منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Empty
مُساهمةموضوع: لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"   لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Emptyالأربعاء 19 مايو 2021, 3:53 pm

لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"

من شأن استمرار "سيف القدس" فترةً أطول تزخيمُ الملحمة الفلسطينية وانضمام جبهات أخرى إلى المواجهة في ظل تعميق المأزق الإسرائيلي.

يتفاقم مأزق الاحتلال الإسرائيلي أكثر كلما طال أمد عدوانه على قطاع غزة، في حين يتعزّز في المقابل موقفُ المقاومة وإنجازاتها. أحد أوجه المأزق الإسرائيلي يتمثَّل بعجز قادته حتى الآن عن تقديم أيّ إنجاز يمكن تسويقه في جبهتهم الداخلية. وبالتالي، فهُم يُمَنّون النفس بتحقيق أهداف، من قبيل اغتيال قيادات في المقاومة بعد أن عجزوا عن تحقيق أهداف أُخرى، منها شلّ قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ، وإعطاب عصب إنتاج الصواريخ فترةً طويلة. 

يمكن القول إن قادة الاحتلال، ولاسيما رئيس الحكومة المستقيلة بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان أفيف كوخافي ووزير الأمن بيني غانتس، وصلوا إلى حالة استعصاء، لا هم قادرون على إيقاف الحرب الآن والرضوخ لشروط المقاومة، وإلاّ فإن الأمر سيبدو كأنه هزيمة محقَّقة في نظر جمهورهم وستكون له انعكاسات على طموحهم ومستقبلهم السياسيَّين، ولا هم قادرون، من جهة أُخرى، على الاستمرار في العدوان أمداً طويلاً، لأن من شأن ذلك أن يعمّق إخفاقاتهم ويُضيف إليها تحديات جديدة سوف تفرض نفسها مع مرور الوقت.

كثُرت الإشارات في الصحافة الإسرائيلية إلى انتصار المقاومة في معركة الوعي، خلال هذه المواجهة. هذا ما يؤكّده ناحوم برنيع في "يديعوت أحرونوت"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" موجودة في مصيَدة: "لا نية للمستوى السياسي في الانتقال إلى عملية برية، ولا أحد يتوقع أعلاماً بيضاء فوق منازل غزّة".

ويستنتج الكاتب أن لعملية "حارس الأسوار" اسماً معلناً. لكنْ، لا هدفَ معلنًا لها. "يوجد هدف واحد فقط: الوقت". 

المأزق الإسرائيلي يتجلّى في أكثر من وجه، وعلى أكثر من صعيد، ويمكن تلخيص أبرز العوامل والأسباب، التي تدفع إلى هذا المأزق، في النقاط التالية:

اشتعال الضَّفة الغربية
تخشى "إسرائيل" دخول جبهة الضفة الغربية بقوة أكثر على خط المواجهات وتقويض سلطة رام الله. عدد من الصحف الإسرائيلية أبدى خشيته من اشتعال الضفة، الأمر الذي من شأنه أن يَقْلِب المشهد بصورة دراماتيكية، وأن يُصَعّب على قوات الاحتلال احتواء الأحداث، بينما لا تزال تحت صدمة المواجهات في فلسطين الـ48.

تُعَنون "جيروزاليم بوست"، في هذا السياق، أن "الخاسر الأكبر في التصعيد بين إسرائيل وغزة: محمود عباس"، مشيرة إلى تقويض موقف عباس بين الفلسطينيين، بحيث بات "لا يجرؤ حتى على دعوة الفصائل إلى إيقاف إطلاق الصواريخ على إسرائيل". وتُذكّر بأن عباس "اعتاد، في الماضي، السخريةَ من صواريخ "حماس" المحلية الصنع، ووصفها بأنها عقيمة وضارّة بالفلسطينيين".

ارتباك الساحة الإسرائيلية
واضحٌ الارتباكُ الداخلي في "إسرائيل"، على وقع اتِّهام نتنياهو بإعلاء مصلحته الشخصية على حساب المصالح الاستراتيجة. يجري ذلك في  ظلّ انقسام غير مسبوق في المجتمع الصهيوني، سياسياً وأيديولوجياً، بالإضافة إلى التحديات التي فرضها دخول فلسطينيي الـ48 على خط المواجهة على امتداد فلسطين التاريخية، ووجود أزمة ثقة وقيادة. يقول وزير الأمن السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، في مقال خصّ به "معاريف"، إن "نتنياهو يقود إلى تدمير الهيكل الثالث، ويعرّض وجودنا نفسه للخطر، ويقودنا إلى الهلاك"، مشيراً إلى أن "الخسارة الكاملة للردع والنظام والأمن والحوكمة وانهيار المنظومات الحكومية، لم يسبق لها مثيل". 

ويوضح أنه "في العملية الحالية لا يوجد هدف استراتيجيّ ولا أهدافٌ واضحة. يجب على إسرائيل أن تحدّد ما هي نهاية لعبتنا ضد قطاع غزة وكيف ستنفّذها. وهذه مناقشة يرفض نتنياهو بعناد إجراءها في الكابنيت".

في هذا السياق، تتحدث "جيروزاليم بوست" عن خطورة العدوان الذي تشنّه "إسرائيل" على غزة، لأنه يترافق، هذه المرة، مع تصدُّعات سياسية في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الأمر الذي قد يؤدّي إلى خسائر من الصعب تعويضها، بحسب تعبيرها. 

وبينما تدّعي الصحيفة أن جيش الاحتلال يسجّل إنجازات كبيرة في عملية "حارس الأسوار" بخلاف تقارير إسرائيلية أخرى، إلاّ أنها تؤكد "أن المنزل في غضون ذلك ينهار من الداخل".

سلسلة تحليلات نشرها في هذا الإطار النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، عيران عتصيون، في حسابه في "تويتر"، يقول فيها  إن "إسرائيل دخلت هذه المعركة في ظل ظروفٍ دونية، ولأسبابٍ سياسية شخصانية لنتنياهو. حركة "حماس" انتصرت في هذه الجولة منذ بدايتها، وإسرائيل لن تخرج منتصرة منها".

