في اللواء 15 الفوج 1 64 شاكر حميد هندية جسر الجامع 15/5/48 عريف في الفوج 2 اللواء 1 65 شاكر محمود عراقي قلقيلية 23/6/48 ملازم أول. سرية الهندسة 66 شريف جابر ناصرية قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 67 سندل عيسى عراقي رأس العين 9/6/48 ملازم ثاني. لواء أول فوج أول 68 صالح مهدي هاشمية جسر الجامع 18/5/48 جندي ففي الفوج الثاني اللواء الأول 69 صباح رسن عمارة جنين 3/6/48 جندي 70 صباح السيد عباس سوق الشيوخ كفرقاسم 28/10/48 جندي ففي كتيبة الصحراء السابعة 71 صيبور منشد سوق الشيوخ كوكب الهوى 18/5/48 حندي من سرايا الهنسة 72 طالب جاسم العزاوي عراقي كوكب الهوى 17/5/48 رئيس أول اللواء الخامس عشر الفوج الأول 73 طاهر يروي قلعة صالح كفرقاسم 28/10/48 جندي في كتيبة الصحراء السابعة 74 طه سلوم بغداد 2/10/48 نائب سقط من الطائرة 75 طه شهاب بغداد طولكرم 8/10/48 يراد في كتيبة مدرعات خالد 76 طه عبدالقادر الموصل كفرقاسم 28/10/48 جندي متطوع في كتيبة الصحراء السابعة 77 عباس حمدي يعقوبة قاقون 5/6/48 جندي في اللواء الرابع الفوج الأول 78 عباس عبد عون شامية كفرقاسم 28/10/48 جندي 79 عبدالجبار بغداد طوباش 2/10/48 سائق في كتيبة مدرعات خالد 80 عيد جواد بغداد 2/10/48 جندي كهربائي سقط من الطائرة 81 عبدالحسين زكور قلعة صالح جنين 3/6/48 جندي 82 عبدالرحمن عبدالله حلبجة جسرالجامع 21/5/48 جندي في سرية الهندسة 83 عبدالزهرة حسين فيصلية قاقون 6/6/48 نائب عريف في اللواء 15 الفوج 1 84 عبدالستار عبدالله عراقي 1/8/48 رئيس طيار سقط من الطائرة 85 عبد ساجت بغداد كيشر 13/7/48 نائب عريف في كتيبة مدرعات خالد 86 عبداللطيف صبري عراقي جنين 3/6/48 ملازم أول الفوج 1 آلي عدد متسلسل اسم الشهيد بلده مكان الاستشهاد تاريخ الاستشهاد ما نعرف عنه 87 عبدالله عبدالواحد البصرة قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء 15 الفوج1 88 عبدالمحسن جابر عمارة كفرقاسم 28/10/48 جندي في كتيبة الصحراء السابعة 89 عبدالهادي يحيى الموصل جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 90 عثمان مصطفى حلبجة جنين 11/10/48 جندي 91 عداي بجاي عراقي جنين 3/6/48 جندي 92 عرمش مزعل ناصرية جنين 3/6/48 جندي 93 عزيز اسماعيل مندس جنين 26/10/48 جندي 94 عطيه جايد سوق الشيوخ قاقون 5/6/48 جندي أول في اللواء 15 الفوج 1 95 عطية عسكر سوق الشيوخ مجدل يابا 12/7/48 = 96 عطيه محمد ناصرية قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء 15 الفوج 1 97 علي حسين حميد الدراجية جسر المجامع 21/5/48 جندي في سرية الهندس الثالثة 98 علي رمضان كركوك جنين 11/10/48 = 99 علي غافل عمارة المزار 7/7/48 عريف في كتيبة المدفعية 100 علي كرو حله كفرقاسم 28/10/48 جندي 101 عودة ثانو المشرح كفرقاسم 28/10/48 جندي في كتيبة الصحراء السابعة 102 عويد جويعد عمارة جنين 8/6/48 جندي في كتيبة المدفعية 103 غريب يوسف بغداد كيشر 20/7/48 جندي متطوع في كتيبة مدرعات خالد 104 فاضل عيسى ابو الحصيب جسؤ المجامع 17/5/48 جندي في الفوج الثاني من اللواء الأول 105 فتحي خليل الموصل جنين 3/6/48 العريف 106 فرحان محمد الموصل المزار 10/7/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الخامس 107 فليح جابر سوق الشيوخ جسر المجامع 16/5/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الأول 108 فهد العبوس سوق الشيوخ مجدل يابا 12/7/48 جندي 109 فيصل مخيف سوق الشيوخ جنين 3/6/48 نائب عريف 110 قاسم عباس قلعة صالح جنين 3/6/48 جندي في كتيبة المدفعية 111 قاسم عطيه عمارة قلقيلية 15/6/48 جندي في كتيبة المدفعية 112 قاسم محمد بغداد 2/10/48 ملازم أول طيار سقط من الطائرة 113 قاسم محمد كحلاء قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 114 قلرني يوسف أربيل المزار 10/7/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 115 كاظم حسين بغداد جنين 3/6/48 جندي 116 كاظم سلطان قلعة صالح قاقون 5/6/48 جندي أول اللواء 15 الفوج1 117 كاظم سيد موسى كحلاء قاقون 5/6/48 = متطوع في اللواء 15 الفوج1 118 قمير أحمد كركوك عاره 16/3/49 عريف في الفوج الثاني اللواء الرابع 119 كاظم فنيخ بصره هاكوفتش 3/1/49 نائب عريف في اللواء 15 الفوج 1 120 كاظم نادر بغداد جنين 11/10/48 نائب 121 كباش محمد قلعة صالح قاقون 5/6/48 جندي أول في اللواء 15 الفوج1 122 كريم حسن مسيعيدة طولكرم 21/10/48 نائب عريف في كتيبة الصحراء 123 كريم العراقي عراق تل لفنسكي 15/4/48 ملازم ثاني 124 كريم عيسى عمارة قاقون 6/6/48 جندي أول في اللواء الرابع الفوج الأول 125 كريم محمد بغداد هاكوفتش 3/1/49 جندي في الفوج الآلي الأول 126 كعيد رشك كحلاء قاقون 5/6/48 جندي في اللواء 15 الفوج 1 127 متعب عبدالحسين بغداد جنين 6/7/48 جندي في اللواء 15 الفوج 1 128 مجيد أحمد عبدالله الموصل جنين 6/7/48 جندي في الفوج الثاني اللواء الرابع 129 محسن جبر عمارة قاقون 5/6/48 نائب عريف في الفوج الآلي 130 محسن راضي سوق الشيوخ قاقون 5/6/48 جندي في اللواء 15 الفوج 1 131 محمد أمين عبدالرحمن عقرة المزار 10/7/48 = الفوج الثاني اللواء الخامس 132 محمد حسن شاقولي عمارة هاكوفتش 3/1/49 جندي في الفوج الآلي الأول 133 محمد حسن علاوي الحلة قاقون 5/6/48 عريف في اللواء 15 الفوج 1 134 محمد خزعل سوق شيوخ قاقون 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج1 135 محمد خضر راندوز هاكوفتش 3/1/49 نائب عريف في اللواء 15 الفوج 1 136 محمد رجب دهوكط جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 137 محمد رستم خورمال جنين 11/10/48 جندي 138 محمد شبيب عراقي جسر المجامع 21/5/48 جندي سائق في سرية الهندسة 139 محمد شيخ حسن شهربازار قاقون 5/6/48 = متطوع في اللواء الرابع الفوج الأول 140 محمد صالح محمود عراقي قاقون 5/6/48 جندي في الفوج الأول الآلي الأول 141 محمد لطيف قلعة صالح جنين 3/6/48 جندي في الفوج الآلي الأول 142 محمد ناصر عراقي جنين 3/6/48 جندي 143 محمد يعقوب عراقي قاقون 5/6/48 ملازم أول اللواء 15 الفوج1 144 محمود أسعد الدوري عراقي قاقون 5/6/48 ملازم أول فوج أول آلي 145 محمود حسين أربيل جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 146 محيسن خلف شطرة مجدل يابا 12/7/48 جندي 147 مخيبر هارون بعقوبة هاكوفتش 3/1/49 جندي أول من الفوج الآلي 148 مزيان