قناة “دبي” الفضائية تستضيف حاخامًا يهوديًّا وينسِب الأكلات الفلسطينيّة الشعبية للإسرائيليين… إعلامي سعودي: المفتول وجبة إسرائيليّة مشهورة وغالبًا ما تُصاحبها كنافة تل أبيب اللذيذة
يستمّر مسلسل التطبيع العلنيّ بين دولٍ خليجيّةٍ ودولة الاحتلال الإسرائيليّ بوتيرةٍ سريعةٍ جدًا ليشمل تقريبًا جميع مناحي الحياة، واللافِت أنّ الحديث عن “مآثر” السلام مع الدولة العبريّة وإيجابياته لا يقتصِر فقط على صُنّاع القرار في الإمارات العربيّة المُتحدّة والبحرين والعربيّة السعوديّة (الأخيرة لم تُوقّع حتى اللحظة على الاتفاق مع إسرائيل)، إنّما تعدّى ذلك ليشمل النخب الإعلاميّة والثقافيّة والفنيّة في هذه الدول.
وفي هذا السياق، أقدمت قناة دبي الفضائيّة على استضافة حاخام يهودي في أحد برامجها المتخصصة في الطبخ “نكهة إكسبو”، للحديث عن الطبخ الإسرائيليّ، الأمر الذي أثار استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين اعتبروا أنّ القناة الإماراتية تُروِّج لسرقة الإسرائيليين للطبخ العربيّ والفلسطينيّ على شاشتها.
ووفق ما نقله فيديو من القناة فقد دار اللقاء حول التعرف على مميزات ما سمته القناة “المطبخ الإسرائيلي”، وعرض تقرير للقناة مجموعة من الأطباق العربية الشهيرة، وهو ما اعتبره المدونون سرقة للتراث الفلسطيني والعربي.
ووصف معدو البرنامج في الشريط الواقع أسفل الشاشة الفلسطينيين بعبارة “السكان الأصليين”، وهو ما أثار استغراب المدونين واعتبروه محوًا متعمداً لكلمة “فلسطينيين”.
إذ كتب الناشط الإماراتي عبد الله الطويل: “لتعريف المواطن بالمطبخ الإسرائيلي: استضافة حاخام للحديث عن المطبخ الإسرائيلي بعد انتشار واسع لمطاعم إسرائيلية في دبي ملاكها من الصهاينة”!
بينما علّق حسن مفتي قائلاً: “سرقوا الأرض والمنازل والمساجد ووصفات الطبخ قلنا: الشكوى لله، متغلب بسبب ضعفنا وفرقتنا وهواننا على الناس. أمّا أنْ تتواطأ القناة وتطلق على الفلسطينيين، في شريطها، السكان الأصليين! الصراحة توقعتها تتحدث عن الهنود الحمر وسكان فولتا العليا”.
https://youtu.be/Y4l96vCN_WMكما شارك وفد إسرائيلي، زار أبو ظبي، في افتتاح المطعم الذي قدم وجبة عشاء للمسؤولين الإسرائيليين، وفقًا للتعاليم اليهودية، وشارك الحاخام يسخار كراكوفسكي، مدير مؤسسة “OU Israel” المختصة في تقديم شهادات الأكل اليهودي “كوشر” (الحلال)، الذي جاء إلى أبو ظبي خصيصًا للإشراف على الاستعدادات لتقديم هذه الوجبات، كما أصدر شهادة ترخيص لهذا المطعم.
يُشار في هذا الإطار إلى أنّ الإعلاميّ السعوديّ، إبراهيم السلمان، كان قد نشر العام الفائِت تغريدةً على صفحته الشخصيّة في موقع التواصل الاجتماعيّ (تويتر)، تطرّق فيها للمأكولات الشعبيّة والتراثية في بلاد الشام (سوريّة، لبنان وفلسطين)، حيث زعم، كما ورد في التغريدة أنّه في إسرائيل تشتهِر وجبة (المفتول) في الشتاء، وهي وجبة إسرائيليّة محببة للفلسطينيين، وغالبًا ما تُصاحبها كنافة تل أبيب اللذيذة، على حدّ زعمه.
ووفق مُحرّك البحث (غوغل) فإنّ السلمان ينشر مقالاتٍ مُتنوعةٍ في صحيفة (الرياض) السعوديّة، ويستخدِم نفس الصورة الشخصيّة في الصحيفة وفي موقع (تويتر).
يُشار إلى أنّ المفتول هو أحد الأطباق الفلسطينيّة الشعبيّة، يتكوّن من حبيبات أوْ كرات المفتول الصغيرة التي يتمّ إعدادها يدويًا في المنزل، أوْ يتمّ شراؤها جاهزةً من الأسواق، وهذا الطبق يتمّ تحضيره في المناسبات الشعبيّة في فلسطين كونه من الأطباق الشعبيّة، ويقدّم عادةً في الأعياد والمناسبات، وتختلف بعض المكوّنات في تحضيره بحسب المناطق المختلفة.
أمّا الكنافة فهي حلوى تتكّون من خيوط عجين، يُضاف إليها السمن والسكر والمكسرات. والكنافة تعدّ إحدى أشهر الحلويات في بلاد الشام، خاصّةً في فلسطين، حيث تشتهر الكنافة النابلسية، فهي من الحَلَوِيَّات الدارجة في جميع الفصول والمواسم، ويكثر تحضيرها على وجه الخصوص في شهر رمضان، إذْ أنّها تُنَشِّط الصائم بعد الإفطار، وَتَمُدُّه بالطاقة والسعرات الحراريّة اللازمة له، فهي غَنِيَّة بكميات كبيرة من السكر والفيتامينات وتحتوي على كميّات كبيرة من البروتينات واليود والحديد والفسفور.