يجري ذلك بموازاة تكرر الإشارات في الصحافة الإسرائيلية عن أن العملية استنفدت في ظلّ تحذيرات من إطالة أمدها لأنها دخلت في مرحلة "التوحّل"، الأمر الذي قد ينقلب على "إسرائيل" سلباً، بحسب ما رأى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، عاموس هرئيل، الذي أضاف أنه من المرجح أن ترتكب "إسرائيل"، أخطاءً في هذه المرحلة.  

الخشية من انضمام حزب الله إلى المواجهة
أكثر ما تخشاه "إسرائيل" انضمامُ جبهات أخرى إلى المواجهة، ولاسيما جبهتا لبنان وسوريا، واللتان أصبحتا منذ اندلاع الأزمة السورية جبهةً واحدة، تُسمّيها "إسرائيل" جبهة الشمال، وتتعامل معها على هذا الأساس. 

في حال طال أمد العدوان وتكثَّفت المجازر الإسرائيلية، يُستبعد أن يسمح محور المقاومة بالاستفراد بغزة. وليس مستبعَداً أن يتدخل إنِ اقتضت الضرورة. إطالة أمد العدوان من شأنها أن توفّر الظروف الموضوعية لتحوّل كهذا. ويمكن، في هذا الإطار، قراءة عمليات إطلاق الصواريخ من جنوبيّ لبنان مرتين. في المرة الأولى، أُطلقت من منطقة القليلة جنوب صور وسقطت قرب مستعمرة شلومي، كما أعلن إعلام العدو. وفي المرة الثانية (الإثنين) أُطلقت من منطقة العرقوب وسقط بعضها داخل الأراض اللبنانية فيما سقط اثنان منها في منطقة مفتوحة من مستعمرة مسكاف عام قبالة العديسة. ولا يُستبعَد أن نشهد مرات ثالثة ورابعة وخامسة، الأمر الذي قد يجرّ إلى تدحرج الأمور، بحيث تؤدي إلى اشتعال الجبهة.

الخوف من اشتعال هذه الجبهة تحديداً تردَّدت أصداؤه في أكثر من صحيفة، وعلى لسان أكثر من مسؤول سياسي إسرائيلي. في هذا الإطار، يقترح ليبرمان على "كل مواطن في إسرائيل" أن يسأل نفسه: "إذا كان هذا هو وضعنا في مواجهة حماس، فما هو موقفنا في مواجهة حزب الله وإيران؟".

رأي آخر صادر من شخصية اعتبارية، هي بوعاز غانور، الذي يحمل أكثر من صفة. فهو "المؤسس للمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ومديره التنفيذي، ورئيس مركز رونالد أس لاودر لمكافحة الإرهاب في مدرسة لاودر الحكومية في مركز هرتسليا المتعدد التخصصات". يقول غانور في "جيروزاليم بوست" إنه "إذا تمكنت "حماس" و"الجهاد الإسلاميّ" من إطلاق عدة مئات من الصواريخ يومياً في وابل من عشرات الصواريخ، فإن حزب الله يخطط لإطلاق الآلاف يومياً في وابل من مئات الصواريخ". وينصح غانور القيادة الإسرائيلية بأن تستعدَّ فوراً للتحديات التي من المحتمل أن تشكّلها الحملة الشمالية، في أرض المعركة وفي الجبهة الداخلية.

موقف الإدارة الأميركية
موقف الإدارة الأميركية غير متحمّس للتصعيد، في ظل تنامي التيار المنتقد لـ"إسرائيل" داخل الحزب الديموقراطي. وعلى الرغم من استمرار الموقف التقليدي للحكومة الأميركية، عبر انحيازها التامّ إلى "إسرائيل"، فإنّ هناك عدة مؤشِّرات على عدم وجود رغبة لدى الإدارة الحالية في الانخراط في الصراع وتصعيد الوضع، هذا عدا عن غياب "الكيمياء"، في العلاقة الشخصية، بين رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن. 

ثلاثة اتصالات أجراها بايدن بنتنياهو منذ اندلاع المواجهة، وشدّد في الاتصال الثالث (الإثنين) على أنه يدعم وقفاً للنار في غزة كما نقل الإعلام الإسرائيلي.

تشي مواقف بايدن وكبار مستشاريه بأن أولوياتهم الدبلوماسية تتركز على مكان آخر، بحيث لا يبدو أن هناك غطاءً كافياً لاستمرار الحرب إلى وقت طويل. وبينما تحاول إدارة بايدن، كما يبدو، استعادة بعض عناصر السياسة الأميركية التي اختلّت بسبب موقف إدارة ترامب المؤيد لـ"إسرائيل" على نحوٍ سافر، تتعالى أصوات في أوساط حزب الرئيس، وخصوصاً "التيار التقدمي" الذي يمثله بيرني ساندرز وزملاؤه، في انتقاد العدوانية الإسرائيلية وغياب التوازن في مقاربة واشنطن للعلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وهذا التيار يتمتع بقواعد شعبية لا يُستَخَف بها، وقد تتأثر بمواقف قادتها.

وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في هذا الإطار أن الرئيس الأميركي مضطرّ للتعامل مع ضغطٍ متزايد من داخل الحزب الديمقراطي. ومنذ يومين وقّع 28 سيناتوراً، يشكّلون أكثر من نصف الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، على رسالة تدعو إلى وقفٍ فوري للنار مع حماس.

في حال استمرار المواجهة، يمكن أن يتعزَّز تنامي الرأي العام المناهض لـ"إسرائيل" داخل الولايات المتحدة، وخصوصاً أن هناك إرهاصات واتجاهات في أوساط متعددة، بشأن العبء الذي باتت تشكّله "إسرائيل" على السياسة الأميركية، وبين هذه الأوساط يهود أميركيون.

لا يقتصر الأمر على واشنطن إذ نقلت تقارير إسرائيلية عدة أن الضغط الدولي على تل أبيب يتزايد من أجل التوصل إلى وقفٍ للنار، وأن الجهود الدولية مستمرة في الأيام الأخيرة بكامل القوة.

