منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الواقع الجديد في القضية الفلسطينية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الواقع الجديد في القضية الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: الواقع الجديد في القضية الفلسطينية    الواقع الجديد في القضية الفلسطينية Emptyالأربعاء 19 مايو 2021, 12:53 pm

الواقع الجديد في القضية الفلسطينية

أعتقد أن هناك واقعاً جديداً على الأرض أفرزته المواجهات الفلسطينية- الإسرائيلية الحالية، يمكن إجماله في عشر نقاط، سوف تفرض نفسها الآن وفي المستقبل، تتمثل في الآتي:

 أولا: أصبح العالم أمام واقع جديد اسمه القضية الفلسطينية، هذا الواقع الذي كان قد توارى تماماً وأصبح في طي النسيان، نتيجة عوامل كثيرة، بل كنا قد دخلنا في واقع جديد اسمه التطبيع، والانبطاح، وأحياناً العمالة والخيانة.

ثانياً: نحن الآن أمام واقع جديد اسمه حرب المدن، فلم تعد هناك مدينة إسرائيلية خارج نطاق العمليات العسكرية، بالتالي لم يعد هناك اسرائيلي واحد في مأمن، وهو ما سيغير من الفكر الإسرائيلي العسكري والمدني في آن واحد.

ثالثاً: نحن الآن أمام واقع جديد اسمه: الفلسطينيون وفقط، وليس العرب، ذلك أن القضية كان يجب من البداية أن تكون فلسطينية مجردة، لأن التدخل العربي هو الذي أفسدها منذ فصولها الأولى، بالخيانة تارة، والتقاعس تارة أخرى.

رابعاً: نحن الآن أمام واقع جديد سوف يفرض نفسه على مسار أي مفاوضات قادمة، بعد أن أصبح هناك ما يشبه توازن القوى، مما سيرفع من سقف المطالب الفلسطينية على كل المحاور.

 خامساً: نحن الآن أمام واقع جديد اسمه: إسرائيل القابلة للهزيمة، بل والهزيمة الساحقة، من فصيل مسلح ليست لديه مصالح من أي نوع يخشى عليها، بل لديه عقيدة راسخة تتمثل في إيمانه بقضيته.

سادساً: نحن الآن أمام واقع جديد اسمه: عرب ٤٨ أو عرب الداخل الإسرائيلي، الذي كانت ترى فيه إسرائيل أنه استكان وخضع للأمر الواقع، وقد مثل ذلك مفاجأة كبيرة للعالم أجمع.

سابعاً: هناك واقع جديد يتعلق بفلسطينيي الضفة الغربية، الذين لم يتأثروا لا بنظرية دايتون، ولا اتفاقية أوسلو، ولا بالتنسيق الأمني، واكتشفت إسرائيل فجأة كما السلطة الفلسطينية أن كل ذلك كان سراباً.

ثامناً: نحن الآن أمام واقع جديد يتعلق بالشعوب العربية، التي لم تعد تعير أي اهتمام بالمواقف الرسمية المتخاذلة لقادتها، وظهرت الفجوة الكبيرة من خلال السوشيال ميديا بشكل خاص.

 تاسعاً: نحن الآن أمام واقع شعبي جديد، لم يعد يأبه للمؤتمرات، سواء العربية أو الإسلامية أو الأممية، وبصفة خاصة مواقف العواصم الأوربية، حيث أصبحت القناعة فقط بما يجري على أرض الواقع، ولغة القوة بشكل خاص، بعد أن جربت الشعوب قروناً طويلة من المؤتمرات والتصريحات وبيانات الشجب والاستنكار دون جدوى.

