منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون”

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75881
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون” Empty
مُساهمةموضوع: كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون”   كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون” Emptyالخميس 25 مارس 2021, 8:20 am

قراءة في كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون”

د. آمال روحانا طوبي
يستهل العالِم الفلسطيني, ابن الناصرة, بروفيسور سليم زاروبي كتابه “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون” بتوضيحٍ لجمهور قُرّاءه، عن الظروف والأسباب التي أوصلته لفكرة الشروع بكتابة الكتاب. ويقوم بذلك بأسلوبٍ دافئ يُشعر القارئ بالأمان أمام كتابٍ عن مواضيع الفيزياء والفلسفة والتاريخ، التي تُعتبر صعبة وغريبة عن قسمٍ كبير منا. ذلك الأمان سرعان ما يُستبدل بمتعة القراءة والشغف لغرف المزيد من المعرفة من الكتاب، الذي نُص بأسلوبٍ مشوّق ولغة أدبية جميلة قلما نصادفهما في الكتب التي تتحدث عن العلوم. أضف إلى ذلك بُحور المعرفة التي ينهل منها المؤلف المثقف، ليروي عطش القارئ المُقدِّر للعلوم، الراغب بالمعرفة والباحث عن المثير من المعلومات، وعن التفسيرات الموضوعية والعميقة لمختلف القضايا، ليس العلم إلا أحدها. يفعل المؤلف ذلك بنظرة شمولية تتعامل مع الموضوع من مختلف جوانبه.
الكتاب هو من منشورات دار الفارابي – بيروت, وهو يقع في 426 صفحة, ويحتوي على ثلاثة عشر فصلاً, استعان المؤلف خلال كتابتها بعدد كبير من المراجع العلمية التي تظهر كمراجع للقراءة الإضافية, في نهاية كل فصل. كما أنه أضاف الملاحق لبعض الفصول للقارئ المتخصص الذي قد يهمه التوسع في أحد المواضيع الخاصة بمجال الفيزياء.
تظهر كلمة “فلسفة” بعد كلمة “فيزياء” مباشرةً، في تعريف الكتاب على صفحة الغلاف. ولا اعتقد بأن أي عالمٍ، مهما وسع إدراكه في مجال تخصصه يمكنه أن يخرج للقارئ غير المتخصص، كتاباً في موضوع معقد كالفيزياء، لولا استعماله للفلسفة والأدب في عرضه للكثير من الأمور. فخلال السرد، يأخذنا المؤلف إلى ما وراء الكواليس، لنتعرف على الخطوات التي تطور بها علم الفلك والتأثيرات التي شجعت أو عرقلت تطور الأفكار والنظريات. ويحدثنا عن الأحداث الشخصية التي أثّرت على مسار العلماء والفلاسفة، وعن الأدوار المفصلية لكهنة الأديان في مختلف العصور, ثم يعود للمقارنة العلمية والموضوعية بين توجهات البعض، كالمقارنة المثيرة بين “فرانسيس بيكون” و”رينيه ديكارت”. هذا الأسلوب في الشرح قلما نصادفه في قراءتنا عن الفلاسفة والعلماء, فهو يأخذنا بعيداً عن السرد المعلوماتي الجاف، إلى رحلٍ قصيرة ومشوّقة للتعرف على الخلفية التي وُلد لداخلها هذا الفيلسوف أو ذلك العالِم، متطرقاً للواقع التاريخي والبيئة العلمية في تلك الآونة, في رحلة تجعلنا نتمسك بالخيوط التي تربط بين الأحداث المختلفة لكي نتعمق في فهمها.
يُعطي الكتاب مثالاً على ما يشغل فلاسفة العلوم وتأثير ذلك على علماء الفيزياء, في تفسيرات نظرية الكم (وهي النظرية الفيزيائية التي تُعنى بقوانين الفيزياء التي تحكم الأجسام الصغيرة جداً, مثل الذرة ونواتها). وأحد التفسيرات الأكثر إثارة هو التفسير المعروف باسم “تفسير العوالم المتعددة”, والذي يفرض بأن الكون يختار كل الإمكانيات المعروضة أمامه, ولكن لكلٍ من هذه الخيارات ينشأ عالم مختلف. هذا التفسير الذي يقترح وجود عوالم متوازية, يُدخلنا في متاهات فيزيائية وفلسفية, حيث يفسر وضعاً معقداً بواسطة وضعٍ أكثر تعقيداً, ومع ذلك فهو مفهومٌ ومقبولٌ لدى عدد لا بأس به من الفيزيائيين. في هذا السياق, يقيّم المؤلف سؤال الفيلسوف الألماني “غوتفريد لايبنتز”, “لماذا هناك شيء من لا شيء؟”, على أنه قد يكون أعمق الأسئلة الفلسفية على الإطلاق. فهو لا يسأل عن طبيعة الوجود وما يحتويه, بل لماذا هناك أصلاً وجود ؟ من هذا المكان يأخذنا المؤلف لأهمية الأسئلة التي شغلت بال الفلاسفة والمفكرين على مر الأجيال, وعدم استبعادهم للاكتشافات المثيرة والغريبة التي قد يراها البعض غير ممكنة, ولكنها حملت مفتاح التقدم نحو ما وصلنا إليه اليوم من تفسيرات لعملية نشوء الكون.
 
كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون” P_1910jthaz1

يستعمل المؤلف الفلسفة أيضا للربط بين العلوم الطبيعية والمبادئ الإنسانية التي يرى أن لها دوراً مهماً في مسارات التطور الإنساني, فيذكر موقفه من محاكمة “جاليليو”, ذاهباً أبعد من السؤال إن كان “جاليليو” كشخص يستحق المحاكمة والعقاب, للسؤال عن حق الكنيسة في محاكمته آنذاك، معلناً موقفه بأنه لا يحق لأية سلطةٍ كانت أن تُقرر للطبيعة كيف تتصرف، أو أن تتدخل في ماهية قوانين الطبيعة.
ومع ذلك، لن ننسى أن الموضوع الأهم الذي يطرحه الكتاب هو الفيزياء. فترى المؤلف يحدثنا عنها وعن دور هذا العلم في فهمنا لمختلف الأمور، وخاصةً علم الفلك وبداية الكون والنظريات التي تفسر هذا الموضوع، وعن دور الفيزياء في تقدم الإنسان في مجال التقنيات التي نستعملها في جميع مجالات حياتنا. يتحدث بروفيسور سليم زاروبي عن الفيزياء كعالِمٍ يدرك صعوبة الموضوع الذي يقدمه للقارئ غير المتخصص، فيدأب على تذكيرنا بأهم النقاط التي علينا إدراكها قبل الولوج في أي موضوع جديد يتطرق له الكتاب. ثم يسعى لتوضيح أفكاره مستعيناً بالرسوم البيانية أحيانا، وبالأمثلة التي تبسّط حتى أصعب النظريات أحيانا أخرى. يطرح الموضوع من مختلف جوانبه ويستفيض في تبسيط الشرح حتى يتأكد من مقدرة القارئ على إدراك فكرته وفهمها. ومن أجمل الأمثلة على ذلك, صورة فوقية لكاسر أمواج في ميناء حيفا, استعملها في تفسير ظاهرة حياد أمواج الأشعة.
قد يشعر القارئ في مرحلةٍ ما، وخصوصاً في فصل “القوى الأربعة” بأن الكتاب قد بدأ يعج بالمصطلحات الغريبة التي من المستحيل ربطها ببعضها وفهمها من خلال قراءة واحدة. ومع ذلك، علينا أن نتذكر بأن احدى غايات الكتاب هي تعريفنا على مجال الفيزياء الواسع. وبالتأكيد، بالإضافة لسرد الإنجازات الهائلة التي حققها العلماء في هذا المجال على مدى العصور، فإن المعلومات التي يحتوي عليها هذا الكتاب هي كافية للاستيعاب كيف يعمل العلم في هذا المجال المُميز، من أين تأتي أفكاره، كيف توضع نظرياته وكيف يتم البحث من اجل تأكيدها أو دحضها، وكيف تخلق فكرة واحدة أفكاراً أخرى. كما يمكننا إدراك تميُّز الطرق المعتمدة في مجال الفيزياء, التي ترتكز على وسائل قياس غير عادية، تستثمر التفكير العميق، تربط بين الفيزياء والفلسفة والرياضيات, وتراقب مجال غير نهائي من حيثيات مركبات المادة الأصغر، إلى حيثيات مسافات الكون, بأطوالها غير النهائية.
أحد الفصول المثيرة لاهتمام القارئ المَعني بتوسيع آفاقه بشكلٍ عام, والباحث عن إجابات لأسئلة قد تخطر في خلد كلٍ منا, هو “العملية العلمية وفلسفتها”. ويمكننا أن نُدرك السبب الذي دعا المؤلف تخصيص فصلٍ كامل لهذا الموضوع, من خلال سرده لتجربته الخاصة في نقاشاتٍ مع أشخاصٍ لا يعطون العلم حقه, لسبب بسيط, هو عدم فهمهم لفلسفة العمليات العلمية, ولسببٍ آخر, هو ارتكازهم على التفسير التي تعتمده الأديان للظواهر التي تُحيط بنا. من أجمل ما يحتوي عليه هذا الفصل هو موقف المؤلف من العملية العلمية التي تسعى إلى فهم الطبيعة كما نعرفها الآن, وتتوقع جوانب جديدة لها لم نكن نعرفها من قبل, مما يجعل العلماء يسعون دائماً إلى الجديد من المعرفة. لأنه إذا كانت الإجابة عن التساؤلات العلمية معروفة مسبقاً, لن يبقى دورٌ للعملية العلمية, وستصبح ممارسة العلم عندئذٍ فارغة المضمون, واهنة عن التحدي, لا تخلق الجديد ولا تُعمِّق في دراسة المجهول. هذا النوع من “العلم” برأيه لا يُساهم في زيادة المعرفة, بل يصبح أداةً لتكريس الجهل.
ولكي يُوجّه القارئ الذي اقتنع بوجهة نظره تلك, لفهم العملية العلمية, يواصل المؤلف الشرح ويضع فيما بعد الملامح الرئيسية للعملية العلمية المشترَكة للكثير من الأبحاث العلمية, بشكلٍ مُفصّل, مستعيناً بالأمثلة. ولا ينسى خلال ذلك التطرق للبعد الأخلاقي للعلوم, مُفسراً الفرق المبدئي بين المعرفة العلمية المحايدة في جوهرها, من ناحية قيميّة وأخلاقية, وبين استغلال البشر لتلك المعرفة في تحقيق مآربهم, في اختراع أسلحة الحروب مثلاً.
وعلى ما يبدو فإن الأسس الفلسفية للعملية العلمية متداخلة مع عمل المؤلف ومع طرق تفكيره, كما يظهر في الأسئلة التي يطرحها بعد أن يكون قد أسهب في الشرح والتفسير لموضوعٍ ما,  مؤكداً على أن الأسئلة هي المحرك للتقدم, بينما علينا أخذ الحذر من الأجوبة الجاهزة. ومع كونه مُتحمسا جدا لآرائه, بحيث لا يخفي دعمه لنظرية ما، فهو يهتم بطرح عدة آراء لعلماءٍ آخرين, تاركاً للقارئ حرية الاستنتاج, مُبدياً إخلاصه للموضوعية التي تُعد مُركب أساسي في العملية العلمية.
يُظهر الكتاب كيف تتقدم المسيرة العلمية ليس فقط بابتكار الأفكار وتطويرها, بل برفضها, تصحيحها ومناقشتها من قبل العلماء. يعطي المؤلف مثالاً على ذلك في الفصل “شيء من عدم- الكون, نظرية الكم وطبيعة الواقع العجيبة”, في ذكره للعالم الفيزيائي الكبير “ماكس بلانك”, الذي رفض أقرانه قبول نظريته, التي ظهر فيما بعد بأنها كانت بمثابة الطلقة الأولى لثورة فيزياء الكم الكبيرة!
ولكننا حين نتحدث عن المسيرة العلمية في مجال الفضاء علينا أن نتوقع أن الأمور لن تكون سهلة, فوسائل البحث في هذا المجال معقدة بمعظمها, والأبعاد التي على العلماء قياسها هي بالغة الصغر أو بالغة الكبر, لا يمكن تحديدها بوسائل القياس التي اعتدنا عليها في مجالات البحث الأخرى.  وكمثال على ذلك يمنحنا المؤلف أن “نتذوّق” من النقاشات بين أشخاصٍ هم من أهم العلماء في هذا المجال, حين يسأل “البرت أينشتاين” رفيقه “أبراهام بييز” سؤالاً افتراضياً يعكس مدى التعقيد الذي تفرضه علينا نظرية الكم: “أحقاً تصدّق بأن القمر موجودٌ فقط حينما أنظر إليه؟”. يُجيب العالم “نيلز بوهر” عن هذا السؤل فيما بعد قائلاً: “مهما حاول أينشتاين فهو لن يستطيع إثبات وجود القمر, حينما لا ينظر إليه”.