خسائر "إسرائيل" الاقتصادية
لا تقتصر خسائر الاقتصاد الإسرائيلي على الخسائر المباشِرة، بل على ما يتعداها من خسائر إستراتيجية يصعب ترميمها، وسوف يزيد هذا الأمر اطّراداً مع استمرار المواجهة العسكرية. من ذلك سمعة "إسرائيل" التي تسعى لجذب الاستثمار مستقبلاً في حقول الغاز، وتحويل فلسطين المحتلة إلى مركز لنقل الغاز إلى أوروبا عبر منصة "منتدى غاز المتوسط"، كذلك سعيها لأن تكون مركز الثقل في المنطقة، اقتصادياً وتجارياً ومالياً، وتعويلها في هذا الإطار على اتفاقيات التطبيع.

لقد تضرَّرت حتى الآن سمعة صناعاتها العسكرية بسبب محدودية قدرات أنظمتها الدفاعية الجوية التي تسعى لتسويقها في دول الخليج، كما حدث لفخر صناعتها "الميركافا" خلال حرب تموز/يوليو 2006.

استطاعت المقاومة حتى الآن إيقاف الإنتاج في حقل "تمار" للغاز، وتوقّفت شركة "شيفرون" عن التنقيب واستخراج الغاز، كما اعترف جيش الاحتلال باشتعال حريق في منصة حقل "لفياثان" لاستخراج الغاز في مقابل حيفا، وإن عزا الأمر إلى "خلل عملي". كما استهدفت المقاومة خط الأنابيب بين "إيلات" و"عسقلان"، الأمر الذي ستكون له تداعيات سلبيّة على مشاركتها في "منتدى شرق المتوسط".

وعدا عن أضرارها المباشرة الناتجة من توقف قطاعاتها الإنتاجية والتي يمكن تعويضها، إلا أنَّ من الصعب تعويضَ غياب الأمن والمخاطر القائمة، وهما عاملان أساسيان في جذب الاستثمارات، بعد أن استهدفت المقاومة منطقة "غوش دان"، التي تُعتبر درّة تاج الاقتصاد في الكيان.

المفاجآت العسكرية للمقاومة
تخشى "إسرائيل" ظهور مفاجآت عسكرية جديدة على خط المعركة، الأمر الذي من شأنه أن يُحرج أكثرَ قادةَ الاحتلال. تمثَّلت المفاجأة العسكرية حتى الآن بإدارة معركة الصواريخ والتحكّم والسيطرة ومَدى الصواريخ وقوتها التدميرية، وبدخول طائرات مسيَّرة وأنواع أسلحة جديدة خَطَّ المواجهة، هذا عدا عن مفاجأة دخول فلسطين التاريخية على خط المواجهة. لكنّ هناك مفاجآت لم تَظهر بعدُ، وعبّر عنها أكثر من قياديّ ومن ناطق باسم فصائل المقاومة.

وبينما أوضحت صحيفة "معاريف" قبل أيام أن حركة "حماس" "باغتتنا ونحن غير مستعدّين"، مُتسائلةً "كيف حدث أن الجيش الإسرائيلي لم يعرف بالقُدرات التي طوّرتها "حماس" في السنوات الأخيرة"، فإن صحيفة "يديعوت أحرنوت" تجزم بأن "حماس" لا تزال تمتلك كثيراً من المفاجآت.

في هذا الإطار، ينقل موقع "والاه" عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي مطالبتهم بوقف الهجوم العسكري والتوصل إلى إيقاف لإطلاق النار، "خوفاً من بروز مفاجأة تتطلب ردًّا عبر مناورة برية".

الرأي العام العربي والدولي
تولي "إسرائيل" اهتماماً كبيراً للرأي العام الدولي، وخصوصاً الغربي، في كل مواجهاتها مع المقاومة، وتحرص على تسويق وجهة نظرها وتبرير عملياتها باعتبارها "دفاعاً عن النفس ضد الإرهاب". 

وإن كان منطقياً في السابق أن يتركّز الاهتمام الأكبر على الرأي العام الدولي مقارنة بالرأي العام العربي، فإن الجديد في هذه المواجهة أنها أتت بعد أشهر على اتفاقيات التطبيع. يُطمَئِن "إسرائيلَ" تصنيفُ حركات المقاومة، وضمنها "حماس"، "منظمات إرهابية" لدى الدول المطبّعة، إلا أنه مع استمرار المواجهة الحالية من المنطقي الافتراض أن العدوان الإسرائيلي سوف يفاقم إحراج أنظمة التطبيع وتهافُت منطقها في تبرير إقامة علاقات بـ"إسرائيل"، بدليل اضطرار عدد من هذه الأنظمة إلى إصدار بيانات إدانة للتصرفات الإسرائيلية، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج تناقض المصالح الإسرائيلية.

توضح صحيفة "جيروزاليم بوست"، في هذا السياق أن "إسرائيل" "تخسر مرة أخرى الدعم في محكمة الرأي العام، بينما التعاطف الدولي يميل لمصلحة الفلسطينيين"، في حين تشير "معاريف"  إلى أن استمرار القتال "يمكن أن يورّط إسرائيل مع المجتمع الدولي".

قبل مدة، كتب جاريد كوشنر في صحيفة "وول ستريت جورنال": "نشهد آخر بقايا ما عُرف بالصراع العربي الإسرائيلي". قال ذلك حين كان يعرض نتائج "اتفاقات أبراهام"، وكان لديه وهمٌ قاتل بأن الفلسطينيين كانوا مهزومين إلى درجة أن "إسرائيل" يمكن أن تتجاهل ببساطة أبسط مطالبهم.