 عاشراً: أصبحت إسرائيل تحديداً أمام واقع جديد، يتمثل في أن التطبيع مع كل الدول العربية وهم وسراب، إذا لم يكن هناك تطبيع مع الفلسطينيين، كما أن التطبيع مع الفلسطينيين هو الطريق الوحيد للأمن والأمان، حتى إذا لم تكن هناك علاقات مع أي دولة عربية، ذلك أن القضية فلسطينية أولاً وأخيراً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الواقع الجديد في القضية الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الواقع الجديد في القضية الفلسطينية    الواقع الجديد في القضية الفلسطينية Emptyالأربعاء 19 مايو 2021, 12:54 pm

الهيمنة العسكرية الإسرائيلية لم يعد لها وجود، حتى على مستوى المواجهات البرية

كل هذا الواقع الجديد سوف يغير بالتأكيد المعادلات كاملة، معادلة المفاوضات بين الطرفين، معادلة المطالب الفلسطينية، معادلة التفكير الإسرائيلي، معادلة توازن القوة، معادلة التهجير والاستيطان واحترام المقدسات، مع الوضع في الاعتبار أن عامل الوقت لم يعد في صالح دولة الاحتلال، ذلك أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين الآن أصبحوا يفتقدون للأمن والأمان، وهو ما يجعل الهجرة العكسية، أو العودة إلى أوطانهم الأصلية أمراً مطروحاً بقوة، مادام الأفق لا يبشر باستقرار من أي نوع.

وهنا تجدر الإشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية، التي استمرت ثماني سنوات (١٩٨٠- ١٩٨٨) ولم تتوقف إلا بعد أن طورت الدولتان في توقيت متزامن صواريخ متوسطة المدى، طالت هنا وهناك، أصبح يستيقظ على وقعها سكان مدينتي بغداد وقم في آن واحد، وهو الأمر الذي جعل كلا الطرفين يسعيان إلى إيقاف الحرب بأي ثمن وأية شروط، وكانت الجملة الشهيرة للإمام الخميني وقتها، بالموافقة ((وكأني أتجرع السم).

المؤكد فيما يتعلق بقضيتنا هنا، هو أن الهيمنة العسكرية الإسرائيلية لم يعد لها وجود، حتى على مستوى المواجهات البرية، وإلا لكانت أقدمت على اجتياح غزة منذ الساعات الأولى للمواجهات، بل الأكثر من ذلك هو أن أي مواجهة مقبلة مع حركة حماس، سواء بعد عدة شهور أو أكثر، أو عام أو أكثر، يمكن أن تفاجئ إسرائيل بسلاح مضاد للطائرات، أو قبة حديدية فلسطينية، وهو ما ينزع عن جيش الاحتلال أي تميُّز جوي، وهو التميز الذي منحها في المرحلة الحالية حرية هدم منازل المواطنين العزل، أو الأبراج السكنية التي لم يكن لأصحابها أي ذنب اقترفوه، اللهم إلا كونهم فلسطينيين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75858
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الواقع الجديد في القضية الفلسطينية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الواقع الجديد في القضية الفلسطينية    الواقع الجديد في القضية الفلسطينية Emptyالخميس 10 يونيو 2021, 12:52 am

لا بديل للشعب الفلسطيني عن المقاومة كخيار استراتيجي واحد ووحيد في مواجهة كيان يؤكد سلطته وحريته المطلقتين.. ولا رهان على التفاوض وقد استنفذ جميع إمكاناته ولا أمل في حل الدولتين

