“وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدى لها”
“The Zionist Media and the Psychological War, against Dawa
(preaching) and resistence in Palestine, and how to confront”
تأليف الدكتور
خضر محمود عباس
الجامعة الإسلامية بغزة – كلية أصول الدين
17-16أبريل 2005 م – 8 ربيع الأول 1426 هـ
مؤتمر الدعوة الإسلامية ومتغيرات العصر
فلسطين- قطاع غزة
وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين والتصدى لها
ملخص:
لقد تناول البحث في ثناياة أهم وسائل الإعلام المعادي، وأثره النفسي على الدعوة والمقاومة في
فلسطين، باعتبارها من أبرز التحديات التي تواجه الأمة برمتها . وهدف البحث إلى التعرف على أهم مكونات وسائل وأساليب الإعلام الصهيوني، وأبرز الجوانب التي تشكل مادته الإعلامية . ووضع أفضل السبل لمجابهتها والتصدي لها.
وقد أظهر البحث أهمية وسائل الإعلام الصهيوني للكيان الصهيوني، باعتبارها مسيرة سياسيًا، ومترابطه عالميًا. وهي جزء لا يتجزء من حربه الشاملة التي تهدف إلى تحقيق التفوق والسيطرة على الآخرين، لكونها الأداة الأهم في الحرب النفسية الموجهه.
كما أظهر البحث بأن الدعوة والمقاومة في فلسطين جسم واحد، لأن الدعوة قد أمدت المقاومة بأفكارها وأطروحاتها وأخلاقياتها، ووفرت لها مادة خصبة للإعلام الموجه ضد العدو، وشكلت لها مصل ومناعة، في حين أمدت المقاومة الدعوة بالدعم والالتفاف الجماهيري، وأنهت حالة التفرد علي الساحة ال فلسطينية وشكلت الرد العملي على وسائل الاعلام الصهيوني وحربه النفسية.
Abstract:
The research discussed the most important means of the antagonestic its media, and its psychological impact on the preaching Dawa and resistence in Palestine, as considered one of the most prominent challenges that faces the whole nation.
The research aimed at identifying on the most important ingredients of the means and techniques of the Zionist media, the most prominent aspects that form its information material. And putting the best methods to confront and resist it.
The research showed the importance of the Zionist for the Information for the Zionist entity, as considered politically oriented, universally linked. Its an essential part in it,s comprehensive war which aims to achieve prominence and mastery on others, because of being the most important tool in its directed psychological war.
The research manifested that Dawa (preaching) in palestine is one unit, because Dawa provided the resistence with its ideas, proposals and ethics, it spared afertile material for the divected Information against the enemy, it formed a serum and immunity for it, meanwhile, resistence provided Dawa with support and public congregation, it ended the state of uniqueness on the palestinian domain and formed
the practical response on the Zionist media and its psychological war.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، وبعد …
إن وسائل الإعلام اليوم تعتبر من أبرز مظاهر العصر الحديث، وقد ازداد الاهتمام بها في ظل
التطور التقني الهائل لهذه الوسائل، باعتمادها على مناهج و أسس علمية ، أبرزها علم النفس الذي
أمدها بالأساليب النفسية المناسبة، مما جعل هذه الحقبة الزمنية الراهنه تشهد نشاطًا إعلاميًا يمتاز
بالقدرة والفعالية، لم تشهده أي حقبة زمنيه عبر التاريخ.
وقد أفردت و سائل الإعلام الصهيونيه مساحة كبيرة من الاهتمام بأساليب الحرب النفسية في
حربها ضد خصومها واعدائها ، لما يمثلة هذا السلاح من أهمية و خطورة في آنٍ واحد، مما جعله
يحتل موضع الصدارة بين أسلحته المستخدمة في حروبه العدوانية ، لما ل ذلك من أثر فاعل على
مستوى الفرد وال جماعة، ولما له من أهمية في الحرب الدائرة ضد الشعب الفلسطيني والدعوة
والمقاومة، تلك الحرب التي استخدمت فيها كل الإمكانيات المتاحة لها على صعيد الوسائل
الإعلامية، والأساليب النفسية، للتأثير على آراء وعواطف ومواقف الشعب الفلسطيني بشكل عام،
والدعوة والمقاومة ب شكل خاص ، و التي تهدف إلى كسر إرادة الشعب، وتحطيم معنويات المقاومة
فيه. عبر جميع وسائل الإعلام الحديثة، التي تقوم على قاعدة عريضة من أساليب الحرب النفسية،
المدعمة بأحدث ما ابتكره وأنتجه العقل البشري في هذا المضمار، والتي اعتمدت مزيجا مركبً
مع أساليب متعددة للحرب النفسية.
ولكن أثبث الواقع في فلسطين أن المعركة الإعلامية التي تخوضها اسرائيل جنبًا إلى جنب مع
المعركة العسكرية (وإن تركت بعض الأثار السلبيه في هذا الواقع ) لم تحقق أهدافها بتحطيم ارادة
الصمود والمقاومة في نفوس المواطنين والمقاومين . بل على العكس تم التصدي لها بوسائل
مناسبة، من قبل الشعب الفلسطيني بشكل عام، و الدعوة والمقاومة بشكل خاص، مما أحبط
وسائلها، وأفشل أساليبها، وأجهض أهدافها . فالدعوة والمقاومة قد استفادت من التجربه الصهيونية
في كيفية توظيف وسائل الاعلام في خدمة الحرب النفسية الهادفه، فعملت على دم ج وسائل
الاعلام بأساليب الحرب النفسية، عبر التناسق والتناغم بينها وبين الدعوة والمقاومة، وأنتجت
مص ً لا فريدًا يقضي على عوامل اليأس والهزيمة، بل ويدشن قاعدة عريضه من الثقه بالنفس
والقدرة على الإعتماد على الذات، وهذا ما أظهرته الوقائع سواء على مستوى المواطن
الفلسطيني، أو على مستوى المواطن الإسرائيلي
من دواعي اختيار البحث ((مشكلة البحث):
لقد عمد الباحث لتناول هذا الموضوع الحساس والخطير على الشعب الفلسطيني، بارتكازه على أساليب الحرب النفسية ، وبما يمثله في الواقع المعاش من ضغط لتحطيم الروح ال معنوية، لإلحاق الهزيمة النفسية بالدعوة والمقاومة. مما أثار التساؤل التالي:
ماهي وسائل الإعلام الصهيونية، والحرب النفسية فيها، وآثارها على الدعوة والمقاومة في
فلسطين، وكيفية التصدي لها؟.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى التعرف على وسائل الإعلام الصهيوني والحرب النفسية، ضد الدعوة والمقاومة في فلسطين. وذلك بالتعرف على : مفهومها وأهدافها وأهميتها وأنواعها وأدواتها التي تشكل مادتها الإعلامية والعوامل المؤثرة فيها ، وعلى أساليب الحرب النفسية فيها: مفهومها وأهدافها وأهميتها وأنواعها ، وكيفية توظيفها في الواقع، وما تشكل من متحدٍ للدعوة و المقاومة، ثم تفسيرها وتحليلها في ضوء القرآن والسنة وعلوم النفس الحديثة، ووضع أفضل السبل لمقاومتها والتصدي لها.