لقد قطع "سيف القدس" الأوهام إلى غير رجعة، وأعادت "ملحمة فلسطين" إلى الواجهة من جديد قضية فلسطين، كل فلسطين، قضيةً محورية في وجدان العرب والعالم. في المعركة على الوعي، تعزّزت القناعة أنها مسألة وقت.. وفق حسابات منطقية ورياضية إنها مسألة وقت فحسب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Empty
مُساهمةموضوع: رد: لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"   لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Emptyالأربعاء 19 مايو 2021, 3:54 pm

"هآرتس": هذه هي أكثر العمليات الفاشلة وغير الضرورية لـ"إسرائيل"

صحيفة "هآرتس" تتحدث عن فشل في استعدادات الجيش الإسرائيلي وغياب الاستراتيجية في العملية العسكرية الأخيرة، وتدعو إلى إحداث إصلاحات وفتح تحقيق داخلي في الجيش.

كتب لاوف بن في صحيفة "هآرتس" مقالاً يضيء فيه على الفشل الإسرائيلي في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ويبرز المشاكل التي عاناها الجيش، والتي تحتاج إلى إصلاح، بحسب رأيه. وهذا نص المقال منقولاً إلى العربية:

في يومها التاسع، تبدو عملية "حارس الأسوار" في غزة أكثر الحروب الإسرائيلية الفاشلة وغير الضرورية، حتى في المنافسة الشديدة في دوري أبطال "حرب لبنان الثانية" وعمليات "الجرف الصلب" و"الرصاص المصبوب" و"عمود السحاب" في  غزة.

إننا نشهد فشلاً عسكرياً وسياسياً خطيراً كشف النقاب عن إخفاقات في استعداد الجيش، وإدارة وقيادة حكومية متخبطة وعاجزة. وبدلاً من تضييع الوقت في السعي غير المجدي من أجل "صورة الانتصار"، والتسبب بالقتل والدمار في غزة، وتعطيل الحياة في إسرائيل، يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يتوقف الآن، ويوافق على وقف إطلاق النار، والأمل في أن يتم استيعاب الفشل بسرعة، من خلال الرأي العام، مثل كارثة ميرون.

في عالم سليم، كان يجب أن يُضاف هنا: "أمر بتحقيق داخلي أولي في الجيش الإسرائيلي"، لكن المتهم الجنائي نتنياهو، الذي يقاتل من أجل مركزه في شارع بلفور، ليس لديه الصلاحية أو السلطة السياسية لقيادة مثل هذا التغيير الضروري.

هذه هي المشاكل الرئيسة، والتي تم اكتشافها في الاستعدادات للحرب وإدارتها:

1- تفاجأت إسرائيل تماماً بمبادرة حماس وجرأتها وقدرتها القتالية، التي أظهرتها في إطلاق آلاف الصواريخ نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

2- تركَّز اهتمام إسرائيل الأمني ​، على مدار العقد الماضي، على "المعركة بين الحروب" في الشمال والصراع ضد إيران. كان يُنظر إلى غزة على أنها ساحة ثانوية يجب احتواؤها في مجموعة من الوسائل الاقتصادية - تمويل حماس من حلال قطر بتأييد إسرائيلي وتخفيف معيّن للحصار مثل إدخال مواد البناء -، وفي استثمارات كبيرة (ومبررة) في وسائل الحماية، وعلى رأسها القبة الحديدية والجدار تحت الأرض عند حدود غزة، والذي أثبت نفسه في إحباط عمليات تسلل برية وتقليل الأضرار التي لحقت بالجبهة الداخلية.

يُنظر إلى حماس على أنها جارٌ سيئ، لكنها معزولة وضعيفة، وكان الاهتمام الوحيد الذي أثارته في الرأي العام الإسرائيلي هو النقاش الدوري بشأن عودة الأسرى المدنيين وجثث الجنود. بقدر ما هو معروف، لم يحذّر أي من "القيّمين" من أن حماس يمكنها بجهد ضئيل أن تتخلص من القفص الذي دفعته إسرائيل إليه، والوقوف على رأس النضال الفلسطيني بصفتها مدافعة عن المسجد الأقصى، وتعزيز الانقسام بين حكومة نتنياهو والإدارة الأميركية الجديدة.

3- تحت رعاية الفشل الاستخباري الاستراتيجي عبر الاستخفاف بنيّات حماس وقدراتها، تطور الفشل الاستخباريّ التكتيكي أيضاً: لم يقم الجيش الإسرائيلي بجمع أهداف نوعية كافية في غزة، الأمر الذي من شأنه أن يقوض دافع حماس وقدرتها على مهاجمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية. صحيح أن سلاح الجو ضرب أهدافاً كثيرة تحتاج حماس إلى جهد لاعادة ترميمها، لكن هذا لا يكفي. وأيضا ساعات التحليق وذخائر الجيش الإسرائيلي لها ثمن اقتصادي، مثلها مثل حفريات حماس والصواريخ. وكما كتب الجنرال يسرائيل تال ذات مرة: "عندما تُستمد الاستراتيجية من التكتيكات، تُربح المعارك وتُخسر ​​الحروب".

يمكن للمرء أن يغذي الجمهور في كل نشرة أخبار بالتبجح بـ"الضربات المؤلمة التي وجهناها إلى حماس"، وإبراز الفخر بالطيار الذي قتل ضابط الجهاد الإسلامي - ناهيك بميزان القوى لطائرة مقاتلة متطورة ذات تسليح دقيق ضد مبنى سكني - كنسخة جديدة من يهودا مكابي ومئير هار تسيون. كل هذه الطبقات من المكياج لا تستطيع إخفاء الحقيقة: ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي فكرة عن كيفية إسكات جيش حماس واخراجه عن توازنه. انهيار الأنفاق في قصف مكثّف أظهر القدرة العملياتية الاستراتيجية، من دون الإضرار فعلياً بقدرات العدو القتالية.

لنفترض أن 100 أو 200 أو حتى 300 من مقاتلي حماس قُتلوا في الأنفاق، فهل كان ذلك سيسقط سلطتها؟ منظومة التحكم والسيطرة؟ قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل؟ يتجلى فقدان المشورة العسكرية في النسبة المتزايدة من المدنيين القتلى مقارنة بالمقاتلين في الجانب الفلسطيني، مع استمرار العملية، وهي علامة واضحة ومثبتة على إطلاق النار ضد أهداف عَرَضية وغير مهمة.

4- بعد عام على كورونا، اعتاد الجمهور الإسرائيلي إغلاق المدارس والشوارع الخالية والمطار المشلول، ويظهر صموده حتى عندما يتم فرض قيود بسبب الصواريخ من غزة وليس بسبب فيروس من الصين. يتركز القلق العام على انهيار التعايش بين العرب واليهود داخل إسرائيل، وليس على الصراع الخارجي. مع ذلك، ألحقت حماس أضراراً جسيمة بنسيج الحياة، من تل أبيب إلى الجنوب، ولا يبدو أن الجيش الإسرائيلي قادر على منع هذا أو إيقافه، حتى بعد أسبوع ونصف أسبوع من تبادل إطلاق النار.

5- لقد تدهورت القوات البرية للجيش الإسرائيلي إلى دور هامشي لقوة الخداع، التي تتمثَّل مهمتها بإرباك العدو وإغرائه، وحتى في هذا لم ينجحوا على ما يبدو، ومقاتلو حماس لم يدخلوا بأعدادهم الكبيرة الأنفاق المقصوفة. حسناً، لا يوجد شخص يفكّر في عملية برية فيها خسائر كبيرة في قطاع غزة. وليس لإسرائيل أي هدف لتبرير مثل هذا العملية. وهذه المرة، لا توجد دعوات "دخول" و"تحطيم" واجتياح غزة، حتى في أقصى يمين الخريطة السياسية. ومع ذلك، فإن الخوف يتسلل إلى القلب من أن الجيش غير قادر حتى على الدخول للميدان، وليس جاهزاً للقتال.

6- تجدر بنا العودة إلى نبوءات غضب الجنرال في الاحتياط إسحاق بريك، أشد منتقدي قيادة الجيش في السنوات الأخيرة، والذي حذّر مراراً وتكراراً من أن الحرب القادمة ستخاض في الجبهة الداخلية، وأن إسرائيل ليس لديها قدرة الرد على الهجمات بآلاف الصواريخ، والقوات البرية غير قادرة على القتال. كما أشار بريك إلى الحرب المستقبلية مع حزب الله، الذي تُعَد قوة نيرانه أقوى كثيراً من قوة حماس، لكن المواجهة الحالية يجب أن تبدو كأنها تمرين رطب قبل الاختبار الحقيقي، والنتيجة ليست جيدة.

اعترضت القبة الحديدية الأغلبية العظمى من الصواريخ، وأنقذت كثيراً من الأرواح، لكنها وجدت صعوبة في تحمل القذائف المركَّزة، والتي أغرقت منظومة الحماية الإسرائيلية. الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تتضرَّر من قبلُ بهذا القدر من الذخائر. أصبحت عسقلان مدينة أشباح، وهُجرت المنازل غير المحمية. وكل هذا يتضاءل أمام قدرات حزب الله.

في ضوء هذه الإنجازات الضئيلة، من الأفضل أن يتوقف نتنياهو الآن، ويعطي على الأقل إنجازاً صغيراً لبايدن الذي يطالب بإيقاف فوري لإطلاق النار. لا جدوى من الاستمرار في ضرب وسادة الرمل لغزة، وتعطيل الحياة في جنوبيّ البلاد ووسطها. من المحتمل أن ينتظر إصلاح الجيش، على ما يبدو، صعود قيادة أخرى في إسرائيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Empty
مُساهمةموضوع: رد: لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"   لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Emptyالأربعاء 19 مايو 2021, 3:54 pm

لماذا يُمانع بايدن وقف العدوان؟

الرئيس الأميركي الذي يُعطّل دعوة مجلس الأمن لوقف النار، يسعى إلى إنكار التحوّل التاريخي - الاستراتيجي للمقاومة، ويستهدف إنقاذ "إسرائيل" من موت "أوسلو" ومراوغة "حلّ الدولتين".

بعد أن استفاق "مجلس الأمن" والأمم المتحدة من هول المجازر في الأيام الأولى للعدوان على غزة، أبدت الإدارة الأميركية وجهتها لما تسميه "خفض التصعيد والتهدئة الدائمة". والهدف من ذلك تخطّي تدخّل "مجلس الأمن" لمصلحة عمل أميركا مع حلفائها، ومنع التداول في مفهوم وقف إطلاق النار الذي يستلزم الاعتراف بانتصار المقاومة في تغيير قواعد الاشتباك ومعادلات الميدان.

في هذا الأمر، يختلف بايدن عن سياسة أوباما الذي كان يعمل مع "المجتمع الدولي" لحماية "إسرائيل"، بتأثير اللوبيات الصهيونية والمصالح الأميركية والأوروبية، التي تتجاوز اللوبيات اليهودية إلى منظومة أجهزة الدول والمؤسسات، كما أورد خفَراً في كتابه "الأرض الموعودة".

بايدن الصهيوني المعتقَد الذي يأخذ على عاتقه حماية وجود "دولة إسرائيل"، بناء على ما يُسمى "القيَم الديمقراطية الأميركية" التي تحتضن "الصهيونية الديمقراطية"، أبعد من أداء "إسرائيل" والمقاربات التي تعطّل التنويم المغناطيسي في عملية ترويج "القيَم".

هذا هو مفاد الحوار غير المألوف بين سفير "إسرائيل" في واشنطن مئير روزبن في العام 1986 وبايدن، حين أعرب عن احتمال ترشّحه للرئاسة في العام 1988. وبناء عليه، لم تضم قائمات السفارة الإسرائيلية اسم بايدن بين الأسماء الصديقة لـ"إسرائيل" أو المعادية لها.

أمام العدوان الإسرائيلي على غزة، يبدو أن بايدن يستحضر إرثه الصهيوني بأن يأخذ على عاتقه في الرئاسة حماية وجود "إسرائيل" التي خلخلت "صفقة القرن" "دولتها الصهيونية الديمقراطية" على ما نشأ عليه استعمار فلسطين في "المجتمع الدولي".

يرى بايدن أن تحلّل الدولة في إظهار وجهها الفاشي عارياً كشف الغطاء عن استيطان الاستعمار في فلسطين وتشريد شعبها والاستيلاء على تاريخها ومقدساتها... فأبطل فعالية أسلحة التضليل الدولي - الإسرائيلي في الحديث عن "قيَم" التسامح ونبذ العنف والتعايش السلمي والمفاوضات... وصولاً إلى قيمة القيَم الإمبريالية الأميركية في بدعة "مكافحة الإرهاب".

وفي هذا السياق، تنغمس إدارة بايدن لإنهاء جولة المقاومة التي دفنت "أوسلو"، تحت شعار "وقف العنف والمساعدات الإنسانية" من دون اتفاق على وقف النار، تهرّباً من الاعتراف بقواعد الاشتباك والمعادلات الجديدة، حيث يكون "مجلس الأمن" شاهد زور.

الاتحاد الأوروبي يصب بدوره الماء في الطاحونة الأميركية، على الرغم من عبارة "وقف النار" المرفقَة "بحق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، بحسب جوزيب بوريل، فالحلف الأميركي - الأوروبي يمهّد الطريق أمام استكمال "إسرائيل" قتل المدنيين وتدمير المنشآت وترويع الشعب الفلسطيني بشكل متقطّع، بذريعة منع المقاومة من تعطيل "مساعي التهدئة الدائمة"، ما يؤكد أن عصب احتلال فلسطين هو في أميركا والدول الأوروبية من البداية إلى النهاية.

حلفاء أميركا في المنطقة يتكفّلون بالضغط على المقاومة لـ"التهدئة"، ويذرّون الرماد في العيون بالحديث عن المساعدات وحماية الأقصى والشيخ جرّاح.... لكنهم يعدّون عدّة حصان طروادة للانخراط في محاولة القضاء على إنجازات المقاومة البطولية، وإعادة تثبيت احتلال فلسطين وراء أميركا والدول الأوروبية في وهم إحياء عظام "الحل السياسي" وهي رميم.

المقاومة المنتصرة في كسر حاجز الردع الإسرائيلي بقوّة السلاح والصواريخ التي تهدّد تل أبيب والمطارات وحقل "تمارا".... أطاحت بمعادلات تكريس احتلال فلسطين، وحققت الديموقراطية المباشرة في اختيار الشعب وتكامل المقاومة المسلّحة والمقاومة الشعبية على كل الأرض الفلسطينية المحتلّة في النكبة والنكسة، ولا يخمدها المزيد من المجازر والتنكيل بالشعب الفلسطيني بل يزيد تأجيجها.

الانتصار التاريخي - الاستراتيجي الذي تحقّقه المقاومة يتجسّد على أرض الواقع في فلسطين، التي تقسم العالم إلى فسطاطين يتواجهان في ضفتين: ضفة المقاومة لإزالة الاحتلال وتحرير فلسطين التي يتطلّع إليها الشعب الفلسطيني والعربي وأحرار العالم. وفي مقابلها، الضفّة الأميركية والدول الغربية وحلفاؤها الذين يتطلّعون إلى تكريس احتلال فلسطين ودعمه بترويج "وقف العنف" أو ما يسمى "الحل السياسي".

انتصار المقاومة أعاد قضية احتلال فلسطين إلى قلب الصراع في المنطقة والعالم، من أجل التحرّر وتفكيك منظومة التوحّش الأميركي، وأكّد استراتيجية محور المقاومة في التصويب على رأس الحية الأميركية لقطع ذنَبها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Empty
مُساهمةموضوع: رد: لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"   لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Emptyالخميس 20 مايو 2021, 4:44 pm

بين الاستعلام والميدان.. كيف هزم "سيف القدس" "إسرائيل"؟
شارل أبي نادرشارل أبي نادر 

حالياً، يعتبر هذا الوضع وحده انتصاراً للمقاومة الفلسطينية التي شكلت، بمعزل عما ستؤول إليه نهاية المعركة، نقطة مفصلية في الصراع.

اليوم، وبعد 10 أيام من المواجهة التاريخيّة بين المقاومة (العسكرية والشعبية الواسعة) في غزة، وفي كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، من جهة، والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى، ما زال الاشتباك يحافظ على المستوى والزخم نفسه من العنف والإجرام الذي تمارسه الوحدات العسكرية الجوية الإسرائيلية أو الوحدات الأمنية، والثبات والتركيز الذي تظهره المقاومة الفلسطينية في مناورتها الصاروخية.

حالياً، يعتبر هذا الوضع وحده انتصاراً للمقاومة الفلسطينية في عملية "سيف القدس"، التي شكلت، بمعزل عما ستؤول إليه نتيجتها أو نهايتها، نقطة مفصلية في الصراع الواسع ضد "إسرائيل"، بعد أن خلقت دينامية جديدة في القتال والاشتباك والمواجهة، لن تكون "إسرائيل" قادرة على التخلص منها أو الإفلات من تداعياتها على كل المستويات؛ العسكرية والأمنية والسياسية.

فقد العدو خياراته مع تقدم الوقت، ساعة بعد ساعة، ولم يبق أمامه إلا استهداف البنى التحتية والمدنيين الآمنين للضغط على المقاومة، في محاولة يائسة لاستعادة المبادرة التي انتزعتها منه رغماً عنه، فقد خسر المبادرة العسكرية في الميدان، ووصل إلى طريق مسدود عسكرياً أمام إمكانية تحقيق هدفه الأساسي من العدوان الواسع، الذي حدده بإنهاء البنية العسكرية للمقاومة في غزة، وخصوصاً الصاروخية.