حازم البصرة الطيرة 18/5/48 نائب عريف في اللواء 15 في الفوج 1 149 مسعود مراد مندلي طولكرم 3/1/48 جندي في الفوج الثاني في اللواء الأول 150 مثاني عباس البصرة جنين 3/6/48 نائب العريف 151 معازل زغير ناصرية جسر المجامع 16/5/48 عريف في الفوج الثاني اللواء الأول 152 معروف درويش زاخو المزار 10/7/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 153 مقامس صالح البصرة هاكوفتش 3/1/49 جندي في اللواء 15 الفوج 1 154 مقطاف عباس حله قاقون 5/6/48 جندي أول في اللوا الرابع الفوج الأول عدد متسلسل اسم الشهيد بلده مكان الاستشهاد تاريخ الاستشهاد ما نعرف عنه 155 مكي درباش قلعة صالح جنين 11/10/48 جندي 156 منديل غركان بغداد قاقون 5/6/48 أول في اللواء 15 الفوج واحد 157 منعم عزيز عراقي جنين 3/6/48 158 مهدي شطراوي بغداد 11/10/48 ملازم اللواء الرابع في الفوج الأول 159 مهدي عاشور زبير قاقون 10/6/48 جندي من اللواء الرابع الفوج الأول 160 مهدي علوان بغداد طولكرم 8/7/48 ملازم أول فوج أول اللواء الرابع 161 موسى جاسم عماره جنين 3/6/48 جندي 162 موسى راضي شطرة جسر المجامع 16/5/48 نائب عريف في الفوج 2 اللواء 1 163 موسى خنجو زاخو قاقون 5/6/48 جندي في اللواء الرابع الفوج الأول 164 ناصر حسين سوق الشيوخ 5/6/48 جندي متطوع في اللواء 15 الفوج 1 165 نحيل شحيل سوق الشيوخ هاكوفتش 3/1/49 نائب عريف في الفوج الآلي الأول 166 نعمه عربي قلعة صالح جنين 3/6/48 167 نوح عبدالحسين عفك الطيرة 8/7/48 جندي في الواء 15 الفوج 1 168 هادي سبع شطرة هاكوفتش 3/1/49 أول في اللواء 15 الفوج 1 169 هادي صالح كركوك جنين 4/6/48 الفوج الثاني اللواء الرابع 170 هاشم شهيد قلعة صالح قاقون 5/6/48 نائب عريف في اللواء الرابع الفوج الأول 171 وفيق توفيق كركوك جنين 11/10/48 جندي 172 ياسر حسين سوق الشيوخ قاقون 5/6/48 متطوع في اللواء 15 الفوج 1 173 ياسين أمين الموصل المزار 10/7/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس 174 ياسين كاظم بغداد جنين 11/10/48 جندي 175 يوسف خضير حله قلقيلية 12/7/48 176 يونس عمر تل عفر جنين 3/6/48 من جنود الفوج الثاني اللواء الخامس
شهداء عراقيون (خلا الجيش العراقي وجيش الانقاذ)(العارف،عاف،المرجع السابق)
1 يعقوب يوسف العراق قاقون 6/6/48 27 عراقيون جنين 10/7/48 معركة جنين الثانية 172 = فلسطين تواريخ مختلفة وقدرناه تقديرا
وهذه أيضا قائمة الشرف من الضباط ومختلف الرتب الذي أوردت ذكرهم جمعية انقاذ فلسطين .
الرقم المتسلسل الاسم الرقم الاسم 1 النائب الضابط أحمد زكي البياتي 22 المجاهد العريف نيسان زيا منصور 2 العريف حسين علي الدليمي 23 المجاهد العريف عبدالله بللو خضر 3 المجاهد السيد حسين خضر 24 المجاهد جندي رسول عبدالله رسول 4 النائب الضابط عبدالكريم جوهر 25 المجاهد جندى رضا مردان محمد 5 العريف طه أحمد الكسوب 26 المجاهد العريف محمد جاسم القيسي 6 المجاهد عبد الحسين عبدالله 27 المجاهد جندي جبار جاسم محمد 7 المجاهد هجيج إبراهيم 28 المجاهد جندي ابراهيم مهدي محمد 8 المجاهد شاطي علي مبارك 29 المجاهد جندى شاطى ذياب البطحاوي 9 العريف ثابت اسماعيل 30 المجاهد رئيس العرفاء أحمد كرم القرشى 10 العريف شويخ مبارك 31 المجاهد وكيل أول جابر حميد 11 العريف علي زينل 32 المجاهد رئيس عرفاء عبدالمحسن أسد خان 12 العريف مهدي ردام 33 المجاهد جندي رجب محمد علي 13 المجاهد مطلك عبدالعاني 34 المجاهد رئيس عرفاء حميد سبهان 14 المجاهد عبدالله نجم 35 المجاهد جندي عمر بن شحاذه 15 المجاهد حميد شمخي 36 المجاهد جندى جاسم حمدان 16 المجاهد العريف قرى زبون 37 المجاهد جندي صالح رشيد 17 عبدالرزاق الخالصى 38 المجاهد جندي مطشر ساجد 18 المجاهد العريف فهد نومان 39 المجاهد جندي أحمد عبدالله 19 الملازم الأول هزمر شابه 40 المجاهد جندي كاظم عبد 20 المجاهد العريف فرهاد رضا 41 المجاهد جندي عمر عبدالرحمن 21 المجاهد العريف سعد شوقى سلامه 42 المجاهد العريف عبدالكريم عبدالله الرقم الاسم الرقم الاسم 43 المجاهد نايف خطاب 59 المجاهد حمزة إبراهيم 44 المجاهد رئيس العرفاء جياد فرهود 60 المجاهد المرشح إبراهيم نريمان 45 المجاهد عبدالمجيد حسن 61 المجاهد عبود فياض 46 المجاهد أحمد خضر العزاوي 62 المجاهد العريف عناد حسين 47 المجاهد أحمد عبدالعزيز السامرائي 63 المجاهد عبدا الملك عباس 48 المجاهد محمد عزيز الجادري 64 المجاهد إبراهيم عبدالقادر 49 المجاهد غائب شهاب 65 المجاهد مهدي صالح 50 المجاهد أمين إبراهيم 66 المجاهد جاسم جواد 51 المجاهد جاسم جواد 67 المجاهد محمد أمين الراوي 52 المجاهد شياع حسن 68 المجاهد إبراهيم محمد صالح 53 المجاهد الوكيل الأول عبدالمجيد جواد 69 المجاهد إبراهيم عبدالرزاق 54 المجاهد سيد علي سيدأحمد 70 المجاهد محمود ظاهر 56 المجاهد محمد حسين عبدالله 71 المجاهد نجم حسن 57 المجاهد العريف محمد حسين 72 المجاهد العريف حسين علوان 58 المجاهد نائب العريف علي محمد 73 المجاهد يوسف حسن
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:49 pm
نتائج وتوصيات
ـ يتبين من خلال البحث استعداد ضباط وجنود وأفراد الشعب و الجيش العراقي للتطوع والنضال في حرب فلسطين رغم أن قيادة الشعب العراقي السياسية كانت تنفذ السياسات البريطانية وتوصف بأنها عميلة للاستعمار ولكن ضغط الشارع والحركات الوطنية والقومية دفع باتجاه إرسال الفوج العراقي إلى فلسطين. ـ لقد خاض جيش العراق معارك عديدة تستحق الاحترام وأهمها معركة جنين وكانت الجبهة العراقية نشيطة حتى خروجهم من فلسطين. ـ كان من نتائج هذه الدراسة الموجزة أنها بينت أن الجيوش العربية ومنها الجيش العراقي كانت محكومة سلفا بسياسة دفاعية لا تتجاوز خط سكة حديد رأس العين ـ حيفا وأنها كانت فاقدة لخطة هجومية واكتفت بالدفاع عن بعض المواقع وكان هدفها المحافظة على المنطقة العربية المقررة في قرار التقسيم في 29/11/1949، ولكن الضباط و قادة الجيش العراقي الصغار دفعتهم الروح الوطنية والقومية للدفاع عن مواقعهم ببسالة وأحيانا هاجموا وطردوا اليهود ،كما حصل في معركة جنين من قبل القائد عمر علي الكردي، وهي المعركة التي نجح فيها بتحرير جنين بعد أن جاءت قوة من مدينة نابلس ،وفيها ظهر التعاون العراقي والفلسطيني في أفضل صوره ،وكان في طليعة المناضلين الفلسطينيين المناضل فوزي جرار وكانت خسائر اليهود فضيعة وتجاوزت 250 شخصا وهو مالم يحدث في معارك أخرى.