دكتورة خديجة صبار
تزامنت ذكرى النكبة مع تحولات أحدثها اشتعال هبة فلسطينية شملت جميع أنحاء أرض فلسطين المحتلة، مسنودة بمقاومة فلسطينية أحالت قطاع غزة إلى قوة فاعلة للمقاومة المسلحة والشعبية، تؤذن بتكريس معادلات قوة الردع في مواجهة الكيان. وهل ما زال حلم العرب بالسلام والحروب التي لم تغادر ديارهم منذ عام 1948 الذي شكل سؤالهم الوجودي؟ هل يمكن الحديث عن حل الدولتين مع من يرفع شعار “الموت للعرب”؟ ماذا بعد معركة “سيف القدس” التي استنفرت قوى عربية وغير عربية، والالتحام بين كل مكونات الشعب الفلسطيني بنغمته الموحدة؟ وهل بتنا أمام مرحلة مفصلية في الشرق الأوسط؟ وهل قضية التحرير الفلسطينية قضية وطنية فقط؟
إن دولة الكيان تجد أسسها الإيديولوجية في مصادر اليهود اللاهوتية، يقول موشي ديان في صحيفة جيروزاليم بوست بتاريخ 10 أغسطس 1967:”إذا كنا نملك التوراة، ونعتبر أنفسنا شعب التوراة، فمن الواجب علينا أن نمتلك جميع الأراضي المنصوص عليها في التوراة.” الوطن الحقيقي لهذا الشعب هو نص التوراة وتأويلاتها، وهو اليوم يصوغ دولة أبرتايد عبر قانون القومية. جاء في وثيقة  السلام من أجل الازدهار:” لدى دولة إسرائيل رغبة مشروعة في أن تكون دولة قومية للشعب اليهودي وأن يتم الاعتراف بهذا الوضع في جميع أنحاء العالم”[1]، وفي الصفحة السابعة منها: “يجب على الزعماء الفلسطينيين أن يعتنقوا السلام من خلال الاعتراف بدولة إسرائيل كدولة يهودية، ورفض الإرهاب بجميع أشكاله، واتخاذ ترتيبات خاصة تلبي الاحتياجات الأمنية الحيوية لإسرائيل.” هذا الاستعلاء والعنصرية واحتقار الآخر يفضي بسهولة إلى الجريمة من مذبحة دير ياسين لدفع العرب إلى الخروج من الأرض الموعودة وجعلها صافية للشعب المختار، إلى المجزرة الرهيبة في مسجد “اللد”، إلى صبرا وشاتيلا  فمذبحة الحرم الإبراهيمي(…) الكيان دولة عنصرية تحتل الأرض وتنتهك حقوق الشعب الفلسطيني وترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تقودها عصابة حركة صهيونية عنصرية تجد أصولها في البنية الفكرية والعقائدية، وتستثمر في المسألة اليهودية سيرا نحو النقاء العنصري: فلا اهتمام بالآخر ولا رغبة في التنوع والاختلاف، وجوده يعني التطهير العرقي ونفي الغير.
والصهيونية السياسية لم تعزز النزعة القومية فقط بل خلقت نوعا من “انعدام الدولة ” لسكان دائمي الازدياد  يشملون اليهود أيضا، إذ ” تمثل عمليات الطرد الكبيرة الجماعية للفلسطينيين عام 1948، تاريخ احتلال الحركة ميدانيا والاستيلاء على الأرض – هدر كرامة الأمة العربية التي لم تغادر الحروب ديارها حتى الساعة، وتطرح سؤال العرب الوجودي- مرورا  بحرب 1967، والمصادرات المتكررة للأراضي الفلسطينية التي تستمر الآن مع بناء الجدار وتوسيع المستوطنات.”[2]  فدولة الكيان صهيونية مع الإقرار أن كل يهودي ليس صهيونيا بالمطلق. والصهيونية لا تعيش وفق مبادئ وقيم إنسانية فأروقة التاريخ تردد صدى شناعة أفعالها من نسف وحرق وتخريب وتدمير وتهجير؛ عدائيتها القاتلة مرتبطة بتراث تاريخي ثقافي قبل ثورة البراق إلى المظاهرة الأولى في القدس يوم الجمعة 13 أكتوبر 1933، حتى الهبة الشعبية الفريدة والنوعية اليوم التي انطلقت شرارتها من القدس التي قال عنها بن غوريون ذات يوم:”حرب القدس هي حرب أرض إسرائيل، لا بسبب أهميتها التاريخية فحسب بل لأسباب إستراتيجية أيضا،”[3] متجاهلا أن كرامة الأقصى من كرامة العرب والمسلمين وأصحاب الرسالات التوحيدية.
أينعت شرارة “الهبة الرمضانية” من قلب القدس المحتلة، ضد مخططات الاستيطان والاعتداءات الوحشية لشرطة الكيان ومستوطنيه لطرد العائلات المقدسية من منازلها في حي الشيخ جراح بهدف التهويد، وسرعان ما اتسعت لتشمل الأراضي المحتلة عامي 1948، و1967، لتسارع المقاومة في قطاع غزة إلى ملاقاة الهبة بتأكيد وحدة مصير الشعب الفلسطيني وحماية عروبة القدس والمقدسيين ومنع الاستفراد بهم واقتلاعهم من منازلهم ليحتلها المستوطنون. وهبة القدس” بمنطق الزمن التاريخي تستند إلى تراكمات أفعال عدوانية من قضم وضم وتشريد وتهجير، تراكم أحداث أسس لوعي جيل جديد من شباب فلسطين الداخل- انتفض من أجل القدس وحي الشيخ جراح  والمناطق الفلسطينية الأخرى داخل الخط ألأخضر- الرافض للتهويد المجسد لكل المنطلقات العنصرية ولحياة الذل والهوان، والتواق لعبير الحرية والاستقلال. جيل يعرف وجهته ويلم الجهود المبعثرة في كل مكان: تخلص من زمن جدوى الكلمات وعبارات الشجب والتنديد إلى الفعل على أرض الواقع بمنهاج عملي وروح علمية وبثقة في المستقبل، وحراك سلمي من أجل مطالب عادلة، جوهرها قضية الانتماء باعتباره جزءا من الشعب الفلسطيني الذي نجح الكيان في تقسيمه على أساس جغرافي إلى مربعات ما يزيد على سبعة عقود – لم يتوقف فيها الشعب يوما عن تقديم التضحيات الجسام، تطوي صفحاتها الشهداء يوما تلو الآخر، و أحلام حاملي إصابات تحولت إلى عاهات مستديمة – جيل متمسك ببعده الوطني وبوحدة الوطن وبهويته التي لا يرضى غيرها بديلا وبوحدة المصير، نابذا هوية المحتل الذي لم ينجح – رغم التهويل والترهيب والتوقيف والاعتقال- في احتوائه أو إدماجه أو إعادة صياغته أو قتل روح التصدي والمقاومة في أعماقه بعدما تبين له أن التعايش والديمقراطية بين أفراد مجتمعه أكذوبة، والدليل حدث يوم الثلاثاء 18/5 حيث شارك مئات الآلاف في إضراب عام في المناطق العربية داخل الخط الأخضر احتجاجا على وحشية الشرطة أثناء فض أعمال الشغب واغتصاب المنازل الفلسطينية في القدس، علما أن فلسطين التاريخية لم تشهد إضرابا عاما منذ إضراب 1936.
جيل ما بعد أوسلو الناشط على منصات التواصل الاجتماعي، السند الإعلامي المتجاوز للإعلام الرسمي و وكالة المخابرات المركزية أو الخارجية الأميركية وصناعة الرأي العام، لا يهاب غطرسة المحتل مستعد للمواجهة مع معرفة خطرها ويجعل من الوقائع نسيجا للحقائق القابلة للتماسك والمتانة، انطلق من وعي الواقع المعيش واختار الدور الذي يجب أن يلعبه عبر التخطيط  لعمل ممركز في اتجاه المشاكل الحقيقية، وإبراز صورة جديدة في عالم يصغر وتقصر مسافاته كل يوم عبر وسائل الإعلام والتكنولوجيا وبالطرق الناجعة في استعمال وسائل تقنية التواصل بالأخص شبكات التواصل الاجتماعي في نقل صورة حية لمجريات الأحداث كما تقع ولحظة حدوثها، مكنته من الكشف عن قدرات كامنة للعثور على العلاجات المناسبة من خلال العمل على جبهات مختلفة وبذكاء: التعبئة في الداخل الفلسطيني وفضح عدوان الاحتلال الإسرائيلي ونقل فظائعه للعالم، فطفت القضية على الساحة تدعو الجماهير إلى اتخاذ مواقف محددة لدور الإعلام في تكوين الرأي العام، ومؤشر على أن جذوة فلسطين حية في قلوب الشعوب العربية الإسلامية وأحرار العالم رغم سيطرة رأس المال الصهيوني على وسائل الإعلام الصانعة للرأي العام عالميا، لتصبح مهوى أفئدة شعبها الفلسطيني ومعظم الجماهير العربية والإسلامية: كيف نفسر مسيرات شعبية  في أكثر من أربعين مدينة في المغرب رغم التطبيع الرسمي ومنع المسيرة الكبري في العاصمة. لم يقتصر الأمر على الشبان الفلسطينيين في القدس فقط بل ربط القدس والأقصى بالبعد الفلسطيني كافة إذ امتد لشباب “الضفة الغربية “وغرة، وفي الشتات الفلسطيني، خاصة اللبنانيين والأردنيين، وتضامن الشعوب العربية وأحرار العالم.
معركة “سيف القدس”: القوّة وتحدي الهيمنة
اتخذ القرار الجريء بقصف أحياء القدس الغربية المحتلة ومدن ومستوطنات جنوب فلسطين المحتلة بصواريخ المقاومة، الأمر الذي فاجأ مسؤولي الكيان ودفعهم إلى شن عدوان وحشي في قطاع غزة ضد المدنيين في محاولة لتأليب الناس ضد المقاومة ووقف انطلاق الصواريخ، وفرض الشروط الصهيونية. والنصر عادة يولد من رحم الإرادة والقوة ومن تكريس الفعل على أرض الواقع، وكل انتصار يؤسس له منحى على المستوى النفسي والإبداعي. ورغم ترسيخ أسطورة الجيش الذي لا يقهر وقوة ردعه والقبة الحديدية الواقية في حياتنا لسنوات حصيلتها تفوق سبعة عقود، شهد فيها الصراع العربي الصهيوني انتكاسات عسكرية متكررة  خلفت ندوبا، إلا أنها لا تخلو من شعاع ولوج فجر جديد، ولد شحنة عالية من الرغبة في إرادة التغيير ظهرت بوادر نتائجها بتحرير جنوب لبنان سنة 2000، أول انكسار عسكري للجيش الذي لا يقهر واستسلامه، وبداية ولوجه المنحنى التدريجي بانتصار عام 2006، ليتم التتويج بملحمة “سيف القدس” 2021 كحدث واقع بالفعل لا حاجز يفصل تفاصيله عن مشاهدي العالم، إذ استطاع الشباب إيصال ما يعاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي بطرقهم الخاصة، باعتبار أن لكل إستراتيجية أدوات ووسائل تعتمدها في سبيل تحقيق أهدافها. ورغم ثقل التضحيات وثمنها البشري الكبير من شهداء وجرحى ومشردين ومعتقلين؛ إذ أسفر العدوان الوحشي على الأراضي الفلسطينية عن 279 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، 90 منها في حالة حرجة. ولئن خضبت الأرض في غزة بدماء المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ غير القادرين على القتال والدفاع عن أنفسهم كل ذلك القصد منه كسر إرادة الفلسطينيين، وليس فعالا في ثني قوة إرادتهم في تطوير قدراتهم القتالية إلى النهاية لتحرير أرضهم، ورغم الحصار الخانق من إسرائيل وحلفائها الغربيين ومن العرب فإن الفصائل الفلسطينية نشرت الرعب والهلع بين المستوطنين وجعلتهم يعيشون تحت التهديد والخوف، بل أحالت حياتهم إلى جحيم التدافع إلى المخابئ إثر سماع صفارات الإنذار. بشهادة جنرال إسرائيلي سابق لئن:” دمر سلاح الطيران الإسرائيلي غزة فإن شيئا واحدا فشل في تحقيقه، هو وقف إطلاق صواريخ حماس، فكيف العمل في مواجهة حرب متعددة الجبهات ينضم إليها حزب الله؟” هذا بالإضافة إلى سقوط النظرية القائلة بإمكانية الانتصار في الحروب من خلال الطيران فقط. أما التضحيات فقد ألفها شعب فلسطين وشبابه من “مسيرات العودة” إلى “هبة البوابات الإلكترونية” و”هبة باب الرحمة”  و”باب العامود” إلى “هبة باحة الأقصى”، والنتيجة إجبار العدو على الإذعان أمام اتساع دائرة التضامن والتأييد العربي والإسلامي والدولي للشعب العربي الفلسطيني ومقاومته وإدانة العدوان الصهيوني. وهو ما عكسته التظاهرات الشعبية في العواصم والمدن الكبرى بمظاهرات حاشدة تأييدا للفلسطينيين وتنديدا بالكيان، عمت الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية والدول العربية، وإقدام المتظاهرين العرب، اللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين على اجتياز خط الحدود مع فلسطين المحتلة انطلاقاً من الحدود اللبنانية، والحدود الأردنية. وظهر للعالم أجمع أن الكيان شرس يتبنى سياسة العدوان والتضليل وسفك الدماء، ومع ذلك يبرر الدمار ومجازر جيش الاحتلال وحربه العدوانية التوسعية وإبعاد سكان المنطقة إلى الخارج وإيفاد يهود العالم إلى الدولة، “بحق الدولة العبرية المشروع في الدفاع عن النفس،” وأنها لا تنشد سوى السلام مع محيطها الإقليمي، ولا تدخل أي حرب إلا دفاعا عن حقها في الكينونة، الشيء الذي يعبر عن الظلم الاستعماري الغربي الذي لحق بالشعب الفلسطيني خصوصا والأمة العربية بوجه عام وما يزال. الكيان هو الحارس لمصالح أمريكا ومصالح الغرب في المنطقة وقاعدة لشن الحروب على الأنظمة الوطنية المناهضة للسياسات الغربية والأدوات العربية المحلية المرتبطة بالغرب والمناهضة للأنظمة الوطنية والتقدمية؛ وليس مفاجئا أن يجدد الرئيس الفرنسي التزام فرنسا الراسخ بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس. وأن يصرح وزير الخارجية الألماني في إسرائيل:”أكدنا دائما على أن إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها، وجزء من هذا هو تدمير المنشآت التي تنطلق منها الهجمات على إسرائيل، والحيلولة دون شن هجمات مستقبلية عن طريق التأكد من أن البنية التحتية لمثل هذه الهجمات لم تعد تشكل خطرا”، وتبنى الرئيس الأمريكي “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. إسرائيل امتداد للغرب وممثله الحضاري وخليفته الاستعمارية، هذا ما يجعل الولايات المتحدة لا تتردد في تأييدها المطلق للكيان، من هنا يتوجب على العرب الوعي بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعا، لأن “الكلام عن أزمة عربية بالمفرد غلط منطقي وخطأ سياسي من عهد الإيديولوجيات الذي كان أصل كل ويل وبلاء” العروي
ما ذا بعد تجربة “سيف القدس”؟
سنظل نتحدث لزمن طويل عن ملحمة “سيف القدس” بما هي لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني بل والعربي والكيان أيضا، باعتبارها معركة زمام الأمر فيها كان للمقاومة، وستخلق واقعا جديدا وتحدث تحولات ستفرض حضورها على المشهد، أولى النتائج التي تستحق التقدير:
كم هو جميل هذا الجيل الرابع والخامس الذي لم تبعده تحديات الحياة ومسؤولياتها، الساعي لخلق الشروط التي تمكنه من أن يعيش حياة حرة ممتعة، جيل ليس في حاجة إلى الهروب إلى “النيرفانا” أو البحث عن الخلاص في جغرافية أخرى إذ يبرز ظاهرا لحمل المشعل، وفي تماس مع الشعوب العربية وأحرار العالم في جميع المدن الغربية.
كرست المقاومة معادلة ردعية جديدة أدخلت مشروع الكيان في مرحلة التراجع ووضعت معركة “سيف القدس” الشرق الأوسط أمام مرحلة مفصلية وحققت واقعا جديدا أساسه عدم الاستمرار في نفس الاتجاه وتصور بداية جديدة بعبارة هيدجر في بعدها الصحيح” البداية ليست خلفنا وإنما هي أمامنا”.
–  بينت أن وحدها الشعوب هي القوة التي تصنع التاريخ، احتل الشباب الفلسطيني قمة الهرم بفعله على الأرض وحرك الأنظمة و القيادات وأحرار العالم.
– ربطت القدس والأقصى بالبعد الفلسطيني جغرافيا بحيث أظهرت فشل المقاربات الأمنية، فالشعب الفلسطيني لا يمكن تذريره أو تجزئته، هناك التحام تام بين جميع مكوناته، وربطت القضية الفلسطينية والشعوب العربية وأحرار العالم، وأن الفلسطينيون يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها وحقوقها المسلوبة، ويدافعون عن مقدسات المسلمين المغتصبة.
– ظهر جليا أن المراهنة على حكام الغرب سراب هو جزء من المشكل وليس الحل، هو العائق والمثبت لسرطان الاحتلال الاستيطاني؛ والإهانة المنظمة التي يتعرض لها الفلسطينيون يوميا تحس بها- بشكل كبير- الأغلبية الساحقة من الشعوب العربية والإسلامية. أما أمريكا وحروبها: فهي “لا تقوم على بنية قومية، إنها ما تزال تسعى إلى التشكل، ولهذا فهي تسعى بالمقابل  إلى تقويض كل البنى القومية ذات الحضور في التاريخ عبر انتقامات متتالية ومختلفة و بطريقتها.[4]
– استحالة حل الدولتين لأنه سيؤدي إما إلى دولة أبارتايد طبقا لقانون “أبراهام” – وما يعيشه عرب الداخل على مستوى الديمقراطية وحقوق الإنسان- أو إلى دولة غير قابلة للحياة فما بالك برفع شعار” الموت للعرب”.
– انكشف مقت التطبيع الانصياعي/ التتبيعي وأنظمته وزيف تبريراتها وتناقضها، إذ لا يمكن الجمع بين التطبيع والدفاع عن القضية الفلسطينية.
– ظهور نقاش فكري بين الجيل الجديد عبر العالم بما فيهم جيل شباب اليهود القائم على فكرة أن اليهود ضحايا العالم، ويرى في الفلسطينيين ضحايا أعمال العنف الصهيونية.
وأنتجت المعركة زخما جماهيريا أكسب المشروعية لصالح المقاومة، وبدأ يتردد الحوار غير المباشر مع غزة لشرعيتها الجماهيرية، لأن العالم عبر التاريخ لا يحترم سوى الأقوياء، لكن يبقى سؤال الأسئلة هو كيف يمكن تحصين هذا الإنجاز وتعزيزه؟
[1] – الوثيقة الأخيرة “السلام من أجل الازدهار” رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ص 13.
[2] – جوديث بتلر، افتراق الطرق: اليهودية وانتقاد الصهيونية (نيو يورك: مطبعة جامعة كولومبيا 1912) ص2.
[3] – صفحات من مسيرتي النضالية، مذكرات جورج حبش، مركز دراسات الوحدة العربية 2019، ص 24.
[4] – جان بورديا و إدغار موران، عنف العالم، ص 22.
(المغرب)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الواقع الجديد في القضية الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة :: حركات التحرر والمنظمات والفرق العسكريه-
انتقل الى: