[size=33] أنباء عن تعثر مفاوضات تهدئة وقائد عسكري إسرائيلي يعترف: لم نكن مستعدين تماما للمواجهة[/size]
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة "إسرائيل تعجز عن خوض معركة برية مع رجال المقاومة"لا تزال غزة تتعرض للقصف الإسرائيلي الذي خلف 212 شهيدا، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بصواريخ استهدفت مناطق مثل عسقلان وأسدود، وسط أنباء عن تعثر مفاوضات سعت إلى التهدئة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 212 شخصا -بينهم 61 طفلا و36 امرأة- وإصابة 1400 بجراح مختلفة جراء العدوان المتواصل على القطاع.
من جهتها، كشفت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن قيادي في حركة حماس عن تعثر جهود مصر وقطر للتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي بسبب عقبتين رئيسيتين.
ونقلت "سي إن إن" عن القيادي قوله إن العقبة الأولى مرتبطة بإصرار إسرائيل على ضرورة بدء حماس وقف إطلاق النار قبل إسرائيل، وقد رفضت الحركة بشكل قاطع هذا المقترح.
وأضاف القيادي أن العقبة الثانية تتمثل في إصرار حماس على إنهاء الاستفزازات بالأقصى وقرار إخلاء الشيخ جراح.
ونقل موقع "والا" عن قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي أن وتيرة إطلاق النار من غزة غير مسبوقة، وأنهم لم يكونوا مستعدين بشكل تام للمواجهة.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب التحقيق في الهجمات الإسرائيلية على المنازل السكنية في غزة باعتبارها جرائم حرب.
ودعت المنظمة غير الحكومية إلى التحقيق في الهجوم الإسرائيلي على مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين الذي وقع أول أمس السبت وأسفر عن استشهاد امرأتين و8 أطفال.
كما دعت إلى فتح تحقيق دولي في الهجوم على "برج الجلاء"، وهو مبنى مكون من 11 طابقا يضم شققا سكنية ومكاتب إعلامية، منها مكتبا شبكة الجزيرة و"أسوشيتد برس" (Associated Press).
استشهاد قائد ميداني
وأعلن مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة استشهاد قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، حسام أبو هربيد، في غارة استهدفت سيارته.
وأضافت الحركة أن "أبو هربيد استشهد خلال تنقله بين ميادين الجهاد وثغور المواجهة ومتابعة سير عمليات المقاومة في محافظة شمال قطاع غزة".
وأكد الجيش الإسرائيلي -في بيان- استهداف أبو هربيد، وقال إنه "كان قائدا في المنظمة لأكثر من 15 عاما، وكان وراء عدة هجمات صاروخية مضادة للدبابات ضد مدنيين إسرائيليين (…)، قاد باستمرار إطلاق صواريخ ضد إسرائيل وإطلاق نار على جنود جيش الدفاع".
من جانبه، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة "سنقاتل الإسرائيليين على مدار الوقت، وسنستمر في قتالهم حتى يرحلوا"، مضيفا "نوقع الخسائر بالعدو ونذل كبرياءه، والمعركة لم تنته بعد".
وأضاف أن "المقاومة تذل إسرائيل يوميا، وتخلق وقائع على الأرض، وسوف تصمد وتحقق الانتصار"، موضحا أن "إسرائيل تعجز عن خوض معركة برية مع رجال المقاومة".
وقال النخالة إن "المقاومة تضع العدو في مأزق تاريخي لم يسبق له مثيل".
وقال مراسل الجزيرة إن دفعات جديدة من الصواريخ استهدفت عسقلان وأسدود، كما أفاد أن ألوية الناصر صلاح الدين قصفت مجمع أشكول شرق خان يونس بـ4 صواريخ من طراز 107.
عقاب جماعي
وتسببت الغارات التي هزت مدينة غزة بانقطاع التيار الكهربائي وألحقت أضرارا بمئات المباني حسب ما ذكرته السلطات المحلية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي -في بيان اليوم الاثنين- أنه استهدف 9 منازل عائدة لقادة كبار في حركة حماس تستخدم "لتخزين الأسلحة"، وفق قوله.
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا شبكة الأنفاق التي أنشأتها المقاومة في غزة.
وبحسب جيش الاحتلال، فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال في وقت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم مصنعا للإسفنج شرق مخيم جباليا.
ووفق بيان للدفاع المدني، فإن المصنع استُهدف "بقذائف فوسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي مواد سريعة الاشتعال".
في المقابل، قال رئيس بلدية غزة يحيى السراج إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الطرق وتدمير البنى الأساسية عبر الغارات المتواصلة، مشددا على أن استهداف الخدمات المدنية بمثابة عقاب جماعي لسكان غزة.
وأكد السراج -في مقابلة مع الجزيرة- أن الغارات الإسرائيلية تسببت في أضرار جسيمة لمحطات المياه ومحطات الصرف الصحي، وطالب الأطراف الدولية والإقليمية بالعمل على وقف العدوان.
وقصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية مساء اليوم ساحل غزة بعدد من القذائف الصاروخية، كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 5 أشخاص جراء القصف الذي استهدف مناطق متفرقة من القطاع.
من جهتها، أدانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة القصف الذي استهدف مبنى وزارة الصحة في غزة، ودعت إلى وقف سفك الدماء.
كما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن حماية البنى التحتية الطبية وطواقم المعالجين أمر "واجب في كل الظروف".
وقال غيبريسوس "من الضروري أن يتم احترام المعايير الإنسانية الدولية بشكل تام، أدعو قادة جميع الأطراف إلى ضمان احترام هذه القوانين الحيوية".
وفي غزة، قالت وزارة الأشغال إن "أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية تضررت جراء العدوان المستمر، بينها 800 دمرت كليا".
من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن كميات الوقود المتوفرة كافية "ليومين أو 3 كأقصى حد"، وإن خسائر الشركة جراء القصف بلغت 8 ملايين دولار. كما أشارت وزارة التربية والتعليم إلى "تضرر نحو 35 مدرسة حتى اللحظة".
أما وزارة الزراعة فأعلنت عن خسائر أولية "تفوق 20 مليون دولار".
وأكد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة -لوكالة الصحافة الفرنسية- مغادرة 40 ألفا منازلهم التي دمرت أو لحقت بها الأضرار.
وقال أبو حسنة إن الوكالة الدولية فتحت لهم 48 مدرسة، وهي تخشى من انتشار فيروس كورونا، و"الوضع خطير جدا".
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية -ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي- أكثر من 3 آلاف و100 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء التصعيد يوم 10 مايو/أيار الجاري، وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف إسرائيل حسب ما أعلنه الجيش الإسرائيلي أمس الأحد، مشددا على أن الدرع الصاروخية "القبة الحديدية" اعترضت جزءا كبيرا منها.