ـ أسهم وجود الجيش العراقي ومرابطته في الحفاظ على مجموعة قرى وبلدات يبلغ عددها 22 قرية.ومما لا ريب فيه أن للجيش العراقي الفضل في الحفاظ على منطقة المثلث العربي(نابلس جنين طولكرم وقرى السهل الساحلي) من التهجير والتدمير بسبب مرابطتهم فيها، والتي ضمت في السهل الساحلي ما تبقى من قرى وهي 22 قرية عربية ومنها: كفرقاسم و جلجولية و كفربرا والطيرة والطيبة وقلنسوة وميسر والجلمة وبرطعة وعين السهلة وجت وباقة الغربية وعارة وعرعرة وأم القطف وأم الفحم وخربها وكفرقرع ، وقد تحول بعضها لمدن كالطيبة والطيرة وأم الفحم وكفرقاسم ورغم ذلك ظهر بعض التقصير والذي ينسب للقيادة السياسية عميلة الاستعمار .
ـ لقد قدم العراقيون قرابة مائتين وسبع وثمانون جنديا وضابطا سواء ممن شاركوا في جيش الإنقاذ أو من خلال الجحفل العراقي الذي جاء بعد جلاء البريطانيين في 15 أيار 1948. ـ إن العبرة المهمة في الدراسة أنها بينت عوامل القصور العربي والذي جعل هذا الكيان الصهيوني قليل العدد أن يتغلب على 70 مليون عربي.
ـ وإذا كنا كفلسطينيين نقدر شجاعة وبسالة الجندي العراقي ودوره في الدفاع عن فلسطين فإنه يستحق منا تقدير هذه التضحيات وزيارة مقابر الجنود والضباط العراقيين في عسكر وجنين ، وهم يستحقون أن تنصب لهم نصب الشهيد والجندي المجهول في أكثر من قرية عربية ،وإننا نثمن عاليا زيارة هذه المقابر ووضع أكاليل الورد عليها وتنظيفها ،كما حصل عدة مرات في مقبرة قباطيا وعسكر ، وما هذا البحث إلا تكريما لهؤلاء الشهداء وتسطيرا لملحمتهم الخالدة.
ـ مهما طال أمد الصراع واستمر فان فلسطين ستبقى الرمز والطريق للأمة العربية والإسلامية. ـ يبقى أن نشير إلى أن ضباط الجيش العراقي قاموا بانقلاب وثورة تموز عام 1958 متحالفين مع الأحزاب السياسية ، وفيها أبيد النظام الملكي وكان لحرب فلسطين هذا الدافع لعمل انقلابات وثورات في مصر والعراق وسوريا ومقتل الملك عبدالله في الأردن وغيره.
ـ هناك مشكلة بقيت ناشئة وهي مشكلة توفير الحماية للفلسطينيين الذين حملتهم الناقلات العراقية إلى بغداد من قرى عارة واجزم وعين غزال وغيرها وكان مجموعهم خمسة آلاف ،والذين عوملوا كأخوة عرب وخاصة في عهد حكم حزب البعث 1968ـ 2003 وهم يعانون اليوم من ذبح وقتل واضطهاد مبرمج من قبل الأحزاب الطائفية العميلة والذين يحاسبون على عناية الحكم الوطني وتنتهك كرامتهم بأشكال عديدة ويعانون إهمالا وتهميشا ما بين سلطة فلسطينية تستجدي وتطلب برجاء ومع حكم عميل وحكومة عميلة لا ترعى إلا ولا ذمة .
المصادر والمراجع: القرآن الكريم :سورة الحج ـ أبو غربية،بهجت،1993،مذكرات المناضل بهجت أبو غربية 1916ـ 1949 في خضم النضال العربي الفلسطيني،مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت ـ لبنان ط1. ـ التل،عبدالله ،1999كارثة فلسطين،مذكرات عبدالله التل قائد معركة القدس،ط ـ جودة حسنين جودة1996،العالم العربي دراسة في الجغرافيا الإقليمية،دار المعرفة الجامعية،الاسكندرية. _ حميدة،عبدالرحمن،1997،جغرافية الوطن العربي،دار الفكر المعاصر،بيروت، ـ درويش محمود فهمي،1949كارثة فلسطين،جمعية انقاذ فلسطين، شركة الرابطة للطباعة والنشر المحدودة،بغداد. ـ زعيتر ، أكرم ،1980،الحركة الوطنية الفلسطينية،منشورات اليسار م.ض ،باقة الغربية،بيروت ـ سمارة عبدالحكيم ،المقداديون ،منشورات شمس،جت ،المثلث،ج1 وج22004 ـ الشرع ،صادق ،1997حروبنا مع إسرائيل 1947ـ 1973 معارك خاسرة وانتصارات ضائعة.دار الشروق للنشر والتوزيع،عمان ـ الأردن ،ط1. ـ العارف ،عارف، (د.ت).نكبة فلسطين والفردوس المفقود،ج6أاصدار دار الهدى، ـ عبدالرحيم عراقي،1996لا تخف (ذكريات على صعيد الخوف) ج1، ـ عبدالنور ،فؤاد، 1993المثلث الأرض والإنسان بحث ميداني في المثلث 1947ـ 1993 عرار،عبدالعزيز : 2008 ـ حزب البعث العربي الاشتراكي،ودوره في الحرة الوطنية الفلسطينية،1948ـ 1982،المركز القومي للدراسات والاعلام ،2008 ـ قرية خريش المدمرة، جمعية كفرثلث الخيرية،2010 ـ العفيف أحمد خليف، 2008التطور الإداري للدولة العراقية، دار جرير للنشر والتوزيع ،ط1 ـ العلي صالح ،2010بصمات الأيام،قلنسوة ،المثلث ـ محمود فهمي درويش ،1949.كارثة فلسطين،شركة الرابطة للطبع والنشر المحدودة ،بغداد، ـ المدور بدر ،عبدالرحيم ، 1994من سلسلة القرى الفلسطينية المدمرة (رقم 14)،يونيو.قرية قاقون. ـ مؤلف مجهول ،(د.ت) فلسطين دور الخلق والعقل في معركة التحرير،دار الأبحاث والنشر بيروت. ـ الكيالي عبدالوهاب ،(د.ت)تاريخ فلسطين الحديث،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ط9. ـ كيف ضاعت فلسطين؟ حقائق وأرقام بقلم عسكري عراقي (مؤلف مجهول) ،منشورات الحوادث،بغداد 1958 ـ النمر ،إحسان تاريخ جبل نابلس والبلقاء،ج3 وج4،(د.ت)جمعية مطابع العمال التعاونية ،نابلس _ يونس محمد محفوظ خليل ،1998،دار الشروق ،عمان ،عرعرة وعارة جهاد وتاريخ لم يدونا من قبل. ـ يعقوب كامل يوسف1993، معالم بلادنا جغرافية طبيعية وبشرية واقتصادية واقليمية،ط 2 ،حيفا. مواقع انترنت: ـ انظر شبكة البصرة العراقية ودنيا الوطن :مقال للاستاذ عبدالعزيز أمين عرار. ـ موقع عرب 1948، الجيش العراقي ومساهمته في حرب 1948 بين الحقيقة التاريخية والرواية الشعبية المشوهة (1)../ د.مصطفى كبها خاص بـ عــرب 48 : 10/05/20 ـ ويكيبيديا، الموسوعة الحرة ـ جريدة الغد :محنة الفلسطينيين في بغداد وقضية القنصلية في شمال العراق. http://shabab.ps/vb/showthread.php?t=132949 ـ http://www.palestineremembered.com/al-Ramla/Majdal-Yaba/Story10066.html
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: دور الجيش العراقي في معارك فلسطين1948 الجمعة 06 نوفمبر 2020, 12:51 pm
[rtl]بالصور والفيديو : سرد تاريخي عن شهداء الجيش العراقي في نابلس إبان حرب 1948م[/rtl]
تضُم مقبرة الشهداء في قرية عسكر البلد شرق نابلس 220 شهيد من أبطال الجيش العراقي سقطوا دفاعاً عن الاراضي العربية خلال حرب فلسطين ولاسيما في يوم السابع من حزيران يونيو سنة 1948 وسنة 1949, هي مقبرة أخرى تضُم رفات الجيش العراقي على نظير مقبرة شهداء الجيش العراقي في قرية قباطية في جنين التي تضم 56 شهيد عراقي سقطوا برصاص الغزو الأسرائيلي في أحداث حرب فلسطين.
وحول هذه الأحداث يقول الباحث والمؤرخ الفلسطيني أ.عبد العزيز أمين عرار بأن العراق وفلسطين كانا دوماً في خندق النضال،وسوح الكفاح بينهما تشابه وتشارك وللعراق صورة مشرقة في ذهن ثوار فلسطين، بدأت بالفعل الملموس سنة 1936 حينما أبدى شعب العراق ونظامه الملكي في عهد الملك غازي تأخيه مع الشعب الفلسطيني حيث تطوع العراقيون للجهاد في فلسطين إذ أنهم التحقوا بالقائد العربي فوزي القاوقجي الذين كان ضابطا في الجيش العراقي واستقال لغرض التطوع وقيادة المناضلين العرب في فلسطين وحضروا إلى فلسطين ورابطوا معه في قرية بلعا وخاضوا معارك كبيرة ولهجت بها الألسن وزغردت نساء فلسطين لفوزي ومن معه.
ويُضيف أ. عرار بأن وحدة النضال والكفاح جمعتهم في العراق حينما التجأ عشرات القادة الفلسطينيين والثوار الفلسطينيين وخيرة المثقفين والشعراء إلى العراق وهناك التحقوا وشاركوا في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الأحتلال البريطاني سنة 1940 وقاتلوا برفقة العراقيين عبر امتداد الصحراء بين العراق وسوريا ومنهم : القائد عبدالقادر الحسيني والقائد عارف عبدالرزاق والزعيم أفندي سليم عبدالرحمن أحد أقرباء عارف والاستاذ درويش المقدادي والشاعر عبدالرحيم محمود والثائر عبدالفتاح المزرعاوي والقائد حسن سلامة،وقد انتهت الثورة بانتصار البريطانيين ولجوء هؤلاء الثوار إلى ألمانيا،و تواصل اللقاء العربي المشترك بين العراقيين والفلسطينيين في سنة 1948 سواء عبر جنود وقادة جيش الانقاذ أو من خلال الجيش العراقي الذي حضر قادته وجنوده للدفاع عن فلسطين أمام الغزو الصهيوني في مطلع حزيران يونيو والذين يعود لهم الفضل في حماية المثلث العربي من الرحيل والسقوط وقد امتدت جبهة القتال من جنين حتى قرية قولة جنوب كفرقاسم وهم الذين خاضوا معارك الشرف مع العدو الصهيوني عند مجدل الصادق،وقد شوهدت سنة 1986 بعض ناقلات الجند والشحن والدبابات التي بقيت في أرض المعركة كما أنني شاهدت عشرات الأنصاب التي تشير لجنود العدو الصهيوني الذين سقطوا هناك.
ويُذكر المؤرخين أكرم زعيتر ومحمد عزة دروزة من نابلس الدور المميز لنادي المثنى العراقي وأثره في مساعدة الثورة الفلسطينية والتاخي معها ومع الفلسطينيين الذين فروا للعراق هاربين من العسف البريطاني لهم وقد وصف أكرم زعيتر العراق بأنه بيضة العروب وحاضنتها، ويتناول عسكري عراقي في كتابه كيف ضاعت فلسطين أن دور العراق كان حاضرا في ثورة فلسطين 1936ـ 1939 حيث أخذت اذاعة بغداد تذيع التعليمات الفنية العسكرية في كيفية معالجة المجاهدين الفلسطينيين للسور المكهرب ومن الأسلاك الشائكة ونجح الفلسطينون وتغلبوا على هذا العائق وفي سنة 1948 كان معلمو العراق يقتطعون من رواتبهم لصالح القضية وأن ثورة وحركات مايس لم يكن سببها غير نصرة قضية فلسطين... وقد خسر العراق 150 مليون دينار بعد قطع خطوط التابلاين النفطية المتجهة إلى حيفا.
ويُضيف المؤرخين كما أن الجيش العراقي خاض معارك بطولية دفاعا عن طيرة المثلث وأوعز للمناضلين الفلسطينيين الهجوم على مستعمرة رمات هاكوفيش ولا زالت بعض الدبابات المدمرة عند أبواب المستعمرةالصهيونية كشاهد وقد دعاها بعض الكتاب الصهاينة ب"الأيام العصيبة", وكانت أعظم المعارك معركة البطولة والشرف في مدينة جنين وفيها التحم المناضلون الفلسطينيون بقيادة فوزي جرار مع جهود القيادة العراقية المتمثلة بالمقدم عمر علي وخير شاهد على هذه البطولة المفعمة بروح قومية عربية تحررية مقبرة الشهداء في جنين والتي يتم زيارتها وتنظيفها سنويا وقد كان لنا الشرف في مشاركة مجموعة من المثقفين وأساتذة الجامعات لتنظيفها سنة 1993 ووضع أكاليل الورد على نصب الجندي المجهول الذي يتوسطها وهذه بعض الأقوال لمن شاركوا في الثورة وانطباعاتهم عنها.
قدوم الجيش العراقي إلى فلسطين :
خاض جيش الإنقاذ معارك مختلفة في البلاد بين شهري كانون الثاني/يناير و أيار/مايو 1948، ولكنه لم يفلح في زحزحة اليهود من مواقعهم، أو منعهم من التقدم، فجاء قرار جامعة الدول العربية بإرسال كتائب من الجيوش العربية للقتال في فلسطين بعد 15 مايو أيار 1948، أي بعد انسحاب الجيش البريطاني وجلائه عن فلسطين، واتفقت هذه الدول على إرسال جيوش نظامية إلى البلاد للدفاع عنها، وكان واحداً منها كتائب من الجيش العراقي بقيادة عمر علي آمر الفوج العراقي، وقرار طاهر الزبيدي مسئول الجيش العراقي في حينه.