أهمية البحث:
-تكمن أهميته في طبيعة الموضوع الذي يتناوله، مما قد يجعله يقدم تصور عن وسائل الإعلام الصهيوني، واستخدامها للحرب النفسية، باعتبارها موجه ضد الدعوة والمقاومة.
– و تنبع أهميته من خلال الفترة الزمنية محل البحث، وهي فترة انتفاضة الأقصى، وما لوحظ
فيها من تزايد للأساليب النفسية في الأراضي الفلسطينية لقمع الانتفاضة.
– كما قد تنبع أهميته باستفادة رجال الدعوة ، على مستوى العمل الشعبي والتنظيمي ، في التركيز
من خلاله على تنمية الروح المعنوية، والصمود والمقاومة وعدم القنوط واليأس.
– كما قد تنبع أهميته من إمكانية استفادة رجال المقاومة في عدم التأثر بما تبثه وسائل الإعلام
الصهيوني، وخاصة الحرب النفسية من كذب وافتراء .
– كما قد تنبع أهميته من إمكانية استفادة الأكاديميين وخاصة الطلبة من أصحاب التخصصات في
علم النفس والاجتماع والسياسة والأمن والعسكرية وغيرها، في دراساتهم وأبحاثهم في المستقبل.
منهج البحث : سوف يحاول الباحث الإجابة عن مشكلة البحث، وفق المنهج الوصفي التحليلي،
الذي يدرس الظاهرة كما هي في الواقع، ويفسرها ويحللها في ضوء معطيات ه، ثم يقدم المقترحات
والحلول والتوصيات المناسبة للتعامل معها بشكل يفيد في التخفيف من آثارها الآنية واللاحقة.
مصطلحات الدراسة:
الإعلام في اللغة : في باب العلم ، والعلم : هو نقيض الجهل، علم علما، وعلم هو نفسه، وعلمت
الشيء أعلمه علم ا: عرفته قال ابن البري : وتقول علم وفقه، أي تعلم وتفقه، أي ساد العلماء
والفقهاء وعلمه العلم وأعلمه إياه فتعلمه وعلم بالشيء شعر به. ويقال ما علمت بخبر قدومه(.( 1
الوسائل الإعلامية : “مجموعة الوسائل والأدوات التكنولوجية وغيرها من التقنيات المستخدمة، من
قبل الطر ف المستخدم لها بغرض السيطرة على الموارد الإعلامية والإمكانيات المعلوماتية
والتقنية للخصم والتدخل في عمل أنظمة إدارة شبكاته الإعلامية ونظم اتصاله، وغيرها( “.( 2
الحرب النفسية : تعرف الحرب النفسية بأنها : ” استخدام مخطط للدعاية أو ما ينتهي إليها من
الإجراءات، الموجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة، بهدف التأثير على عواطف
وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول، بما يحقق للدولة الموجهة أهدافها.( 3)
الدعوة في اللغة : يقال دعوت الله له بخير وعليه بشر، والدعوة : المرة الواحدة من الدعاء . وقوله
تعالى: “له دعوة الحق”، أنه من دعا الله موحدًا استجيب له دعاؤه . ودعا الرجل دعوا ودعاء :
ناداه، والاسم الدعوة ودعوت فلانا أي صحت به واستدعيته، ودعاه إلى الأمير ساقه إليه(.( 4
وفي الاصطلاح : الدعوة بالمفهوم الشامل و “التكليف الرباني الوحيد للانسان، وإن كل انسان
مكلف، وإن المسلمين مسئولون عن تبليغه للعالم، واقامته في العالم “. ( 5)
المقاومة في اللغة: جاءت في باب قوم، وتعني قاومه في المصارعة وغيرها، وتقاوموا في
الحرب أي قام بعضهم لبعض(.( 6
وفي الاصطلاح : رفض الظلم والاحتلال، وكل ما يتفرع عنه، بجميع الوسائل المتاحة، وبأية
درجة ممكنة، بالنفس والمال، أو باللسان والبيان، أو بالكره بالقلب، وهو أدناها وأقلها.
خطة البحث : سوف يقسم الباحث هذا البحث لفصلين . الفصل الأول: ويشتمل على مبحثين .
المبحث الأول: مفهوم وسائل الإعلام الصهيوني، وأهدافها. وأهم وسائل الإعلام الصهيوني.
والمبحث الثاني: أساليب الحرب النفسية الصهيونية، أهدافها، وخطورتها.
والفصل الثالث: ويشتمل على مبحثين. المبحث الأول: استراتيجية وسائل الإعلام الصهيوني
والحرب النفسية ضد الدعوة والمقاومة . والمبحث الثاني: استراتيجية الدعوة والمقاومة في
التصدي لوسائل الإعلام الصهيوني وحربها النفسية.
ثم الخاتمة، والتي تشتمل على خلاصة البحث، ونتائج البحث، وتوصيات البحث.
الفصل الأول
وسائل الإعلام الصهيوني، وأساليبها في الحرب النفسية، ضد الدعوة والمقاومة
مقدمة الفصل:
لقد بات دور وسائل الإعلام المختلفة في حياة المجتمعات جزءا جوهريا هاما في صياغة الفكر
والتطور، كم ا أن انفتاح كل بيت على فضائيات العالم اليوم جعل من الخطاب الإعلامي أداة يمكن
توظيفها على مستوى رأي الفرد أو الجماعة، بل يمتد ليشمل القضايا القطرية، والإقليمية، والدولية، وباتت فائدة الفضائيات لا جدال حولها “.( 7)
لذلك يقع الاهتمام بوسائل الإعلام في أول سلم الاهتمامات الصهيونية، حيث ي قع ذلك الاهتمام بعد
الاهتمام ب الأمن مباشرة . و بنظرة فاحصة على الواقع الإعلامي الصهيوني، يتبين كم سخرت من
الوسائل الإعلامية، وأساليب الحرب النفسية من أجل خدمة سياساته ا في المنطقة وفي العالم . مما
جعل استحالة التحدث عن وسائل الإعلام الإسرائيلية بمعزل عن الوسائل العالمية للإعلام الصهيوني باعتبار أن ا لإعلام الصهيوني يتميز بكونه إعلام مترابط ومتكامل، لأنه يصب بمجمله في خدمة المشروع الصهيوني العالمي، الذي يستهدف كل المعمورة، وإن كان يخص في حربة النفسية فلسطين والدعوة والمقاومة . كما يميز هذا الإعلام عمق الترابط بينه وبين الجانب السياسي النفسي، حتى بات ذلك الترابط من أ كثر الأشياء تلازمًا فيه، ذلك التلازم القائم على درجة استحالة الفصل بينهما في أغلب المواد و البرامج الإعلامية، إذ لا إعلام صهيوني بدون سياسة، لكون الاعلام يمثل الدعامة الكبرى لتلك ا لسياسة، والجناح الآخر لها، باعتبارها المرجع والموجة له، من حيث التحكم في عرض المادة الإعلامية، وتطعيمها بالحرب النفسية الهادفة.
وعلى أرض فلسطين في الانتفاضة السابقة) امتزجت ممارسة جميع وسائل وأدوات الإعلام
الصهيوني (الوسائل السمعية البصرية كالراديو والتلفزيون ، والوسائل المقروءة والمكتوبه
كالصحف والمجلات، أو الكتب و النشرات، إضافة ل لمنشورات والإعلانات الهادفة ) بالتركيز على الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني عامة ، وضد الدعوة والمقاومة في فلسطين خاصة ، ثم
تعمقت وازدادت بشكل كبير (في الانتفاضة الحالية ) حيث وضع الإعلام في جل اهتمامه إجهاض
المقاومة، بمختلف الأساليب التي بحوزته ، و التي منها: (الدعاية، والتضليل الإعلامي، والإشاعة،
وغسيل الدماغ، وافتعال الأزمات، وإثارة الرعب، والفوضى، والإقناع الطوعي، وغيرها.
المبحث الأول: مفهوم وسائل الإعلام الصهيونية، وأهدافها:
أ) مفهوم وسائل الإعلام الصهيوني:
وهي عبارة عن مجموعة من الوسائل والأدوات التكنولوجية وغيرها، والتي ت ستخدم ل لسيطرة على الموارد الإعلامية وغيرها للشعب الفلسطيني، والتأثير عليها بالحاق الضرر بها، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار داخل المجتمع الفلسطيني . حيث يسعى ا لإعلام الصهيوني إلى تثبيت أهدافه ومقولاته في الواقع عبر مجالين، الأول مقولات فكرية ترسخ ذاتها عبر وسائل الإعلام بأساليب الحرب النفسية . (كالدعاية، والإشاعة، والتضليل الإعلامي، وإثارة الأزمات والفوضى، ونشر الخوف والرعب، وحرب المصطلحات، وغيرها )والمجال الثاني عبر العنف والارهاب، بالتهجير، والمجازر، والإبعاد، والاغتيالات، وهدم المنازل، والاعتقالات، وتدمير المزروعات، والاجتياحات، وإغلاق المعابر والحواجز، وتخريب لطرق والبنية التحتية، وغيرها.
هدف وسائل الإعلام الصهيوني :
تتمثل الأهداف التي يسعى الكيان العبري إل يها من خلال وسائله الإعلامية، وأساليب حربه النفسية، إلى التخريب الفكري والعاطفي و السلوكي للفرد وللمجتمع الفلسطيني عامة، وللدعوة والمقاومة خاصة (تبرمج الخلفية للنشاط الفكري لديه ، فتؤثر على الحالة العاطفية له، ثم تشل قدر ته على السيطرة والمواجهة) مما يزعزع الحالة النفسية للفرد
والمجتمع، ويشوه تقاليد ه وقيمه وأخلاقه، ثم ي وجه سلوكه وفق ما يخدم مصالح ة الصهيوني ة.
أي أن مجال هذه ا لوسائل يستهدف نشاط الفرد والمجتمع الفلسطيني، حيث يسعى لتشكيل الوعي
لديه بما يحقق مصالحه من خلال السيطرة على الموارد الإعلامية، والبنية التحتية الإعلامية ، بما
فيها الأجهزة والأنظمة والتجهيزات التكنولوجية والتقنيات والبرامج وغيرها، التي تؤمن تكوين
وحفظ المعلومات، وإعدادها والتعامل معها وإرسالها واستردادها، وتوفيرها وتأمين تدفقها.(
أهمية و خطورة وسائل الاعلام : تعتبر وسائل الإعلام من أهم وسائل وأ دوات الحرب النفسية
الصهيونية، حيث يتم استخدام موادها وبرامجها للتأثير على قناعات الطرف الم ستهدف ، ب دون
اللجوء لا ستخدامات مباشرة أو علنية كال عسكرية أو السياسية أو الا قتصادية أو غيرها ، لكون
الإعلام ووسائله يعتبر من أهم أساليب الحرب النفسية الفعلية، التي تعتمد على القوة الفكرية إلى
جانب القوة النفسية، وتقوم على أسس علمية لتحقيق النصر ، دون تكبد خسائر بشرية أو مادية ، أو
غيرها من الخسائر الملموسه.
ب) أهم وسائل الاعلام الصهيوني، وموقف الدعوة والمقاومة منها:
إن ا لإعلام الصهيوني كباقي الكيانات الاعلامية الأخرى، يعتمد في الغالب نفس الوسائل
الإعلامية العالمية، في حربة الاعلامية والنفسية ضد خصومة، مع بعض الفروق الكمية من
وسيلة لأخرى، والتي من أبرزها : (الرسائل، والشعر، والقصص، والكتب، والاذاعة، التلفزيون،
والتلغراف، والتيلكس، والفاكس، والاتصالات ، والحاسب الآلي، والبريد الإلكتروني، والصحف،
والمجلات، والتقارير، والاجتماعات، والمعسكرات، والاحتفالات، والمعارض، والمؤتمرات،
والندوات، والملصقات، والكتابات، والنشرات، ومجلات الحائط..الخ.( 9)
– الإذاعة والتلف از: فالإذاعة تعتبر من أبرز الوسائل الإعلامية، لتميزها بالعديد من الأمور
المساعدة للحرب النفسية، كسرعة الانتشار، واتساع الاستخدام، وسهولة الفهم، وبساطة الكلفة .
وأما التلفاز فيمتاز بجاذبيته وقدرته التوجيهية، وهو أكثر الوسائل ألفة وقبولا لدى الجماهير .
ويعتبر كلاهما الإذاعة والتل فاز) من أبرز هذه الوسائل لكونها أكثر تأثيرًا في الرأي العام، ولأنها
أسرع وسيلة إعلامية تلازم الفرد طوال اليوم دون أن تحتاج لإلمام الناس بالقراءة الكتابة( .( 10
لذلك تسخر الحركة الصهيونية آلة إعلاميه ضخمة بواسطتهما على مستوى العالم وفلسطين، حيث
تسيطر على محطات الإذاعة والتلفزيون في بعض بلاد العالم الغربي وأمريكيا، وذلك عن طريق سيطرة رؤوس الأموال على سياستها، ثم توجهها إلى الوجهة التي تخدم مصلحة إسرائيل(. ( 11
وفي فلسطين تركز الإذاعة الصهيونية باللغة العربية على بث نشرات الأخبار والتعليق عليها، بما
يخدم الاحتلال الاسرائيلي، وسياسته في حربة النفسية التي تهدف لتفتيت الوحدة الوطنية، وضرب
روح الصمود والمقاومة، وزرع نفسية الانكسار والهزيمة، وكذلك الربط بين المقاومة في فلسطين
وتنظيم بن لادن . فعلى سبيل المثال نقلت الاذاعة الاسرائيلية بتاريخ 9 ابريل عام 2001 م خبرًا
مفادة أن السلطات الاسرائيلية قد اعتقلت على معبر رفح الحدودي فلسطينيًا على صلة بالسعودي
“أسامة بن لادن ” وذكرت الاذاعة أن المتهم)لم تذكر اسمه ( كان يقيم تنظيمًا لأسامة بن لادن، في
المناطق الفلسطينية(. ( 12
ومن أبرز الأكاذيب التي أطلقتها الإذاعة الاسرائيلية، من أجل تشوية رجال المقاومة، ما ورد في
إحدى نشراتها الأخبارية باللغة العربية في العام الماضي قبيل مغادرة “شارون” إلى الولايات
المتحدة، خبرًا مفادة أن ” قوات الأمن الإسرائيلي قد ضبطت عدة إعتداءات، منها تفجير عبوة
( تحتوي على كمية من الدم الملوث بفيروس الإيدز”. ( 13
وأما التلفاز الاسرائيلي فقد برع في تصدير الأكاذيب، خاصة في ضرب اللحمة الداخلية للشعب
الفلسطيني، فعلى سبيل المثال أورد التلفزيون الاسرائيلي بتاريخ 5 يناير 2001 م على لسان
مراسل التلفزيون الاسرائيلي ” يعقوب عزرا ” بأن مسئولين السلطة الفلسطينيينة لا يجرؤون في( الاعلان عما تم التوصل إليه في اجتماع القاهرة الأمني خوفًا من رد الفصائل الفلسطينية(. ( 14
وللتصدى لهذا الاعلام الكاذب عملت الدعوة والمقاومة بالمقابل على كسر هذا الاحتكار (ولو على
نطاق ضيق وبمستوى متواضع ) على أن تمتلك إذاعات محلية خاصة بها تبث من خلالها الب رامج
التثقيفية التي لا تخرج عن إطار الإسلام والدعوة من جهة، وتغطي أخبار الانتفاضة وفعاليات
المقاومة وبطولاتها في التصدي للعدو، وخاصة العمليات الفدائية الاستشهادية، من جهه أخرى .
مع القيام بتغطية الأحداث التي تجري على طول الوطن فيما يتعلق بممارسات العدو (كالاجتياحات، والاغتيالات، والاصابات، والاعتقالات، والتعديات على حقوق الإنسان، وغيرها)
وأما على صعيد التلفزيون فاللأسف لم تمتلك حتى اللحظة بثًا تلفزيونيًا خاصًا بها، إلا أنها تستثمر
الكثير من التلفزيونات العربية بما يغطي بعض حاجتها من الدعوة والمقاومة كقناة (المنار،
والمجد، واقرأ، والفجر، وغيرها)، الأمر الذي خفف عنها (نوعًا ما) ضغط الاعلام الصهيوني.
– السينما والمسرح : توفر هذه الوسيلة الهامة عناصر الصوت والصورة والحركة والألوان معًا،
( ويعود أثرها الكبير في كونها تتناول موضوعًا (فكرة) واحدًا ومحددًا لمدة طويلة من الوقت.( 15
ونظرًا لأهمية هذه الوسيلة، فقد عمد اليهود للسيطرة عليها، لذلك يوجد اليوم كثير من العاملين في
عالم السينما ، في هوليود يهود (منتجين ومخرجين ومشرفين وممثلين ) وقد تعودت الصهيونية كل
( عام تقريبا في عالم السينما أو المسرح أن تطل على العالم بقصة مثيرة تذكره بجرائم هتلر.( 16
ولكن هذه الوسائل على صعيد الدعوة والمقاومة، تعتبر شبه معدومة، أو ضيقة الاستخدام، برغم
أهميتها الكبيرة، لأن الإنتاج السينمائي يحتاج إلى كلفة مالية باهظة، وإمكانيات عملية كبيرة .
ولكن لوحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض المحطات العربية ، ببث الأفلام السينمائية الهادفة،
لصالح القضية الفلسطينية، والمقاومة، وإن كانت قليلة جدًا.
وأما في الجانب المسرحي، فلا يوجد مسرح مستقل يمثل الدعوة المقاومة في فلسطين، وإن كانت
هناك بعض الفرق المسرحية المحلية التي تنشط في الحفلات والمناسبات الخاصة، كالأفرا ح أو
المناسبات الدينية وغيرها، وهي ذات محدودية في الموضوع، والجمهور كذلك . ولكنها تعمل على
شحن المواطن الفلسطيني للاستمرار في التصدي والمقاومة
وقد استطاعت الدعوة والمقاومة ادخال بعض الوسائل التعويضية التي تستطيع عبرها التصدي
للدعاية الصهيونية من جهة، ومن جه ة أخرى دعم استمرار صمود المواطن الفلسطيني وتصدية
للاحتلال مثل : (أشرطة الفيديو وأسطوانات الفيديو والكاسيت ) حيث شكلت هذه الوسائل أدوات
هامة للدعاية في الدعوة والمقاومة، لما تمثلة من سرعة انتشار رغم أنها تقتصر فقط على شق
واحد من التأثير، وهو الجانب الداخلي الذي يتعلق برفع الروح المعنوية للمواطنين والمقاومين،
حيث كان يتم من خلالها بث العمليات الاستشهادية، وخاصة وصايا الشهداء، وكذلك عرض
عمليات المقاومة في التصدي للعدو الغاشم في الاجتياحات، وإطلاق الصواريخ، وغير ذلك.
وأما أشرطة الكاسيت فقد كانت الوسيلة الأبرز والأ رخص والأسرع، حيث تكاد تدخل كل بيت
وسيارة ومصنع، وتبث من خلالها الدعوة والمقاومة ما تريد، كالأشرطة التي تحتوي على خطب
ومحاضرات الدعاة في التركيز على بناء الذات، والأشرطة التي تحتوي على الغناء الإسلامي،
والأناشيد الوطنية، التي تحفز على المقاومة، الاستمرار في الصمود والتصدي للاحتلال.
– مواقع الإنترنت : لقد أصبحت مواقع الإنترنت في العصر الحديث، من أهم وسائل الاتصال
والاعلام في الوقت الحالي، وذلك بسبب سعة انتشارها، وتمكنها من دخول حياة الناس
والمؤسسات على حدٍ سواء . وقد أدرك الكيان الصهيوني ذلك فعمد إلى بناء العد يد من المواقع
سواء المستترة أو المعروفة الوجهة والانتماء، بهدف إحداث تخريب فكري وأخلاقي موجه للدعوة
من خلال نشر ما يفسد العقل، وما يفسد كذلك الأخلاق بنشر التحلل والرذيلة، عبر تلك المواقع .
وفي مجال التضليل الاعلامي برزت المواقع الاسرائيلية ومنها على سبيل المثال ” يدعوت
أحرنوت، وهآرتس، ومعاريف، وغيرها ” التي تقوم بعملية تخريب مستهدف، عبر بث أخبار
وتحليلات مضللة للفرد وللمجتمع الفلسطيني، بالإضافة للتركيز على الفضائح في جميع المجالات،
السياسية، والاقتصادية، والأخلاقية، والمالية، التي تزودها بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذه الوسيلة بوسيلة ممائلة، رغم كون هذه الوسيلة حديثة نوعًا ما
ولكنها في الأونة الأخيرة أصبحت من الوسائل التي تلقى انتشارًا واسعًا على مستوى الوطن
وخارجه، بحيث تنبع أهميتها من خلال شموليتها، فهي تشمل النشاط التي تقوم ب ه جميع الوسائل
الأخرى المسموعة والمرئية والمطبوعة والمكتوبة، وتنقل أخبار الدعوة والمقاومة لكل أنحاء
العالم، وفي نفس الوقت تشكل مادة إعلامية لها . ومن أبرز هذه المواقع التابعة للدعوة والمقاومة
في فلسطين موقع “حركة المقاومة الإسلامية حماس ” وموقع ” كتائب الشهي د عز الدين القسام ”
وموقع “حزب الخلاص الإسلامي ” وموقع الجهاد الاسلامي ” القدس واي ” وموقع سرايا القدس ”
وموقع ” الدكتور الشقاقي ” وموقع “كتائب الأقصى ” وغيرها من المواقع ا لكثيرة التي أنبرت في
بيان فكر الفصائل المقاومة، وإظهار أنشطتها السياسية والعسكرية من جهه ، ومن جهة أخرى الرد على أكاذيب العدو، ودحض أباطيلة.
– وكالات الأنباء والمراكز الاعلامية : من أهمية هذه الوكالات والمراكز أنها تغذي أغلب
الفضائيات بالأخبار والتحليلات والتقارير عبر مراسليها في العالم، مما حدى بالحركة الصهيونية
أن تعمل على السيطرة على العديد منها في العالم بهدف التضليل الإعلامي والتأثير في الآخرين.
ويعتبر ” مركز المعلومات المركزي ” في اسرائيل أهم هذه المراكز، حيث يتبع مباشرة لمكتب
رئيس الوزراء، ومن أهميته أنه تتبع له وحدة إنتاج الأفلام، خاصة الوثائقية منها لأجل توزيعها،
كما أن به وحدة ما وراء البحار التي تقوم بالعمل على توثيق العلاقة بين المؤسسات اليهودية وغيرها خارج الكيان الصهيوني. ومراكز مدنية مثل: “مركز داحف” ومركز بيرس للسلام.( 17)
وقد ردت الدعوة والمقاومة في فلسطين على ذلك، بالعمل على إنشاء عدد من المراكز الإعلامية
على طول الوطن في ا لآونة الأخيرة، والتي تمد في كثير من الأحيان وسائل الإعلام العربية
والأجنبية بالمادة الإعلامية الهادفة التي تخدم الدعوة والمقاومة على أرض فلسطين مثل : “المركز
الفلسطيني للإعلام ” و “مركز الإعلام والمعلومات ” و “المركز الصحافي الدولي ” و “معهد الاعلام والسياسة ا لصحية والتنموية ” و “مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ” و “مركز القدس للإعلام والاتصال” وغيرها. والتي شكلت أهم وسائل الدعاية لصالح المقاومة، خاصة بتركيزها على آثار العدوان الصهيوني وما يخلفه بعد الاجتياح من دمار وتخريب للبنية التحتية للشعب الفلسطيني .
كما نشطت في الأونة الأخيرة المؤتمرات والندوات العامة، التي تناقش قضايا تخص الدعوة
والمقاومة، والتي شارك فيها العديد من المتخصصين والخبراء، مثل مناقشة (ظاهرة العملاء في
المجتمع الفلسطيني) والتي تمخضت عن إرشادات تهم المواطنين والمقاومين على حد سواء.
– مكبرات الصوت (الإذاعة المتنقلة ): توجه هذه الوسيلة الرسالة الصوتية إلى المدنيين في
المناطق القريبة من ميادين القتال، أو التي تحدث فيها عمليات فدائية، وذلك بهدف تحقيق أهداف
معينة ومختلفة . ويستخدمها الجيش الاسرائيلي في الغالب أثناء الحملات العسكرية، وخاصة في
عملية إلقاء ا لبلاغات والأوامر العسكرية على السكان والمواطنين، كالطلب منهم عدم التجوال
والالتزام بالبيوت، أو في حالة الطلب منهم التجمع في أماكن معينة للقيام ببعض المهام المقصودة.
وقد استثمرت الدعوة والمقاومة هذه الوسيلة أيضًا للتعويض عن الندرة لديها في وسائل الاعلام
الاعلامي، حيث أظهرت هذه الوسيلة فعاليتها لدى الشعب الفلسطيني، رغم أنها تستخدم لتغطية
حدث أو موقف معين، مثل المسيرات الشعبية الحاشدة، والمهرجانات الدعوية، وتغطية الجنازات
للشهداء والإعلان عن تبني بعض العمليات، أو نعي بعض الشهداء… وما إلى ذلك.
– الكتب والدرا سات والنشرات : تمتاز المطبوعات بقدرتها على ترسيخ الأفكار، وتمكين
الأشخاص من الرجوع إليها باستمرار، وبقدرتها على معالجة المواضيع الطويلة المعقدة، وأن
مواضيعها تخضع للتحليل الدقيق، وتنتقل من شخص لآخر دون تشويه أو تحريف رغم صعوبة
الانتشار ومحدوديته، عبر أشكال مختلفة من مقالات وقصص وشعر ومسرحيات، وغيرها(. ( 18
وتغرق الصهيونية الأسواق بالكتب والدراسات والنشرات التي تخدم أكثر من شيء في آن واحد ،
لخدمة دعايتها ، كإصدار كتاب وإغراق الأسواق بهذا الكتاب، ثم الدعاية العريضة له .
وأمامي الأن على سبيل المثال نموذج لإحدى النشرات التي صدرت أخيرًا من قبل الكيان
الصهيوني الغاصب بإسم ” الحقيقة ” وهي نشرة غير دورية تصدر عن قوات الجيش الإسرائيلي
في قطاع غزة، في 10 آذار 2004 م، رقم 1. وهي نشرة تشمل أسلوبًا خبيثًا في التحريض
والتشكيك وغسيل الدماغ في آن واحد. وقد تم توزيعها مجانًا على العمال في حاجز بيت حانون.
وقد نجحت الدعوة والمقاومة في التصدى لمثل هذه الوسيلة على الأقل على نطاق الواقع
الفلسطيني، حيث شكلت هذه الوسيلة المادة الإعلامية والدعوية الأكثر شمو ً لا لديها، خاصة
الكتيبات والإصدارات صغيرة الحجم، التي توزع أحيانًا مجانًا، و قد نشطت في الآونة الأخيرة
طباعة الكتب والكتيبات التي تتحدث عن المقاومة، وبعض الإرشادات اللازمة لها (كالكتيبات عن
العملاء، وعن التحقيق في السجون الإسرائيلية، والحرب النفسية، وغيرها).
كما أنها لم تغفل وسيلة القصائد الشعرية التي تعتبر من أشهر الوسائل لدى العر ب، وما زالت
تقدم وظائفها حتى الآن، حيث نشط كثير من الشعراء الملتزمين بالدعوة، بنشر قصائدهم التي
تحث على التمسك بالدعوة ومقوماتها، وكذلك تحث على التمسك بالمقاومة وخيارها . كما نشطت
المقاومة في الآونة الأخيرة في إصدار الكثير من القصص عن حياة وسير أبطال المقاومة.
– الصحف والمجلات : لا شك أن المطبوعات الصحفية تمتاز بقدرتها على ترسيخ الأفكار
ومعالجة المواضيع، وتعتبر الصحافة من أهم وسائل الاتصال بين الجماهير، ومن وظائفها
الرئيسة الإعلام والدعاية والتوجيه . ومن مزاياها المرونة وسهولة الوصول من حيث النشر
والتوزيع إلى قطاع واسع، وعرض موادها بشكل مباشر أو غير مباشر . وتوجد ل لصهيونية شبكة
واسعة وكبيرة من الصحف والمجلات ال منتشرة في إسرائيل و العالم، حيث تسيطر الصهيونية
على أهم مراكز الإعلام العالمية ، التي عن طريقها كسبت الرأي العام العالمي ، واستطاعت أن
تسخرة لخدمتها(.( 19
وقد لعبت هذه الوسائل دورًا خطيرًا خاصة في خدمة الاحتلال الإسرائيلي وأهدافة، والتي كان من
أبرزها جريدة “هآرتس” و “يدعوت أحرنوت ” و”معاريف” وغيرها، التي عملت بكل قوة على
تضليل الرأي العام، بتسميمة بنهر من الأكاذيب والدعايات المغرضة، ضد الددعوة والمقاومه.
وقد أ فلحت الدعوة والمقاومة في تغطية هذا الجانب بالتصدى لهذه الصحف، حيث إمتلكت بعض
الصحف المحلية في ظل الواقع الجديد، مثل : ” الرسالة” وكذلك ” الاستقلال”. وغطت بها بنجاح
مساحة كبيرة من الوطن، وكانت بالتالي البديل المناسب عن تضليل الصحف العبرية وغيرها.
وقد اعتبرت هذه الوسائل من أهم سبل الاتصال بين الدعوة والمقاومة والجماهير، حيث أن من
أهم وظائف إعلام الدعوة عبر الصحف والمجلات هو التوجيه والإرشاد، ومن أهم وظائف إعلام
المقاومة هو شحذ المواطن والمقاوم على حد سواء، بمقومات الصبر والصمود والمواجهه . وقد
قامت عبرها بنقل كل أدبياتها، ونشاطاتها الخاصة، بالإضافة إلى إمداد القاريء بكم من
المعلومات الدينية، والثقافية، والأدبية، والرياضية، والأمنية، والعسكرية، والاجتماعية،
والاقتصادية، وغيرها، مما جعلها تشكل مرجعًا لعناصرها ولكثير من الجمهور على حد سواء.
كما عملت الدعوة والمقا ومة كذلك على تنشيط المقابلات الصحفية الاعلامية كوسيلة من وسائل
الإعلام المتاحة بشكل جيد، حيث يحاول المتحدثون (المسئولون والقادة السياسيين والعسكريين،
والناطقون الإعلاميين ) بتصدير فكر الدعوة وأخلاقياتها، وإبراز الجانب المشرق في المقاومة،
وكذلك إظهار بشاعة الجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني أجمع.
ومن الأمور التي نشطت الدعوة والمقاومة فيها في ظل الانتفاضة الحالية (الرسوم الكاريكاتيرية )
حيث مثلت هذه الرسوم سواء في الصحف أو المجلات، أو عبر الوسائل الأخرى جانبًا دعائيًا
لصالح الدعوة، وفي نفس الوقت ج انب دعم قوي للمقاومة في فلسطين . مثل الرسوم الكاريكاتيرية
للأخت (أمية جحا ) وغيرها، بالإضافة إلى القيام بعمل ملصقات صغيرة، وصور بأحجام مختلفة،
لزعماء الدعوة والمقاومة، وكذلك للشهداء والمعتقلين وغيرهم . وكذلك إصدار نشرات تتضمن
العديد من الإرشادات الدينية والعسكرية والأمنية، وتوزع مجانًا على الجماهير.
– المنشورات والبيانات : للحرب النفسية وسائلها المتعددة التي تهدف إلى الاتصال بالجماهير،
بهدف اختراقهم وتوجيههم لما تريد . وعملية الاتصال تحتاج لثلاث عناصر على الأقل هي :
(المصدر، والرسالة، والهدف ) وبلا شك فإن للمنشور دوره في مجال العمل الدعائي النفسي . لأن
المنشور له أشكال عدة لتتناسب مع الموقف والحدث والرسالة الموجهة، وكلها من شأنها التأثير
على العقول والعواطف والسلوك طبقا لمقتضيات الموقف . والحرب النفسية التي تعتمد على هذه
الوسائل تفترض وجود علاقة تبادلية بينها جميعً ا. والمناشير تعتبر لذلك من أبرز وسائل الحرب
النفسية خاصة في المعارك والأزمات، وهو أداة تمرر من خلالها رسالة يرغب في إيصالها إلى
الهدف، وهو عبارة عن رسالة مصورة، ويمكن أن يأخذ المنشور أشكا ً لا متعددة.( 20)
وقد وزعت القوات الإسرائيلية في السنة الماضية مجموعة من المنشورات في الإنتفاضة الحالية،
يوجد أمامي بعضها ) منها على سبيل المثال منشور بعنوان : “إلى سكان بيت حانون وجباليا
وبيت لاهيا، أنتم الذين تعانون من إطلاق صواريخ القسام ” ومنشور آخر بعنوان “إلى سكان بيت حانون” موقع باسم قيادة قوات جيش الدفاع في قطاع غزة . ومنشور آخر بعنوان : “المخربون
ومن يمد لهم يد العون “. ومنشور آخر بعنوان : ” بيان موجة إلى المواطن الفلسطيني ” موقع بإسم
قيادة قوات جيش الدفاع . ومنشور آخر بعنوان : ” بيان هام إلى المواطن الفلسطيني ” موقع بإسم
قائد قوات جيش الدفاع في قطاع غزة . ومنشور آخر موقع بعنوان : “إلى جمهور العمال
الفلسطيني”. موقع بإسم قائد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في منطقة غوش قطيف، قال فيه :
“أيها العمال إننا نناشدكم بأن تتقيدوا وتلتزموا بالتعليمات وشروط التشغيل، وكل من يبدي إحترامًا
لمكان عمله ومصدر معيشته ويلتزم بالشروط والتعليمات، يحظى بالإحترام اللائق ويستمر بعملة
دون عائق، أما من يسمح لنفسه من العمال أن يتعاون مع منظمات الإرهاب فسوف يجلب على نفسه ولأبناء عائلته الخراب والدمار”.
وقد تصدت الدعوة والمقاومة لهذا الأسلوب بمثله سواء ضد قوات الإحتلال، بالرد على أكاذيبه
وبياناته ومنشوراته، أو ف ي جعل المنشور شك ً لا مناسبًا للخطاب الداخلي الأكثر استخداما من قبلها للشارع الفلسطيني، تأكيدا لممارسة أو لعمل تريد إبلاغه للناس . حيث شكلت هذه الوسيلة بمجملها مجموعة من الأوامر أو المطالب التي تلزم فيها المقاومة المواطنين بالالتزام بها، كالاضرابات، والمقاطعات….وغيرها. وتوجد كمية كبيرة من هذه المنشورات والبيانات لفصائل المقاومة في فلسطين في متناول اليد.
المبحث الثاني: أ( أساليب الحرب النفسية الصهيونية، أهدافها وخطورتها:
مفهوم الحرب النفسية الصهيونية : ت عرف الحرب النفسية بأنها : ” الاستخدام المخطط للدعاية وما
ينتمي إليها من إجراءات موجهة إلى الدول المعادية أو المحايدة أو الصديقة بهدف التأثير على
عواطف وأفكار وسلوك شعوب هذه الدول بما يحقق للدولة الموجهة أهدافها”. ( 21)
وينظر الكيان الصهيوني للحرب النفسية على أنها حرب أفكار ، لكونها ُتوجه للسيطرة على العقل،
وتمس ا لفكر والعقيدة و المبدأ، وهي حرب دفاعية وهجومية في آن واحد، ف تسعى ببعدها الدفاعي
لتحصين معنويات شعبها، وتسعي في بعدها الهجومي لتحطيم معنويات العدو، وتفتيت وحدته.
أهداف الحرب النفسية الصهيونية : تختلف أهداف الحرب النفسية من دولة لأخرى، فالهدف مع
الدول المعادية تحطيم الروح المعنوية ، والهدف مع الدول المحايدة دفعها نحو الانحياز والتعاطف .
والهدف مع الدول الصديقة توطيد أواصر الصداقة والتعاون وتحقيق الأهداف المشتركة( . ( 22
والحرب النفسية الصهيونية تهدف إلى بث اليأس من النصر ، وزرع الخوف لدي الناس، والرعب
والتذمر في النفوس، و خفض الروح المعنوية ، وخلق حالة عامة من الإحباط للشعب برمته ( ( 23
وكذلك العمل الدءوب على بث روح الكراهية داخل المجتمع الفلسطيني ، وخاصة بين الأحزاب
السياسية وبعضها البعض ، وبينه وبين الشعب ، و إخماد أثر الحركات العسكرية الفلسطينية ( 24)
وتشكيك الجماهير في ا لدعوة الجهادية وأفكارها، وفي المقاومة وعملياتها، والتحريض ضد فكرة
المقاومة، وقدرتها على تحقيق التحرر بالوسائل الجهادية، والقدرة على الصمود والمواجهة (. ( 25
أهمية وخطورة الحرب النفسية الصهيونية : ومن أهمية الحرب النفسية بشكل عام، أ ن سياقات
تطبيقها، تعتمد على التعامل مع ميول الإنسان وحاجاته وعلى رغباته وغرائزه، بأساليب إشباع
مرغوبة لديه، أو عبر تجنيبه شيء منفر، وهي معطيات تستهوي في معظمها كل المتلقين(. ( 26
ومن أهميتها للصهيونية، أن الوسائل فيها تعتبر أقصر الطرق للوصول للنصر . لأنها تقوم على
استخدام خطوات مدروسة، باللهجة الرزينة الهادئة، والمنطق الرصين، الأقرب إلى القلوب(.( 27
ولكن تكمن خطورتها على المجتمع الفلسطيني في كونها تعتبر شك ً لا من أشكال الصراع ، بتأثيرها على المجتمع بأسره، وعلى الأنظمة الإعلامية فيه، وذلك بتحقيق أهداف مناسبة لمصلحتها(.( 28
وتكمن خطورتها في استغلال البيئة التي توصف بالخلافات والصراعات والتناقضات والفوضى
وعدم الاستقرار الداخلي، فتثير بها موجات التأييد أو الرفض حول قضية أو شخصية معينة.( 29)
ب) أهم أساليب الحرب النفسية الصهيونية، وموقف الدعوة والمقاومة منها:
الدعاية في الحرب النفسية الصهيونية :
يعرف (هارولد لازويل ” الدعاية بشكل عام على أنها: تعبير عن الآراء أو الأفعال التي يقوم بها الأفراد أو الجماعات عمدًا على أساس أنها ستؤثر في آراء أو أفعال آخرين أو جماعات أخرى لتحقيق أهداف محددة مسبقًا عبر مراوغات نفسية.( 30)”
وتعرفها شاهيناز طلعت ) بشكل ع ام بأنها ” عملية مستمرة يتبع فيها أساليب فنية علمية إقناعية،
أو احتيالية أو قهرية، بغرض التأثير على المكونات النفسية للجهة المستقبلة لا شعوريًا أو شعوريًا( فتضعها تحت رقابتها، وتسيطر وتضغط عليها أو تجبرها على إتباع السلوك المستهدف.( . ( 31
ويعتبر(ليونارد دوب ) الدعاية الصهيونية بأنها تعني : ” محاولة التأثير في الأفراد والجماهير( والسيطرة على سلوكهم، لأغراض مشكوك فيها، وذلك في زمان معين، وهدف مرسوم( “. ( 32
وأهداف الدعاية الصهيونية، تتمثل بشقين . الأول: تنمية الشعور المعادي للعرب والفلسطينيين،
بنشر كل ما يحط من قدرهم ، بالصحف والمجلات ، أو عبر البرامج كالإذاعة و التلفزيون وغيرها
وذلك بهدف منع أي مساعدة لأي دولة عربية، تدعم وتساند الحقوق الشرعية للفلسطينيين(. ( 33
ويتمثل الشق الثاني : في كسب تأييد القوى المحايدة ، وتعزيز الصداقة مع الدول الحليفة ، وتحويل
الرأي العام من موقف التفهم للوجود الإسرائيلي ، إلى موقف الدفاع عن ه والتحالف معه، وتبرير
كل تصرف له، وقطع الطرق على كل خطة تهدف للإضرار بموقف إسرائيل في المنطقه(.( 34
كما وتهدف لجعل الآخرين يتصرفون كما تريد الدعاية أن يتصرفوا كما قال قائد ألماني نازي :
“إننا نستهلك الكثير من القنابل لندمر بها مدفعا واحدا في يد جندي . أليس الأرخص من ذلك أن
( توجد وسيلة تسبب اضطراب الأصابع التي تضغط على زناد ذلك المدفع في يد الجندي؟”.( 35
ومن أهمية الدعاية الصهيونية وخطورتها، أنها تعتبر أهم أسلوب في الحرب النفسية، باعتبارها
جوهر هذه العملية الإعلامية ومادتها الأساسية . ولكونها تستخدم بصورة هجومية ، وتستهدف
الأشخاص لا الموضوعات ، و تخفي وتموه حتى لا تبدو واضحة وظاهرة ، وهي تستند لمعلومات
ذات قيمة . و تستند كذلك ل معرفة دقيقة لمجريات الأمور ، وتنس يق تام مع الاتجاهات السياسية
والثقافية والعسكرية والعاطفية وغير ها، للمستهدفين. وهي لا تخلق موضوعات جديدة، بل تعنى
بالموضوعات القائمة فع ً لا تعالجها بصورة تخدم أ هدافها. كما أنها ذات صبغة مرنة، مما ي جعلها
قادرة على ملاحقة التطورات اليومية، وتكون متأهبة دائما لتفسيرها للموضوعات، بما يتمشى مع
هذه التطورات التي تحدث فيها.( 36)
ومن أبرز المجالات التطبيقية لهذا الأسلوب في الحرب النفسية ما تبثه وسائل الإعلام اليوم عن
زعماء الدعوة والمقاومة، وزعماء الشعب الفلسطيني من تشويه وحرق، من خلال تصويرهم بكل
الصفات والمواصفات السيئة، ومنها الدعاية التي شنت في العام الماضي ضد شخصية الشيخ
المجاهد “أحمد ياسين ” والدكتور “عبد العزيز الرنتيسي “، ومن قبلهم ” الدكتور” فتحي الشقاقي ”
والمناضل “أبو على مصطفى”، ومن بعدهم الرئيس “ياسر عرفات” قبل الإقدام على اغتيالهم.
وقد عملت الدعوة وا لمقاومة على التصدي لهذا الأسلوب، بالعمل على الحيلولة دون تحقيقه
لأهدافه الخبيثة، من خلال تفنيد المقولات الإستراتيجية التي قامت عليها مرتكزات الدعاية
الصهيونية بشكل لا يدع مجا ً لا للبس والغموض . ومن خلال ذلك بيان الحقائق المتعلقة بكل رأي
أو موقف تحاول الدعاية الصهيونية أن تبثه في أذهان الناس.
– ال تضليل الإعلامي للرأي العام في الحرب النفسية الصهيونية : يعرف (برايس) الرأي العام
بأنه: ” التعبير عن مجموعة من الآراء التي يدين بها الناس إزاء المسائل التي تؤثر في مصالحه م
العامة والخاصة “. أو هي “فكرة سائدة بين جمهو ر تربطهم مصلحة مشتركة، إزاء موقف م عين،
أو تصرف من التصرفات، أو مسالة تثير اهتمامهم، أو تتعلق بمصالحهم المشتركة. ( 37)
ويمثل التضليل الإعلامي الصهيوني للرأي العام، العمليات المضللة التي تولد لدية معلومات
مغلوطة تضلل وجهته الحقيقية. وتتلخص فكر ته الجوهرية بشن حملة فكرية من الدرجة الأولي
علي الخصوم، تؤدي لتجاوز مرحلة الدعاية، التي تعتمد علي الإثارة والتحريض ، واستغلال
الحقائق لتضليل الواقع، إلى تحطيم قدرة الفرد والمجتمع على مواصلة المقاومة. ( 38)
والتضليل الإعلامي الصهيوني ليس عفويا،ً بل له قواعده، مثل أن تدفع الازمة السابقة للنزاع ،
الى ذروتها، وتصور الدولة المعادية على أنها الشيطان، وتصور رئيسها بأنه رجل شرير(. ( 39
ومن شواهد ذلك ما زرعته الدعاية الصهيونية على مدار ثلاث سنوات في الرأي العام، بأن
الرئيس أبو عمار شخصية إرهابية مثل “بن لادن ” وبالتالي لا يصلح لأن يكون شريك مناسب في
السلام مع الطرف الإسرائيلي، الذي يجتهد في البحث عن شريك مقبول في عملية السلام.
ومن أساليب التضليل الإعلامي الذي نقلته الإذاعة الإسرائيلية في شهر مايو 2004 م، عندما
قصفت الطائرات الإسرائيلية متظاهرين مدنيين في مدينة رفح وقتلت منهم 22 مواطن أغلبهم من
الأطفال. حيث قالت في نشرة الأخبار ” بأن المسلحين الفلسطينيين ه م الذين أطلقوا صواريخ
مضادة على الطائرات الإسرائيلية، فأخطأت وسقطت على المتظاهرين، وقتلت عدد منه(م”( 40
– الإشاعة في الحرب النفسية الصهيونية : يعرفها (ربير) بشكل عام ب أنها: “تقرير غامض أو
غير دقيق أو قصة أو وصف يتم تناقله بين أفراد المجتمع عن طريق الكلمة المنطوقة غالبًا.( 41)
أو الترويح لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو تعمد المبالغة أو التهويل أو التشويه في سرد
خبر فيه جانب ضئيل من الحقيقة أو إضافة معلومة كاذبة أو مشوهة لخبر معظمه صحيح. ( 42)
وتلعب وسائل الإعلام في العصر الحديث، دورًا بارزًا في نشر الإشاعات في ضوء التطور
الهائل الذي طرأ عليها، بحيث أصبح العالم قرية صغيرة يمكن إيصال أي خبر لأي منطقة فيها
بسرعة وبسهولة(. ( 43
والإشاعة تعتبر دومًا أسلوب هام في الحرب النفسية، لكونها ظاهرة قديمة عرفتها المجتمعات منذ
القدم، حيث هنالك دائمًا المروجون للشائعات وللأخبار الكاذبة . الذين لا يتورعون عن نشر
شائعاتهم في أي وقت وزمان. والحرب منذ الأزل تأخذ طابعًا يعتمد على الإشاعة والخداع(( 44
وتهدف الحركة الصهيونية بالإشاعة تدمير القوة المعنوية وتفتيتها، وبث الشقاق والعداء وزعزعة
الثقة في نفوس الأفراد الموجهة إليهم، وتحطيم الجبهتين العسكرية والداخلية . والتغطية على
( الحقيقة، والتقليل من شأن مصادر الأنباء، وهي طعم لإظهار ما يخفيه الخصم من حقائق(( 45
كما تهدف الحركة الصهيونية من خلال الإشاعة كذلك، إلى خلق جو من البلبلة والشك وزعزعة
الثقة بالنفس، وبث الروح الانهزامية وال تفرقة. و استغلال الظروف للتشكيك بكل شيء ، وخاصة
المواقف والخطط التي يضعها النظام السياسي . وكذلك إسقاط شخص غير مرغوب فيه ، وإثارة
( اضطرابات داخل المجتمع لإشغال النظام السياسي بها، عن قضاياه الأساسية(. ( 46
وتكمن أهمية وخطورة الإشاعة بشكل عام، في كونها أخطر أسلحة الحرب النفسية، وهي سلاح
قديم جديد استعمل لتفكيك المجتمعات، ويتمثل خطره في عدم إمكانية مواجهته فرديًا، لذلك يجب
التعاون الكامل بين الحكومة والشعب في ذلك(. ( 47
ويصف (جمعان أبا الرقوش ( خطورة الإشاعة بأنها أحد أسلحة الحروب النفسية التي تخوضها
الدول والجيوش في سبيل النيل من الجهة المقابلة ، إما لإضعافها أو للحصول على كثير من
المعلومات التي قد تبدو واضحة، مع تحديد الإشاعات اللازمة لاختراق البناء الاجتماعي(. ( 48
ومن خطورة الشائعة الصهيونية أنها تنتشر في جو من عدم الأمن و الاستقرار السياسي
والاجتماعي، لأن الأمن يحقق للفرد ذهنية واعية لا يشوبها القلق ، وعقلا محكمًا لا يتردد في
إصدار الأحكام الصائبة، فيخلق نوع ًا من الاستقرار النفسي، مما يجعل المناخ غير مهيأ للإشاعة،
ولكن إذا كان المجتمع يمر بحالة حرب، أو عدم الأمن والاستقرار، ف إن ذلك هو المناخ المناسب
لانبثاق الإشاعة ضدة(. ( 49