حمى البحر الأبيض المتوسط Brucellosis
يطلق على حمى البحر الأبيض المتوسط عدة أسماء منها داء البروسيلات أو الحمى المالطية أو الحمى المتموجة Undulant أو حمى جبل طارق Gibraltar fever
وهي عبارة عن عدوى (مرض خمجي) تتميز بطور حمي حاد قد يترافق مع أعراض موضعية قليلة ويتميز أيضا بطور مزمن يترافق مع انتكاس (عودة) الحمى وضعف عام وتعرق وأوجاع وآلام مبهمة.
ما هي المسببات؟
الجرثومة المسببة لداء البروسيلات عند الانسان هي البروسيلة المجهضة Brucella Abortus (البقرية). وقد لوحظت إصابات فردية عن طريق البروسيلة الخنزرية (الخنزير) والبروسيلة المالطية (الأغنام والماعز) والبروسيلا الكلبية (الكلاب). وقد لوحظت إصابات لدى الغزلان، والحصان، والوعل، والأرانب والدجاج والجرذان الصحراوية.
يمكن أن تحصل الإصابة بالبروسيلة عند الإنسان عن طريق التماس المباشر مع إفرازات أو فضلات الحيوانات المصابة أو بتناول حليب البقر أو الغنم أو الماعز أو منتجات حليبها (مثل الزبدة والجبنة) والتي تحتوي على جرثومة البروسيلات الحية. ونادرا ما تنتقل العدوى من شخص مصاب لآخر.
يعتبر داء البروسيلات مرضا مهنيا وأكثر شيوعا في المناطق الريفية، وغالبا ما يصيب آكلي اللحوم والبيطرين والمزارعين وعمال المداجن. والأطفال أقل قابلية للإصابة. وتوزع هذا المرض عالمي.
ما هي الأعراض؟
تختلف مدة الحضانة من 5 أيام إلى عدة شهور (أسبوعان في المتوسط)، وتختلف الأعراض خاصة في المراحل المبكرة للمرض، ويمكن أن تكون البداية مفاجئة وحادة مترافقة بقشعريرة وحمى وصداع شديد وآلام مختلفة وإحساس بتوعك وأحيانا يحدث الإسهال ، ويمكن أن تبدأ أعراض المرض بالتدريج على هيئة توعك خفيف وآلام عضلية وصداع وألم خلف الرقبة مترافق بارتفاع الحرارة مساء. ومع تقدم المرض ترتفع الحرارة إلى 40 أو 41 درجة مئوية في المساء وتنخفض تدريجيا إلى المقدار الطبيعي أو القريب من الحرارة الطبيعية في الصباح، وعندها يحدث تعرق غزير.
عادة تستمر الحرارة المتقطعة من أسبوع إلى 5 أسابيع يتبعها فترة من 2 إلى 14 يوم تخف فيها الأعراض كثيرا أو تزول ثم يعود الطور الحمي، وأحيانا يحدث هذا التطور مرة واحدة فقط وأحيانا أخرى يبدو المرض بشكل مزمن أو بشكل نوبات حمية متكررة (تموجات) مع فترات تحسن وذلك يحدث خلال أشهر أو سنوات عديدة.
يلاحظ بعد هذا الطور حدوث الإمساك بشكل واضح وأعراض أخرى مثل فقدان الشهية ونقص الوزن والألم البطني والألم المفصلي والصداع وآلام الظهر والضعف العام والهيوجية والأرق والاكتئاب وعدم الاستقرار العاطفي. ويتضخم الطحال وقد تتضخم العقد اللمفية بشكل خفيف أو متوسط الشدة، أما الكبد فيتضخم في 50% من الحالات.
ومن مضاعفات المرض النادرة التهاب الشغاف الجرثومي تحت الحاد SBE أو التهاب الدماغ أو التهاب الأعصاب أو التهاب الخصية أو التهاب المرارة أو التقيح الكبدي أو إلى آفات في العظام. والاصابة المزمنة تطيل من الفترة اللازمة للشفاء ولكن الوفيات بسبب هذا المرض نادرة الحدوث.
كيف يشخص المرض؟
التشخيص المؤكد يعتمد على اكتشاف جرثومة البروسيلا في الدم أو السائل الدماغي الشوكي أو الأنسجة، ولكن اكتشاف الجرثومة غير ممكن دائما وللنتائج المصلية أهمية كبرى أيضا في التشخيص. والقصة المرضية مهمة أيضا في التشخيص مثل تعرض لحيوانات مصابة أو منتجاتها (مثل تناول حليب غير مبستر) وعلى المعلومات الوبائية والموجودات السريرية المميزة للمرض.
كيف يمكن الوقاية؟
لمنع الإصابة بداء البروسيلا يجب بسترة الحليب وتناول الجبنة المعروفة المصدر فقط. ويجب على الأشخاص المتعاملين مع الحيوانات ارتداء النظارات والقفازات المطاطية وحماية الجلد من التعرض للعدوى بالجرثومة. ويجب القضاء على الحيوان المصاب وتلقيح الأبقار الغير مصابة.
كيف تتم المعالجة؟
يتم استخدام المضادات الحيوية والمسكنات لتخفيف الآلام في الحالات الحادة مع الراحة في السرير خلال فترة الحمى.