تم توزيع الجيش العراقي في المنطقة الممتدة من جنين شمالا حتى مجدل يابا جنوبا وشملت المنطقة قرى صندلة وعارة وعرعرة وكفرقرع وباقة الغربية ومدينة طولكرم وقرية قاقون وقرية قلنسوة وقرية الطيرة الصعبية وقرية جلجولية وكفرقاسم والمجدل، بينما جرى توكيل الجيش الأردني في المنطقة الممتدة من رام الله حتى الخليل، والجيش السوريفي قرى زرعين وطبريا ومنطقة الناصرة والجيش اللبناني على حدوده، والجيش المصري في منطقة بير السبع والنقب وغزة، وشاركت بعض الكتائب السعودية والسودانية من خلال الجيش المصري.
تفاءل الناس من جديد، واستبشروا خيراً بقدوم الجيش العراقي، الذي كان حسن السمعة والصيت، ومما جاء على ألسنة العوام من الناس قولهم مرددين شعراً، القول الغنائي التالي:
يا عرب فلسطين إسرائيل مين ذللها وفي مؤتمر القمة لأصحابها حللها
وتشرف على فلسطين وأطلالها ومن فوق تشوف جبالها
وإن طلت جيوش العرب جيش صالح زكي أ ولها
استبشرت نساء فلسطين بقدوم ضباط وجنود الجيش العراقي الذين قدموا للدفاع عن فلسطين والذين رابطوا في أرض المثلث فقلن فيهم:
يا زتون ما مروا عنك عراقية بارودهم في كتوفهم مجلية
يا زتون ما مروا عنك غير اثنين الحرس والنقطة ع رأس العين
وأشادت النساء ببعض طائراتهم التي شوهدت تحلق في سماء فلسطين فقلن:
الله على طائرته الحربية ما أحلاها بضرب وما بخاف من قطع الطنا
ويتناول العسكري العراقي عدد الجيوش العربية فيقول أنها كانت في باديء الأمر 21.500 وأن جيش اليهود كان 65ألفا والذين يشكلون 10بالمائة من مجموع اليهود في فلسطين وهذا يشير إلى عدم التكافؤ العددي رغم أن العرب كانوا يومها 70 مليون نسمة وكانت مصر 24 مليون،وعن هذه القوات يذكر كلوب باشا في كتابه (جندي بين العرب): أنها كانت في بداية الحرب على النحو الآتي : مصر 10000، الأردن 4500 والعراق 3000 وسوريا 3000 ولبنان 1000 والسعودية 300 ويذكر كلوب باشا أن العدد ارتفع في كانون الأول عام 1948 ليصبح 55000 ويشكل العراق فيه 15000 جندي وضابط أما جيش اليهود فوصل 120000، وقد زادت القوة العراقية إلى 19000 لتتحمل جهدا اضافيا بعد حصار الصهاينة للجيش المصري في قطاع الفالوجة وعراق المنشية.
وعن قدوم الجيش العراقي إلى البلاد وأسبابه يقول أحد المناضلين في جيش الانقاذ المرحوم أحمد عبدالحق الشملة من بلدة كفرثلث
"لم يكف جيش الإنقاذ ولا متطوعي البلاد، ولا الجهاد المقدس لحماية البلاد فأرسلت الجامعة العربية سبعة جيوش عربية، جاءتها هذه القوات من مختلف الجهات فرابطت قوات الجيش العربي الأردني بقيادة كلوب باشا في كل من القدس، واللطرون، وقرب اللد، والرملة، وأما القوات المصرية فرابطت في جهات غزة والنقب، أما القوات العراقية في نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وكفر قاسم ورأس العين.
النضال المشترك بين شعبي العراق وفلسطين:
قبل أن تخوض القوة العراقية القادمة إلى فلسطين معاركها مع اليهود اتخذت عدداً من المواقع المهمة والمرتفعة نسبياً عن السهل الساحلي الفلسطيني، والواقع أمام ناظريها، وأهمها: مواقع في كفر قاسم، وصوفين، و الجبيلات قرب طولكرم، ونصبت في هذه المواقع عددا من المدافع، حتى تكون سلاحا مساندا للمناضلين الفلسطينيين الذين أخذوا على عاتقهم الهجوم على بعض المستعمرات اليهودية، وكان التركيز الأساس في الإسناد الخلفي على سلاح المدفعية.
يظهر من سير المعارك وروايات الذين شاركوا فيها من المناضلين الفلسطينيين أن قادة الجيش العراقي لم يمتلكوا خطة هجومية عسكرية، بل كانت خطتهم دفاعية وفق خطة وحدود مرسومة أعدت سلفا، بحيث لا تتجاوز خط سكة الحديد الذي يربط رأس العين ـ حيفا، ويمر غرب جلجولية، وبيار عدس، وقلقيلية، والطيرة الصعبية، وطولكرم.
كما أن الفلسطينيين كانوا في شك وغير مؤمنين بجدوى حرب الجيوش العربية حدثني المناضل المرحوم توفيق أبو صفية.
" طلب الجيش العراقي من الفلسطينيين تقديم عدد من المتطوعين والمال، وسئلت وجاهات في قرى كفر ثلث، وخريش، وبديا، وكفر قاسم، حول مساهماتها، وقد أبدت بعض القرى عدم القناعة في جدوى الحرب أو المشاركة فيها، بسبب شعورهم أن الحرب لم يُعد لها، وقد جمعوا أهالي كفر ثلث وخريش، وحضر الاجتماع الشيخ علي كايد القدومي، وأخي أمين أبو صفية وغيرهم وطلبوا من الناس الحراسة ودفع اموال لإطعام المناضلين الفلسطينيين.
معركة جنين:
يذكر المناضل القومي بهجت أبو غربية أن اليهود جربوا قطع الطريق على الجيش العراقي فابتدئوا بجنين وحشدوا لهذا الهجوم 4500 جندي وانطلق هجومهم على العفولة يوم 3/6/1948 فاحتلوا في طريقهم زرعين وصندلة والجلمة وقصفوا مدينة جنين من الجو وتقدموا لها من 3 محاور وكان الهجوم الرئيس من الشمال وقد أخلاها جيش الإنقاذ قبل وصول الجيش العراقي ولم يكن فيها أكثر من15 مناضل فلسطيني وسرية أردنية يقودها عصر المجالي والتي انسحبت أيضا قبل أن تسلم مواقعها للجيش العراقي فذعر سكان المدينة ورحل معظمهم ولجأ من بقي منهم إلى قلعة تيجارت وعددهم لا يزيد عن خمسين وفي هذه الأثناء وصل فصيل عراقي مؤلف من 37رجلا يرافقه 50 مناضلا فلسطينينا تمركزوا في تل يقع شمال جنين بثلاثة كيلومترات،ثم وصلت سرية عراقية تعدادها 80 رجلا وتبعتها سرية أخرى وزاد عددهم حتى بلغوا 250 رجلا يرافقهم خمسين مناضلا فلسطينيا ونظرا لاحتلال المدينة من قبل اليهود قاموا بحصار القلعة ومهاجمة المتحصنين حتى 3حزيران 1948.
