إلى حكام العرب..
القدس ومقاومة الإحتلال مرجعية الشرعية لأي منكم..
انتم عقبة التحرر والتحرير..
عيدنا هو في يوم انتفاضة وانتصار الشعوب عليكم..
أين فعلك أردوغان
فؤاد البطاينة
هذا عيد الشهداء، ويومٌ يُفرز فيه المنافقون عن المؤمنين والصادقين.
يوم معجزة من معجزات التاريخ الذي يَقهر فيه المقدسيون بصدورهم العارية عدو القدس ومغتصبها
ويحمونها بسلاح الإيمان.
الفلسطينيون هم الأوصياء من الله على المقدسات، والبارين بوصيتهم.
هذا يوم عيد تتحدى فيه المقاومة الفلسطينية الترسانة الصهيونية العالمية وتذلها في فلسطين المحتلة.
هذا يوم سقوط كل التماثيل الواهمة وكبيرها تمثال العبودية في نيويورك،
إنه يوم نُصْبُ المقاوم الفلسطيني من غزة. هذا يوم انتفاضة الشعوب العربية والإسلامية
كي تخرج على حكامها المنافقين.
لا للرمادية بعد، ولا لصمت يُقابلها.
وكل حاكم على دولة اسلامية لا يأخذ موقفاً عمليا من الكيان الصهيوني يعبر فيه عن مكنون شعبه هو منافق
وفي صف الاحتلال.
لن يبق نظام عربي واحد في أمن ولا أمان ما دام يتعامل مع العدوان الصهيوني على فلسطين وشعبها وعلى
القدس والأقصى بلسان أعوج لا يعبر إلّا عن التواطؤ.
ومن يمارس دور الحياد والوساطة أو بيانات الشجب والإستنكار من حكام العرب
فإنما هو خائن لشعبه قبل فلسطين وعدو، وبيت حُكمه حصان طروادة،
ولا تعريف له سوى الشريك في المخطط الصهيوني الاجرامي.
ما تشهده فلسطين والقدس والأقصى هو من دلالات التطبيع ودوافعه وأسبابه ونتائجه
وعلى الباغي ستدور الدوائر..
حكامنا،
وُلدتم مخصيّين فعَهَّرتم الجيوش ومخبرتم العسكر وتحالفتم على الفلسطينيين وقضية الأمة
نيابة عن الصهيوني دون أن تتذكروا بأنه الشعب الذي اختاره الله في الأرض المباركة
كي لا يُقهر في الدفاع عنها وعن شرف الأمة،
وليخزي بهم الشيطان الإنسي وكل أعوانه الناهقين والصامتين.
لا والله لن تجدوا الشعوب العربية والإسلامية إلّا في قلب المعركة في الخندق الفلسطيني إنه خندق الحق،
والحق هو الله.
أنتم جند الشيطان والمقاومون الفلسطينيون جند الله.
بألأمس سأل مستوطن تحت القصف على الهواء حماس، إلى أين نذهب، نقول له عد لوطنك،
وغداً إذا ما سألتم شعوبكم نفس السؤال سستجيبكم، إلى حيث يذهب العملاء وخونة الأمة والأوطان
حكام الذل والتواطؤ،
لم يتجرأ واحد منكم أن يقول كلمة أو يفعل فعلاً في هذه الأحداث المقدسية الخلفية،
واختبأتم وراء هواتفكم وموفديكم الفشلة توارون خياناتكم.
ويا للعار أن نرى من يُفترض به حاملا رسالة تهديد أن يقف ذليلاً لجانب الأمريكي صاغراً
يستمع له وهو يقول في العلن بأن للإسرائيلي الحق في الدفاع عن أرضه،
ولا يجرؤ هذا الموفد أن يرد عليه بأنها ارض عرب فلسطين
ومن تسميهم اسرائيليين هم مشردي أوروبا والعالم جيئت بهم أموالكم من أوطانهم إلى فلسطين
ليموتوا فيها على مذبح نهجكم الاستعماري.
ولا أن يسأله كيف هي أرضهم والموقف الأمريكي في قرارات مجلس الأمن هي أرض محتلة.
بينما نرى هذا الموفد يجتمع مع كل موفدي حكام العار في بيت الدعارة السياسية في القاهرة
يتبارون في رفع سقف الكلام والتحدي ولكنها لعبة سقطت بلا عودة.
لا يمكن للقيادة الأردنية أن تلبس ثوب قيادة أخرى ولا لنظامها أن يلبس ثوب نظام عربي أخر،
ولا باستطاعة الحاكم الأردني أن يكون كأي حاكم أخر.
ولا لخيانة أن تنجح في الأردن بالذات أبداً.
فالأردن وطن وشعب له خصوصية مصيرية مباشرة من واقع الاستهداف الأمروصهيوني،
ولا يمكن لأحد أن يتجاهل موقع هذا الوطن من المشروع الصهيوني
ولا أن يتجاهل خارطة الأردنيين بكل أطيافهم من القضية الفلسطينية ومما يجري في فلسطين.
هذا الشعب بكل مكوناته بات يُدرك بأنه صاحب قضية مصيرية واحدة
وأنه المستهدف بالمشروع الصهيوني مباشرة من البجر للنهر الكبير في الصحراء،
وبأن الضغوطات التي تنصَب على رأسه هي امريكية صهيونية هدفها تمرير احتلال فلسطين وتثبيته،
وتمتين القبضة على الاردن وشعبه ليستسلم للصهيوني.
لعل هذه الأحداث فرصة مناسبة للقيادة الأردنية أن تعيد حساباتها السياسية وترعوي
وتمتثل لصوت الشعب وإرادته.
وأن تُدرك بأن انتفاضة الأردنيين هذه المرة ستكون انتفاضة الشعب الواحد فكل أردني معني بالقضية
وبالأطماع الصهيونية، وبأن قدومها حتمي،
إنها ستكون كافية لتضع كل نظام دولي أو عربي متواطئ عند حده،
وكافية جداً لإفهام امريكا والغرب وكيان الإحتلال بأن أصحاب الأرض والقضية على ضفتي النهر
هم من في مواجهتهم، وستكون كافية لقلب موازين الاحتلال
ولساعة يطلب فيها التفاوض ووساطة التجار والخونة ولا يجدها.
وسيرحل في المحصلة كل أثر أمريكي وصهيوني من فلسطين والأردن طوعاً وهرباً
ويفر الشعب المزيف المستعار من فلسطين إلى أوطانه وتُدفن أكذوبة الشعب الإسرائيلي.
وعلى الصعيد الاسلامي أقول،
اردوغان لن يسعفك ولن يسعفنا الكلام مهما كان قاسياً.
لم نرى فعلاً لك ننتظره.
فتركيا بالإسلام نهضت وبه ارتقت عظمة الأتراك.
إن الكثيرين من العرب والمسلمين يتوسمون بك وبعهدك خيراً.
وإذا لم تتخذ في هذا الظرف موقفاً عملياً من الكيان الصهيوني
يتفق مع الحق الإسلامي والانساني والتاريخي في القدس والأقصى وكل فلسطين فلن تتخذه أبدا.
جماهير الشعب التركي تجوب الشوارع رافعة علم فلسطين، هي نفسها التي خرجت للشوارع وأفشلت
الإنقلاب عليك فلا تخذلها.
فلسطين أولى من كل مواقفك السياسية والعسكرية في بلدان المسلمين.
فلسطين بيت الله هي المحك، وأنت في هذه الأيام على المحك.
كن مع ضمير الشعب التركي وعلى مستوى طموحك لتركيا حرة في قرارها وسياساتها الخارجية.
ما زلت تحاكي سياسات الأنظمة العربية التي ردود فعلها على جرائم الصهيوني شجعته على تماديه،
فاخرج منها ولا تلتحف بخونة وعملاء العرب، وأنت التركي المؤمن الشجاع.
لا إمساك للعصا اليوم من الوسط إلا من باب النفاق.
ومن يريد نصرة الحق الفلسطيني وردع الصهيوني عليه أن يبدي حسن نيته لهذا الصهيوني
بقطع أي علاقة دبلوماسية واقتصادية معه أولاً.
وما الحافظ إلا الله، وما النصر الا من عنده.