كيف تتجنب زميلك أو جارك ثقيل الظل؟
بعض الناس الحوار معهم عبارة عن أسئلة من طَرَفهم وإجابات من طرفك، وكأنك في امتحان الثانوية العامة،
أو مقابلة عمل.
مثلًا يسألك: لماذا التوقف عند الإشارة الحمراء والساعة الواحدة ليلًا ولا توجد سيارات أو مارة في الطريق؟
وحين تجيبه أن احترام القانون عادة جيدة، وربما تأتي سيارة من الطرف الآخر وأنت لا تراها جيدا، يكمل
حواره معك بالسؤال من جديد: لماذا لا تدخن ولا تشرب أرجيلة؟ تقول له لا أجد متعة فيهما وحفاظا على
الصحة.
يكمل الحديث معك ولا ينتظر الإجابة ويسأل: ما هي أخبار فلان؟ تجيب من زمان ما حكيت معه. يعيد عليك
السؤال: زعلانين مع بعض؟!
تقول له: لا علاقتي فيه جيدة. يسألك: لماذا لا تتحدث معه؟ تقول له: مشاغل الحياة كثيرة.
يواصل حواره بسؤال جديد: أنت بتعرف تسوق السيارة؟ تجيب: نعم بعرف. يعيد عليك السؤال: لماذا لم
أشاهدك تسوق من قبل؟ تقول له إنني أحب المشي، والوصول إلى عملي لا يحتاج إلى سيارة. يسألك من
جديد: ما عندك سيارة؟ تجيبه: عندي وقلتُ لك لا أحتاج إلى سيارة.
يسألك: أراك كل يوم تحمل أكياسا من الدكان، فلماذا لا تشتري احتياجات منزلك كل شهر؟ أقول له: لا أحب
أن أخزن وتعودت منذ الصغر أن اشتري حاجيات منزلي بنفسي، ولا أعتمد على أحد وبشكل يومي، وسأبقى
كذلك حتى أموت!!
يسألك: لماذا لا ترد على الدردشات؟ تجيب بأنني أدخل على مواقع التواصل لمعرفة أخبار الناس ووضع
مقالاتي وأخرج سريعًا. يسألك: لماذا تقوم بحذف كل الدردشات مع الأصدقاء؟ أجيب أن الدردشة نوع من
الثقة والأمانة يجب أن لا تحتفظ بها؛ لأن حسابك أو تلفونك عرضة للسرقة.
وهكذا تمضي معه ساعة عبارة عن أسئلة من جانبه وإجابات من جانبك، حتى تكاد من شدة الضيق أن تنتف
شعر حواجبك وحتى شعر صدرك!
مع الوقت تجد نفسك وقد تدربت جيدا على لغة الحوار معه، فتبادره بالسؤال على طريقة جحا وهو يركض
تحت المطر: لماذا تركض من المطر هذه نعمة من الله؟! وحين تراه يسير تحت المطر تسأله: يا رجل لماذا
لا تسرع وأنت تكاد تغرق من الماء؟
وحتى تنجح في مباغتته ولا تترك له مجالًا للأسئلة تُحضِّر له مجموعة من الأسئلة العشوائية التي لا رابط
بينها، مثل: أخذتَ لقاح كورونا؟ برأيك ليفربول هذا الموسم بلعب بدوري الأبطال؟ مَن غنى أغنية “لا
تكذبي” أفضل عبد الحليم أم نجاة الصغيرة؟ لماذا آخر مرة فاز الجزيرة ببطولة الدوري في الخمسينيات مع
أنه الأفضل فنيا؟ مين أزكي شاورما اللحمة أم الدجاج؟ حضرت فيلم “العراب” الجزء الأول والثاني؟ رف
الحمام مغرد يا دادا مجوز ولا فرداوي؟ عينك على جارتنا ولا عينك علينا؟
بعض الناس عليك أن تدرب نفسك على تحملهم، خصوصًا إذا كانوا جيرانك أو زملاء في العمل لأنك تراهم
كل يوم، ولا بأس بمناكفتهم وحشرهم في الزاوية بأسئلة وتعليقات طريفة حتى يتجنبوك بعد ذلك، ولا يجعلوا
منك ضحيتهم المفضلة!!