وفي هذه الأثناء طلبوا النجدة من القيادة في نابلس فتحرك فوج عراقي(كتيبة) من نابلس بقيادة المقدم عمر علي الذي أشيع أنه تحرك بدون أوامر من قيادته العليا التي طلبت منه التريث،واستعان هذا الفوج بأعداد كبيرة من مناضلي قرى نابلس وجنين وعرابة وبرقين ورمانة وسيلة الظهر وصانور وتعرضت هذه الكتيبة لقصف جوي في طريقها وواصل الجيش العراقي زحفه عبر الطريق العام بينما يزحف المناضلون الفلسطينيون من الجبال المحيطة بالمدينةبأعداد كبيرة ومعهم عدد من النساء يزغردن ويشجعنهم وعند الظهر وصل الفوج العراقي ونجحوا في فك الحصار عن القلعة وخسر اليهود 350 قتيلا وذكرت مصادرهم أنهم خسروا ألف قتيل وجريح وغنم العرب نحو 350 قطعة سلاح وكميات كبيرة من العتاد والألغام،واستشهد 20 من الجيش العراقي و20 من المناضلين الفلسطينيين و46 من المدنيين،وفور العملية وصل الأمير عبدالإله الوصي على العرش ونوري السعيد رئيس الوزراء وشاع أنهما حضرا للتحقيق مع المقدم عمر علي ومحاسبته لأنه تحرك إلى جنين قبل أن توافق قيادته على ذلك(بهجت أبو غربية في خضم النضال العربي الفلسطينيص310).
معركة قاقون:
قرية فلسطينية تقع في السهل الساحلي الفلسطيني عرفت بمشاركتها في عدة ثورات فلسطينية وقد استعد ستون شابا للدفاع عنها وحضر إليها جيش الانقاذ بقيادة الضابط العراقي مدلول بيك وانسحب منها ثم وصلها الجيش العراقي متأخرا وقد زاد ضغط العصابات الصهيونية عليها ووصلها فصيل من الجيش العراقي وتعداده 33 واحتشد اليهود في 4 حزيران في البيارات القريبة منها وقصفوها بعد الظهيرة بقذائف المورتر فقتلوا منها عشرة مما اضطرالسكان للرحيل بينما اتصل قائد الفصيل العراقي بقيادته فيأتيه الجواب " ماكوا أوامر" وليس لدي قوات يمكن إرسالها لنجدتكم،ووصلت القرية نجدات متأخرة فسقطت في يوم5حزيران وحاول الجيش العراقي استردادها يوم 6حزيران ولكنه لم يدخلها (بهجت أبو غربية ص311).
واكتفى بقصفها بالمدفعية وحول خسائر العرب يتحدث استاذ التاريخ في جامعة القدس المفتوحة بمدينة طولكرم عبدالرحيم المدور في كتابه قاقون أن شهداء القرية 33 رجلا وإمرأة واثنين هبوا لنجدتها من دير الغصون وأن 37 جنديا عراقيا استشهدوا في المعركة وهم خُمس شهداء الجيش العراقي الذين قدرهم المؤرخ الفلسطيني عارف العارف ب 287 شهيدا بينهم عشرة ضباط.
معركة الطيرة الصعبية تقرر مصير نابلس:
قرية الطيرة قرية فلسطينية مناضلة تربض في نهاية السهل الساحلي الفلسطيني قرية حديثة النشأة وعمرها يقرب من 300 عام قاومت الاستعمار الصهيوني مبكرا حينما هب رجالها في ثورة 1921 لنصرة الشيخ شاكر أبو كشك في هجومه على مستعمرة ملبس وهي أول مستعمرة صهيونية وفي الحرب راحت تشارك ببسالة وتتصدى لمستعمرة رمات هاكوفيش التي كانت كالقلعة الحصينة وتعرضت لهجمات صهيونية متكررة بلغت 3هجمات وقد صدتها جميعا،بينما سقطت حيفا ويافا وعكا ومع أن الذخيرة قليلة لكن البطولة والفداء فاقت التوقعات وجمعوا التبرعات وحضرة نجدات من قبل الثائر حمد جودة زواتا أبو فؤاد الذي أمدهم بستين رجلا، وهو أحد قواد الفصائل في ثورة 1936ـ 1939كذلك جاءتهم من سيلة الظهر قرب جنين.
ويتحدث المناضل المرحوم عبدالرحيم عراقي في كتابه (لا تخف) أنه وصلت أبناء قرية الطيرة خبر قدوم الجيش العراقي إلى مدينة طولكرم على بعد 13 كيلومترا فاستبشروا واطمئنوا وضجت القرية بالفرح والأمل عندما سمعوا بخبر هجومهم على مستعمرتي نتانيا وكفار يونا ولكن جاءتهم الأوامر من الملك عبدالله ملك الأردن بالانسحاب... ثم حضروا للطيرة ومعهم ستون جنديا وكان أول عمل قامت به القيادة العراقية في الطيرة هو تسجيل المقاتلين وصرف عشرة دنانير شهريا لكل منهم ثم حسنت الخطوط الدفاعية بعمل (الروابي) أو (الرابية) والتي تسمى في فلسطين ب(الطابات) وراح الجيش يقدم خدمات للمدنيين، مثل :تقديم الأغذية للمواطنين وتوزيعها عليهم أو طبخها ورصف الطريق...وجمعت المنشورات التي وزعها الصهاينة في حربهم النفسية على الفلسطينيين والتي راحت تشكك بالعلاقة بين الفلسطينيين والعراقيين وتواصلات الاشتباكات وقام الصهاينة بهجوم رابع على الطيرة ولكن العراقيين والفلسطينيين صدوه وقابلوه بهجوم معاكس على مستعمرة هاكوفيش واستشهد 7 جنود عراقيين ناهيك عن عدد من المناضلين الفلسطينيين وبينما كان الدم ينزف من جندي عراقي وبغزارة كان يقول "هذا كرمالك يا فلسطين" وهكذا سارت جنازة الشهيد أحمد ناصر على الأكتاف وفي ملابسه العسكرية وحضر المقدم عمر علي ليتفقد مواقع الطيرة وقد سر من مقاومة القرية وقال أنتم بهذا العمل الجبار تدافعون عن نابلس وبعد حضوره أطلقت المدفعية العراقية الجبلية قذائفها على مستعمرة هاكوفيش.. ولا يدخر الجيش العراقي من مشاغلة دائمة للقوى الصهيونية في هذه المنطقة.. أخيرا جاء الرحيل وتوقف اطلاق النار في 3/4/1948 وكان العراقيون ينتحبون كالنساء وهم يقولون ماذا نقول لأمهاتنا وقد أوصيننا أن لا نعود الا بتحرير فلسطين وإرجاع اللاجئين لبلادهم أنقول بعناها أم سلمناكم الله واياكم يا أهل الطيرة والله انكم رجال...جاء الجيش الأردني ورفع العلم أياما وانسحب إلى الشرق وخضعت الطيرة للحكم العسكري.
وبسبب انسحاب الجيش العراقي هاجت مشاعر الفلسطينيين وشكلوا وفودا ذهبت إلى عمان لمقابلة قائد الجيش العراقي نور الدين محمود لتطلب استمرار بقاء الجيش في مناطقهم لأن الجيش الأردني قليل ولا يستطيع بانتشاره حماية هذه المناطق،ولكن لم يمكنه أحد مكن اللقاء معه وزاد الطين بلة أنهم علموا بأن اتفاقية رودس تسمح بضم أراض جديدة انسحب منها الجيش العراقي لليهود وهي المسماة بأرض المثلث الفلسطيني وشعر قادة الجيش العراقي بالألم وهو ما سيدفعهم لاحقا لعمل ثورات وانقلابات كان سببها شعورهم بالموقف المخزي لحكوماتهم في فلسطين والتي أرسلتهم فقط كامتصاص لغضب الشارع العراقي الذي كان يتظاهر ضد معاهدة بورتسموث وغيرها.
ويتحدث المناضل عثمان عبدالهادي "أبو جمال" في احدى مقابلتي معه:
"قصف اليهود سوق الخضار في قلقيلية بينما قصف العراقيون مستوطنة رمات هاكوفيش شمال قلقيلية، ولقد جاء الملك عبدالله ملك الأردن يومها على القائد العراقي عمر علي في طولكرم.
وفي هذه الإثناء قام العراقيون بجمع سبعة متسللين فلسطينيين والمعروفين بسرقة البقر من الكيبوتسات اليهودية، وطلبوا منهم المساعدة في تنفيذ أحد المهمات، وسلموهم مسدس إشارة تنوير، وطلبوا منهم إطلاق إشارة عند اقترابهم من المستوطنة، وقالوا لهم إذا نجحتم في هذه المهمة تطلقوا طلقة خضراء، وإذا فشلتم تطلقوا طلقة حمراء، وتقدموا لمستعمرة هاكوفيش، وجاءوا الخنادق من الغرب، وكانوا يجيدون اللغة العبرية، ولما وصلوا الخنادق وجدوا حارس بباب المستعمرة وانقّضوا عليه بالخناجر بعد أن أوهموه أنهم دورية إسرائيلية وأجهزوا على بقية الموقع واستلموه. وبدلا من إن يطلقوا طلقة خضراء أطلقوا طلقة حمراء، وطلقة خضراء أخرى، وكان الجيش العراقي على أهبة الاستعداد للهجوم وفكر العراقيون أن المناضلين الفلسطينيين غلطوا فعلا بدأ إسناد المدفعية مع تقدم الجنود، وسقطت كل الخنادق بيد الفلسطينيين والعراقيين وكانت معركة حامية الوطيس خسر فيها العرب عددا كبيرا، وذهبت إلى قلقيلية، وكان فيها أكثر من عشرين دارا استشهد أبناؤها.
معارك الجيش العراقي حول جلجولية ورمات هاكوفيش:
ليس أبلغ من الاستشهاد بأحد المناضلين عند حديثه عن سير المعركة، وعلاقتها بالدفاع المحدود ضمن معركة سياسية محدودة أعد لها النظام الملكي وكذلك فعل ملوك ورؤساء العرب يومها حيث أرسلوا هذه الأفواج لا لتخوض معركة تحرير وإنما لتدافع عن بعض ما تبقى بيد العرب بعد 15 أيار 1948،ويظهر أن قادة الجيش العراقي وضباطه لم ينسجموا مع هذا المخطط وقد دفعوا بالمناضلين الفلسطينيين للهجوم وتم إسنادهم بالمدفعية والدبابات وفي هذا الشأن سمع الفلسطينيون مقولة ضباط وجنود عراقيين : (ماكوا أوامر) وهذه كانت مصدر لغط وأسيئ فهمها، ورغم ذلك خاضوا معارك الفخار والعزغصبا عن نور السعيد وعبدالاله يروي أحد الشهود المرحوم توفيق أبو صفية:
"كانت بداية مشاهداتنا لمعارك الجيش العراقي أن هذا الجيش قصف ملبس ورأس العين حيث تتمركز القوات اليهودية، ودخل المجاهدين الفلسطينيين إلى المعسكر البريطاني قريباً من رأس العين وهرب اليهود إلى الغرب تحت غطاء من نيران المدافع والدبابات العراقية، وتقدمت مشاة الجيش العراقي إلى قرية مجدل الصادق، وحدثت معارك باسلة بينهم وبين اليهود وخسر الطرفين عدد من الدبابات والسيارات العسكرية، وبعدها جاءت أوامر للجيش العراقي بأن يحافظ على مواقعه ولا يتقدم، ورجعت القوة إلى كفر قاسم، ورابط العراقيون على طول خط سكة الحديد الممتدة من رأس العين إلى طولكرم وجنين شمالا وسعوا إلى ضم فلسطينيين.
وعن المناوشات التي جرت غير بعيد من قرى خريش وجلجولية، وعن مشاركة أبناء القرى الفلسطينية يقول المناضل عثمان عبدالهادي عرار:
"سيطرت الحركة الصهيونية على عشرة بيارات كبيرة من البرتقال قرب قرية بيار عدس إلى الغرب من جلجولية، وبدأت المعارك حولهن، وفي البداية كانت مناوشة، واجتمع ضابط عراقي وصهيوني وفيها حذر الضابط العراقي الضابط اليهودي بأن يخلي العشر ببارات لكن الضابط الصهيوني قال:ـ سنأخذها غصبن عن السبع ملوك، وكان الوسيط الدولي حاضرا، فما كان من الضابط العراقي إلا أن بطحه على الأرض، وخبط عليه، وفصل بينهم المراقب الدولي، وقام العراقيين بتوزيع جنود ومناضلين على البيارات، وأمر الضابط العراقي أثنين من المناضلين العرب بتعبئة أكياس الرمل ووضعها في سواتر ترابية أمامهم،وتسللوا إلى البيارات وهم منبطحين أرضا، وفي هذه الإثناء دخلت فيها ثلاث دبابات إسرائيلية،وبدأت الرشاشات تحصد شجر البرتقال.
ورد العدو الصهيوني وأصيب العريف العراقي بجرح في كتفه، وتسلم رشاشه جندي أول وأصيب هو الآخر بنفس الإصابة، واستلم الرشاش جندي عراقي، واثنين من المناضلين، وأوقفوا تقدم الجنود بعد أن جاءتهم أوامر من القيادة الخلفية في تله عارف بقرية جلجولية وأعطى هؤلاء إشارة إلى المدفعية في موقع صوفين بمدينة قلقيلية فأخذت مدافع العراقيين تدمر دبابات الإسرائيليين، وشوهدت إحداها محترقة غربي جلجولية، واشتركت مصفحة لبلدية قلقيلية في المعركة وكانت محملة بمدفع رشاش من نوع Six Bounder، ومعها برن واتجهت لبيارة رفيق أبو حجلة إلى الجنوب من البيارة الأولى، وهي مكشوفة وضربها اليهود بمضاد للدروع وبنشرت. بعد ذلك جاءت دبابتان عراقيتان وطرحنا عليهم بان يتقدموا لنجدة المصفحة العربية فكان الجواب ماكو أوامر جاءت دبابة إسرائيلية، وهي الثالثة، وطلعوا عن سكة الحديد إلى السهل، وبدأنا في الرماية عند ذلك تنفست مصفحة قلقيلية الصعداء، ومشت ولا زالت ترمي، وعندما شاهدها اليهود طلعت على السكة تركوا الخنادق وهربوا وسقطت بيارة أبو حجلة ثانية في أيدي العرب، و بعدها سقطت العشرة بيارات في أيدي العرب واستلموهن 15 يوم، و جاء أمر بوقف إطلاق النار الأخير ورجعنا لخط إطلاق النار شرقي خط سكة الحديد".
حدثني هذا الراوي عن بعض العمليات التي قام بها المناضلون، والمناوشات التي جرت يقول:
"ذهبنا نحن الأربعة: توفيق أبوصفية، ويوسف ابوهنية، وعثمان عرار، وموسى البدوي من شرق الأردن و الذي عمل راعيا في خريش. أرسلنا يومها للقيام بالمهمة عريف في الجيش العراقي، وضربنا قوة اليهود في قرية بيار عدس، ورجعنا بسلام، وصارت مناوشات وانتقلنا إلى خندق في تل عارف، وفي ليلة من الليالي هاجمونا اليهود وبدأت الرماية من الطرفين، وبقيت المعركة دائرة لغاية الساعة الثالثة صباحا، وكان عندنا جنديين عراقيين.
انتقلنا بعدها إلى جسر المويلح على سكة الحديد قريب من بيارة أبوجبارة، وهناك أيضا هاجمونا اليهود، وكان الخندق منفرد وبعيدين عن وحدة المناضلين والجيش العراقي، وبقيت الرماية لغاية الصبح،وكلفنا الجيش العراقي بعدة مهمات،حيث أرسلوني ومعي داود الحاج احمد الأشقر، والشيخ سليم سلامة هدشة للهجوم على موقع لليهود يقع غرب جلجولية، ورجعنا للقيادة العراقية في دار عارف بجلجولية وأشرف علينا الضابط عزت الذي أمرنا بالهجوم مرة ثانية على البيارة ورجعنا، ووجدنا اليهود هاربين".
ويفخر المرحوم توفيق أبو صفية بدور جيش العراق ويلهج ذكره ببعض الأسماء التي شاركت في الحرب والعلاقة الحميمة بين أطياف الشعب العراقي ـ الذي لم يعرف الطائفية والإثنية كما هو الحال في دولة المالكي:
"كان عندنا الضابط العراقي صالح بنجمتين والرئيس محمود بثلاث نجوم، والرئيس علي بثلاث نجوم، وثابت بتاج، والمقدم نوح بتاج ونجمة، وعلى ذراعه مكتوب خطر، والمقدم شاكر لاقاني عند قلقيلية من قبلي في شلال وأعرف عبد الكريم قاسم والقائد عمر علي، وعاصرت ثلاث جنود منهم هذال الشيعي برتبة عريف وكان مسئولا عنا، وعلى الرشاش حسين نعمة سني، وجمعة عبد الرحمن كردي".
وحول الخسائر التي أوقعها المناضلون العرب تحدث قائلاً:
"ربما كانت حادثة قتل يهودي يومها وكان اليهود واقفين على بابور اليافاوي وكنت تدربت على الرماية قبل الحرب.كان معنا الجندي احمد وداع الذي قال لي ارمي صيب وأطلق كل واحد فينا طلقتين ووقف إمامي خيال بعيد شخص لونه احمر اعتقد إنني أصبته واليهود حولوا الرشاش ولا ادري مات أم جرح*".
ويظهر أن الحرب لها تقاليدها وأخلاقها الخاصة بها، وعن دور عبد الكريم قاسم فيها حدثني الراوي:
"عبد الكريم قاسم قام بضرب ملبس والمجدل قال له حكام العراق ليش ضربت؟
قال: هؤلاء قتلوا الأطفال، وقال لهم روحوا حاكموا والدي في العراق، وكان عبد الكريم قاسم مهندس توسيع شوارع كفر قاسم، ونقش حجر في المقبرة القبلية، وجمع حرامية البقر، وفوضهم بسرقة البقر الهولندي من مستعمرات اليهود، وبيعت هذه في البلاد، وقبض عبد الكريم قاسم ثمنها، وأهل كفر ثلث اشتروا عجلة هولندية منها".
ومما حدثني به الراوي السابق عن غرائب الحرب، أنه:
"كان هناك رشاش سميناه باسم سلمى شارك في معركة جنين المشهورة في تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين، وبقيت سلمى من بين اثني عشر رشاشا حميت.
وقال أحد الضباط العراقيين أنهم غنموا ثلاث مائة قطعة سلاح من اليهود في معركة تحرير جنين وسموها باسم عملية سلمى.
ويرى هذا الراوي إن معركة هاكوفيش كانت واحدة من المعارك المهمة التي قام بها الجيش العراقي في منطقتنا مثلما يشار إلى دور الجيش السوري في معركة الشجرة وهو يقول:"
كانت الدورية تأتي ألينا ليلا ولنعرف انه عربي أم صهيوني نقول سر الليل تقدم، فيرد علينا نصر، وكان ذلك في ليلة الهجوم على مستعمرة هاكوفيش ومعاركها الطاحنة.
وعن دور الضابط رفعت الحاج سري كتب صالح العلي في كتابه :بصمات الأيام الذي جاء فيه ص50 يقول عن قريته قلنسوة القريبة من قرية الطيرة :دخلت القرية أفراد من الجيش العراقي وعلى رأسهم الرئيس صديق والرئيس متى يرافقه ضابط خبير متفجرات (رفعت الحج سري) هذا الضابط أظهر اهتماما بالغا وأبدى حبا عظيما للقرية وأهلهاومقعها ومن أعماله الايجابية نقل الخطوط الدفاعية إلى الأمام حتى أصبحت ملاصقة تماما من خطوط اليهود وقريبا جدا من المستعمرات.. ولقد أحبهم وأحبوه وتقاسموا الرغيف وتناوبوا على الحراسة بينهم.. وباعت النسوة حليهن وأشترى أزواجهن السلاح والعتاد ولم ترسل الدول العربية لهذا الموقع ما يستحق الذكر سوىبعض صناديق الذخيرة التي كان هذا الضابط يحصل عليها سرا وبعض الملابس الشتوية أرسلت معونة من الشعب العراقي... هاجمت المصفحات العراقية مستعمرة جئوليم بعد استشهاد جنودها في قاقون القريبة وشاركهم الشباب الفلسطيني حماستهم واقتحموها وكانت التكبيرات وعند أبواب المستعمرة توقفت المدرعات العراقية ولم تتقدم وانشغل الناس بتحطيم ونهب الممتلكات..ز استفسر الناس من العراقيين عن سبب هذا التراجع وأمر القيادة العامة بتنفيذ الأوامر والتقيد (ماكوا أوامر ماكوا أوامر) وانسحبت القوات العراقية شرقا إلى نورشمس بينما سيطرت حالة الهلع والخوف على الفلسطينيين حيث لاحقتهم مدافع ورشاشات مستعمرة كفار يعتس القريبة.
أهم أنجازات الجيش العراقي في حرب سنة 1948:
تمكنَ الجيش العراقي من دعم القرى العربية,حيث استطاع الجيش من ارسال الاسلحة والاعتدة عبر عارة وعرعرة الى مجاميع المقاتلين العرب الفلسطينيين في قرى (اجزم "كرم مهرال"-عين غزال "عين ايالا"-جبع "جيفا كرمل") في جنوب حيفا بمعدل جمل الى جملين اسبوعيا,حيث وصفت هذه القرى عربيا باسم (مثلث الصمود الاسطوري)-موقعها الجغرافي على هيئة المثلث بجوار جبل الكرمل-,ووصفتها الاذاعة الاسرائيلية انذاك بأسم (مثلث الرعب) على أثر انتشار القناصة الفلسطينيين على شارع حيفا-تل ابيب (شارع رقم 4) حتى سقطت القرى الثلاث بمجازر وحشية في أواخر شهر تموز يوليو سنة 1948 ( خلال الهدنة الثانية وبعد اعلان قيام الدولة الأسرائيلية من جانب واحد بشهرين ونيف في مساء الرابع عشر من أيار مايو سنة 1948) اثر انكشاف ظهر عين غزال بعد مجزرة الطنطورة المجاورة لها واستخدام الاسرائيليين الطائرات البريطانية,حيث نقل الجيش العراقي نساء واطفال هذه القرى الى العراق بعد وصولهم الى جنين من حيفا, وفيما بعد نقلَ الجيش العراقي الشباب الذين فضلوا البقاء للقتال مع الجيش العراقي في جنين الى الاراضي العراقية للالتحاق بأسرهم, وحضيت هذه العائلات في العراق برعاية مُباشرة من وزارة الدفاع العراقية وأسسَ الجيش العراقي نواة قوة (فوج التحرير الفلسطيني الاول-لواء الكرمل-) في مُعسكر الرشيد ببغداد سنة 1959 وهو أول لواء عسكري فلسطيني يتأسس بقوام 2400 فلسطيني من العراق وليبيا بعد أحداث النكبة وما صاحبها من حالة صدمة, لينضم العسكريين الفلسطينيين من مُنتسبي اللواء ضمن أنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح سنة 1965 ثم باقي الفصائل الفلسطينية عِبر تعاقب السنوات والأنتماءات,ومن ابرز القادة المعروفين اللواء الركن الفلسطيني في الجيش العراقي وجيش التحرير الفلسطيني (سامي محمد الحسن " قرية جبع سنة1942- صحراء الأنبار سنة 2008 ") ابن الشهيد محمد عيسى الحسن الذي أستشهد برصاص الهاغاناه في قرية جبع في تموز يوليو سنة 1948