يتعامل بروفيسور “سليم زاروبي” مع العلم بمنتهى الثقة بأن لا بديل عنه لكي ننهض بمجتمعاتنا، فهو الأساس لفهم جميع الأمور التي تتعلق بالأمور الملموسة أو التي يصعب إدراكها، كالكون مثلاً. لا يخص بذلك علم الفيزياء، بل يعتبره مكملاً لباقي العلوم في جميع المجالات. ويذكر أن أحد الأسباب التي دعته لكتابة الكتاب هو افتقار مكتباتنا العربية بشكل عام، للمواضيع العلمية بالذات. وفي رأيي, بينما قد تُفقد المنشورات المترجمة النص روحه ومعناه, فإن قراءة النص بلغته الأصلية سوف تجعل القارئ يستمتع بالوضوح خلال متابعته لما كتب المؤلف بلغة الأم، مستعملاً المصطلحات المعروفة للقارئ العربي. وحتى لو لم يكن للقراءة بلغة الأم أهمية في كتاب يتطرق لموضوع علمي، لأن المصطلحات العلمية معظمها مترجمة من لغات أخرى, فهذا الكتاب نُصّ بأسلوب أدبي ليس أجمل من اللغة العربية في تحقيقه.
ومع ذلك, فمن يعرف بروفيسور سليم زاروبي يُدرك بأن انتمائه لشعبه ليس فقط باللغة، فهو منتمٍ لمجتمعه مخلصاً له مدركاً لجميع قضاياه. يظهر ذلك من خلال الحماس الواضح في كتاباته في كل مرة يتطرق فيها للحضارة العربية, ودورها القديم في إثراء محيط المعلومات الإنسانية, وأسفه للوضع الذي وصلت إليه مجتمعاتنا العربية اليوم, حيث أصبحت مساهماتنا للعالم في معظم مجالات الحياة, لا تكاد تذكر. وهو يلخّص ذلك بالفقرة التي تقول: “طريقنا إلى الأمام ليس بالعويل والبكاء على ما سُرق منا، بل علينا المضي قُدماً بأقدامٍ راسخة عميقاً في أرضية تاريخنا المجيد، ولكن بقاماتٍ تناطح السحاب، تنظر إلى الأمام بكل ثقة وعنفوان، من غير أن نخاف الانفتاح والتحدي وتحكيم العقل والتسامح والتعلم من الغير. فكما يصح أن نقول: ويلٌ لأمة نسيت ماضيها، كذلك الأمر يصح أن نقول: ويلٌ لأمة لا تفخر إلا بماضيها!”.
كان ذلك غيضٌ من فيض، مما يقدمه هذا الكتاب المُميّز, الذي ينشر المعرفة والوعي قبل الفيزياء والفلسفة, ومن هذا المنطلق أرى أهميته.

يمكن الحصول على الكتاب من موقع نيل وفرات على الرابط التالي:


https://www.neelwafurat.com/?fbclid=IwAR2qcJLDXl3JTKkRyG9ulkt
-_bpW9fldxjpuvyTA3_SjrPLCG2-EQGxM2ro
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كتاب “في البدء – فيزياء، فلسفة وتاريخ علم الكون”
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: كتب-
انتقل الى: