https://www.ok.ru/video/518117985008(ميلادا) فيلم يجسد حياة المناضلة ميلادا هوراكوفا ومحاكمة للمرحلة الستالينية في جيكوسلوفاكيا؟
في عام 2017 اطلقت شركة نيتفلكس فيلما عن” ميلادا هوراكوفا” وهي ناشطة نسوية ، وبالتزامن مع الذكرى السبعين لاعدامها ( 27 يونيو 1950 ) . أحيا التشيك هذا اليوم باعتبارة التكريم بمسيرة “ميلادا هوراكوفا” بشكل خاص . ميلادا هي واحدة من أكثر الشخصيات بطولية في القرن العشرين ومن بين الشخصيات الأكثر مأساوية في بلدها تشيكوسلوفاكيا في ظل الحكم الشمولي المستمر منذ عقود. تجنب صانعو الأفلام رواية قصتها لفترة طويلة ، ولكن بعد ما يقرب من 70 عامًا من المحاكمة الاستعراضية التي أجراها النظام الستاليني في البلاد وبعد عقد من اكتشاف وثائق جديدة للمحاكمة المنحازة بشدة التي دامت مدة تسعة أيام ، أصبح لدي المهتمين بحياة هذه الشخصة مادة لأنتاج فيلماُ أخيرًا فيلمًا يصور مراحل نضالها ومسيرتها . يصور الفيلم ما يقرب من عقدين من حياة “ميلادا هوراكوفا ” وهي محامية تشيكوسلوفاكية صريحة ، ميلادا هوراكوفا السياسية والمناضلة التشيكية، التي تزوجت من بوهوسلاف هوراك فى عام 1927. وولدت ابنتهما، فى عام 1933. ومن 1927 إلى 1940 ، كانت تعمل فى إدارة الرعاية الاجتماعية فى سلطة مدينة براغ وأصبحت من المحاربين البارزين للمساواة فى مركز المرأة.
وفي عام 1929 انضمت إلى الحزب الاشتراكى الوطنى التشيكوسلوفاكى، وعندما جاء الاحتلال الألمانى النازى لتشيكوسلوفاكيا فى عام 1939 ، أصبحت هوراكوفا نشيطة في العمل في صفوف المقاومة أثناء الاحتلال النازي لبلادها جنباً إلى جنب مع زوجها ، لكن تم القبض عليها واستجوابها من قبل الجستابو فى عام 1940 ، وتم إرسالها إلى معسكر الاعتقال فى تيريزين ثم إلى سجون مختلفة فى ألمانيا ، وفى صيف عام 1944 تم محاكمة ميلادا هوراكوفا في مدينة دريسدن الألمانية ، وعلى الرغم من أن الادعاء طالب بعقوبة الإعدام ، إلا أنه حكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات وأطلق سراحها من الاحتجاز فى بافاريا فى أبريل من عام 1945 عن طريق القوات الأمريكية فى المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ، وعقب تحرير تشيكوسلوفاكيا فى عام 1945 عادت هوراكوفا إلى براغ وانضمت إلى قيادة الحزب الاشتراكى الوطنى التشيكوسلوفاكى، الذى أعيد تشكيله وأصبحت عضواً فى الجمعية الوطنية المؤقتة. وفى عام 1946 فازت بمقعد فى الجمعية الوطنية المنتخبة، تمثل منطقة بوديجوفيس فى جنوب بوهيميا وركزت أنشطتها السياسية على دور المرأة فى المجتمع، وكذلك على المحافظة على المؤسسات الديمقراطية فى تشيكوسلوفاكيا، حصلت ميلادا بعد تحرير تشيكوسلوفاكيا من سيطرة النازيين على تقدير عال بين شعبها لنضالها، لكن ذلك لم يدم، فقط استولى السوفييت على الحكم. حاولت مقاومتهم لكن فشلت ، وبعد فترة قصيرة من الانقلاب الشيوعى فى فبراير من عام 1948 استقالت من البرلمان احتجاجاً على انقلاب الشيوعيين ، وخلافاً للعديد من شركائها السياسيين، اختارت هوراكوفا عدم مغادرة تشيكوسلوفاكيا ، وظلت نشطة سياسياً فى براغ .
وفى 27 سبتمبر 1949 ألقى القبض عليها، واتهمت بأنها زعيمة مؤامرة مزعومة للإطاحة بالنظام الشيوعى، واتهمت أيضاً باقامة اتصالات مع الشخصيات السياسية التشيكوسلوفاكية فى المنفى ، فى 31 مايو 1950 بدأت محاكمة ميلادا هوراكوفا واثنى عشر من زملائها، وقد أشرف على ذلك مستشارون سوفيت، ورافقتهم حملة عامة نظمتها السلطات الشيوعية، طالبت فيها بإعدام المتهمين ، وقد تم تنظيم إجراءات المحاكمة مع الاعترافات من المتهمين تحت الإكراه، حكم على ميلادا هوراكوفا بالإعدام شنقا، مع ثلاثة متهمين، وحاول العديد من الشخصيات البارزة في إسعتطاف الحكومة الشيوعية للتراجع عن حكم الإعدام وكان من الشخصيات، ألبرت أينشتاين ، وونستون تشرشل واليانور روزفلت وجان بول سارتر . ولكن تم تأكيد الحكم، وأعدمت شنقاً فى سجن بانكراك فى براغ فى 27 يونيو عام 1950 وهى فى سن الـ 48 عاماً، وكانت كلماتها الأخيرة :” لقد فقدت هذه المعركة ولكنى أرحل بشرف، وأنا أحب هذا البلد، وأنا أحب هذا الشعب، والسعى من أجل رفاهيتهم، وأرحل عن الحياة دون كراهية ” . لم يتم إعادة اعتبار ميلادا هوراكوفا علنا، إلا بعد الثورة المخملية فى عام 1989 عندما سقطت الشيوعية فى تشيكوسلوفاكيا، وفي عام 1991 تم تغيير أحد الطرق الرئيسية فى براغ باسمها، حصلت على التكريم على أنها من ضحايا النظام الشيوعى في تشيكوسلوفاكيا . تم تصوير الفيلم بالألوان ، لكنه يتضمن بعض المقاطع السينمائية التاريخية أبيض واسود .
الفيلم الذى تم تصويره فى العديد من المواقع الأصيلة، مثل قاعة المحكمة التى وقفت فيها ميلادا قبل 68 عامًا، وركز بشكل أساسى على الفترة الزمنية بين عام 1945 وعام 1950 ، الفيلم تناول حياة المناضلة التشيكية ميلادا هوراكوفا السياسية ، وهو لا يطرح الجوانب السياسية من قصتها فحسب، بل يقترب من حياتها الشخصية . أفتتاحية الفيلم في فترة نهاية الشيوعية في ( تشيكوسلوفاكيا) ، في براغ 1990 ، عُثِر في دوائر البوليس السرى مجموعة من الرسائل المرسلة من ميلادا الى ابنتها والتي لم تغادر معتقلها وتم حجزهذه الرسائل من قبل البوليس السري، هذه المستندات والرسائل ظلت غائبة عن سطح الوجود عقوداً طويلة، حينها فقط وصلت الرسائل التي كتبتها (ميلادا هوراكوفا) لعائلتها متأخرة بذلك أكثر من أربعين عاماً لتصل إلى ابنتها (يانا). أي بعد اكثر من اربعين عام يتم تسليمها الى ابنتها (يانا) ، في حفل تكريم ميلادا هوراكوفا السياسية والمناضلة التشيكية، وبحضور إبنتها (جانا) القادمة من الولايات المتحدة الامريكية التي تعود الى بلدها بعد سنوات طويلة من هروبها منه لتلقي خطابات والدتها وتكريماتها ، وتكون بانتظارها وزيرة العدل ( بورشوفا) وبعد الترحيب بها ، تطلب استلام رسائل والدتها لها قبل اعدامها ، لكن وزيرة العدل “نامل ان نسلمها لك أمام الكاميرا” ، وتسلمها الى الابنة ، لكن الابنة تطلب قراءتها أولاً قبل الدخول الى المؤتمر الصحفي ، حيث تتلقى الابنة البالغة جانا (التي لعبت دورها تايجانا ميدفيكا) الرسائل التي كتبتها لها والدتها من السجن وتقرأها قبل عقد مؤتمر صحفي . وحين تبدا بفتح أول رسالة ينساب صوت والدتها ميلادا ، ” قرأت مؤخراً في مكان ما، أن الرسالة تشبه شعاع ضوء صادر عن نجم بعيد . فالضوء يأتينا ويسطع علينا وينير لنا دربنا في الظلام، برغم أن منبعه كثيراً ما يكون قد انطفأ منذ زمن بعيد، واندثر من الوجود . سأعانقك وأقبلك بكلماتي، رغم أن اليد التي خطت هذه الرسالة ستكون قد اختفت من الوجود منذ أمد بعيد”. بنيتي الوحيدة يانا بارك الرب حياتي بصفتي امراءة بوجودك فيها الى جانب حب والدك السحري ، كنت أعظم هدية وهبها لي القدر “، تمتلئ عيون يانا بالدموع بعد قراءة رسالة أمها ، ويرجع بنا المخرج الى براغ وفي ثلاثينيات القرن الماضي حين تخرج ميلادا من حفل موسيقى وهي تشعر بالغثيان و القئ بسبب الحمل ، بعد الانتهاء من الحفل تدعوا ميلادا وزوجها الى مقابلة الرئيس الذي كان مهتما بنشاط” ميلادا هوراكوفا” ومهتما بعملها وأفكارها بشأن الحركة النسوية ، في لندن وفي الفترة ذاتها ، لما قيل لميلادا، أن هتلر لن يغزو تشيكوسلوفاكيا، أجابت:” لا يتوقف الذئب عن الأكل هكذا الطغاة دوما، لا حدود لرغباتهم “.
في فيلم السيرة الذاتية ” ميلادا ” للمخرج القادم من بوابة التلفزيون وهوالعمل السينمائي الأول له “ديفيد مرنكا “وتم تصويره في براغ طوال عام 2016 . يعود الفيلم الى ثلاثينيات القرن الماضي ، مع مشاركة هوراكوفا وعائلتها في المقاومة ، وهي وزوجها بوهوسلاف هوراك (الذي يلعبه الممثل الأمريكي روبرت جانت) ، تم القبض عليهما ، بينما ابنتهما ، يانا (يلعب دورها عدة ممثلين حسب مراحل عمرها) تذهب للعيش مع الأقارب ، بدات هوراكوفا في نشر المقالات التي تتصدى للنازية ، وفضح أطماع هتلر في ابتلاع دول اوروبا في وقت مبكر، وكانت أحد المدافعين عن العدالة الاجتماعية الذي لا يعرف معظمنا شيئًا عنها. أصرت هوراكوفا مرارًا وتكرارًا على اعتبار أدولف هتلر تهديدًا خطيرًا لأنه صعد طوال منتصف إلى أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات من القرن الماضي بخطابه النازي، ومع ذلك فقد وقف العديد من الرجال بوجهها ، بل وصفوها بأنها “هستيرية”. عندها يرد احد أعضاء الحزب الاشتراكي ” يالك من أمرأة هستيرية ” ترد ميلادأ “وهل كل أمرأة صاحبة رأي هستيرية في نظرك؟، وتكمل عن قيمة تشيكوسلوفاكيا الى هتلر ” يعد إقتصاد تشيكوسلوفاكيا من اكبر الاقتصاديات في العالم ، وأنا متأكدة أن هتلر يحضّر لاحتلالنا لهذا السبب وبالتحديد”، مما يثير غضب المجتمعين ويصرخ بوجهها (يهودية ) لكنها سرعان ماتواجه وبهدوء كعادتها : أنا مسيحية بروتستانتية” ، ويقترح المشرف عليها بالانصراف قبل أن يتازم الموقف أكثر . قبل مغادرتها تقول كلمتها الشهيرة ” فرنسا وبريطانيا تلقيان بنا الى الذئاب ، لاتشغلهما إلا مصالحهما الخاصة ، ولاتدركان انهما مجرد خراف في قطيع مختلف .
والذئب لن يكف عن ألاكل ابداً ” ، وعادت إلى موطنه الأصلي للمشاركة مع زوجها بوهوسلاف هوراك في مقاومة النازيين والسجن وبعد الحرب (انضمت إلى الحزب الاشتراكى الوطنى التشيكوسلوفاكى ) ، في البيت تعيش ميلادا (أيليت زورر) معها أختها (فيرا) التي تعتني بأبتنها ( يانا) بسبب غيابها الطويل من البيت والتي تستقبلها ببرود بعد رحلتها الى لندن وباريس، وزوجها الطيب (سلاف هوراك ) ، ثم فى عام 1929 انضمت إلى الحزب الاشتراكى الوطنى التشيكوسلوفاكى. تزوجت هوراكوفا زوجها بوهوسلاف هوراك فى عام 1927. وولدت ابنتهما، فى عام 1933. وعندما جاء الاحتلال الألمانى النازى لتشيكوسلوفاكيا فى عام 1939، أصبحت هوراكوفا نشطة فى حركة المقاومة السرية جنباً إلى جنب مع زوجها، لكن تم القبض عليها واستجوابها من قبل الجستابو فى عام 1940. في فترة الاحتلال تنظم الى المقاومة مع زوجها ، خلال الحرب العالمية الثانية عندما تم إعتقالها هي وزوجها بوهوسلاف هوراك (روبرت جانت) ، وتعتقل ميلادا في عام 1940 في سجن (بانكراتس) وبعد سنتين تنقل ميلادا الى سجن اخر وترسل البنت للعيش مع جدها وبرعاية الخالة فيرا، ميلادا الحاصلة على الدكتوراة في القانون ، ترسل للعمل في الفرق الطبية خلال فترة سجنها ، وتلتقي في مستشفى برفيقتها في مقاومة المحتل النازي وهي النائبة ( بلامينكوفا) ، التي تستفسر عن بقية الرفاق ، وعن الاخبار في الخارج ، وتخبرها انها ليس اية فكرة لانها مسجونة منذ عامين ، وتنتظر محاكمة جديدة ، بعد أن حكموا عليها بالاعدام ، وتلوم رفيقتها نفسها لانها اعطت الاتحة باسماء اعضاء رجال ونساء المقامة وتعتقد انها هي السبب في إعتقال ميلادأ ، لكن ميلادا تخبرها إنهم لم يجدوا القائمة ، وتفاجئ بزيارة اختها مع ابنتها التي بقيت في بيت الجدة ترعاها بغياب الام والاب بسبب إعتقالهم ، كبرت البنت ( يانا) وهي بعيدة عن عيون والديها ، وتستلم هدية عبارة عن خاتم مصنوع من الخبز من زوجها المعتقل هو الاخر مع رسالة وبشكل سري ، تتعرض للتعذيب والضرب بعد اكتشافها من قبل ضابط السجن، وتنقل من السجن الى سجن آخر في درسدن بالمانيا عام 1944، ويحكم عليه بتخفيف عقوبة الاعدام الى السجن لمدة ثماني سنوات في (آيشاخ) .
وبعد نهاية الحرب ، وهزيمة الالمان أصبحت تشيكوسلوفاكيا حرة. وبعد أن دخلت القوات الامريكية الى المانيا تخرج ميلادا من السجن و تعود الى اهلها وبيتها في ، براغ عام 1945، وتجد زوجها ( هوراك) منهك ومريض ، تلومها إبنتها (يانا) بانها السبب وراء اعتقاله وبالتالي مرضة ، وحين تلومها أختها في نشاطها السياسي و الاجتماعي ترد عليها ميلادا : ” لو وقف الجميع متفرجين ، لكنا نعيش حتى اللحظة تحت حكم الرايخ الثالث “، هكذا ردت الناشطة السياسية “ميلاداهواكوفا” عندما وجه لها اللوم بسبب أن اعتقال زوجها من قبل النازيين كان بسبب نشاطها السياسي المعادي لهم . وخلافا للعديد من شركائها السياسيين، اختارت هوراكوفا عدم مغادرة تشيكوسلوفاكيا، وظلت تعمل ناشطة سياسية في براغ. وفي 27 أيلول / سبتمبر 1949، ألقي القبض عليها واتهمت بتهمة التآمر للإطاحة بالنظام الشيوعي ، واتهمت هوراكوفا ايضا باقامة اتصالات مع الشخصيات السياسية التشيكوسلوفاكية في المنفى . في 31 مايو من عام 1950 بدات محاكمة ميلادا هوراكوفا واثني عشر من زملائها. وقد تم تنظيم إجراءات المحاكمة مع الاعترافات من المتهمين تحت الأكراه، حُكم على “ميلادا هوراكوفا” بالإعدام في 8 يونيو 1950 ، مع ثلاثة متهمين آخرين هما (جان بوشال ، وأولدتش بيكل ، و زافيس كالاندرا ). تقدم العديد من الشخصيات البارزة في الغرب ، ولا سيما العالم ألبرت أينشتاين ، ورئيس الوزراء البريطاني السابق ونستون تشرشل والسيدة الأمريكية الأولى السابقة إليانور روزفلت ، بالتماس من أجل حياتها ، تجاهلت الحكومة تلك النداءات ، بل العكس تم تأكيد الأحكام . تم تنفيذ حكم الاعدام بهوراكوفا في سجن بانكراك في براغ في 27 يونيو 1950 عن عمر يناهز 48 عامًا. وكانت آخر كلماتها (مترجمة): “لقد خسرت هذه المعركة لكنني أغادر بشرف. أحب هذا البلد ، أنا أحب هذه الأمة ، أجتهد من أجل رفاههم. أرحل نحوك دون ضغينة. أتمنى لك ، أتمنى لك الحرية و الرفاهية “.
كشف تسجيل للحدث ، تم اكتشافه في عام 2005 عن دفاع هوراكوفا الشجاع عن مُثُلها السياسية. مستشهدة بقيم الرؤساء الديمقراطيين السابقين لتشيكوسلوفاكيا ( توماش كاريك ماساريك وكذالك أدفار بينيز )، واعلنت في حينها ” أعلنت أنه “لا ينبغي إعدام أي شخص في هذا البلد أو سجنه بسبب معتقداتهم ” ، بعد الإعدام ، تم حرق جثة هوراكوفا ، لكن رمادها لم يسلم الى أهلها ، وحتى مكان وجود قبروهم غير معروف . في يونيو من عام 1968 تم إلغاء الحكم الابتدائي ، بعد إعدامها بثمانية عشر عاما، لم يتم إعادة اعتبار ميلادا هوراكوفا علنا، إلا بعد الثورة المخملية في عام 1989 عندما إنتهت المرحلة الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا . وتم تغيير أحد الطرق الرئيسية في براغ بأسمها في عام 1990. في عام 1991 تم منحها وسام توماش كاريك ماساريك (الدرجة الأولى) . وفي عام 1991 حصلت على التكريم على أنها من ضحايا النظام الستاليني في تشيكوسلوفاكيا ، وفي 11 سبتمبر من عام 2008 تم الحكم على لودميلا بروزوفا العضوة الوحيدة الباقية على قيد الحياة والتي كانت في ذلك الوقت من الذين قاموا بمحاكمة ميلادا هوراكوفا، وكانت تبلغ من العمر 86 عاما بالسجن لمدة ست سنوات بسبب مساعدتها في القتل القضائي لميلادا هوراكوفا. ثم تم الإفراج عنها في ديسمبر من عام 2010 بسبب عمرها وسوء صحتها وتوفيت في 15 يناير 2015 ، وقصة ميلادا معروفة لمعظم الناس فى جمهورية التشيك، لكن الناس فى جميع أنحاء العالم لم يسمعوا عنها إلا بعد مشاهدة الفيلم الذي عرض الفيلم فى مهرجان كارلوفيفارى السينمائى ، والعجيب أن الفيلم لم يحصل على التمويل المحلى .
فريق التمثيل كان مزيج من الممثلين الاجانب والتشيكيين. تم تصوير الفيلم بالألوان لكنه يتضمن بعض المقاطع السينمائية التاريخية أبيض واسود . الغريب أن شخصية ميلادا هوراكوفا قامت بها الممثلة” أيليت زورر” الإسرائيلية التى لعبت دور البطولة فى فيلم ” ميونيخ ” للمخرج ستيفن سبيلبرج . وشاركت فى أفلام مثل “الملائكة والشياطين ” مع الممثل (توم هانكس)، وكذالك فيلم (مآسى نينا)، كما تعد آيليت من أبرز الممثلات الإسرائيليات، وعاشت فى تل أبيب وكان أبوها موظف حكومة كما كانت والدتها مختبئة فى «تشيكوسلوفاكيا» إبان الحرب العالمية الثانية، وبعد نهاية الحرب اعادت العائلة جمع شملها ورحلت إلى تل أبيب، وبعدها توجهت إلى الولايات المتحدة إلى ولاية نيويورك حيث تعلمت أصول التمثيل. وظهرت النجمة السينمائية التشيكية آنا جيزلروفا فى دور المدعية الشيوعية السيئة السمعة لودميلا بروخوفا، هى واحدة من الممثلات التشيكية الأكثر شعبية ولعبت مؤخرًا دور عضو مقاومة فى فيلم (أنثروبويد)، عن اغتيال رينهارد هيدريش. ولقد كان الدور يشكل تحديًا كبيرا لها ، لأنها عن شخصية مكروهة . من بين الممثلين التشيكيين ، يلعب فلاديمير يافورسكي دورًا جوهريًا مثل ” ألويس شميدت”حليف هوراكوفا ، والأمر الأكثر غرابة هو أن المتآمرين المزعومين الذين حُوكموا مع هوراكوفا يظهرون من العدم في المحاكمة لم نرهم من قبل ولا حتى في لقاء يتيم ، ويمكننا بسهولة أن نفترض أنها لم تقابلهم من قبل ، لكن هذا ليس دقيقًا من الناحية التاريخية. ويتجاهل الفيلم حقيقة أن خمسة منهم كان لهم نفس الانتماء الحزبي لها (الحزب الاشتراكى الوطنى التشيكوسلوفاكى). ومع ذلك ، لا يوجد أي اتصال على الإطلاق – ولا حتى نظرة متعاطفة أو خائفة متبادلة – بينهما. فيلم ميلادا التجربة الأولى للمخرج التشيكى ديفيد واستمر العمل فيه لأكثر من عشر سنوات ، وقامت ابنة ميلادا (يانا كانسكا) بتقديم الدعم للفيلم من خلال مذكراتها ومذكرات أبيها، الى جانب قدر من المعلومات حصل عليها من الأرشيف ومن جميع الوثائق التاريخية . إن أداء زورير وجانت العاطفي والموجع للقلب يتيح للمشاهدين إلقاء نظرة فاحصة على هوراكوفا ، التي قاتلت من أجل حقوق الإنسان ، وهوراك ، الذي دعم زوجته في مساعيها . سيكون من السهل على كثير من الناس رفض فيلم “ميلادا” باعتباره فيلمًا يسيّس العلاقات بين الجنسين في وقت طغت فيه القضايا العالمية على المساواة بين الجنسين. ومع ذلك ، فإن القيام بذلك سيكون ضارًا بالفيلم وغير دقيق تاريخيًا عندما ندرك أن عدم المساواة بين الجنسين – حتى لو طغى عليها صراع أكبر – لها تأثير مباشر على معظم الأحداث الكبرى . الفيلم يحاول عدم المبالغة في شرح الأحداث. قد يُترك بعض الأشخاص الذين ليسوا على دراية بظهور الشيوعية في تشيكوسلوفاكيا ببعض الأسئلة حول من هم بعض الشخصيات ، ولكن يجب أن تكون الخطوط العريضة لما حدث واضحة . يعد الاهتمام بتفاصيل الفترة جيدًا ، حيث تتطابق الأزياء والمركبات مع ما يمكن رؤيته في الصور من العصر ليضيف مصداقية أكثر على الحكاية. يتم استخدام بعض المواقع الأصلية مثل قاعة المحكمة الفعلية والجزء الخارجي من سجن بانكراك. يمزج صانعو الأفلام أيضًا في بعض مقاطع الأفلام التاريخية ، والتي تم تلوينها. تتمسك القصة أيضًا بالحقائق دون أن تكون ميلودراميًا .
في الختام : أحد الجوانب الأولى لـ( ميلادا) الفيلم الذي كان وسيلة لجذب المشاهد والانتباه هو التوقيت المناسب لإصداره. تم إصداره في 2 نوفمبر 2017 ، وهو يسبق حركة ( إنتهى الوقت ) وهي الحركة النسوية التي تحارب التميز النوعي اوالجنسي بين المراة و الرجل سواءأ في الاجور أو في تكافوء الفرص وغيرها . ووفقًا لدراسة من جامعة ولاية “سان دييغو”، أثارت حركة ( إنتهى الوقت) ، في “هوليوود”، والتي ظهرت في أعقاب اتهام قطب السينما الأميركية، “هارفي وينشتاين”، والتي تولت إدارتها عدد كبير من المشاهير البارزين ، مثل الممثلة العالمية، “ميريل ستريب”، إلى “ريز ويذرسبون”، اللواتي أرتدن ملابس سوداء في حفل توزيع جوائز “غولدن غلوب” في عام 2018، اعتراضًا منهن على التمييز بين الجنسين ، إذ فتحا نقاشًا عالميًا حول تمكين المرأة وكيفية تحقيق التكافؤ بين الجنسين في صناعة السينما، كما حفزت حملة أو “هو من أجل هي”، وهي الحملة التي أطلقها مكتب “الأمم المتحدة” المعني بالمساواة بين الجنسين و تهدف إلى تمكين المرأة وإعطائها كافه حقوقها، والحد من الإساءة والعنف ضدها ، ورفع شعار: “المجتمع دون امرأة نصف مجتمع”. وقد لاقت أصداءً حسنة في كافه أنحاء العالم من فنانين مشاهير مثل: “إيما واتسون” و”آنا هاثاواي”.
وفي الخلاصة : يتم نقل هذه الأحداث ، والعديد من الأحداث الأخرى ، بشكل سريع ومتلاحق بأسلوب رتيب في بعض الاحيان ، التسلسل الرئيسي للفيلم – وما كان يمكن أن يكون فيلمًا في حد ذاته – تم تقليص مدة هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 130 دقيقة ، لكنه يحتاج إلى فترة زمنية أطول لتغطية كل حدث مهم في حياة هوراكوفا خلال فترة 12 عامًا ، في أسوأ الأحوال إنه إهانة لإرثها . على الرغم من النوايا الحسنة ، فإن ميلادا بالتأكيد ليست النسخة السينمائية التي تغطي حياة ( ميلاد هوراكوفا) و تفاصيل المرحلة التي عاشتها المناضلة “ميلادا هوراكوفا” من الحرب الباردة في أربعينيات القرن الماضي ، وكذالك نبش للحقبة الستالينية وعن طريق سرد قصة ميلاد هوراكوفا ” التي رفضت الوجود السوفياتي والهيمنة على بلدها جيكوسلوفاكيا ، هي التي لم تكن معروفة للكثيرين خارج جمهورية التشيك ، تستحق بالتأكيد إعادة النظر فيها ، لكنني وجدت أن الفيلم يستحق المشاهدة ، على الرغم من عيوبه . ربما كان الشيء الوحيد الغير حقيقي في الفيلم هو الإيحاء ، في بعض النواحي ، بأن الشيوعيين كانوا أسوأ بكثير من النازيين. تظل هذه المقارنة نقطة حساسة في المجتمع التشيكي الحالي. تم طرد النازيين ، والألمان بشكل عام ، من البلاد بعد الحرب العالمية الثانية ؛ بالمقابل ، بقي الشيوعيون وظلوا جزءًا من المجتمع بعد انهيار نظامهم. لكن عندما علمنا أن ميلادا هوراكوفا سُمح لها برؤية عائلتها عندما سُجنها النازيون ، في حين رفض الشيوعيون أي اتصال ، فمن المستحيل تجاهل التناقض. إن شجاعة صناعه الفيلم قد خانتهم هذه المرة في قول الحقيقة في هذا الصدد .على الرغم من طاقم العمل الموهوب الذي يضم الممثلة الإسرائيلية أيليت زورير في المقدمة إلى جانب بعض أفضل الممثلين في جمهورية التشيك ، وتصميم الإنتاج الرائع عبر مواقع براغ الأصيلة ، والتصوير السينمائي النابض بالحياة لمارتن ستربا ، هناك شعور هواة ونقص ساحق الإبداع في قلب ميلادا الذي يمتص الحياة مباشرة من الفيلم . تقع مسؤولية فيلم ميلادا عاتق منتجها وكاتبها ومخرجها ، ديفيد مرنكا ، الذي ولد في جمهورية التشيك ولكنه بنى مهنتة في صناعة التلفزيون في أستراليا ولوس أنجلوس . ميلادا هو أول فيلم روائي طويل له ، وهو ليس أقل من تعهد من أول فيلم روائي طويل عن أحد أهم الأحداث في تاريخ تشيكوسلوفاكيا . في أفضل الأحوال ، إنها محاولة حسنة النية لعرض قصة هوراكوفا على جمهور عالمي .
https://ok.ru/video/518117985008