وبالتالي، وبعد خسارته المبادرة العسكرية، خسر العدو أيضاً المبادرة السياسية، فحكومته، برئاسة نتنياهو، لا تملك حالياً ما تقوله أمام الداخل الإسرائيلي المصدوم والمتفاجئ من الموقف غير المتوازن الذي وصلت إليه الوحدات العسكرية والسياسية، ولا تملك هذه الحكومة أيضاً ما تقدمه للوسطاء المتمثلين في الأطراف الإقليمية أو الدولية التي تحاول التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إذ تخشى (حكومة نتنياهو) اتخاذ أي قرار ينتج منه رد فعل غير مقبول من الجيش أو الإعلام أو الأحزاب المتشددة، والتي تتمسك، كما يبدو، بخيار التدمير والقتل، وتفرض استمرار المواجهة، رغم الصفعات التي يتلقاها الكيان المهزوم الذي يعيش أكثر من نصف سكانه في الملاجئ، بعد أن جعلت صواريخ المقاومة كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ساحة حرب ومواجهة، فكيف وصل العدو إلى هذا الوضع غير المسبوق من الضعف والتردد والضياع؟ وما المعطيات الاستعلامية والعسكرية التي سببت له هزيمة غير منتظرة؟

لناحية الاستعلام، أصبح المتابعون الجديون، سواء كانوا داخل الكيان أو خارجه، يملكون قناعة مفادها أن المعلومات الاستخبارية والاستعلامية التي يملكها العدو، والتي كونت تقديراته عن أسلحة المقاومة وقدراتها، كانت ناقصة، أو على الأقل عاجزة عن الإحاطة بالتفاصيل والمعطيات التي تميزت بها مناورة المقاومة الصاروخية الصادمة.

السبب هنا طبعاً لا يمكن وضعه في خانة ضعف القدرة الاستعلامية لدى العدو، فتاريخه في هذا المجال معروف، وهو يتميز بقدرة استعلامية غير بسيطة. ولطالما كانت أجهزته المخابراتية والأمنية (الموساد والشاباك وغيرهما) داخل الكيان وخارجه ناشطة وفاعلة، وهي تملك أساساً القدرة المالية والفنية الضخمة الّتي تجعلها ملمّة بما تحتاجه معركة الكيان بشكل عام.

إن ما أوجد الفارق في البعد الاستعلامي الذي احتاجته مواجهة "سيف القدس"، والذي أظهر فشل استعلام العدو وعجزه عن الإحاطة بقدرات المقاومة، يمكن إرجاعه إلى نجاح المقاومة الفلسطينية في حماية قدراتها الصاروخية وكامل بنيتها العسكرية، لناحية تطوير الصواريخ ونقلها وتخزينها، أو إخفاء قواعد الإطلاق وتجهيزها للمناورة في أصعب ظروف الرصد والمراقبة، أو القصف الجوي المركز والعنيف والمُدَمِر.

أسباب نجاح المقاومة في مناورتها الاستعلامية (السلبية)، بمعنى مناورة الإخفاء والتمويه والخداع، تعود إلى عدة معطيات، أهمها المجهود الشخصي على صعيد فردي أو على صعيد قيادة المقاومة وكوادرها، والذي أدى دوراً أساسياً في صقل منظومة الحماية والسرية الآمنة لقدراتها ومناورتها وتحضيراتها.

هذا المجهود أضيف إليه الكثير من التجارب السابقة في العمل المخابراتي والأمني بمواجهة أمن العدو واستعلامه، إضافة إلى عنصر أساسي استفادت منه المقاومة، وهو ما نقله بعض أطراف محور المقاومة إلى أجهزتها الأمنية، وخصوصاً "حزب الله"، الذي يملك مروحة واسعة من التجارب العسكرية والميدانية والأمنية بمواجهة العدو. وقد ظهرت لمسات الحزب وخبراته، وبكل وضوح، في مناورة إخفاء الصواريخ ومناورة الإطلاق الناجحة والثابتة، رغم زنار القصف الجوي العنيف.

في المواجهة العسكرية، لا شكّ في أنّ "جيش" العدو يملك قدرات مميزة في الجو والبحر والبر، وهو يعتبر من الأقوى إقليمياً في هذا المضمار. وبكل موضوعية، لم يتم اختبار أغلب وحداته في المواجهة الأخيرة، إذ لم تشترك وحدات البر والمدرعات والبحر في المواجهة، وظهرت ثغراته العسكرية في نقطتين؛ القبة الحديدية ورد فعل القيادة العسكرية.

في النقطة الأولى، وأمام ضعف القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي أو فشلها أو عجزها، بدت القبة كأنها مختلفة عن تلك التي دُفعت أموال طائلة لتطويرها، أو التي تنفذ عشرات المناورات الحية سنوياً في البحار البعيدة مع الناتو أو في آلاسكا مع الوحدات الأميركية، إذ جالت صواريخ المقاومة وصالت على كامل جغرافيا الكيان، وبنسبة كبيرة غير متوقعة، واستطاعت تجاوز القبة الحديدية. غطّت تلك الصواريخ كل المناطق المحتلة، من الجنوب إلى الشمال، مع وصولها إلى أغلب القواعد الجوية والبوارج الحربية في عرض البحر بمواجهة شواطئ غزة.  

في النقطة الثانية، كان رد فعل القيادة العسكرية بارداً بمواجهة المناورة الصاروخية الصادمة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية. وقد ظهرت هذه القيادة بعيدة عن مستوى التعامل مع مناورة الصواريخ، وكأنها لا تملك أي خطة بديلة أو مناورة احتياطية لأوضاع استثنائية كهذه، أو كأنها لم تكن تضع في حسبانها إمكانية وصول قدرات المقاومة إلى هذا المستوى، وهو أمر غير مفهوم وغير مقبول من الناحية العسكرية عند دراسة قدرات الخصم، التي من المفترض وضع كل الاحتمالات أمامها في هذا الإطار، حتى لو كانت بعيدة، وكانت نسبة حدوثها ضعيفة جداً.

هكذا، بين فشل العدو في الإحاطة الاستعلامية الدقيقة والكاملة بقدرات المقاومة، وتقصيره في ضبط حركة صواريخها، لناحية القدرات المتطورة في المدى، أو الدقة والقدرة على تجاوز القبة الحديدية، أو تحديد قواعد الإطلاق الثابتة أو المتحركة، وبطء قيادته في الاستجابة للمواجهة وعدم استدراكها كل الاحتمالات حول قدرة المقاومة الفلسطينية، نجحت الأخيرة في فرض انتصار صادم بمواجهة "جيش" العدو. 

ستكون هذه المواجهة التاريخية التي جاءت تحت اسم عملية "سيف القدس" نقطة مفصلية في الصراع، ولن يكون ما بَعدَها كما قبلها حتماً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Empty
مُساهمةموضوع: رد: لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"   لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل" Emptyالخميس 20 مايو 2021, 4:45 pm

هل يمكن تحقيق شروط المقاومة لوقف إطلاق النار؟


د. فايز أبو شمالة
أمد/ من بعيد، يبدو أن شروط المقاومة لوقف إطلاق النار مع العدو الإسرائيلي غير قابلة للتحقيق، ولاسيما أن العدو الإسرائيلي قد اشتغل عشرات السنين للفصل بين غزة والضفة الغربية، والفصل بين الضفة الغربية والقدس وبقية الأراضي الفلسطينية المغتصبة سنة 48، وقد حرص العدو على تضمين ذلك  الفصل في  اتفاقية أوسلو الموقعة سنة 1993، فهل سيوافق العدو على خسران كل تلك السنين التي حرص خلالها على فصل القدس عن محيطها العربي؟ هل سيخضع العدو لشروط المقاومة، ويوافق على ربط التهدئة مع غزة بالتوقف عن اقتحام المسجد الأقصى، والتوقف عن ترحيل الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح؟

وهنا لا بد من التأكيد على أن مطالب المقاومة الفلسطينية شرعية ومنطقية وسياسية، ولا يستطيع أحد أن يقول لرجال المقاومة: لا، احشروا طلباتكم داخل غزة، ولا شأن لكم بالقدس، حتى أن الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع العدو الإسرائيلي، وتلك الدول التي طبعت علاقاتها مع العدو، لا تجرؤ على الاعتراض على مطالب المقاومة، ولا يمكنها الضغط على رجال غزة، لتحقيق تهدئة مقابل تهدئة، بل ستجد هذه الدول نفسها تصطف إلى جانب المقاومة، وتطالب العدو الإسرائيلي بوقف العدوان على المسجد الأقصى.

لقد نجحت المقاومة في الربط الوثيق بين المقدسات الإسلامية والتهدئة، ونجحت وهي تقاتل تحت هذا الشعار في تحصين نفسها من النقد المألوف، ونجحت في تحريك الضفة الغربية، وإشعال النار داخل فلسطين المغتصبة سنة 48، إضافة إلى تحريك الشارع العربي، والمجتمع الدولي ضد العدوان الإسرائيلي، وهذا إنجاز ما كان ليتحقق للقضية الفلسطينية دون ذلك الربط الوثيق بين صواريخ غزة والمسجد الأقصى، ولهذا جاء الربط بين التهدئة وعدم الاعتداء على القدس خطوة سياسية مدروسة وذكية، وتستوجب التضحية، وتعطي للميدان الفرصة لكي تتوازن القوى على أقل تقدير، أو ترجح لصالح المقاومة التي أصبحت مدعومة من كل الشعب الفلسطيني من النهر إلى البحر، وأضحت تستند على مزاج عربي وإسلامي لا يمكنه إلا أن يكون داعماً للمقاومة مادياً وسياسياً.

ضمن هذا المشهد الذي فرضت فيه المقاومة نفسها نداً في الميدان، ورأس حربه يلوح بها كل الشعب الفلسطيني، تتحرك أكثر من دولة لتحقيق التهدئة، ولا يأتي هذا الحراك دون طلب رسمي من العدو الإسرائيلي، فهو الذي يرسل الوسطاء، وهو الذي يفتش عن تهدئة من خلال كل الأطراف التي لها تأثر في الساحة الإقليمية، وعلى رأس هؤلاء الوسطاء كان المبعوث الأمريكي للمنطقة، والمبعوث الدولي، واللذان يفتشان عن التهدئة بعد أن تأكد لهما استحالة تحقيق أي نصر للجيش الإسرائيلي، وبعد أن استجارت بهما إسرائيل للبحث عن مخرج، يحفظ مياه وجه الجيش الإسرائيلي الذي فقد هيبته تحت أقدام غزة.

المقاومة الفلسطينية ما زالت تصر على موقفها، وما زالت تمتلك الكثير من الأوراق المغطاة، والقادرة على قلب المعادلة بشكل أسوا مما حدث للعدو حتى اللحظة، لذلك جاء استعداد بعض الدول لتقديم المساعدات المالية العاجلة لغزة ضمن الجهد المبذول لتحقيق التهدئة، فقد استعدت ألمانيا لتقديم 40 مليون دولار مساعدات عاجلة، واستعد الرئيس المصري تقديم 500 مليون دولار لإعمار غزة، وهناك الدول الخليجية والأوربية الجاهزة لتقديم الملايين لمساعدة سكان غزة، وما دون ذلك، فإن العدو يهدد غزة بقطع الكهرباء، وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، والمزيد من الحصار، لتقف غزة بين خيارين، القبول بالتهدئة والمساعدات المالية، أم مواصلة المواجهة والتعرض للمزيد من التجويع والضغط الحياتي على الحاضنة الشعبية.

فهل ستوافق المقاومة على كل هذه الإغراءات المادية الإنسانية، وتتساوق مع التهدئة، أم تصر على أن تحقق المكسب السياسي، والقائم على الربط بين غزة والقدس، وتضرب عرض الحائط بكل الإغراءات المالية.

لن أنتظر الأيام القادمة لتحكم على المواقف، سأجزم من خلال مقالي هذا بان رجال المقاومة في غزة، والذين حاربوا الحصار مثلما حاربوا الإجراءات العقابية، ومثلما حاربوا الفقر والتجويع وإغلاق المعابر، وأبدعوا في فن المقاومة، وقصف تل أبيب، هؤلاء الرجال لن يطفئوا نار الضفة الغربية التي أشعلتها المقاومة، ولن ينزعوا سهماً غرسوه في صدر الاحتلال الإسرائيلي مقابل حفنة من الوعود بملايين الدولارات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
لهذه الأسباب الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: الحروب العربية الإسرائيلية-
انتقل الى: