منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –  Empty
مُساهمةموضوع: العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –    العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –  Emptyالإثنين 12 أبريل 2021, 9:15 am

العراق: 2003/4/9 – يوم العار الوطني

وميض نظمي
تمر علينا ذكرى تثقل القلب والضمير، وتشوه صورة التاريخ والمصير، ذكرى سقوط بغداد تحت الدبابات والحراب الأمريكية، وسقوط المغزى الحقيقي لكلمات الاستقلال والسيادة. بغداد عاصمة المنصور والرشيد وجعفر الصادق وأبى حنيفة النعمان والشافعي، بغداد عاصمة الحضارة والخلافة الإسلامية العربية لسبعة قرون، بغداد 1920  و 1941  و 1948  و 1952  و1956  و 1958.
ولم تكتف قوات الاحتلال بإزالة رموز النظام السابق، بل وانسجاما مع المخطط الصهيوني، قامت بحل جميع مؤسسات الدولة العراقية من القوات المسلحة، مرورا بشرطة الجمارك والحدود والنجدة والمرور، ودوائر مكافحة الإجرام، ثم نهب المتاحف والمكتبات والبنوك والمستشفيات والجامعات تحت بصر قوات الاحتلال. وركز الاحتلال على تصفية دوائر الدولة عبر قانون بريمر (اجتثاث البعث) الذي يمارس حملة وحشية من الطرد والفصل بدون أدنى تمييز بين الأخضر واليابس، أدت مع مظاهر العنف الأخرى إلى هجرة ۲۲ ألف طبيب عراقي على حد تصريح السيد محمود عثمان (أحد أقطاب البرلمان والنظام الحالي) حتى بداية ۲۰۰۷، وتم شن حملات من الاغتيالات والتهجير القسري وجرائم التعذيب من أبوغريب وبوکا ودیالی وغيرها، تمارسها طغم يحركها الثأر والانتقام، وهي صفات أبعد ما تكون عن بناء الدولة الحديثة، و تغييب القانون.
وفي تصريح مشهور لمتحدث رسمي عن سماحة السيد علي السيستاني بأن عدد علماء العراق الذين تمت تصفيتهم قد بلغ 5500 عالم، ونعترف بأن إحصائياتنا لم تصل إلى مستوى هذا الرقم المرعب، ولكننا نثق بصحة معلومات السيد السيستاني.
كل هذا وقوات الاحتلال لم تقدم أحداً للتحقيق عن مئات جرائم الاغتيال، وحكومتنا الوطنية “حكومة الوحدة الوطنية، ورائدة المصالحة، ودولة القانون، و شفافية الديمقراطية” (كذا) لم تكشف لنا عن واحد من قتلة الأطباء والمهندسين، وأساتذة الجامعات والصحافيين بمن فيهم نقيبهم، وصولا إلى الحلاقين والكناسين والخبازين، لانشغالها بمطاردة “التكفيريين والبعثيين” الذين ما زالوا قادرين على اختراق أجهزة الدولة على حد تصريحات كبار المسؤولين العراقيين.
ويقولون بأنهم أعادوا بناء الجيش والقوات المسلحة ضمن سلسلة من الأكاذيب التي ما زالوا يرددونها، ونسأل بكل بساطة: ما هو مصير دباباتنا ال8000 وطائراتنا ال650 من المقاتلات والقاصفات؟ وأين مئات السمتيات من طيران الجيش؟ أين أصبحت؟ وكيف تم تدميرها؟ أو بيعها بسعر التراب کسکراب؟ و أن ما يسمى بأدواتنا العسكرية الحالية لا علاقة لها بحماية حدودنا الوطنية، بل يراد لها أن تكون مجرد جندرمة لحماية أمن الاحتلال والحكومات المحلية، وهو أبعد ما يكون عن المهام الأساسية للجيوش الوطنية التي وظيفتها حماية الأمن الخارجي للدولة، لا أن تتحول إلى قوات شرطة داخلية.
وأكثر ما يحزن النفس هو انخراط عدد من القوى السياسية العراقية في تایید الاحتلال واعتباره (تمريرة) من الاستبداد، وكأن شعب العراق العظيم لا يملك سوى خيارين إما الاستبداد السياسي، وإما الاحتلال الأجنبي الذي يرتبط بالضرورة بأعلى أشكال الاستبداد الوحشي والفساد والتبعية.
وهل من الديمقراطية في شيء إثارة النعرات الطائفية والعرقية وتقسيم المجتمع وجعل أبنائه يقاتل بعضهم بعضا؟ وهل حدث في كل من التاريخ المعاصر و الحديث والقديم تهجير جماعي، واغتيالات مذهبية، ومذابح دينية، كالتي حدثت في عهد الاحتلال الأمريكي خلال السنوات المنصرمة.
ألم تكن هذه سياسات الاحتلال الأمريكي عبر تشکیل مجلس الحكم والدستور الحالي، والمحاصصة الطائفية التي ما زالت مفروضة حتى الآن؟ برغم أن الجميع، يدينونها شفاها على الأقل، ولكنهم لا يملكون إزاءها شيئا. وإذا افترضنا حسن النية لدى بعض من انخرطوا في العملية السياسية أملا في إصلاح الأمور، فهل تمكنوا من تغيير الممارسات في شيء ما؟ ومن تعديل التوازنات على أي مستوى؟ أم أنهم سقطوا في فخ حسن النوايا الذي يكشف عن غباء سياسي مفرط أفقدهم حتى مصداقيتهم ولم يجنوا إلا فتات الموائد.
ألا يسأل البعض أنفسهم عن سر تأييد الإدارة الأمريكية لحكم الطائفيين في العراق على الرغم من علاقاتهم الوثيقة مع طهران؟ في حين أن الإدارة ذاتها تؤيد حكم الطائفيين المضاد في لبنان وتعتبر كفاح حزب الله إرهاباً.
ألم يسمعوا تصريحات نتنياهو الداعية إلى تحالف “عربي – فلسطيني – إسرائيلي” ( كذا) ضد الخطر القادم من إيران؟ هكذا يراد لنا أن نستبدل الأعداء الحقيقيين للعرب بغيرهم.
 إن المهمة الوطنية الجليلة لتحرير العراق، ووضع الأسس الثابتة لبنائه، بالديمقراطية والاستقرار يجب أن تكون من صنع أبناء العراق، كل أبناء العراق. إن التحالف الإمبريالي – الصهيوني – الرجعي لم يكن يوما جمعية خيرية تهب الناس الحرية والديمقراطية. ألم يتعظ بعض العراقيين بالانقلابات العسكرية الأمريكية الدموية التي أدت إلى إسقاط أنظمة برلمانية ديمقراطية، كما حدث في (غواتيمالا ( أربنز) وإيران (د. محمد مصدق) وتشیلی ((د. أليندي)؟
إن الخطيئة الفادحة لبعض القوى السياسية في العراق التي انخرطت في عملية الاحتلال هى تخليها عن أبسط واجباتها النضالية في الاعتماد على الذات وعلى شعب العراق، وفي ارتهانها لقوى الأجنبي وقبولها باحتلاله كأداة للتغيير بدل الثورة الشعبية، أو العصيان المدني، أو حتى انقلاب داخلي عسكري. وما زالوا حتى هذه اللحظة أسرى ارتهان قضايا العراق للأجنبي، إن من يرتهن نفسه لا سبيل أمامه إلا المزيد من الارتهان.
فلنناضل جميعا ضد الاحتلال ونفوذه وقواعده، ولنعتصم جميعا بالعروة الوثقی و الوحدة الوطنية، فهما السبيل الوحيد للخلاص والانعتاق والتحرر والبناء. دعهم يحتفلوا بما يناسبهم وبما يليق بوعيهم أو بالأحرى غياب وعيهم.
اعلاه مقتطفات من مقال حرره المفكر الوحدوي المرحوم وميض نظمي في 2009، و لا  يزال مضمونه المؤلم سارياً، بل ازداد حكام ما بعد الاحتلال سوءاً و تبعيةً و خضوعاً و فساداً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –    العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –  Emptyالإثنين 12 أبريل 2021, 9:16 am

العراق: من ذكريات اليوم المشئوم 9 نيسان 2003

د. سعد ناجي جواد
مهما مرت الايام والسنين الا انها لا يمكن ان تمحي من الذاكرة احدث وذكريات هذا اليوم المشئوم، (الاربعاء 9 نيسان/ابريل 2003)، اليوم الذي دنست فيه اقدام الغزاة ارض بغداد الطاهرة. وكلما تحل هذه الذكرى الاليمة يستذكر العراقيون الشرفاء مشاهد تعتصر القلب الما وحسرة.
عندما بدا العدوان كنت خارج العراق، وقررت العودة على الرغم من نصيحة العديد من الاصدقاء ان ابقى في الخارج وانتظار ما ستسفر عنه الامور. الا ان قرار العودة كان هو الغالب. كان السفر الى العراق انذاك لا يتم الا عن طريق البر. وكانت اول المفاجئات في يوم 8 نيسان/ابريل عند الوصول الى الحدود العراقية التي لم يكن فيها سوى شاب واحد لم يكلف نفسه حتى مشقة الاطلاع على جوازات السفر، ونصحنا ان نكون حذرين لان القوات الامريكية كانت تجوب المناطق المحاذية للطريق الدولي غربي الانبار. وللعلم فان طلائع هذا القوات كانت قد انزلت جوا قبل ايام من بداية العدوان للبحث عن منصات صواريخ بعيد المدى خشية ان يطلقها العراق باتجاه اسرائيل كما حدث في عام 1991. ثم ظهر فيما بعد ان كل نقاط الحدود العراقية كانت قد اخليت وظلت سائبة لأشهر مما مكن كل من هب ودب ان يدخل العراق، وكان على راس الداخلين مليشيات مسلحة وافراد المنظمات الارهابية، التي لم تكن تحلم بالتسلل الى العراق قبل ذلك التاريخ. ثم كانت الصدمة الثانية عندما اوقفتنا دورية عسكرية امريكية قبل الوصول الى مدينة الرمادي، وبعد ان اطلعت على جوازات سفرنا سمحت لنا بالاستمرار في المسير. عند الوصول الى اطراف بغداد شاهدت اليات عسكرية عراقية محترقة على جانبي الطريق، وشاهدت جثث بعض الشهداء في داخل احداها. كما لاحظت وجود بعض المقاومين المدنيين في بعض التقاطعات، الذين كانوا يتربصون القوات الامريكية المتقدمة نحو بغداد. اما بغداد نفسها فلقد تحولت اشبه بلعبة الاطفال التي تطلب منك ان تنتقل على الورق من مكان الى اخر وسط طرق تنتهي بكونها مغلقة وعليك ان تعود لتبحث عن طريق سالك اخر وهكذا. في اليوم التالي لوصولي ذهبت الى ساحة الفردوس، حيث يوجد فندقي مريديان-فلسطين وشيراتون-عشتار واللذين كانا يأويان الصحفيين الاجانب، وكنت اعرف بعضهم، وكانوا قد حضروا الى منزلي ليتفقدوني وليجروا معي احاديث صحفية. واجريت حوارا عبر الاقمار الفضائية مع المذيع البريطاني القدير والمعروف (جون سنو) اعدت عليه رايي بان ما يجري هو ليس حبا بالعراق والعراقيين وانما لسببين رئيسين النفط وامن اسرائيل. وبعد ان نقلت له ما شاهدته بتفاصيل، ختمت حديثي بالقول ان ما يجري لا يبشر بخير ابدا.
بعد ان انهيت لقاءاتي مع مراسلي محطات اخرى، وهممت بالخروج من الفندق حدثت جلبة كبيرة اجبرتنا على الوقوف جانبا واذا بافراد من الجيش الامريكي يقتحمون الفندق، وكانت هذه هي الصدمة الاكبر التي اشعرتني بالحقيقة المرة الا وهي ان الاحتلال قد تم فعلا، منظر اعتصر القلب وادمع العين. تركنا الفندق على عجل وشاهدت القوات الامريكية وهي تحيط بساحة الفردوس وتعد العدة لكي تسقط تمثال الرئيس، هذه التمثيلية التي كانت معدة مسبقا. خلال ساعات قليلة تحولت بغداد الى مرتع للمسلحين المنفلتين والسراق الذين لم يتركوا مصرفا او وزارة او دائرة حكومية الا وباشروا في نهبها، (باستثناء وزارة النفط التي حمتها القوات الغازية!). وكان على راس هذه المجاميع المنفلتة مليشيات مسلحة قدمت من الدول المجاورة او من شمال العراق. وكل مجموعة وضعت يدها على منزل مسؤول او دائرة حكومية وجعلت منها مقرا لها وسكنا لاتباعها. وطبعا اصحاب هذه المساكن لم يكونوا ليجرأوا على العودة الى مساكنهم. ثم انتشرت ظاهرة الاغتيالات التي قامت بها هذه المليشيات المسلحة وفرق من مخابرات دول اجنبية، وشملت الاساتذة والعلماء والضباط والسياسيين الذين كانوا مختلفين مع القادمين الجدد. ثم حدثت جرائم كان واضحا ان دول جوار (عربية وغير عربية) قد خططت لها ونفذتها، مثل حرق المكتبة الوطنية وتخريب وسرقة المتحف العراقي ومهاجمة سفارات دول اوربية كانت قد رفضت المشاركة في العدوان. كل هذه الامور حدثت امام اعين القوات الغازية التي لم تفعل شيئا لايقافها او منعها، لا بل ان بعض هذه القوات او من يرافقهم كانوا يلتقطون الصور التذكارية وهم يضحكون. ثم بدات مجاميع المتعاونين مع الاحتلال بالتوافد على بغداد، وكان واضحا من تصرفاتهم ان حب الانتقام والاستحواذ على الممتلكات الحكومية كان هدفهم الرئيس. ولم يظهر اي واحد منهم على مدى شهور لكي يطمئن العراقيين ويخبرهم بان (مرحلة جديدة مشرقة ستبدأ)، كما كانوا يدعون. وكانت اخبار القتل والتدمير تفرحهم والبعض منهم يتبجح بها على اساس ان من تطالهم هذه الجرائم كانوا من (اتباع النظام السابق). وعندما حزنت على اغتيال احد الزملاء وطلبت من باقي الاساتذة ان ننظم وقفة احتجاجية في الحرم الجامعي، (الذي بالمناسبة اصبح لأشهر عديدة معسكرا لبعض وحدات الجيش الامريكي الغازية والتي كانت تخضعنا للتفتيش في الدخول والخروج)، اقول عندما طالبت بوقفة امام ادارة الجامعة عارضني اغلب الزملاء وقال احدهم (ولماذا نحتج؟ الم يكن المرحوم بعثيا؟). هكذا وبكل بساطة اصبح التفكير السائد لدى عدد غير قليل من زملاء المهنة مع شديد الاسف. ثم جاءت القرارات التي عُدّت مسبقا والتي اريد منها تدمير العراق بصورة ممنهجة، مثل حل الجيش واجتثاث البعث وتشكيل جيش من تجميع المليشيات مسلحة وغيرها كثير.
اكثر ماكان مؤلما في تلك الايام هو الانحدار الاخلاقي الذي وصل اليه عدد غير قليل من الناس، من بينهم متعلمين ومثقفين وحملة شهادات عليا. في اليوم التالي للسقوط حدثني شخص اثق به كان يسكن قرب احد القصور الرئاسية، انه شاهد بام عينيه طبيبا شهيرا ومعروفا وصاحب مستشفى يدخل مع الغوغاء والسراق المنفلتين للقصر ويشارك في سرقة بعض محتوياته. وعندما باشرنا الدوام في الكلية بمبادرة شخصية منا كي لا يخسر طلبتنا سنة دراسية، وجدت نفسي امام اشخاص وكاني اراهم لاول مرة، وليس اولئك الذين عشت معهم اكثر من عقدين من الزمن. بدا كل واحد منهم يتبجح بهويته الطائفية وبهويته القومية الضيقة (اذا كان من غير العرب). قلة قليلة فقط حافظت على توازنها.
في اليوم الاول لوصولي للكلية وجدت مجموعة من طلبة الدراسات العليا وحملة شهادة الدكتوراة من الشباب الذين تخرجوا من كليتنا، وكانوا قبل ذلك اليوم يتظاهرون بالادب والاحترام، وجدتهم متجمعين اما مكتب عميد الكلية ويطالبونه بالخروج لكي يعتدوا عليه، وهم نفسهم كانوا قبل ايام ياتمرون باوامره وينفذونها دون نقاش. وعلى الرغم من اني كنت على خلاف مع العميد لاسباب ادارية بحتة، الا انني تصديت لهم وطلبت منهم ان يبتعدوا واخبرت سكرتير العميد، (الذي اغتيل هو فيما بعد لاسباب طائفية)، ان يطلب منه ان يغادر بسلام وبسرعة خشية ان تتعقد الامور، وبقيت واقفا حتى تاكدت انه غادر الكلية. وفي حالة اخرى قام احد افراد هيئة التدريس بجعل مسكنه مقرا لتجمع النماذج المنفلتة من الكلية (طلابا ومدرسين) لكي تجتمع وتخطط للاعتداء او لتشويه سمعة زملاءه من التدريسيين.
بعض من كانوا منتمين لحزب البعث، ومنهم من كان معروفا بكتابة التقارير على زملائه، ولا يهمه في ذلك ماذا ستكون نتائج هذه التقارير، بداوا يتبارون في سرد القصص والحكايات عن (ظلم النظام السابق لهم ولعوائلهم)، وعن بطولات زائفة لم تكن لتقنع احد.
لم يكن كل ما يجري يبشر بخير. بل كانت الدلائل واضحة لكل عاقل ومتبصر (على قلة مثل هكذا اشخاص) ان القادم سيكون كالحا ومؤلما. وهذا الشعور لم يات اعتباطا وانما كان مبنيا على احداث واحاديث القادمين الجدد. فاولا اعتبرت ادارة الاحتلال والمتعاونين معها ان كل من كان موجودا في العراق انذاك هو من اتباع النظام السابق، مهما كانت كفاءته واخلاصه، واعتبرت مكونا كاملا من مكونات الشعب العراقي بانهم بعثيون، وبالتالي فلا يوجد اعتراض على تصفية النموذجين السابقين . وعلى الطرف الاخر فان كل من اتى مع الاحتلال مهما اثير حوله من شبهات فساد وجرائم، كان هو المفضل وله الحق في الحكم. كما اعتبرت ادارة الاحتلال ان العراق (دولة مصطنعة) شكلها البريطانيون بعد الحرب العالمية الاولى، ضاربين عرض الحائط تاريخ هذا البلد العريق الذي يمتد الى الاف السنين. ولم يعد هناك حديث عن عراق وعراقيين، وانما اصبح الحديث عن مكونات. واصبح الحديث الطائفي المقيت والقومي الشوفيني البغيض هو ما يملا اسماع العراقيين عبر وسائل الاعلام، التي لم يعد اغلبها يراعي ابسط المبادئ الاخلاقية والمهنية. واصبح التهديد بالقتل وتنفيذه سمة حل الخلافات واداة للترهيب. احد طلابي القدماء، والذي كان بعثيا وحصل على بعثة دراسية في الخارج، واصبح زميلا، اوصل لي تهديدا مباشرا من احد قيادات الاحزاب الطائفية الجديدة بسبب احاديثي الرافضة للاحتلال، ولما غضبت واخبرته ولماذا لم تقل له باني معروف باستقلاليتي وبانك انت من كان بعثيا، سكت لانه كان قد ربط مصلحته مع تلك الجهة وحصل على منصب مرموق فيما بعد كان يطمح له. واخر غضب مني على الرغم من علاقاتنا الطيبة الطويلة لاني سخرت واستهجنت فكرة جعل يوم الاحتلال عيدا وطنيا، ثم اكتشفت انه ذهب ليخبر احد ممثلي الاحزاب الطائفية الجديدة بما حصل، وهو يعلم ان هذا سيكون بمثابة تحريض علي، والحمد لله ان من سرد له الحادثة كان لا يزال يمتلك بعض الشعور الوطني واتفق مع رايي. اما نهب المال العام وحتى الخاص فلقد اصبح ديدن القادمين الجدد.
ان حدوث الاحتلال جعل البعض (سذاجة في الغالب) يعتقد ان المحتلين سيعمدون الى بناء دولة مرفهة اقتصاديا، تحكمها مباديء الديمقراطية واحترام حقوق الانسان. وكنت اقول لمثل هولاء البعض ان من اخضع شعبا كاملا لحصار لا انساني قتل ما يقارب من مليوني شخص ربعهم من الاطفال لا يمكن ان يفكر ببناء عراق جديد، وكان البعض منهم يسخر من قولي.
ان ما خفف هول الصدمة من كل النماذج السلبية التي سبق ذكرها، هو انطلاق المقاومة الوطنية التي اثبتت زيف ادعاءات المتعاونيين مع الاحتلال بان العراقيين سيستقبلون الغزاة بالزهور، ونجحت في تكبيد قوات الاحتلال اضعاف اضعاف ما خسرته اثناء الاجتياح والاحتلال، واجبرته على التفكير بالانسحاب باسرع وقت ممكن.
كنتيجة للاحتلال اصبح العراق مرتعا لنفوذ الاطراف الخارجية. بل يمكن القول انه لم تبق دولة مجاورة او اقليمية الا ومدت نفوذها في العراق بطريقة ما. وكل هذه الاطراف وجدت من بين القادمين الجدد او من اصحاب النفوس الضعيفة من ياتمر بامرها ويخدمها ضد مصلحة العراق. وكل ذلك من اجل منع العراق من ان يستعيد دوره العربي والاقليمي المعهود. الانتماء الى العروبة والاعتزاز بها اصبح مدعاة سخرية الاحزاب الطائفية والشوفينية. واعتمد مبدا المحاصصة وغاب مبدا معاقبة القتلة والفاسدين. ونتائج كل هذه السياسات والتصرفات هي من اوصل العراق الى المنحدر الذي يعيش فيه، خزينة فارغة، فساد عام، خراب شامل، حملات اغتيال واختطاف وتغييب مستمرة ومطالبات صريحة بتقسيم العراق.
بعد ياس طويل ظهرت بارقة امل تمثلت في انتفاضة شباب تشرين، التي رغم محاولات تشويهها واختراقها واسكاتها بالاغتيالات والاختطافات، فان جذوتها ما زالت مستعرة، وما زال صوتها يدوي ويجبر الحكام الى الاستماع له. لقد خضع العراق وبغداد بالذات الى احتلالات واجتياحات وتدمير في فترات تاريخية متعددة، ولكن ابناءه الاصلاء كانوا دائما ما يستعيدونه ويعيدون بناءه شامخا من جديد. ورغم كل الظواهر المحبطة فان شباب العراق واجياله القادمة قادرين على فعل ذلك رغم كل العقبات التي تقف امامهم.
سلام عليك يا عراق يا موطن الانبياء والرسل، سلام عليك يا مرقد الائمة الاطهار من كل المذاهب، سلام عليكِ يا ارض الابطال التي انجبت من حرر القدس، سلام عليكِ يا بغداد يا من انجبتي العلماء الذين نوروا للعالم طريقه بكتاباتهم وانجازاتهم العلمية.
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) صدق الله العظيم
كاتب اكاديمي عراقي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –  Empty
مُساهمةموضوع: رد: العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –    العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –  Emptyالخميس 15 أبريل 2021, 8:11 am

العراق بعد 18 عاماً من الاحتلال

محمد المسفر
كان عام 2003 فاجعةً كبرى في التاريخ العربي والإسلامي، لا أحسب أنّ في تاريخ أمتنا العربية عاماً يدانيه تجزئة وانحلالاً وخراباً ودماراً وذلاً وهواناً وفرقة وانكساراً. لقد أطلّ ذلك العام الأغبر ليشهد ملوكاً يتدافعون بحثاً عن راشٍ أو وهّاب، ورؤساء يبحثون عن هبات وعطايا وسداد ديون، وأمراء لا حول لهم ولا قوة، وآخرين يفعلون ما يؤمرون من دون ضجيج. في ذلك العام التعيس، انقضّت الولايات المتحدة وبريطانيا، تعاونهما أكثر من ثلاثين دولة، لاحتلال العراق الشقيق، وليس بهدف إسقاط النظام الحاكم فيه، وإقامة نظام ديمقراطي، وإنّما لسحق الدولة العراقية، كي لا تقوم لها بعد قائمة.

(2)

كان في مقدّمة المحرّضين لإلحاق الدمار بالعراق وأهله الميامين حفنةٌ من الحاقدين الذين ادّعوا نسبهم إلى العراق الشقيق، وهم ليسوا من أهله حسباً ونسباً، قدّموا التقارير الكاذبة إلى الولايات المتحدة وبريطانيا أنّ العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، وأنّه قتل شعبه ودمّر كيان هذا الشعب. قالوا في العراق ونظام حكمة في ذلك الزمان ما لا يقال، وراحوا يجوبون عواصم الدنيا يحرّضون على العراق العربي الأبيّ وشعبه العظيم. حقّقوا مناهم، ليس بأيديهم، وإنّما بأيدي دول عظمى، وسلاحها وجبروتها، بقيادة الولايات المتحدة. في مثل هذا الشهر من ذلك العام (2003) تم احتلال العراق، وعينت قوة الاحتلال الأميركية السفير بول بريمر، ليحكم أقدم دول الحضارات الإنسانية، العراق. أمر هذا الحاكم الدخيل بحلّ أجهزة الدولة، بكلّ مكوناتها، بعد إحراق أو نهب مكتبات بغداد ومتاحف العراق؛ الذاكرة التاريخة لحضارة بلاد ما بين النهرين. وعيّن عصابة من الكذّابين الوشاة الحاقدين على العراق وأهله، ما عرف في ذلك الزمان باسم “مجلس الحكم”، وعين إبراهيم الجعفري أول رئيس لهذا المجلس تحت الاحتلال الأميركي – البريطاني عام 2003. وكان الرجل قبل ذلك يقيم في طهران ولندن. ثم كان أول من تولى رئاسة الحكومة أيضاً في ظل الاحتلال بصفته منتخباً من المكون الشيعي.

ثم في عهد نوري المالكي رئيساً للوزراء، ارتكبت أكبر الجرائم في حق الشعب العراقي، خصوصاً من أهل السنّة، وولد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وهو يتباهى بأنّه الذي أمر بإعدام الرئيس العراقي صدام حسين الذي كان أسيراً لدى قوات الاحتلال الأميركي. وماذا عن إياد علاوي، أول رئيس لمجلس الوزراء معين تحت سلطة الاحتلال، وما فعله في الفلوجة شاهد عيان.

(3)

كان إياد علاوي من أشد الناس عداء للحكم الوطني في العراق، ومن الداعين إلى إسقاطه. اسمعوا ما يقول اليوم: “العملية السياسية في العراق سببت الفساد والمشكلات. أنا شخصياً خجلان من الاشتراك بالانتخابات، ومن المساهمة باختيار القوائم الانتخابية. ولا أقبل أن أرشّح نفسي، ولا أصدقائي أريدهم أن يفعلوا، وتسأل إلى أين وصلنا؟”. يقول القاضي وائل عبد اللطيف، وهو أحد أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي في ظلّ الاحتلال، وكان عضواً في مجلس الحكم الانتقالي، بقيادة السفير الأميركي بريمر: “المستوى العام في بلدنا يتراجع في التعليم والتربية والصحة والأمن. والفقر يتزايد، والأمية ترتفع معدلاتها. والبلد أصابته آفة المخدّرات التي تأتي من دول الجوار. والقوى السياسية هيمنت على كلّ مفاصل ومؤسسات الدولة، بما فيها المصارف، وباتت لديها فصائل مسلحة انتزعت لها صفة رسمية، والسرقات طائلة، وتراجع في البنية التحتية وأمراض السرطان تفتك بالناس” (العربي الجديد، 9/4/2021). وتأكيداً لقول القاضي عبد اللطيف، بلغ عدد الأميين في العراق عام 2015 سبعة ملايين ونصف المليون، تراوح أعمارهم بين 15 عاماً و55، علماً أنّ العراق كان في ثمانينيات القرن الماضي في عهد الحكم الوطني العروبي يمتلك منظومة تعليمية تتفوق على دول محيطه، بشهادة “اليونيسكو”، التي أفادت بأنّ العراق يعاني حالياً من تصاعد نسبة الأمية لتتجاوز 47% للأعمار بين 6 و55 عاماً. ويذكر المتحدث باسم وزارة الصحة لمحطة “تي. آر. تي” الفضائية أنّ معدل الإصابة بمرض السرطان في العراق بلغ 2500 إصابة سنوياً، وقد ارتفع المعدل بنسبة 200% عام 2020.

يقول النائب فارس برفكاني: “منذ 18 عاماً، لا نرى تقدّماً، بل كلّ ما نراه هو تدهور يوما بعد يوم. العراقيون اليوم يعانون الأمرّين، والمواطن يدرك أنّ خيرات بلاده تذهب إلى غيره، وأنه ليس الهدف الأسمى للقوى السياسية التي تدير البلاد، بل لجهات غيره، ويؤكد أنّ الثمن كان غالياً بمئات آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين والمختطفين وملايين الأيتام والأرامل والدمار على طول الخريطة العراقية” (العربي الجديد، 9/4/2021). ويقول عزت الشابندر، الذي كان من أبرز المحرّضين على إسقاط النظام الوطني في العراق، على شاشة قناة “العراقية” الرسمية: “جئنا على أعتاب تغيير نفذته قوة غاشمة، لها أهدافها، ولم تسقط نظام صدام حسين لأجل عيون العراقيين على الإطلاق. وأنا قلت وأكرر القول: لو كنت بهذا الوعي الذي أمتلكه الآن حول أميركا ونواياها، لوقفت ضد الغزو الأميركي وليبقى صدام حسين. ما خلفة الغزو أبلغ جرحاً وضرراً ودماراً من بقاء صدام. ونحن في العراق بلا دولة”.

(4)

في “عراق دولة المليشيات” اليوم، 250 حزباً سياسياً، فيما الولايات المتحدة، بعظمتها، فيها ثلاثة أحزاب، اثنان منها يتناوبان على السلطة بطريقة ديمقراطية، وإن شابها خلل في السنوات الأخيرة، إلّا أنّها قادرة على إعادة صياغة مجتمعها السياسي. وفي بريطانيا ثلاثة أحزاب سياسية كبرى. وفي العراق اليوم 83 مليشيا مسلحة، هي التهديد الحقيقي لأمن العراق وسلامته واستقلاله وسيادته. يقول عضو الحزب الشيوعي العراقي علي السوداني إنّ أكثر من نصف هذه المليشيات تدين بالولاء لإيران، وتتسلم رواتب من الدولة العراقية، وتعمل ضد العراق وضد مصالح الشعب، إنّها الخطر الأكبر على البلاد.

ومن عجب أنّ الموازنة التي أقرت قبل أيام تقدّر بـ88 مليار دولار، فيما نصف العراق يعيش في ضعف شديد في الكهرباء والطبّ والتعليم والأمن، وغير ذلك من المرافق العامة. لقد انشغل زعماء المليشيات في إقرار الموازنة بإقرار حصصهم، مثل مليشيات الحشد الشعبي الذي لم يوافق ممثلوه في البرلمان على الموازنة إلّا بعدما خصص له بند يغطي نفقات أكثر من 30 ألف وظيفة اسمية. وهكذا بقية زعماء المليشيات الحزبية.

في عهد النظام الوطني، وبعد حرب دامت ثماني سنوات، وحصار ظالم شارك فيه أيضاً الجوار العربي، فإنّ الحصص التموينية لم تنقطع عن كلّ شعب العراق، وكانت الكهرباء على الرغم من الدمار الذي حلّ بالعراق الذي كان في حال أفضل مما هو فيه اليوم بعد 18 عاماً من حكم الطوائف.

آخر القول: ردّدوا معي قول الحق: “وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون” (الشعراء، آية 227). صدق الله العظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العراق: يوم العار الوطني -2003/4/9 –
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: